هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 08:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-23-2015, 04:23 PM

عبد الوهاب السناري
<aعبد الوهاب السناري
تاريخ التسجيل: 11-16-2014
مجموع المشاركات: 229

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور (Re: عبد الوهاب السناري)

    هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور (1)
    الآيات 7 – 9 من سورة السجدة
    يزعم العديد من مؤيدي نظرية النشوء والتطور أنها تنفي وجود الخالق. لكن القرآن الكريم ميز بين نوعين من خلق الإنسان: الخَلْق من طين والخَلْق من تراب. ولكن لم يتمكن المفسرون من التمييز بين هذين النوعين بسبب إعتقادهم أن الطين الذي خُلِق منه الإنسان هو الطين المألوف، والذي نتج عن خلط التراب بالماء. وسوف أتطرق في هذا المقال والمقالات التي تليه (https://http://http://www.facebook.com/groups/mankindinquran/www.facebook.com/groups/mankindinquran/) إلى النصوص القرآنية التي تؤيد التطور. تضمن القرآن الكريم ثلاثة مجموعات من الآيات فصَّلتْ لنا في الخَلْق من طين، أول هذه المجموعات قوله تعالى:
    الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (9): سورة السجدة (32).
    المعنى الظاهر لهذه الآيات أن الله تعالى بدأ خَلْق الإنسان من طين؛ ثم جعله يتناسل بالماء المهين، أي المني؛ ثم سواه ونفخ فيه من روحه؛ وأكمل خَلْقه، بعد ذلك بأن جعل له السمع والأبصار والأفئدة. قد لا يختلف معي القارئ الكريم أن تفسير الآيات السالفة لا يتفق مع الرأي السائد بين المفسرين، من أن آدم كان البشر الوحيد الذي خُلِق من طين. فالمعنى الظاهر لها يدل أنه، جل شأنه، خَلَق آدم من طين، ثم خَلَق بعد ذلك ذريته من ماء مهين، ثم عاد فخَلَق آدم بعد خَلْق ذريته، ثم عاد وأكمل خَلْق ذريته وجعل لهم السمع والأبصار والأفئدة. وفي هذا الشرح تناقض جلي في تسلسل أحداث الخلق، إذا لا يمكن أن يكون إكمال خلق آدم قد حدث بعد خلق ذريته. ولخص الرازي نقاط الضعف التي تشوب هذا التفسير فيما يلي: "وعلى ما ذكرتم يبعد أن يقال: "ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ" عائدٌ إلى آدم أيضاً، لأن: "ثم" للتراخي، فتكون التسوية بعد جعل النسل من سلالة، وذلك بعد خَلْق آدم".
    ليس عدم إتساق تسلسل أحداث الخلق هو ما يضعف تفسير الرواد للنصوص الالفة، بل أيضاً زعمهم أن: "الْإِنسَانِ"، كما وردت في الآيات السالفة تدل على آدم أحياناً، وعلى ذريته أحياناً أخرى، على الرغم من أن مفردة: "الْإِنسَانِ"، كما وردت في القرآن الكريم، لم تشر إلى فرد بعينه سواء أن كان آدم أو غيره.
    قبل الإسترسال في شرح هذه الآيات، دعونا نقف برهةً لشرح النسل والسلالة، لأنهما مفردتان ذواتا معانٍ عديدة ومتقاربة. وقد يحدث ورودهما في نفس الآية خلطاً في تفسير النص، لا سيما إذا أُختير المعنى الخاطئ لأي منهما أو لكليهما. النسلُ أصلٌ كبير معناه إنفصال الشيئ من غيره. ويقال، أن الخَلْقَ تناسلوا إذا أنسَل بعضُهم بعضاً، أو وُلِد بعضهم من بعض. ويقال، تناسَل بنو فلان، إِذا كثر أَولادهم. أما لغوياً فلا يُطلق النسل فقط على الإنسان، إنما على الحيوان أيضاً. وبذا يمكننا تعريف النسل على أنه الخَلْق أو الولد أو الذرِّية من الإنسان أو الحيوان، لأنهم أنسلوا بعضهم بعضاً، أو أنه الكيفية التي يتناسل بها أي نوع من أنواع المخلوقات. تكررت: "نَسَل" ومشتقاتها في القرآن الكريم أربع مرات. فقد وردت مرتين في صيغة فعل المضارع، مرةً واحدة في معرض الحديث عن إنسلال ياجوج وماجوج، ووردت مرة أخرى في صيغة فعل المضارع في معرض الحديث عن إنسلال الناس من الأجداث، عندما يُنفخ في الصور. كما وورت مرة واحدة في صيغة العَلَمْ، كما هو الحال في الآية 8 من سورة السجدة، في معرض الحديث عمن يفسد في الأرض ويهلك الحرث والنسل:
    وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ (205): سورة البقرة (2).
    وإتفق المفسرون أن في: "النسل"، كما ورد في الآية الأخيرة، إشارة إلى نسل البشر أو نسل الأنعام أو كليهما، وهذا أمرٌ لابد من الوقوف عليه. فإذا أستثنينا الآية 8 من سورة السجدة، والتي قال جُل المفسرين، أن: "نَسْلَهُ"، تشير فيها إلى ذرية آدم، عليه السلام، أو إلى كيفية تناسلهم، فإن: "الذرية" هي المفردة الأكثر شيوعاً في القرآن الكريم للتعبير عن نسل الإنسان، إذ تكررت فيه 31 مرة، للدلالة فقط على تسلسل أبناء البشر من بعضهم البعض. كما وردت فيه مرةً واحدة للإشارة إلي نسل إبليس. وعلى الرغم من أن الذرية تعنى أيضاً النسل والسلالة، إلا أنها تقتصر من حيث اللغة على وصف نسل البشر، بينما يمكن وصف أبناء الحيوان فقط بالنسل والسلالة، وليس بالذرية. ولعله لهذا السبب لم ترد: "نسل" أو مشتقاتها في القرآن الكريم لوصف تسلسل أبناء البشر، إلا فيما قال المفسرون أنها تشير إلى ذلك في الآية 8 من سورة السجدة. فما السر إذاً في وصف القرآن الكريم دوماً لتسلسل أبناء بني آدم من بعضهم البعض بالذرية، إلا في الآية 8 من سورة السجدة، حيث حلت: "نَسْلَهُ" محل: "ذريته"، على حد رأي هؤلاء المفسرين؟ وهل في قوله تعالى: "ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ" إشارة إلى نسل الإنسان، أم أن فيه إشارة إلى نسل الحيوان أيضاً، أسوةً بما ورد في الآية 205 من سورة البقرة، والتي أجمع معظم المفسرين أن فيها إشارة للإثنين معاً؟ ولكن، قبل الإجابة على هذا السؤال، دعونا نقف أولاً عند معنى السلالة.
    السلالة أصلٌ كبير معناه إنتزاعُ الشيء وإِخراجُه في رِفق، وهي مشتقة من السَّل. ويمكننا وصف النطفة والولد والذرية بأنهم سلالة الإنسان، لأنهم جميعاً مسلولون منه. كما يمكننا تعريف السلالة بالخلاصة، لأنها تُسَّلُ من الشيئ أو من الكدر. تكررت مفردة: "سُلَالَةٍ" مرتين فقط في القرآن الكريم، أولاهما في الآية 8 من سورة السجدة، وثانيتهما في الآية 12 من سورة المؤمنون، والتي تصف أيضاً أطوار الخَلْق من طين:
    وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ (12): سورة المؤمنون (23).
    وهنا أيضاً رجَّح المفسرون أن المعنى الأقرب للسلالة هو الخلاصة. لكنهم إختلفوا في ماهية المشار إليه بقوله تعالى: "سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ"؛ فقال بعضهم أنه آدم، عليه السلام، لأنه خُلِق أو أُستل من طين. بينما ذكر البعض الآخر أنها صفوة الماء، والذي قالوا أنه مني آدم. وقال آخرون أنها تشير إلى جميع البشر من بني آدم، لأنهم جميعاً أُستُلوا من ظهره. أما قوله تعالى: "سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ"، كما ورد في سورة السجدة، فقد قال جل المفسرين أنه يشير إلى النطفة التي خُلِقت منها ذرية آدم. ولكن، لم يرد في القرآن الكريم ما يفيد صراحةً أن في قوله تعالى: "سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ"، إشارة إلى آدم، عليه السلام، أو إلى صفوة الماء، أو إلى منـي آدم، أو إلى إبن آدم الذي أُستل من ظهره. أضف إلى ذلك، أن المني ليس هو صفو الماء، كما قال رواد المفسرين. كما أنه تعالى، قال في محكم كتابه، أنه خَلَق الإنسان من ماء مهين، وليس من سلالةِ أو خلاصةِ هذا الماء المهين:
    أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ (20: سورة المرسلات (77).
    إذاً، لابد من إعادة النظر في تعريف رواد التفسير للسلالة بالخلاصة في هذين النصين، خاصة إذا تذكرنا أن السلالة لها معانٍ أخرى من غير الخلاصة. ولعل المعنى الأقرب لها، كما جاء في سياق الآيات السالفة، هو الذرية. لكن السؤال الذي يتطرق إلى الذهن هو لماذا أُستبدلت الذرية بالسلالة في هاتين الآيتين بالذات؟ أليست الذرية المفردة الأكثر شيوعاً في القرآن الكريم للتعبير عن ولد الإنسان؟ ألم يصف القرآن الكريم تسلسل بني آدم من بعضهم البعض بالذرية، وليس بالنسل أو بالسلالة، إلا في آيات الخلق من طين؟ أم أن هنالك أسباب قوية وراء إستعاضة الذرية بالسلالة في هاتين الآيتين؟ فإن علمنا أن مفردة: "ذرية" وردت في القرآن الكريم 31، فقط للإشارة إلى تسلسل أبناء البشر من بعضهم البعض (هذا إذا إستثنينا ورودها مرةً واحدة للإشارة إلي نسل إبليس)، فهل لم يكن القصد من ورود: "سلالة"، في الآيتين السالفتين، وصف تسلسل أبناء البشر من بعضهم البعض فقط، أم أنه يهدف أيضاً لوصف تسلسل جميع أنواع المخلوقات من بعضها البعض، أسوةً بالآية 205 من سورة البقرة؟ وهل يمكن أن نستهدى، في الإجابة على هذه الأسئلة بأصول اللغة وبما ورد في القرآن الكريم من أن الذرية تشير فقط لأبناء البشر، بينما تشير النسل والسلالة إلى أبناء البشر والحيوان على حد السواء؟ وما السر وراء إرتباط آيات خَلْق الإنسان من طين بالحيوان وببقية أنواع المخلوقات؟
    ولنعد الآن إلى شرح وتفسير الآيات 7 – 9 من سورة السجدة، آخذين في الإعتبار الإيماءات والدلائل القرآنية التي وردت في آيات خَلْق الإنسان من طين، والتي تشير إلى وجود صلة غامضة بين خَلْق الإنسان من طين وبين خَلْق بقية أنواع المخلوقات. ولنُعَّرِف النسل بأنه الكيفية التي يتناسل بها، ليس فقط الإنسان، بل أي من أنواع المخلوقات الأخرى على وجه الأرض؛ ولنُعَّرِف السلالة بالأنواع التي تنتج بالتناسل من أنواع أخرى. يدل منهج تفسير القرآن بالبحث فيه على أن خَلْق الإنسان من طين، كما ورد في هذا النص، لم يبدأ من آدم، بل من السلالة أو المخلوقات المتسلسة من بعضها البعض، والتي إنبثقت من الطين مباشرة. فإن بدأ الخَلْق من طين بآدم، كما رجح رواد التفسير، لقال: "ثم جعل ذريته من ماء مهين"، نسبةً لإقتران الذرية في اللغة وأيضاً في القرآن الكريم فقط بالناس من دون سواهم من المخلوقات. ولكن ورود "نَسْلَهُ" و: "سُلَالَةٍ" يدل أن الحديث هنا ليس عن تسلسل بني آدم من أبيهم آدم، عليه السلام. أما الدليل الثاني أنه ليس في جَعْل نسل الإنسان من سلالة من ماء مهين، أية إشارة إلى خَلْق الإنسان الفرد في الأرحام (الخلق من تراب)، بل إلى خَلْق الجنس البشري، ورود: "جَعَلَ"، والتي، كما رأينا سابقاً، أنها لم ترد في القرآن الكريم لتصف طوراً من أطوار الخَلْق، كالنطفة أو العلقة مثلاً، وإنما وردت فيه بمعنى تصيير الشيئ أو للإشارة إلى الخَلْق المركب. فقد وصف القرآن الكريم خَلْق الإنسان الفرد من ماء مهين بالخَلْق:
    أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ (20): سورة المرسلات (77).
    وبناءً على ذلك فإن الخَلْق من ماءٍ مهين يشير إلى الخَلْق من تراب، وهو خَلْق الإنسان الفرد في الأرحام؛ بينما يدل جَعْل نسل الإنسان من سلالة من ماء مهين على تغير الطريقة التي يتناسل بها الإنسان الحيواني، من طريقة بدائية، إلى التكاثر بواسطة الماء المهين.
    وبذا يمكننا تفسير الآيات 7 – 9 من سورة السجدة كما يلي: يدل قوله تعالى: "وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ"، أن خَلْق الإنسان بدأ من طين. وعلى عكس ما رجح رواد المفسرين فإن ذلك الخَلْق لم يبدأ بآدم، بل من مخلوقاتٍ إنبثقت مباشرةً من الطين، ثم تطورت في العديد من نواحي حياتها بما في ذلك سبل تكاثرها. وتدل الآيات التالية لهذه الآية أن خَلْق الإنسان لم يكتمل في طور الطين أو حتى في الطورين الذين تلياه، والتي يمكننا أن نطلق عليها أطوار ما قبل الإنسانية، لأن الإنسان لم يكن حياً في ذلك الحين. كان تناسل المخلوقات التي إنبثقت مباشرةً من الطين لا يتم عن طريق الماء المهين، لكن بطرق أخرى أكثر بساطة، مثل الإنقسام البسيط، الذي يميز تكاثر الكائنات البسيطة. تلى هذا الطور طورٌ جديدٌ، ظل فيه الإنسان على صورته غير الإنسانية، أو بالأحرى في صورته الحيوانية؛ ولكن أصبح التناسل فيه أكثر تعقيداً، حيث حل التكاثر بالماء المهين، وهي نفس الكيفية التي يتناسل بها الإنسان وكثير من الحيوانات، محل الإنقسام البسيط وأيضاً محل أنواع التكاثر الأخرى التي لا تتم بواسطة الماء المهين أو المني: "ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ".
    على الرغم من التشابه الكبير بين تكاثر الأنواع التي يمثلها طور جَعْل النسل من سلالة من ماءٍ مهين، إلا أن الإنسان ما زال وقتها في طور ما قبل الإنسانية. وتلى هذا الطور طور خَلْق الإنسان غير العاقل في الأرحام: "ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ"، وهو الطور الذي بدأ فيه خَلْق الإنسان في الأرحام على هيئته الإنسانية، على الرغم من عدم تطور عقله، وهو ما جعله أقرب إلى الحيوان منه إلى الإنسان. ظل الإنسان في طور الإنسان غير العاقل لبعض الزمان، ولم يتحول إلى طور الإنسان العاقل، إلا بعدما حباه المولى، جل شأنه، بالسمع والأبصار والأفئدة: "وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ"، وهو ما ميزه عن سواه من المخلوقات. التأكيد على إكتمال خلق الإنسان عندما حباه الله تعالى بالسمع والأبصار والأفئدة، جاء في الآيات السالفة مصحوباً بتحول الخطاب من خطابٍ عام إلى خطاب مباشر، مُوجه مباشرةً للإنسان. فقد بدأت الآيات السالفة بقوله تعالى: "الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ"، وجاء فيها الخطاب عاماً وغير موجه إلى مُخَاطَبٍ بعينه. وتوالى نفس أسلوب الخطاب في قوله تعالى: "ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ"، وفي قوله تعالى: "ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ". ثم تحول بعد ذلك الخطاب من خطاب غير مباشر إلى خطاب مباشر، وتمت مخاطبة الناس مباشرةً، بدلاً من الإشارة إليهم، كما كان الحال سابقاً، بعدما جعل الله تعالى للإنسان السمع والأبصار والأفئدة. وجاء هذا التحول للدلالة على إكتمال خَلْق الإنسان، أو للدلالة على بروز الإنسان العاقل إلى حيز الوجود، لأنه النوع الوحيد الذي ميزه المولى، عز وجل، بالسمع والأبصار والأفئدة، من دون سائر المخلوقات:
    وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78): سورة النحل (16).
    وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (78): سورة المؤمنون (23).
    قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (23): سورة الملك (67).
    أُقتطف هذا البحث من الباب الرابع للبحث الموسع بعنوان: "هل خُلِق آدم في الأرحام؟ رؤية مختلفة لخَلْق الإنسان في القرآن الكريم"، والمنشور على الموقع التالي: https://sites.google.com/site/abdelwahabsinnary/
    للإطلاع على المزيد من مثل هذه المواضيع ولكي تشارك بأبحاثك وبآرئك في مناقشتها ونقدها نتشرف أن تنضم إلى مجموعتنا: "خلق الإنسان في القرآن الكريم" على: https://http://http://www.facebook.com/groups/136107833226127/www.facebook.com/groups/136107833226127/
    أو على الصفحة التالية: https://http://http://www.facebook.com/sinnaryabdelwahabwww.facebook.com/sinnaryabdelwahab
                  

العنوان الكاتب Date
هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-22-15, 05:58 PM
  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-22-15, 06:01 PM
    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف ود الخواجة02-22-15, 08:17 PM
      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-22-15, 10:20 PM
        Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-23-15, 04:23 PM
  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور Salah Habib02-23-15, 04:29 PM
    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-23-15, 06:27 PM
      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور مصطفى الجيلي02-23-15, 08:24 PM
      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور محمد عثمان الحاج02-23-15, 08:26 PM
        Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور محمد عثمان الحاج02-23-15, 08:31 PM
          Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور محمد عثمان الحاج02-23-15, 08:38 PM
            Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-24-15, 12:39 PM
  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور منتصر عبد الباسط02-24-15, 01:03 PM
    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-24-15, 02:24 PM
      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور HAIDER ALZAIN02-24-15, 03:10 PM
        Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-24-15, 03:34 PM
          Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-24-15, 04:51 PM
          Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-24-15, 04:54 PM
            Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-24-15, 04:55 PM
              Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-24-15, 06:01 PM
                Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور هشام آدم02-24-15, 07:32 PM
                  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-24-15, 08:32 PM
                    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور هشام آدم02-25-15, 11:45 AM
                      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-25-15, 02:35 PM
                        Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-25-15, 02:54 PM
                      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-25-15, 07:17 PM
                        Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-25-15, 07:20 PM
  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور Badreldin02-25-15, 06:48 PM
    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور هشام آدم02-25-15, 09:13 PM
      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور علاء سيداحمد02-25-15, 10:33 PM
  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور منتصر عبد الباسط02-25-15, 10:56 PM
  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور منتصر عبد الباسط02-25-15, 11:11 PM
    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور هشام آدم02-26-15, 00:16 AM
      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-26-15, 00:47 AM
        Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-26-15, 00:48 AM
          Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-26-15, 00:49 AM
            Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-26-15, 00:50 AM
              Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-26-15, 01:11 AM
                Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-26-15, 01:20 AM
                  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-26-15, 03:02 AM
                    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-26-15, 02:24 PM
                      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-27-15, 03:02 PM
  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور منتصر عبد الباسط02-26-15, 03:38 PM
    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-26-15, 04:05 PM
      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-26-15, 04:07 PM
  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور منتصر عبد الباسط02-26-15, 05:26 PM
    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-26-15, 08:10 PM
      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور علاء سيداحمد02-26-15, 11:33 PM
        Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-27-15, 09:35 AM
          Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-27-15, 04:00 PM
            Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-28-15, 07:44 AM
              Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري03-01-15, 02:03 PM
                Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري03-04-15, 09:36 AM
                  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي03-18-15, 02:17 PM
                    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي03-18-15, 02:20 PM
                    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي03-18-15, 02:20 PM
                      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي03-18-15, 05:00 PM
                        Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري03-23-15, 02:15 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de