هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 05:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-26-2015, 02:24 PM

عبد الوهاب السناري
<aعبد الوهاب السناري
تاريخ التسجيل: 11-16-2014
مجموع المشاركات: 229

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور (Re: عبد الوهاب السناري)

    منهج تفسير القرآن بالبحث فيه
    لقد وفقني المولى عز وجل من تطوير منهج تفسيري للقرآن الكريم طبقته في أبحاثي عن خلق الإنسان في القرآن الكريم. وقد أطلقت على هذا المنهج إسم: "منهج تفسير القرآن الكريم بالبحث فيه". وقد تمكنت، من خلال تطبيق هذا المنهج، من إعادة تفسير العديد من الآيات التي إختلف حولها رواد التفسير. وجاء هذا التفسير منسجماً، ليس فقط مع المعنى الظاهر لهذه الآيات، بل ومع المعنى الظاهر لبقية النصوص المتعلقة بخَلْق الإنسان. كما تم التخلص فيه من عدم الإتساق الذي نتج عن تفسير العديد من نصوص الخَلْق إستناداً على القصة المتوارثة عن خَلْق الإنسان.
    إعتمد رواد التفسير ثلاثة مناهج رئيسة لتفسير القرآن الكريم: التفسير بالحديث والتفسير بالرأي والتفسير بالقرآن الكريم. ففي المنهج الأول يتم تفسير النص القرآني بما ورد إلينا من روايات الحديث. لكن سمة الضعف الرئيسة لهذا المنهج تكمن في إختلاف وعدم إتساق بعض روايات الحديث مع بعضها البعض، مما يضعف إمكانية تفسير النصوص التي إختلفت حولها روايات الحديث تفسيراً قطعياً. فإذا بحثنا في روايات الحديث عمن خلف آدمُ وذريتُه، على سبيل المثال لا الحصر، لتبين لنا أن بعض الروايات أوردت أن آدم كان خليفة الله تعالى في الأرض، بينما ورد في روايات أخرى أنه خلف الجن، وذهبت بعض الروايات إلى القول أنه خلف الملائكة. وعليه، فإن إعتماد منهج التفسير بالحديث لا يُمَّكننا من الجزم بهوية السلف الذين خلفهم آدم وذريته. كما أنه لا يُمْكِن من خلاله الوصول إلى تفسير جازم لأي نص قرآني، إلا إذا إشارت جميع الأحاديث الصحيحة إلى نفس النتيجة، وهو أمر نادر الحدوث، على الأقل فيما يتعلق بآيات خلق الإنسان. فأفضل ما يمكن تحقيقه عند تطبيق هذا المنهج لتفسير نصوص الحقائق القرآنية هو طرح العديد من الإحتمالات التي يمكن تفسير النص عليها. ولا يمكن إعتبار مثل هذه الإحتمالات تفسيراً جازماًً أو قطعي الدلالة لنصوص الحقائق القرآنية، والتي كما نعلم أنها نصوص قطعية الدلالة، وتتطرق إلى حقائق قرآنية لا خلاف حولها.
    وعندما تختلف روايات الحديث حول أحد النصوص، غالباً ما يلجأ المفسرون إلى منهج التفسير بالرأي، أو منهج تفسير القرآن الكريم بالقرآن نفسه، لحسم خلافاتهم. فعند إعتمادهم منهج التفسير بالرأي، غالباً ما يستدل المفسرون بعلوم اللغة، من معانٍ ونحو وصرف وبلاغة وبيان ونثر وشعر وغيرها، لتأييد هذا الرأي أو لإضعاف ذلك الرأي، على أساس أن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم. ويتم تفسير القرآن الكريم عند إعتماد مذهب التفسير بالرأي بالرجوع إلى قواعد هذه اللغة، وبمقارنة معاني نصوصه بمأثور قول العرب، من شعر ونثر. ولكن لم يأخذ العديد من المفسرين الذين طبقوا هذا المنهج في الإعتبار أن للقرآن الكريم لغته الخاصة به، والتي قد لا يتأتى فهم مراميها إلا بمقارنة معنى المفردة أو الجملة القرآنية موضع البحث بجميع معانيها التي ورودت في القرآن الكريم.
    ولعل أقوى دليل على خصوصية لغة القرآن الكريم ما ورد في أمر هبوط إبليس، وآدم وحواء من بعده. فقد أَوَّل بعض رواد التفسير ذلك الهبوط على أنه كان هبوطاً من السماء إلى الأرض، إستناداً على المعنى اللغوي للهبوط. بيد أن في عدم إقتران الفعل: "هبط" ومشتقاته بالهبوط من السماء في القرآن الكريم، دلالة على أن هبوط آدم وحواء، ومن قبلهما إبليس، لم يكن هبوطاً من السماء إلى الأرض. وعليه فإن التفسير بالرأي لا يحسم الخلاف بين المفسرين إلا إذا أخذنا في الإعتبار خصوصية لغة القرآن الكريم، لأنه لا يمكن إستنتاج معانيه فقط من علوم اللغة ومأثور كلام العرب.
    وقد يأخذ التفسير بالرأي في بعض الأحيان منحىً مجازياً، خاصةً عندما يستعصي تفسير بعض النصوص على متبعي المناهج التقليدية. يؤمن أتباع هذا المنهج بمجازية النص بدلاً من الأخذ بظاهر النص. فهم، على سبيل المثال، يقولون أن الجن هم جنس متخفي من البشر أو أن الملآئكة قد تشير إلى البشر أو أن منع آدم من الأكل من الشجرة المحرمة يدل على منعه من ممارسة الجنس. ولكن لم يميز أنصار هذا المنهج التفسيري بين رمزية التعبير وبين رمزية النص. فالقرآن الكريم زاخر بالتعابير المجازية المتعارف عليها في اللغة العربية، والتي يمكن فهمها ضمن النص. فقد يدرك القارئ أن "يد الله" قد وردت في القرآن الكريم من باب المجاز، لأنه جل شأنه، منزه عن التشبيه بمخلوقاته. ولكن ترك المعنى الظاهر للنص جانباً وإستبداله بمعني رمزي من خيال المفسر يفتح باب التأويل على مصراعيه لكل من هب ودب، مما قد يفقد القرآن الكريم قدسيته عند غير المسلمين.
    إعتمد العديد من رواد التفسير الذين فطنوا لهذه الحقيقة منهج تفسير القرآن الكريم بالقرآن نفسه، والذي يتم فيه تفسير النص القرآني بمقارنته بنصوص أخرى تكَّمِل ذلك النص وتشرحه. من أهم ما يميز هذا المنهج التفسيري أنه يتخذ من القرآن الكريم مرجعيةً له لتفسير نصوصه. ولكن، طُبِق هذا المنهج بصورة إنتقائية في الماضي نسبةً لعدم وجود حواسيب تسهل عملية البحث في القرآن الكريم. وكان البحث عن تكرار مفردةٍ أو جملةٍ يجري بإعتماد المفسرين فقط على ذاكرتهم، وكان ذلك أحد الأسباب الرئيسة وراء قلة شيوع هذا المنهج بين المفسرين والباحثين إلا مؤخراً، حين سهلت الحواسيب عملية البحث في القرآن الكريم. لكن ما زال معظم المفسرين يطبقون هذا المنهج بصورة إنتقائية، ولم يتم تطويره كمنهج ذو قواعد وأسس راسخة.
    هذا، وقد أوضحت من خلال أبحاثي مدي مقدرة هذا المنهج، بعد تطوير وسائله وطرق تطبيقه، على تفسير نصوص خلق الإنسان. وللتمييز بين منهج تفسير القرآن الكريم بالقرآن نفسه وبين المنهج الذي تم تطبيقه في هذا البحث، فقد فضلتُ أن أطلق إسم: "منهج تفسير القرآن الكريم بالبحث فيه" على المنهج الأخير. فما هي أهم سمات هذا المنهج، وكيف يتم تطبيقه لتفسير نصوص الحقائق القرآنية؟
    يتميز منهج تفسير القرآن الكريم بالبحث فيه بشموليته، إذ لا يتم فيه فقط تفسير نص قرآني بمقارنته بنصوص أخرى، تطابقه أو تشابهه في المعنى، بل يبدأ التفسير بجمع جميع النصوص التي تتطرق إلى نفس الموضوع الذي يتضمنه النص موضع البحث، ومن ثم يتم تفسيرها جميعاً بحيث تتسق معاني جميع هذه النصوص مع بعضها البعض. وتشبه هذه العملية إعادة تركيب إجزاء الصورة التي تم تقطيعها وبعثرتها. فلا يمكن إعادة الصورة إلى حالتها الأولى إلا إذا أعيدت جميع قطعها إلى موضعها الذي كانت عليه قبل التقطيع، وهو ما يتطلب الكثير من الجهد والمثابرة وفرض الإحتمالات وتكرار إعادة لم شمل هذه القطع. ولابد من التوفيق بين جميع النصوص ذات الصلة بالموضوع عند تطبيق هذا المنهج. وأن لم يتسق تفسير أيٍ من النصوص موضع البحث مع بعضها البعض فإن ذلك يدل على عدم مقدرتنا على فهم معاني بعض أو جميع هذه النصوص، مما يتطلب منا إعادة النظر في تفسيرها مراراً وتكراراً حتي يتسق تفسيرها جميعاً.
    يستند هذا المنهج على الأخذ بالمعنى الظاهر للمفردات القرآنية، مع الأخذ في الإعتبار التعابير البلاغية التي يتضمنها ذلك المعنى. فقد يختار الباحث الذي يعتمد منهج تفسير القرآن الكريم بالرأي معنىً بعينه، من بين العديد من المعاني اللغوية لمفردةٍ قرآنية أو تعبير قرآني بعينه بصورة إنتقائية، من دون البحث عن تكرار تلك المفردة ومشتقاتها أو ذلك التعبير، في القرآن الكريم. وفي المقابل، يفترض منهج تفسير القرآن الكريم بالبحث فيه أن لكل مفردةٍ قرآنية أو تعبير ورد في القرآن الكريم معنىً بعينه خاص يمكن تسميته المعنى القرآني لتلك المفردة أو لذلك التعبير. وقد يتفق أو يختلف المعنى القرآني لأي مفردة أو تعبير قرآني مع معنى تلك المفردة أو ذلك التعبير حينما ترد في موقع آخر في القرآن الكريم. وعلي الباحث أن يجتهد في تحديد، ذلك المعنى القرآني من خلال البحث في المعاجم اللغوية ومن خلال البحث في القرآن الكريم، وألا يختار أي معنى بصفة إنتقائية.
    ففي بعض الأحيان قد يسهل تحديد المعنى القرآني، خاصة عندما يشتق معنى مفردةٍ ما من أصل تلك المفردة، وخير مثال لذلك النطفة (مشتقة من النطف)، والعلقة (مشتقة من العلق)، والمضغة (مشتقة من المضغ). وحتى في مثل هذه الحالات السهلة، فقد رأينا كيف أخطأ رواد المفسرين في تفسير العلق والعلقة في معرض آيات الخلق، عندما عرفوهما بالدم المتجمد، بدلاً من الشيئ الذي يعلق، وهو الأمر الذي أخل بمعنى الآية إخلالاً كبيراً. وظل هذا التفسير الخاطئ قائماً إلى عهد قريب، حتى تمكن مؤخراً رواد الباحثين في آيات الخَلْق، من تصحيحه.
    تتميز اللغة العربية بثراء مفرداتها وبتعدد معاني هذه المفردات. غير أن هذا الثراء والتعدد في معاني المفردات قد يمثل إحدي العوائق أمام تفسير النصوص القرآنية، لإحتمال أن تحمل المفردة القرآنية أو التعبير القرآني أكثر من معنىً لغوي. بيد أن نصوص القرآن الكريم تتضمن مفردات أو جمل أو صياغات لغوية أو تعابير بلاغية أو حقائق قرآنية، يمكن أن نسميها بالإيحاءات أو الإشارات القرآنية. وتُمثل هذه الإيحاءات أو الإشارات القرآنية المفاتيح التي يمكن من خلالها فهم المعنى الحقيقي، أو ما يمكن تسميته بالمعنى القرآني، لذلك النص. ويتم شرح وتفسير أي نص من خلال التدقيق في صياغه وفي معانيه، وبمقارنة تكرار الإيحاءات أو الإشارات القرآنية التي وردت فيه بمثيلاتها التي تكررت في القرآن الكريم ككل.
    ويرتكز هذا المنهج على مبدأ قدسية القرآن الكريم، مما يعنى أن أي جملة أو مفردة أو تعبير بلاغي أو مسـألة نحوية أو غيرها من علوم اللغة التي وردت فيه، لها معانٍ ومضامين خاصة، يمكن فهمها من خلال التعمق في دراسة النص، ومن خلال عقد مقارنة بين ورودها في النص موضع البحث بورودها في كل القرآن الكريم. خذ على سبيل المثال خلافة آدم، عليه السلام وذريته، والتي وردت في نص قرآني وحيد، بحيث لا يوجد في القرآن الكريم أي نص مماثل يمكن من خلاله تفسير ذلك النص الوحيد:
    وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (30): سورة البقرة (2).
    تعجز هنا المناهج التقليدية لتفسير القرآن الكريم عن تفسير مثل هذا النص، نسبةً لعدم ورود نصوص مماثلة تلقي بعض الضوء على هذه الخلافة. ولكن، يمكن تفسير هذا النص بتطبيق المنهج الذي تم تطبيقه في هذا البحث، لأن تطبيقه لا يعتمد فقط على مقارنة نص بنص آخر، بل على إستخدام العديد من الأدوات والوسائل التحليلية، والتي تتلخص في الآتي:
    1. البحث في قواميس اللغة عن معاني المفردات التي وردت في النص. وقد نستشف من ذلك البحث أن: "خليفة" لا تشير فقط إلى الأفراد، بل أيضاً إلى الجماعة من الذكور والإناث؛ مما قد يدلنا إلى أنها قد لا تشير فقط إلى آدم، إنما أيضاً إلى بنيه من الجنسين.
    2. البحث في كتب الأحاديث وأمهات التفاسير، والتدقيق في الأحاديث المتعلقة بالإشارات القرآنية التي وردت في النص، مثل: "خليفة"، "قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء"، "وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ"، ومحاولة فهمها وفهم تفاسير رواد التفسير لها. وتعتبر هذه الإشارات والإيماءات المفاتيح التي يمكن من خلالها فهم النص القرآني، لما تحتويه من معانٍ ومن إشارات لغوية وبلاغية ونحوية وغيره.
    3. طرح جميع الإحتمالات التي يمكن أن يُفَسَر عليها النص وتفنيدها الواحد تلو الآخر حتى يتم التعرف على حقيقة المخلوقات التي خلفها آدم وذريته. ويتم ذلك بالتدبر والتفكر في النص، وبالبحث في الإيماءات والإشارات التي وردت فيه، وبمقارنتها بمثيلاتها التي وردت في بقية نصوص القرآن الكريم. وقد تبين لي من خلال بحوثي أن خلافة آدم وذريته كانت ذات شقين، خلافة حكم وخلافة قوم لقوم عاشوا قبلهم، فأهلكهم المولى، جل شأنه، بشركهم. وأنها لم تكُ خلافة أناس للجن أو للملائكة، كما رجحتْ بعض روايات الحديث وأمهات كتب التفسير.
    من أهم سمات منهج تفسير القرآن الكريم بالبحث فيه أنه يُمَكن الباحث من تحديد المعنى القرآني للمفردات التي قد تحتمل أكثر من معنى لغوي، مثل النسل والسلالة والذرية. فالمعلوم لغوياً أن النسل والسلالة تشيران إلى نسل الإنسان والحيوان على حد السواء، بينما تقتصر: "ذرية" فقط على وصف نسل البشر. وقد وردت: "نسله" في موضع وحيد في القرآن الكريم، ووردت: "سلالة" فقط في موضعين فيه. والمثير للإنتباه أنهما وردتا فقط في نصوص الخلق من طين. وقد إفترض معظم المفسرين أنهما وردتا في هذه النصوص للدلالة على الذرية، على الرغم من أن جميع النصوص القرآنية الأخرى وصفت ولد الإنسان بالذرية، وليس بالنسل أو السلالة. وقد إستنتجت في هذا أبحاثي أن ورود النسل والسلالة في نصوص الخلق من طين يدل أن خَلْق الإنسان من طين لم يبدأ بخَلْق آدم، بل بخَلْق أول سلالة إنبثقت من الطين.
    وفي بعض الأحيان قد يكون لنفس المفردة أو الجملة التي وردت في القرآن الكريم أكثر من معنىً لغوي. وخير مثال لذلك: "بني آدم"، التي وردت في سورة الأعراف للإشارة، إما إلى بني آدم من جميع البشر، أو إلى بنيه من صلبه مباشرةً. وفي هذه الحالة لا يحق للباحث ترجيح أحد المعنيين على الآخر، دون التعمق في سياق النص والبحث في الإيماءات والإشارات القرآنية المتنوعة التي قد تهديه إلى المعنى القرآني الصحيح. ولقد دلني ورود: "لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ"، و: "وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"، في الآيات 26، 27، و 172 من سورة الأعراف أن بني آدم المشار إليهم كانوا أبناءه من صلبه مباشرةً، وليسوا بنيه من جميع البشر، كما رجح ذلك رواد التفسير. وقد أُشير إليهم بضمير الغائب، على الرغم من مخاطبتهم خطاباً مباشراً، للتأكيد على أنهم، على عكس بني آدم من جميع البشر، ماتوا منذ زمن بعيد.
    وأحياناً قد يبدو للقارئ من أول وهلة مخالفة معنى صياغٍ بعينه لمعناه الذي ورد في غيره من النصوص. وخير مثال لذلك قوله تعالى في الآية 59 من سورة آل عمران عن خَلْق آدم: "خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُون"، والذي يدل ظاهره أن خَلْق آدم تقدم على قول الله تعالى له: "كُن". وكان جلياً أن إستباق خَلْق آدم لقوله تعالى: "كُن" يخالف بقية الآيات التي إشتملت على: "كُن فَيَكُونُ"، والتي إستبقت فيها: "كُن" حدوث الأمر الذي قضاه المولى، جل شأنه. لكن الفهم الصحيح لخَلْق آدم لابد أن ينبني على ما ورد في بقية الآيات التي وردت فيها: "كُن فَيَكُونُ". وعليه، لا يمكن أن يتسق فهمنا للآية 59 من سورة آل عمران إلا إذا فُسرِت على أساس أن: "كُن" إستبقت خَلْق آدم. وقد بينت أنه لا يمكن حدوث ذلك إلا إذا كان في التراب الذي خُلِق منه آدم كناية عن الأبوين.
    وفي بعض الأحيان قد تقترن النصوص التي تدور حول محور بعينه ببعض الظواهر التي قد لا يبدو من الوهلة الأولى أنها وثيقة الصلة بذلك المحور. فقد إرتبطت العديد من الظواهر، مثل الأطوار التي يمر بها الإنسان في حياته وخَلْق الأزواج والحياة والموت والبعث وإنبات النبات وإحياء الأرض بعد موتها بسبب هطول الأمطار، بنصوص الخَلْق من تراب. فإذا تعمقنا وبحثنا في كلٍ من هذه الظواهر لتجلت لنا العلاقة الوطيدة بين الخَلْق من تراب وبين كلٍ من هذه الظواهر، وتبين لنا أنها وردت لدلنا على أن دورة خَلْق وحياة وتغذية وتكاثر كل إنسان على مدار حياته، بل ومماته وبعثه، تدور حول التراب. وسواء أن وردت المفردة بمعناها المجازي أو الحقيقي، فلابد للباحث أن يحدد المعنى القرآني بطريقة منهجية لا إنتقائية فيها.
    لا تقتصر الوسائل التحليلية التي تستخدم عند تطبيق منهج تفسير القرآن الكريم بالبحث فيه فقط على البحث في معاني المفردات القرآنية وعلوم اللغة، من بلاغة ونحو وبيان وغيرها، بل لابد للمفسر أو الباحث من التعمق والبحث في صياغ وسياق الآيات، وأيضاً في ورود حروف العطف فيها خاصة عند تفسير نصوص الخلق من تراب والخلق من طين. خذ على سبيل المثال قصة هيكل آدم الطيني والتي إتفق عليها رواد التفسير. ولكن يمكننا أن نتأكد من عدم صحة هذه القصة من خلال خلو النصوص التي قال رواد التفسير أنها تصف أطوار هيكل آدم الطيني، بدأً بالطين، ومروراً بالطين اللازب والصلصال من حمأ مسنون، وإنتهاءً بالصلصال كالفخار، من حروف العطف مثل "ف" و "ثم" كما هو الحال في نصوص الخلق من تراب ومن طين. كما أن البحث في قواميس اللغة يبين لنا أب الطين اللازب والصلصال من حمأ مسنون والصلصال كالفخار هي مجرد مسميات مختلفة للطين الذي خُلِق منه الإنسان، وليست أطوار خَلْق هيكل آدم الطيني.
    يمكننا، مما سبق، تلخيص خطوات تطبيق منهج تفسير القرآن الكريم بالبحث فيه على النحو التالي: تجميع أو ترتيل جميع النصوص ذات الصلة بموضوع البحث، فهم ودراسة هذه النصوص من حيث اللغة وعلومها، ومن حيث الأحاديث والتفاسير والعلوم المادية ذات الصلة بها، والتأكد من مطابقة أو مخالفة المعنى الظاهر لكلٍ من هذه النصوص مع التفاسير السابقة والقصص التي إستندت عليها، وكذلك من تطابق المعنى الظاهر لجميع هذه النصوص بعضها البعض.
    ففي حالة عدم تمكن الباحث أو المفسر من التوفيق بين نصين أو أكثر أو بين النص وبين القصة التي إستند عليها التفسير العام للنصوص موضع البحث، فلابد له من إعادة تفسير جميع النصوص ذات الصلة، حتى يتسق تفسيرها جميعاً مع بعضها البعض. وهنا تبرز لنا أهمية البحث في الإيماءات والإشارات القرآنية في تمكيننا من التوفيق بين معاني جميع هذه الآيات مع بعضها البعض. وفي الغالب الأعم، قد لا يتمكن الباحث من التوفيق بين جميع هذه الآيات من الوهلة الأولى، بل وقد لا ينجح البتة في الوصول إلى ذلك الهدف. ولكي يصل الباحث إلى الحقيقة القرآنية، لا بد له من الجد والمثابرة، ولابد له من إختبار جميع الإفتراضات المحتملة، ومن إعادة التوفيق بين كلٍ من هذه الإحتمالات، مع النصوص ذات الصلة. ومع تكرار محاولات التوفيق، تبدأ بعض خيوط القصة في التحلحل شيئاً فشيئاً. وإذا تمكن الباحث من حلحلة إحدي هذه العقد، فلابد له من إعادة النظر في تفسير جميع الآيات المتعلقة بالموضوع، والتأكد من أنها جميعاً تتوافق مع ولا تناقض بعضها البعض. وغالباً ما تؤدي حلحلة إحدى هذه العقد إلى حلحلة المزيد منها، وإلى إزدياد التوافق بين الآيات المتعلقة بالموضوع، وإلى التناقص في عدد الآيات التي يوجد بينها تناقض إستناداً على تفسيرنا لها. وقد يبرز هنا دور المعارف والعلوم الدنيوية، وكذلك دور المفسرين ذوي الباع والفهم العميق للنصوص ذات الصلة بموضوع البحث، مثل الرازي، والذين أسهبوا أكثر من غيرهم في شرح هذه الآيات، في حث الباحث على التفكير في الربط بين معنى النص وبين النواحي العلمية ذات الصلة به.
    ويستند منهج تفسير القرآن بالبحث فيه على أسس وقواعد ثابتة لابد من تطبيقها بمنتهى الصرامة وعدم الإنتقائية، ويمكن تلخيص هذه الثوابت فيما يلى:
    يقتضي أول هذه الثوابت الإيمان المطلق بقدسية وقطعية النص القرآني، وبعلو مرجعيته فوق كل مرجعية أخرى. ويجب علينا الإقرار بصحة ومصداقية النص القرآني، حتى وإن بدا متعارضاً مع التفاسير المأثورة، أو مع ما هو متعارف عليه من قواعد اللغة والعلوم اللغوية المختلفة، أو مع المعارف الحديثة، أو حتى مع روايات الحديث. فقدسية القرآن الكريم هي التي تعصمه من الخطأ، وتضع مرجعيته فوق كل مرجعية، حتى على مرجعية الحديث. ففي كثير من الأحيان قد تختلف روايات الحديث، حتي التي صنفت بالصحيحة، حول تفسير نفس النص. وما نُقِل لنا من الرسول الكريم (ص) قد يكون عرضةً للحذف أو الإضافة أو التغيير المتعمد أو غيره. وقد تخل إضافة أو حذف غير مقصودة في رواية ما تماما بمعني الحديث، خاصة إذا تعلق الحديث بالحقائق القرآنية.
    ثانياً، لا تقتصر قدسية القرآن الكريم وعلو مرجعيتة فقط على معاني النص القرآني، بل أيضاً على الإيماءات والإشارات الأخري المتضمنة في ذلك النص، من علوم اللغة وقواعدها، ومن سياق الآيات وصياغها وغيرها.
    ثالثاً، الإعتراف بأن آيات الحقائق القرآنية لا تنسخ بعضها بعضاً، بل تتوافق مع بعضها البعض، لأنها تتضمن حقائق مطلقة لا تتغير بمرور الزمن. وعليه يجب التسليم بأنها تفسر وتكمل بعضها البعض، ولا يمكن بأية حال من الأحوال أن تناقض بعضها البعض. وإن عثر الباحث أو المفسر على أي تناقض جوهري بين نصين أو أكثر، فلابد أن يدل ذلك على حدوث خطأ في فهمه لأحد هذه النصوص أو لجميعها. كما يجب أيضاً عدم الأخذ بأي تأويل أو تفسير أو رأي يتعارض مع أي نص من نصوص آيات الحقائق القرآنية. وكذلك لا يحق لنا إعتماد أي قصة، إلا إذا إتسقت أحداثها مع جميع النصوص ذات الصلة بها. فما بال مفسرينا يعتمدون اليوم قصة هيكل آدم الطيني، على الرغم من أنها لا تتسق، ليس فقط، مع آية أو أيتين أو ثلاثة، بل مع الغالب الأعم من آيات الخَلْق.
    رابعاً، وجوب إلمام الباحث أو المفسر إلماماً دقيقاً بالمعارف والعلوم الدنيوية ذات الصلة بآيات الحقائق القرآنية موضح البحث، حتى يتمكن من فهم الحقائق القرآنية التي تتضمنها هذه الآيات.
    لابد لي في الختام من الإشارة إلى وشجب المعارك الجدلية القائمة اليوم والتي يتهم الفقهاء فيها الباحثين في نصوص الحقائق القرآنية بإفتقارهم إلى المؤهلات التي قد تمكنهم من تفسير القرآن الكريم تفسيراً صحيحاً، بينما إتهم الباحثون السلفيين بتقوقعهم، وبجهلهم بالمعارف الحديثة، وبمحاولاتهم إحتكار العلوم الدينية. وبدلاً من هذه الحروب الكلامية والقلمية، كان لزاماً على الفقهاء الإعتراف بجهود هؤلاء الباحثين، والعمل معهم على سن الأسس والضوابط التي تحكم مثل هذه الأبحاث، وتؤسس لمولد هذا الفرع الجديد من علوم تفسير القرآن الكريم.
    وقد أدى عدم وجود ضوابط صارمة، يعمل من خلالها الباحثون في آيات الحقائق القرآنية، إلى فتح الباب على مصراعيه لمن ليس لهم إلمامٌ عميقٌ بالقرآن الكريم، أو حتى بهذه المعارف الحديثة، للإدلاء بدلوهم، حتى صرنا نسمع كل يوم عن إعجاز قرآني جديد، لا يمت بأية صلة بالإعجاز القرآني. ولعل من أبرز أوجه القصور في أساليب البحث التي يعتمد عليها العديد من الباحثين في آيات الحقائق القرآنية، التركيز على المعاني اللغوية للمفردات، دون أدنى وقفة للتعرف على معاني تلك المفردات من خلال البحث في القرآن الكريم. هذا وتذخر اليوم الشبكة العنكبوتية بالكثير من المحاولات غير الجادة لتفسير القرآن الكريم على ضوء ما ورد إلينا من العلوم الحديثة. وإن لم يتم وضع أسس وقواعد واضحة تضبط مثل هذه الأبحاث، فسوف يؤدي ذلك لبروز الكثير من التفاسير الخاطئة، والتي ستكون نقمة على الإسلام والمسلمين
    لسنا اليوم بحاجة إلى المزيد من المعارك الكلامية والقلمية، بل إلى أسس وضوابط صارمة تضبط مثل هذه الأبحاث. ونتمنى أن تسعى المؤسسات الدينية والتعليمية التقليدية على تأهيل مثل هؤلاء الباحثين، من خلال كورسات قصيرة، عن مبادئ تفسير القرآن الكريم، حتى يتمكنوا من القيام بالدور المناط بهم على أكمل وجه. وأن تُدرِج المؤسسات الدينية نصوص الحقائق القرآنية وطرق البحث فيها، بالإضافة إلى العلوم والمعارف الدنيوية ذات الصلة بها، ضمن مناهجها الدراسية، حتى لا يقف خريجوا هذه المؤسسات موقف المتفرج تجاه هذه الأبحاث. ولابد من تأسيس مرجعية دينية علمية، تضم خليطاً من علماء الدين وعلماء من شتى ضروب المعارف الإنسانية، لتقوم بوضع الشروط والضوابط التي تحكم عمل هؤلاء الباحثين، ولتقيم كل الأبحاث الجديدة وتقوم بتصنيفها بناءً على تلك الضوابط، ولتروج للصالح منها، وتساعد على نشره.
    لا عذر اليوم لأي باحث أو مفسر أن يفسر أي مفردة أو أي جملة قرآنية بصورة إنتقائية، أو أن يطوع النص القرآني ليتسق مع المعارف والعلوم الحديثة. ولا عذر لأي باحث أو مفسر أن يتجاهل منهج تفسير القرآن الكريم بالبحث فيه، لأن البحث عن أي مفردة أو جملة، أو حتى عن مجموعة من الكلمات في القرآن الكريم، صار متاحاً للجميع في العديد من المواقع الإكترونية مجاناً. أما آن الأوان أن تقوم جامعاتنا بتطوير هذا المنهج، وأن توفر ما توصل إليه الباحثون من علمٍ، حتى يكون متاحاً للجميع؟ أما آن الأوان أن تجد مثل هذه المعارف سبيلها إلى عقول وقلوب فلذات أكبادنا في المدارس، حتى يكون العلم سبيلهم لمعرفة خالقهم، ولتقوية إيمانهم به؟ أما آن الآوان أن يُعاد تفسير القرآن الكريم على ضوء هذه المعارف، حتى يتعرف عامة المسلمين على الإعجاز العلمى في الكتاب الذي يتلونه صباح مساء؟ أما آن الأوان أن تُنشَر هذه الحقائق لتنهل منها العقول المتعطشة لمعرفة الخالق من بين غير المسلمين الذين هجروا ديانتهم، لأن ما تحتويه كتبهم من معلومات عن خلق الكون والإنسان، لا يرقى أن تتقبله عقولهم النيرة؟ لا نملك أيها القارئ الكريم أكثر من أن طرح الأسئلة، عسى ولعل أن تجد بعض الأذن الصاغية من بين أولياء الأمر منا، والله الموفق.
                  

العنوان الكاتب Date
هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-22-15, 05:58 PM
  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-22-15, 06:01 PM
    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف ود الخواجة02-22-15, 08:17 PM
      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-22-15, 10:20 PM
        Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-23-15, 04:23 PM
  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور Salah Habib02-23-15, 04:29 PM
    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-23-15, 06:27 PM
      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور مصطفى الجيلي02-23-15, 08:24 PM
      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور محمد عثمان الحاج02-23-15, 08:26 PM
        Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور محمد عثمان الحاج02-23-15, 08:31 PM
          Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور محمد عثمان الحاج02-23-15, 08:38 PM
            Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-24-15, 12:39 PM
  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور منتصر عبد الباسط02-24-15, 01:03 PM
    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-24-15, 02:24 PM
      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور HAIDER ALZAIN02-24-15, 03:10 PM
        Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-24-15, 03:34 PM
          Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-24-15, 04:51 PM
          Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-24-15, 04:54 PM
            Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-24-15, 04:55 PM
              Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-24-15, 06:01 PM
                Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور هشام آدم02-24-15, 07:32 PM
                  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-24-15, 08:32 PM
                    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور هشام آدم02-25-15, 11:45 AM
                      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-25-15, 02:35 PM
                        Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-25-15, 02:54 PM
                      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-25-15, 07:17 PM
                        Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-25-15, 07:20 PM
  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور Badreldin02-25-15, 06:48 PM
    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور هشام آدم02-25-15, 09:13 PM
      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور علاء سيداحمد02-25-15, 10:33 PM
  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور منتصر عبد الباسط02-25-15, 10:56 PM
  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور منتصر عبد الباسط02-25-15, 11:11 PM
    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور هشام آدم02-26-15, 00:16 AM
      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-26-15, 00:47 AM
        Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-26-15, 00:48 AM
          Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-26-15, 00:49 AM
            Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-26-15, 00:50 AM
              Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-26-15, 01:11 AM
                Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-26-15, 01:20 AM
                  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-26-15, 03:02 AM
                    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-26-15, 02:24 PM
                      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-27-15, 03:02 PM
  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور منتصر عبد الباسط02-26-15, 03:38 PM
    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-26-15, 04:05 PM
      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-26-15, 04:07 PM
  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور منتصر عبد الباسط02-26-15, 05:26 PM
    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-26-15, 08:10 PM
      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور علاء سيداحمد02-26-15, 11:33 PM
        Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-27-15, 09:35 AM
          Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-27-15, 04:00 PM
            Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-28-15, 07:44 AM
              Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري03-01-15, 02:03 PM
                Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري03-04-15, 09:36 AM
                  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي03-18-15, 02:17 PM
                    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي03-18-15, 02:20 PM
                    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي03-18-15, 02:20 PM
                      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي03-18-15, 05:00 PM
                        Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري03-23-15, 02:15 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de