هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 04:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-24-2015, 04:51 PM

عبد الوهاب السناري
<aعبد الوهاب السناري
تاريخ التسجيل: 11-16-2014
مجموع المشاركات: 229

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور (Re: عبد الوهاب السناري)

    هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور (2)
    الآيات 12 – 16 من سورة المؤمنون
    يزعم العديد من مؤيدي نظرية النشوء والتطور أنها تنفي وجود الخالق. لكن القرآن الكريم ميز بين نوعين من خلق الإنسان: الخَلْق من طين والخَلْق من تراب. ولكن لم يتمكن المفسرون من التمييز بين هذين النوعين بسبب إعتقادهم أن الطين الذي خُلِق منه الإنسان هو الطين المألوف، والذي نتج عن خلط التراب بالماء. وسوف أتطرق في هذا المقال والمقالات التي تليه إلى النصوص القرآنية التي تؤيد التطور. تضمن القرآن الكريم ثلاثة مجموعات من الآيات فصَّلتْ لنا في الخَلْق من طين، ثاني هذه المجموعات قوله تعالى:
    وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16): سورة المؤمنون (23).
    بإستثناء الزمخشري والرازي، فقد إتسمت تفاسير بقية الرواد للآيات السالفة، بتشابه بعضها البعض. قال معظم رواد التفسير أن في قوله تعالى: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ" إشارة إلى آدم، لأن السلالة أُستلت من كل تربة، وآدم خُـِلق من تربة أُخِذت من أديـم الأرض. وقالوا أن الآيتين التاليتين لها تصفان خَلْق بني آدم في الأرحام لأنهم خُلِقوا من سلالة آدم، وهي صفة مائة، ولأن آدم هو الطين لكونه خُـلِق منه. يتصف هذا التفسير بالعديد من نقاط الضعف، أهمها أن رواد التفسير لم يميزوا بين الإنسان وبين آدم وبني آدم، إذ ذكروا أن: "الْإِنسَانَ" تشير إلي آدم في الآية 12، وإلي بني آدم في الآيتين 13 و 14، بينما تشير إلي جميع البشر في الآيتين 15 و 6، على الرغم من أن مفردة: "الْإِنسَانِ"، كما وردت في القرآن الكريم، لم تشر إلى فرد بعينه سواء أن كان آدم أو غيره. وقالوا أن قوله تعالى: "سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ" يشير إلى آدم لأنه خلاصة الطين أو لأنه أُستل من طين.
    هذا، وقد بين لنا القرآن الكريم أن آدم خُلِق من طين وليس من سلالة من طين كما رجَّح رواد التفسير. وقد أوضحتُ في المقال السابق أن السلالة تشير إلى أنواع المخلوقات التي تسلست من بعضها البعض. كما أنهم رجحوا أن الآيتين 12 و 13 تصفان خَلْق الإنسان في الأرحام، أسوةً بنصوص الخَلْق من تراب، وذلك على الرغم من أن جعل الإنسان نطفةً في قرار مكين يختلف عن خَلْق النطفة كما ورد في نصوص الخلق من تراب. ولنقف الآن عند مواطن الضعف في تفسير الرواد من غير الرازي والزمخشري لهذه الآيات، ولنبدأ بحثنا عن مواطن الضعف هذي بالوقوف أولاً عند الآية 13 والآية 14 لنبين أنهما لا تصفان الخَلْق في الأرحام على قرار الخَلْق من تراب. رَّجح معظم المفسرين الذين يأخذون بالقصة التقليدية لخَلْق الإنسان أن الآية 12 من سورة المؤمنون تشير إلى آدم، لأنه خُلِق مباشرةً من الطين. وذكروا أن الآية 13 تشير إلى خَلْق النطفة كما ورد في آيات الخَلْق من تراب. أما الآية 14 فتشير، على حسب قولهم، إلى الخَلْق في الأرحام، بدأً من طور النطفة، وحتى خروج الجنين من بطن أمه، والذي قالوا أنه يوازي قوله تعالى: "ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ". لكن يمكننا ملاحظة أن أطوار الخَلْق من تراب، بدأً بالنطفة، وإنتهاءً بخروج الجنين من الأرحام، قد ضُمنت جميعها في آيةٍ وحيدة في جميع نصوص الخَلْق من تراب (الآيات 5 من سورة الحج، 11 من سورة فاطر و 67 من سورة غافر). بينما وردت أطوار الخَلْق من طين في سورة المؤمنون في ثلاث آيات منفصلة. وقد رجح المفسرون أن جعل الإنسان نطفةً في قرار مكين: "ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ" يساوي طور النطفة في آيات الخَلْق من تراب: "ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ".
    ولكن يمكننا أولاً ملاحظة أن طور جَعْل الإنسان نطفة في قرار مكين، والذي نعلم أنه يمتد لأسبوع واحد، إذا فُسِّر على أنه مرادف لطور خَلْق النطفة، قد ضُمِّن في آية منفصلة في سورة المؤمنون: "ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ". فإن كان طور جَعْل الإنسان نطفةً في قرار مكين مساوياً لطور خَلْق النطفة في نصوص الخَلْق من تراب، فما السر وراء أن يرد هذا الطور في آية منفصلة في معرض الخَلْق من طين، بحيث يمكن مقارنته بطور خَلْق الإنسان من سلالة من طين كما ورد في الآية 12 من سورة المؤمنون، وهو ما قال المفسرون أنه يشير إلي خَلْقِ آدم؟ وهل يعقل أن تُفرد آية وحيدة لوصف خَلْق آدم، والذي قال المفسرون أنه خُلِق من طين ثم من طين لازب ثم من صلصال من حمأ مسنون ثم من صلصال كالفخار، والذي تلاه نفخ الروح فيه قبل أن يكتمل خَلْقه؟ وبالمقابل، تُفرد أية أخرى لطور النطفة، والذي يمتد لأسبوع واحد فقط، ثم يتم دمج بقية أطوار الخَلْق في الأرحام، والتي تمتد إلى تسعة أشهر: "ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ"، في آيةٍ أخرى؟ ولماذا إستبقت: "ف" (والتي تشير إلي قصر الفترة الزمنية بين الطورين التي تفصل بينهما، مقارنةً ب: "ثم") طور خَلْق العلقة مضغة "فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً"، وخَلْق المضغة عظاماً: "فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا"، وكسو العظام لحماً: "فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا"؛ بينما إسبقت: "ثم" طور إنشاء الإنسان خَلْقاً آخر: "ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ"، والذي قال المفسرون أنه يدل على خروج الطفل من رحم أمه، وهي أطوار يمتد كلٌ منها لفترة زمنية تساوي أو تزيد عن طور النطفة الذي أُفردت له آية كاملة؟
    وما السر في أن ترد بالمقابل جميع أطوار الخَلْق من تراب، في جميع الآيات التي تصف ذلك الخَلْق (الآيات 5 من سورة الحج، 11 من سورة فاطر و 67 من سورة غافر)، مُتَضَمَنةً في آية واحدة، بينما يتم إفراد آية بأكملها لوصف طور جَعْل الإنسان نطفة في قرار مكين، ضمن آيات الخَلْق من طين؟ ألا يعد ذلك خرقاً للدقة المتناهية في سياق آيات القرآن الكريم، حيث تُتَضمن الأطوار المتقاربة نسبياً في آياتٍ منفصلة، أو يتم فصل هذه الأطوار بحروف العطف، مِنْ: "ثُمَّ" و: "ف" وغيرها، للدلالة على الإتساق النسبي في طول الفترة الزمنية التى يمتد فيها كل من الأطوار التي تحتوي عليها كلٌ من هذه الآيات، أو للدلالة على تسارع أو تباطؤ وتيرة الآحداث التي تشتمل عليها هذه الأطوار؟
    أما السبب الثاني الذي يضعف تفسير الآيات 12 – 16 من سورة المؤمنون إستناداً على قصة الهيكل الطيني أن المفسرين لم يفطنوا أن الآية 15: "ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ" والآية 16: "ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ" تصفان أيضاً أطواراً رئيسة من أطوار الخَلْق من طين. فكلا الآيتين تفتتحان بحرف العطف: "ثم"، أسوة بالآيات 13 و 14، وكلاهما تنسجم مع الآيات التي سبقتها. وإن دل ذلك على شيئ، فإنما يدل على أن أطوار خَلْق الإنسان من طين لا تنتهي فقط بإنشاء الإنسان خَلْقاً آخر، بل تتعاده إلى طور الموت، والذي يمر به كل إنسان، بل وتشمل أيضاً طور البعث. وبالمقابل، فإن أطوار الخَلْق من تراب تبدأ بالنطفة وتنتهي بخروج الطفل من رحم أمه. وهنا تبدو لنا المفارقة أعمق في الإتساق النسبي بين طول الفترة الزمنية التي يمتد فيها طور البعث وطور جعل الإنسان نطفةً في قرار مكين، والذين أُفردت لكلٍ منها آية كاملة في سورة المؤمنون. فإذا علمنا أن الطور الأخير من أطوار الخَلْق من طين يحدث يوم البعث، والذي طوله خمسين ألف سنة:
    سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7) يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9): سورة المعارج (70).
    فهل يمكننا القول أن طول الفترة الزمنية لطور البعث يتسق مع طور النطفة، والذي يمتد لأسبوع واحد؟ وما العبرة في أن يرد كل من طور البعث، وجعل الإنسان نطفةً في قرار مكين، والخَلْق في الأرحام، في آية منفصلة، على الرغم من عدم الإتساق الكبير في الفترات الزمنية التي تمتد فيها هذه الأطوار؟ لابد إذاً لكل من دقق في التناسق الزمني بين أطوار الخَلْق من طين أن يصل إلى نتيجة مفادها أن كل طور من هذه الأطوار قد يمتد إلى مئات الآلاف، بل قد يمتد بعضها إلى ملايين السنين. ما يمكن إستنتاجه، أيها القارئ الكريم مما سبق، أن جَعْل الإنسان نطفة في قرار مكين ليس هو خَلْق النطفة في الأرحام. فجعلُ الإنسانِ نطفةً في قرار مكين يدل على الخَلْق المركب الذي يحتوي على عدة أطوار.
    ليس التفاوت النسبي في الفترة الزمنية التي يمتد فيها كل طور من أطوار الخَلْق من طين هو السبب الوحيد الذي يضعف تفسير الآيات السالفة إستناداً على قصة هيكل آدم الطيني، بل تعداه إلى معاني بعض المفردات التي وردت فيها. إتفق رأي معظم رواد التفسير أن قوله تعالى: "ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ" في الآية 14 من سورة المؤمنون يدل إما على نفخ الروح في الجنين أو إلى خروجه من بطن أمه. ولكن، إذا إهتدينا بنصوص الخَلْق من تراب، لتبين لنا أن القرآن الكريم وَصَفَ الإنسان بعد خروجه من بطن أمه بالطفل: "ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا"، وليس بالخَلْق الآخر. والمثير حقاً، أن ذلك الوصف ورد في آيتين من آيات الخَلْق من تراب (الآية 5 من سورة الحج والآية 67 من سورة غافر)، مما يدل على إرتباط خروج الطفل من بطن أُمه بنصوص الخَلْق من تراب وليس بنصوص الخَلْق من طين. الدليل على أن إنشاء الإنسان خَلْقاً آخر: "ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ" في الآية 14 من سورة المؤمنون لا يدل على خروج الطفل من رحم أمه: "ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا" فيتمثل في البحث عن تكرار: "آخر" و: "نشأ" ومشتقاتهما في القرآن الكريم.
    وردت: "آخر" في القرآن الكريم بمعنى الأجول أو التأخير، أو للدلالة على شيئ أو مخلوق مختلف عن الشيئ أو المخلوق المشار إليه. فمعنى الأجول ينطبق على وصف يوم القيامة أو الآخرة أو الحياة الآخرة، لتميزيهم عن الدنيا أو الحياة الدنيا أو الحياة الأولى. أما إرتباط معنى: "آخر" بالشيئ أو المخلوق المختلف، فقد ورد في العديد من الآيات في وصف الأيام، والمرة، والتارة، والنزلة، والجنات أو المساكن التي بداخلها، والآيات، والنفخ في الصُور، والآلهة، والعذاب، والوِزَر، والسنبلات، والمآرب، والجن، والناس (أنفس، نساء، رجال، فئات، طوائف، أفراد، قوم، قرون). فإذا إستهدينا بما ورد في القرآن الكريم من معنى: "آخر"، لتبين لنا أن قوله تعالى: "ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ" إما أن يعني: "ثم أنشأناه خَلْقاً يختلف عن الخَلْق الذي كان عليه"، أو أنه يعني: "ثم أنشأناه خَلْقاً متأخراً (زمنيا) عن المخَلوقات التي عاشت قبله"، وكلا هذين المعنيين جائز في وصف ذلك الخَلْق الآخر. فإن وصفت آيات الخَلْق من تراب الطفولة على أنها طور من أطوار حياة الإنسان، وليس بالخَلْق الآخر، ألا يرجح ذلك إحتمال أن الخَلْق الآخر تشير إلى الإنسان الذي خُلِق خَلْقاً آخراً، يختلف عن المخلوقات التي إنبثق منها؟ أليس هو نفس الإنسان الذي جاء خَلْقُه متأخراً عن خلق المخلوقات التي إنبثق أو تطور منها؟
    كما يمكن للمتأمل في نصوص القرآن الكريم التي تتطرق إلى نشأة الناس أن يتبين أنها تدل على نشأتهم من أناس أخرين:
    أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ (6): سورة الأنعام (6).
    وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاء كَمَآ أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ (133): سورة الأنعام.
    وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ (11): سورة الأنبياء (21).
    ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ (31): سورة المؤمنون (23).
    ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ (42): سورة المؤمنون (23).
    أو أنها تدل على نشأة الناس من نفس مختلفة عنهم، أو ما وصفتها الآية الكريمة بالنفس الواحدة:
    وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98): سورة الأنعام (6).
    أو أنها تدل على نشأة الأجنة من أناس أخرين، هما الأب والأم.
    الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32): سورة النجم (53).
    وبالمثل فإن الآية 32 من سورة النجم تؤكد تأكيداً قاطعاً أن المولى، عز وجل، يُنشئ الجنين في بطن أمه خَلْقاً آخر، ولكنه لا ينشئه خَلْقاً آخر عندما يخرج من بطن أمه. فالجنين ينشأ في بطن أمه خَلْقاً آخر لأنه ينتج من أبوين مختلفين عنه. أما عندما يخرج الطفل من بطن أمه، فإنه لا ينشأ خَلْقاً آخر، لأنه نفس المخلوق الذي كان في بطن أمه عندما كان جنيناً، ولكنه إنتقل فقط من طور الخَلْق في الأرحام إلى طور الطفولة عندما خرج من بطن أمه. وإذا قارنا بين جميع هذه الآيات السالفة وبين الآية 14 من سورة المؤمنون، لخلصنا أن قوله تعالى: "ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ"، لا يشير إلى تحول الجنين من طور الخَلْق في الأرحام إلى طور الطفولة عندما يخرج من بطن أمه. أما إذا إستهدينا بلغة القرآن الكريم وبحثنا عن الإيماءات القرآنية المتضمنة في قوله تعالى: "ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ"، لتبين لنا ذلك الخَلْق الآخر يشير إلى بروز الإنسان العاقل إلي حيز الوجود، والذي يتميز عن غيره من المخلوقات التي سبقته بالعقل.
    وهنا، يبرز لنا، أيها القارئ الكريم، إعجاز آخر للقرآن الكريم، يتمثل في ورود: "أَنشَأْنَاهُ " و: "خَلْقًا آخَرَ"، للتأكيد أن ذلك الخَلْق الآخر ليس هو الطفل الذي خرج من بطن أمه. والمدهش حقاً أننا لم نتوصل إلى هذه النتيجة من خلال البحث في قواعد اللغة، بل من خلال منهج تفسير القرآن الكريم بالبحث فيه. وإن دل هذا على شيئ، فإنما يدل على إختلاف لغة ومعاني القرآن الكريم في العديد من الحالات عن قواعد ومعاني اللغة العربية. وهذا ما يضعف منهج تفسير القرآن الكريم بالرأي، لأن من يتبع هذا المنهج يتخير المعنى أو الأصل الذي يراه مناسباً، من بين العديد من المعاني أو الأصول اللغوية للمفردة موضع البحث. بينما يتم تحديد معنى المفردة في أي نص قرآني، عند تطبيق منهج تفسير القرآن الكريم بالبحث فيه، من خلال البحث عن ورود تلك المفردة ومعانيها في القرآن الكريم. ومن ثم تتم مقارنة معنى المفردة التي وردت في النص موضع البحث بمعانيها التي وردت في القرآن الكريم، ليأخذ الباحث بالمعنى الذي يتفق مع المعاني التي وردت في القرآن الكريم، ويترك بقية المعاني. كما يمكن توظيف منهج تفسير القرآن الكريم بالبحث فيه للوصول إلى المعنى الصحيح في حالة تضارب روايات الحديث، والذي قد لا يخلو منه تفسير أي آية من آيات الخَلْق.
    أما تفسير الآيات السالفة تفسيراً منسجماً مع بقية آيات الخَلْق من طين، ويتم التخلص فيه من نقاط الضعف السالفة، فمفاده أن الإنسان خُلِق في بادئ الأمر من سلالة (أنواع من المخلوقات تسلسلت أو تطورت من بعضها البعض) من طين، وأن أول مخلوق من هذه السلالة إنبثق مباشرةً من الطين: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ". فهذا التفسير يختلف إختلافاً جوهرياً عن التفاسير التقليدية التي ورد فيها أن خَلْق الإنسان من طين بدأ من آدم، وليس من أنواع إنبثقت مباشرةً من الطين. فإذا بدأ الخلق من طين بآدم، لكانت الآيات 13 و 14 تشيران إلي خَلْق بني آدم، ولقال تعالى: "ولقد خلقنا الإنسان من ذرية من طين" بدلاً عن قوله تعالى: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ"، نسبةً لإقتران الذرية في القرآن الكريم فقط بالناس من دون سواهم من المخلوقات.
    لم يكتمل خَلْق الإنسان في طور السلالة من طين، أو في الطورين الذين تلياه، والتي يمكننا أن نطلق عليها أطوار ما قبل الإنسان، لأنه لم يكن في ذلك الحين على صورته الإنسانيةً، ولم يكن عاقلاً، بل كان مثله مثل بقية الحيوانات التي تعيش في ذلك الحين. بما أن تلك السلالة من طين كانت تمثل أول أنواع المخلوقات التي وُجَدت على الأرض، فلابد أن نتوقع أنها كانت بدائية في كثير من نواحي حياتها، إذ تمثل ذلك في تكاثرها بالإنقسام البسيط وبنمو أجنتها خارج الرحم. ثم تلى طور السلالة من طين طورٌ جديدٌ، ظل فيه الإنسان على صورته وعقليته غير الإنسانية، لكن أصبح تناسله أكثر تعقيداً، حيث صارت أجنته تنمو في بطن الأم وفي الأرحام: "ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ". ولذا فإننا نلاحظ ورود: "جَعَلْنَاهُ"، بدلاً عن: "خلقناه" للإشارة إلى تحول خَلْق الجنس الإنساني من طور إلى آخر، وليس إلى خَلْق الأفراد في الأرحام.
    تلى طور جَعْل الإنسان نطفة في قرار مكين طورُ خَلْق الإنسان غير العاقل في الأرحام: "ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا"، وهو الطور الذي بدأ فيه خَلْق الإنسان غير العاقل في الأرحام على هيئته الإنسانية. بيد أن خَلْق الإنسان العاقل لم يكتمل إلا عندما أصبح خَلْقاً آخر: "ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ" مختلفاً عن أنواع المخلوقات التي سبقته. وعندما إكتمل خَلْق الإنسان العاقل، تحول أسلوب الخطاب من خطاب عام إلى خطابٍ مباشر، موجه مباشرةً له: "ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ" لكونه أصبح قادراً على فهم ما يقال أو يُتلى له. ولابد من الإشارة إلى أنه، على عكس آيات الخَلْق من طين، والتي لم تخاطب الناس خطاباً مباشراً حتى بروز الإنسان في صورته الإنسانية، فإن جميع آيات خَلْق الإنسان من تراب تخاطب الناس خطاباً مباشراً، لأنها تشير إلى خَلْق الناس كأفراد في الأرحام بعد بروز الإنسان في صورته الإنسانية.
    لا يتسق هذا التفسير مع معني الآيات فحسب، بل ويجعل أطوار الخَلْق التي تصفها الآيات 12 – 16 من سورة المؤمنون متسقةً مع بعضها البعض، من حيث الفترة الزمنية التي يمتد فيها كل طور من هذه الأطوار. أول هذه الأطور يتمثل في نوع بدائي من أنواع الحياة ذو خلية واحدة، تمكن من الإنبثاق مباشرةً من الطين الذي وصفه القرآن الكريم بالطين اللازب أو الصلصال من حمأ مسنون أو الصلصال كالفخار، قبل حولي 3 – 4 بليون سنة. وعندما نفخ فيه المولى، جل شأنه، من روحه، سرت الحياة في خليته الوحيدة. وبما أن ذلك النوع كان يتكاثر بإستنساخ أطفال طِبْق الأصل منه، فلابد أن يكون ذلك النوع أنثى وليس ذكراً. وربما لم تك تلك الأم لجميع أنواع المخلوقات في الكرة الأرضية، أول نوع خُلِق في الأرض، فربما سبقتها العديد من الأنواع التي إنقرضت ولم يكتب لها الخلود في سلم التطور.
    أدعوكم لمراجعة أبحاثي على المواقع التالية:
    https://sites.google.com/site/abdelwahabsinnary/
    https://http://http://www.facebook.com/groups/mankindinquran/www.facebook.com/groups/mankindinquran/http://http://www.facebook.com/groups/mankindinquran/www.fac...oups/mankindinquran/

    (عدل بواسطة عبد الوهاب السناري on 02-24-2015, 09:12 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-22-15, 05:58 PM
  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-22-15, 06:01 PM
    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف ود الخواجة02-22-15, 08:17 PM
      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-22-15, 10:20 PM
        Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-23-15, 04:23 PM
  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور Salah Habib02-23-15, 04:29 PM
    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-23-15, 06:27 PM
      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور مصطفى الجيلي02-23-15, 08:24 PM
      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور محمد عثمان الحاج02-23-15, 08:26 PM
        Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور محمد عثمان الحاج02-23-15, 08:31 PM
          Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور محمد عثمان الحاج02-23-15, 08:38 PM
            Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-24-15, 12:39 PM
  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور منتصر عبد الباسط02-24-15, 01:03 PM
    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-24-15, 02:24 PM
      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور HAIDER ALZAIN02-24-15, 03:10 PM
        Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-24-15, 03:34 PM
          Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-24-15, 04:51 PM
          Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-24-15, 04:54 PM
            Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-24-15, 04:55 PM
              Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-24-15, 06:01 PM
                Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور هشام آدم02-24-15, 07:32 PM
                  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-24-15, 08:32 PM
                    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور هشام آدم02-25-15, 11:45 AM
                      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-25-15, 02:35 PM
                        Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-25-15, 02:54 PM
                      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-25-15, 07:17 PM
                        Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-25-15, 07:20 PM
  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور Badreldin02-25-15, 06:48 PM
    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور هشام آدم02-25-15, 09:13 PM
      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور علاء سيداحمد02-25-15, 10:33 PM
  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور منتصر عبد الباسط02-25-15, 10:56 PM
  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور منتصر عبد الباسط02-25-15, 11:11 PM
    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور هشام آدم02-26-15, 00:16 AM
      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-26-15, 00:47 AM
        Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-26-15, 00:48 AM
          Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-26-15, 00:49 AM
            Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-26-15, 00:50 AM
              Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-26-15, 01:11 AM
                Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-26-15, 01:20 AM
                  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-26-15, 03:02 AM
                    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-26-15, 02:24 PM
                      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-27-15, 03:02 PM
  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور منتصر عبد الباسط02-26-15, 03:38 PM
    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-26-15, 04:05 PM
      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-26-15, 04:07 PM
  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور منتصر عبد الباسط02-26-15, 05:26 PM
    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي02-26-15, 08:10 PM
      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور علاء سيداحمد02-26-15, 11:33 PM
        Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-27-15, 09:35 AM
          Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-27-15, 04:00 PM
            Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري02-28-15, 07:44 AM
              Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري03-01-15, 02:03 PM
                Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري03-04-15, 09:36 AM
                  Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي03-18-15, 02:17 PM
                    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي03-18-15, 02:20 PM
                    Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي03-18-15, 02:20 PM
                      Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور سيف اليزل برعي البدوي03-18-15, 05:00 PM
                        Re: هل يؤيد القرآن الكريم نظرية التطور عبد الوهاب السناري03-23-15, 02:15 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de