الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 10:21 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-12-2014, 02:50 PM

عبد الوهاب السناري
<aعبد الوهاب السناري
تاريخ التسجيل: 11-16-2014
مجموع المشاركات: 229

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران (Re: عمر صديق)

    إبداعات القرآن الكريم العلمية والبيانية (1)
    علاقة التراب بخلق الآنسان
    التراب مشتقٌ من التربة، والمُكَوِن الرئيس للطبقة السطحية الهشة التي تغطي صخور القشرة الأرضية، والتي نتجت عن تفتت الصخور وإنحلال بقايا المواد العضوية، نباتية كانت أو حيوانية أو غيرها. والتربة هي طبقة الأرض الصالحة، من الوجهة الحيوية والطبيعية والكيميائية، لأن تكون مهداً لحياة النبات، وذلك لتوفر عناصر نموه فيها. ويمكننا القول، من باب المجاز، أن أجساد جميع الحيوانات، بما في ذلك الإنسان، تنبت من التربة عن طريق التغذية، لأن غذاءها مشتقٌ مباشرةً، أو غير مباشرةٍ من النباتات التي تنبت من التراب. كما، ويحق لنا القول، من باب المجاز أيضاً، أن جميع النباتات والحيوانات هي في حقيقة الأمر تراب، لأن جميع عناصر أجسامها مشتقة منه، ولأن هذه العناصر تعود إلى التراب بعد موتها، حيث تتحلل إلى مواد أقل تعقيداً بفعل كائنات متخصصة تسمى المُحَلِلات. يحدث ذلك التحلل بمساعدة العوامل الطبيعية، مثل الحرارة والماء. وعندما تعود هذه المواد المتحللة إلى التربة، يقوم النبات بإمتصاصها، ومن ثم يتغذى عليها ويصنع منها مواداً، تتغذى عليها سلسلةٌ من الحيوانات بصورة مباشرة أو غير مباشرة، لتكتمل بذلك الدورة الغذائية.
    ولقد فصل لنا القرآن الكريم في نصوص الخلق من تراب عن العلاقة الوثيقة بين نصوص الخلق من تراب، وبين خلق الأزواج من أنفسهم، وبين جعل الناس أزواجاً، وبين الأطوار التي يمر بها الإنسان بعد ولادته، وبين الحياة والموت، وبين بعث الموتى من القبور، وبين إنبات النبات وإحياء الأرض بعد موتها بسبب هطول الأمطار. ولعل في هذا الربط، بين الخَلْق من تراب وبين الحياة والموت، إشارةٌ إلى العوامل التي يتم من خلالها تحول التراب من صورة إلى أخرى. فالتراب كما ورد في القرآن الكريم مجاز يرمز إلى الإنسان في أي طور من أطوار حياته وحتى في مماته وبعثه، وأيضاً إلى النبات والحيوان لكونها جميعاً تنبت من الترية. فإنبات البشر من الأرض بالتغذية يتسبب في إستمرارية هذه الحياة، ويؤدي إلى نمو جسد الأبوين، والذين عندما يصحبان زوجين، ينتج عن تزاوجها خَلْق جديد من تراب. فما الزوجين أو الأبوين إلا تراب في نهاية الأمر. وعندما يموت الإنسان، فإنه يؤول إلى تراب؛ وعندما يُبعث الإنسان، فإنه يُبعث من تراب. بإختصار، فإن دورة خَلْق وحياة وتغذية وتكاثر كل إنسان على مدار حياته، بل ومماته وبعثه، تدور حول التراب.
    تفتتح الآية 5 من سورة الحج بِحَثِّ من لا يؤمن بالبعث بالتدبر في الخَلْق من تراب: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ". وعلى الرغم من عدم وجود علاقة واضحة بين الخَلْق من تراب وبين إنبات النبات من الأرض، فقد تطرقت الآية 5 من سورة الحج، وهي إحدى الآيات الأكثر تفصيلاً في أطوار الخَلْق من تراب، إلى إحياء الأرض بعد موتها بسبب هطول الأمطار، وإنباتها لكل زوج بهيج من النبات: "وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ". وتتطرق نفس الآية أيضاً إلى الموت: "وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى"، بينما تطرقت الآيتان التاليتان لها إلى إحياء الموتى: "وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى" وبعث مَنْ في القبور: "وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ". كما أن الآية السابقة للآية 20 من سورة الروم التي تناولت الخَلْق من تراب: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ"، تطرقت إلى إحياء الأرض بعد موتها، والذي يحدث نتيجةً لهطول الأمطار، وشبهته بخروج الناس من القبور يوم البعث: "وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ". كما أن الآية 21 من سورة الروم، والتي وردت بعد تلك التي تناولت الخَلْق من تراب، تطرقت إلى خَلْق الأزواج من أنفسهم: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا". أما الآية 11 من سورة فاطر فقد جمعت بين الخَلْق من تراب: "وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ"، وبين جعل الناس أزواجاً: "ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا". وقد إحتوت جميع نصوص خَلْق الإنسان من تراب على طور أو أكثر من الأطوار التي يمر بها الإنسان بعد مولده وأثناء حياته: "ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ"، "ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ"، "ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا"، "وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ"، "ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ". وجمعت الآية 67 من سورة غافر بين الخَلْق من تراب: "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ"، وبين الوفاة: "وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ"؛ بينما تطرقت الآية التي تليها إلى الحياة والموت: "هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ":
    يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ (7): سورة الحج (22).
    يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ (20) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21): سورة الروم (30).
    وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11): سورة فاطر (35).
    هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (68): سورة غافر (40).
    فما العلاقة إذاً، بين البعث وبين الخَلْق من تراب؟ وكيف يمكننا أن نهتدي إلى الإيمان بالبعث من خلال التأمل في الخَلْق من تراب؟ وما السر وراء العلاقة الوثيقة بين نصوص الخَلْق من تراب، وبين خَلْق الأزواج من أنفسهم، وبين جعل الناس أزواجاً، وبين الأطوار التي يمر بها الإنسان بعد ولادته، وبين الحياة والموت، وبين إنبات النبات وإحياء الأرض بعد موتها بسبب هطول الأمطار؟
    سوف نبدأ بالإنبات من الأرض في سعينا لتوضيح أوجه الصلة بين نصوص الخَلْق من تراب وبين هذه الظواهر التي إرتبطت به. لقد رأينا من قبل أن الآية 5 من سورة الحج قد تطرقت إلى إنبات النبات من الأرض: "وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ". وبالمثل، فقد ورد في القرآن الكريم، أن المولى، عز وجل، أنبت الإنسان من الأرض، وأنه أنبت مريم العذراء نباتاً حسنا:
    فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ (37): سورة آل عمران (3).
    المعهود في اللغة أن يقال: "أنبتها إنباتاً"، وليس: "أَنبَتَهَا نَبَاتًا"، كما ورد في النص السابق، لأن: "إنبات" هي مصدر: "أنبت"، فَحَلَّ الإسم: "نبات" محل المصدر: "إنبات". الأمر الثاني، المعنى الحرفي لقوله تعالى: "أَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا" أنه أنبتها من الأرض مثل النبات. ولكننا نعلم أن الإنسان لا ينبت من الأرض مباشرةً مثلما ينبت منها النبات، لأن النبات يثبت جزوره في الأرض. الأمر الثالث، على الرغم من عدم ذكر النص صراحةً أن نبات مريم كان من الأرض، إلا أن النبات إقترن في القرآن الكريم بالأرض. ويدعم هذا الرأي أيضاً ما قاله نوح لقومه أن الله تعالى أنبتهم من الأرض نباتا، وأنه سيخرجهم منها إخراجاً:
    وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18): سورة نوح (71).
    قد لا يختلف إثنان حول إنبات النباتات من الأرض، ولكن قد يتعجب البعض من إنبات الإنسان من الأرض. فالنبات، كما نعلم، يثبت جذوره في الأرض، ويستمد منها غذاءه من خلالها. أما الإنسان، فعلى الرغم من أنه لا يتثبت بالأرض، إلا أنه يستمد أيضاً غذاءه منها بصورة غير مباشرة، بالتغذية على النبات أو على الحيوانات التي تتغذى على هذا النبات. وبذا يحق لنا القول أن الإنسان ينبت من الأرض لكونه يستمد منها غذاءه بصورة غير مباشرة من خلال تغذيته على الحيوان أو النبات الذي يتغذى عليه الحيوان. فعلى الرغم من أن النبات يتغذي بواسطة جزوره، ويتغذي الإنسان بواسطة فمه، إلا أن القاسم المشترك بينهما أن الغذاء يمد جسم كليهما بالمواد التي يحتاجها لكي ينمو ويرمم خلايا جسده الميتة وليتكاثر. ولعل هذا كان السبب وراء وصف القرآن الكريم لنمو جسد مريم في الآية 37 من سورة آل عمران ولوصف نمو جسد الإنسان في الآية 17 من سورة نوح من الأرض بالنبات. وقد بين لنا القرآن الكريم في الآية 37 من سورة آل عمران أن نبات مريم العذراء نتج عن الرزق الذي كان يجده عندها زكريا كلما دخل عليها المحراب. فقد تسبب ذلك الرزق، والذي نبت من التراب، في نباتها نباتاً حسناً، لأنها كانت تتغذى عليه.
    ونقول لمن يظن أن في ورود: "نبات" في الآيتين السالفتين، خرقٌ لقواعد اللغة، أنها وردت بلغة القرآن الكريم، وكان الغرض من ورودها تلقيننا دروساً في علم الأحياء عن أوجه الشبه بين تغذية الحيوان والنبات. وإذا وقفنا على النواحي البلاغية المتضمنة في وصف نمو جسد مريم العذراء أو الإنسان من التراب بالنبات، لتبين لنا أنه تم هنا تشبيه نمو جسد مريم العذراء أو جسد الإنسان من الأرض بإنبات النباتات من الأرض، فحُذِف المشبه به: "النباتات"، ورُمِز إليه بصفةٍ من صفاته: "نبات"، والذي حل محل المصدر: "إنبات"، على سبيل الإستعارة المكنية.
    هذا، وقد أكد القرآن الكريم أيضاً في موضع آخر على خلق الأزواج مما تنبت الأرض في النص التالي الذي يفيض بالعديد من التعابير البلاغية المماثلة:
    سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36): سورة يس.
    المعلوم أن الأزواج لا تُخْلَق بل تُجْعَل، وأن الأرض تنبت النبات وليس الأزواج البشرية، وأن كل زوجين بشريين لا يُخْلَقا من جميع أنفس المجموعة التي يعيشان بينها، بل من زوجين بعينيهما من بين هذه الأنفس. لابد إذاً أن تكون التعابير التي وردت في هذه الآية ضرباً من ضروب البيان. ولفهم معنى الآية فهماً دقيقاً، لابد من فك رموز هذه التعابير البيانية أولاً، ولنبدأ ذلك بتحديد هوية الأزواج التي وردتْ فيها. قد لا يخفى على القارئ الكريم أن ورود: "كُلَّهَا" في هذا النص قد يطرح إحتمال أن: "الْأَزْوَاجَ" تشير إلى أزواج جميع الأنواع، وليس فقط إلى أزواج البشر. بيد أن ورود: "وَمِنْ أَنفُسِهِمْ" يؤكد لنا أن الأزواج التي تناولتها الآية تشير فقط إلى الأزواج البشرية، لأن القرآن الكريم لم يصف غير الذات الإلهية والإنسان بالنفس في العدد الكبير من المرات (298 مرة) التي تكرر فيها ورود: "نفس" ومشتقاتها فيه. ولعل المقابلة في الآية 11 من سورة الشورى، بين جَعْل الأزواج من أنفس البشر: "جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا"، وبين جَعْل أزواج الأنعام: "وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا"، وردت للتأكيد على أن وصف القرآن الكريم لخَلْق الأزواج من أنفسهم، يقتصر فقط على البشر:
    فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (11): سورة الشورى (42).
    قد لا يخفى على القارئ، أنه يجوز من الناحية اللغوية أن يقال: "وجَعَل من أنفس الأنعام أزواجاً"، بيد أن جَعْل الأزواج من الأنفس، إقتصر في هذه الآية، فقط على الناس، دون الأنعام. وهذا ما يؤكد أن الأزواج المشار إليها في الآية 36 من سورة يس هي أزواج بشرية. ولكن، لماذا ورد فيها أن هذه الأزواج خُلِقَت، بينما المعلوم أن الأزواج لا تُخْلَق بل تُجْعَل؟ إذاً خَلْق الأزواج: "سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ" كما ورد في الآية 36 من سورة يس تعبيرٌ بلاغي يشير إلى جَعْل الأفراد أو خَلْقِهم من أزواج بشرية أخرى. فعلاقة خَلْق كل فرد بالأزواج تتمثل في أن كل فرد يولد نتيجة تناسل زوجين. وعندما يكبر ذلك الفرد، فإنه يتزوج بزوج آخر، لينتج من ذلك التزاوج أطفال يصبحون أزوجاً مستقبلاً وينتجون أفراداً أُخر، ودواليك. وقد تم في الآية 36 من سورة يس حذف: "جَعْل الأزواج"، وأُستدل عليه بصفة من صفاته: "خَلْق الأزواج"، على سبيل الإستعارة المكنية.
    أما التعبير البلاغي التالي الذي سنقف عنده في الآية 36 من سورة يس، والذي ورد أيضاً في الآية 21 من سورة الروم: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا"، فيتمثل في خَلْق الأزواج من أنفسهم: "وَمِنْ أَنفُسِهِمْ". المعنى الحرفي لخَلْق الأزواج من أنفسهم يدل على خَلْق كل زوجين من جميع الأنفس التي ينتمي إليها هذان الزوجان. لكن المعروف أن الزوجين لا يُخلقان من جميع الأنفس التي ينتميان إليها، بل يُخلق كل زوج من هذين الزوجين من زوجين مختلفتين ينتميان إلى المجوعة التي يعيشون وسطها. وتم هنا التعبير بالكل (خَلْق الأزواج من جميع الأنفس بين الجماعة التي ينتمون إليها)، ولكن قُصِد منه الجزء (خَلْق كلٍ من الزوجين من زوجين مختلفتين ينتميان إلى مجموعة الأزواج التي يعيشون وسطها)، على سبيل المجاز المرسل المبني على الكلية. فما وجه الصلة إذاً بين الخَلِق من تراب وبين خَلْق الأزواج من أنفسهم؟
    يمكن لمن تأمل في الآيتين 20 و21 من سورة الروم أن يلاحظ التشابه الكبير في سياقهما، إذ بدأت كل منهما بقوله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ"، وهي جملة تكررت في القرآن الكريم لتنبيه القارئ وحثه على التأمل في الإعجاز القرآني الذي يرد قبلها أو بعدها. كما أن المقابلة بين قوله تعالى: "خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ" في الآية 20، وبين قوله تعالى: "خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا" في الآية 21 وردت، ليس فقط لحثنا على التدبر في خَلْقِنا من تراب وفي خَلْق الأزواج من أنفسهم، بل أيضاً للربط في عقولنا بين الخَلْق من تراب وبين خَلْق الأزواج من أنفسهم، خاصة إذا علمنا أن كلاً من هذين التعبيرين ورد من باب المجاز، وليس من باب الحقيقة؛ فلا الناس تُخلق من التراب مباشرةً، ولا الأزواج تُخلق من جميع الأنفس التي تنتمي إليها. كما أن الأزواج هي المصدر الذي يبدأ منه الخَلْق من تراب، وبالمقابل يمكن وصف الأزواج بالتراب من باب المجاز.
    التعبير البلاغي الأخير الذي سنقف عليه في الآية 36 من سورة يس يتمثل في خَلْق الأزواج البشرية مما تُنْبِت الأرض. فإذا علمنا أن الأرض لا تُنْبِت إلا النبات، لكان المعنى الحرفي لقوله تعالى: "خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ": أن المولى، جل شأنه، خَلَق جميع الأزواج البشرية من النبات الذي ينبت من الأرض، ولا يصح هذا القول إلا إذا كان ضرباً من ضروب المجاز. فالمعلوم أن الأزواج البشرية، والتي وردت في الآية الكريمة كضرب من ضروب المجاز للدلالة على الأفراد، لا تُخْلَق من النبات الذي ينبت من الأرض، بل أنها، كما رأينا من قبل، تنبت نباتاً من التراب نتيجة الغذاء الذي أصله من تراب. ولا بد أن يكون المعنى الحقيقي لخَلْق الأزواج أو الأفراد مما تبنت الأرض هو نبات الأفراد من تراب. فقد حُذِف النبات في قوله تعالى: "مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ"، وأُستدل عليه بشيئ من صفاته: "تُنبِتُ الْأَرْضُ"، على سبيل الإستعارة المكنية. ثم تم بعد ذلك التعبير بالمُسَبب عليه (النبات، والذي تمت الدلالة عليه بجملة: "مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ") بدلاً عن المُتَسبِب (التراب)، على سبيل المجاز المرسل المبني على المسببية.
    ويمكن للقارئ ملاحظة وجه الشبه بين وصف الآية لخَلْق الأزواج مما تنبت الأرض وبين نبات البشر من الأرض، كما ورد في الأية 37 من سورة آل عمران: "وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا"، وفي الآية 17 من سورة نوح: "وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا". ففي كلا الحالتين يتسبب الغذاء، والذي يتسلسل إلى النبات ثم إلى التراب، في نمو البشر أو نباتهم من الأرض وفي خَلْق الأزواج من النبات الذي تنبته الأرض. فلابد إذاً أن يدل خَلْق الأزواج مما تنبت الأرض على نمو أجساد هذه الأزواج من التراب بالتغذية من النبات أو من الحيوانات التي تتغذى على هذا النبات. فما النبات، في نهاية الأمر، إلا تراب. وما الإنسان الذي خُلِق من تراب وإستمد غذاءه من هذا النبات، إلا تراب، وسيؤل حتماً إلى تراب. وبذا يمكننا تفسير الآية 36 من سورة يس على النحو التالي: "سبحان الذي خلق جميع البشر، والذين قد يصبحون يوماً ما أزواجاً، من تراب الأرض، ومن التزاوج بينهم ومما لا يعلمون".
    قبل أن نختم بحثنا عن الظواهر المرتبطة بالخَلْق من تراب، لابد لنا من وقفة قصيرة للبحث في العلاقة بين الخلق من تراب من جهة، وبين الأطوار التي يمر فيها الإنسان في حياته، وبين الموت والبعث من جهة أخرى. لقد رأينا من قبل أن جميع نصوص خَلْق الإنسان من تراب تضمنت على طور أو أكثر من الأطوار التي يمر بها الإنسان بعد ولادته. ولقد رأينا أيضاً أن الآية 67 من سورة غافر، جمعتْ بين الخَلْق من تراب وبين الوفاة. بينما تطرقتْ الآية التي تليها إلى الحياة والموت، وتطرقتْ الآيتان 6 و 7 من سورة الحج إلى إحياء الموتى وبعث مَنْ في القبور. كما أن الآية السابقة للآية 20 من سورة الروم تطرقتْ إلى إنبات النبات، وشبهته بخروج الناس من القبور يوم البعث. كما أن المقابلة في الآيتين 17 و 18 من سورة نوح، تشير إلى التشابه بين نبات الناس وبين بعثهم من الأرض، والذي تم تشبيهه في القرآن الكريم بخروج النبات من الأرض:
    وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57): سورة الأعراف (7).
    وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (9): سورة فاطر (35).
    وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (11): سورة الزخرف (43).
    وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ (10) رِزْقًا لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (11): سورة ق (50).
    لم يقتصر الأمر على ذلك، بل ورد في القرآن الكريم أن الإنسان يؤول إلى تراب بعد موته، وأنه يُبْعث من تراب يوم القيامة:
    وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ الأَغْلاَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدونَ (5): سورة الرعد (13).
    أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ (35): سورة المؤمنون (23).
    قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ 82)): سورة المؤمنون (23).
    وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ 67)): سورة النمل (27).
    أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ 16)): سورة الصافات (37).
    أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ 53)): سورة الصافات (37).
    أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3): سورة ق (50).
    وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47): سورة الواقعة (56).
    ولابد لنا هنا من إعادة طرح السؤال الذي سقناه من قبل عن سر العلاقة الوثيقة بين نصوص الخلق من تراب، وبين خلق الأزواج من أنفسهم، وبين جعل الناس أزواجاً، وبين الأطوار التي يمر بها الإنسان بعد ولادته، وبين الحياة والموت، وبين بعث الموتى من القبور، وبين إنبات النبات وإحياء الأرض بعد موتها بسبب هطول الأمطار؟ فقد لايخفى لكل من تأمل في الآيات التي أوردناها في هذا الباب أنها تشير إلى أن الأنسان، الذي خُلِق من تراب ونَبَت جسمه من تراب في جميع أطوار حياته، سوف يؤول إلى تراب بعد موته، وأنه سيبعث من تراب. ولعل في هذا الربط، بين الخَلْق من تراب وبين الحياة والموت، إشارةٌ إلى العوامل التي يتم من خلالها تحول التراب من صورة إلى أخرى. فالخَلْق من تراب يرمز إلى الحياة، لأنه يتسبب في خَلْق مولود جديد أصله من تراب، تنبثق فيه الحياة عندما ينفخ فيه المولى، جل شأنه، من روحه. وبالمثل فإن نبات البشر من الأرض بالتغذية يتسبب في إستمرارية هذه الحياة، ويؤدي إلى نمو جسد الأبوين، والذين عندما يصحبان زوجين، ينتج عن تزاوجها خَلْق جديد من تراب. فما الزوجين أو الأبوين إلا تراب في نهاية الأمر. وعندما يموت الإنسان، فإنه يؤول إلى تراب؛ وعندما يُبعث الإنسان، فإنه يُبعث من تراب. بإختصار، فإن دورة خَلْق وحياة وتغذية وتكاثر كل إنسان على مدار حياته، بل ومماته وبعثه، تدور حول التراب. المثير في الأمر، أن آيات الخَلْق من تراب إرتبطت فقط رباطاً عضوياً بكل هذه الأمور المتعلقة بالتراب، لأنها وردت في سياق هذه الآيات، دون أن يتم التصريح بالعلاقة التي تربط بينها وبين الخَلْق من بالتراب في أي من هذه النصوص. وقد لا يفطن المرء، في بادئ الأمر، أن ورود مثل هذه الظواهر المرتبطة بالخَلْق من تراب، كان الغرض منه لفت نظر القارئ وحثه على التأمل فيها وإكتشاف علاقتها بالخَلْق من تراب. كما أن نصوص الخلق من تراب وردت مبطنةً بالعديد من التعابير المجازية، والتي لابد للقارئ من فك رموزها أولاً قبل أن يتأتى له فهمها فهماً دقيقاً.
                  

العنوان الكاتب Date
الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عمر صديق11-11-14, 10:29 PM
  Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عمر صديق11-11-14, 10:31 PM
    Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عمر صديق11-11-14, 10:36 PM
  Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران قصي محمد عبدالله11-11-14, 10:36 PM
    Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عمر صديق11-11-14, 10:43 PM
      Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عمر صديق11-11-14, 10:46 PM
        Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عمر صديق11-11-14, 10:58 PM
        Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران منتصر عبد الباسط11-11-14, 11:01 PM
          Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران زينب محمد عبدالله11-11-14, 11:51 PM
            Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران سيف النصر محي الدين11-12-14, 00:00 AM
              Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عمر صديق11-15-14, 08:52 PM
            Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران هشام آدم11-12-14, 01:30 AM
              Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران تبارك شيخ الدين جبريل11-12-14, 03:34 AM
                Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عمر صديق11-12-14, 11:48 AM
              Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عمر صديق11-16-14, 02:55 PM
              Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عبد الوهاب السناري11-16-14, 08:09 PM
              Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران امير بوب11-17-14, 00:29 AM
          Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عمر صديق11-13-14, 02:22 PM
          Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عبد الوهاب السناري12-07-14, 09:57 PM
    Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عمر صديق11-12-14, 02:33 PM
      Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران قصي محمد عبدالله11-12-14, 03:25 PM
        Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران حيدر حسن ميرغني11-12-14, 03:51 PM
          Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران خالد المبارك11-12-14, 05:10 PM
            Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران Adil Isaac11-12-14, 05:29 PM
              Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران منتصر عبد الباسط11-12-14, 10:15 PM
                Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران زينب محمد عبدالله11-13-14, 00:20 AM
                  Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران هشام آدم11-13-14, 00:33 AM
                    Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران زينب محمد عبدالله11-13-14, 02:24 AM
                      Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران هشام آدم11-13-14, 01:02 PM
                        Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عماد حسين11-13-14, 04:27 PM
                          Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران Muhib11-15-14, 10:16 PM
                            Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران هشام آدم11-16-14, 02:52 AM
                              Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عبد الوهاب السناري11-16-14, 04:50 PM
                                Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران امير بوب11-17-14, 00:40 AM
                              Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عبد الوهاب السناري11-17-14, 01:22 AM
          Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عمر صديق11-19-14, 07:29 PM
        Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عمر صديق11-17-14, 05:43 PM
          Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران هشام آدم11-17-14, 07:29 PM
            Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران هشام آدم11-17-14, 07:30 PM
  Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران طه كروم11-17-14, 07:46 PM
  Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عبد الوهاب السناري11-18-14, 01:19 AM
  Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عبد الوهاب السناري11-18-14, 05:46 AM
    Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عبدالكريم الاحمر11-18-14, 10:28 AM
      Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران هشام آدم11-18-14, 05:55 PM
        Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران جمال المنصوري11-19-14, 03:40 AM
  Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عبد الوهاب السناري11-20-14, 02:29 AM
    Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران هشام آدم11-20-14, 01:48 PM
    Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عمر صديق11-23-14, 05:42 PM
    Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران Mohd Ibrahim12-07-14, 10:34 AM
  Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عبد الوهاب السناري11-21-14, 04:41 AM
  Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عبد الوهاب السناري11-21-14, 05:15 AM
    Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران Khalid Elmahdi11-25-14, 07:06 PM
      Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران مجدى محمد عبد الله11-26-14, 01:36 AM
        Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران مجدى محمد عبد الله11-28-14, 04:55 PM
          Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران سيف النصر محي الدين11-29-14, 04:15 AM
            Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران علاء سيداحمد11-29-14, 08:08 AM
              Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران هشام آدم11-29-14, 08:23 AM
              Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران علاء سيداحمد11-29-14, 08:38 AM
                Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران علاء سيداحمد11-29-14, 08:42 AM
                  Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران علاء سيداحمد11-29-14, 08:57 AM
                    Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران صبري طه11-29-14, 10:40 AM
                      Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران سيف النصر محي الدين11-29-14, 07:49 PM
                        Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران هشام آدم11-29-14, 09:22 PM
                          Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران هشام آدم11-29-14, 10:13 PM
                            Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران مجدى محمد عبد الله11-30-14, 08:50 PM
                              Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران مجدى محمد عبد الله11-30-14, 08:55 PM
                                Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران سيف النصر محي الدين11-30-14, 09:33 PM
                                  Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران سيف النصر محي الدين11-30-14, 09:45 PM
                                Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران هشام آدم11-30-14, 09:38 PM
                                Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران تبارك شيخ الدين جبريل11-30-14, 09:46 PM
                                  Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران هشام آدم11-30-14, 10:49 PM
                                  Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران زينب محمد عبدالله11-30-14, 11:55 PM
                                    Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران زينب محمد عبدالله12-01-14, 00:09 AM
                                      Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران سيف النصر محي الدين12-01-14, 00:56 AM
                                        Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران تبارك شيخ الدين جبريل12-01-14, 02:53 AM
                                          Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران هشام آدم12-01-14, 03:06 AM
                                            Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران مجدى محمد عبد الله12-01-14, 02:33 PM
                                              Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران هشام آدم12-01-14, 04:35 PM
                                                Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران مجدى محمد عبد الله12-01-14, 05:21 PM
                                                  Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران مجدى محمد عبد الله12-01-14, 08:42 PM
                        Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران صبري طه12-02-14, 09:26 AM
                          Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عمر صديق12-02-14, 12:05 PM
                            Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران هشام آدم12-03-14, 00:14 AM
                              Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران صبري طه12-03-14, 12:45 PM
                                Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عمر صديق12-03-14, 12:51 PM
                                Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران صبري طه12-03-14, 12:54 PM
                                  Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عمر صديق12-06-14, 07:57 PM
                                    Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران هشام آدم12-06-14, 08:59 PM
  Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عبد الوهاب السناري12-07-14, 07:23 AM
    Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران هشام آدم12-07-14, 10:36 AM
      Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عبد الوهاب السناري12-07-14, 05:48 PM
        Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران هشام آدم12-07-14, 08:21 PM
          Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران هشام آدم12-07-14, 11:52 PM
  Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عبد الوهاب السناري12-10-14, 04:58 PM
  Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عبد الوهاب السناري12-12-14, 02:50 PM
  Re: الباحث السوداني السنارى يطرح أخطر دراسة حول خَلْق الإنسان في القران عبد الوهاب السناري12-22-14, 08:30 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de