مناوي : عودتي للتمرد كلام فارغ ومجرد اشاعات

Quote: اتصال هاتفي قبل منتصف ليلة امس من مناوي بمقر اقامته بكرنوي ومني اركو ينفي ويوضح اسباب غيابه وموعد عودته الكثير من الشائعات انطلقت مؤخرا حول غياب وعودة السيد مني اركو مناوي كبير مساعدي رئيس الجمهورية ورئيس السلطة الانتقالية بدارفور ورئيس حركة جيش تحرير السودان الموقعة علي اتفاقية ابوجا، وبالامس اوردت بعض الصحف العربية الصادرة بلندن انباء حول ما اسمته باختفاء كبير مساعدي البشير يثير تكهنات حول خلافات ...وفي نبأ آخر كبير مساعدي الرئيس البشير وصل لانجمينا في زيارة سرية ومنذ عصر امس وحتي قرابة الساعة الحادية عشرة مساء اجريت اتصالات مع قيادات نافذة بحركة جيش تحرير السودان بالعاصمة والميدان وتحدثت مع نائبه د. الريح محمود ورئيس اللجنة الاعلامية بمجلس التحرير الثوري للحركة الصديق العزيز والزميل الكريم الاستاذ سيف الدين صالح هارون وعند الساعة الحادية عشرة مساء امس تلقيت اتصالا هاتفيا من القيادي بحركة مناوي السيد يوسف حقار الامين السياسي للحركة افادني بان السيد مناوي موجود الآن بكرنوي بدارفور وقد كلفه بالاتصال بي ومدي برقم هاتف الثريا الخاص به وانه يرغب في الحديث معي . وعلي الفور اتصلت بالرقم ووجدته مشغولا لبضع دقائق واعدت المحاولة مرتين وفي المرة الثالثة وجدته موجها نحو البريد الصوت ... فاتصلت مرة اخري بالسيد يوسف حقار والذي افادني بان السيد مني اركو مناوي سيتصل بي بنفسه بعد دقائق. وبالفعل عند اغلاقي للمكالمة وجدت ذات الرقم بهاتفي في قائمة الارقام التي لم يتم الرد عليها ...وانتظرت لبضع دقائق ...وعدت فيها بالذاكرة للعلاقة الوطيدة التي جمعتني بالسيد مناوي بالرغم من انني لم ألتق به حتي الان وجها لوجه إلا لمرة واحدة عندما رافقنا السيد رئيس الجمهورية في زيارته التاريخية قبل عدة اشهر لولايات دارفور ... وتعود علاقتي بالسيد مناوي الي ما قبل التوقيع علي اتفاقية ابوجا حيث كنت اتصل به ويتصل بي تارة من ابوجا وتارة من الميدان بل عندما كنت اقدم برنامج ( في الواجهة ) بالتلفزيون استطعت ان اقنعه ان يتحدث للشعب السوداني علي الهواء مباشرة وهوكان مازال حاملا للسلاح .وفجأة انقطع الشريط بالذاكرة علي صوت رنة هاتفي الخافتة وقرأت علي الشاشة ذات الرقم المشار اليه ودار بيني وبين السيد مني اركو مناوي الحوار التالي : { واستهل السيد مني اركو مناوي حديثه ضاحكا كما يناديني دائما عبر اتصالاته الهاتفية السابقة : ( شنو يا ود البلال الاشاعات دي انتو قنعتو مني ولا شنو ؟ ) { قلت له : ولكن هناك تساؤلات في الشارع يا سيد مناوي حول غيابك الذي طال وامامي الان (النت) اتصفح في موقع صحيفة الشرق الاوسط اللندنية والتي تحدثت عن اختفائك وزيارتك السرية لانجمينا وعودتك للتمرد ؟ { مناوي : هذا كلام فارغ ومجرد اشاعات . { قلت : وما هي حقيقة غيابك الحالي واين انت الان ؟ ـ مناوي : انا غادرت الخرطوم يوم 27 مايو الماضي وكنت ايام 27 ـ 28 ـ 29 مايو موجودا بالفاشر وبعدها توجهت (لدار السلام ) وبقيت خمسة ايام وسط جنودي ثم توجهت ( للقلاب ) وقضيت هناك اربعة ايام ايضا وسط جنودي وكنت انوي التوجه لاقصي الشمال لزيارة المناطق التي تسيطر عليها الحركة وقد طلبت من القوات المشتركة بدارفور توفير طائرة لتنقلني لتلك المناطق الا انهم اعتذروا بسبب عدم اخذهم الاذن من الحكومة . { ويضيف السيد مناوي قائلا : واتصلت مباشرة بالقوات المسلحة واخطرتهم بانني متوجه لطريق كتم وان يبلغوا كل الاجهزة المختصة بهذا الامر ولكن قبل تحركي علمت ان هناك ( ثلاثة كمائن ) من جنجويد فغيرت اتجاهي من اقصي الشمال وقمت بالتوجه لـ (مزيد ) ثم الى منطقة ( اركوري ) حيث خاطبت لقاءً جماهيريا بخزان اورشي ثم توجهت بعد ذلك للمنطقة الثالثة وهي ( كامو ) ـ شرق كرنوي ـ وبعد يومين من وصولي لـ ( كامو) علمت ان هناك مشاكل في الحدود وسط اللاجئين مما ساعد في خلق توتر واحتكاكات بينهم فتوجهت الي هناك وقمت بحل هذه المشاكل حيث قضيت قرابة الاربعة ايام جوار ( كارياري ) والتقيت باللاجئين ونحجنا في حل المشكلة والان اتحدث اليك من ( كامو ) داخل الاراضي السودانية بدارفور وأي صحفي أو اعلامي يريد ان يتاكد من هذه المعلومة ان يزورني اليوم (بكامو )عند الساعة الثامنة صباحا . { قلت وما هي حقيقة قيامكم بزيارة سرية لانجمينا ؟ ـ مناوي : كما قلت لك هذا كلام فارغ ومجرد شائعات . { قلت : وماذا عن ما تردد حول اجتماعكم بممثلين لحركات رافضة اثناء جولتكم الحالية بدارفور ومن بينها حركة العدل والمساواة بل ترددت انباء عن اجتماعكم مع خليل ابراهيم رغم ادانتكم لهجومه علي ام درمان ؟ ـ مناوي : نعم اجتمعت بممثلين للحركات غير الموقعة من اجل التباحث معهم حول السلام الشامل بدارفور ولكنني لم التق ولم اجتمع مع د. خليل ابراهيم . { قلت وماذا حول ما يتردد حول عدم رضائكم عن سير تنفيذ اتفاقية ابوجا ؟ ـ مناوي : نعم انا غير راضٍ عن سير تنفيذ الاتفاقية ولقد عبرت عن هذا الامر من خلال مؤتمر صحفي بدار الحركة بالخرطوم وهو ليس بالسر او الامر الجديد لذلك اغلقت هواتفي وانا موجود الان ( بالخلا ) . { قلت : ولكن هل هذا يعني انكم جمدتم عملكم بالقصر والسلطة الانتقالية ؟ ـ مناوي : اولا اؤكد لك انه لا خيار لنا ابداً في العودة للحرب مرة اخري واننا متمسكون بالسلام وباتفاقية ابوجا للسلام ولقد ظللت اعبر عن عدم رضائي حول سير تنفيذ الاتفاقية منذ قرابة العام ونصف وخاصة بعد رحيل د. مجذوب الخليفة وقلت هذا الحديث ايضا بجوبا في المؤتمر الثاني للحركة الشعبية وكان من ضمن الحاضرين الاستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية . { قلت : ومتي ستعود لمباشرة مهامك بالقصر ودارفور بالسلطة الانتقالية ؟ ـ مناوي : اولا انا موجود داخل السودان وخلال هذا الاسبوع باذن الله ساكون بالفاشر اما العودة للخرطوم فاننا في انتظار الجديد في تنفيذ الاتفاقية وانا الان مواجه بلوم ونقد من اهلي بدارفور بسبب البطء في تنفيذ الاتفاقية ... واكرر لك التاكيد ان خيارنا الاوحد هو السلام الا اذا ارادت الحكومة غير ذلك. وانا لم اجمد نشاطي والسلطة الانتقالية قائمة في كل ولايات دارفور والخرطوم تمارس اعمالها ونشاطاتها بصورة عادية ونحن في انتظار تنفيذ بنود الاتفاقية المتصلة بالخدمة المدنية وتوفير مبلغ الـ ( 700 مليون دولار) والحاق الاتفاقية بالدستور والجدية في تنفيذ اتفاق الترتيبات الامنية وعدم الالتفاف حول الاتفاقية من جانب بعض الولاة بدارفور وكذلك تدخل بعض الاجهزة غير المعنية، وبهذه المناسبة اقول للاخوة بالمؤتمر الوطني انني لم افوض اي شخص بالحديث معهم نيابة عن الحركة ويجب علي المؤتمر الوطني ان يتصل بنا مباشرة . { قلت : ولكن منذ سفرك لم تجر اتصالات بالخرطوم ؟ ـ مناوي : نعم انا لم أجر اتصالات ولكن هاتفي الثريا كما تري ( يعمل ومفتوح ) وكل من يحتاجني يتصل بي ولقد سبق قبل حوالي الاسبوعين ان اتصلت بالاستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية حيث اتصلت بمكتبه وحيث تحدثت عن ضرورة تنفيذ مشروعات التنمية وتوفير المبالغ المستحقة في الاتفاقية . { قلت في ختام الحوار : وما صحة ما تردد عن انكم اصطحبتم معكم جميع افراد حراستكم بالحركة وكذلك اخلت اسرتكم الكريمة المنزل الحكومي بالخرطوم ؟ ـ مناوي : من الطبيعي ان اصطحب معي افراد حراستي ولكن مازال هناك افراد حراسة موجودون بالمنزل وكذلك افراد اسرتي كلهم موجودون بمقر اقامتي بالخرطوم ... وقال ضاحكا ويمكن ان تتاكد بنفسك وتحمل معك لهم ( كبشا ) وتزورهم . { نقطة النظام : اكتفيت بهذا القدر من الحوار مع الصديق العزيز مني اركو مناوي بالرغم من انني تلمست عنده رغبة واستعدادا للرد علي اي سؤال ولكنني حرصت علي طرح التساؤلات المباشرة التي تدور في اذهان المواطنين وكان كعادته صريحا ومباشرا ...ولقد حرصت ان انشر عباراته واجاباته كما هي من خلال نبرات صوته تاكدت تماما انه مازال متمسكا باتفاقية ابوجا وخيار السلام ونامل صادقين ان يعمل المؤتمر الوطني علي تقريب شقة الخلاف بينه وبين السيد مناوي وحركته ...فالخلاف ليس حول الاتفاقية الان ...فقد قام السيد مناوي بالتوقيع عليها رغم انه كان من اخر الحركات المتوقع قبولها للاتفاقية ...ولكن الخلاف حول التطبيق والبطء والاسراع في تنفيذ بنود الاتفاقية ...والحل بسيط وسهل ويكمن في مقولة ( الحساب ولد ) كما يحلو للاستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية ان يقول دائما ...ولا زلت اذكر مقولته تلك عندما رافقناه في زيارته المشهورة لولايتي شمال وجنوب دارفور قبل اندلاع التمرد عام 2003م باشهر قليلة حيث اصطحب معه يومها معظم اعضاء مجلس الوزراء الاتحادي وقال لاهل نيالا والفاشر يومها ايها الاخوة ...الحساب ولد ...وهذه هي ميزانية السودان ...ومعنا وزير المالية وهذه هي الكيلو مترات المرصودة للطرق في ميزانية هذا العام ...ومعنا وزير الطرق ...وهذه هي مشروعات المياه القومية المرصودة بالميزانية ومعنا وزير الري ...الخ . واضاف : وسنوضح لكم نصيب ولايات دارفور مقارنة بالولايات الاخري في جميع هذه المشروعات ( والحساب ولد )