هل ستتحسن العلاقات السودانية الامريكية ام ستبقي متوترة ؟

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 11:21 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عمر صديق(عمر صديق)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-20-2009, 08:07 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل ستتحسن العلاقات السودانية الامريكية ام ستبقي متوترة ؟ (Re: عمر صديق)

    نشر بالمستقلة يوم 20/4
    ____________________________

    محددات السياسة الخارجية الأمريكية الجديدة
    بين الأمل و التغيير في السودان (2ـ2)

    د. خالد حسين محمد *


    ذكرنا في المقال السابق أن هناك مجموعة من العوامل يجب أخذها بعين الاعتبار لقراءة اتجاه السياسة الخارجية ومن ثم كيفية التعامل معها. ومن تلك العوامل الوضع السياسي لأمريكا في المجتمع الدولي. وذكرنا أن وضع أمريكا في المجتمع الدولي تغير كثيراً ففي المجال العسكري هزائم في العراق وأفغانستان ولبنان. وفي الجانب الاقتصادي أزمة مالية حادة تبلغ قيمتها (8) تريليون دولار. ونتاج ذلك وضع سياسي في اتجاه سقوط الإمبراطورية الأمريكية نتيجة فشل كل المشاريع التي كانت تتبناها الإدارة السابقة، فشل مشروع الشرق الأوسط الكبير وازدياد ما يسمى بمحور الشر، والمتمردين على السياسة الأمريكية. ونتاج ذلك بروز الصين وروسيا بقوة كأقطاب جديدة وفاعلة بدأت تمارس هذا الدور بفعالية على المستوى الدولي. وقد استوعب أوباما هذه المتغيرات الناتجة من السياسة الخرقاء لبوش والمحافظين الجدد التي بدأت أمريكا تدفع ثمنها على يدي أوباما. والعامل الآخر الذي يؤثر في السياسة الخارجية الأمريكية هي المجموعة المسئولة عن حلف السياسة الخارجية والذين اختارهم أوباما من مجموعة الخبراء الذين عملوا مع كلينتون ولكن كانت آراءهم لا تتوافق مع سياسة كلينتون. هذه المجموعة بقيادة بريجينسكي والتي تتبنى سياسة واقعية وتؤمن بالحوار مع الأعداء قبل الأصدقاء. وتعتمد الدبلوماسية والحوار منهجاً لإدارة الأزمات والصراعات والعلاقات بين الدول. إضافة لذلك آراء أوباما الأستاذ الجامعي والحامل لدرجة الدكتوراه بالإضافة لخلفيته العرقية. هذه العوامل جعلت أوباما ينتهج سياسة التغيير والتي يقتنع بها كل معاونيه والتي لخصها نائب الرئيس بايدن في عبارة (ضغط زر إعادة التشغيل) والتي تعني بالمفهوم الدبلوماسي مسح كل الماضي والكتابة في شاشة نظيفة وفتح نوافذ جديدة للعمل. على هذه العوامل بدأ أوباما سياسته الخارجية فعلاً لا قولاً وذلك من خلال قمة العشرين وزيارته لتركيا ورسائله الغزلية إلى إيران في عيد النيروز بالإضافة إلى مبعوثيه إلى سوريا والصين وروسيا.
    على هذه الخلفية كانت المحددات للسياسة الخارجية الأمريكية والتي بدأ أوباما تنفيذها من ضمنها السودان.
    بالإضافة إلى هذه المحددات العالمية العامة هناك عوامل تؤثر على التعاطي مع قضية السودان.
    من ذلك خلفية التعامل مع السودان. معلوم أن الديمقراطيين هم أكثر تطرفاً للتعامل مع السودان. وذلك من وجود اليساريين في هذا الحزب بالإضافة لقاعدة السود العريضة والذين يتعاطون بصورة غير محدودة مع قضية دارفور. وقد لعبت في ذلك قوى الضغط وخاصة اليهودية منها ومحاولتها لجعل قضية دارفور قضية داخلية. جرب الديمقراطيين كل وسائل الضغط على السودان نتيجة لتأثير اللوبيات ابتداءاً من محاربة السودان بجيرانه مروراً بالعقوبات الاقتصادية وانتهاءاً بضرب مصنع الشفاء. فهل مازالت تلك الأفكار والممارسات توجه بوصلة الحزب الديمقراطي ؟
    معلوم أن الحملة الانتخابية التي أدراها أوباما بكفاءة داخل الحزب الديمقراطي منافساً لهيلاري كلينتون والتي تمثل الوجه التقليدي للحزب الديمقراطي أدت إلى قلب كثير من المفاهيم داخل الحزب الديمقراطي وان كل قوى التشدد في الحزب الديمقراطي كانت في جناح هيلاري كلينتون، ففوز أوباما داخل الحزب الديمقراطي كان يعني هزيمة لكل الأفكار التقليدية في داخل الحزب الديمقراطي. حتى صارت أفكار الواقعيون الجدد والذين كانوا في صف أوباما هم الذين يواجهون السياسة الخارجية الأمريكية بصورة عامة وتجاه السودان بصورة خاصة.
    وهذا يفسر لنا بصورة واضحة اختلاف اللهجة والطريقة التي تعامل بها غرايسن المبعوث الرئاسي الأمريكي للسودان وجو التفاؤل الذي أشاعه لدى المسئولين السودانيين وعامة الشعب السوداني. وتطابق مع هذه الصورة زيارة جون كيري رئيس لجنة السياسة الخارجية في الكونغرس الأمريكي ومنافس بوش في فترة رئاسته الثانية، والذي كانت تصريحاته تعبر عن السياسة الجديدة تجاه السودان، وكان من أهم تصريحاته حث الحركات المتمردة للانخراط في الحوار السلمي.
    كذلك ظهر بصورة واضحة أن أوباما وفريقه يهتمون بالجانب الإنساني في قضية دارفور وأن مسألة تغير نظام الحكم بالسودان لم يعد من أهدافهم. وأن أفكار أوباما وفريقه الذي يرى إمكانية التعامل مع الأنظمة الإسلامية شريطة أن تحترم هذه الأنظمة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة. هذا يفسر لنا كذلك التغيير في اللهجة للتعامل مع السودان.
    بالتأكيد ان لمجموعات الضغط تأثيرها الكبير وخاصة منظمة ما يسمى إنقاذ دارفور وأنها حققت مكاسب كبيرة في عهد الإدارة السابقة لا يمكن التنازل عنها بسهولة. خاصة وأن هذه المنظمات ذات ارتباط وثيق باللوبي اليهودي والذي يستخدم قضية دارفور كمظلة لتغيير النظام. وذلك يفسر كمية الانتقاد الكبيرة التي وجهت إلى غرايسن نتيجة تصريحاته بالسودان. بالتأكيد أن لهذه المنظمات واللوبيات تأثير كبير وخاصة أثناء فترات الانتخابات وقربها. ومما يقلل من هذا التأثير أنه ليس هناك انتخابات قريبة في أمريكا فأوباما في بداية فترته الرئاسية وان الانتخابات النصفية للكونغرس مازالت بعيدة لذلك أجد أن هناك فرصة كبيرة للدبلوماسية السودانية لتصحيح كثير من المعلومات المغلوطة التي وصلت أو قد تصل لأوباما وفريقه. وان أوباما وفريقه ذوي ذهنية متفتحة لقبول مثل هذه المعلومات.
    هناك عامل آخر داخلي ومهم ومؤثر على العلاقة الأمريكية وهو علاقة الحركة الشعبية بأمريكا والتي حققت مكاسب كبيرة في عهد بوش. وقد كانت إدارة بوش تستخدمها كأحد أدوات تفكيك النظام في السودان. بالتأكيد فإن الحركة الشعبية سوف تعمل جاهدة للمحافظة على هذه المكاسب ولعل تصريحات دينق ألور وزير خارجية السودان تسير في هذا الاتجاه. لذلك ينبغي على الحكومة السودانية جهد كبير لتبذله مع الحركة الشعبية وأن تكون المعلومات والتعامل مع أمريكا تحكمه مصلحة السودان أولاً وأخيراً.
    من العوامل التي تؤثر في السياسة الخارجية الأمريكية بصورة عامة وعلى السودان بصورة خاصة شخصية أوباما وطموح أوباما. فبالتأكيد أن أوباما يطمح ويسعى لفترة رئاسية ثانية له ولحزبه. ولتحقيق ذلك يبدو أن تأثير العامل الخارجي ضعيف. فمعظم الشعب الأمريكي لا يهتم بالشأن الخارجي كثيراً، فلا يهمه إلا ماهو داخلي، مثل المعاش والضرائب والإجهاض والخلايا الجذعية وحق المثليين وغيرها من المسائل الداخلية، فبالتأكيد في مثل هذه القضايا هي التي سوف يكون عليها التركيز من أوباما وحزبه وخاصة الأزمة المالية الخانقة التي خلفها له سلفه بوش، فأمريكا مهددة بالانهيار الاقتصادي، هناك ملايين فقدوا وظائفهم، هناك ملايين فقدوا التأمين الصحي تماماً، هذه المسائل التي سوف ينشغل بها الشعب الأمريكي وينشغل بها أوباما وحزبه للفوز بفترة رئاسية ثانية.
    لأوباما طموح شخصي بأن يكون واحد من القادة الأمريكان العظام والآباء المؤسسين غدوته ومن أؤلئك إبراهام لنكولن وروزفلت وجون كنيدي، هؤلاء دخلوا التاريخ الأمريكي لمنجزاتهم الداخلية الكبيرة للشعب الأمريكي وكذلك كانت لهم انجازاتهم على المستوى الدولي. لم يكن هؤلاء بالقادة العاديين وكذلك يريد أوباما أن يكون. فعلى المستوى الداخلي مجال نجاحه هو حل الأزمة المالية أما على المستوى الدولي فخياراته محدودة. فالقوة العسكرية الأمريكية كانت إحدى وسائل النجاح للقادة السابقين على المستوى الدولي، سواءاً كان باستخدامها أو التهديد بها. لا تستطيع أمريكا أوباما أن ترسل جندي واحد للخارج، كما أنها لا تستطيع أن تشعل حرباً أخرى فهي تبحث الآن للخروج من الورطات التي أدخلها فيها بوش سواءاً كان في العراق أو في أفغانستان. لذلك ليس أمام أوباما ليسجل انجازاً تاريخياً على مستوى العالم إلا المساهمة والنجاح في حل الصراعات التي تأخذ زخماً عالمياً أمامه فرص نجاح في منطقتين، حل القضية الفلسطينية وحل مشكلة دارفور. بالنسبة للمشكلة الفلسطينية بتعقيداتها مع وجود حكومة إسرائيلية متطرفة بقيادة نتنياهو وليبرمان فإن فرص النجاح فيها ضئيلة. لذلك لم يبق أمام أوباما إلا النجاح في حل مشكلة دارفور. ولعل هذا يفسر لنا تعيين غرايسن مبعوثاً السودان وقدوم كيري بعد أقل من أسبوع بعد رجوع غرايسن ففي تقديري ستشهد الفترة القادمة انفتاح أمريكي كبير ووفود كثيرة للمساهمة في حل مشكلة دارفور.
    هناك عامل آخر مهم في تأثيره على العلاقات السودانية ـ الأمريكية وهو الخلفية العرقية لأوباما. وانتماؤه لإفريقيا. فالتأكيد أن هذه الخلفية سوف تؤثر على تعامل أوباما مع إفريقيا وبالتالي مع السودان. بالتأكيد ان المعلومات التي لدى أوباما هو الحرب بين العرب والأفارقة في السودان. وسوف يكون انحياز أوباما للأفارقة. وتأتي هنا أهمية تصحيح هذا المفهوم لأوباما وهذا يقع على عاتق الدبلوماسية السودانية. وفي تقديري تصحيح هذا المفهوم سهل ولا يحتاج إلى كبير عناء. فبالإضافة إلى توصيله للمعلومات الصحيحة فالزيارات والشخصيات التي تقابل أوباما مهمة. فكما لم يستطع كولن باول أن يفرق بين الزرقة والعرب في دارفور فكذلك الأمر بالنسبة لأوباما.
    هناك كلام كثير يدور حول حكم المؤسسات في أمريكا وان ليس للرئيس تأثير كبير في توجيهه السياسة الأمريكية على الرغم من السلطات التي يتمتع بها. ولكن إطلاق هذا الأمر ليس صحيحاً. فللرئيس تأثيره على السياسات بل قد يصل الأمر في هذه المؤسسات أن تعد من التقارير والدراسات ما يدعم وجهة نظر الرئيس. فكما هناك النفاق ومسح الجوخ وتنابلة السلطان في دول العالم الثالث ففي أمريكا أشد وأكثر من ذلك بكثير، فقد رأينا كيف زورت التقارير الاستخبارية لبوش لتدعم وجهة نظره لغزو العراق، ورأينا كيف زورت معلومات اليورانيوم وشحنها من النيجر، ورأينا كولن باول يخاطب كل العالم من خلال مجلس الأمن لكي يبرر ويبرهن صحة قرار الرئيس بغزو العراق حتى لو كان ذلك خارج مجلس الأمن.
    فللرئيس تأثير في صنع السياسات ووضعها ولآرائه دور كبير واعتقد أن لأوباما ذكاء وطموح مما يجعل مؤسسات الولايات المتحدة سواءاً كان في الخارجية أو البنتاغون أو الـC.I.A ستعمل على تنفيذ سياسات أوباما.
    وعليه وبناءاً على ما ذكرناه سابقاً فإن هناك فرصة تلوح لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة ترجمت هذه الفرص من خلال المبعوثين الذين زارا السودان. ولابد من الفهم أنه لا توجد منح في السياسة الدولية. فهناك مصالح متبادلة وهناك أخذ وعطاء. ولذلك لابد من معرفة المطلوبات الأمريكية ومعرفة ما يمكن أن يقدم وما لا يمكن تقديمه. ولعل ذلك سيكون موضوعنا القادم .
                  

العنوان الكاتب Date
هل ستتحسن العلاقات السودانية الامريكية ام ستبقي متوترة ؟ عمر صديق04-13-09, 09:18 PM
  Re: هل ستتحسن العلاقات السودانية الامريكية ام ستبقي متوترة ؟ عمر صديق04-13-09, 09:28 PM
    Re: هل ستتحسن العلاقات السودانية الامريكية ام ستبقي متوترة ؟ Deng04-14-09, 05:35 AM
      Re: هل ستتحسن العلاقات السودانية الامريكية ام ستبقي متوترة ؟ عمر التاج04-14-09, 09:38 AM
        Re: هل ستتحسن العلاقات السودانية الامريكية ام ستبقي متوترة ؟ عمر صديق04-14-09, 05:42 PM
      Re: هل ستتحسن العلاقات السودانية الامريكية ام ستبقي متوترة ؟ عمر صديق04-14-09, 05:20 PM
        Re: هل ستتحسن العلاقات السودانية الامريكية ام ستبقي متوترة ؟ عمر صديق04-15-09, 01:29 PM
          Re: هل ستتحسن العلاقات السودانية الامريكية ام ستبقي متوترة ؟ عمر صديق04-15-09, 03:37 PM
            Re: هل ستتحسن العلاقات السودانية الامريكية ام ستبقي متوترة ؟ عمر صديق04-16-09, 07:23 PM
              Re: هل ستتحسن العلاقات السودانية الامريكية ام ستبقي متوترة ؟ عمر صديق04-19-09, 12:27 PM
                Re: هل ستتحسن العلاقات السودانية الامريكية ام ستبقي متوترة ؟ عمر صديق04-20-09, 08:07 PM
                  Re: هل ستتحسن العلاقات السودانية الامريكية ام ستبقي متوترة ؟ عمر صديق04-21-09, 06:56 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de