أخلص و أحر التعازي إلى أسرة الوالد و الكاتب: موسى يعقوب

Quote: انت يا (موسي يعقوب) ... عند الله جزاك * يحتاج زملاء واصدقاء فقيد الشباب (وائل) الي وقت غير قليل لاستيعاب ماحدث .. وقد توافدوا جماعات وافراد الي وداعه ورفقة جثمانه الي تلك المقبرة التي احتضنته في (احمد شرفي) وتلك لحظات كان الجميع يحتاجون الي رحمة الله باستعادة حلقات صبرهم التي كادت ان تتواري لولا شيئا من ايمان يجعلهم يتحلقون حول القبر ويُسخّر الله لهم جلدا واحتسابا يحرك قلوبهم قبل السنتهم بالتلاوة والدعاء لصاحبهم الذي كان سميرهم قبل ساعات فقط بكامل حيويته وهو الآن في رحاب الغفور الرحيم. *(وائل) كتب قصة حياته بعنوان (الابتسامة) أكمل ميلاد حلقاتها الـ (30) في تلك الليلة داخل حجرته بالمستشفي وكأنه يودع اقرب اصدقائه الذين ما كانوا يدركون أن في ميلاده وداعا له ويفاجئونه باحتفال عيد الميلاد ليفاجئهم بالرحيل المر والذهول يتملك شبابا يحتاجون معه الي من يزرع الصبر في قلوبهم ونفوسهم ... ليكشف الله عن حلقة كانت وراء حجب الايمان والاحتساب عندما يتوافد الشباب الي والد (وائل) أستاذنا موسي يعقوب الذي لا تغادر شفتيه (سبحان الله ... الله المستعان ) وكأني به يمنح الاصدقاء والشباب وعارفي فضل (وائل) قوة الايمان والامتثال الي أمر الله .. وتتصاعد الهمسات هنا وهناك : (الحمد لله ... ياجماعة لا تحرموا ابوه نعمة الصبر والاحتساب) . * وهناك في الداخل كانت والدته ميمونة الخاتم (أما بحجم امة) تتوالي عليها المحن واختبارات الايمان الصادق بخروج فلذتي الكبد (أحدهما) مضي حيث لا عودة الي الرفيق الاعلي (والآخر) تواري خلف اسوار الغياب.. ومن رحمة الله علي العباد ان نعلم بانه سبق شقيقه .. أو يتماثل أمام والديه ليزيح صخرة اكبر علي قلبيهما .. انه امتحان عظيم يفوق كثيرا جدا وبكل المقاييس ما تدرسه (بنت الخاتم) لطلابها في الجامعة. * قلت لمن التقيت به بعد عودتنا من المقبرة أنني كنت مع (وائل) نهار الجمعة التي سبقت رحيله الي الجنان العليا (باذن الله) وقد وجدته كالعادة مبتسما منشرحا يتجاذب الحديث مع مرافقه وإحدى الزائرات وامامه جهاز الحاسوب المحمول والصحف يقول انه لم ينقطع عن العالم ولا عن عمله في مجال الاتصالات .. وقال انه بعد اسبوع سيتم نزع (المسمار) من قدمه ليبدأ علاجا طبيعيا .. لم تكن هناك اي مؤشرات لحادث جلل خلال يومين فقط .. يقول محدثي أن والدته (الصابرة المؤمنة) كانت برفقته قبل ساعة زمن من وفاته كما أنه لم تطل لحظة فراق والده (المحتسب) حتي تم استدعاؤه علي عجل فقد تدهورت حالته الصحية سريعا ولم يلبث أن اسلم الروح بارئها (انا لله وانا اليه راجعون) . * لم يعد خافيا علي الجميع ابتلاء المؤمنين في أسرة الاستاذ موسي يعقوب الذي تحمل في صمت وصبر شيئا يفوق ما عرفناه في البشر بعد (غياب) ابنه محمد الخاتم الذي لا يعرف له حياة أو موت حتي الآن منذ سنوات ليست قليلة بحساب دنيانا الفانية ... ثم ها هو الآن رغم العاصفة التي خلفها رحيل ولده الثاني (وائل) بهذه الصورة الفجائية .. هاهو يردد بقلبه وشفتيه أن (سبحان الله ... الله المستعان ) وهو يعرف بأن الله زف البشري في كتابه للصابرين .. ونحن هنا من بعد الاحتساب والانابة لله .. لا نملك الا الدعاء بالرحمة والمغفرة لفقيد الشباب (وائل) ونسأل الله ان يعوض شبابه الجنة وان يجعل البركة في اسرته الصابرة وزملائه واصدقائه في كل مكان .. ونقول لاستاذنا موسي يعقوب انت (يا الصابر) عند الله جزاك ... ولا حول ولا قوة الا بالله .