|
Re: إليكم اللقاء الصحفي الذي أعاد لي أيام الشباب (Re: حامد بدوي بشير)
|
دعني أقفز إلى سؤالك الذي يجد هوى في نفسي: الأسماء التي راهنت عليها كناقد. أنا راهنت على عبدو خال وعلى انه هو الذي سيكتب الراوية السعودية الحديثة. قلت هذا وكان هناك من سبقه، فقد كتبت رجاء عالم أكثر من رواية حينها، وكان المشري، رحمه الله، قد اصدر روايته "الوسمية". ومع ذلك كنت أراهن على عبدو خال الذي كان لا يزال طالباً بالجامعة ولم يكتب سوى بضعة قصص قصيرة. ما حدث مني لم يكن كلمة خرجت بالصدفة. فقد كانت لي تجربة مع كتابات عبدو خال أقنعتني بأن روائياً ضخما يختبئ داخل هذا الجسد النحيل والسلوك الطفولي جداً.
أقص عليك القصة (دون أن "أقص" عليك). فلن يتضح سبب رهاني على عبدو خال إلا من خلال هذه القصة. أول عمل تناولته نقدياً في السعودية كان قصة قصيرة لعبدو خال بعنوان "أحني حنجرة الاغنية". ولأنه أول ظهور لي في الساحة، فقد حاولت أن اجتهد في قراءة ذلك النص القصصي. بحثت عن مدخل للقراءة، فهالني أن القصة تتيح عدة مداخل وهذا دليل على اكتنازها. الآن أقرأ مما كتبت عن المدخل لقراءة تلك القصة (أنا احتفظ بقصاصات من الصحف لكل ما ينشر لي). كتبت في البداية:
"منذ البداية تراءت لي عدة قراءات أو لنقل منطلقات لقراءات ممكنة لهذه القصة. وأنا زعيم لكل من يستوحي في هذا القول تقريظاً لعبدو خال. فلقد فكرت أولاً في الاصوات وما يمكن استقراءة من خلالها باتخاذها محوراً للقراءة، فكان هناك: 1. صوت عجوز الروابي 2. صوت الراوي 3. صوت المرأة 4. صوت الأم 5. صوت غزوان 6. أصوات جانبية اخرى ....... الخ.
وفكرت ثانياً في بحث العلاقة بين عدة عناصر أساسية بالقصة، بخلاف الأصوات. فوجدت: 1. الوادي 2. غزوان 3. الوجود الإنساني الآخر بخلاف غزوان .......الخ. وثالثاً فكرت في الأفعال الواردة في القصة واتخاذها محوراً للقراءة عن طريق تصنيفها إلى سالب وموجب، فوجدت لدي قائمة طويلة من الأفعال الموجبة تقابلها قائمة أصغر تضم الأفعال السالبة، ثم اكتشفت أن كل فعل سالب واحد في القصة، يهدم تاريخاً كاملاً من الأفعال الإيجابية.
ورابعاً فكرت في دراسة متناقضات أخرى غير الأفعال تحيط دراستها بكل أبعاد القصة، وأعني بذلك متناقضات: 1. الحلم – الجنون 2. الفعل – الموت 3. الصوت – الصمت .............. الخ.
ولكني قررت أخيراً أن احتفي بتكنيك القصة نفسه وأن اهتدي به مؤشراً لفهمها. وذلك عن قناعة بأن التكنيك وحده هو الذي يعطي لكل قصة تفردها واختلافها وهو وحده مناط ابتكار الكاتب. فمعرفة التكنينك هي معرفة كتابة القصة.........الخ.
يتضح لك مما تقدم القدرات الهائلة في الكتابة السردية التي تستوطن عبدو خال منذ صغره. تصور فقط إنني لو (ركبت رأسي) وقرأت تلك القصة من جميع هذه المداخل. كنت سألف كتيباً نقدياً متوسط الحجم حول قصة قصيرة واحدة. بعدها صرت أتابع كتابات عبدو خال بشغف. وفي كل مرة يثبت لي أنه أحد ملوك التكنينك. وما كنت أريد أكثر من هذا لأراهن على عبدو خال. فالعمود الفقري في فن كتابة الرواية هو ابتكار التكنيك.
حول تساؤلك ما إذا كنت لا أزال أتواصل مع مبدعين سعوديين وأتابع الساحة السعودية، لن أكذب عليك، تواصلي ضعيف جداً ومتابعتي معيبة. لماذا؟ مشاغل الحياة .. الأولاد كبروا وصاروا بالجامعات والضغط تضاعف. لكن الحنين لا يزال مقيماً.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
إليكم اللقاء الصحفي الذي أعاد لي أيام الشباب | حامد بدوي بشير | 09-25-14, 05:24 AM |
Re: إليكم اللقاء الصحفي الذي أعاد لي أيام الشباب | حامد بدوي بشير | 09-25-14, 05:53 AM |
Re: إليكم اللقاء الصحفي الذي أعاد لي أيام الشباب | حامد بدوي بشير | 09-25-14, 06:16 AM |
Re: إليكم اللقاء الصحفي الذي أعاد لي أيام الشباب | حامد بدوي بشير | 09-25-14, 07:25 AM |
Re: إليكم اللقاء الصحفي الذي أعاد لي أيام الشباب | حامد بدوي بشير | 09-27-14, 10:34 AM |
Re: إليكم اللقاء الصحفي الذي أعاد لي أيام الشباب | حامد بدوي بشير | 09-27-14, 08:15 PM |
Re: إليكم اللقاء الصحفي الذي أعاد لي أيام الشباب | حامد بدوي بشير | 09-28-14, 05:31 AM |
Re: إليكم اللقاء الصحفي الذي أعاد لي أيام الشباب | حامد بدوي بشير | 09-29-14, 05:58 AM |
Re: إليكم اللقاء الصحفي الذي أعاد لي أيام الشباب | حامد بدوي بشير | 09-30-14, 05:13 AM |
Re: إليكم اللقاء الصحفي الذي أعاد لي أيام الشباب | حامد بدوي بشير | 10-01-14, 04:51 AM |
Re: إليكم اللقاء الصحفي الذي أعاد لي أيام الشباب | حامد بدوي بشير | 10-01-14, 08:19 AM |
Re: إليكم اللقاء الصحفي الذي أعاد لي أيام الشباب | حامد بدوي بشير | 10-02-14, 04:47 AM |
Re: إليكم اللقاء الصحفي الذي أعاد لي أيام الشباب | حامد بدوي بشير | 10-02-14, 09:36 AM |
|
|
|