|
Re: إلى صديقي الكومريد ( عبدالقادر ) (Re: ابو جهينة)
|
ما أن بدأت مهمتي بعد منتصف الليل ، وأنا أتحاشى دوريات ( السواري ) العسكر على صهوات الجياد ، فإذا بي أجد نفسي محاصرا من أربعة جهات عند ( مزلقان ) السكك الحديدية، وجهرتْ عيني أنوار عربة ( الكومر ) وبضعة جنود يقفزون من عليها ... في المعتقل، لم يراودني شيء غير أسرتي و(رقية). أسرتي لم تعرف أنني معتقل إلا بعد مرور ثلاثة أيام بالتمام والكمال، فقد ظنوا أنني عند صديق الطفولة ( حسين ) بمدينة بربر – الدّكّة ، أو بدامر المجذوب عند أخي الذي لم تلده أمي ( مصطفى )، فقد تعودوا أن أغيب دونما خبر. كل من شرب من ماء النيل الممزوج بمياه نهر الأتبراوي الكاسح ، فهو إنسان ذي مزاج مختلف تماما عن بقية أهل السودان، ففي المعتقل الذي لا يحسب فيه الإنسان يومه بالدقائق والساعات ، بل يحسبها بمجريات الأمور وأوامر السجن والتعرف على المعتقلين وظروفهم، سيبقى كل الذين عرفتهم في السجن كالأوسمة والنياشين على صدري، وسيقبعون في ذاكرتي ما حييت.
|
|
|
|
|
|
|
|
|