|
Re: إلى صديقي الكومريد ( عبدالقادر ) (Re: ابو جهينة)
|
الزمان : ما قبل أكتوبر الأخضر ولون الزى المدرسي لمدارس بنات الكمبوني كان ( كحليا ) ككل الليالي التي عشتها وأنا مستلق على ظهري على ( عنقريب الحبل ) مدلدلا قدمي من فتحة ( الكرّاب ) الذي تقطّعتْ أوصاله من كثرة حركة أقدامي عليه والتي كانت تعبيرا عن سهري الذي يلازمه القلق والوسواس. أحيانا ألعن اليوم الذي أقنعني فيه ( أستاذ عثمان ) للإنضمام للحزب الشيوعي، وأحيانا يلح حبي لها بأن أنضم سرا إلى تنظيمها الإسلامي وليكن ما يكن. تقابلني كل يوم في محطة باصات ( حاج الريَّح )، وتبادرني بالسؤال الذي يُنْسيني كل كلمات الغزل التي كنت أود أن أدلقها على مسامعها في طريق عودتنا ( كدّاري ) إلى الحى القريب أها ... قررت شنو ؟ ثم تطور السؤال اليومي إلى مكاشفة وأمر صريح : شوف يا عبد القادر، بصراحة لا أنا ولا أبوي ولا ناس الحزب حيرضوا بيك كزوج لي ما دام إنت عامل لي فيها مستقل. والله الحكاية صعبة بالحيل .. خلاص كل واحد يمشي في طريق وربنا يسهل علينا وعليك.
هنا تتملكني رغبة في أن أخرج في مظاهرة عارمة ولو لوحدي ألعن فيها ذاك اليوم الذي خرجتُ فيه مؤيدا أهالي حلفا عندما تظاهروا ضد السد العالي. حينها إلتقطتْني أعين الشيوعيين المتربصة بالكوادر التي ترى فيها نواة وميولا لتوجهاتها.
|
|
|
|
|
|
|
|
|