السقا جاع

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 00:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-28-2014, 10:57 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السقا جاع

    السقا جاع
    وهو يحمل جردل الماء المبرد وكوبي الالمونيوم يطرقهما مع بعض مع عبارة ( برد برد) تقوده قدماه لاحد المطاعم الفارهة التي غزت العاصمة .. لفت نظره الشواية الزجاجية الضخمة أمام المطعم مرصوص بها حبات الدجاج .. تتقلب في النار كأنها بهلوانات في سيرك يؤدون حركات اكروباتية ..وقف يتأمل اختلطت مشاعره بين التعجب والتشهي .. والدجاجات تكتسي لونا ذهبيا مائلا للبني .. يقطر منها الدهن مثل لعابه الذي بدأ يسيل ... تذكر آخر مرة تناول فيها دجاجة منذ عدة سنوات عندما كان مريضا بالملاريا في القرية ذبحت له الوالدة الديك الوحيد بالقفص . بالرغم من مشاركة أخوته له في تلك الوجبة أذ لم يخرج منها الا بالصدر .. ولطالما حسده عليه أخوته رغم الحمى التي كادت أن تشويه .. لكن هنا هذا عالم آخر .. هو لم يرى مثل هذا العدد من الدجاج مذبوحا قط ... حتى التي شهادهن فهن أحياء يتلمسن ارزاقهن من خشاش الارض ..اخيرا قرر أن يسأل الطباخ .. ربما كان سعرها في مقدوره .. وعندها سيكون أول شخص من قريتهم أنفرد بدجاجة كاملة ..
    و بلكنته القروية بدأ يسأل في الطباخ :
    ?- يا اخ يا أخ هنا الجدادة المشوية عندكم الحبة بكم .
    نظر له الطباخ شذرا ذاك الذي يرتدي تلك الطاقية البيضاء العجيبة التي تشبه علبة الحليب المجفف , دون أن يعره أي اهتمام ثم التفت الى عمله .
    - يا أخ أ تكلم معاك أنا الجدادة عندكم بكم .
    - يا زول أمشي بعيد أنت لو بعت صهريج موية ما راح تقدر تشتريها .
    أستفذاه رد الطباخ وزاد عاملا جديدا من عوامل رغبته اضافة للشهية والتعجب وهو الأصرار .. لا بد أن يشتريها كيدا أو ( كيتا كما نقول ) في الطباخ .. لاحظ لقائمة الاسعار وجد سعر الحبة دجاج شواية ثلاثين الف جنيه .. حفظ الرقم ثم مضى .. ..
    ضرب حساباته وقرر أن يفتح حصالة في السكن يودع فيه الف جنيه يوميا هو ما يجب أن يوفره كل يوم .. ايتها الدجاجة موعدنا الشهر وليس الشهر ببعيد . ..
    أصبح كل يوم يفتح الحصالة يعد المبلغ ويغشى المطعم يطمئن على الدجاجة وسعرها حتى قارب الشهر على الانتهاء .. ..
    لكن في اليوم التاسع والعشرون يغشاه أحد أقاربهم من القرية ويخبره بأن والدته مريضة وكتب لها الدكتور وصفة أدوية تكلف ثلاثين ألف وقالوا له يغشاه في العاصمة ويأخذ منه ثمن الدواء .. لم يتردد في أخذ الوصفة و شراء الدواء بنفسه .. ولم يندم على الحلم الصغير الذي تبدد .. طارت الدجاجة يا ولدي .. قالها في نفسه غير متحسرا . ..
    الصدمة والاحباط لم تضعف رغبته وتوهن شهيته تجاه تلك السمراء الساحرة .. مر على المطعم ليلقي نظرة وداع ... وجد الطباخ أنزل من الشواية أحداهن ووضعها على الطاولة في طبق استعدادا لتقديمها الى أحد الزبائن .. هنا جاء دور الشيطان وشطارته فلتت الرغبة عن عقال الوقار ... أختطف الدجاجة وشرع في الجري .. وكما هو معهود في تلك المواقف يكثر المتطوعون .. شرع العمال والعطالة يجرون خلفه .. خاف أن يتم القبض عليه دون أن يشبع رغبته منها فكان يمنحها قضمات ومضغ وبلع وهو جاري .. أخيرا خارت قواه وبدأ قفص الدجاجة الصدري يبين من بين صوابعه.. حس بالشبع رقم الجري والنفس الهائج .. ارخى من جريه قليلا وأخيرا توقف مستسلما ..أدركه الطباخون والمتطوعون وأخيرا صاحب المطعم نفسه حضر .. لكن قبل أن يبدأون في ضربه يقف صاحب أحد السيارات الفارهة المظلله .. ويأمرهم بتركه بعد ان سمع الحكاية و تبرع بثمن الدجاجة على الا يمسه أحد .
    صاحب المطعم قال : متنافقا .نحن ما كنا سنضربه هو فقط لو كان قال أريد دجاجة وما عندي ثمنها انا كان منحته دجاجة معززا مكرما وهو جالس هلى طاولة .. .
    أما هو فاكتفى بالنظر الى صاحب المطعم بغيظ .. والنفاق بائن في كلامه لو كان الامر بهذه السهولة لما انطلق خلفه هذا الجيش من المطاردين .. ..
    قال له صاحب المطعم :نحن عفونا عنك ارجع للمطعم واجلس على طاولة براحتك .. وقادوه فعلا .. لكن تبعهم صاحب السيارة ليطمئن على سلامته اجلسوه على طاولة .. وطلب صاحب المطعم من الطباخ أن يقدم له ادام مع الدجاجة يغمس فيه الخبز وطبق فاضي بضع عليه دجاجته .واعطوه ماءا بارد ..أما فهو فظل ممسكا بالدجاجة لم يتركها .. الطباخ أحضر له صحن فول مع رغيف .لم يمسهم بل لم ينزل الدجاجة من يديه حتى تركها عظاما نخره . شرب الماء وقام بغسل يديه في المغسلة.. وقبل أن يغادر عاد لصاحب المطعم ..وقال :
    كلكم منافقين وكذابين أنت قلت لصاحب العربة الفخمة لو كان طلب مني الدجاجة كان أعطيته إياها مجانا وأجلسته على كرسي .. ياخ أنت الآن وحتى عندما تنازلت وبعد ما قبضت ثمن الدجاجة قدمت لي صحن فول .. وتقول كان ممكن تعطيني لها مجانا ..؟

    أخرس صاحب المطعم وظل ينظر له بأندهاش حتى غادر المطعم وأختفى شبحه في الافق ..

    (عدل بواسطة درديري كباشي on 08-28-2014, 04:04 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
السقا جاع درديري كباشي08-28-14, 10:57 AM
  Re: السقا جاع Osman Dongos08-28-14, 12:20 PM
    Re: السقا جاع درديري كباشي08-28-14, 02:21 PM
    Re: السقا جاع درديري كباشي08-28-14, 04:20 PM
      Re: السقا جاع Osman Dongos08-29-14, 03:15 PM
        Re: السقا جاع درديري كباشي08-30-14, 05:52 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de