شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب ....

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 10:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-16-2014, 11:09 AM

محمد صديق
<aمحمد صديق
تاريخ التسجيل: 05-03-2009
مجموع المشاركات: 3990

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... (Re: فرحات عباس)

    تلك البنت




    مَدْخَلْ :

    ( وَلِمثل ليلَى ..

    تُشَدُّ الرِّحالُ

    وتُسْرجُ صَافِناتُ الجِيَادْ

    ويمْتدُّ شوق الكلام العبابْ) فرحات عباس فضل المولى

    لم تكن الفكرة تخصني بأي حال من الأحوال .. أنت الذي طرحت الأمر وألححت عليه وفرضته علينا.. حتى أنّ عثمان حينما واجهك بأنّ الأمر يحتمل مآرب أخري تضمرها ولا نعلمها ، ثارت ثائرتك ونفيت ذلك مُشددا علي التجربة وجمال المنطقة التي سنزورها.. تهامس الآخرون في خبث واضح.. لم يثنك ذلك أيضا وازددت تمسكا بالفكرة.. لا أكذبك انه في دواخلي كان هناك حنين غامض يشُدُنى إلي هذه الفكرة.. الأجواء المتوفرة هناك لا تتوفر لدينا هنا.. الأشياء هناك مشبعة بالفرح المنساب تلقائية وصدقاً.. أشياء لا توجد إلا هناك.. دواخلي كانت تطير فرحا حين قررتم المضي في الأمر رغم أنني في باديْ الأمر كنت أتزعّم المعارضين.. ما هذا الشيء الذي يجعل قلبي يتقافز فرحاً؟ الشيء الواضح أمامي هو ذلك الطريق المُتْرب والذي تكثر تعرجاته وتلك الوديان ومجاري المياه العديدة.. ارتدته أكثر من مرة وأنا في طريقي إلي المدينة الكبيرة حينما لايكون هنالك مفر من ارتياده .. كنا عندما ننزل المدينة الكبيرة عبر هذا الطريق يكسونا الخجل من منظرنا المترب وثيابنا الملتصقة بأجسادنا من جراء التعرّق المتواصل .. كان منظرنا يُنبئ عن ريفيتنا التي نحاول إخفاءها بعد أن حرضتنا علي ذلك المدارس والاطلاع علي العالم خارج المدينة الصغيرة ..
    تحركت بنا العربة الصغيرة المستخدمة لنقل المسافرين بين مدينتنا الصغيرة والقرية التي نقصد .. كنا نجلس علي كنبتين مكسوتين بجلدٍ رخيص علي هيئة صفين .. بينما تجلس أنت وحدك بالمقعد الأمامي جوار السائق بعجيزتك الضخمة وكرشك المتهدلة أمامك ... وضعاً أكسبك أهمية زائدة أما م السائق والذي كان يظهر لك الكثير من الإحترام وأنت تقدم إليه السيجارة تلو الأخري ... وفي الأخير هو يعلم أنك من سيقوم بدفع أجرة السفر ....
    مضي أكثر من نصف الساعة والعربة تتهادي في الخلاء الممتد ... تنحرف يسرة ثم يمنة ... ترتفع حيناً وتنخفض آخر ... ملامح القرية بدأت تلوح .. الخضرة بادية أمامنا، أشجار النيم الضخمة تتناثر علي أطراف الطريق الترابي، شجيرات عديدة أخري لا أدري لها اسماً تنتصب هي الأخرى علي جنبات الطريق .. المواشي تتبختر علي الطريق المتربة يتبعها صبية صغار ملابسهم بلون الأرض .. شباب ورجال في العقد الرابع من العمر يعتلون ظهور الحمير ويُجِدّون السيرَ نحو الأراضي الزراعية التي تمتد أمامنا الي مالا نهاية ....
    مدخل القرية ،شارع واحد نظيف ... المباني متشابهة ... الطريق يشقّ القرية إلي نصفين .. حركة الأهالي داخل القرية متسارعة .. نسوة بملابس زاهية ومحتشمة يَسِرْنَ بمحازاةِ الجدران وأنظارهنّ إلي الأرض ... والرجال بملابس بيضاء نظيفة يقطعون الطريق جيئةً وذهاباً في خطوات قوية ونَشِطَة.......
    الصغار يتقافزون فرحاً ، وبعضهم يطارد عربتنا ملوحاً في فرح حقيقي ... بين الحين والآخر تنطلق زغرودة مُنغمة ... يطير قلبي .. أحس بصدري وكأنّ كتلة من لهب اخترقته ... تنقطع الزغرودة فجأة ، ثم تنطلق أخري يختلف تنغيمها عن سابقاتها ... يكاد يقتلنى الفرح وشيئ آخر لا أدري كنهه ... ترجلنا أمام بيت العرس .. عدد كبير من الرجال كان في استقبالنا ... صافحونا بحرارة ... يأخذك الواحد منهم في أحضانه ثم يُفلتُك ليأخذك ثانية أخري ، ثم يمسك بكفك بقوة ويهزك لثوانٍ معدودة كفيلة بأن تجعل جسدك يرتجّ جميعاً ... همس في أذني عصام ( الناس ديل سَلامُن قوي ) لم أستطع منع نفسي من الضحك ... فعصام لم يكن قد تدجّن بعد ، فهو وُلد وتربي بالدول الأوربية تلك البلاد التي قيل أنها (بلادٌ تموت من البرد حيتانها )....
    - دَخِّلوا الضيوف علي ديوان حاج أحمد .
    جاءنا الصوت قوياً ... ووقع علي الرجال موقعاً جعلهم يهرولون جميعهم نحونا ... وفي ثوانٍ كنا بداخل ديوان حاج أحمد ... لم نكن نتطلع الي الوليمة .. هكذا حدثني الرفاق ... وأنت في طليعتنا لم تكن تتطلع الي الوليمة ... كنت تنتظر المساء... تذكرت في تلك اللحظة همس الرفاق ... مؤكد أنك تضمر شيئاً ... ماهو هذا الشيئ ؟
    مامن شكٍ في أن القرية جميعها كانت هناك ... ساحة واسعة ... الأرض نظيفة والإضاءة قوية جداً ... وواضح أنّ وَصْلات الكهرباء كانت تمتد من ديوان حاج أحمد ....
    الفَتَياتُ جلسن تحت (نيمةٍ )عظيمة ... بملابسهن الزاهية وجمالهن البادي ... جمالٌ لا تخطئه العين ... بكر كما الأرض ... أذكر جلسنا في مواجهتهن ... الفِتية كانوا يحيطون بهن ... وانطلق الغناء ... وتبختر العريس مزهوّاً وسط الساحة.. مُمسكاً سيفاً وسوطاً ... يرفع الفتية عصيّهم الغليظة لتبين عضلاتهم المفتولة ويهزّون بها علي العريس والذي كان خفيفاً من الفرحة ... أصوات الفتيات الندية كانت تغازل آذاننا فيسري داخلها ذلك الخَدَر اللذيذ ....
    وين وين وين تلقوا زي دا
    عروسنا المنقة المتلجة
    كنت أنا وقتها معنياً بالغناء وحلاوته ونداوة أصوات الفتيات والإهتزازات المتوافقة لاجسادهن المتوثبة والإيقاعات الصادرة عن (الدلوكة ) ، وكذلك تتبع آثار الفرحة علي الجميع، وتلك التى علي العريس .... بينما كنت أنت معنياً بتلك التي تحمل( الدلوكة )وتُوقّع عليها ... همستَ لي باسمها ... من الذي أخبرك أن اسمها هو زينب؟ عيونها واسعة كتلك التي يتغني بها الشعراء ، كل شيئ في صاحبة (الدلوكة )كان رقيقاً ودقيقاً إلّا تلك العيون .... همست لي مرة أخري هذه البنت ( جَبَدتَا حَبُوبتَا ) .
    لم تنمْ أنت ليلتها .... وكذلك أنا ... بينما كان شخير الرفاق يَتَعالى، لم تحدثني ولم أحدّثك ... مازلت أذكر صورتك وأنت مستلقٍ علي ظهرك تُناجي السماء ... لم ينطق لسانك إلّا صباحاً ونحن نتأهب لركوب العربة التي ستقلنا :
    سأرتكب الغربة ...لابد لي من ذلك
    وقبل أن أُعلّق همست لي:
    ولِمثل زينب تُشدّ الرحال
    وتُسْرجُ صافناتُ الجياد
    تلك كانت آخر كلماتك .. افترقنا بعدها علي صمتٍ مهيب، ثم بعدها.. سوياً ارتكبنا الغربة ...... غربتي لم تكن كغربتك ... كان صحبي فيها كُثر ... وأنت غير ذلك ... غربتي لم تمتد طويلاً ... وأنت لم تزلْ تُناطحها وتنطحك ... أحسّ بتعاطفٍ معك عميق ،وأنت تعاني غربة الروح والبدن ... وتلك التي عيونها واسعة بعيدة عنك ولا تُكاتبك ... وكيف تكاتبك وقد ارتحلت هي الأخري الي المدينة الكبيرة .. لابد وأن أحدهم أسَرّ إليك بخبر زواجها وأنها الآن أم لثمانية أطفال ....
    أقصُّ عليك كل هذا وأنا جالسٌ أَوَانَََ مساءٍٍ بباحةِِ المنزل ، وعلي حِجْري ديوان شعرٍ عتيق .... وعلي منضدتي كوبٌ من القهوة السوداء، أذْبتُ بداخلها لِتويّ مِلعقة صغيرة من السكر الأبيض وأطفالي الثمانية يتقافزون ويتصايحون في مرح لا أدري له سبباً .... وغير بعيدٍ مني تجلس والدتهم معتمدة كفيّها بوجهها تُحدّق إلى لا شئ ... لا أكتمك أنني بين الفينة والأخري كنت أتلصّص بالنظرِ إليها ... ما عادت عيونها واسعه كما في السابق ... لم تعد هي تلك العيون التي يتغني بها الشعراء ..أشكّ الآن في أن لها سابق علاقة بحبوبتها .......!!

    مشاركة فى هذا البوست ....وهى زينب أخرى .
                  

العنوان الكاتب Date
شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس08-25-14, 08:17 AM
  Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... عادل خياري08-25-14, 09:51 AM
    Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس08-25-14, 10:06 AM
      Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس08-25-14, 07:59 PM
        Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... عبدالعزيز عثمان08-25-14, 08:07 PM
          Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس08-25-14, 08:33 PM
            Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس08-26-14, 07:03 PM
              Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس08-27-14, 07:54 AM
                Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس08-28-14, 08:43 AM
                  Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... محمد صديق08-28-14, 09:49 AM
                    Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس08-28-14, 06:40 PM
                      Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... عبدالمنعم الطيب حسن08-29-14, 02:17 PM
                        Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس08-31-14, 11:59 AM
                          Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس09-01-14, 07:22 PM
                            Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس09-02-14, 07:59 PM
                              Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... محمد صديق09-03-14, 10:47 AM
                                Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس09-06-14, 07:05 PM
                                  Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس09-10-14, 08:39 AM
                                    Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... محمد صديق09-10-14, 11:09 AM
                                      Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس09-12-14, 09:00 AM
                                        Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس09-13-14, 12:55 PM
                                          Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس09-15-14, 03:37 PM
                                            Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... عبيد الطيب09-16-14, 04:23 AM
                                              Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... عبدالمنعم الطيب حسن09-16-14, 05:35 AM
                                                Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس09-16-14, 07:27 AM
                                              Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس09-16-14, 06:32 AM
                                                Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... محمد صديق09-16-14, 11:09 AM
                                                  Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس09-17-14, 06:05 AM
                                                    Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس09-18-14, 02:56 PM
                                                      Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس09-19-14, 05:33 PM
                                                        Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... محمد صديق09-21-14, 10:09 AM
                                                          Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس09-22-14, 06:30 PM
                                                            Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس09-23-14, 10:27 AM
                                                          Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس09-23-14, 01:47 PM
                                                            Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس09-26-14, 12:38 PM
                                                              Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس09-28-14, 06:10 PM
                                                                Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس10-02-14, 08:45 AM
                                                                  Re: شعر .... وكتابات أخرى إلى زينب .... فرحات عباس11-22-14, 07:28 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de