الخطاب السوداني نحو اسرائيل .. بعضه مؤسف

Quote: اتفق معك أن بعض السودانيين يشوب خطابهم السلبية وعدم الدراية فيما يتعلق بإسرائيل بل وأذهب أبعد من ذلك وأقول إن بعضنا يقف مع المعتدي ضد الضحية مثلك وآخرون في هذا المنبر يرون أن قتل إسرائيل لأطفال المسلمين حق ٌ لا يجوز انتقاده. قد تكون إسرائيل دولة ديمقراطية في نظرك ولكنها كديمقراطية حكومة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا حيث حكم البيض بديمقراطية نزيهة لا تشوبها شائبة غش أو قمع ولكن فيما بينهم فقط وباستثناء العرقيات الأخرى التي تعيش في جنوب أفريقيا. ديمقراطية حكومة الفصل العنصري وإسرائيل هدفها الأوحد هو قمع الآخر والاستئثار بالحكم دونه واستثنائه من الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية وهكذا نظام لا يطلق عليه حكم ديمقراطية. إسرائيل مثلها مثل حكومة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا حكومة أسسها عصابات إرهابية ويتحكم بها مجموعة من المجرمين والقتلة تجب محاكمتهم وفقا للقانون الدولي الإنساني والجنائي تماما كبشيرنا لولا ازدواجية المعايير. والانتخابات مالم تكن قائمة على حقوق وحريات تسري على كافة أهل البلد بعمومية وتجريد لا تكون إلا كمساحيق التجميل ترش على من قبحه بائن. اما قولك إن اليهود يحق لهم العيش في فلسطين فمردود عليه بأن من يحق لهم العيش في تلك الأرض هم أهلها من اليهود والنصارى والمسلمين الذين كانون يعيشون عليها قبل الاحتلال لا الذين هاجروا إليها بعد احتلالها وقتل وتشريد أهالها، فلا يصح إلا الصحيح وما بني على باطل فهو باطل. أرجو ألا تنسى أنت ومن اتبع هواك أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بلا استثناء ظلت تماطل السلطة الفلسطينية وتتهرب من إتمام العملية السلمية التي ابتدأت وانتهت بأوسلو وظهر جلياً للكافة نيتهم الحقيقية ألا وهي تمييع الحق الفلسطيني. وأما القاءك باللوم على حماس لأنها تطلق الصواريخ وتخبئها في المدارس وتستخدم المدنيين كدروع بشرية فمردود عليه أولا بأن حماس ومن شايعها من حركات المقاومة الأخرى لديهم كل الحق في الدفاع عن أنفسهم وأهليهم وكرامتهم وحريتهم بأي وسيلة متاحة لهم. وثانيا أن من واجبات إسرائيل كقوة احتلال وفقا للقانون الدولي أن تحمي المدنيين وتوفر لهم الحياة الكريمة لا أن تحاصرهم وتذلهم وتقتلهم. وثالثا إن دولة الاحتلال بما لها من أسلحة ذكية كان باستطاعتها استهداف الأهداف العسكرية والتي تشكل خطرا عليها بعمليات نوعية لا تشكل خطرا على المدنيين من الأطفال والنساء وكبار السن لا أن تهدم أحياءً كاملة على رؤوس ساكنيها لأن جنودها أجبن من أن يدخلوها راجلين وقد اعترف العالم أن جيش العدو لم يتخذ أي تدابير لحماية المدنيين وإنما عامل جميع أهل القطاع كمقاتلة وقتل من قتل فيهم بدون اعتبار لسنهم أو جنسهم أو توجههم السياسي. إن ما تأخذه الأنظمة العربية على حماس أنها حركة إسلامية التوجه برزت إلى السطح عندما استسلم الجميع وآثروا الخنوع والاستسلام والعيش الذليل فلم يطيقوا أن يتم تعريتهم لشعوبهم وللعالم الحر. أرجو أن تذكروا أن المبادئ كلٌ لا يتجزأ وان الحرية حق يتساوى فيه المسلم والمسيحي، العربي والعجمي، الأسود والأبيض.