داعش السودان من هو العقل المدبر في السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 03:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-07-2014, 02:08 AM

قريب المصري
<aقريب المصري
تاريخ التسجيل: 04-26-2014
مجموع المشاركات: 560

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: داعش السودان من هو العقل المدبر في السودان (Re: قريب المصري)

    غابت الدولة فحضر حزب الله ثم داعش




    خالد الدخيل


    كان حظ تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وأخواته من الهجاء لا يقل عما حصل لمن سبقه.

    ليس مهماً هنا إن كان يستحق ذلك أم لا، الأهم لماذا ظهر هذا التنظيم؟ أكثر ما أثار حيرة الجميع بروزه السريع والمفاجئ أخيراً، وسيطرته على أجزاء كبيرة من العراق وسورية.

    يبدو أن الجميع، دولاً ومنظمات وجماعات وأفراداً، ضد التنظيم. لكن في الوقت نفسه يقال إن «داعش» من أكثر التنظيمات الجهادية ثراء. من أين إذاً يحصل على الأموال، إلى جانب المقاتلين والأسلحة؟ هناك السبب أو الأسباب المباشرة للحدث أو الظاهرة. «داعش» جزء مستجد لظاهرة السلفية الجهادية التي يمتد عمرها لأكثر من 30 عاماً.

    من الأسباب المباشرة والباكرة لهذه الظاهرة الحرب الأفغانية، والدعم الأميركي والسعودي والباكستاني للجهاديين في أفغانستان ضد الاحتلال الروسي. هناك أسباب غير ظاهرة للعيان أكثر عمقاً،

    وهي التي على الأرجح مهدت السبيل لبروز الأسباب المباشرة. لماذا مثلاً كان اللجوء في المقام الأول إلى تنظيمات جهادية لمحاربة الغزو الروسي لأفغانستان؟ لأن «الدولة» هي التي استدعت الغزو وتحالفت معه.

    ولأنها فعلت ذلك يصبح من المشروع التساؤل عما إن كانت هذه حقاً دولة، أم كانت شيئاً آخر غير ذلك؟ سيرورة الأحداث منذ الغزو في 1980 وحتى الآن تكشف أنه لم يكن في أفغانستان دولة. هناك محاولات لبناء دولة وهناك إنجازات على هذا الطريق، لكن يبدو أن الطريق طويل جداً.

    ماذا عن العالم العربي؟ بدأت الحال «الجهادية» تظهر في هذا العالم، خصوصاً مصر، بالتزامن مع الحال الأفغانية تقريباً. وصلت المسيرة إلى ما نشاهده في سورية والعراق.

    إذا كان «داعش» امتداداً لتنظيم «القاعدة» الأم، فما هو الفرق بين ظهور هذا التنظيم الفرعي بشكله الحالي قبل حوالى أربعة إلى خمسة أعوام، عن بدايات التنظيم الأصل في بداية ثمانينات القرن الماضي؟ في السياق نفسه، ما هو الفرق بين ظهور «داعش» (التنظيم السنّي) وظهور «حزب الله» اللبناني (التنظيم الشيعي) عام 1982؟ المسافة الزمنية بين الاثنين كبيرة، لكن المسافة الدينية والسياسية ليست كذلك بأية حال.

    صحيح أن كلاً منهما يمثل مذهباً يتصادم مع الآخر، لكنه يسعى إلى تحقيق الهدف نفسه (هيمنة الخطاب الديني المذهبي) لكن من رؤية دينية مغايرة، ليس مهماً أن هذا التنظيم سنّي وذاك شيعي. الأهم في السياق الذي نتحدث فيه أن كلاً منهما تنظيم ديني، وينتمي إلى الفضاء الإسلامي نفسه، وأن كلاً منهما يتبنى رؤية تكفيرية وطائفية حادة تجاه ما يعتبره الآخر. والأهم من ذلك أن كلاً منهما يمثل استجابة لحال سياسية واحدة تسود المنطقة.

    يستدعي سياق الحديث أيضاً التساؤل عن أمر ذي صلة مباشرة: ما هو الفرق بين مفهوم الخلافة كما أعلن عنه تنظيم «الدولة الإسلامية»، ومفهوم «ولاية الفقيه» كما هو معمول به في إيران منذ الثورة عام 1979؟ إذا وضعنا جانباً الإضافات الشكلية الحديثة التي سمح فقهاء الثورة الإيرانية بإضافتها إلى النظام السياسي الجديد لـ «ولاية الفقيه»، نكون أمام دولة دينية تنتظر عودة الإمام من غيبته التي لا يزال فيها منذ أكثر من 1200 عام. الخلافة أو الإمامة كما يسميها أبوالحسن الماوردي هي «موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا».

    تستند «ولاية الفقيه» إلى مفهوم الإمامة وعصمة الإمام عند الشيعة، أما الخلافة فتستند كما قال الماوردي إلى مجرد خلافة النبي في أمر دنيوي محض «حراسة الدين وسياسة الدنيا». تعمل «ولاية الفقيه» على تهيئة الزمان والمكان لعودة «الإمام المعصوم» ليحكم العالم.

    وتروم «الخلافة» إلى تهيئة الزمان والمكان ليس لعودة أحد الخلفاء الراشدين، وإنما لعودة نموذج الخليفة كما تمثل في أبي بكر الصديق أو عمر بن الخطاب. كل منهما يحمل طوبى مثالية منفصلة عن الواقع. ولذلك يدّعي كل منهما فعل شيء غير قابل للتحقيق.

    هل تبني أحد هذين المفهومين عمل سياسي بذريعة تحقيق أهداف غير سياسية وغير قابلة للتحقيق؟ ألا يعني هذا أن من يتبنى مفهوم الخلافة أو مفهوم «ولاية الفقيه» متورط في ممارسة الكذب تحت غطاء الدين؟

    أم أنه منغمس في حال آيديولوجية يختلط فيها الديني بالسياسي بصورة مأسوية أحياناً؟ مهما يكن، حقيقة الأمر أن كلاً منهما يعود في جذوره إلى القرن الهجري الأول، وبالتالي يريد إعادة عقارب الزمن إلى ما قبل العصر الحديث بأكثر من 1300 عام.

    إذا كان الأمر كذلك: ماذا يعني أن تعود «ولاية الفقيه» وتتحول من مفهوم نظري كان موضوعاً لجدل واسع في الفقه الشيعي لقرون، إلى دولة دينية في أواخر القرن الـ20؟ وماذا يعني أن يظهر تنظيم «داعش» ويسقط الحدود السياسية بين العراق وسورية، ويعلن قيام «دولة الخلافة الإسلامية» على الأرض المشتركة بين هذين البلدين؟

    فضلاً عن أن هذا الإعلان يهيئ لتقسيم الدولتين اللتين ظهر فيهما، فإنه يمثل تحدياً لدول المنطقة، وأولها الدول العربية. هل يمكن أن يكون إعلان دولة الخلافة محاولة لرد متأخر على دولة «ولاية الفقيه»؟ الواضح أن الأخيرة هيأت بقيامها الأرضية الثقافية والسياسية لإمكان قيام الأولى أو ما يشابهها. بعبارة أخرى، الفضاء الحضاري للمنطقة لا يزال يتسع لـ«ولاية الفقيه» ولـ«الخلافة»، وقبل ذلك وبعده للطائفية.

    اللافت أن «الخلافة» في الأصل لم تتأسس على مفهوم طائفي. عودة مثل هذه المفاهيم إلى الحياة، ومنافستها لمفهوم الدولة تشير إلى تهلهل ادعاء الأخيرة بأنها موجودة أو أنها تنتمي لمرحلتها الحديثة. ماذا يقول هذا عن السبب الأهم لظهور «داعش» و «حزب الله» وأشباههمها في المنطقة؟ يقول إن تفشي الطائفية علامة بارزة على ضعف الدولة (العراق وسورية)،

    أو غيابها (لبنان). وغياب الدولة أو ضعفها يخلق فراغاً سياسياً في الداخل والخارج معاً. والفراغ جاذب بطبيعته لكل من هبّ ودبّ من أنواع التنظيمات والتدخلات الأجنبية. وبالمنطق نفسه، ولأن إيران تعاني الحال ذاتها، يفكر البعض بسقايتها من الكأس التي تشرب منها في العراق وسورية ولبنان.

    --------------------------------------------------------------
    خلافة داعش تثير المخاوف من تمدد الإرهاب في المنطقة
    --------------------------------------------------------------
    فتحي العرضي - الخرطوم

    هل أصبح تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) بعبعا يهدد المنطقة بأكملها؟ وهل يعتزم التنظيم إقامة الخلافة الإسلامية وفقا لمفهومه في مختلف البلدان الإسلامية؟

    وهل بات تقدم داعش في العراق مهددا لأمن المنطقة بأكملها لاحتوائه على مقاتلين من مختلف البلدان الإسلامية والعربية الأمر الذي يشكل تهديدا جديا بتمدد الإرهاب من خلال انتقال مقاتليه وتصدير الفكرة الإرهابية إلى بلدانهم عقب عودتهم ليكونوا نواة لإقامة دولة الخلافة المزعومة؟

    هل تصلح بيئة السودان المليئة بالنزاعات المسلحة ووجود قوات الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة “اليوناميد” في دارفور، كحاضنة للتنظيم المتطرف وإقامة فرع له في السودان بحجة طرد القوات الأممية من السودان واتخاذه قاعدة أو منصة لمحاربة المليشيات التي تذبح المسلمين خاصة في أفريقيا الوسطى المجاورة؟

    خلافة محصورة

    يجيب المحلل السياسي ماهر أبو الجوخ قائلا: لا بد من النظر إلى التطورات الأخيرة لداعش وتحركه في العراق، والشكل المعنوي بإعلانه الخلافة الإسلامية في العراق بقيادة أبي بكر البغدادي، ومناداته أميرا للمؤمنين.

    كل هذه التطورات ينظر إليها حصرا في سياق المشهد العراقي بشكل أساسي، لأن انتصارات داعش الأخيرة مرتبطة بتطورات على الأرض في العراق ذات احتقانات سياسية داخلية،

    وتململ واسع جدا من قبل عشائر سنية عراقية تعتبر أن ما يجري في ظل حكم رئيس الوزراء نوري المالكي تهميشا لها، واستفزازا من المالكي كشخص، وبالتالي إن التطورات الأخيرة مرتبطة بالمشهد العراقي.

    ويضيف: خروج المالكي من السلطة يزيل 90% من الاحتقان في العراق، وإذا تم تشكيل حكومة جديدة في بغداد وبشكل جديد، وبات المالكي الذي يعد أساس المشكلة خارج المشهد السياسي ستنقلب الأمور، وهناك واقعة تاريخية حدثت بعد دخول القوات الأمريكية عام 2003 وقيامهم بحل الجيش العراقي في الواقعة المشهودة إبان وجود الحاكم الأمريكي بول بريمير، صحيح أن تلك الفترة شهدت نشاطا كبيرا لتنظيم القاعدة والتنظيمات المساندة له في تلك المنطقة بسبب حالة الاحتقان نتيجة لتصفية الجيش العراقي،

    ولكن تصحيح الوضع وتكوين ما يعرف بالصحوات ومصالحة مجموعات العشائر السنية أنتج توافقا سياسيا انعكس بشكل مباشر على النشاط العسكري والوجود السياسي للقاعدة، فتلقى ضربات موجعة كبيرة لدرجة انحسار نشاطه، ولم يتجدد نشاط القاعدة مرة أخرى إلا بعد الاحتقانات الأخيرة في المناطق السنية وبالتالي فإن الرابط الذي يربط ما بين استمرار داعش وتمددها وانتشار تجربتها يرتبط ارتباطا وثيقا بالمشهد العراقي.

    ويقول أبو الجوخ: لا أرى أن داعش بالحجم والخطر الكبيرين اللذين يتم تصويرهما، فالمالكي هو الذي يضخم حجم داعش وخطرها لأن مستقبله السياسي بات على المحك، وبالتالي هو يريد أن يرسل رسائل دولية وإقليمية بأن الخطر لا يستهدفه وحده بل إن الخطر سيطال الجميع..

    فما يحدث الآن في العراق على الأرض هو خليط ما بين داعش ومجموعات من البعثيين السابقين ومجموعات من الجيش العراقي السابق والقوى الرئيسة في هذه المعادلة هي مجموعة العشائر السنية، وإذا خرجت مجموعة العشائر السنية من القتال فإن ذلك سيقود إلى إضعاف داعش بصورة مباشرة.

    ويتابع: السؤال الذي يهم الجميع في المنطقة هو: هل تستمر تجربة داعش ويعمم نموذجها في بقية دول المنطقة؟ أقول ليس مكتوبا لتجربة داعش النجاح بشكل كبير، وإذا استمرت التجربة ومحاولة نقلها إلى السودان أو لأي دولة أخرى، فإن ذلك يتطلب حزمة ظروف موضوعية بإيجاد مبرر لمواجهة السلطة بالقوة، وأن نموذج خلافة داعش يعتمد على مبارزة ومواجهة السلطة بالقوة،

    وبالتالي إذا لم يكن في هذه المجموعة مبررات تحمل السلاح ضد السلطة المركزية الموجودة أو أي سلطة لاحقة، فإن هذا المشروع سيكون صعبا نقله إلى السودان أو لأي مكان آخر..يمكن أن يتكرر هذا النموذج في سوريا، وأن تكراره محتمل لوجود البيئة الحاضنة، ويمكن أن يتكرر هذا النموذج في ليبيا لوجود مواجهات مسلحة وفوضى قبلية، ووجود فصائل متناحرة وعديدة في الساحة.

    وكذلك لا يمكن بأي حال من الأحوال تكرار النموذج في مصر، وانتقال الدواعش إليها، لأنه لا توجد مساحة أو أرضية لذلك.

    البيئة المثالية

    ويوضح أبو الجوخ أن البيئة المثالية للجماعات الإرهابية تحتاج إلى بؤرة نزاع مسلحة، وبعدها تظهر الحركات أو الجماعات الإرهابية مثل داعش أو غيرها من المجموعات الإرهابية، وبالتالي أرى أن نقل هذا السيناريو وتكراره في أي دولة لإعلان الخلافة من خلال العمليات الإرهابية سواء كان السودان أوغيره، أمر مستبعد على الرغم من وجود نزاعات محلية في السودان في دارفور وجنوب كردفان.

    وأضاف: مشروع الدواعش للخلافة يمكن النظر إليه في إطار تصفية الحسابات الداخلية وصراع مراكز السلطة بين تنظيمي الشام والعراق.
    فتنظيم الدولة الإسلامية الموجود في الشام موال لأيمن الظواهري “القاعدة”، أما البغدادي فقد خرج عن طاعة الظواهري وبالتالي فإن الصراع الموجود حاليا هو محاولة نقل المركز الروحي للمجموعات الإسلامية ما بين الظواهري والبغدادي، ومن الممكن أن تستولي على مدينة وتعلن خلافة، فهذا ليس له قيمة.

    وفي تقديري أن أكراد العراق هم أكبر الرابحين من الذي يجري على الأرض، وأن الإيرانيين نفوذهم في تراجع، وهم حريصون على تبؤ المالكي رئاسة الوزارة لعدة مزايا في الرجل من بينها ضعفه الذي يجعله بحاجة دائمة لإيران وبالتالي تمددها وبسط سلطتها بنسبة 100and#8201;%.

    يوسف: إعلان دولة المتشددين خطر

    يقول وزير الدولة الأسبق بوزارة العمل السودانية، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الخرطوم الدكتور محمد يوسف أحمد المصطفى، إن فكرة تحكيم الشرع الإسلامي موجودة أصلا في السودان، ولا تحتاج إلى إعلان داعش، فالتطرف موجود في الفكر القادم من فكر الإخوان المسلمين في مصر، وبالتالي لا أرى أن هناك جديدا في الأمر على الرغم من وجود خطورة في الأمر، واعتزام المجموعة إقامة دولة على أساس ماضوي متطرف فيه تشدد في فهم وتفسير معاني الدين.

    ويضيف: في تقديري هذه مسألة خطرة على المجتمع الذي يصاب بوجود مثل هذه المجموعات في أرضه سواء في السودان أو سوريا أو العراق..فهذا خطر على الدواعش أنفسهم لأنه يعكس مدى الضحالة الفكرية لديهم، ولأنهم خارج العصر والتاريخ.

    ويتابع المصطفى: لدينا تجارب طويلة مع جماعات مشابهة في السودان، وأرى أن السودان محصن من فكر هؤلاء، والشعب السوداني تمرس على مقاومة مثل هذه الأفكار المتطرفة والقاصرة ويحرز يوميا انتصارات عليها، خصوصا على صعيد الحياة الاجتماعية،

    وعلى صعيد إفشال محاولة حملة مثل هذه الأفكار في أنهم ينفذون على هواهم كما يشتهون أي بند من بنود أجندتهم، وفشلوا فشلا ذريعا، وبالتالي اتجهوا إلى تخريب الاقتصاد والحياة العامة وكل ما هو مقدر عند الشعب السوداني، ولكنهم فشلوا في أجندتهم الأساسية وهي تحويل الناس إلى رعايا في إمارة.

    السيد: ليس في مقدور الإرهابيين السيطرة على دولة

    استبعد القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي الدكتور علي السيد نقل التنظيم لفكره المتطرف إلى السودان لإعلانه ولاية تابعة لخلافته الإسلامية من خلال العناصر السودانية الموجودة داخل التنظيم المتطرف.

    وقال: بمقدورهم أن يسيطروا على مدينة أو أكثر، ولكن ليس في مقدورهم السيطرة على دولة بأكملها، وسيطرتهم على المدن نفسها موقتة لانقلاب سكانها عليهم ومقاومة فكرهم المتطرف، وهولاء المتطرفون يفتقدون للفكر الاستراتيجي ومفهوم إدارة الدولة، ولا توجد دولة في العالم ستتعامل معهم وبالتالي سيفشلون، لأنهم عبارة عن مجموعة من مجموعات الهوس الديني والتفكيريين، وجهلة بالعلم الشرعي، وليس لهم فهم ديني عميق.

    وتابع: هؤلاء مجموعة من المرضى النفسيين، جاؤوا من بيئات فقيرة، والبيئات الفقيرة هي المسؤولة عن تفريخ مثل هذه المجموعات، والأفكار الجهادية وتمجيد ثقافة الموت وعشق الموت ترجع لأسباب نفسية وأخلاقية، ولكن أؤكد أنهم لا يستطيعون السيطرة على أي دولة، وربما تكون تحركاتهم الإرهابية مزعجة.

    وأسوأ ما في الأمر أنهم شوهوا صورة الإسلام.

    وأتوقع انهيارهم قريبا، لأن القضاء على الإرهاب أصبح هاجسا دوليا، لأن الوضع الدولي تغير، لأن هناك دولا بعينها أخذت على عاتقها تنفيذ ميثاف الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وبالتالي فإن تنظيم داعش طالما أنه صنف من ضمن التنظيمات الإرهابية فلن تقوم له قائمة.

    واستبعد تسلل عناصر الدواعش إلى السودان، وقال: هناك محاولات لعدة مجموعات إرهابية، مثل خلية الدندر، وقتلة الأمريكي جرانفيل وغيرهم، وهؤلاء يحملون نفس الأفكار رغم اختلاف المسميات.

    وهم يحملون ذات أفكار الجهاد في سبيل الله.

    والغريب أنهم يقاتلون المسلمين بدلا من الكفار.

    بيومي: مستقبل الدواعش مجهول

    أرجع الخبير الأمني العميد أمن حسن بيومي ظهور الجماعات المتطرفة نتيجة للفقر والبطالة، لافتا إلى أن المستقبل المجهول والإحباط الشديد يقود الشباب نحو الحركات الإرهابية المتطرفة مثل داعش والقاعدة وغيرهما.

    وأضاف: الحركات المتطرفة أصبحت جاذبة لكل اليائسين من الحياة باعتبارها مخرجا من حالة الإحباط، فهؤلاء لو وجدوا فرص عمل وتنمية لما انخرطوا في مثل هذه المنظمات المتطرفة.

    وأوضح بيومي أن انضمام عناصر سودانية إلى داعش وغيرها من الحركات المتطرفة، لم يكن نتيجة لقناعات، سائلا: ما هو مدى معرفة هؤلاء الذين يتحدثون عن الخلافة الإسلامية؟ وأضاف: هؤلاء مجموعة من الجهلة المحبطين والعاطلين يريدون لهم فرصة عمل سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة، ينفثون فيها حقدهم تجاه المجتمعات المستقرة.

    وهذا يوضح حالات القتل الوحشية التي يقومون بها، ويعتقد أنهم يفتقدون البوصلة وليست لهم رؤى واضحة، وهم عبارة عن مجموعات من قاصري الفهم ويسعدون بالفرقعة الإعلامية التي تعلن عن سيطرتهم على بعض المواقع دون التفكير بالعواقب المقبلة لأنهم لا يبالون.

    وأشار بيومي إلى أن السودان وضعه مختلف لأنه عبارة عن خليط مركب يقيه من شرور غزو التنظيمات المتطرفة.

    وقال: السودان تحيط به عدة دول، وكل دولة لها تأثيرها المباشر، وبالتالي فإن وضعه يختلف تماما عن العراق واستبعد فرضية تمدد الدواعش إلى خارج العراق لجملة من الظروف الموضوعية من بينها فشل الخطاب الإسلامي غير المعتدل ناهيك بالمتطرف،

    وارتفاع نسبة الوعي بين العامة، ومكافحة التطرف والإرهاب، إضافة إلى أن معظم البيئات في المنطقة غير مثالية لكي تكون حواضن للجماعات والحركات المتطرفة، لذلك إن فكرة دفع داعش لإقامة إمارات إسلامية في دول المنطقة فاشلة حتى لو كانت وراءها قوة إقليمية مثل إيران لإثارة القلاقل في المنطقة.

    --------------------------------------------------------------------------------
    (الخليفة) إبراهيم يطلب الطاعة: ابتُليت بأمانة ثقيلة فأعينوني عليها
    --------------------------------------------------------------------------------
    بغداد - مشرق عباس لندن - «الحياة»

    بعمامة سوداء، أراد منها الإشارة إلى نسبه «الهاشمي»، ظهر إبراهيم عواد السامرائي الملقب «أبو بكر البغدادي»، في المسجد الكبير في الموصل يلقي خطبة الجمعة ويحض الناس على مبايعته خليفة، وهو المنصب الذي منحه له تنظيمه «الدولة الإسلامية» المعروف بـ «داعش».

    وظهور البغدادي، وهو الأول له في شكل علني حتى منذ ما قبل تنصيبه «خليفة»، جاء في إطار شريط مصوّر بثه تنظيم «الدولة الإسلامية» لخطبة ألقاها في الموصل وتم إخراجه بحرفية عالية، ومن زاويا مختلفة. وجاء توزيع كلمة البغدادي بالتزامن مع إعلان القوات العراقية أنها قتلته في غارة جوية على قضاء القائم، وتأكيدها أن الشريط مزور.

    وقالت مصادر من الموصل إن عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» طوقوا الجامع الكبير في المدينة، قبل دقائق من بدء الصلاة ليفاجأ الجميع بظهور البغدادي على المنبر.

    وأظهر الفيلم البغدادي يصعد ببطء درجات منبر الجمعة، ما يثير شكوكاً حول تعرضه في وقت سابق لإصابة.

    وقال البغدادي في خطبته: «ابتليت بهذه الأمانة الثقيلة، فوليت عليكم ولست بخير منكم ولا أفضل منكم، فإن رأيتموني على حق فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فانصحوني وسددوني (...) لا أعدكم كما يعد الملوك والحكام رعيتهم برفاهية وأمن ورخاء، وانما بما وعد الله عباده المؤمنين».

    ولاحظت وكالة «فرانس برس» أن البغدادي، صاحب اللحية الرمادية الطويلة، كان يخطب بالمصلين وهو يرتدي عباءة سوداء ويضع على رأسه عمامة سوداء أيضاً.

    وتقدم البغدادي بهدوء باتجاه المنبر، وتوجه بالسلام على المصلين، ثم جلس وبدأ تنظيف أسنانه بمسواك، قبل أن يخطب لنحو 14 دقيقة، ثم يجلس مجدداً، ويعاود الحديث لخمس دقائق.

    وبعد انتهاء خطبته الثانية، أمّ المصلين الذين لم تبد وجوه الذين وقفوا في الصف الأول خلفه منهم واضحة في التسجيل المصور، لكن حراسه بدوا بسلاحهم داخل المسجد.

    وقال «الخيلفة» البغدادي في كلمته إن الله «أمرنا أن نقاتل أعداءه ونجاهد في سبيله لتحقيق ذلك وإقامة الدين»، مضيفاً «أيها الناس، إن دين الله تبارك وتعالى لا يقام ولا تتحقق هذه الغاية التي من أجلها خلقنا الله إلا بتحكيم شرع الله والتحاكم إليه وإقامة الحدود، ولا يكون ذلك إلا ببأس وسلطان».

    وتابع البغدادي الذي يتحدر من مدينة سامراء العراقية وقد نشر له في السابق عدد قليل من الصور وزعتها القوات الأميركية قبيل انسحابها من العراق نهاية 2011، أن «إخوانكم المجاهدين قد منّ الله عليهم بنصر وفتح ومكن لهم بعد سنين طويلة من الجهاد والصبر (...) لتحقيق غايتهم، فسارعوا إلى إعلان الخلافة وتنصيب إمام، وهذا واجب على المسلمين قد ضيع لقرون».

    ويسيطر تنظيم البغدادي على مناطق واسعة في شمال سورية وشرقها، وتمكن قبل أكثر من ثلاثة أسابيع من توسيع انتشاره إلى مناطق كبيرة في شمال العراق وغربه وشرقه، بينها مدينة الموصل ومدينة تكريت.

    وأكد التنظيم نيته الزحف نحو بغداد ومحافظتي كربلاء والنجف اللتين تضمان مراقد شيعية.

    وقال الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء سعد معان لـ «رويترز» أمس، إن صور البغدادي في خطبة الموصل ليست له «بالتأكيد»، و «لقد حللنا المشاهد المصورة... ووجدنا أنها كذبة». وجدد التأكيد أن القوات العراقية أصابت البغدادي بغارة جوية وأن عناصره نقلوه إلى سورية للعلاج.

    في غضون ذلك، واصل تنظيم «داعش» تعزيز سيطرته على المناطق التي استولى عليها من «جبهة النصرة» وجماعات إسلامية أخرى في شرق سورية خلال الأيام الماضية، في وقت حذّر «الجيش السوري الحر» من «كارثة» ستحل بالسوريين إذا ما واصل «داعش» تقدمه، وقال إن مدينة حلب نفسها باتت «بين فكي كماشة».

    ووجّه رئيس هيئة الاand#1620;ركان العامة لـ «الجيش السوري الحر» العميد عبدالإله البشير بياناً مصوراً أمس بثّه على شبكة «يوتيوب»، حذّر فيه من وضع كارثي بعد ضياع كل التقدم الذي كان «الجيش الحر» قد حققه على «الدولة الإسلامية» في الشهور الماضية بطردها من العديد من معاقلها في دير الزور وحلب وغيرها من المناطق.

    وقال البشير في بيانه: «بعدما قدمنا آلاف الشهداء لتحرير هذه المناطق من تنظيم داعش الإرهابي الذي لم يحارب نظام الأسد قط، وكنا قد دحرناه وأجبرناه على الانسحاب والخروج من أراضينا، وبعد أن بسطنا سيطرتنا على مدننا وأرسينا الأمان في مناطقنا، ها قد أتى التنظيم الإرهابي بالدعم والمال والسلاح من العراق، فوقعت دير الزور في قبضته وأصبحت حلب بين فكي كماشة النظام وداعش».

    وتابع: «أخذ الإرهاب يتقدم ويقضم أراضينا وقرانا ومدننا واحدة تلو الأخرى ويضع مقدرات بلادنا تحت سيطرته، وكل هذا بسبب شح الدعم ونفاد الإمداد بالسلاح والذخيرة من أيدي ثوارنا وكتائب جيشنا الحر المرابط على الجبهات».

    وبعدما نوّه «بجهود الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة ورئيسه الأخ أحمد الجربا، الذين لم يوفروا جهداً دولياً للحصول على الدعم، مطالبين كل أصدقاء الشعب السوري وأشقائه بالإسراع بإمداد قيادة أركان الجيش الحر بالعتاد والسلاح والذخيرة لتفادي كارثة إنسانية محدقة بشعبنا»،

    قال: «أنبّه الدول الصديقة للشعب السوري وفي مقدمها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا والدول الشقيقة، المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية وقطر ودولة الإمارات، أن الوقت ليس في صالحنا، فالوقت سيف داهم، وإذا لم يصل إلينا الدعم في القريب العاجل فإن الكارثة لن تتوقف عند حدود».

    -------------------------------------------------------
    نوري المالكي .. رجل الطائفة
    -------------------------------------------------------
    تركي التركي من الرياض

    أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، يوم الجمعة الماضي، أنه "لن يتنازل أبداً" عن الترشح لرئاسة الوزراء، مؤكداً أن ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه هو "صاحب الحق في منصب رئيس الوزراء ". وقال المالكي في بيان صدر عن مكتبه: "لن أتنازل أبداً عن الترشيح لمنصب رئيس الوزراء، فائتلاف دولة القانون هو الكتلة الأكبر، وهو صاحب الحق في منصب رئاسة الوزراء".

    فمَن هو نوري المالكي الذي يرى أنه صاحب الحق في منصب رئاسة الوزراء؟ ومن أين أتى ائتلاف دولة القانون الذي يرى فيه الكتلة الأكبر؟ نوري المالكي هو الاسم الحقيقي لـ "جواد المالكي" الشهير بأبي إسراء؛ الحركي الذي كان يتنقّل بين العراق وإيران وسورية، إبّان معارضته حكم صدام حسين. أما ائتلاف دولة القانون فهو، بحسب بعض المراقبين السياسيين، اليوم، ليس إلا صورة معدّلة ومتمدنة عن حزب ديني بالأساس هو "حزب الدعوة الإسلامية" الشيعي الذي انضم إليه نوري المالكي عام 1968، حيث كان من المقربين لأحد أهم مؤسسيه، صاحب دخيل النجف.

    نوري المالكي من مواليد عام 1950 في محافظة بابل، متزوج وله 4 بنات وولد واحد. تلقى تعليمه الثانوي في قضاء الهندية وأكمل تعليمه الجامعي في كلية أصول الدين ببغداد التي أسّسها آية الله مرتضى العسكري، أحد أبرز مؤسسي حزب الدعوة الإسلامية الشيعي، وهي الجامعة التي كان من أساتذتها آية الله محمد باقر الحكيم، والشيخ عارف البصري.

    وأتمّ المالكي رسالته للماجستير في اللغة العربية بجامعة صلاح الدين في أربيل، وكانت الرسالة عبارة عن دراسة حول جده العالم الديني، محمد حسن أبو المحاسن، تبحث في شعره واتجاهاته السياسية. كان نوري المالكي في أواخر السبعينيات موظفًا في وزارة التعليم والتربية في مدينة الحلة. وفي عام 1979 مع سقوط الشاه وبروز ما عُرف بالثورة الإسلامية في إيران غادر العراق متوجهًا إلى إيران. وأقام هناك لمدة ثماني سنوات. تولى خلالها مسؤولية الذراع العسكرية لحزب الدعوة. الذي كان مواليا لإيران إبّان الحرب الإيرانية - العراقية.

    وبشهادة بعض معاصريه، يكتب الباحث خالد الناصري لموقع الحوار الإلكتروني: "كان المالكي يتولى مباشرة قيادة هذه القوات لتنفيذ بعض العمليات، داخل العراق، تحت إشراف فيلق حرس النظام الإيراني". ثم في عام 1987 انتقل نوري المالكي إلى سورية ليتولى مسؤولية فرع تنظيم حزب الدعوة هناك.هذه النقلة من إيران باتجاه سورية، والرعاية التي لقيها المالكي من النظامين، يفسرها بعض مناصريه بأنها جاءت نتيجة الخلاف الذي حصل بينه وبين المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، آنذاك. بينما يفسرها معارضوه بأنه انتقال تكتيكي فقط في ذلك الوقت. كما أنه يوضح، من جهة أخرى، سبب ولائه المعلن لسوريا وإيران اليوم. ولكن يبقى الأكيد أن أبا إسراء يحافظ من خلال كل خطاباته السياسية على علاقة وثيقة، بالنظامين السوري والإيراني عموماً، وبالثورة الإسلامية ومنظرها الأكبر آية الله الخميني، على وجه الخصوص.

    وفي إثر سقوط النظام العراقي السابق يعود الحركي جواد المالكي إلى العراق، باسمه الصريح، هذه المرة، نوري المالكي، ليختاره، بول بريمر، الحاكم المدني الأمريكي، بحكم خبراته الأمنية، نائبًا لرئيس ما سُمي بـ "هيئة اجتثاث البعث". وفي الدورة الأولى من الانتخابات النيابية العراقية يدخل المالكي البرلمان العراقي بصفته نائبًا من قائمة الائتلاف ثم لفترة أخرى كنائب لرئيس البرلمان. وفي عهد حكومة إبراهيم الجعفري، اُختير رئيسًا للجنة الأمن في البرلمان الانتقالي في 30 كانون الثاني (يناير) عام 2005 حيث كان من المخططين والداعمين الرئيسين لقانون "مكافحة الإرهاب".

    وهو "القانون" الذي سيدعم موقفه، لدى الأمريكيين بشكل أكبر، ليتولى بعد ذلك رئاسة الوزراء في العراق فى عام 2006، أي بعد سلفه إبراهيم الجعفري، الذي شهدت البلاد في عهده أحداثاً طائفية عنيفة. وبالوتيرة ذاتها من الصدامات بدأت السنوات الأولى من عهد المالكي؛ ما دعاه لتفويض القوات الأمريكية للتعامل مع ميليشيات المقاومة السنية والمجموعات التابعة لتنظيم القاعدة فى عام 2007، ثم اتجه فى العام التالى للتصعيد ضد الميليشيات الشيعية التابعة للزعيم الشيعى مقتدى الصدر، وهو ما عزّز من موقفه "الوطني" لدى كثير من الفئات الكردية والسنية.

    حيث كانت الصورة التي يحاول المالكي تقديمها للجماهير، في تلك الفترة، هى أنه يؤسس "دولة القانون"، لذا اختار أن يكون اسم الائتلاف الذى دخل به الانتخابات البرلمانية فى 2010 بنفس الاسم. لكن نتائج الانتخابات اضطرته إلى الدخول فى شراكة مع ائتلاف "العراقية" المدعوم بأغلبية سنية من أجل تشكيل حكومة ائتلافية.

    وبعد انتهاء اللعبة السياسية وتكوين الحكومة بفترة قصيرة، تكشّفت النيّات الحقيقية لـ "الوطني" نوري المالكي، لتعود للذاكرة صورة "الحركي" جواد المالكي، ليسعى بكل ما أوتي من قوة للإطاحة برموز هذا التحالف الهش، وكان أبرز مَن أطيح بهم نائب الرئيس العراقى، طارق الهاشمى العضو بــ "ائتلاف العراقية". الذي صدر في حقه مذكرة اعتقال وواجه اتهامات بتمويل الإرهاب في أثناء أحداث التمرد السني بالعراق، وانتهى هاربا في تركيا بعد صدور حكم إعدام ضده في أيلول (سبتمبر) 2012.

    وإمعانا في تكشّف الأوراق السياسية والقانونية التي كان المالكي يغطي بها حركيته الطائفية، أتت الأزمة العراقية الأخيرة لتكشف مدى هشاشة خططه الأمنية والوطنية بعد انسحاب الجيش العراقى، دون أدنى مقاومة، وهو الجيش الوطني الذي تكلّف إعداده المليارات، أمام تنظيم "داعش" الذي يستغل اليوم هذا الموقف الضعيف والطائفي لحكومة المالكي للتحالف مع آخرين ولتمديد رقعة نفوذه. يُذكر أن كل هذا الفشل يأتي في الوقت الذي ادّعى فيه المالكي، لعهود مضت، أمام حلفائه الأمريكان، سيطرته على الملف الأمني، وخبرته فيه، ما عزّز من تمكينه رئيساً للوزراء.

    وعوضاً عن الاعتراف بفشله، أمنياً ومدنياً، تجاه شعبه، تاركاً الفرصة لحكومة وطنية توافقية، يصر المالكي اليوم على البقاء، و"عدم التنازل أبداً" كما صرح بذلك، أخيراً. ليجد في هذه الأزمة فرصة أخرى للتحالف "علناً" مع إيران، إضافة إلى إبداء الكثير من التسامح تجاه انحلال الجيش الوطني وعودة الميليشيات الشيعية إلى الساحة العراقية، رغم صدامه معها قبل ست سنوات، ما يؤكد توقعات كثير من المحللين السياسيين الذين يرونه، بهذه السياسات المتقلبة وبهذا التعنت، يأخذ العراق باتجاه حرب طائفية أهلية تفتت العراق - لا قدّر الله.

    ------------------------------------------------------------
    القرضاوي: إعلان "الخلافة" في العراق باطل شرعاً
    ------------------------------------------------------------
    الدوحة - أ ف ب

    أكدّ الداعية المصري يوسف القرضاوي أن إعلان تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إقامة "الخلافة"، هو "باطل شرعاً" و" لا يخدم المشروع الإسلامي".

    وقال بيان للإتحاد العالمي للعلماء المسلمين الذي يرأسه القرضاوي "نتمنى أن تقوم الخلافة الإسلامية اليوم قبل غد"، لكن الخطوة التي اتخذها تنظيم "الدولة الإسلامية" لها " آثار خطيرة على أهل السنة في العراق والثورة في سورية".

    واعتبر الاتحاد أن إعلان الخلافة وتعيين "أبو بكر البغدادي" خليفة للمسلمين "لا يلبي شروطاً شرعية عدة"، خصوصاً مبدأ كون الخليفة " نائبا عن الأمة الإسلامية" بأسرها، ومبدأ "الشورى"،

    فضلاً عن أن "ربط مفهوم الخلافة بتنظيم بعينه اشتهر بين الناس بالتشدد والصورة الذهنية عنه سلبية حتى بين أبناء الأمة الإسلامية أنفسهم"، ما يؤدي الى إلحاق ضرر بمشروع الخلافة و"لا يخدم المشروع الإسلامي أبداً".

    وأكّد البيان أن "إعلان فصيل معين للخلافة، إعلان باطل شرعا، لا يترتب عليه أي آثار شرعية، وأن إعلان الخلافة أشبه بالانقضاض على ثورة الشعب التي يشارك فيها أهل السنة بكل قواهم، من العشائر والفصائل المتنوعة في مناطق عدة من العراق".

    وأضاف أن عودة الخلافة كمبدأ هي "أمر جلل تتوق إليه أنفسنا جميعا وتفكر فيه كل عقولنا وتهفو له كل أفئدتنا"، مشدّداً "كلنا نحلم بالخلافة الإسلامية على منهاج النبوة، ونتمنى من أعماق قلوبنا أن تقوم اليوم قبل الغد".

    -------------------------------------------------------------
    البغدادي يظهر خطيبا في الموصل ويطلب طاعته بصفته (خليفة)
    -------------------------------------------------------------
    بغداد: حمزة مصطفى

    بينما أكدت إيران أمس مقتل أحد طياريها أثناء مشاركته في القتال في سامراء شمال العراق ليصبح، حسبما يعتقد، أول ضحية عسكرية لطهران خلال المعارك ضد المسلحين في العراق، نفى مسؤول أمني عراقي سقوط أي طائرة عسكرية في المعارك بسامراء.

    ولم توضح وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) التي أوردت النبأ ما إذا كان الطيار قتل أثناء التحليق أو خلال معارك على الأرض، مكتفية بالإشارة إلى أن الكولونيل شجعات علم داري مرجاني قتل أثناء «دفاعه» عن مواقع مقدسة في مدينة سامراء إلى الشمال من العاصمة بغداد.

    وجاء الإعلان عن مقتل العسكري الإيراني بعد تصريح طهران بأنها مستعدة لتقديم الدعم اللازم إلى الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي في معاركها ضد المسلحين الذين سيطروا على مناطق عدة من البلاد. وأعلنت طهران أنها لن ترسل جنودا بل من الممكن أن تقدم السلاح إلى بغداد في حال طلبته.

    وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأميركية فإن إيران نشرت بشكل سري طائرات استطلاع من دون طيار في العراق كما أنها ترسل المعدات العسكرية جوا.

    وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، تعد سامراء إحدى المناطق الحامية في المعارك التي يشهدها العراق حاليا، وهي مدينة ذات غالبية سنية، يحاول المتمردون الإسلاميون السيطرة عليها، ويوجد فيها ضريح الإمامين العسكريين الذي أسفر تدميره جزئيا جراء هجوم شنه تنظيم القاعدة في 2006 عن اندلاع نزاع طائفي، أسفر عن مقتل عشرات الآلاف.

    وفي منتصف يونيو (حزيران) تعهد الرئيس الإيراني حسن روحاني بحماية العتبات المقدسة الشيعية في العراق ومن بينها سامراء.

    ونقلت وكالة فارس للأنباء صورا لجنازة الطيار في مدينته بفارس في جنوب إيران أول من أمس، ولم تضف الوكالة أي تفاصيل لكنها ألمحت إلى أن مرجاني كان عضوا في الحرس الثوري الإيراني. ويعتقد أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري يعمل على الأرض إلى جانب القوات العراقية رغم نفي إيران.

    وفي بداية الأسبوع الحالي أعلنت وزارة الدفاع العراقية عن تسلمها خمس طائرات من طراز سوخوي، ونشرت شريط فيديو يظهر هبوط ثلاث طائرات سوخوي، لكن بحسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، فإن الطائرات الثلاث الظاهرة في الصورة جاءت من إيران.

    من جهته، عبّر مصدر أمني عراقي مسؤول عن استغرابه من خبر مقتل الطيار الإيراني، وقال المسؤول في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم الإشارة إلى اسمه، أن «كل ما أستطيع قوله أن أي طائرة عراقية لم تسقط حتى يقتل طيار والأهم من ذلك أنه إيراني»،

    مشيرا إلى أن «طائرات سوخوي باشرت الخدمة خلال اليومين الماضيين ونفذت عدة عمليات وعادت سالمة، علما أن العراق ليس في حاجة إلى خدمات طيارين من إيران أو غيرها على هذا النوع من الطائرات، لأن سلاح الجو العراقي السابق الذي كان يحتوي على العشرات من هذه الطائرات قد درب طيارين عراقيين مؤهلين تماما لقيادتها».

    وردا على سؤال بشأن مصدر الخبر، هو إيران نفسها، وليس إحدى وسائل الإعلام التي تصنف عادة على أنها مغرضة، من قبل المسؤولين العراقيين، قال المسؤول الأمني إن «الوكالة هي التي تتحمل مسؤولية ذلك».

    ومع أن الوكالة الإيرانية لم تربط بين مقتل الطيار الإيراني وإسقاط طائرة عراقية، فإن الخبير الأمني العراقي الدكتور معتز محيي الدين مدير المركز الجمهوري للدراسات الأمنية أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «طائرات سوخوي التي اشتراها العراق كجزء من صفقة أسلحة مع روسيا جاءت مع طاقم روسي لقيادتها وتولي مهمة تدريب الطيارين العراقيين عليها»،

    مشيرا إلى أن «من بين قواعد الطيران الاستمرار في المهمات أو التدريب وفي حال الانقطاع لمدة معينة، فإنه لم يعد ممكنا قيادة الطائرة، وبالتالي، فإن الطيارين العراقيين يتولون التدريب على الطائرات من قبل الروس، لكن لم يعرف إن كانت قد شاركت في القتال أم إنها قامت بمهام استطلاعية حتى الآن فضلا عن عمليات التدريب».

    -----------------------------------------------------
    مات بن لادن عاش البغدادي
    -----------------------------------------------------
    عبدالرحمن الراشد

    ولادة زعيم لـ«داعش» تجدد المخاوف، أخيراً جاء من ينقذ هذه الجماعة المشتتة، التي تقوم على الرمزية والتاريخ والدين. ظهر أبو بكر البغدادي، منهيا عقم القاعدة الذي دام ثلاث سنوات وعجزت عن تتويج خليفة لرمزها المقتول، أسامة بن لادن.

    هذا البروز، في مكانه وزمانه، يثير التساؤلات عن من، وممن تُستخدم هذه الجماعة، أو من استطاع اختراقها. فقد ولدت «داعش» فجأة على الأرض السورية المحترقة، في وقت بدا انهيار نظام بشار الأسد ممكنا. ظهور «داعش» أنقذ النظام السوري، بتخويف العالم من بديل إرهابي للأسد، وقيامها بقتال المعارضة المسلحة المدنية.

    وتكرر السيناريو في العراق. كان نوري المالكي، الأكثر التصاقا بإيران، على وشك الخروج من رئاسة الحكومة، بعد أن أجمع قادة الشيعة والسنة العرب والأكراد على رفض التجديد له، ثم ظهرت جماعة «داعش». استولت على الموصل، ثاني أكبر المدن وأكثرها تحصينا، ليصعد نجم المالكي طارحاً نفسه، الزعيم الضرورة لمواجهة الإرهاب السني!

    وبدل أن تقاتل «داعش» خصومها المعلنين، الأسد والمالكي، تحشد رجالها باتجاه شمال السعودية مع العراق، وتشن معركة على حدود السعودية الجنوبية مع اليمن.

    مات بن لادن، عاش البغدادي! يفعل ما فعله سلفه من قبل، ويتحاشى ما تجنبه أيضا. كانت إيران عدوة في الدعاية الدينية، حليفة في الخفاء. كانت مقرا لبعض خلايا القاعدة، منذ التسعينات، بزعامة الأصولي المصري سيف العدل.

    وبعد هروب القاعدة من أفغانستان صارت ملجأ لعدد أكبر. إلى إيران، أرسل بن لادن نصف أولاده وإحدى زوجاته، الذين سلمتهم بعد مقتله لسوريا ثم إلى السعودية.

    ولا تزال أعداد من قادة وجنود القاعدة من سعوديين وعرب يقيمون في إيران، التي لم يحدث أن استهدفتها القاعدة، قط، رغم كثرة أدبياتها وتحريضها ضد الشيعة!

    البغدادي نسخة أخرى من بن لادن، نموذج للفشل الديني في المجتمع السني الذي عجز عن وقف ثقافة التطرف، وفشل في إيجاد البديل الثقافي. و«داعش» تولد من داخل الأقبية المظلمة، ويتم اختراقها من قبل أجهزة مخابرات المنطقة لتدار وفق مشاريع سياسية لا علاقة لها بمشروع التنظيم نفسه. تقريبا كل مقاتلي القاعدة الذين دخلوا العراق بعد احتلال القوات الأميركية تسللوا عبر الحدود السورية.

    نحن الآن في بداية حرب جديدة، عقد أو عقدين من الزمن، ومن يدري؟

    ---------------------------------------------
    هذا ما جناه المالكي على العراق
    ---------------------------------------------
    د. صالح بكر الطيار

    ما يحصل في العراق اليوم ليس سوى غيض من فيض نتيجة الأخطاء الهائلة التي ارتكبها نوري المالكي ونظامه الغارق في الفساد والرشوة .

    فعلى المستوى الإنمائي لا يمكن الحديث عن منطقة افضل من أخرى بحيث كل المناطق لا زالت تعيش ما دون خط الفقر : فلا كهرباء ، ولا ماء ، ولا طرقات ، ولا مدارس ، ولا مستشفيات ، ولا جامعات ، ولا وسائل اتصالات حديثة ، ولا وسائل مواصلات متطورة .

    ورغم ان موازنة العراق وصلت الى اكثر من 160 مليار دولار فإن معظم هذه الأموال منهوبة من قبل وزراء ونواب ووجهاء وزعماء احزاب ورؤساء طوائف ومجالس ادارات جمعيات وهمية .

    ويكفي أن تراقب الحركة في مطار بغداد لساعات قليلة حتى تلاحظ اعداد حقائب «السمسونايت» التي تخرج يومياً مليئة بملايين الدولارات دون حسيب او رقيب متجهة الى مصارف عربية أو أجنبية للحفظ والصون .

    وإذا رصدت قطاع الإعلام في العراق لوجدت ان هناك عشرات الصحف والمجلات والأقنية الفضائية والإذاعات التي تنشر وتذيع وتبث على مدار الأربع والعشرين ساعة بدعم كامل من المتنفذين في السلطة دون ان يكون لكل وسائل الإعلام هذه أي اهمية مهنية لا على الصعيد الوطني ولا القومي ولا العقائدي ولا الديني .

    ولو دفعك فضولك لاستطلاع احوال الجيش والشرطة والمخابرات وأجهزة الحماية الشخصية لأمكن لك ان تكتشف انها كلفت الدولة العراقية منذ عشر سنوات حتى اليوم نحو 25 مليار دولار بدل أجهزة وأسلحة وتدريب ولكن على الورق فقط بدليل ما ان حصلت انتكاسة امنية مؤخراً حتى أمسى العراق خلال اقل من أربع ساعات بدون كافة الأجهزة الأمنية وبدون كافة تجهيزاتها .

    ولا تستغرب عزيزي القارىء إذا علمت ان فلاناً من المسؤولين يملك حنفية نفط في الشمال وآخر في الجنوب أو في الوسط ، او أن هناك في مرفأ البصرة ناقلة نفط تعمل لحساب التنظيم الفلاني او أنبوب نفط في منطقة أخرى مفتوح لحساب التيار العلاني .

    وإذا سألت عن أحوال القطاع العام لتبين لك ان أكثريته من الموظفين ممن يتقاضون رواتب ولا يعملون لأنهم محسوبون على من يمسك بزمام السلطة منذ عدة سنوات .

    وحدث ولا حرج عن أعداد العاطلين عن العمل وعن المديونية العامة للدولة وعن ضعف النمو والاستثمار.

    هذا ما جناه رئيس الوزراء نوري المالكي على العراق ليس بوصفه في الموقع الأعلى في السلطة فقط ، بل لأنه استأثر بصلاحيات تفوق سلطات مجلس الوزراء ومجلس النواب مجتمعين .

    فكان الآمر الناهي في كل صغيرة وكبيرة دون أدنى اعتبار للآخرين اياً تكن طوائفهم أو مواقعهم . ولا تتفوق على صلاحيات المالكي إلا صلاحيات المندوب السامي الإيراني المقيم في بغداد للإشراف والتوجيه والتخطيط .

    -----------------------------------------
    إعلان الخلافة: حدود الجد والهزل
    -----------------------------------------
    عبدالعزيز الخضر

    قضى إعلان الخلافة الإسلامية مع أول يوم رمضاني على الحدود بين الجد والهزل، فقد جاءت جميع محاولات التنكيت على المشهد سامجة، فالمسرح الداعشي مشبع بكوميديته وجابها من الآخر! قطع الطريق على السخرية، ومساحات الخيال، فها هو التنظيم يستعمل كل صور ومفردات المسلسلات التاريخية، وخطف جزءا كبيرا من مهارات «التميلح» التويتري المعتادة بالتعليقات الظريفة، والجمل الساخرة عند كل خبر عن الجهاديين والإسلاميين.

    توضح صورة داعشية نشرت عن تركتر «شيول» يزيح التراب مع تعليق يشير إلى أن الشويل يقوده الشيخ أبو محمد العدناني وهو يهدم حدود سايكس- بيكو، وكأن الحدود مجرد كثبان رملية أو سياج حديدي تزال بإعلان من طرف واحد! إذا كانت الحالة الداعشية أثرت على السخرية الإعلامية، فإنها أربكت الطرح الجاد في التحليل السياسي، ورؤية التنظيمات المسلحة والاتجاهات الإسلامية، فهل تستحق هذه الأعمال العبثية تناولا محترما، وهي تبدو خارج المعقول، وهل هناك معنى للقلق السياسي مع مثل هذا التنظيم بهذا التفكير الحقيقي أو المصطنع لمهمة خاصة.

    بعد مرور أكثر من عام لفهم تفاصيل الحالة الداعشية وتطوراتها يبدو المتابع للخطابات الإسلامية المعتدلة والمتطرفة والتنظيمات المسلحة منذ أكثر من ثلث قرن، أمام صورة غامضة لطبيعة هذا التنظيم، فهو مع حضوره المركز في الانترنت وخاصة مواقع التواصل، فإنه لا يزال بمئات وآلاف المعرفات شبحيا، وهو ما يفقد قيمته ويقلل من جاذبيته ومصداقيته مقارنة بمراحل جهادية سابقة أيام حركة طالبان والقاعدة قبل وبعد 2001.

    ولذلك كنا في ذلك الوقت نكتب عن أفكار سياسية وتراثية قابلة للنقاش والجدل، وعرض لمفاهيم السياسة والحروب والأخلاق، وتحقيق لبعض الآراء الفقهية والشبهات التي أربكت جمهورا واسعا بما فيه نخب دينية ومثقفة، تبدو بين سطورهم مع حالات الإعجاب بهذا النوع الجهادي أمام قوى الاستكبار والغرب من خلال لغة إنشائية نضالية في حينها.

    تبدو الآن الانتهاكات الداعشية لا علاقة لها بأي إشكال أخلاقي أو فقهي مقبول. لهذا فمجرد الدخول مع مواقفها وطرحها بالرد عليها بتأصيلات فقهية جزء من خدمتها لإضفاء معقولية على ما تقوم به في المناطق التي تسيطر عليها. فهذا التنظيم يفتقد التأييد الشعبي بصورة عامة بما فيهم إسلاميو العالم العربي والإسلامي بكل حركاته ودعاته ومشاهيره من كل الاتجاهات المعتدلة والمتشددة إلى تنظيم القاعدة بمفاهيمه الخاصة، ولهذا تجدهم يشتمون بمعرفاتهم الخاصة الكثير من مشاهير الإسلاميين من علماء ودعاة وحركيين وجهاديين، ويهاجمون مختلف التيارات الإسلامية.

    هذا التنظيم بممارساته ومواقفه جعل حتى أحد منظري السلفية الجهادية منذ ربع قرن أبو محمد المقدسي (عصام البرقاوي) ينتقدهم بقوة، وينتقد إعلانهم للخلافة فبدأ في مواجهتهم وكأنه أحد علماء السلاطين ويقول موجها حديثه لهم «لا تظنوا أنكم بأصواتكم العالية ستسكتون صوت الحق، أو أنكم بتهديدكم وزعيقكم وقلة أدبكم وعدوانكم ستخرسون شهاداتنا بالحق لا وألف لا، فسنبقى حرسا مخلصين لهذا الدين، وحماة ساهرين على حراسة هذه الملة نذب عنها تحريف المحرفين وانتحال المبطلين وتشويه الغلاة والمتعنتين وغيرهم من المشوهين».

    لا يمتلك تنظيم داعش أي جاذبية ومصداقية مقارنة بالقاعدة في عصرها الذهبي. تأتي محاولة إعلان الخلافة كاستباق لأي انهيار متوقع مع أي قصف دولي بالطائرات والصواريخ ينهي استعراضات التنظيم بالشوارع سريعا، ومع أن التنظيم لا يمتلك أي جاذبية تشبه جاذبية القاعدة، لكنه يراهن على جاذبية موقتة أخرى عبر الصور ومقاطع الفيديو، لمداعبة خيال جمهور آخر من البسطاء ومحبي المغامرة والتغيير في العالم، قبل أي قصف عسكري قادم بعد أن ينتهي دورها السياسي المفترض في هذه المرحلة.

    في الماضي عرضت القاعدة فيديوهات لرموزها وهم بالجبال والكهوف يعرضون بياناتهم وصور تدريباتهم، وقد كانت تغري هذه المشاهد من لديهم شعور سينمائي بالمغامرة والنضال. تنظيم داعش اليوم يحاول الجذب بإغراء مختلف وفاخر جدا مقارنة بتلك الصور البدائية للقاعدة، وكأنه دولة حقيقية، بما يملكه الآن من طوابير سيارات جديدة وفاخرة، ومدرعات عسكرية حديثة تجوب الشوارع وشعارات بالطرق والعمائر،

    لكن مع كل هذه الاستعراضات الدعائية منذ أكثر من عام حتى إلقائه الورقة الأخيرة بإعلانه الخلافة، فإنه لا يبدو له أي جاذبية حقيقية واسعة حتى على مستوى المشاعر والتعاطف الشعبي عربيا وإسلاميا، وقد اهتم العالم العربي الأسبوع الماضي بمباراة منتخبي الجزائر وألمانيا في مونديال كأس العالم أكثر من حكاية إعلان الخلافة!

    ----------------------------------------
    (عودة الخلافة)... أسوأ عرض رمضاني!
    ----------------------------------------
    ناصر الصِرامي

    .. وكأنك تشاهد مسلسلا تاريخيا في شهر رمضان، شيء يشبه مسلسلات الحروب التاريخية التقليدية، والتي يطلق عليها جزافا «إسلامية». أعمال اختفت عن الشاشة إلى حد كبير لكنها عادت مثل عروض الواقع بإخراج سيئ جداً، عنيف وخطير وكارثي.

    وفيها لا حاجة لتبرير سطحي أو لفظي من أجل القتل وإقامة المقابر الجماعية، والتسلي بذلك. لا شك أنك تابعت مشهد إعلان تنظيم «داعش» قيام الدولة الإسلامية وتنصيب شخص يدعى البغدادي خليفة للمسلمين، ثم دعوة الخبرات والعلماء والكوادر العلمية إلى الهجرة للدولة الإسلامية الحديثة وأرض الخلافة التي لا تعترف بأي حدود جغرافية أو تراب وطني،

    وهكذا أصبح لدينا اليوم «خليفة للمسلمين» على إيقاع تاريخي من القتل والتكبير في الوقت نفسه، لكن التطور المهم اليوم أنه لم يعد مهما من دين المقتول في الطريق إلى دولة الخلافة المزعومة، هنا كل شيء مباح ومستباح! لا تبدو الصورة غريبة، إنها نفس الثقافة المشوهة التي حفظناها من التاريخ.

    إنه مشهد قريب من مشاهد المسلسلات التاريخية التي ظلت جزءا من رمضانات عديدة مرت.. بلهجتها الغريبة تلك التي يحجبها صوت السيوف والخيول والملابس الغريبة، نفس ملابس الدواعش والأفغان والقاعديين، نفس الفكرة وإن اختلفت التقسيمات وأدوار الظهور.

    بحسب ما جاء على لسان الناطق الرسمي باسم التنظيم الإرهابي، أبومحمد العدناني الشامي، إنه عبدالله إبراهيم الملقب بـ»أبوبكر البغدادي». ينسب نفسه إلى الخليفة أبي بكر وإلى العاصمة العراقية بغداد. وترجع أصوله إلى منطقة ديالى شرق العراق. وهو أحد أفراد عائلة تنتمي إلى عشيرة السامرائي.

    وتتلمذ على يدي الأردني «أبو مصعب الزرقاوي» في العراق، وقاتل تحت رايته، كما تولى قيادة «الدولة الإسلامية في العراق» عام 2010، التنظيم المنبثق من رحم «القاعدة في بلاد ما بين النهرين».

    تنظيم «داعش» أو الدولة الإسلامية في العراق والشام-، كانت نواته الأولى دولة العراق الإسلامية التي تم إعلان تأسيسها في 15 أكتوبر سنة 2006 ثم سقطت عام 2007 وعادت بقوة العامين الأخيرين 2013 و2014.

    أما ولاية داعش السورية فقد تم إعلان تأسيسها في 10 أبريل سنة 2012، بعد يوم واحد من استتباع فرع القاعدة في العراق على لسان أميره حينها البغدادي وقبل أن يترقى إلى منصب الخليفة! -طلب استتباعا لجبهة النصرة بقيادة أبو محمد الجولاني،

    ولكن الأخير لم يقبل، فحدث انقسام واقتتال على السلطة دائما. عام 2010 أكد أبو بكر البغدادي على ولائه لزعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، وأعلن بيعته له، ليحصل على قوة القاعدة وبدعمها، واستطاع تنفيذ استراتيجية ثانية في القضاء على الصحوات وتنشيط العمليات والتمدد في سوريا.

    وكما هي عادة هذه التنظيمات في معاداة الجميع، وحتى الانقلاب على نفسها، قطعت داعش هذا العام -2014 علاقتها مع القاعدة، وتنظيم القاعدة وأميرها الظواهري ببيعتها كإمارة ودولة، لتتسع الهوة بينها وبين القيادة المركزية للقاعدة. وصار تنظيم داعش العنيف قوياً وها هو اليوم يعلن إقامة دولة لم تنجح القاعدة في إقامتها..!

    يبقى أن إعلان الخلافة مهما كان ساذجاً أو مختلفا عليه، يبقى الإعلان عن عودة الخلافة ودعوة المسلمين للهجرة لدولة الخلافة أهم تطور في مسيرة الجماعات «الجهادية» الإرهابية عالمياً منذ 11 سبتمبر.

    حتى وإن بدا لنا المشهد الدموي كرتونياً سخيفاً وبعرض سيئ.. لكن هناك من يأخذ كل هذه التطورات على محمل الجدية.. بما فيهم الدواعش وأعوانهم والمحبطون الحالمون بتحطيم الأوطان..!
                  

العنوان الكاتب Date
داعش السودان من هو العقل المدبر في السودان قريب المصري07-05-14, 01:52 PM
  Re: داعش السودان من هو العقل المدبر في السودان قريب المصري07-06-14, 00:29 AM
    Re: داعش السودان من هو العقل المدبر في السودان قريب المصري07-06-14, 00:37 AM
      Re: داعش السودان من هو العقل المدبر في السودان قريب المصري07-06-14, 01:59 AM
        Re: داعش السودان من هو العقل المدبر في السودان قريب المصري07-06-14, 02:23 AM
          Re: داعش السودان من هو العقل المدبر في السودان قريب المصري07-06-14, 02:41 AM
            Re: داعش السودان من هو العقل المدبر في السودان قريب المصري07-07-14, 02:08 AM
              Re: داعش السودان من هو العقل المدبر في السودان قريب المصري07-07-14, 02:30 AM
                Re: داعش السودان من هو العقل المدبر في السودان قريب المصري07-07-14, 02:35 AM
                  Re: داعش السودان من هو العقل المدبر في السودان قريب المصري07-07-14, 11:07 AM
                    Re: داعش السودان من هو العقل المدبر في السودان قريب المصري07-07-14, 11:18 AM
                      Re: داعش السودان من هو العقل المدبر في السودان قريب المصري07-07-14, 11:25 AM
                        Re: داعش السودان من هو العقل المدبر في السودان قريب المصري07-07-14, 12:07 PM
                          Re: داعش السودان من هو العقل المدبر في السودان قريب المصري07-07-14, 12:15 PM
                            Re: داعش السودان من هو العقل المدبر في السودان Ali bas07-07-14, 01:09 PM
                              Re: داعش السودان من هو العقل المدبر في السودان عمار عبدالله عبدالرحمن07-07-14, 02:17 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de