لقاء معتمد محلية دنقلا .. وإجاباته الدبلوماسية !!

Quote: عبدالرحمن عبداللطيف عبدالقادر - جده لو أنك شاهدت التلفزيون (القناة السودانية) ظننت أنك تشاهد غير قناة السودان التي صورت السودان على أنه جنه بلال في الأرض وتحاول أن تتأكد بانك بالفعل تشاهد القناة السودانية بعد أن فركت جفونك مرات ومرات. تكرر معنا نحن هنا في جدة نفس المشهد عند لقائنا مع اللواء الشاذلي محمد سعيد معتمد محلية دنقلا لما رسمه لنا من احلام وردية عن محلية دنقلا . وقد كانت اجاباته على أبناء المحلية كلها اجابات دبلوماسية هدأت من روع المتسآئلين . وكلهم رجعوا الى وعيهم بعد انتهاء الإجتماع الذي كان في قاعه فخيمه من قاعات فنادق جدة الجميله التي تقع على ساحل البحر الأحمر. فاقوا وشعروا كأنهم كانوا تحت تأثير مخدر بعد سماع الكلمات الجميلة التي صورت محلية دنقلا وكأنها مقاطعه من مقاطعات ماليزيا. سألت المعتمد بعد أن ضاقت فرص الأسئلة عن ما هي أسباب أمراض الفشل الكلوي والسرطانات المنتشرة في الشمالية وبصفه خاصه في محليه دنقلا وضربت له مثلاً بمن توفاهم الله من أقربائي شخصياً ومنهم ثلاثه ابناء عم وعمة خلال هذه السنه وقبلهم الكثير من الشباب من الاقارب وتحديت لو أن هناك منزلاً في دنقلا نجا ولم يصب احد من افراد الأسرة بأحد المرضين الخبيثين. وذكرت أنا بأن السبب الرئيسي لهذين المرضين بأن هناك شركة أجنبية جاءت بحجه انها تريد ان توطن زراعة القمح في منطقه غرب بنا (تكنو صحاري) وقامت بدفن نفايات نووية وبعد ان تم لها ما أراد لها انسحبت بهدوء تاركه كل ممتلكاتها وقد اكد لي بعض موظفي أحد البنوك بدنقلا ان هذه الشركة كانت تأتيها أموال طائلة من الخارج. وان المساحة المزروعه فقط ما يعادل 10ألف فدان لا تحتاج لطائرات خاصه وسيارات مميزه للتنقل من المدينه الى المشروع الصغير. مالم يكن هناك شيئاً مجهولاً يراد نقله الى الصحراء الغربية بدون علم أحد وان المدير الأجنبي كان يستقل سيارته للذهاب ليلاً للمشروع وهو سائق بنفسه ولا حتى معه سائقه الخاص . وذكرت للمعتمد اننا لا نشك في نوايا الرئيس نميري لكن نتسأئل من كان على علم بذلك ولم يبلغ الرئيس والحكومه وان هناك رجالا صادقين طيبون يحملون معهم الان اسرار هذه الشركه ومازالو احياء يمكن الرجوع اليهم لانها مسؤليه دينيه قبل ان تكون دنيويه. اجاب المعتمد بأن مرض الفشل الكلوي سببه مرض السكري وكأنما السكري فقط يوجد في دنقلا دونما العالم . ولا يعرف ان65% من سكان الدول المجاورة والعربيه يعانون من مرض السكري وبحمد الله لا يوجد فشل كلوي بنسبه دنقلا ثم اجاب ان مرض السرطان هو نتيجه عن تغيير نمط الحياة . فكنا زمان نأكل حله الملاح فطور وغدا وعشا . والآن تطورنا وبدأنا نأكل وجبات متنوعه. ونسى ايضا بأننا الآن في السعوديه نأكل الوجبات السريعه ونشرب العصائر المعلبة والمشروبات الغازية ونتعشى دجاج مشوي وبيك وكاتشب وسندوتشات الهامبرجر والماكدونالد في العشاء وبحمدالله لا سرطانات ولا فشل كلوي . اما الآن في دنقلا نشرب مياه الآبار الملوثه بالاشعاعات النووية وهي سبب كل الأمراض الخبيثه وفي أوائل الثمانينات والسبعينات كنا نشرب من الجداول ومن النيل وكثيرا ما نشرب من الابار ان لم تكن الجداول سائقه والبوابير الزراعية تضخ مياه النيل للمزراع تمر اليها عبر الجداول فلماذا لم نصب في ذلك الوقت بهذه الامراض. اذن الابار في الوقت الحالي هي الماء الملوث وهي سبب هذه الامراض فيا ادارة الولايه ان كنتم حريصون على صحه المواطنين ادفنوا هذه الآبار واقيموا محطات تكرير مياة من النيل الذي حبانا الله به دون العالمين . واذكر ان احد ابناء محليه دنقلا احضر معه من دنقلا ماء شرب في زجاجه وتم فحصها في معمل كبير في جده وكانت النتيجة ان الماء غير صالح للشرب وكان لابد له ان يعلن ذلك لان تلك مسئوليه قبل ان تكون ادبية فهي مسئولية دينية. أجاب المعتمد على سؤال الأخ حاتم حسن محجوب والذي سأل لماذا دنقلا مازالت قرية ولا تطور فيها ؟ اجاب المعتمد دنقلا القديمه مهجورة البيوت لانها ورثه . وهذا منافي للحقيقه حتى وان كان ذلك سبباً لماذا لا تضاء الشوراع وتشجر المدينه وترصف الطرق فيها حتى تكون مدينه حضارية. ولو كانت اجابته مقنعة بأن المدينة قديمة لكانت ولاية الخرطوم2 كسرت شوارعها ومنازلها وبيوتها القديمة أو لندن حطمت مبانيها القديمة ولما رصفت شوارعها وصارت من اجمل مدن العالم بمبانيها القديمه. ألم يسمع الوالي بشوارع الستين والسبعين والثمانين في جده الفسيحة والواسعة . وهكذا شوارع دنقلا القديمه فهي شوارع واسعه يبدأ الشارع من النيل الى اخر دنقلا شارع واحد واسع ومن بحري الى قبلي شارع واحد فسيح ووسيع وان مدينه دنقلا القديمه على شكل مربعات دون أزقه ودون زنقات زنقات والعيب علينا لم نجملها بإضاءة أو تشجير حتى ولو كانت هذه البيوت مهجورة . حتى السوق الشعبي الذي اجاب المعتمد بانه تم تكسيره بسبب بعض الجرائم والمخدرات ولو كان هذا السبب مقنعاً لكانت ولايه الخرطوم كسرت امبدة ودار السلام ومايو وحتى حي مانديلا واقاصي الحاج يوسف لكنه العذرالأقبح من الذنب. والجريمه لا تحل بالتكسير فأين الشرطه من محاربة الجريمة فهذا واجبها الأساسي وليس التكسير. المعتمد ذكر بأن دنقلا تؤكل أهل السودان وجبتين هي الفطور والعشاء بالفول ونسى أن طلب الفول في الخرطوم أرخص من طلب الفول بدنقلا ونسى ان البطيخ الشتوي(الشيريا) الذي كان يأتينا من السليم بدأ يأتينا من أم درمان وحتى الفسيخ الذي كان يجهز في دنقلا بدأ يأتينا جاهزاً من أم درمان . الطماطم الذي قال المعتمد أنه يزرع في دنقلا ويرحل الى ام درمان ليوضع في الثلاجات ويرجع ليباع في دنقلا مره أخرى بسعر اغلى فهذا منافي للحقيقه فالطماطم الخضار الوحيد الذي لاتسمح طبيعته الرخوه بالترحيل ذهاباً وإياباً من دنقلا الى ام درمان وهو الخضار الوحيد الذي لايمكن وضعه وحفظه في الثلاجات وينتظر حتى يرجع لدنقلا مره أخرى. المعتمد لم يتحدث عن السياحة الآثاريه والصحية والترويحيه في المحليه التي فيها حاضرة الولايه ويقع عليها العبء الأكبر في تطور الولايه ككل . ولو أن الاحلام الورديه التي وصف بها المعتمد محليه دنقلا وبقيت واقعاً لرجع الى دنقلا كل أهلها المهاجرين في الداخل وفي الخارج الذين هاجروا بسبب كسب العيش الكريم . وبسبب هذه الهجرة صار تعداد سكان الولايه الشمالية كلها حوالي 730 ألف في حين أن تعداد سكان امبده فقط حوالي اثنين مليون ونصف نسمه. والآن القرى في محليات دنقلا مغلقه اغلب بيوتها والمتواجدين فقط في القرى العجايز من النساء والرجال والأطفال وهاجر كل الشباب على كل الشكر الجزيل للمعتمد لحضوره ولقاؤنا واجاباته لنا رغم انها غير مقنعه فهو معذور لانه موظف دولة لا يمكن ان يتحدث بغير الذي تحدث به. واخيراً نحن قدمنا في مربع 28 ولم يعطونا وأرجو أن يعطونا فى الفلل أو السكن الاقتصادى عبدالرحمن عبداللطيف