Quote: كان جزء من خطاب الجبهة الديمقراطية في الجامعات ضد الإنقاذ هو "أن ما تفعله الإنقاذ بعيد كل البعد عن الإسلام"، فتأمل. والآن هل يهمنا أن جمال الوالي "يحفظ القرآن كله" أم يهمنا أن جمال الوالي أحد الأشخاص الذي يدير مال المؤتمر الوطني وينفقه وفق خطة مدروسة لإلهاء المواطن عن مشاكله، وتمويل آلية القمع والتقتيل لحزبه. هذا الجزء الأخير والذي أتهم به جمال الوالي يحتاج لعمل ضخم ومنظم لكشف هذا النوع من الأساليب وتمليك الحقيقة للجماهير. واحدة من الأسباب الأساسية لإستمرار حكم الأخوان في السودان هو ضعف الخطاب الفكري المعارض، وبعده عن توعية الجماهير وفضح الخطاب الإسلاموي، وكل ذلك للخوف من الإتهامات بالكفر والفسق، بل أن الكثير منهم "ومن ضمنهم صاحب هذا البوست" ينشرون صورهم وهم يمارسون العبادات، وأحد الشيوعيين قال أننا نعمل بمايرضي الله ورسوله، والعبارة الأخيرة هي عبارة درج على استعمالها الإسلامويين لتبرير قمعهم.
وعلى العموم حتى يتم طرح العلمانية بشكل واضح في السودان بمفوهما الأمثل وهي حيادية الدول تجاه الأديان، سيظل أضعف حلقات العلمانية هو الخطاب "المتهافت" لليسار السوداني تجاه قضية فكرية مثل "تكريس العلمانية في المجتمع السوداني"
** الدعوة للعلمانية ليست طرحا عدميا - ولاهي مجرد طرح مبادئي مجردة- العلماني الحق هو شخص منفعل مع واقعه ومع أحداثه ومتفهم تماما لطبيعة الصراع الإجتماعي والسياسي واعي لحقيقة أن البعض ووظف الدين كأداة في هذا الصراع وكسلاح يخدم أجندته الدينيوية بحيث أضفي علي ممارساته طابعا مقدسا - لذا يصبح من الضروري إماطة هذا اللثام وكشف الوجه الحقييقي للمتاجريين بالدين والمتستريين خلف شعاراته وفضح تناقضهم مع قيم الدين بل تشويههم لرسالته! * جمال الوالي أحد أركان مشروع الإنقاذ الإسلاموي وأحد المقربيين - لأسرة البشير والحلقة الضيقة المحيطة به! لذالا أجد غضاضة إطلاقا في توظيف جهله الفاضح بالدين الذي يتستر حزبه به ! وكشف تناقض الممارسة والسلوك والمعرفة مع شعار الدين المرفوع علي أسنة الرماح! واليك هذه الأمثلة:- ** حينما يقوم مثلا كمال عباس بالإستعانة-بنموذج - صراع الصحابة والمبشرين والمعارك التي طحنت أرواح الالاف - لم يختلف الصحابة حول العقيدة والعبادات وإنما أختلفوا في السياسة- وشكل الحكم وصلاحية الحاكم-حينما يقوم كمال بإستقرأ هذا التاريخ للتدليل علي حقيقة أن ليس هناك صيغة محدد لإختيار الحاكم أو وصفة تبين مؤسسسات الحكم ومو اعينه السياسية - فهل هذا تخلي من كمال عن علمانيته!? **حينما يقوم الأخ الصادق إسماعيل الذي يرفض الحدود والأحكام الدينية المنصوص عليها في القران- حينما يقوم بالإستعانة بالنص أو التجارب لإثبات أنه ليس هناك حد ردة في الإسلام أوليس هناك عقوبة رجم في الإسلام- علما بأن الصادق يقف مبدئيا ضد هذه العقوبات سواء إن ثبت وجود نص يشرعها أم لا ! يفعل الصادق ذلك إدراكا منه لفعالية نسف حد الردة من داخل حقل الدين نفسه أو لحرصه كمسلم علي عدم حشر قتل المرتد بإعتباره تشريعا دينيا أو لحرصه علي عدم تشويه دينه وربطه بمصادرة حق الانسان في تبديل دينه أو فكره! ** بنفس القدر قد يكون العلماني -المسلم- الذي يعترض أو يسخر من كلام جمال الوالي يفعل كغيرة علي دينه أو حرصا علي عدم التلاعب علي بالقران ! ** لو إكتشفنا مثلا أن قيادي إشتراكي مثلا- رأسمالي طفيلي- يضر بأركان الإقتصاد ويمارس الإستغلال والإحتكار - هنا يجوز لك حتي وإن كنت معاديا للإشتراكية أن تكشف تناقضه وفصام ممارسته مع فكره! ** والشاهد في هذا أنه من الطبيعي والواقعي أن يتناول العلماني- ظاهرة تناقض الإسلام السياسي -وشخوصه مع منبع الدين وحقيقة متاجرتهم بالدين وتوظيف المعتقدات لصالح مشروع سياسي - فالعلماني الذي لايقرأ الواقع ولايتفهم طبيعة التناقضات والصراعات ودور الدين في مجري الصراع الإجتماعي والإقتصادي والسياسي-أو الذي لايتفهم مقاصد الاديان وجوهر رسالتها-, العلماني الذي هذا شأنه علماني عدمي ومنكفئ - علماني كتب ونظريات لاعلماني يربط بين النظري ومايجري في واقعه العملي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة