|
Re: عادة ما كانوا يسألونني كيف استطاعت تلك الصداقة أن تنجح في هذا الزمن الحقير (Re: عبد الحميد البرنس)
|
كارلوس فوينتيس
أوكتافيو باث
التقى الصديقان, لأول مرة, في كارتاخينا, عام 1949, وكان من الممكن لذلك اللقاء أن يعبر دون أن يخلف أثرا خاصا, لو لا أن ذهب ماركيز إلى المكسيك عام 1961, قادما بالقطار من الولايات المتحدة الأمريكية, في زيارة قصيرة لرؤية ألفارو موتيس, الذي وصل إلى المكسيك عام 1956, هاربا من تهمة فساد مالي. وما حدث بعد ذلك أنهما اتفقا على نحو ما على البقاء في المكسيك إلى الأبد. وقد كان. والمكسيك لم تأل بدورها جهدا في سبيل الاحتفاظ بهما. وقد حدث أن جندي مكسيكي بسيط تمت تكلفته بعمل أمر ما أثناء ملابسات موت ماركيز. قال إنه لم يسمع به من قبل. لكن طبيعة الأوامر التي تلقاها فضلا عن الجدية المفرطة للمسؤلين ستدفعه إلى قراءة ماركيز في أقرب سانحة. أما جارة ماركيز التي ظل يحييها في الشارع بالأحضان فقد أعربت عن دهشتها قائلة إنها لم تكن تعلم أنه شخص مهم "إلى هذه الدرجة". وما هو باعتقادي أكثر جذبا للصديقين للبقاء في المكسيك, ليس فقط فضاء اللغة الاسبانية المشترك, بل تلك الكوكبة ذات البعد العالمي الرصين من الكتاب المكسيكيين أنفسهم, أمثال أوكتافيو باث, وكارلوس فوينتيس الذي بدا أكثر حظا منهما في السبق إلى الموت بخطوة, أي لم يكابد تلك اللوعة التي يحدثها رحيل صديق. هكذا, بدا موت كارلوس فوينتيس بمثابة طعنة موجهة إلى قلب ماركيز على وجه الخصوص, وهكذا لم يجد ماركيز نفسه سوى كلمة واحدة يلخص بها علاقة غريبين من بلاد بعيدة, هكذا " موتيس", لا أكثر, لا أقل, سوى الصمت.
Quote: في المكسيك، وقد توطّدت علاقة موتيس بجاره غارثيا ماركيز أو "غابو" للمقرّبين، لتبلغ في مرحلة معينة أمكنة حيث يتّخذ الواقع أبعادا أدبيّة. يخضع غابو كل فصول روايته "مئة عام من العزلة" الآيلة الى التشكّل، لمصفاة ذهن موتيس الأدبي الحادّ، ليقرّ لاحقاً بأن ثمة جزءا محوريا من ألفارو، في جميع كتبه تقريبا. نمَت بين المؤلفين، صداقة وثيقة يبيّنها نص - تحية عنوانه "صديقي موتيس" حيث توجه غارثيا ماركيز الى موتيس بوصفه "ألطف رجال العالم"، في عيد ميلاده السبعين. في حين تمهّل موتيس عند الرابط الجميل المشترك عينه في نص "ما أعرفه عن غبريال" تضمّنته النسخة الإحتفائية برواية "مئة عام من الوحدة" في 2007، لمناسبة بلوغها عامها الأربعين وبلوغ صاحبها غارثيا ماركيز عامه الثمانين. نقرأ: "تشارَكنا أنا وغبريال ساعات كثيرة من السعادة الفائضة وأخرى من الشكّ والحرمان، لا تقلّ عنها عدداً. سافرنا الى ثلاث قارات، وتقاسمنا الكتب والموسيقى والأصدقاء. بدا كل ما اختبرته إلى جانبه جائزة إستثنائية في عتمة قدر الأيام". في 2001، عندما نال موتيس جائزة ثرفانتس المهيبة، صفّق له غارثيا ماركيز من دون أن تفوته الإشارة إلى "ان الإمتياز وصل إلى عامه السادس والعشرين، وهو يُمنح لموتيس إذاً، متأخرا خمسة وعشرين عاما!". |
http://newspaper.annahar.com/article/70675-%D8%BA%D9%8A%D8%A...84%D8%AF%D9%85%D9%89
|
|
|
|
|
|