تستعد للرحيل لأنني سأجيء لمرافقتكما في أي لحظة قادمة". بسماعها لذلك شرعت في تجهيزاتها و أعدت طعاما و شرابا يكفيهما لاربعة أيام ثم جهزّت لنفسها زوجين من الأخف الجلدية المتينة التي ستحتاجهما علي حسب ما قال لها الشاب اليتيم. بعد تلك التجهيزات انتظرا قدوم جدّ الشاب اليتيم روحاً تتجسد. كان الضباب في تلك الايام من الربيع ينزل علي أعالي الاشجار في الغابة خلال الليل و يبرح في الصباح منها علم الشاب اليتيم أن نزول الضباب و زواله هو علامة علي قرب ساعة قدوم جدّه. عند ساعة الغروب في أحد الايام سمعا زئيرا عند باب خيمتهما، لم يكن الزئير عالياً أو عدوانيا لكنه كان مسموع بوضوح شديد. معلوم أن هذا النوع من الزئير هو علامة حلول أرواح الأجداد بالمكان. حملا اغراضهما و فتح الشاب اليتيم باب خيمتهما و عند خطوهما لخارج الخيمة تجلي امامها دبٌ، أسود و كبير، فَزِعت الفتاة و عندها قال الشاب اليتيم:" هذا جدّي و سيأخذنا إلي الديار لنلاقي أهلنا". ركب الشاب اليتيم بصعوبة و كانت معه اغراضهما علي ظهر الدب الأسود الكبير و كانت بنت الزعيم علي قدميها، ركض الدُبُّ في البداية ببطء و البنت ماشية إلي جواره، ثم أسرع الدب في ركضه فركضت البنت و ركضت. الشاب اليتيم علي ظهر الدُبّ و بنت الزعيم علي قدميها يركضان إلي حلول الفجر. عند الفجر توقفا و شرَع الشاب اليتيم في أعداد خيمتهما و قال لبنت الزعيم:" سنقضي نهارنا هنا و سيذهب جدي الدب ليرتاح و مع غروب الشمس سنستأنف المسير. أبلي الركضُ خُفّي بنت الزعيم فغيّرتهما بالزوج الآخر. عند الغروب عاد الدُبّ و استمر الحال؛ البنت علي قدميها و الدُبّ إلي جوارها بالشاب اليتيم علي ظهره يركضان طوال اللليل و يتوقفوا عند الفجر ليرتاحوا نهارهم بخيتمهما و يمضي الدُبّ ليعود. استمر ذلك لليلتين أُخريين. في الليلة الرابعة قال الشاب اليتيم لبنت الزعيم :"هذه أبعد نقطة يستطيع سفرها جدّي برفقتنا و علينا أن نمشي بعدها و قبل انقضاء هذا النهار سنري معسكر قبيلتنا". عندها انصرف الدُبّ نحو المكان الذي منه قد جاء ليسرع بهما إلي ديار قبيلتهما. مشي الزوجان وكان المشي مضنياً للشاب اليتيم فمازالت قدماه تؤلماه، تيبسُ الجلدِ بعد برء الجراح جعله يعْرُج. قبل الظهيرة بقليل كانا علي قمة الجبل المُطِلّ علي معسكر قبيلتهما. طلب منها الشاب اليتيم أن تمشي جيئة و ذهابا في إشارة لأهلهما أنهما ليسا من الأعداء. لقد رآهما فرسان القبيلة و سرعان ما ركب بعضهم ليستطلعوا من يكونان. عندما عرفهما فرسان القبيلة سرعان ما قفل أحدهم راجعا ليخبر زعيم القبيلة بعودة بنته سليمةً و علي أحسن حال. لقد كان الشتاء طويلاً علي أبويها و ظنّا أن بنتهما لن تعود ثانية، ملأهما الحزن و لم يبرحا خيمتهما طوال الشتاء إلا قليلاً. عندما جاءتهما البشارة بسلامة عودة بنتهما انطرحت اساريرهما بالبشر. بعودتهما لم يعد الشاب اليتيم يافعاً بل رجلٌ من وجهاء القبيلة. باقتراب بنت الزعيم من خيمة أبويها استقبلاها بالقبلات و الدموع، بعدها دخل الزعيم خيمته و عاد معتمرا قبعته التي تزينها ريشة الصقر و قال للجمع أمام خيمته:" لقد باركتني أرواح الأسلاف بعودة وحيدتي إليّ و لم تعد بنتي وحيدةً فلقد جاءني معها ابن و هو صهري". وضع زعيم القبيلة القبعة التي تزينها ريشة الصقر علي رأس الشاب اليتيم الذي هو الآن ليس فارسا و وجيها من أعيان القبيلة فحسب بل زعيمها الجديد علي حسب التقاليد، زينت رأسه قبعة المجد و الزعامة، بذلك فهو الزعيم و قد كان .......................................................... انتهت سأفيدكم بمعلومات عن الحكاية و أصلها و كيف و كيف يمكنكم أن تجدوا نسختها الانكليزية و من هم هؤلاء الهنود و أين يسكنون .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة