|
Re: الطفل الذي كشف قسوة الكبار..!! (Re: othman mohmmadien)
|
الطفل الذي كشف قسوة الكبار..!! الإثنين, 12-مايو-2014 الكاتب اليمني احمد عثمان - في عموده شوارد في صحيفة الجمهورية طفل يمني في إحدى المدارس السعودية كان يتبرّع بوجبة فطوره يومياً «وقفاً وصدقة» لصالح حملة تبرُّعات لصديقه الطفل السوداني الذي مات غرقاً، الطفل السوداني مات وترك حزناً لدى صديق له لديه فائض من المروءة والوفاء في زمن مات فيه الوفاء وهربت المروءة إلى غير رجعة. اكتشف الأمر معلّم الطفل اليمني من وجهه الشاحب والإعياء الذي ظهر عليه؛ فهو يومياً يجمع قيمة فطوره ويتبرّع بها لروح صديقه كحالة وفاء نادرة مصحوبة بالتضحية. القضية أخذت بُعداً إعلامياً في المملكة، وظهرت شخصيات اجتماعية ورسمية ووزراء وامراء يتوافدون إلى الطفل ويستدعونه ووالده لتشجيعه بالجوائز والتقاط صور تذكارية مع الطهارة التي افتقدوها. فالناس اكتشفوا أمامهم حالة إنسانية نادرة ومنقرضة ـ أو تكاد ـ من الوفاء والحياء من أجل القيم؛ وفي قلب طفل يمني عربي في الأمة التي تكاد تجدب من الوفاء والمروءة ولم تعُد عندها مساحة حتى للتوجُّع والأسى أو المواساة لصديق أو جار، ولا تهتز لهم شعرة لمصائب تذيب الجبال؛ تسقط على شعوبهم وأهلهم يشاهدونها يومياً بل يشاركون في صناعتها، وأخذنا كعرب فقط نحصي القتلى والأرامل والبيوت المتفجّرة والفتيات المغتصبات وملايين المهجّرين إلى الشتات؛ هجّرهم حكّامهم وحروبهم على الكرسي..!!. نتابع كل هذه المصائب ببرود الأبقار كما نتابع أفلام الكرتون أو نمارس لعبة المربعات المتقاطعة في أحسن حال، لقد فقدنا حتى الدموع والحزن على هذا أو ذاك، وهذه مصيبة بحد ذاتها. الخبر كان يمكن أن يكون قضية عابرة وقصّة رائعة عادية لو أنها جاءت في ظرف عربي طبيعي؛ غير أن حدوثها بهذا الظرف المتوحّش أعطاها أبعاداً أخلاقية وقيمية في زمن لم يعد أحد يقبل أخاه ويقتله على أتفه الأسباب، ومن أجل كرسي يُشرّد ملايين ويُقتل مئات الآلاف دون أن يحس الناس بهول الكارثة، ولم تعد هناك مظاهرات مستنكرة على الإبادات والانتهاكات ولا دموع على مصائبنا اليومية؛ لأن الدموع جفّت والإحساس انتهى، وأصبح الإنسان العربي ودمه وعرضه عند أخيه أشبه بالسلعة معيارها الربح والخسارة أو هكذا يغالطون أنفسهم؛ لأن الخسارة كلها في موت الإحساس واللعب على الأوجاع، بل هناك من يشجّع القتل والتشريد والانتهاكات، كما تشجّع الأندية الرياضية؛ لكن هنا على الجماجم والأعراض والدموع..!!. كل هذا المناخ الأسود والموحش جعل لقصة الطفل اليمني صدى أكبر، وتسابق كثير من الأموات الأحياء لأخذ صورة مع الحي الوحيد الطفل، ولو أن هذه الروح والعاطفة تسري في الكبار قبل الصغار لوجدنا العربي يعيش في وطنه مكرّماً معزّزاً، فالعرب أثرياء ولديهم ثروات تكفي العالم؛ لكنهم فقراء ومعدمون في الأخلاق والرحمة والإحساس الواحد ما جعل هذه البلاد تضيق بأهلها ليس بسب ضيق المكان؛ فالوطن لا يضيق بأبنائه، ولا بسبب شحّة الثروات فالثروات تفيض، لكن بسبب فقر الروح والقيم التي فقدناها لنراها في هذا الطفل الذي يخصم قيمة رغيف خبزه ليمارس عملية وفاء دامعة وتعبير بإحساس رحيم رأيناها من الأساطير. لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أحلام الرجال تضيق -
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الطفل الذي كشف قسوة الكبار..!! | othman mohmmadien | 05-12-14, 04:26 PM |
Re: الطفل الذي كشف قسوة الكبار..!! | othman mohmmadien | 05-12-14, 06:25 PM |
Re: الطفل الذي كشف قسوة الكبار..!! | othman mohmmadien | 05-12-14, 06:42 PM |
Re: الطفل الذي كشف قسوة الكبار..!! | othman mohmmadien | 05-12-14, 06:57 PM |
Re: الطفل الذي كشف قسوة الكبار..!! | othman mohmmadien | 05-13-14, 06:29 AM |
Re: الطفل الذي كشف قسوة الكبار..!! | othman mohmmadien | 05-13-14, 02:40 PM |
Re: الطفل الذي كشف قسوة الكبار..!! | othman mohmmadien | 05-14-14, 10:13 AM |
Re: الطفل الذي كشف قسوة الكبار..!! | Mandingoo | 05-14-14, 04:25 PM |
Re: الطفل الذي كشف قسوة الكبار..!! | othman mohmmadien | 05-17-14, 01:18 PM |
Re: الطفل الذي كشف قسوة الكبار..!! | othman mohmmadien | 05-18-14, 09:55 AM |
|
|
|