المخدرات الفقهية: أما آن لرجال الدين أن يستريحوا؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 06:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.امجد فريد(Amjed)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-29-2004, 02:51 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المخدرات الفقهية: أما آن لرجال الدين أن يستريحوا؟

    المخدرات الفقهية: أما آن لرجال الدين أن يستريحوا؟

    معظم الدول الديموقراطية، بل العريقة في القوانين الديموقراطية تحظر على بعض فئات الناس المجاهرة بالرأي والإدلاء بالتصريح او بالمعلومات نظراً الى حساسية مواقع تلك الفئات، فتمنع على العسكري مثلاً، ان يُبدي رأيه او يكتب المقالات او يظهر في وسائل الاعلام. والسبب هو حساسية موقعه والخشية مما قد ينجم عن كلامه من تأويل او تفسير ربما يستفيد منه الخصم، او ربما يخلق بلبلة في صفوف الناس. وبعض الدول الديموقراطية جدا لا يسمح لرجال الاستخبارات، على سبيل المثال، بالسفر خارج حدود البلاد إلا بعد مضي عدة سنوات على تركهم الخدمة الفعلية حتى تتغير المعطيات وتبدأ ذاكرتهم بفقد المعلومات بالتدريج. والعلة هي حساسية موقع رجال الاستخبارات كما هو معروف. وأبعد من ذلك فإن القوانين، حتى في الولايات المتحدة الاميركية تمنع رجال المصارف من ذوي المناصب العليا من الانتقال من مصرف الى مصرف إلا بعد مضي ثلاث سنوات على الأقل، حتى لا يستغل المصرفي معلوماته التي اطلع عليها في المصرف الاول فينقلها الى المصرف الثاني المنافس. وفي لبنان كان يُمنع على الموظف والاداري، وحتى معلم المدرسة ومَن في حكمهم، الكتابة في الصحف إلا بإذن من الجهات العليا كالوزير مثلا، لهذا عمد الكثيرون من هؤلاء، عدا الشعراء منهم، الى توقيع مقالاتهم بأسماء مستعارة. لنتخيّل اليوم لو أن أحد مديري المصارف في لبنان تحدث الى إحدى محطات التلفزة وأعلن ان السعر الحقيقي للدولار هو ثلاثة آلاف ليرة لبنانية، وأن الأحوال الاقتصادية في لبنان تسير نحو إلغاء السعر الوهمي لليرة، ونحو وقف دعم أسعار الصرف. فمن المؤكد ان الناس ستهب في اليوم التالي الى تحويل ودائعها كلها الى اليورو او الدولار بلا تردد، وسيقفز مؤشر التضخم قفزات بهلوانية متتالية. م
    إن لبنان، وهو البلد المنقسم طائفيا، يمنح رجل الدين موقعا فائق الحساسية لا يضاهيه في هذه الصفة أي موقع آخر. وبسبب حساسية هذا الموقع والمخاطر الناجمة عن التصريحات الانفعالية التي لا ينفك بعض رجال الدين يقصفوننا بها في كل يوم، وقياساً على ما تقدم، فإنني أغامر بالدعوة الى سن قوانين تمنع رجال الدين من التصريح العلني والإدلاء بالرأي والتصدي للصغيرة والكبيرة من المشكلات التي تعصف بحياتنا السياسية والحيوية بسبب حساسية موقع رجل الدين في المجتمعات العربية، ولا سيما في المجتمع اللبناني على وجه خاص. وبهذا المعنى، ليخلع رجل الدين عمته وجبته ويصبح مواطنا مثل غيره من المواطنين إذا أراد ان يعبر عن رأيه وأن يسهم في المجادلات الفكرية والسياسية والاجتماعية المحتدمة في مجتمعاتنا العربية، او يكتفي بالمسجد والكنيسة لإلقاء مواعظه وأفكاره وآرائه. م
    الفقهاء والكلام م
    ستُغضب هذه الدعوة، بالتأكيد، الكثيرين من المشايخ والآباء وأصحاب العمائم والتمائم واللحى والسُبحات. وأنا أعرف أنني اعيش في مجتمع إذا غضب شيخ او مطران غضب له مئة الف لا يفقهون البتّة لماذا غضب. ومع ذلك فالمؤكد أن كل بلد يكثر تدخل رجال الدين في شؤونه يعتل كثيراً حتى يصبح الإبلال محالا. م
    ثمة رجال دين أحبهم حقا، فهؤلاء أصدقائي منذ زمان طويل. وثمة رجال دين احترمهم بمنتهى الاحترام، فهؤلاء اصحاب آراء ثاقبة وتجديديون ونقديون بالفعل إنهم من طراز السيد محمد حسين فضل الله والمطران جورج خضر والبابا شنودة والسيد محمد حسن الأمين والسيد هاني فحص والمطران غريغوار حداد والمطران هيلاريون كبوجي والأب عطاالله حنا. لكن، مع الأسف، من المحال ان يَعُدَّ الواحد من أمثال هؤلاء اكثر من عدد اصابع اليدين، بينما يتخرّج في المعاهد اللاهوتية والجامعات الدينية والمدارس الفقهية والحوزات عشرات الألوف في كل سنة، حتى قيل في مدينة النجف إن <<وارداتها جنائز وصادراتها عمائم>>. وعلى الرغم من هذه الألوف المؤلّفة من العمائم التي تنهمر على المجتمعات العربية سنوياً، فإن <<الفقهاء>> جميعهم ما زالوا عاجزين عن انتاج نص فكري واحد له قيمة، فهم مشغولون، ليل نهار، بعرض آرائهم في هذه المسألة او تلك (وهي آراء ظنّية لا قطعية ولا يترتب على مَن يخالفها اي امر) من غير اي إعمال للعقل الجدلي، ووسيلتهم الوحيدة الى ذلك هي استحلاب النص من النص القديم، واستجداء الرأي من رأي سالف، واستيلاد الفتوى من فتوى سابقة، في عملية عقيمة لا تتوقف ولا تُلقح ولا تتبرعم ولا تنقف. وهذه النتيجة منطقية تماما لأن اعتقاد <<الفقهاء>> بأن السلف خير من الخلف هو تجاهل جَهول لإنجازات العقل البشري في جميع المجالات. لهذا تراهم يجرّون المجتمع الى الخلف بإصرار واطّراد. والأنكى من ذلك ان الصحافة ووسائل الاعلام وحتى المؤتمرات <<العلمية>> والندوات المتخصصة انساقت في هذه المعمعة وصارت كلما أرادت ان تتناول شأناً من شؤون الحياة المعاصرة كالعولمة او التحكم الجيني او ارتياد الفضاء او استكشاف قيعان المحيطات او الاتصالات الاثيرية المعقدة، حتى السينما والمسرح والموسيقى، تستدعي أحد رجال الدين للوقوف على رأيه. وعلى العموم يظهر رجل الدين، في هذه الحقول المعرفية، جاهلاً حتى الفضيحة، فلا تسعفه معارفه ولا كتبه المتهتّكة في تقديم فكرة او رأي او تحليل او تعليل، وجلّ ما ينجده هو الصراخ فقط، فيبادر على إعلاء صوته بالتحليل والتحريم والتكفير بلا معرفة أو دراية. م
    ولعل الصوت المرتفع يلائم الخُطب في منابر المساجد والكنائس وفي الاحتفالات الشعبية وفي اجتماعات الاحياء ودواوين القرى، لكنه لا يلائم البتة روح التقدم والعقلانية، فهو يتحول الى ضرب من ضروب الغوغائية الشعبوية التي لا تفشل البتة في اكتساب الانصار، بل تنجح، الى حد كبير، بذرائعها وحججها في التغلغل الى وعي الناس البسطاء الذين يستمدون معارفهم من ثلاثة مصادر فقط هي: خطيب المسجد، وشائعات الحي، والتلفزيون. ولا غرابة في هذا الأمر، فحتى الساعة المعطلة تنجح في الاشارة الى التوقيت الصحيح مرّتين في الأربع والعشرين ساعة. م
    فتاوى إهدار الدم م
    شعار الفقهاء العرب كان دائما <<الطاعة رأس الفضائل>> حتى صحّ فيهم ما قاله الشاعر ولو على غير معنى: <<ما قال لا إلا في تشهّده>>. ولعل الطاعة كانت نافعة في زمن مضى، او في فترة أدبرت نهائياً. لكن ما بال الفقهاء الجدد يستعيدون اليوم أسوأ ما في الماضي؟ فها هو الدكتور محمد الطبطبائي عميد كلية الشريعة في جامعة الكويت يُفتي بأن <<الإضراب عن العمل هو نوع من انواع التمرد والعصيان على ولي الأمر، وهو محرّم شرعاً، لأن المطالبة بزيادة الأجر ليست حقا فالحق هو ما تمّ الاتفاق عليه بين العامل وولي الأمر عند التعاقد>> (جريدة <<القبس>> الكويت 4/8/2003). وهذه الفتوى السقيمة وأمثالها تعززها فتاوى إهدار الدم التي يستسهل النطق بها اليوم كل مَن وضع على رأسه عِمّة وأرخى على جسده جُبّة وأمسك بيده سُبّحة وقال عن نفسه إنه داعية. فأحدهم أفتى بأن <<مَن يتهرّب من سداد الضرائب يُعَدّ محارباً لله ورسوله ويُقتل حرابة>>. وآخر لم يتورع عن الافتاء بأن <<مَن أفطر في رمضان مستحلا ذلك وهو عالم بتحريمه وجب قتله>> (جريدة <<الأنباء>> الكويت 30/10/2003). وثالث يأمر اولياء الأمر بأن <<مَن شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد في الرابعة فاقتلوه>>. والشيخ الراحل عبد العزيز بن باز كان يُصرّ على القول إن <<الارض ثابتة لا تدور، ومَن يقل غير ذلك فقد كذب على الله، وكل من كذب على الله سبحانه فهو كافر ضالّ مُضلّ يستتاب، وإلا قُتل كافراً مرتداً>>. وفي هذه الحال كان يجب استتابة جميع معلمي المدارس وأساتذة الجامعات في الدول الإسلامية او قتلهم. ولا شك في ان القتل سيكون مصير الملايين لو نفّذ ولي الأمر فتوى هذا الفقيه. م
    فتاوى مغشوشة والدفع بلا حساب م
    إن واحدة من علامات الانحدار التي تعصف بمجتمعاتنا العربية هي انحسار دور العلم والفكر في المجتمع، وازدياد دور الدعاة <<والفقهاء>> ورجال الدين. ولو ان المجتمعات العربية تتقدم لكانت حجتنا ضعيفة في هذه الحال. لكن الدول العربية، والاسلامية استطراداً، هي أسطع برهان على أنها الأسوأ في حقول العلم والمعرفة والتقدم الاجتماعي والتنمية الانسانية، وفي مجال الحريات وحقوق الانسان والأخلاق واحترام الفرد والجماعات وعدم اضطهاد الآخرين من أتباع الديانات الاخرى. ولا ريب في ان السلطات العربية جنّدت الآلاف من الدعاة ومنحتهم ما أمكنها من العملات ترويجاً لسياساتها وتسويغا لمواقفها وتبريرا لقمعها وعسفها وجبروتها. غير ان ما يزيد الانحدار انحطاطا ان بعض رجال الدين الدعاة كان مجندا، لا لخدمة السلطات، فهذا أمر مشهود جداً في التاريخ العربي، قديمه وحديثه، بل لخدمة الشركات. فالشيخ محمد متولي شعراوي الذي كان يسحر ملايين المسلمين بدروسه التلفزيونية المدفوعة الأجر، والذي سجد ثلاثا لهزيمة جمال عبد الناصر في حزيران 1967، ظل يستنكر ويحرّم أعمال المصارف التي تدفع الفوائد للمودعين بحجة ان الفوائد هي ربا، وما برح يدعو الى الادخار في المصارف الاسلامية اللاربوية وفي شركات الاموال الاسلامية حتى علم الناس، بعد الانهيار اللصوصي لهذه الشركات، وبعد ضياع اموال المودعين المسلمين، انه كان صاحب أسهم ومنافع كثيرة في هذه الشركات، وأنه تلقّى الاموال الطائلة منها، فأصبح بذلك متواطئاً في جميع المآسي التي حلّت بآلاف الناس من بسطاء المسلمين. وتبين ان جميع أرصدة البنوك الاسلامية موجودة في البنوك العالمية وتتلقّى الفوائد منها. وعندما أراد بعض المتمولين العرب المسلمين تشييد مصنع في مصر لاستخراج الزيت من الحبة السوداء (حبة البركة) لضآلة التكاليف وارتفاع العائدات المتوقعة، جنّدوا دعاة وشيوخا، وأساتذة جامعات ايضا، للكلام على منافع زيت الحبة السوداء استناداً الى حديث ضعيف، وهذا من ضروب الاعلان والترويج في اي حال. وتبارى الشيوخ والدعاة و<<الفقهاء>> في تدبيج المقالات وتأليف الكتب عن هذه الحبة ومنافعها، وتلقوا لقاء جهودهم أموالا طائلة. لكن، لم يطل الأمر حتى تبين ان الزيوت المستخرجة من هذه الحبة غير صالحة للاستهلاك البشري، وتحتوي عناصر لو مسّتها النيران لتحوّلت موادّ مسرطنة. م
    لا أدري ما هو العقاب العادل الذي يجب إنزاله بحق هؤلاء الشيوخ الجهلة والكذبة والمرتشين والمتواطئين. لكنني أعرف ان <<الفقهاء>> سكتوا تماما، ولم تتحرك المؤسسات الدينية البتّة لفضح هؤلاء الشيوخ وإيقافهم عند حدودهم. لذلك تمادى امثال هذه المصائب المتحركة، وتجرأوا على المجتمعات والقوانين وعلى العقول والمعقول معاً. فها هو الداعية المصري المشهور جدا محمد جبريل يواجه الآن دعوى الزنى المتمادي مع امرأة منقبة تمكّن من التغرير بها وأقنعها <<بأن علاقته بها شرعية وأن المسلمين الأوائل ما كانوا يُحضرون شهوداً ولا يكتبون وثيقة ولا يُشهرون الزواج في الاصل>> (جريدة <<الرأي العام>> الكويت، 14/2/2004). وها هو الشيخ البجاوي لا يجد حرجاً في الاجابة عن سؤال وجّهه اليه واحد من مريديه <<النابهين>> يقول فيه: <<ما حكم من كان لقضيبه فرعان وأتى امرأة من دبرها وقبلها في وقت واحد، هل يغتسل مرة واحدة ام مرتين؟>>. هذا فضلاً عن آلاف المخدرات الفقهية التي تُنشر يومياً في الصحف ومواقع الانترنت وعلى المحطات التلفزيونية، وتبرهن في كل لحظة ان العالم يتحرك كالصاروخ نحو المستقبل، بينما العرب والمسلمون يسيرون كالصاروخ ايضا نحو الخلف جراء ما تقذفه أفواه التخلّف في وعي البسطاء من الناس. فالغناء، بحسب محمد الطبطبائي وأمثاله، حرام بكل انواعه، وحلق اللحية حرام، ورسم الكاريكاتير حرام. واذا ردّت عليك امرأة في الهاتف وجبت التوبة. ومصافحة الرجل للمرأة، بحسب الشيخ عطية صقر، زنى. وخروج المرأة للعمل، بحسب إبن باز، عمل من اعمال الزنى. وتبديل المرأة ثيابها خارج منزلها، مثل محال بيع الملبوسات، زنى (ابن باز ايضا). والثعبان الأقرع وزواج الجان من نساء الانسان صحيحان. ومشاهدة فيفي عبده ودينا وهندية وهياتم وروبي وهيفاء وهبي في التلفزيون من مفسدات الصيام، ووقوع ظل كلب على إنسان ينقض وضوءه. واذا تبرّجت امرأة يجب بتر حلمتها. وتهنئة النصارى بأعيادهم وردّ التحية عليهم حرام (أنظر، في شأن الفتوى الأخيرة، <<لجنة زكاة الشامية>> في الكويت، جريدة <<القبس>>، 4/3/2004). وهذا غيض من فيض هادر يتدفق بشكل مروّع، قوامه تلك الآراء التي تشكل اليوم الثقافة البائسة لمعظم الناس، والتي راحت تشلّ وعيهم وحيوتهم وحياتهم معاً. وجراء ذلك فقد اصبح نقد أقل الطقوس الشعبوية شأناً، أو الإشارة الى مثل هذه الفتاوى القاتلة مرادفاً لنقد المشاعر الشعبية، فتهيج الدهماء ويضطرب العوام دفاعا عن <<دينهم>> بحسب اعتقادهم الزائف. إن هذه الحال، اي سيطرة رجال الدين على <<عقول>> الناس البسطاء هي، بالفعل، دين السيطرة على المجتمع. م
    العياء العظيم م
    ما عاد السكوت ممكناً: لقد تناثر العالم العربي أشلاء تحت حوافر الامبريالية الاميركية، وما زلنا نردّد وصية عبد العزيز العمري لرفاقه الذين ماتوا في عملية البرجين في نيويورك في 11/9/2000 التي يقول فيها: <<إعلموا ان الجنان تزيّنت لكم بأحلى ظلها والحور تناديكم وهي قد لبست أحلى حللها (...). ليكن صدرك منشرحاً فإن ما بينك وبين زواجك إلا لحظات يسيرة تبدأ بعدها الحياة السعيدة الرخية والنعيم الخالد>> (الشرق الاوسط، 26/6/2003) ثم تمزّقت الارض الفلسطينية مِزقا، وما زالت الجموع تهتف: <<يا شهيد اتهنّا اتهنّا، الحورية عَ بتستنّى>>، كأن قضية فلسطين مجرد قضية جنسية. ويكاد العراق اليوم يتقطّع تقطيعا، بينما اولياء الامور فيه مشغولون بتقرير مَن هي الطائفة الاكثر عددا، وبفرض الحجاب على النساء وإلغاء قانون الاحوال الشخصية وتحطيم المقاهي التي تقدّم الخمور لزبائنها وإغلاق دور السينما ومطاردة النساء السافرات وطرد المسيحيين من أحياء البصرة وطرد العرب والتركمان من الموصل وكركوك. م
    إن اللعب بالنار لا يجعل النار لعبة. وهذا الليل الذي تطاول وامتدّ، وتضاءل صبحه وابتعد، يكاد اليوم ان يؤسس عصرا جديدا من الركود وإهانة العلم والعقل والمعرفة. كأن العرب مقضي عليهم بالدوران في المكان نفسه، فكلما تخلّصوا من استبداد وقعوا في استبداد جديد. واستبداد رجال الدين أفظع بما لا يُقاس من استبداد الحكام، وتسلّط الطغاة أرحم بأشواط كثيرة من تسلّط رجال الدين، لأن الطغاة لا يقتلون الناس ما لم ينازعوهم السلطة، فإذا نازعوهم إياها نزعوا رؤوسهم عن أكتافهم. بينما أقلّ خلاف مع سلطة رجال الدين يصبح كفرا وارتدادا، وعندها يرتفع زعيقهم بضرورة إيقاع الحدّ، فيُستتاب المخالف وإلا يُقتل فوراً. م
    إن هذا العياء العظيم ومثله ذلك اليأس العظيم، لا يمكن زحزحته إلا بالديموقراطية والمشاركة السياسية والعدالة الاجتماعية والحرية الفكرية. فالقهر والفقر والتخلّف والبطالة، فضلا عن الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين والسيطرة الامبريالية على حاضرنا ومستقبلنا، هي المنابع التي تستقي منها السلفيات النابتة والأصوليات الجديدة نسغها ومعينها وذرائعها. وفي المجتمعات المتعددة، مثل بلادنا العربية، ولا سيما في الشام والعراق ومصر، لا يمكن ان تصلح الحال إلا بفصل الدين عن الدولة، اي بفصل الدين عن السياسة، وإعادة رجال الدين الى صوامعهم وجوامعهم وميادينهم المخصوصة بهم. ومن المحال إنتاج ديموقراطية راسخة وذات معنى من غير ترسيخ العلمانية الشاملة. م
    فالديموقراطية من غير العلمانية إطار بلا مضمون. وشاهد القول في هذه الحُجة الديموقراطية نفسها في الباكستان، والعلمانية في تركيا. فالديموقراطية في الباكستان صورية وسقيمة قياساً على الديموقراطية في الهند، جارتها العَلمانية، لأن حال الديموقراطية لا يستقيم البتة مع سيطرة العسكر ومن دون علمانية شاملة. وكذلك العَلمانية في تركيا التي باتت من المساخر المشهودة للنظام التركي بعدما اقتلع الجنرالات منها الديموقراطية لتصبح مجرد وسيلة لتأبيد سيطرة الجيش على الحياة المدنية للمجتمع كله. وفي جميع الاحوال شتان ما بين الديموقراطية بمفهومها الشامل والطغيان بمفهومه العياني أكان طغيان الجنرالات أم طغيان رجال الدين. م
    15/3/2004 م

    صقر ابو فخر
    السفير
                  

03-29-2004, 03:10 AM

ابو تميم
<aابو تميم
تاريخ التسجيل: 12-22-2002
مجموع المشاركات: 796

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المخدرات الفقهية: أما آن لرجال الدين أن يستريحوا؟ (Re: Amjed)

    الاخ Amjed

    ما كنت عاوز اعلق على الموضوع الذى قرأته باهتمام شديد .. الا عندما وصلت للجملة دي :

    Quote: ومشاهدة فيفي عبده ودينا وهندية وهياتم وروبي وهيفاء وهبي في التلفزيون من مفسدات الصيام،


    ما عارف .... هل يوجد شك فى الحتة دي ؟؟؟؟؟
                  

03-31-2004, 01:15 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المخدرات الفقهية: أما آن لرجال الدين أن يستريحوا؟ (Re: Amjed)

    ابو تميم تحية و سلام
    اسف لتأخري في الرد

    لا يوجد اختلاف في مفسدات الصيام تلك لكن ما رايك في صيام من لا دين له...؟
    اعتقد ان المقصود هو الالتفات عن مفسدات الاسلام نفسه الي مفسدات الصيام
                  

03-31-2004, 01:24 AM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المخدرات الفقهية: أما آن لرجال الدين أن يستريحوا؟ (Re: Amjed)

    برضو وضح اكثر
                  

03-31-2004, 01:37 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المخدرات الفقهية: أما آن لرجال الدين أن يستريحوا؟ (Re: Amjed)

    الاخ هشام
    المقال واضح في دعوته للدولة المدنيه
    جرب قراته مرة اخرى و ستجد انه لا يحتاج الي توضيح اذ انه زفرة الم و استياء من ما وصل اليه الحال من تزويير و تزييف لاسم الدين باسم رجالاته كانما نزل الاسلام اليهم فقط او اتتهم الولايه عليه و حق الوصاية على الاخريين
                  

03-31-2004, 02:03 AM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المخدرات الفقهية: أما آن لرجال الدين أن يستريحوا؟ (Re: Amjed)

    السيد Amjed
    تحيةطيبة
    اخى قراءت مقالك و شعرت بانك تتردد فى قول مادفعك
    لكتابتة تريد التهكم و رفض كل ماهو دينى ولكن تحاول
    ان تقول كلمتك من خلال مهاجمتك رجال الدين .
    وايضا انت متردد هل السودان دولة افريقية ام عربية
    فتجمع العرب مع كلمة الاسلامية وذلك لانك على ثقة
    بفشل العرب حتى فى ادارة بيوتهم فتريد ان يشمل
    هذا الفشل الاسلام ايضا و العياذ بالله ان نقول ذلك
    ولكن ورغم اننى لا اعرف سبب خلطك بين امور دنيوية
    و امور شرعية كالفتاوى مثلا الا ان الذى بين السطور
    واضح.
    و انت تدعو الى دولة علمانية او سمها مدنية كما تقول
    هذا رايك و احترمة جدا ولكن من يحدد هل نسلك الطريق
    الديمقراطى ام اسلوب الانقلابات لبلوغ اى هدف اذا اخترت
    المسلك الحضارى الديمقراطى عندها اخى انت وانا نملك
    بطاقة لكل منا
    و علينا ان نبتعد عن اسلوب فرض الرائ .


    و اشكرك على اتساع صدرك
                  

03-31-2004, 02:37 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المخدرات الفقهية: أما آن لرجال الدين أن يستريحوا؟ (Re: Amjed)

    الاخ هشام
    اولا المقال ليس لي بل هو نقلا عن جريده السفير اللبنانيه و كاتبه هو الاستاذ صقر فخر لكن ذلك لا انفي انني اتفق معه جملة و تفصيلا
    ثانيا لا اجد علاقة لمسألة الهوية في الموضوع
    ثالثا المقال واضح في نبذه لاساليب العنف والانقلابات و فرض الاراء بالقوة و الطغيان عموما

    فلا ادري ما الذي اهاجك؟؟؟؟
                  

04-02-2004, 00:35 AM

ابو تميم
<aابو تميم
تاريخ التسجيل: 12-22-2002
مجموع المشاركات: 796

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المخدرات الفقهية: أما آن لرجال الدين أن يستريحوا؟ (Re: Amjed)

    up
                  

04-02-2004, 00:55 AM

ابو تميم
<aابو تميم
تاريخ التسجيل: 12-22-2002
مجموع المشاركات: 796

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المخدرات الفقهية: أما آن لرجال الدين أن يستريحوا؟ (Re: ابو تميم)

    الاخ امجد مرة اخرى


    Quote: فها هو الداعية المصري المشهور جدا محمد جبريل يواجه الآن دعوى الزنى المتمادي مع امرأة منقبة تمكّن من التغرير بها وأقنعها <<بأن علاقته بها شرعية وأن المسلمين الأوائل ما كانوا يُحضرون شهوداً ولا يكتبون وثيقة ولا يُشهرون الزواج في الاصل>> (جريدة <<الرأي العام>> الكويت، 14/2/2004).



    اتمنى تكون شفت برنامج ( مباشر ) فى قناة ام بى سى ... وكان حوار شفاف بكل ما فى الكلمة من معنى .
    وساله المذيع حول هذا الموضوع وكان رده واضحا وفند كل ما جاء فى هذا الموضوع .

    وباختصار انه تزوج عرفيا نعم ... ولكن زواج حلال اى انه تزوج من امراة كانت مسيحية وأسلمت قبل ان يتزوجها وتزوجها عرفيا لان لديها اولاد من زوج سابق والقانون فى مصر يعطى الزوج حق حضانة الاطفال لو تزوجت الأم ... اى انه لاجل ان يكون اولادها معها لم يتم تسجيل الزواج فى المحكمة ... وهذا ما جعله عرفيا .. ولكن الزواج كان بشهود ومهر واشهار .. اى انه كامل وليس فى السر ولا تشوبه شبهة حرام .

    ثم :

    Quote: وما زلنا نردّد وصية عبد العزيز العمري لرفاقه الذين ماتوا في عملية البرجين في نيويورك في 11/9/2000 التي يقول فيها: <<إعلموا ان الجنان تزيّنت لكم بأحلى ظلها والحور تناديكم وهي قد لبست أحلى حللها (...). ليكن صدرك منشرحاً فإن ما بينك وبين زواجك إلا لحظات يسيرة تبدأ بعدها الحياة السعيدة الرخية والنعيم الخالد>> (الشرق الاوسط، 26/6/2003) ثم تمزّقت الارض الفلسطينية مِزقا، وما زالت الجموع تهتف: <<يا شهيد اتهنّا اتهنّا، الحورية عَ بتستنّى>>، كأن قضية فلسطين مجرد قضية جنسية.



    كلام غريب جدا ....

    ياشهيد اتهنا .. الحورية ع بتستنى ! ... طيب المشكلة شنو ؟... حسب رأى الكاتب اللى انت يا امجد بتتفق معاه ان الناس ديل قايلين انو قضية فلسطين مجرد قضية جنسية .... صح ؟؟

    طيب والله العظيم لو كنا معتبرين انها قضية جنسية والله ما كان الاسرائيليين ديل غلبونا كدة ولا كانت فى قضية ... لانو انحنا عرب والجنس ده معشش فى قلوبنا وعقولنا وجيوبنا كمان .... يعني كان عرفنا نحلها من زمااااااااان ... كان اسه ..... وخلصنا من القضية .


    المقصد .. يا اخ امجد .. الجنس ما عيب مدام منظم شرعيا ولا شي مقرف بالعكس شي جميل جدا ولا بيخجل وما ممكن ننكره .. لكن زولك الكاتب الكلام ده ساق الموضوع كأنه (( شوفو القرف لي ياتو درجة ... بيوعدوا السجين بزوجات وجنس وقرف .. ياااااااااي )) .... يعني الود غاندي .. ماليهو فى الكلام ده


    الداير اقولو انو الله سبحانه وتعالى وعد الشهداء بأن لهم الحور العين ... وده ما شي مقرف .... دي جائزة أو مكافأة ..

    وانت يا امجد مدام مسلم بتكون عارف الشي ده كويس .. لكن كاتب الموضوع ده ما بعرف عنو حاجة أو داير يثبت شنو ... لكن احساسي بيقول انو ما عندو موضوع ..... كثير من المتناقضات والمغالطات والكذب ... الخ


    أمجد ........... الاسلام يُخذ كله حتة وحدة .. بدون تنظير واقتراحات ... ولو انى اتفق انه فى ناس بتضر الاسلام جدا .. ولكن ده ما معناه الاسلام فيهو عيب لكن العيب فى المسلمين ...
                  

04-02-2004, 03:14 PM

ترهاقا
<aترهاقا
تاريخ التسجيل: 07-04-2003
مجموع المشاركات: 8423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المخدرات الفقهية: أما آن لرجال الدين أن يستريحوا؟ (Re: ابو تميم)

    الاستاذ أمجد

    كلام فى السلك ، وشكرا على نقلك لهذا المقال الرائع.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de