كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: برغم مقص الرقيب :مفهوم العدالة الانتقالية في ميزان العدالة الحقة : نقاشات للخامس (Re: Amjed)
|
ربما تكون هناك "فائدة"، إذن، وهناك "ضرر"، الفائدة جمة، والضرر جسيم، او على الأقل، هكذا يبدو الأمر في الظاهر.
ولكن مفارقة كهذه، تجعل الدعوة الي التسامح على مزيج العنف والجريمة ، الان في يومنا هذا، يبدو وكأنه انتهازية مبتذلة، والانتهازية لا تنفع، ليس لأنها تمثل خروجا عن الصراط المستقيم لأخلاقيات النضال من اجل الديموقراطية و استرداد الحقوق، بل لأنها تعبر عن استعداد و لو خفي للتواطؤ مع الجريمة.
فالجريمة لا تبرر ، فليس لأن الانقاذيون يمثلون واقعاً بشعاً يصعب علينا اقتلاعه سنقدم لهم "رشاوي" مستترة لعلها تداعب ضمائرهم او تقلق انسانيتهم التي نفترض الصراخ ضد الأولى، والصمت على الثانية فيه الشيء الكثير مما يجب أن يخدش الضمائر ويحرك الأسئلة.
فالمرء لا يتواطأ مع جريمة، حتى يجد نفسه مستعدا للتواطؤ مع غيرها. و البدايات هي التي تحدد النهايات و المرء عندما يبدأ طريقاً معيناً يعلم جيداً اين سينتهي به هذا الدرب ثم إن الانتهازية لا تنفع، لأنها مثل الكذب، حبالها قصيرة، ومراميها ضيقة.
مشروع التحرر الحقيقي من ربق سيافي الخمير الحمر هولاء لا يحتاج أن يكون انتهازيا مع أي جريمة، وإذا فعل، فإنه يطلق النار على نفسه، قبل أن يكشف عن طبيعته الرثّة.
ليس من الصحيح، على الإطلاق، أن ننطلق بحلمنا في سماؤات الحلم الليبرالي الطامح في حياة مستقرة ذات وتيرة هادئة ونحلم بتغيير عظيم دون ان يكون هناك أي اصطدام عنيف مع جهاز عنف الدولة المنظم، فهذا لن يتحقق فقط جراء رغبتنا فيه و جراء وعودنا (و هي وعود ممن لا يملك نقدمها لمن لا يستحق) و هذا مما ينفع ثلة المجرمين وحدها، ولكن لا بد في النهاية من مواجهة الحقيقة، فالتواطؤ مع الخطأ... خطأ، والصمت على الجريمة.. جريمة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|