كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
عكازة الريح - الهروب إلى المغارة
|
الهروب إلى المغارة!
أحس بأنني في السجن منذ سنين‚ أفتش عن زمان حر يشفع لي بالخروج إلى ذاتي الحقيقية التي أتطلع لها‚‚ أغامر بكبرياء جرحي ضد المتاهات والكذب الأعوج والضمير الذي لا يغفر‚ أتامل في مرآة الحياة صورة رجل آخر يمشي متوكئا على رصيف الوهج عله يدرك المغزى‚ ويجادل المعنى في سبيل أن يكون‚
بعد رحلة من العمر القصير الآثن‚ تنطق آفات الألم لتحاصر كل الأحلام لترضعني ثمالة الخوف من المجهول‚ ومن مجابهة الأقدار‚ أنسى أنني ولدت بغير ما ميعاد‚ ولدت لأكون‚ لأضيع في وادي الموت‚ ساعة تحترق همومي بنار القلق المتواصل‚
أنزع لأكون مغامرا ضد كل سلطة الخوف‚ والكذب والافتراء‚ شجاعا يتحدى ذاته قبل أن يتحدى الآخرين‚
هل تكون بداية المسار في المجابهة الحرة الواعية التي تقوم على استقصاء شكل الخوف في دواخلنا؟‚ وهل سنفهم في نهاية المسار لغة الموت‚ لندرك لغة الحياة التي تحاصر كل تفاصيل الانتقام ضد الآخرين‚
عندما يحاصرنا الفشل نتهم ذواتنا بالخيبة‚ نبدل الرجاء والأمل إلى يأس طويل العمر‚ أكبر الرؤوس تنبري بالجراح كي تقاوم‚ كي تصعد دونما إحساس بالخيبة والألم‚
عندما يكون بقاؤنا سلطة ضد الآخر‚ ويكون الآخر مجرد سيف مصلت على الرقاب‚ يطاوع أفكاره الساذجة كي يقتل رغبة البقاء فينا‚ ساعتها يتعفن كل المحيط الجميل‚ ولا نعد نشتم إلا رائحة « -- » أمة لا تجيد الصمت ولا الكلام‚ ولا تفهم العالم إلا بلون خطايانا التي لا تغتفر‚
هل تكون أجمل الأفكار‚ بكوننا قادرين على الموت؟
صاعدين دونما هوية‚ أو بهوية رمادية لا تشغل في حاضرنا الا جوعا قديما بأن نفجر طاقاتنا‚ ولكن بلا خطة أو هدف‚
قال لي: كن هدفا‚‚ كن شجاعا‚ كن مغامرا‚ كن أنت‚
وقال: تحدى ذاتك‚ تكون‚
وقال: هلا تعلمت يا جراح السنوات‚
قبل أن أفرغ أحلامي في غربال الذاكرة‚ تراجع بي الحائط الفضي‚ كنت استند عليه محاولا أن أضع مغزى له ولي‚ ضاع المعنى‚ وبقيت زاهدا يجمع حصى الظنون في جنون المشتاق إلى مصب نهره القديم‚ تغادره الأنهار إلى مصباتها دون حذر‚
في منتصف النهارات‚ تتوقف القطارات عاثرة الحظ‚ كل شيء يلبس لون الخديعة‚ وأنت تراقب ما في ظنونك من أشياء‚ وسراب لا يقاوم‚ تقول: إن المرايا تهشمت على عجل‚ والحوائط الساكنة تفض كلامها بالقهقهة اليتيمة‚ هو حزنك يندلق على شوارع مبلطة بالانكسار‚ اعدل مصيرك‚ وسر في المرايا‚ وألبس ثوب الخديعة تستر به ما غاب عنهم‚ لا تتجشأ‚ ولا تحاول التفكير في المرغوب‚ ونم هانيء البال تحلم بالمساحة الفاصلة ما بين حلمك ورغبتك‚ أن تصعد إلى هناك‚ سريعا جدا‚ تغادر زمن المرارة إلى نور الحقيقة الغائبة في مغارات ذاتك‚
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
عكازة الريح - الهروب إلى المغارة | emadblake | 06-20-03, 02:40 AM |
Re: عكازة الريح - الهروب إلى المغارة | الجندرية | 06-20-03, 07:08 AM |
Re: عكازة الريح - الهروب إلى المغارة | emadblake | 06-21-03, 01:50 AM |
Re: عكازة الريح - الهروب إلى المغارة | ودقاسم | 06-20-03, 12:21 PM |
Re: عكازة الريح - الهروب إلى المغارة | emadblake | 06-21-03, 01:54 AM |
Re: عكازة الريح - الهروب إلى المغارة | الجندرية | 06-25-03, 08:02 AM |
Re: عكازة الريح - الهروب إلى المغارة | DKEEN | 06-20-03, 01:01 PM |
Re: عكازة الريح - الهروب إلى المغارة | emadblake | 06-21-03, 02:00 AM |
Re: عكازة الريح - الهروب إلى المغارة | ودرملية | 06-25-03, 09:44 PM |
Re: عكازة الريح - الهروب إلى المغارة | Hozy | 06-25-03, 09:59 PM |
|
|
|