أنا وأخري الملك - رواية جديدة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 00:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عماد البليك(emadblake)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-02-2004, 06:24 AM

emadblake
<aemadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أنا وأخري الملك - رواية جديدة (Re: emadblake)


    (4)

    في أول فصل المطر، تبتدئ هجرات صغيرة، للطيور، شيء ما اسمه الخدر يلون الفصل، يجلس أركاماني بقلقه على حجر أصم، مراقباً الأشكال، الأشياء في ذاكرته، منذ متى دخل العالم واصبح ملكا؟ً. ربما منذ أمدٍ بعيد، قبل أن أكون.
    أشتغل بالتفكير في وحدته، صور طلاقه الغريب الذي أعلنه للعالم، تحديه للإلهة، مهجساً بالأفكار، هل يستغني الملوك عن التفكير؟.
    في وحدته كالإله الأسد، الذي لم يكبر بعد، يراقب النهر، الجاريات، الكهنة، الأطفال، المملكة الممتدة، تستحيل مراقبته لحزن شجي شفاف، لتصورات بلا معنى، يرى الطيور المهاجرة، سلطة الغيب، يحس بغشاوة تغلف أيامه الأخيرة في العالم، هالات مفتعلة متكررة، تبرر غايات الأشياء، توجسات عظيمة تجعله يستغرق في توحده، يركل الأوهام المتصدعة في الذاكرة، من زمان طفولته، محاولاً أن يجد لذة تغنيه عن محبة الناس.
    عشرة أيام مضت، يعدها بأصابعه، يكرر العد، يتذكر شهوة الأكل والجنس، والافتراء الكاذب على الذات، أن تشعر بأنك ملك، وأنت غير راغب في هذا الشعور، أن ترى الفوضى، وأنت تعشق النظام، أن تكره العالم، وأنت تحبه، لا تريد ان تغادر نزيفه الأحمق.
    هل كان فصل المطر قد بدأ فعلاً في مملكته المتوحشة؟ في أطراف الصحراء، على الشاطئ، أم في ضباب عينيه الكسولتين عن الرؤيا، لا يجد فرقاً بين الحلم والواقع، سلطته ولا سلطته،على الشعب والنهر، ينسى كل ذلك، معايناً الفراغ، بقايا من مطر الأمس في ساحات القصر المزهرة، طيور حطت بعد هجرتها، هل جنت طيور البجراوية، متى سافرت ومتى عادت؟، لا يهتم بها كثيراً، يحلم بحكم مملكة من الطيور، بدلاً للبشر التعساء، هل ينزع الملك جسده، وكيوننته، يصبح طائراً جميلا في قصر الملك، يستبدل النهايات بالبدايات الأزلية، في تصورات غير جادة للكون، الذي ليس بمقدور أحد أن يعلمه كيف يسير في مجرته.
    تصورنا للعالم، يبدأ بما تراه عقولنا المريضة، ذواتنا العاجزة، أركاماني يحس ذلك، أن البشر محطة سيئة في ميراث الوجود، سوف تأتي أزمنة ليستبدلون بكائنات مفيدة، العالم لن يعود محتاجاً لهم.
    هجس فيه شيء ما، ذكره بمرآى المدينة القائمة بين فخذي النهر، كم هي لذيذة وقاسية هذه المدينة ؟، سحرها لا يستسيغه، يرفع يديه للسماء، لإله الشمس، ينسى ألهه الجديد:"أسكنني في مستنقع روحك، كم أنا ضال!".
    في منظر المدينة، تتكاثف سحابات من هلام الخيال المدوخ، عمارات شامخة، ناس يركبون سيارات فارهة، خيول عليها رجال بسيوف لامعة، تطارد رؤوس الرجال في معركة دامية بدأت للتوّ، يطرد الصور عن ذهنه، لا يحب الدماء والحروب، يخاف أن تشهد الأيام المقبلة حرباً في المملكة.
    تخلص من صور المعارك، استبدلها برسومات في معبد أبادماك، أفاعي، نجوم، دوائر، جواري غارقات في النشوة، كهنة ملاعين بالنفاق، شعب لا يفتر عن الحراسة، ملك يخاف نفسه وتعاسته، خطوط غريبة تنتهي بذيول أسود، رؤوس لعبيد عراة، غول يجسم على صدره، لوحة كتب عليها بالطين "أدخلوا دار السلام"، يطارد الرسومات، يعاود افتعال منظر المدينة من سور القصر، يرى بيوت طينية تتسامق، تكبر، تقوم لها أظلاف نعاج من الصاج، من كل ظلف يخرج دخان، ومن بين الدخان تقوم نافورة دم عالية، تضيء السماء بالدم الأحمر الساخن، يسافر الدم جنوداً، أشقياء، تعساء، مغلفين بالمرارة، كراهية العالم، يغمرون الدنيا، بالفوضى.
    يلعن الإله، يستغفر ذاته، يقوم من عند الحجر الأصم، يراقب آثار موضع جلوسه، يبصر أشكالاً لطيور ستهاجر بعد قليل، كم تدوخه هجرات الطيور عن مملكته، هل كرهت البقاء هنا، هل رأت ظلاماً وظلماً للعبيد؟، لا تتخذ الطيور طريقها إلى النهر، تهرب إلى قلبه، وراء الصحراء، وراء الغابات الملتفة كنساء خائفات.
    بمزاج الطيبين، يعبئ ما بين الفينة والفينة، بالصمت على الكلام الجارح، يعاين حوله، لا يرى إلا وجوه الحراس، كالحة، تتحداه، يخافها، يفكر في فعل الملوك، يعزم أمره، يتوكل على أبادماك، "سأقتلهم وليكن ما كان، لتكن نهاية المملكة، نهاية الرجال المكفهرين، أوغاد الزمان" .
    يبصق على وجه الحارس الأول، الذي يحبه صادقاً، بعنف، يواجه الحياء الداخلي للملك، يناضل ضد حياءه، يكوّر أحاجيّ أدخرها في ذهنه كرة سوداء، مليئة بالرعونة والغضب، لمثل هذا اليوم، يشير بإصبع واحد، تجاه المدفن، يهتف:"من يقف في طريقي، فدربه إلى هناك"، لم يصدق الحراس، اعتبروها مزحة من الملك، هو لطيف وقادر، لكنه سهل الحمل، عودهم الضحك بلا مناسبات، منذ طفولته يضحك، في قلوبهم، ويشفقون على ضحكه.
    بصق ثانية، كرر ما قاله، أحمرّ وجهه، رأي رؤوس الحراس أشواكاً لنباتات صحراوية تُعمي العيون، طارده فزع وعرق، خاف من المواجهة، لكنها حدثت، "هل يخاف الملك عبيده؟". فكر أنه ربما كان يحلم، فعادة ما تنتهي لحظات مواجهته في الحلم بالصراخ واليقظة، أدرك أن مجرد تفكيره على هذا الشكل يعني أنه خائف، ضعيف، متوجس، عبيط، قاوم الخوف بتمزيق الحارس الأول بأنياب الأسود في حديقة حيوانات القصر، لهث معها هستيرياً، يحدث نفسه:"أنا الملك المسكين".
    قبل أن يحدث هذا التحول في حياة الملك، كان هادئاً، يظن أنه محبوب لدى شعبه، يخال ذلك، فالملك لا يرضى بغير الحبّ، الحب الذي لا يكون مثار شفقة، لكن كل شيء قد تغير الأن، بعد أن رأى رأس الأفعى، الخروج على الطاعة، شاهد من وراء السور، ما كان يتخيله حلماً في البداية، حلم من أحلام الملوك التي لا تنتهي، هذه الخيول وهؤلاء الرجال بسيوفهم اللامعة، كانوا واقعا، عليه أن يحترز، أن يطارد رؤوس الرجال في معركة دامية ستبدأ الأن، يتخلص من الحراس الخائنين، يستبدلهم بمن يكن له الحب.
    "هل في نفسك كل هذا القيح والصديد يا سيدي أركاماني؟"، سألته، وقبل أن اسمع الجواب سألته ثانية:"أين كنت تخبئ هذا الجمال؟"، ضحك، عرفت من ضحكته أنه فهم، اكتشف لأول مرة سر العالم، كم ظل سنوات طويلة، يحلم بمعرفة السر، ها قد عرفه اليوم، السر أن تكون جبارا وقاهرا، أن تتطاول، تتحدى البشر، تقتل، تسفك، لا ترحم، تسبي، تتزوج مئات النساء في ليلة واحدة، تقضي وطرك منهن، تقتلهن، تتزوج غيرهن، العدالة كذبة كبيرة، والحرية باطلة، حرية الملك في تخويف شعبه، بالدماء، بالخيول، بالرعب، في الزج بالناس في السجون، في نفي الخارجين عن قانون الملك، في الاحتراز الدائم، أن كل الناس أعداء لك وعليك أن تقتلهم قبل أن يقتلوك.
    "يبدو أنك قد عرفت ساعة الحقيقة..." لم يتركني اكمل، بدا عنيدا، ملكا، لا كما عرفته وحملته طوال حياتي:"سأتقيأ تاريخي، أكتب أسطورتي، وحتى لو مت قتلاً لن أندم، هل تظنني أندم ؟، لا". بإمكاني أن أشك، أقول هي لحظة عابرة في حياة الملك، ستنتهي بعد قليل، سيعود كما كان، جميلا، طيبا، محبوبا، قطعت شكي برؤية الدماء، تتدفق إلى النهر، وصراخه هائجاً:"لم تعرفوا معنى حياتي بعد، أنا اليوم اعرف المعنى، أيها الشعب الجبان، لن تخيفوني بطاعتكم الكاذبة، طأطأة رؤوسهم القذرة، لا شيء يبقى بعد الملك ولا قبله بقي شيء، أنا الأول والأخر، السطوة والسلطان، النار والجنان، الجن والإنسان، الحلم واليقظتان، البرد والحران، أنا الشيطان، أنا الملك الذي لا تعرفون من يكون، أنا من كنت قبلكم، وأكون بعدكم".
    أحياناُ يتحول الحب لكراهية قاسية، هذا ما فكرت فيه، وأنا اسمع خطاب أركاماني لممالك النوبة، حتى شككت، في يوم كان مقداره خمسين ألف شكاً، في وجود مفردة الحبّ في هذا العالم، لو كان هناك حب، فهذا يعني انه يبدأ كراهية ناقصة، تكبر لتبلغ ذروتها، يعني أن الحب هو البذرة التي تنمو منها شجرة الكراهية، نعيش سنوات طويلة نتأمل الشجرة، لنكتشف أنها مزيفة.
    لا أنكر أن أركاماني، ذكي وشجاع، هو أكثر من يستحق صفة الملك في هذه المملكة، في هذا العالم، لكنه عاش طفولة، اختزنت كراهيته المستبطنة للعالم، حبه للناس والأشياء، كان مزيفاً، كبر الأن ليفهم، لينفي الوهم الذي عاشه، يقتل فكرة عبقريته الكاذبة، يفهم أن هناك من هم أذكي منه، من يفكرون في صفة الملك، حتى لو كان المُلك متوارثاً.
    "هي الأيام يا محمد، تضيء للملك ظلمات ذاته، ليرى الجوهر، ويكتشف كم يضيق هذا العالم بالحبّ" قال لي هذه العبارات، بأسى شديد، كأنه نادم، على المجزرة التي انتهت قبل قليل، على كل حياته، طفولته العنيدة، خسارته المغفلة في شكل الكسب، أحسست أن وراء عباراته، تراكم لهموم لم تموت، يوم لن يغفر، يوم مواجهة الرجال، تشريد عواصف الحزن الهائم في الذات، يوحش مسارها.
    كان يوماً مشهوداً، وقف فيه أركاماني عابثاً في وجه تاريخه، في تاريخ وجهه، ساعة عبور صادق مع الذات، كتب عنه ديدور الصقلي يخط:"عندما شردت عواصف الحزن ووحشة الذات الملك أركاماني، بعد عام واحد من تنصيب الإله الجديد، عبث الملك بمملكته، رغم حب الشعب له، كان كمن يحدق في كابوس المستقبل، المجهول، خائفاً، وقيل أنه كرر القول، لا أدري ما أنا فاعل، ولا أدري ما أنا مفعول بي، ولهذا سأستبق الفعل على المفعول، وليكن ما كان، دائما يستخدم عبارة كان، ليوصف ما سيكون، حتى يقول بحتمية الوقائع".
    لف أركاماني أحلامه المعلقة، في لفافة أخرى من الزمن، صرخ يهزئ كالمجنون، ارتفع ضجيج الشعب من حوله، وثقوا قدميه، يديه، عصبوا عينيه، رموا به في النهر، ليغيب إلى الأبد، في بيت أجداده القدماء، لم يأسف عليه أحد، لكن التاريخ تذكره، سأحزن عليه كثيراً، حزن يخيم على جسدي الهش، سأنتصر له، شاءت المقادير أم أبت، فالملوك وحدهم، الذين يصنعون المقادير.

    (5)

    تذكرت كل ذلك وطافت بي الخواطر وأنا وحيد أقود سيارتي ماركة الجيب، أشق بها الطريق البري الذي قام حديثا، عابرا بموطن أجدادي، في طريقي إلى مسقط رأسي، أسأل نفسي:"هل مات الملك حقاً؟".
    كنت كمن خرج من ذلك المكان المظلم، إلى نور العالم، فراغ الحياة بكل ما فيها من تبلد للإحساس والمشاعر تجاه الذات والآخرين، أرى في الرمال من حولي، صورة ذلك الطفل المسافر على راحلة الوحدة، هل ينجح رجل مثلي في ركوب الزمن السيئ؟، يسير إلى غايته وبر أمانيه.
    أصبحت أقضي جل وقتي بعيداً عن الناس، اخرج في الفجر الباكر إلى الصحراء، وراء البيوت الطينية ذات الظلال الباهتة، أعود في المساء إلى بيتي، سجني، كانت الصحراء ملاذي الأول والأخير، فيها ومنها تعلمت حكمة التحديق في المطلق، الصبر على عداوة الزمان والملوك، فالذي لا يحتفل بالصحراء، ولا يقدسها، لا يدرك سر غربته ولا عرف الدنيا.
    أكثر حنيني، وأنا أتجول بين الرمال باحثاً فيها عن صور الماضي، أن أرى ذلك الملك الذي هرب مني ذات نهار، دون أن يحمل عني جزء من هموم الحياة، هذا الملك الذي لم تلد النساء مثله، كنت أحبه، مثلما أحببت سلوى أخيراً، بعد أن مارست عليّ حيل النساء في صيد الرجال المشغولين بالتوّحد.
    مع لمعان ضوء الشمس على الرمال، يبدو وجهي ممسوخاً، مشوهاً، قادماً من مدن تحت الأرض، خلاصة سنوات من سفر طويل في المجرة الأرضية، لم أنظر إليه، نظرت إلى داخلي العميق، إلى سلوى، تنتظرني هناك بعد أن رتبت لي الشقاء، هجرتي إلى الخارج، وسمتني الغجري الذي سيأتي يوماً ما من وراء البحار بجيش الفتح الأعظم، تقول ذلك أمامي وتضحك، لم أكن متأكداً، هل كانت ضحكتها سخرية أم رغبة في المزيد من عناء الحبّ؟، أم كانت تظن أن مملكتي المتوهمة ستنمو في الصحراء.
    أراقب الضوء، تحاول سلوى أن تجدني كائناً غير مشوه، تفرغ أحلامي من التيه والضلال، أرغب في بعض اللحظات، أن أغربلها عن روحي، أمسح ذاكرتها عن ذاكرتي، لأكون وحدي كما كنت، أدخن، أثرثر على راحتي، أدخل مدن الأسمنت كما أشاء وأخرج منها غير نادم على خروجي، على مغادرتي لمقاهي الليل، والفنادق الضحلة.
    اعتصرت الألم، غير قادر على فعل شيء مفيد، أفكر في الهروب الحقيقي إلى موطن الأجداد، أبحث عن إلهي الجديد، عن بنت حلال في قصر الملك، حتى لو كانت جارية سوداء، لن تقيدني بمناهج المسجد والحانوت والبيت، سأعيش معها مطمئن البال، أنقذ رغبتي الصادقة في العيش الخفيف، لا أشعر بالأسى أو النزيف الروحي، لكن التراجع كان يعني الهزيمة، أو ربما الموت القاسي الذي لا يحتمل.
    تناسيت ذلك، أو ربما نسيته حقيقة، بدأت أرسم على الرمال من جديد، هذه العادة الطفولية التي لن اتركها، ومع الرسم كان لقائي مع أجدادي في البجراوية، جاء نهار أجمل من كل النهارات التي عشتها بلا هدف، لم يكن لي أمل في حياتي، فجاء الأمل، ومثل كل الناس، أصبحت أفرح لأقل الأشياء.
    انتبهت لأصوات الأبواق الضاربة والطائرات الصاعدة فوقي، وصوت الملك يحدثني:"الطائرات تذكرك بالحرب يا محمد؟"، أنظر إليه باستغراب، ينظر إلىّ بشفقة، كأننا نتعرف على بعضنا لأول مرة، كان الملك فارع الطول، جميلاً، مملوء بالزهو، في عينه اليسرى حول، لا يلاحظ إلا بالاقتراب منه، كنت أمامه لسنوات، لكني لم أعرفه إلا اليوم، مع صوت الأبواق والطائرات.
    هبطت الطائرات، ومعها نزلت فرقة عسكرية تعزف موسيقى الفراشات، تكلم رجل ضخم الجثة، يشبه رئيس الكهنة، يدعو الشعب لاستقبال الملك، دون أن يحدثني، متى عاد الملك من قبره في النهر.
    لأول مرة يكتشف أهل البجراوية أن لهم ملك، جاءوا من كل بيت ومزرعة ومعبد، رجالا ونساء وأطفالا، رقصوا مع الموسيقى، وحلموا بحياة جديدة للملك، زغردت النساء "أي .. يو .. يو .. يا"، ارتفع الأطفال فوق أكتاف الرجال، ليشاهدوا ملكهم، هتف الناس بحياة أركاماني، ذبحوا عند قديمه ثوريين ضخمين. مشى الملك بزيه الأخضر اللامع تحت الشمس، فوق الدم، أرخى يديه، صبغهما بالدم، راح يضرب بهما على أكف الأطفال، الذين تصايحوا بشكل هستيري لطربهم.
    عصراً، ركب الملك الطائرة، ذهب، وسألته قبل الرحيل:" البجراوية مكان معزول عن العالم، فلماذا يأتي إليه الملوك؟"، لم يجب عليّ، انطلقت في وحدتي، أواصل الرسم على الرمال الساخنة.
    رسمت مدينة جديدة في الصحراء، على ضفة النهر، شوارعها مضيئة، خزانات المياه فيها كبيرة الحجم، يصل ماؤها لكل البيوت. بعد أيام عدت للاستياء مجدداً، أعيش بلا هدف، أدغدغ العينين، لقد ترك الملك بغيابه، فراغاً كبيراً في حياتي، نسيت طريقتي في الحياة قبل مجيئه إلى هنا، ومن على البعد، من عند الرمال الساخنة رأيت قاربه الشراعي على النهر، طاردت القارب، تمتلكني رغبة في تفكيكه خشبة خشبة، كنت وحدي الذي يعرف مصدر هذا الخشب النادر، الذي لو بيع، يحقق لبائعة ثروة تعيشه مدى الحياة.
                  

العنوان الكاتب Date
أنا وأخري الملك - رواية جديدة emadblake01-02-04, 06:21 AM
  أنا وأخري الملك - رواية جديدة emadblake01-02-04, 06:24 AM
    أنا وأخري الملك - رواية جديدة emadblake01-02-04, 06:26 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de