السجن الكبير - فصول من رواية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 09:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عماد البليك(emadblake)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-14-2009, 00:39 AM

emadblake
<aemadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السجن الكبير - فصول من رواية (Re: emadblake)

    7

    لو كان يعلم أنها كانت تنوي تفجير القطار. هل كان سيثيره جمالها، جسدها؟. فشلت العملية لأن القنابل التي كانت تحملها، رديئة الصنع. قالت الشرطة: "إن السبب وراء عدم انفجار القنابل، هو خطأ قام به صانعها".
    في اليوم التالي، كانت تطالع الصحف بشيء من الاستهزاء. تتأمل صورة الشاب الأسمر التي وضعت على الصفحة الأولى من الجرائد الألمانية. وفي أغلب جرائد العالم. استطاعت أن تقرأ وهي تقف أمام بائع الصحف، أكثر من مانشيت: "القبض على مدبر عميلة تفجير القطارات في (كيل). "إرهابي سوداني أراد تفجير القطارات". "الإرهاب السوداني يصل إلى بحر البلطيق".
    صرح مسئول في الشرطة الاتحادية الألمانية لأكثر من جريدة: "إن احتمالات وجود خلية إرهابية وراء المجرم، تفوق احتمالات عدم وجودها". هو، لم يكن قادراً على الدفاع عن نفسه أمام المحققين. ليس لديه المنطق الكافي لإقناعهم بأن الكاميرا أخطأت. في حياته لم يجرب أن يحمل قنبلة. لم يسبق له أن التقى بأي واحد من هؤلاء الذين يُطلق عليهم الإرهابيين.
    رد عليه المحقق الألماني بغضب: "لا تحاول إقناعنا بأنك برئ.. أنت جئت من بلد لا يمكن تبرئة أهله أبداً". سأله: "أين كنت في النصف الأول من التسعينات في القرن الماضي؟". ردّ: "في السودان.. كنت طالباً بجامعة الخرطوم أدرس الهندسة". سأله مرة أخرى: "يعني في ذات الفترة التي كان بها أسامة بن لادن بالخرطوم.. كنت أنت هناك؟".
    حاول أن يقنع المحقق أن هناك أكثر من سبعة مليون شخص كانوا موجودين في الخرطوم، في تلك الفترة. الآن تزايد الرقم إلى حوالي 10 مليون. هل كان هؤلاء السبعة ملايين، كلهم، يعرفون أسامة بن لادن؟!. ضحك المحقق، أجابه بسخرية: "لكن لا أحد منهم حاول تفجير القطارات في كيل، غيرك!".
    ماذا لو كان القدر قد أخطأ، وقتذاك. وبدلاً من أن يكون هو في الخرطوم، يكون في مكان آخر. أي مكان. المهم ألا يكون هناك؟. أو ماذا لو حدث العكس.. ألا يكون أسامة في الخرطوم؟. لكن القدر لم يخطئ. أخطأ اليوم بتصنيفه كمجرم، سيحاكم عمّا قريب، بعد أن تم تحويل أوراق القضية إلى المحكمة، وبات الأمر واقعاً بما يشبه الحلم.
    في تسعينات القرن الماضي، جرت أحداث كثيرة في السودان. على الأغلب كان معظمها سلبي لا يخدم مستقبل البلد. تحولت الخرطوم إلى مدينة الهاربين من العدالة في عواصم الدنيا. كارلوس جاء متخفياً إلى هناك.. تخفي معلوم للبعض بالطبع.. لاحقاً تم تسليمه للحكومة الفرنسية في صفقة كبرى. كان يعيش في الخرطوم كـ (مواطن) من الدرجة الرفيعة، في واحد من أرقى الأحياء. حي العمارات. في فيلا مكونة من طابقين على الشارع الرئيسي المؤدي إلى المطار.
    أسامة بن لادن وأعوانه، اتخذوا الخرطوم مركزاً لإدارة عملياتهم الإرهابية في العالم. حاولوا اغتيال زعيم القاعدة في حادثة مشهورة، عندما قام مجهولون بإطلاق النار على المصلين الخارجين من المسجد بعد أن أدوا صلاة الجمعة. مات العشرات في الحال. لم يكن أسامة بن لادن بين الذين التهمهم الرصاص. فرّ الرجل. لاحقت الشرطة الفاعلين، قبضت عليهم. وتسربت خيوط الحكاية، رغم الإدعاءات الإعلامية الرسمية.
    في الخرطوم، وفي تلك الفترة ليس مهماً كيف تنتهي القصص. ولا كيف تبدأ. الوسط هو المهم. مثلاً في قصة كارلوس، فإن الجزء المشوق يتعلق بطريقة عيشه وسط السودانيين. يقال أنه ارتدى عمامة كبيرة ذات مساء، لم يحسن لفها على الطريقة السودانية. كان معجباً بعمامة الفنان كمال ترباس. أيضا عمة الصحفي حسين خوجلي، رئيس تحرير صحيفة ألوان. حاول التقليد. فشل.
    في مطعم بحي (الخرطوم اثنين)، دخل بعمامته العجيبة، تناول دجاجتين مطهوتين على إيقاع موسيقى أثيوبية صاخبة، تنبعث من مكان مجهول داخل الصالة التي كانت تعج بالصحفيين الرياضيين، الذين جاءوا بعد سهرة في بيت أحد زملائهم، اجتمعوا فيها مع رجل مستجد النعمة، كان يحاول إغواء الصحافة بأي شكل كان ليصل إلى رئاسة أحد الناديين الكبار في كرة القدم، المريخ والهلال.
    لم تواجههم مشكلة في دفع تكلفة العشاء. لأن مستجد النعمة كان كريماً معهم، بعكس ما جرت العادة مع أمثال هذه النوعية من البشر. كانوا حوالي عشرة صحفيين إذن، ربما أقل أو أكثر. كارلوس لم يحسبهم جيداً. ولم يكن يدرك هويتهم. لو كان يعلم أنهم صحفيين، لغادر على الفور. لكن لو كان يدرك أنهم يمكن أن يبيعوا ضمائرهم مقابل المال، لعكس اتجاه قراره بالمغادرة. ولو كان يدرك أكثر أنهم مشحونون بالجهل والسذاجة في تقدير الأمور، لتريث.
    دون أن يستمع جيداً لما كانوا يتندرون به. دون أن يفهم ما قيل بالضبط، لحاجز اللغة. استوعب أن النكتة التي أضحكت أفواههم المعبأة بلحم الدجاج، كانت ذات علاقة وطيدة بعمامته الكبيرة، غير متقنة الهندمة. لم يطق المكان. دفع فاتورة الدجاجتين. أسرع للخروج بين عدد من الزبائن الذين كانوا يقفون عند المدخل بالضبط، غير آبهين بمن سيدخل أو من سيخرج. بعدها لم يلبس عمامة قط. لم يقلد السودانيين.
    كارلوس كان شجاعاً. وكان عاشقاً للسير لمسافات طويلة، في آخر الليل وأول الصباح. هل كان يمارس رياضة المشي؟ أم يتأمل؟ أم يفكر في الخطوة القادمة؟. هو وحده يعرف. مرة استوقفته دورية ليلة عند إشارات المرور التي تقود إلى حي الرياض، الذي ينافس حي العمارات في الرقي. قدم لهم بطاقة هويته السودانية، المزيفة. طالع شرطي الدورية البطاقة بضوء بطارية كبيرة الحجم. أعادها لكارلوس، محذراً له من التجوال في مثل هذا الوقت المتأخر، بعد أن وجه له مجموعة من الإهانات التي لم يستوعبها كارلوس. الحوار بين الطرفين دار بالأيدي والإشارات. برع كارلوس في تمثيل دور الرجل الأصم، الأبكم.
    بعكس كارلوس، كان أسامة لا يتجرأ على السير وحيداً في الليالي أو مع أول الصباح. دائماً كان يصحبه حرسه السوداني الخاص. في سيارة ماركة (لاندكروزر)، والتي يستعين بها في رحلاته الخلوية في براري السودان وسهول البطانة والعتامير، وهو يقضي الوقت في مطاردة الغزال ببندقية صيد لا يجيد تصويبها. مرة رأى غزالاً سميناً. حاول التصويب فشل. تناول الحرس الشاب، البندقية، من يده. برصاصة واحدة كان الغزال قد سقط على الرمال الساخنة. أسرع لالتقاطه وهو يلفظ أخر أنفاسه. ذبحه حتى لا يأكل "سيده" لحماً غير حلال. أشعلوا النار في ذات المكان. وجلسوا على الأرض، بعد أن نصبوا خيمة "عربية" صغيرة تحت الشمس الحارة، في انتظار أن ينضج لحم الغزال.
    سأله أسامة: "من أين لك بهذه المهارة العجيبة في التصويب؟". شعر الشاب بالفخر، ردّ على زعيم القاعدة قائلاً: "في العراق.. هناك تم تدريبنا. كنّا مجموعة مكونة من خمسة وعشرين مجنداً ذهبوا لتعلم فنون حراسة الشخصيات الهامة. للأسف عدنا إلى السودان ثمانية عشر. سبعة منا لقوا حتفهم في العمليات التدريبية الشاقة.. ترحمنا على زملائنا الذين رجعنا بدونهم. لكننا لم نحزن كثيراً، فقد نالوا الشهادة".

                  

العنوان الكاتب Date
السجن الكبير - فصول من رواية emadblake01-14-09, 00:21 AM
  Re: السجن الكبير - فصول من رواية emadblake01-14-09, 00:25 AM
    Re: السجن الكبير - فصول من رواية emadblake01-14-09, 00:27 AM
      Re: السجن الكبير - فصول من رواية emadblake01-14-09, 00:30 AM
        Re: السجن الكبير - فصول من رواية emadblake01-14-09, 00:31 AM
          Re: السجن الكبير - فصول من رواية emadblake01-14-09, 00:35 AM
            Re: السجن الكبير - فصول من رواية emadblake01-14-09, 00:39 AM
  Re: السجن الكبير - فصول من رواية سفيان بشير نابرى01-14-09, 01:24 AM
    Re: السجن الكبير - فصول من رواية emadblake01-18-09, 00:21 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de