السجن الكبير - فصول من رواية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 04:05 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عماد البليك(emadblake)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-14-2009, 00:35 AM

emadblake
<aemadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السجن الكبير - فصول من رواية (Re: emadblake)

    6

    بعد عدة ساعات من تطويق الشرطة الألمانية، لمحطة مدينة كيل للقطارات، الميناء الواقع على بحر البلطيق، وعاصمة ولاية (شليزفيج هولشتاين). كان أن استؤنفت حركة القطارات.
    صوّرت كاميرات الأمن رجل أسود الشعر، في العشرينات من عمره. رجل أسمر البشرة بشعر أسود مجعد. لم يتعرف المحققون على هويته. هو كان يعرف أنه سوداني جاء إلى هنا، قبل عدة سنوات باحثاً عن عمل. وصل (كيل) بعد رحلة استغرقت خمس سنوات بدأها من مدينة مغمورة في شمال السودان، في مغامرة تشبه رحلة بطل رواية (مدن بلا نخيل) لطارق الطيب. سوداني يحلم بأن يكون كاتباً معروفاً ذات يوم. حلمه لم يتحقق إلى اللحظة التي رأى فيها الفتاة الفارسية.
    لديه عشق خفي للشيعة. لأنه سبق له أن تشيع لأهل البيت ضمن مغامراته الفكرية الفاشلة. التقى طائفة تعمل بالسر في الخرطوم. كان ما يزال طالباً بالجامعة. حدثوه عن فكرة الخلاص البشري. لابد من مهدي يحرر العالم من العشوائية والفوضى. أعجبته الفكرة "اليوتوبية". أمتعته فكرة زواج المتعة، رآها نوع من الفكاك من أسطورة "الزاني والزانية". كان لا يزال مدوخاً بمشاهد "العدالة الناجزة" في طفولته، في الـ (أسود وأبيض) الذي اشتراه أبوه بالأقساط من جاره الذي كان يسدد الدين الذي سافر به لأداء فريضة الحج.
    كم من الساعات جلسها أمام التلفزيون. يقارع روحه. بين أن يكون طلائعي "شبل" مرغوب فيه في المستقبل كأحد "الأسود/السدنة".. أقصر طريق لكي تتفوق في الحياة وتحقق حلم أهلك الفقراء.. وبين أن يكون صاحب مبادئ. فالمشروع الذي بدأه مدرس الجغرافيا بتجنيده ليكون طليعي مميز، كان مدرس الفنون المتنوّر يعمل على هدمه بشكل سري. أقنعه بأن: الشريعة لا تصلح للقرن العشرين، وأن النميري مخادع وكذاب حتى لو كانت قُبلته دافئة.
    كان محتاجاً لمذهب فكري ينتشله من ضياع، من توتر نفسي وقلق يلازمه. في التشيع يوجد نوع من الراحة التي تحققها شخصيات الأئمة. الإمام علي على وجه التحديد.
    أخبره المرشد الذي قاده إلى المقر السري للطائفة، في البيت المكون من طابق واحد في حي منسي وسط الخرطوم: "على مدار التاريخ ثمة شخصية واحدة جديرة بالاحترام، هي الإمام علي".
    قضى ليلة طويلة، كأنها من ليال التكوين الأولى للوجود. كان البرق يشق سماء الخرطوم. الرعد يقصف بالسكينة. الملائكة تسحب أجنحتها الكبيرة الحجم مسافرة إلى الأفلاك العلية. تراءت له بين الحلم واليقظة. قوارب محمولة على أنهار الجنة. رياح ترابية كالتي تأتي في شهر أمشير في الشمال، والتي عايشها في زمن كأنه لم يأت ذات يوم في عالم يشرع نوافذه للنسيان. رأى الإمام علي يحدّثه بحنان وعطف، بلغة تفوق المجازات والاستعارات، دون استعارة أو مجاز واحد.
    في الفجر، كان قد غادر الفراش المرمي على الأرض بجوار مكتبة عريضة من الخشب الرديء، احتشدت بمجلدات ضخمة الحجم، تتناول تاريخ التشيع. كربلاء. جراح الشيعة المضطهدين في الأرض. تاريخ الأئمة وعذاباتهم. عاشوراء. الحسن والحسين. فاطمة الزهراء. قرآن فاطمة. كتاب الكليني للأحاديث التي أغفلها البخاري ومسلم. مؤلفات محمد باقر الصدر، المدرسي، محمد حسين فضل الله،، وغيرها.... أسرع لتناول كتاب منها، دون أن ينظر إلى عنوانه. بدأ في القراءة. لغة حداثوية، غامضة، وملغزة، تحاول أن تقترب من العلم. لا مجال للفكاك من هذا الثراء الفكري.
    رأى مرشده قد غادر الصالة التي تتوسط البيت إلى الحمام. ربما تبول أو توضأ دون أن يغسل قدميه. الشيعة يتمسكون بالمسح. خرج الشاب القادم من غرب السودان إلى الصالة مجدداً، كان قد عبأ أبريق الشاي الكهربائي بالماء من حنيفة الحمام. يرغب في تعديل مزاجه في انتظار مقدم صديقته. زوجته التي تزوجها من أجل المتعة، والتي سوف يتزوجها بعقد لاحقاً بعقد رسمي، وينجب منها.
    اقترب من المرشد ليخبره بأنه رأى الإمام علي في رؤية منامية. قال له المرشد: "رؤيا الأئمة حق، فالشيطان لا يتمثل بهم".
    ظلت تلك الليالي في ذاكرته أشبه بأضغاث الأحلام. يسترجعها اليوم على رصيف المحطة في (كيل)، وهو ينتظر أن تعود الفتاة الشيعية التي هربت منه. لم يكن يعلم أن تلك الفتاة كانت "إرهابية". كانت تحمل قنبلة لتفجر القطار. خلعت حجابها من أجل الشهادة. لم تكن فارسية كما تمنى، كانت سنية من فلسطين.

                  

العنوان الكاتب Date
السجن الكبير - فصول من رواية emadblake01-14-09, 00:21 AM
  Re: السجن الكبير - فصول من رواية emadblake01-14-09, 00:25 AM
    Re: السجن الكبير - فصول من رواية emadblake01-14-09, 00:27 AM
      Re: السجن الكبير - فصول من رواية emadblake01-14-09, 00:30 AM
        Re: السجن الكبير - فصول من رواية emadblake01-14-09, 00:31 AM
          Re: السجن الكبير - فصول من رواية emadblake01-14-09, 00:35 AM
            Re: السجن الكبير - فصول من رواية emadblake01-14-09, 00:39 AM
  Re: السجن الكبير - فصول من رواية سفيان بشير نابرى01-14-09, 01:24 AM
    Re: السجن الكبير - فصول من رواية emadblake01-18-09, 00:21 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de