|
Re: السودان للجميع أم الجميع للسودان ؟ (Re: أبوذر بابكر)
|
ضرورة الرؤيا و لزوم الرؤية
قد تكون الرؤيا المنظورة أو المبتغاة عند محاولة تأسيس أى كيان، قد وضعت منذ أمد طويل وسارت موازية للخط المعرفى لدى كل فرد من المؤسسين، اكان ذلك بوعى أو بدونه، فكل إنسان، شاء أم أبى لديه خط معرفى يبدأ من نقطة اللاشى مرورا باشياء كثيرة عديدة ثم سعيا الى نقطة ال "كل شئ" وهى نقطة الكمال المطلق والذى لم، وحتما، لن يصل إليها كائن من كان فالبداية، بداية المعرفة تكون موجودة عند كل شخص، ربما جاءت هدية "فطرانسانية" أما السعى فى درب المعرفة، أى معرفة، فهو فعل ذاتى محض، و "الحشاش يملا شبكته" ودونك يا ايها الإنسان الأدوات اللازمة لك فتخير ما تشاء وسر فالبعض يعتمد وسائلا معرفية نظرية فى سعيه لإيجاد وخلق رؤيته الخاصة، والى يراد لها التداخل مع مثيلاتها لتكوين الإطار/الجسم العام الذى سوف يحوى تفاصيل الأعضاء المتشاركة، لتبدأ مسيرة "السهر والحمى" وهناك من يركن الى "عملانية" المعرفة وتطبيقيتها الميكانيكية لحيازة ذات الهدف والغرض المنشود، لتتلاقها جميع الرؤى وبشتى صنوفها فى تكوين وخلق وتلوين اللوحة التى تأتى وفقا لمكوناتها التى وضعت لها وبها أما الأشجع والأقوى عزما، فهو "بروميثيوس" الذى حاول إختصار الطريق بسرقة نار الآلهة، فكان غضبها عليه، والذى لا نزال نعاني من تبعاته حتى اللحظة، فمن سرق نار السودان الأولى؟ كان لخطاب المؤسسين، المؤسسون ؟، ومن هم ؟، كان له قطعا تصوراته والتى قد تكونت، بوعى ايضا أو بدون وعى، منذ وقت طويل قبل التفكير فى تنزيلها على أرض الفعل والواقع، ولكنها ربما لم تخرج فى الشكل أو الهيئة المراد لها الخروج بها أو فيها، وهنا قد يختلف التفضيل أيضا من شخص الى آخر، وقد يكون التأسيس فى حد ذاته هو المطلوب، أى وضع الخطاب بين غلافين يحددان جهاته ومساراته ومضامينه بدلا عن التشتت هنا وهناك من هنا ربما كان تأسيس الكيان تأسيسا وبلورة مجسدة لذلك الخطاب، فهو يضمن ولو نسبيا إنتظام وصوله، مكانا وزمانا، وبالسرعة أو الوتيرة التى يمكن التحكم بها، يضمن الإستمرارية للمدى الزمنى والحيز المكانى المطلوبين.
|
|
|
|
|
|