|
Re: فصول من رواية جديدة: (عند سفح وانغو وانغو) (Re: اشرف السر)
|
-1-
أكثر ما كان يُرعبني بعد الظلال السوداء الشريرة ليلاً وأطيافها المتحركة، هو صوت "جابا"، الوالبا المقدس ذو الظهر المحني والعينين المقلقتين. ازدات يداي تمسكاً بثياب "ماما اوزي" مع هدير صيحات "جابا" الهادرة في الجهات الأربع وهو يطرد الأرواح الشريرة من هذا المكان المقدس في قلب الغابة، الذي زاده الليل وصرير الجنادب وهياكل الأشجار العملاقة وهي تزحم السماء من فوقنا رهبة في نفسي. قام جابا برسم ثلاثة شرائط أفقية على جبين الداكونجا السبعة الواقفين في دائرة، رسمها بدقة واتقان مستخدما خليطه المقدس المكون من لبن الجاموس ومسحوق عظام الفيل ورماد بومة عجوز. بدأ طارق الطبل الكبير بإصدار نغمات تودع الداكونجا، وهي إشارة لبقية الحشد بالرجوع للقرية. فمن يتجرأ ويحاول التلصص على بقية الطقس والرحلة ويكون من غير الداكونجا المختارين والوالبا، فإنه يعرض نفسه للعنة أن ينحلَّ جسده في الأرض ويتحول لجذع بطاطا مُرة لا فائدة منها، وتدخل روحه في عذاب أبدي وتصرخ في جنبات الكهف الكبير.
|
|
|
|
|
|