المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 12:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-28-2014, 03:40 PM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح (Re: Deng)

    jini

    شفتك مستغرب قلت أزيل سبب استغرابك بهذا المقال:
    عليك الله أقراه كويس وشوف تاريخ فكرة الانفصال عند الدكتور بدت متين.


    http://alintibaha.net/portal/%D8%AF-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF...%B3%D9%86%D8%A9.html


    Quote: ولكم في الإمارات العربية المتحدة أسوة حسنة

    طباعةالبريد الإلكتروني
    التفاصيل
    نشر بتاريخ الإثنين, 11 تشرين2/نوفمبر 2013 10:00
    لقد كتبت كثيراً وأوضحت وجهة نظري فيما يتعلق بالمسألة السودانية مثل الانفصال والوحدة والتعايش والحرب ونشرت ذلك بصورة بانورامية في مقال نشرته على صفحات جريدة قبل سبع سنوات وبالتحديد في أبريل ويونيو عام «2006».
    وأوجزه هنا كاتباً:
    في العام 1958م كنا طلاباً بمدرسة خورطقت الثانوية. أعدت لنا إدارة المدرسة رحلة الى حدائق «البان جديد» بالقرب من مدينة الأبيض. وفي داخل الحديقة لفت انتباهي أحد أبناء الجنوب وكان مرتدياً زي السجن وهو يعمل بهمة ونشاط يهذب ويشذب أشجار الليمون والمنقة ويفتح جداول الماء تحت الأشجار، فاقتربت منه وحييته فرد على تحيتي دون أن يلتفت ناحيتي. سألته إن كانت تلك «الجنينة» تتبع لإدارة السجن فرد علي بالإيجاب. ودفعني الفضول أن أعرف لماذا هو هنا. ورويداً رويداً أخذنا نتحدث فعلمت منه أنه كان ضمن المشتركين في تمرد توريت وبما أنه لم يقتل أحداً فقد حُكم عليه بالسجن ثمانية أعوام وتم ترحيله لمدينة الأبيض فوجد أن أنسب مكان لتمضية الوقت أن يعمل في حديقة السجن.
    لم أتصور أن أقابل أحداً من متمردي توريت لاعتقادي أنهم جميعاً قد أُعدموا. وكنت قد سمعت عن روايات مخيفة تحكي عما فعله الجنوبيون بالشماليين. وخاصة موت أحد أساتذتنا عندما كنا بمدرسة الأبيض الأميرية وكان اسمه بلال وقد علمت أنه قُتل بواسطة طلبته في رمبيك. ولكن سانتينو هذا كانت تبدو عليه ملامح الطيبة والرزانة ولا يشبه قاتلاً وهو نفسه قال إن المحكمة لم تحاكمه بالإعدام لأنه لم يقتل أحداً.
    مشاعر متضاربة كانت تكتنفني وأنا أتحدث مع سانتينو. فقد جئت مشبعاً بما كنا نردده من أناشيد:
    منقو قل لا عاش من يفصلنا
    ونو سبريشن فور ون نيشن No Separation for One Nation
    وداون داون كلونايزيشن Down Down Colonization
    وتعلمنا كل ذلك من مظاهرات الجبهة المعادية للاستعمار بقيادة المرحومين حاج الطاهر المحامي وحسن الطاهر زروق ومحمود جاد كريم. فقلت لسانتينو:
    - يا أخي نحنا كلنا إخوان وأولاد بلد واحد.. ليه إنتو تعملوا كدا؟
    أجاب :
    ليس صحيحاً.. أنت لا تنسى أنني جنوبي وأنت شمالي وأنا لا أنسى أنك شمالي وأنا جنوبي. نحن وأنتم كالماء والزيت.. عندما ترجنا نظهر كأننا شيء واحد ولكن عندما تتركنا يعود كل منا الى وضعه. نعم الماء والزيت ولا تنسَ هذا.
    نظرية الماء والزيت ظلت عالقة بذهني لا أعرف مدى صحتها حتى التحقت بالجامعة. وفي عام 1963م كنت سكرتيراً لجمعية الفنون بالجامعة وكان رئيسها الأخ يونس عبد الله مختار. أقمنا معرضاً لرسوماتنا بنادي اتحاد الطلاب. كل اللوحات كانت من عمل الطلاب. وجاء الأستاذ إبراهيم الصلحي وافتتح المعرض وكان معه عدد من أساتذة كلية الفنون، الأستاذ أحمد محمد شبرين، الأستاذ عبد الله محيي الدين الجنيد، الأستاذ مجذوب رباح «رحمه الله» الأستاذ شوقي أبوعكر «رحمه الله» والأستاذ بسطاوي بغدادي وغيرهم.
    بعد أن انتهت مراسم الافتتاح تجمهر عدد من الطلاب الجنوبيين زملائنا في قاعات الدراسة والداخليات وقاعات الطعام أمام لوحة رسمها الطالب «آنذاك» علي مصطفى بلال ونزعوها بقوة محتجين أنها تسيء للجنوبيين. لقد رسم الطالب منظراً مألوفاً لباخرة تسير بالقرب من الشاطئ وكان ركاب الباخرة يلقون بعلب فارغة لعدد من النساء الجنوبيات كن يجرين مع الباخرة. هذا المنظر استفز الطلاب الجنوبيين مما دعاهم لنزع تلك اللوحة وحرقها في اليوم التالي في الميدان الشرقي وحمل لي أحدهم رماد اللوحة لأحتفظ به.
    في تلك اللحظات لمحت ذلك الغضب الهائل في عيون زملائنا الطلاب الجنوبيين وعادت الى ذهني مقولة سانتينو التي طلب مني ألا أنساها «الماء والزيت».
    كتبت مقالاً حملته للأستاذ حسن نجيلة الذي كان يحرر صفحة «صور وعبر» بجريدة الرأي العام. قلت فيها لماذا لا نفصل الجنوب الآن بأقل تكلفة حتى لا يُفرض علينا يوماً أن ينفصل بأعلى وأغلى تكلفة. ثار الأستاذ حسن نجيلة في وجهي وانهالت عليَّ الشتائم من كل حدب وصوب. ولكني كنت أرى أن تعايشاً من نوع ما يمكن أن يحدث بين بيضة وحجر ولكن من المستحيل أن نجعل الماء يندمج مع الزيت.
    صاحب ذلك الحادث أول هجوم لجيش الأنانيا بقيادة جوزيف لاقو في سبتمبر عام 1963م على حامية بغرب الإستوائية وهو الذي كان في طريقه في بعثة دراسية لبريطانيا. ولكنه قرر أن يكون جيش الأنانيا في يوغندا ويشن حرب أدغال على الجيش السوداني في الجنوب.
    وعندما ناديت بالانفصال كان ذلك في نظري يمثل أسهل الحلول لأني كنت قد قرأت كثيراً عن حرب الأدغال وأن مثل تلك الحروب لن تكون لها نهاية وفي ذهني كيف دخل فيدل كاسترو العاصمة الكوبية هافانا عام 1958م بجيشه المنتصر على قوات باتستا وكيف بدأ الرئيس الصيني ماو تسي تونج زحفه الذي قطع فيه 9000 ميل من جنوب الصين إلى شمالها حتى انتصر على قوات شان كاي شيك عام 1949م. ومنذ أن دخلت الجامعة كنت أعطي قائمة الطلاب الجنوبيين صوتي لأني لم أكن أنتمي لأي حزب من الأحزاب الطلابية وكنت أعتقد أن للطلاب الجنوبيين قضية. ولكن موقفي ذلك جر عليَّ كثيراً من المتاعب ولا يزال. فأنا لم أنتمِ لأي حزب وذلك لطبيعة تكويني الفكري الذي لا يجعلني أنتمي لفئة ما وأدافع عن آرائها خطأً أو صواباً ولهذا عندما كنت أحرر جريدتي «سلامات» وأعلقها على شجرة «المين» كنت أخاطب جميع الطلاب وأنتقد جميع التصرفات وكانوا يقبلون ذلك عن طيب خاطر.
    عدم انتمائي لحزب بعينه مكنني من قياس الأمور بحرية تامة. ولذلك عندما أعلن حزب مؤتمر البجة مسؤوليته عن تفجير ثلاثة كباري بشرق السودان في التسعينيات أدنت ذلك وكتبت مقالاً نارياً في جريدة الخرطوم بعنوان «وإذا الكباري نُسفت» قلت فيه إن تلك الكباري أُقيمت بأموال الشعب السوداني في أكثر المناطق تخلفاً وإنني لا أفهم كيف يؤدي تفجير ثلاثة كباري في أقصى شرق السودان الى انهيار الحكم في الخرطوم. ويومها أشبعوني شتماً وتقريعاً ونعتوني بأشنع النعوت لشهور طويلة. فلم اهتم بذلك ولم يحركني عن موقفي سنتمتراً.
    في عام 1971م كنت أشترك في مؤتمر الشباب للإنسان والبيئة في جامعة ماكماستر الكندية بمدينة هاملتون ولاية أونتاريو. وكان معي الأخ عبدالرحمن إبراهيم «صهيوني». في ذلك الزمن كان الطلاب الجنوبيون قد كونوا رابطة لهم تضم كل الطلاب الجنوبيين في أمريكا الشمالية وكانوا يجدون الدعم من جهات عديدة وكانوا يوزعون ملصقات عليها رسم لطائرات تحمل الشعار السوفيتي وهي تقصف قرى الجنوب. وكانوا يكتبون عليها: هكذا يشن العرب المسلمون وحلفاؤهم السوفيت الحرب على الجنوب المغلوب على أمره. فحملت معي عدداً من تلك الملصقات لأدل بها على أننا يجب أن نضع حداً لتلك الحرب حتى لو دعا ذلك إلى انفصال الجنوب عن الشمال وبأقل تكلفة. وفي العام 1989م وقبل مجيء حكومة الإنقاذ بأربعة أشهر كتبت مقالاً طويلاً في جريدة الخرطوم وكانت البلاد تعاني من ويلات حرب الجنوب وكانت الحاميات تتساقط كقطع الدمينو ولقي صديقي الفارس عثمان الضو مصرعه وقد أصاب طائرته صاروخ «سام» فحزنت حزناً لا حد له ومن بعده مختار محمدين. زينة شباب السودان استشهدوا في تلك الحرب الملعونة. وطيلة هذا الوقت كنت ازداد اقتناعاً أن الزيت والماء لا يمكن أن يندمجا. فكتبت ذلك المقال تحت عنوان «أيهما أسهل وحدة اندماجية مع يوغندا أم مع الجنوب ؟» وبعد مناقشة للكثير من الحيثيات توصلت الى أن وحدة اندماجية مع يوغندة ممكنة ولكنها غير ممكنة مع جنوب السودان لغياب الثقة والشك الذي لازم العلاقة بين الشمال والجنوب من أول يوم غادر فيه أول مفتش إنجليزي جنوب السودان وحل محله شمالي قبل بزوغ فجر الاستقلال. والجنوبيون الذين تمردوا في توريت والحاميات الأخرى ما عدا جوبا كانوا يشيعون أن الجنوب قد استبدل استعماراً بريطانياً باستعمار شمالي. وانهالت الشتائم على حضرتنا واتُّهمت بأشياء كثيرة أقلها العمالة والاسترزاق من الاستعمار. ولكن كانت هناك بعض المقالات المتزنة مثل ذلك المقال الذي نشره الأخ الأستاذ يس حسن بشير وهو يرد علي وعلى الأستاذ الطيب صالح الذي كان ينادي بمثل ما ناديت به وسأعيد نشر ذلك المقال الرصين في وقت لاحق بالرغم من اختلاف رؤيتي معه حتى يدرك الناس كيف يكون الحوار إيجابياً دون شتائم واتهامات.
    الحركة السياسية ودورها في تعقيدات الوضع الراهن.
    كل الأنقلابات والتحولات السياسية كانت تتم في الشمال ولم يكن للجنوب يد فيها. وكلما حدث انقلاب تعمقت عناصر عدم الثقة. حتى إن الدكتور جون قرنق لم يعد للسودان بعد الانتفاضة وكان يسمي حكومة المشير عبد الرحمن سوار الدهب «بمايو تو» وحاول إسقاط طائرة وزير الدفاع الفريق عبد الماجد حامد خليل.
    لقد ظلت تلك الصراعات حتى قُبيل فجر الاستقلال وإلى يومنا هذا تؤدي الى تأكُّل الهياكل الإنتاجية و تدهور مستمر لمستويات المعيشة والذي انعكس بدوره على النظام البيئي ككل. وإذا كانت طبيعة الدولة ونشأتها بعد الاستقلال تعد نتاجاً لفكر المستعمر وأنها نشأت كاحتمال برجوازي سعى المستعمر لاستخدام كوادره الوسيطة التي دربها لإدارة الحكم وربطه بها فإن ذلك الاحتمال لا يلبث أن ينهار إما مدنياً أو عسكرياً وخاصة تحت ظل تنامي الوعي الجماهيري ورفضه لحركة التبعية. والسودان قد اختار الاستقلال وانضم الى كتلة عدم الانحياز ورفض الانصمام إلى منظومة دول الكومنويلث مدلاً بذلك على رفضه للتبعية الاستعمارية.
    ومن المهم جداً أن نضع بداية لبروز الدولة والأنظمة المسيطرة على الحكم وذلك لتحديد هوية الصراع والذي بدأ في شكله كحكومة منتخبة تمارس سلطاتها ضد مجموعة متمردة خارجة على القانون وذلك إلى ما أصبح يشار إليه بتمرد 1955م مروراً بكل المراحل المختلفة إلى أن انتهى الصراع إلى مجموعة صراعات بين السلطة الحاكمة حالياً وبين الفصائل العديدة التي اتحدت في مواجهتها وحملها للسلاح في أكثر من موقع. وقد جاء خطاب النخبة الحاكمة بعد استيلائها على الحكم في أربعة محاور:
    معالجة الانفلات الأمني.
    السياسة الخارجية وتحسين علاقات الجوار
    حل المشكلة الإقتصادية
    حل مشكلة الجنوب
    وهذا يعني تطور الصراع في منظوره التاريخي من دولة ضد متمردين إلى دولة عليها أن تواجه قضايا عديدة وتحارب في جبهات متعددة.
    وعندما طرح الدكتور جون قرنق في مباحثات أبوجا الأولى وأبوجا الثانية الكونفدرالية كحل مقبول لديه كنت أرى أن ذلك أحسن حل يقدم للحكومة. في ذلك الزمان لم تكن مشكلة دارفور قد أطلت ولا جبال النوبة ولا الأنقسنا ولا الشرق ظهرت بمثل هذه الحدة، ولذلك كتبت مقالاً في جريدة الخرطوم عنوانه «ياهو دي الأولى وياهو دي الثانية» أنبه فيه إلى خطورة تجاهل ذلك الاقتراح. الذي لن يعرض مرة أخرى وسنبحث عنه ونجري وراءه ولن نجده.
    لقد انعكس ذلك الصراع في شكل أزمة سياسية واجتماعية عميقة لم ينتبه الناس فيها إلى قضية الفقر التي تواجه المجتمع التنموي الحالي بجميع إخفاقاته بحسبانها من أكثر القضايا البيئية إلحاحاً. فلم تتحدد إستراتيجية للإقلال من الفقر أو حد تفاقمه وكيف يمكن خلق نمو عريض القاعدة يولد للفقراء فرصًا لكسب الدخل.. وهل يتمكن الفقراء من استغلال تلك الفرص وذلك بتحسين إمكاناتهم في الحصول على التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية الأخرى. إن الاستنزاف اليومي الذي يحدث للموارد المادية والبشرية على قلتها من جراء الحرب أدى إلى نزوح الملايين من المجموعات البشرية من مواطنها الأصلية وقذف بها إلى تجمعات بائسة فقدت قدراتها الإنتاجية وتحولت إلى أفواه جائعة تحصل على الطعام من المنظمات الدولية أو تكدست في المدن في شكل عطالة مسلوبة العمل والإرادة وما يترتب على ذلك من أورام اجتماعية تصعب معالجتها.
    إن اجتثاث البشر من مواطنهم ودفعهم في حركة نزوح هائلة يلقي بتبعاته على النظم البيئية بكل مكوناتها. فإزالة الأشجار لتحل محلها تجمعات سكنية والتنافس في الموارد الطبيعية الشحيحة وإزالة الغطاء النباتي وخلق أوضاع صحية متردية نتيجة لانعدام الماء النظيف والعيش وسط أكوام النفايات كل ذلك يؤدي الى تصدع النظم البيئية وخلق ظروف مأساوية يصعب التغلب عليها.
    وكان هذا كافياً. فالجميع التقطوا قفاز التهميش وتسربلوا به فمن داخل عباءة التهميش ظهرت مشكلة دارفور ومشكلة الشرق ومشكلة الشمال بتعقيدات تفرض إعادة الحسابات والكف عن عد المغانم. إن تقسيم الثروة والسلطة على النحو الذي جاء في وثائق نيفاشا لا يمكن تعميمه على جميع أقاليم السودان لأنه لا السلطة ولا الثروة تكفي مطالب الجميع وأبسط مثال هو رفض عبد الواحد في حركة العدل والمساواة ومن معه التوقيع على ميثاق أبوجا. لأنه وفقاً لحساباته لا يفي بتطلعات أبناء دارفور.
    والحال هكذا كل الدلائل تشير إلى أن الوحدة بحرب لم تعد خيار أحد. وأن الشك وعدم الثقة والاتهامات التي توجه يوماً بعد يوم ومشاكسات مشاكوس لن تمهد الطريق لوحدة جاذبة لجميع الأطراف.
    كما أن كل الدلائل تشير الى أن دخول دارفور والشرق والشمال كعناصر صراع متجددة جعلت آليات الانفصال بسلام مستحيلة. ولو تحقق الانفصال فإنه سيتحقق وهو يجر خلفه أحقاداً وضغائن تولد وضعاً شبيهاً بالوضع بين إريتريا وإثيوبيا. فالحرب بين الدولتين المذكورتين مازالت قائمة ولم يحل مشكلاتها الانفصال الذي تم والاستقلال الذي نالته إريتريا. فماذا إذن؟
    لقد طرح الجنوبيون الفدريشن كحل يلبي مطالبهم في بداية الاستقلال وقبلت به كل القوى السياسية الموقعة على وثيقة الاستقلال وضمنته في ذلك القرار التاريخي «وسوف تعطى مطالب الأعضاء الجنوبيين الاعتبار الكافي بواسطة الجمعية التأسيسية». ولو التزم صناع الاستقلال بذلك القرار فربما أغنانا عن كل تلك الحروب التي خضناها وربما تحققت وحدة حقيقية راسخة الآن بين الشمال والجنوب ولكن صناع الاستقلال رفضوا الالتزام بمبدأ الفدريشن وجاءت حكومة نميري وقبلت به في اتفاقية أديس أبابا بثمن باهظ ثم عادت وخرجت عليه بثمن أبهظ. وجاءت حكومة الديموقراطية الثالثة وحاول رئيس وزرائها السيد الصادق المهدي أن يلتف على اتفاقية الميرغني وقرنق «بتحفظاتها وبملاحظاتها» وبشيء من التلاعب باللغة الديماجوجية Semantics فغرقت مركب الحكم وجاءت حكومة الإنقاذ وحاولت حل المسألة عسكرياً وجهادياً بعد أن رفضت مقترح قرنق الكونفدرالي في أبوجا الأولى والثانية ولكنها عادت أخيراً لتقبل صيغة أبهظ ثمناً من الكونفدرالية مما أغرى بقية المناطق المهمشة في المطالبة بالمثل. وأرهق ذلك الحكومة بمفاوضات مضنية مما جعل قاطرة التفاوض تفقد كثيراً من بخارها Ran out of Steam.
    فماذا إذن؟
    الخروج من عنق الزجاجة:
    في نظري يتم عن طريق الارتهان لوضع مماثل للوضع في الإمارات العربية المتحدة. فهذا هو الوضع الذي يضع مصلحة السودان فوق كل اعتبار لأنه يتيح للتكوينات الإقليمية أن تحقق تطلعاتها في حكم ذاتي فاعل: Viable Regional Autonomy فيمكن تقسيم السودان الى الجنوب ودارفور وكردفان والشرق والشمال والوسط والخرطوم وأن يتمتع كل إقليم بحكم ذاتي وأن يمثل بممثلين في أجهزة الدولة العليا كنواب لرئيس جمهورية منتخب وأن يوضع دستور يرضي تطلعات الجميع ويمكن لرئيس الجمهورية أن يختار نائباً من هؤلاء ويعينه رئيساً للوزراء. وفي ماليزيا خير مثال لتعايش مثمر. فهناك مجلس دولة يتكون من ملك يتم اختياره من بين عدد من السلاطين ويحكم لمدة خمس سنوات في تداول بناء للسلطة. هذا إذا علمنا أن ماليزيا نالت استقلالها بعد عام من استقلال السودان أي عام 1957.
    ومشكلتنا ومشكلة العالم العربي أننا نرفضها «مملحة» ثم ننادي بقبولها بعد حين- «قروض». وذلك لأننا نشأنا في ثقافة تحاول أن تحقق المستحيل بفن المستحيل في حين أن صلح الحديبية حقق المستحيل بفن الممكن».
    هذا تلخيص لما كتبته قبل سبع سنوات. والحكم في الأساس يأتي عن تراض بين الفرقاء ولكنا لجأنا إلى الترضيات والترضيات لا قاع لها. ولن تستطيع أي حكومة أن ترضي جميع الفرقاء الذين ينبتون من وقت لآخر. ولهذا ففي نظري أن الاقتداء بمثال للحكم كالذي جمع الإمارات المتصالحة بعد أن أعلنت بريطانيا تخليها عن مستعمراتها شرق السويس عام 1968 في عهد حكومة رئس الوزراء العمالي هارولد ويلسن. تنادت تلك الإمارات المتصالحة لصيغة جمعتها في مطلع ديسمبر عام 1971 في هذا الاتحاد الذي هو مفخرة لأول عمل عربي وحدوي مثمر. وحل مشكلة السودان في تقديري هو أن يتجمع الناس في «الولايات السودانية المتحدة» بدستور جديد يضمن حقوقاً متساوية للجميع بما فيها جنوب السودان الذي يمكن أن ينضم لهذا الاتحاد. وكما قال شاعر النفيدية يمدح الشيخ ود بدر «تمساح الأربعين مكدك نايبك سنين... نادر ودبدر.. في أم ضبان ساسك متين»... حيث قال له: يا اللميت النفيدية وخليتهم راس في طاقية. نادر ودبدر... فمن لنا بود بدر ليلمنا راس في طاقية. قبل أن تأتي داهية تخمنا. أكتب هذا وأستغفر الله لي ولكم كما سأستقبل لعناتكم من الصباح إلى المساء وبالعكس فأنا قد اعتدت على ذلك منذ عام 1963
                  

العنوان الكاتب Date
المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Rayah03-28-14, 08:49 AM
  Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح الوليد محمد الامين03-28-14, 11:22 AM
    Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح محمد مختار جعفر03-28-14, 12:07 PM
  Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح SILVER MOON03-28-14, 01:20 PM
    Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Deng03-28-14, 01:34 PM
      Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح عبدالحفيظ ابوسن03-28-14, 01:52 PM
        Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Balla Musa03-28-14, 02:00 PM
          Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح jini03-28-14, 02:16 PM
            Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح عاطف عمر03-28-14, 02:33 PM
              Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Deng03-28-14, 03:00 PM
                Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Deng03-28-14, 03:06 PM
                  Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Balla Musa03-28-14, 03:40 PM
                    Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح عبدالحفيظ ابوسن03-28-14, 04:52 PM
                      Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح فرح الطاهر ابو روضة03-28-14, 05:10 PM
                    Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح قلقو03-28-14, 05:04 PM
                      Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Isa03-28-14, 05:41 PM
  Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح عاطف عمر03-28-14, 05:28 PM
    Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Deng03-28-14, 05:46 PM
      Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح عبدالحفيظ ابوسن03-28-14, 06:11 PM
      Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح عبدالحفيظ ابوسن03-28-14, 06:11 PM
        Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح عاطف عمر03-28-14, 06:31 PM
      Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح صديق الموج03-28-14, 06:15 PM
        Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Balla Musa03-28-14, 07:43 PM
          Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Omer Abdalla Omer03-28-14, 08:28 PM
          Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح كمال عباس03-28-14, 08:46 PM
        Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح mustafa mudathir03-28-14, 08:33 PM
          Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Balla Musa03-28-14, 08:54 PM
            Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح عاطف عمر03-28-14, 09:37 PM
              Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Omer Abdalla Omer03-28-14, 10:02 PM
                Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Idris Logma03-28-14, 10:20 PM
                  Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Adil Isaac03-28-14, 10:30 PM
                    Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Deng03-28-14, 10:39 PM
              Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح محمد مختار جعفر03-28-14, 10:35 PM
                Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح يحي قباني03-28-14, 10:51 PM
                  Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Deng03-28-14, 11:01 PM
                    Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح munswor almophtah03-29-14, 00:03 AM
                    Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح يحي قباني03-29-14, 00:08 AM
                      Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Deng03-29-14, 01:06 AM
                        Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح يحي قباني03-29-14, 01:31 AM
                          Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح nazar hussien03-29-14, 05:21 AM
                            Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح يحي قباني03-29-14, 05:34 AM
                          Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح صديق الموج03-29-14, 05:38 AM
                            Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح azhary awad elkareem03-29-14, 06:37 AM
                              Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح عبدالحفيظ ابوسن03-29-14, 06:52 AM
                                Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Mohammed Alhasan Mohammed03-29-14, 07:37 AM
                                  Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Deng03-29-14, 08:42 AM
                                  Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح nazar hussien03-29-14, 08:45 AM
                                  Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Rayah03-31-14, 01:58 AM
                                    Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Rayah03-31-14, 02:10 AM
                                  Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح سيف اليزل الماحي04-01-14, 07:56 AM
  ززز عبد الرحيم سعيد بابكر03-29-14, 11:32 AM
  Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح عبد الرحيم سعيد بابكر03-29-14, 11:34 AM
    Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Omer Abdalla Omer03-29-14, 11:53 AM
      Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح علي دفع الله03-29-14, 02:35 PM
        Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح عبدالمنعم الطيب حسن03-29-14, 03:33 PM
          Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Deng03-29-14, 04:40 PM
            Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح صديق الموج03-29-14, 07:12 PM
              Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Deng03-29-14, 07:40 PM
                Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح الوليد محمد الامين03-29-14, 11:05 PM
                  Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Balla Musa03-30-14, 02:03 AM
                    Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح صديق الموج03-30-14, 03:08 AM
                      Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح jini03-30-14, 04:56 AM
                        Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح بهاء بكري03-30-14, 06:06 AM
                          Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح DKEEN03-30-14, 06:41 AM
                            Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح الوليد محمد الامين03-30-14, 07:35 AM
                            Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح nazar hussien03-30-14, 07:43 AM
                              Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Deng03-30-14, 04:36 PM
                                Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Omer Abdalla Omer03-30-14, 06:29 PM
                                  Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح jini03-30-14, 08:23 PM
                                    Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح munswor almophtah03-30-14, 11:46 PM
                                      Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح munswor almophtah03-31-14, 02:08 AM
                                        Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح صديق الموج03-31-14, 03:07 AM
                                          Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Deng03-31-14, 04:44 AM
                                            Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Deng03-31-14, 04:45 AM
                                              Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح munswor almophtah03-31-14, 05:32 AM
                                                Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح عبدالحفيظ ابوسن03-31-14, 06:12 AM
                                                  Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Asim Fageary03-31-14, 06:47 AM
                                                    Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح azhary awad elkareem03-31-14, 07:03 AM
                                                Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Rayah03-31-14, 07:05 AM
                                                  Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Deng03-31-14, 06:17 PM
                                                    Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح jini03-31-14, 10:10 PM
                                                      Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح jini03-31-14, 10:14 PM
                                                        Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح jini03-31-14, 10:27 PM
                                                          Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح mustafa mudathir04-01-14, 02:40 AM
                                                            Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Asim Fageary04-01-14, 06:36 AM
                                                              Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح سيف اليزل الماحي04-01-14, 08:07 AM
                                                                Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح سيف اليزل الماحي04-01-14, 08:26 AM
                                                              Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Gaafar Ismail04-01-14, 09:03 AM
                                                                Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Deng04-01-14, 04:38 PM
                                                                  Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Zakaria Joseph04-01-14, 04:48 PM
                                                                    Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Deng04-02-14, 00:42 AM
                                                                      Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح munswor almophtah04-02-14, 01:47 PM
                                                                        Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح munswor almophtah04-02-14, 01:50 PM
                                                                          Re: المقال قبل الأخير في الانتباهة محمد عبدالله الريّح Deng04-02-14, 04:06 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de