|
خلاص نسيتوها ؟؟.. شن راجين يا تعساء الحال ..
|
الخرطوم : خالد فتحي
Quote: 1/مارس والأيام التالية بدأ شهر مارس عاديا، لا ينطوي على شيء مما سيحدث في آخره، استقبله الرئيس جعفر نميري بمسقط رأسه "ود نميري" بالقرب من مدينة دنقلا بالمديرية الشمالية كما كانت تسمى آنذاك، يومها افتتح محطة كهرباء "اوربي" وهي قرية بريفي دنقلا، وبعدها بيومين ستحل ذكرى توقيع اتفاقية اديس ابابا ويطلقون عليها "عيد الوحدة الوطنية" وسيعلن "الرئيس القائد"- وفق ما كان يسميه الإعلام الرسمي وقتذاك - تجديد العفو عن كل العائدين لأرض الوطن النابذين لأسلوب العنف، ويعلن أيضاً في احتفال حاشد حرص على حضوره بالزي العسكري الأثير لديه وجلس في المنصة الرئيسة للاحتفال بدار الاتحاد الاشتراكي بالخرطوم متوسطاً حرمه السيدة بثينة خليل أبوالحسن والأمين العام للاتحاد الاشتراكي محمد عبد القادر، سيعلن وقف إطلاق النار من جانب القوات المسلحة وتكوين لجنة قومية لتأمين الوصول الى حل سلمي دائم لمشكلة الجنوب، في 4 مارس أشهرت وسائل الإعلام نبأ وصول نائب الرئيس الأمريكي جورج بوش في زيارة تستغرق (4) أيام، وسيقابل خلالها نميري ويتفقد احوال المتأثرين بالجفاف والتصحر في كل من كسلا والابيض وتقرر ان يكون النائب الاول لرئيس الجمهورية اللواء (أ.ح) عمر محمد الطيب على رأس مستقبليه. وفي الجانب الرياضي شهد غرة مارس وصول بعثة "المريخ" الى نيروبي لمنازلة "ليبرس" الكيني في منافسة كأس الكؤوس الافريقية وكان في استقباله سفير السودان بنيروبي ابراهيم طه ايوب الذي لم يكن يدري ساعتها انه سيستدعى الى الخرطوم بعد أقل من (40) يوماً ليتولى حقيبة الخارجية بعد الإطاحة بنظام نميري. في 5 مارس نقلت وسائل الإعلام نبأ اجتماع نميري مع بوش بقصر الشعب بأم درمان حيث اجتمع اليه منفرداً ثم مع آخرين وخلالها سلم نميري رسالة خطية من الرئيس الأمريكي رونالد ريغان، وشوهد نميري يخرج برفقة بوش مرتدياً بزته العسكرية، حاسر الرأس دون "بيريه" أو "كسكيتة" وقال بوش إن امريكا تهدف الى تنفيذ مشروع ضخم لزيادة إنتاج المحاصيل الزراعية في السودان، في اليوم التالي أقام نميري حفل شاي لبوش ومرافقيه وتخلل الحفل رقصات لفرقة الفنون الشعبية وقبلها طار بوش الى الابيض وكسلا للوقوف على احوال متأثري الجفاف والتصحر وهناك قال بوش إن بلاده تقف الى جانب السودان لتجاوز ظروف المشقة.بعدها اتخذ نميري اجراءات صارمة ضد الإخوان المسلمين بزعامة الدكتور حسن الترابي وتوالت اقوال نميري في ذمهم "بأن مايو أكبر واقوى من الاحتواء لأنها ثورة شعب" وأن "أدعياء الإسلام نقضوا القسم ولا مناص من دحرهم والقضاء عليهم" واتهمهم بأنهم كانوا يعقدون اجتماعات سرية خارج مناطق العمران وانهم "كانوا يظهرون الولاء ويبطنون الغدر".
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|