|
Re: التطهير العرقي والإبادة الجماعية لمسلمي أفريقيا الوسطى (Re: ahmedona)
|
ثنائية الإرهاب والإبادة لعل ما يثير الفزع والاستغراب في آن واحد هو أن عمليات التهجير القسري للمسلمين في أفريقيا الوسطى تمت بمباركة -بل ومشاركة- الحكومة، في حين وقفت قوات "السلام" الفرنسية مكتوفة اليدين.
إننا أمام وضع مأساوي انشغل عنه العالم الإسلامي بسبب هيمنة ملفات مصر وسوريا وليبيا وغيرها من مناطق القلب. لقد وقع التهجير القسري لكافة السكان المسلمين في مدن وقرى كثيرة، أما من بقي فقد عجز عن توفير وسيلة خروج آمن فدفعه الخوف إلى الاحتماء بساحات المساجد والكنائس.
وطبقا لبعض المصادر الدولية، فقد تم تهجير نحو 67 ألف مسلم، أي ما يشكل نحو 10% من جملة السكان المسلمين.
يمكن للمرء في مثل هذه النوازل أن يلجأ إلى قيم المحن والابتلاء بمفهومها الإسلامي، ويتذكر قول مؤرخنا الكبير عبد الرحمن الجبرتي "يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف"، عندما شاهد عدوان نابليون وجنده على طلاب الأزهر وشيوخه بالقنابل. قد يقول قائل إن مسلمي أفريقيا الوسطى أقلية لا تتجاوز 15% من إجمالي السكان، والأقليات في عالمنا المعاصر تعاني كثيرا من الظلم والاضطهاد، ولا شك أن ذلك اقتراب تبريري ذرائعي غير مقبول.
وربما يدفع ذلك إلى النظر في أحوال كتلة الإسلام الحصينة في الغرب الأفريقي التي كان لها دور رائد في بناء الحضارة الإسلامية.
إذ يكفي أن نتذكر جوهرة الصحراء تمبكتو وممالك مالي وكانم وبورنو والصنغاي، على أن متابعة الراديكالية الإسلامية في هذه المنطقة مثل خطاب بوكوحرام في نيجيريا الذي تحول من العداء للدولة "الكافرة" إلى العداء لكل من الدولة والمجتمع معا باعتبارهما لا يطبقان شرع الله، تظهر أن مسلمي الغرب الأفريقي ليسوا أفضل حالا من مسلمي الوسط.
وإذا كان حال المسلمين في الجنوب الأفريقي يعبر عن تناقضات الخطاب الإسلامي عموما في مرحلة ما بعد الاستعمار، حيث نجده ينحو صوب السلفية الدعوية تارة أو الراديكالية الجهادية تارة أخرى، فإنهم عموما أقليات تعيش في ظل مجتمعات تهيمن عليها عقائد تقليدية أو تعاليم مسيحية.
لم يكن غريبا أن نرى تباين الخطاب الدعوي الذي تبناه الراحل أحمد ديدات في مواجهة الخطاب المسيحي المهيمن، عن خطاب الإسلام التقدمي الذي يطرحه المفكر الجنوب أفريقي فريد إسحق.
لا أحسب أن الشمال والشرق الأفريقي بأغلبيته المسلمة أفضل حالا كذلك، فالخطاب الصوفي الجهادي، والذي قام بدور مهم في محاربة الاستعمار الغربي كما حدث في بلاد الصومال وليبيا والجزائر والمغرب، قد تراجع القهقرى ليحل محله خطاب راديكالي يعيد الاعتبار لمفهوم الأممية الإسلامية بعناصره القائمة على الخلافة وتحقيق حلم الجامعة الإسلامية، وهو ما يعني تقسيم المعمورة إلى دار للإسلام وأخرى للحرب.
ويعبر خطاب تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي والجماعات الموالية له في شرق أفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء عن هذه التحول الجذري في الخطاب الإسلامي، الذي يعتبره الكثير من القوى الإقليمية والدولية أحد تجليات الإرهاب المعولم.
يتبع..............
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
التطهير العرقي والإبادة الجماعية لمسلمي أفريقيا الوسطى | ahmedona | 03-08-14, 03:24 PM |
Re: التطهير العرقي والإبادة الجماعية لمسلمي أفريقيا الوسطى | ahmedona | 03-08-14, 03:25 PM |
Re: التطهير العرقي والإبادة الجماعية لمسلمي أفريقيا الوسطى | ahmedona | 03-08-14, 03:27 PM |
Re: التطهير العرقي والإبادة الجماعية لمسلمي أفريقيا الوسطى | ahmedona | 03-08-14, 03:29 PM |
Re: التطهير العرقي والإبادة الجماعية لمسلمي أفريقيا الوسطى | Siddig Elghali | 03-08-14, 06:16 PM |
Re: التطهير العرقي والإبادة الجماعية لمسلمي أفريقيا الوسطى | ABDALLAH ABDALLAH | 03-08-14, 07:00 PM |
Re: التطهير العرقي والإبادة الجماعية لمسلمي أفريقيا الوسطى | ahmedona | 03-08-14, 07:06 PM |
Re: التطهير العرقي والإبادة الجماعية لمسلمي أفريقيا الوسطى | ahmedona | 03-08-14, 07:10 PM |
Re: التطهير العرقي والإبادة الجماعية لمسلمي أفريقيا الوسطى | ahmedona | 03-09-14, 04:38 AM |
Re: التطهير العرقي والإبادة الجماعية لمسلمي أفريقيا الوسطى | ahmedona | 03-09-14, 04:42 AM |
Re: التطهير العرقي والإبادة الجماعية لمسلمي أفريقيا الوسطى | ahmedona | 03-14-14, 08:51 PM |
Re: التطهير العرقي والإبادة الجماعية لمسلمي أفريقيا الوسطى | ahmedona | 03-14-14, 08:53 PM |
Re: التطهير العرقي والإبادة الجماعية لمسلمي أفريقيا الوسطى | ahmedona | 03-14-14, 08:58 PM |
Re: التطهير العرقي والإبادة الجماعية لمسلمي أفريقيا الوسطى | ahmedona | 03-14-14, 08:59 PM |
Re: التطهير العرقي والإبادة الجماعية لمسلمي أفريقيا الوسطى | مني عمسيب | 03-14-14, 09:03 PM |
Re: التطهير العرقي والإبادة الجماعية لمسلمي أفريقيا الوسطى | ahmedona | 03-14-14, 09:05 PM |
|
|
|