|
Re: كــــــتابات مــــتفرقــــــــات في أزمنة مختلفة (Re: ودقاسم)
|
مباشرة حولني إهداءك إلى:
مدينتي تتدفأُ بالعُزلةِ
لأنها كبناتِها... تحترقُ بالرّغبةِ، ولا تمنحْ من يهواها: قُبلةَ المحبةْ. وكمثلِ سائرِ النساءِ -في بِلادي- تُسافِرُ ليلاً، في موكبِ الشهوةِ المهيبِ، إلى أطرافِ البيتِ، كمثلهن... تتلفحُ بالخصبِ والنضارِ/ بالصندلِ والدخانِ، لكنها... تفتحُ فخذيها بأولِ النّهارِ، فيغزوها الهمجُ والتتارُ، ممن يحلمون، بكسرِ أطواقِها الرّهيبةْ. ولأنها ترضعُهم ما يشتهون، من خيراتِها الكثارِ... فيتحلقون بمطعمٍ أو مقهىً، يثرثرون ويعلِكون، وحبذا لو استمالوا أحدَ الأخيارِ، لدسِّ ما يحملون من أفكارٍ كسيحةْ. لكنهم... -وكدأبهم- مثلما أتوا، يخرجون... إلا ببطونٍ معبأةٍ، بالعدسِ و (الجقاجِقِ) والفولِ والطعميةْ. والسُّوقُ في مدينتي، يُعقدُ في الأسبوعِ مرَّتان، فيؤمهُ: الدلالون والكذابون والعاشقون والمتسكعون والأراملُ والدجاجُ والحمامُ والكلابُ السائبةْ. يفترشون أرضَهُ المُباحةَ، ويلعلعون مِلءَ الاستقطابِ... بينما عيوننا بحذرٍ ودهشةٍ وضحكاتٍ مُتفجِرةٍ، تطلّ من بعيدٍ، لمناظِرِهم البائسةْ. وكأننا كُنا في سِعةٍ، والعوزُ يلكزُنا... وخلفنا أمهاتٌ ينتظرِنَ: السِلعَ البائرةْ.
* جزء من نص مطول تجده هنا: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ
فشكراً لك على الإهداء...
تحياتي واحترامي
|
|
|
|
|
|
|
|
|