يوميات الثورة السودانية - الجزء الثالث

Quote: الحمد لله القائل : ((وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا )) لقد ظللنا نتابع عن قرب كرة الثلج التي يدحرجها المؤتمر الوطني المسماة بــ (الحوار الوطني) منذ أسابيع، تلكم الدعوة أخذت تتسع وتكبر بلا قيمة ولا مضمون وبلا غطاء واضح، وعليه نؤكد على أننا ظللنا نعلي دوماً من خيار التفاوض والتفاهم السلمي وأن يقود ذلك في وضوح إلى تحقيق الاهداف السياسية القومية المتمثلة في تفكيك دولة الحزب لصالح دولة الوطن وإنهاء سلطة المؤتمر الوطني لمصلحة سيادة الشعب الممارسة بواسطة سلطة وخيارات صناديق الاقتراع كما نؤكد أن أي دعوات للحوار يطيش سهمها عن إصابة تلكم الأهداف وتحقيقها إنما هي دعوات هادفة إلى تخليص المؤتمر الوطني من أزماته وتمديد عمره في السلطة لكي يتفرغ للتنكيل بالشعب و رهن سيادة الوطن. إننا ظللنا نكرر على الدوام أن أي دعوة للحوار يجب أن تسبقها قرارات تتسم بالوضوح والواقعية لتغير الأوضاع على الساحة السياسية والأمنية والعدلية، إن الحوار كهدف ووسيلة هو أفضل الخيارات ويجنب البلاد ويلات الدمار وشلالات الدم ولكن الحوار يتطلب اجراءات لتهيئة المناخ تتمثل في: 1- وقف الحرب فوراً وإعلان وقف إطلاق النار في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وايقاف القتل المجاني للمواطنين. 2- سحب وتسريح المليشيات المدنية وتقديم قادتها لمحاكمات عادلة. 3- إطلاق الحريات العامة والسماح للأحزاب بممارسة نشاطها في العلن. 4- إعادة كل الصحف الموقوفة ورفع الحظر عن الأقلام الممنوعة من الكتابة. 5- إعادة فتح مراكز ومؤسسات المجتمع المدني التي تم إغلاقها تعسفياً. 6- لابد أن يضم الحوار ويشمل كافة الفرقاء السودانيين عبر مؤتمر قومي دستوري يعقد خارج السودان برعاية اقليمية و دولية وما يتم الاتفاق عليه يعتبر برنامج حكومة قومية انتقالية ينتهي اجلها بالإشراف على انتخابات حرة ونزيهة وتسلم السلطة لمن يختاره أهل السودان. 7- الشباب هم أكثر شرائح المجتمع تضرراً من سياسات الإنقاذ التي صادرت حاضرهم ودمرت مستقبلهم وهم الأكثر تصدياً لها في كافة الجبهات فلابد من أن يشمل الحوار كافة التشكيلات الشبابية ومنظماتهم المختلفة. إننا نذكر هذا ونؤكد أن أي استجابة للجلوس مع قادة المؤتمر الوطني دون تحقيق هذه الضمانات إنما هو استجابة غافلة للشراك والفخاخ التي يريد المؤتمر الوطني وضعها أمام مسيرة المعارضة المدنية السلمية ونؤكد إننا قادرون على الوقوف سداً منيعاً لمنع هذا العبث والتسويات المشبوهة وندعو شباب القوى الوطنية أن تكون وقفتهم معنا لأجل الأمة والوطن. ما يحدث داخل حزبنا حزب الأمة القومي الحزب الضامن للاستقلال والحرية والديمقراطية واضح للعيان ونراقب ما يحدث وكلنا على يقين من أن الدعوة إلى الهيئة المركزية في الاول من مايو القادم إنما هي دعوة حق أريد بها باطل وإن لنا شكنا الواضح من أن الدعوة مقصود بها توليف خط سياسي انبطاحي يرمي حزبنا بقادته وكوادره وجماهيره في أحضان السلطة الانقلابية تحقيقاً لمصالح تيار يروم بيع مواقفنا و رهن حزبنا بلا ثمن، ولأجل هذا التيار تم وضع العراقيل والعقبات في طريق الأمانة العامة المنتخبة حتى لا تنهض بواجبها المنوط بها دستورياً وسياسياً وأخلاقياً ومحاولة تقييدها بفرض الخيار المزور الأمانة التوافقية في ضرب بالحائط لقرارات الهيئة المركزية وقرارات لجنة التحكيم المحايدة التي أيدت موقف الأمين العام وكذلك تابعنا الالاعيب والحيل لتهميش دور الأمانة العامة وكذلك قرار اقصاء الامانة العامة في مرحلة التحضير لورشة الحوار، وقد آن الأوان للتنبيه بالصوت العالي من خطورة التلاعب بالشرعية الانتخابية الدستورية لجماهير حزبنا وتجاوزها لتحقيق الأهداف المشبوهة المتمثلة في صفقات وتسويات مع المؤتمر الوطني على حساب الشعب السوداني ومنذ اللحظة نعمل على حشد الموقف الرافض لردع المهرولين وكشفهم وفضحهم لجماهير حزبنا الصابرة الصامدة التي لم تبدل ولم تبيع ولم تخن عهدها وعلى الباغي تدور الدوائر. المجلس الأعلى للشباب و الكوادر