لها الخلود في عليين كما تظل ذكراها العطرة خالدا حيث كانت مناضلة جسورة مهمومة بالقضايا العامة دون كلل او ملل ولا تعرف الاخر في اطار وطنها السودان وان حواراتها الجريئة مع الكل خير دليل, وهي تعبر عن المراة السودانية بحق في زمن تدنت فيها كل القيم السودانية الحضارية التي ارساها اسلافها الكوشيون منذ فجر التاريخ. لالها وذويها الصبر الجميل.
الاخ هباني تحياتي بالفعل هذا اللقاء كان رائعا بحق خاصة في هذا المقطع الذي جعلني اشعر بحزن عميق لدرجة لا يمكن تصوره. حيث كانت حديث الاعماق الكوشي الاصيل واستطاعت نادية بجدارة انتزاع اقرار اخوي صادق من العبقري وردي الذي رد باريحية وعفوية وبساطة متدفقا بالحب العميق الى صديقه الشاعر المرهف ابن الشرق الحلنقي وهذا اللقاء من اللقاءات النادرة التي حضرتها كاملة في القنوات السودانية وكان ممتع بحق. والمفارقة لم يسطر هذا الحوار التاريخي النادر ضمن سيرتها والحوارات الجريئة الهامة التي ادارتها القديرة الجديرة الرائعة نادية في الوقت الذي سعى كاتب السيرة بادناه الى الحوارات التي اجرتها الراحلة مع اهل الفن في مصر مما اجزنني اكثر.
وبذات القدر قد اطلعت على لقائها او حوارها الرائع النادر مع الرفيق المناضل باقان اموم الذي كان نوعيا وفارقا, بحيث اننا تعودنا على صحفي وصحفيات الخرطوم عادة في انهم يتحيزون في لقاءاتهم مع الشخص المضاف حسب اقليمه او حزبه فاذا من النخب الحاكمة تاريخيا وضمن ركب السلطة او حتى احزاب الخرطوم فتجد الصحفي او الصحفية يكبكب ويمرمغ الموضوع رافعا من شان ضعيفه الذي لا يسوى سوى انه في ركب السلطة جاء بليل او ابن السيد فلان او حزبه الفلاني واقليمه المعروف او الخرطوم ولعلهم يتعارفون ايضا. بينما اذا كانت المقابلة مع احد ابناء الهامش المتماهون في ركب نظم الخرطوم ليرجمه ويجعل منه لا شئ على الاطلاق خاصة من له حزب اخر وهذا طبعا نادرا ان يجرى معه اللقاء الصحفي ولا تلفزيوني في ما يسمى بتلفزيون السودان او القنوات الخرطومية الاخرى لسماع رايه اي كان فهذا مستحيل طبعا تاريخيا. وهكذا هو الواقع بينما الاستاذة الراحلة نادية قد اجتازت هذا الامتحان بامتياز وجدارة سوداناوية اصيلة همها الشان العام مع احترام كامل للانسان بل يشعرمضيفه اي كان بانها حقيقة جزء اصيل منه وترجو منه كمان؟
فهذا الشعور الانساني والتوادد والتواضع والعقلانية والجدية والاحاطة كلها صفات متكاملة في الراحلة نادية مما اهلتها لانتزاع ما تصبو اليها دون حتى جهد او جدل مع محاوريها فهي تنساب الى محاوريها برقة واحساس انساني وتقدير عاليين جدا كاخت عزيزة وصديقة وقريبة محاورها كانها في حماها وليس مواجهة محاورة صحفية دون ادنى تمييز, ثم تبدا الحوار وهذا ما كان قد ادركه الاستاذ العبقري المناضل وردي بان ترحب بها على انها النوبية الاصيلة؟ ومن الصعب جدا انتزاع مثل هذه الالقاب الخاصة المميزة من العبقري محمد عثمان وردي. كما من المؤكد للراحلة نادية دور هام في التعبير الاخوي العميق من العبقري وردي عن صديقه شاعرنا المبدع اسحق الحلنقي. وفي الواقع في الاقرار الاخوي الصادق الذي عبر عنه وردي ببساطة درس هام لنا في الاعتبارات في الخلاف بين اي انسان واخر شئ حتمي ولكن هل يفسد قضية الود الاخوي بين الناس؟ فهذا هو المحك ويبدو نحن على المستوى الخاص والعام نحتاج للدرس الان في مناحي حياتنا اكثر من اي وقت مضى رحم الله الخالدين العبقري المرسيقار وردي والانسانة النبيلة نادية ولهما الخلود في عليين كما في ذاكرتنا الجمعي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست