|
Re: صمت البراكين قبل إنفجار الحمم!قصيدة جديدة للشاعر عالم عباس محمد نور ! (Re: احمد الامين احمد)
|
لاحظت كمتابع محب جدا لشعر عالم عباس أنه يكتب كثيرا من الشعر فى السنوات الأخيرة خلال فترة الحج تحديدا عبر منحى دينى واضح لكنه يشحنه دون هتاف وإستعراض ثورى بمنحي سياسى من واقع الواقع اليومى السالب بوطنه القديم السودان الممزق بفعل الحروب والمجاعات والقهر وسوء الحكم وتفشى الفساد وقد برز هذا المنحى عند عالم وظل يؤرقه أخيرا ويمكن ملاحظة ذلك الأرق الجميل فى إثنتين من خرائدة الأخيرة التى كتبها تلك الفترة السابقة لعبوره بحر المالح تجاه مغرب الشمس ! ، الأولى حول زيارته ذات عيد أضحى يثرب وطابا وطيبة مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم وزيارته بقيع الغرقد وأخرى حول زيارة له لمدائن ثمود حيث قوم صالح متقمصا عبرها لسان سيدنا صالح كمنذر من خراب لكنه قومه لايسمعون مثل حكامنا قبل أن تدركهم الصيحة وتتركهم فى ديارهم جاثمين . الشاعر فى القصيدة صوته الهادى المنذر من عذاب الصيحة وخراب الديار فهل يسمعون. تحية للشاعر المجود عالم عباس هذا الدفق الشعرى الراقى بمنى وجدة والمسلمون يرمون ويطوفون والحكام فى بلادنا يخربون و يقهرون حتى تدركهم البراكين بحممها عندها لاعاصم من الشعب ولاجبل يأوى من الغرق .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صمت البراكين قبل إنفجار الحمم!قصيدة جديدة للشاعر عالم عباس محمد نور ! (Re: احمد الامين احمد)
|
Quote: هدوءٌ، يكدّس الرعدَ والبَرْقَ ضمّادةً فوق شرايينه الراعفة. هدوءٌ، ليملأ عينيه من خناجر جلاده النازفةْ. هدوءٌ، يُحَفّزُ خَيْلَ الوُثُوبِ، بِمِهْمَازِ هَبّتِه الهادفةْ. هدوءٌ صَمُوتٌ ليكبُت ثرثرةَ المُرْجفينَ، ويَفْضَحُ عُرْيَ المُرائين، علَى وَهْجِ نيرانها الكاشفةْ. هدوءٌ، يُخاتِلُ عُذْرَ التأنِّي، وغَدْرَجَلاوِذَةِ الأمْنِ، إفْكَ الدجاجلة الملتحين، ذوي السحنة الزائفةْ. هدوءٌ، وتحسبه هدْأة الموت، لكنّها الآزفةْ، ستتْبعُها الرادفة. فلا هجعت تلكمُ الأنفس الخائراتُ ولا وهنت جذوةُ الرفض فينا، ولا نامت الأعينُ الخائفةْ.
|
سمعت دويُّ رعد حروف شاعرنا السَّارية عالم عباس وحين شام البدويُّ ود المقدم برقها عرف أنها هطلت بأرضنا اليباب ..... التي أجدبها تنابلة الشِّعر الدَّعيّ كما يسميهم عالم عباس ببروقهم الخُلَّب التحيَّة لهذا الشاعر الشاعر حقا .....، لأن لحروفه صهيل ولمفردته حمحمة ولشعره صواعق وبروق وأهازيج وزغرودة وشُبَّال...........
محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صمت البراكين قبل إنفجار الحمم!قصيدة جديدة للشاعر عالم عباس محمد نور ! (Re: احمد الامين احمد)
|
Quote: يا سهادَ الدفاتِرِ في ليلة الصَّمْتِ، والشعراءُ الخليّونَ ناموا. يا صراخَ القوافِي الحبيسةِ ما بين اقلامِهم، واصْطِخابِ محابِرِهِمْ، حيث قاموا. يا ارْتِعاشَ التَّمَرُّدِ في الدمِّ يغلي، فلا يستقرُّ إلى أن يقرَّ السلامُ. إلى أنْ يًقامَ القِصاص على ساحةٍ العَدْلِ بالْقِسْطِ، لا يَتَفَلَّتُ جانٍ، ولا يعْتَرِي المُنْصِفين انْهِزامُ. هدوءٌ، يُبَدّدُ وحشَتَهُ، ويُحَدّدُ وجْهتَهُ، ويُزَلْزِلُ عرْشَ البُغَاةِ، يَدُكُّ صَياصِيَهُمْ، حيث حَلّوا وحيث أقاموا. هدوءٌ، تبرْكَنَ يغلي، يُؤَكِّدُ أنَّ الطواغيتَ وَهْمٌ، وأنَّ دمَ الأبْرِياءِ حرامُ. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صمت البراكين قبل إنفجار الحمم!قصيدة جديدة للشاعر عالم عباس محمد نور ! (Re: احمد الامين احمد)
|
Quote: فالـتُّرْبُ مِـْسكٌ ومن عَبَقِِ البـَّقيعِ نَـدَىً . .. و النـخلُ يَـرْشَحُ طِـيـباً من أريجِ قُـبَا سـما بـروحيَ مِـنْ ريـحانها سـبـبٌ . .. إلـى الـمعـارج لَـمَّا عَـزَّ مُنْـسَرَبـَا هنـا الأرضُ مـن نفـحاتِ الله عـابقـةٌ . .. هـنا السماواتُ قَـدْ مـَدَّتْ لـنا طُـنـُبَا تـسري الـسـكينةُ في أوصـالنا بَـرَدا . .. ويـخفقُ القلـبُ من جـّرائـِها خَـبَـبَا لـمّا هَمَـمْتُ و أوْهَى الذَّنْبُ من عَضُدي . ذنـبٌ أصـاب شبـاباً لاهـياً و صِـبا و حَـزَّ في النفس ما قَدْ حَـزَّ مِـنْ وَضَرٍ . كَمْ كان غَـرّرَ بِـي و اسْتَـْكـثَرَ الكَرَبا هـُرِعْـتُ نحـوك و الآمـالُ تَسْـبِـقُنِي . و أَوْشَـكَ الشَّـوْقُ من أشـواقـه يثـبا و رضْـتُ روضتك الفـيحـاءِ في لَهَـفٍ . و القـلْبُ قَـْبـلُ أُسَـْيفَـاناً ومـرتَعِـبَا وعُـدْتُ مـنك بـأفراحٍ تُـطَـوِّقـنـي . ما عاد مـنك فـؤادٌ قَـطُّ مُكْـتَـئِـبـا |
سلااام احمد والتحية لك مجددا ولشاعرنا عالم وللأخ بله
أحمد أقول صادقا وبلا شطط وشطح عندما أنظر لوجه محمد المكي وعالم والكتيابي وأزهري وعاطف وسند والطيب صالح وإبراهيم إسحق والدلال وودقدال الكباشي ومظعن وعلي الشيخ ود المُر وحنفي و عضو المنبر أبا ذر......... عندما أُحدِّق في وجوه هؤلاء أحسُّ في داخلي أنني أنظر لوادي عبقر كفاحا في وجوه هؤلاء نور او هالة من الإبداع وقبس من دعاش التميز او الموهبة مسحة من العبقرية ، شئ لا أدري كنهه ولكنني عندما أري وجه مثل هذا أوقن تماما أن صاحبه مبدع وصاحب موهبه و.......
محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صمت البراكين قبل إنفجار الحمم!قصيدة جديدة للشاعر عالم عباس محمد نور ! (Re: احمد الامين احمد)
|
Quote: و بعدها أفارق الجسد أزوم ،، أيها المهاب ،، ايها العظيم بكل امتدادك الشموخ في طريقك الطويل بكل انسيابك البديع رائعاً و مروعاً بكل اندفاعك الدفاق نحو الشمس في متاهة الغروب بكل ما يحف شخصك المهيب من جلال روعة الطيوب و كل ما تهزه حرارة التكوين و المخاض و كل روعة العطاء و النماء في كل ضمة عميقة يمنحها الحبيب للحبيب اليك في سباتك اليقظان في مهادك العجيب عليك من ستائر الغموض يرتمي وشاح و فيك عند منحناك ذلك المحفوف بالأسرار عند همسة الرياح كأنما الصباح شروقه أزوم ،، نهاره أزوم ،، غروبه أزوم أواه ها أنا أعود مثلما بدأت مكبلاً بالصمت و الرهبة و الوجوم ماذا ترى أقول يا أزوم؟؟
|
الله الله.... التحية لك مجددا أخي أحمد والتحية لشاعرنا الأنيق عالم عباس وكلنا ذلك الرجل نعشق الوديان والسهول والتلال والجبال و........... شاشت بنا هذه الشاردة يا أحمد ، حتي أمسينا نردِّد مع سيدي محمد شريف العباسي "الوادي الغزير شِقلُو وغديرو مسرَّف يارين إن قبيل بيهو الزمان ماعرَّف الضيب العلي راس القلع بتكرَّف رزم وإتشابا لي ليم الغروب بتشرَّف"
Quote: سؤال لود المقدم انت ذكرت (الدلال ) ضمن من ذكرت من شعراء فهل هو شقيق أم قريب لأخى وصديقى فى (البؤس والدرس ) اللمين الدلال
|
التحيَّة لصديقك الجميل وصديقنا جميعا الأخ الرائع الأمين الدّلال أو كما يحلو لأهل البادية "أزرق" ولكنني أعني الأديب الأريب والشاعر المجوَّد إبراهيم الدلاّل فهو إبن عم صديقك الأمين وإبن خالته كذلك والديهما شقيقين وكذلك والدتيهما ووالد إبراهيم شيخنا العلامة محمد محمود الدلال رحل إلي دار الخلود قبل شهرين وأرادت عناية الله أن يلحقه بعد شهر شقيقه والد صديقك الأمين الدلال ، والغريب في الأمر ان شيخنا محمد محمود أكبر من شقيقه محمد الأمين والد صديقكم الأمين، حيث وصل إلي السودان قبله ثم لحق به شقيقه محمد الأمين والغريب في الأمر ذهب إلي دار البقاء قبل أخيه ولكنه أيضا لحق به بعد شهر، فيا لسماحة الأرواح.......! وكلاهما عاشا معنا بالبادية وتحديدا منطقة أم بادر رحمة ربي تغشاهم وحيا قبرهم الغمام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صمت البراكين قبل إنفجار الحمم!قصيدة جديدة للشاعر عالم عباس محمد نور ! (Re: عبيد الطيب)
|
شاشت بنا هذه الشاردة يا أحمد ، حتي أمسينا نردِّد مع سيدي محمد شريف العباسي "الوادي الغزير شِقلُو وغديرو مسرَّف يارين إن قبيل بيهو الزمان ماعرَّف الضيب العلي راس القلع بتكرَّف رزم وإتشابا لي ليم الغروب بتشرَّف" ********* تحية وتقدير أخى عبيد وانت فى رفقة (العباسى ) الكبير عبر ماجادت به ذاكرتك من هذا القريض الجميل ولا أدرى من روعة المفردات وجمالها الأخاذ هل هى فصحى أم عامية من حوشى الفصيح وهذه هى عبقرية (العباسى ) فى التعبير بأى مفردة كانت لتتجلى عند (الصورة الطبيعية ) بهذا الجمال (بادية الكبابيش ) مرة أخرى فى حضورك عبر شهادة شيخ حسن نجيلة تكاد تكون هى المشكل الأكبر فى ثراء وإثراء شاعرية محمد سعيد العباسى رغم عدم إنتمائه الجغرافى والإثنى لها !لكنه كان يغشاها كثيرا على ظهر (قلوص ) عابرا (كثبانها ) صوب (مليط حيث العارض الغادى ) وذكر حسن نجيلة أن أهل بادية الكبابيش كانوا يعاملون شيخ العباسى كشيخ صوفى كبير جدا كماذكر تطوير العباسى بعض أهازيج النساء بتلك البادية الجميلة وتحويلها لشعر راقى جدا .. تحية لك ولروحى العباسى وشيخ حسن نجيلة و عالم عباس الذى اوحت خريدة له ب(منى) هذا البوست دون تخطيط مسبق علما أن لواء الشعر السودانى الان حامله عالم عباس خاصة مع وجود محمد المكى منذ عقود غربى الاطلنطى هذا إن كان للشعر لواء كما قرأنا فى كتب التراث العربى القديم . *** اللمين الدلال فارس مقدام ورجل كامل التهذيب يكفيه فخرا وشجاعة وفروسية أنه من حمل الشهيد بشير الطيب للمشفى وهو مضرجا بدمائه لحظة إحتضاره وطبعا لحظة (الدواس )ومنظر الدماء إن لم يكن الحاضر فارسا قوى القلب مثل اللمين الدلال فإنه سيلوى مدبرا ولن يعقب . مع التحية والود حتى مداخلة أخرى والله أعلم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صمت البراكين قبل إنفجار الحمم!قصيدة جديدة للشاعر عالم عباس محمد نور ! (Re: احمد الامين احمد)
|
محمد السنى دفع الله يقول لله دره : عالم عباس عالم فريد جميل ونبيل و ابداع ليس له حدود من مبدعينا الذين يجب ان نلمعهم ونزيد من بريقهم ونعرف الاجيال القادمة بجمال فنونهم شكرا يا صديقي الحبيب .. محبتي ابدية ***** أعترف الرد على مداخلة محمد السنى دفع الله أعلاه يعتبر أصعب ردا أكتبه منذ دخولى هذا المنبر العام حين أستجاب بكرى لطلب الاخت د.بيان عبر بوست لها يطالب منحى كلمة مرور .. لماذا هو أصعب رد؟ يصعب الإجابة لكن والله على ما أقول شهيد حين كتبت مداخلتى يوم الاحد التى سبقت مداخلة محمد السنى وخرجت من النت لسبب مبهم طاف طيف محمد السنى بذهنى برهة قليلة دون غيره من أعضاء المنبر وهذا يحدث كثيرا فى نفس الإنسان دون سبب واضح يأتى طيف ما لذهنك وانت عابرا أو ساكنا أو غير ذلك .. ورد طيف محمد السنى قبل تداخله فجاءة خاصة حين تذكرت عدم وقوفى على مشارك له منذ أن كتب أحد الأخوة الكرام بالدوحة يطلب الدعاء لود السنى من وعكة خفيفة علما أننى أعرف الرجل الشفاف جدا كما إتضح عبر توارد الخواطر كشخصية درامية عبر الوسائط و صافحته مرة واحدة بالدوحة حين إلتقيته صيف 2011 بمجمع زاد على الدائرى الرابع وقلت له (أنا أحمد أخو كيكى ) وتحدثنا لأقل من 3 دقائق ذاك كل لقائى بمحمد السنى لكن أن يأتى طيفه بذهنى ثم أعود للبوست لأجد مشاركة له يجعلنى أقف كثيرا فى عصر مظلم وفوضوى وقبيح لأقول بوضوح يبدو أن ( محمد السنى رجل به سر ربانى وشفافية ومساحة واسعة للحب داخله ) جعلته (يجى فى قلبى ) دون سبب واضح حين تداخلت ثم أعود لأجد مشاركة له فى يوستى هذا .. تحية وحب وتقدير للأخ الشفاف محمد السنى هذا الحضور الربانى المدهش فى ذاكرتى دون سبب واضح.. كثير من الأشياء مثل ماذكرت أعلاها يصعب تفسيرها منطقيا سوى قبولها بحب وتقدير . تحية وتقدير لعالم عباس كشاعر عراف جمعنا عبر قصيدته الراقية التى كتبها بمنى حج هذا العام والحجيج يرمون الجمرات ويطوفون الإفاضة وعسى أن نجتمع بهذا الحب (تحت ظله وعرشه يوم لاظل إلا ظله ) أمين مجددا تحية لمحمد السنى دفع الله .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صمت البراكين قبل إنفجار الحمم!قصيدة جديدة للشاعر عالم عباس محمد نور ! (Re: احمد الامين احمد)
|
الزول الجميل أحمد الأمين أحمد لك التحية والتقدير وأنت دوما تُسَكِن حروف الثقافة فينا ليسلم تذوقنا لها عن الوقوف. والتحية والتجلة عبرك لشاعر الكبير عالم عباس محمد نور والذي أتحفنا في أخر زيارته إلى أبوظبي بمنتدى السودان الفكري بأروع القصائد فكانت أوراق سرية من وقائع ما بعد حرب البسوس ( كما كشفها حفيد المهلهل بن ربيعة) فلمّا وقفتُ أجادِلَهُمْ بالزَّبورِ التي بينهم، حذّروني، وهاجوا وماجوا، ومن بعد ما خَلَصُوا في الحديثِ نَجِيّاً، ركبوا رأسهم، ثم عاجوا فقالوا: "لنا دينُنا"! قلتُ: "لي دينِ". قالوا: "صبَأْتَ"، وقالوا:" خَسِئْتَ"، وقالوا وقالوا.. فقلت لهم: " قد كَذَبْتُمْ على الله"! قالوا: " ومن أنْتَ حتى تُحدّثُنا عنهُ؟" عندئذٍ، شلَّني الرعبُ حين هوى فوق رأسي السؤالْ! فلمّا أفَقْتُ، إذا هُمْ يقولون: "إنّا اخترَعْناهُ، هذا الذي هِمْتَ في حبِّه عاكِفاً، وإنّا صنعْناهُ من حُلْيِنا وهوانا، وأنّا ابْتَدعْناهُ، فَهْوَ لنا دونكم"! قُلْتُ : "مهلاً، إذَنْ قد كَفَرْتُمْ!" فقالوا: " فنحْنُ الذين نُكَفِّرُ لا أنْتَ، نحنُ لدينا الكتابُ وأمُّ الكتاب! نُصوصُ القداسةِ صُغْنا عباراتها سُوَراً، وضربنا عليها الحجاب! واحْتَكَمْنا لآياتِها كي نسُودَ عليكم، فنجْعَلُكم تحت أقدامنا، ثُمَّ نحنُ احْتَكَرْنا تفاصيلَها، فَنُفَسِّرَ كيف نشاء. فإنْ ما تناقَضَ الآنَ بعضُ الذي لا نُريدْ، وما قدْ أردْنا، نسَخْنَا، وصًغْنا الذي نشْتَهِي من جديد! وأنَّا لَنُنْقِصُ في مّتْنِهِ ما نشاءُ، وأنّا نُزيد!". "ثُمَّ منْ أنْتَ حتّى تُنازعَنا أمرنا، وما أنتَ منّا، ولا من قريشٍ، ولا مِن تَميم، ولاَ في القريتينِ عظيم"! وهَبُّوا غِضاباً إلى السيفِ، قالوا: "وما أنْتَ، ما أنْتَ؟ " إنّما أنتَ ذَيْلٌ لنا، كلْبُنا قابِعٌ بالوصيد"! قلتُ: "افْتَريْتُم على الله"! قالوا: " افْتَريْنا، فماذا إذن! ألهذا أتيتَ تجادلُنا كيْ تسودَ وأنتَ الحقودُ الحسود؟ نحن نسلُ ثمود، ونحنُ أحبّاءُ هذا الإلهِ وأبناؤهُ نحن، قبل اليهود"!
غير أني طفِقْتُ أجادلُهم بالتي هيَ أحْسَنُ حتى أساءوا، فقلْتُ "اجْعلوا ما لقيْصَر يمْضي لقيصر، وما كان للهِ، لله، عَلَّ الذي بيننا اثْنانِ: دُنْيا ودينٌْ، فَيَتّضِحُ الفَرْقُ، كي يَسْهُلَ الرّتْقُ، في ثوبِ هذا النِّزاع العقيم"!
فما قُلْتُ ذلك حتى انْبَرَوا، آخذينَ خناقي، فشدّوا وَثاقي، وكانوا يقولون: " نحنُ الذين تنادَوا، ومَنْ "قيصرُوا" اللهَ نحنُ، ونحنُ نُؤلِّه قيصرَ كيف نشاءُ وأكثر! فما كان لله يمضي لقيصر! حَكَمْنا. وإنّا ، على ما نشاءُ تصير الأمور"! فقُلْتُ: " ولكنكم تزعمون بأنّا سواءً، ولا فضْلَ إلاَّ بتقوى"؟ فقالوا: " صدقْتَ، فأنتم سواءٌ، ونحن سواءٌ، وشتّانَ بين السوائين"!
قُلْتُ: " فقد كان يجْمَعُنا الدينُ". قالوا: " لقد كان، فالآنَ فرَّقنا الدينُ"! قلتُ: " فهذا أوان الفراقِ إذنْ؟ فليكُنْ! فماذا فعلتم بهذا الوطن؟ وهذا البِناءُ، وضعنا مداميكَه، والأساس معاً. وما زال في الوُسْعِ تشييده شامِخاً، كما قد بدأنا، ولكن ْ معاً! صحيحٌ،على كتفنا كان عبءُ البناءِ الكبير. والدماءُ التي تتَدَفَّقُ في ساحة الحربِ، كانت دمانا، ولا بأسَ أن كانَ أغلبنا في الضَّحايا، وقود المعارك، والجند، والهالكين! ويوم حملْتُم لواءَ القيادة، ما نازع النّفْسَ شكٌّ يمسُّ جدارتَكم حولها، يوم ذاك، إذا كان حقاًً يقال! وقد كان ما بيننا الدينُ، والشرْعُ، صدقُ المقالِ،وحُسْنُ الفِعالِ، ونُبْلُ الخِصال. والعدلُ كان هو الفيصلُ الحقُّ، والحَكَمُ القسطُ، يوم النِّزال!
فما بالكم هؤلاء نكَصْتُمْ، وآثَرْتُم الظلمَ، والحَيْفَ، جُرْتم؟ ما عقَدْتُمْ، نَقَضْتُمْ ما رَتَقْتُم، فَتَقْتُمْ! وها ما بنيْتُم هدمْتُمْ، وما زِلْتُمُ تفعلون:!!
بَني أُمَّ، هذه الأرضُ، كتفاً بكتفٍ، وكفّاً بكَفٍّ، شقَقْنا ثَراها، لنصنَعَ هذا الوطنْ. سقَيْنا عُروقَ الرِّمالِ العَرَقْ، سكبْنا الدموعَ، ليالي الأرَقْ! صَبَغْنا النّجوعَ النَّجيعَ، وسالت دمانا على كلِّ شقٍ، نشُقُّ الطُّرقْ، فَكُنّا بنيها بِحقّْ! فها أيْنَعَتْ، وحان القِطافْ، فما بالكم تفْترون علينا، وعن حقنا تمنعونا، ونُمنَعَ حتى الكفاف؟ ونعطَشُ و النيلُ جارٍ لديكم، وأنتم ترونا ظِماءً نموتُ، بقُرْب الضِّفاف! ففيمَ نخافُ، وكيف نخافُ، وممَّ نخافْ؟ هو الظلمُ نخشى، وحَيْفَ القريبِ، ونعجب كيف يرقُّ الغريبُ ويقسو الحبيب؟ سهِرنا عليكم زماناً، وما ضَرَّنا لو تناموا ونصحو! وقفنا الهجيرَ، نُظَللُّكم كي تسوسوا، وذقْنا المراراتِ، كي تنعُموا بالعَسَلْ. رعيناكمُ في المُقَلْ. فكيف بني أُمَّ هُنَّا عليكم فأقصيتمونا، وآذيتمونا، فما بالكم تكْفرونَ العشير؟ وبالأمس كُنّا لكم إخوةً، قبل هذي الفِتَنْ! وكنتم زعمْتُم أبانا أباكم، ومن ثديِ أمٍّ رضعْنا، نذرنا نموتُ وفاءً لهذا التُرابْ! لماذا عبثتُم بأحلامنا فغَدَتْ في السراب؟
لِمَ الآنَ صِرْتُم علينا؟ وصار لكم انتماءٌ جديدٌ،وعِرْقٌ، وسِنْخٌ، سِوى ما عهِدْنا؟ أَلسْنا أتينا، كما النيل أزرقُ، جئتُمْ، كما النيل أبيضُ، ثُمّ التقيْنا على مَقْرَنٍ بَيِّنٍ، وامتزاجٍ أصيل؟ ألسْنا مضيْنا معاً، نَهَراً واحداً، واكتَسَبْنا معاً لوننا النيلَ، هذا الجميلُ الذي لا شبيهَ لهُ غيرُهُ، ذاتُه فيهِ، نيلٌ ولا يُشْبهَ النيلَ، ماءٌ وليس بماءْ! فكيف تريدونه يَتَحَدَّرُ عكسَ المَصَبِّ، وأنْ يتَفرَّقَ أزرقَ، أبيضَ، كيف تريدون للدم أنْ يتنكرَ من حمرتهْ، فيصبح ماءً، مجرّد ماء! ويستبدل الطينُ من سُمرتهْ، فيغدو هباءً، وأن يتعَرَّى، ويستَشْعرَ العارَ في سُمرَتهْ؟ أتسمحُ كيف بهذا الهُراء! وأيُّ الغرورُ اعتراكَ، فصِرْتَ كما الثورُ في هيجتهْ، صرتَ تُحطِّمُ تلك العلائقَ، تُشعِلُ فينا الحرائقَ، تفتننا، وتفرّق بين الخليل وبين الخليل.
آ الآن تطلب مني أدافعُ عنكَ، أصُدُّ الغُزاةَ وأفنى لتبقى! وها أنت كالسوس تنْخرُ في سامقات الشجر؟ ودأبكَ الدهْرَ تمضي، تقَتِّلُ فينا، وتذبحُ منا، وتسحلُ، تنهبُ، تسبي وتهتِكُ عِرْضَ أخيك!
آ الآن صرْتُ ابنَ شدّاد، والأمسَ كنتَ تعيّرني باسم أمي، فتصرخُ:( يا ابن زبيبةْ)! آ الآن يا عَبْسُ، صرتم تنادوا عليَّ، وقد كنتُ أُطْرَدُ، تُلْقى عليّ َفتاتَ الموائدْ! أما زلتُمُ آلُ عبْسٍ تظنون أن العصا والقيودَ تُطوِّعني لأُواجِهَ أعداءكم، فَأَكِرَّ عليهم، كما تشتهون؟
بَنِي أُمَّ، لا. واجهوا من دعوتم، بأقوالكم، وبأفعالكم، وأكاذيبكم، فهذا حصاد الذي تزرعون! وإني ليعجبني أن تذوقوا من السم ما تطبخون، وأن تصطلوا بالجحيم التي توقدون!
فإنْ كان لابد أن اتْبَعَكْ! فسأمضي معك! وأرقُبُ كيف تسير إلى مصرعكْ، وأشْمَتُ فيك، إذا حاصروك، وساقوك قسْراً، إلى حيثُ يُقْضَى عليك، ومن خاض تلك الخطايا معك، إلى مضجعك! وأرصد كيف التكبُّرُ والعنجهيّة والغطرسةْ، وكل الضّغائنِ والحقدِ، تلك التي وسمَتْ عهدكم، والهوان الذي سُمْتُمونا، ومُرَّ المآسي ونار الكوارث، ثُمّ نرى، كيف تُسْقَوْنَ منها، جزاءً وفاقا، وكأساً بكأسٍ، وقسطاً بقسطٍ، وعدلاً بعدل!
كُنَّا لكم شجراً في الهجير، فكنتم فؤوساً! وكُنّا لكم حضن أمٍّ رءومٍ، فلمّا ملكتُم قطعتُمْ رؤوسا، رعيناكُمُ صبْيَةً، ثُمَّ لما شَبَبْتُم عن الطوقِ، كبَّلْتمونا! وكُنّا نجوع لنطعِمَكم، فلمّا بشمْتُم، بصَقْتُم علينا.
قُضِيَ الأمرُ، لاتَ مناص، فليس بِوُسْعِ أَحَدْ، أنْ يُعيدَ الحليبَ إلى الضرْعِ، بعد الخروج! ولا أنْ يُعيدَ الجنينَ إلى رَحِمِ الأمِّ، ليس بوُسْع أحد، أن يُعيد الرصاص إلى فوَّهات البنادق، ما من أحد، يعيدُ السهامَ التي انطلَقَتْ، بعد نبْضِ القسيِّ، وإن أخطِأِتْ قَصْدَها، أو أَصابَتْ! وهل مِنْ أحدْ، يستعيد الحياة لمن قد قتلْتُم، وأحرقْتُمُ ودفنتُمْ؟ انتهى للأبد، فليس بوُسع أحدْ، بعد جُرْحِ الكلام، أن يعيدَ لنا الابتسام. كذبتُم، وخُنتم، وما زلتُمُ تكذبون! جرحتُمْ، وأوغَلْتُمُ في الجراح، فليس بوسْع أحد، أن يُعلِّمَنا كيف ننْسى! غفرنا، وقد نغفر الآن، أمّا لننْسى، فهذا محالٌ، - فيا للأسى- ليس ننسى!!
وَجَبَ الآن أن نتوقّفَ حتى تَرَوا، أيَّ جُرْمٍ جرمْتُم، وما تُجْرِمون! وكيف اسْتَلَلْتُمْ سكاكينَكم، في برودٍ مخيفٍ، تحُزّوُنَ أوصال هذا الوطنْ! تفنَّنْتُمُ في البشاعة والموبقات، وصِرْتُم تُديرون فَنَّ الفظائعِ، بالحَمْدِ والبَسْمَلَةْ! تأكلون الحرام، تُحِلُّون مال اليتيم، وتغتصبون، كما تسفكون الدماء، وما فوق ذلك، بالحمد والبسملة! وبالهمْهَماتِ، وبالتمْتَماتِ، وبالسَّبْحَلاتِ، وبالحَوْقََلةْ! أيُّ شعْبٍ تظنُّونه غارِقاً في البَلّهْ! أيُّ ربٍّ تخونون، مَنْ تخدعون؟ وأيَّ إلَهٍ تظنُّونَه غافِلا.!
قُضِيَ الأمْرُ، حلَّ عِقابُ الإله الصمد! فليس بوُسْع أحدْ، أن يعلِّمَنا كيف ننسى! أثرُ الفأس، في الرأس، والدم ما زال طَلاًّ، وما زِلْتُ مثلَ المُهَلْهِلِ، مثلَ أبي، صارخاًُ: )لا صُلح حتى تردوا كليباً(!!
وينهضُ شيخٌ يثورُ على الحلْمِ، يُلقي زَكانَتَهُ جانِباً، ثُمَّ يمضي إلى السيف، بالرغم عنه، ويهذي: ) كل شيءٍ مصيره للزوال،/قد تجنّبْتُ وائلاً كي يفيقوا/، لا صلحَ حتى نملأُ البيد من رؤوس الرجال،/ أبى وائلٌ عليَّ اعتزالي/، ليس قولي يراد، لكن فعالي/شاب رأسي وأنكرتني العوالي/، طال ليلي على الليالي الطوال/، لم أكن من جناتها، علم الله وإني بحرِّها اليوم صال(!
عالم عباس/ جدة/سبتمبر2006
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صمت البراكين قبل إنفجار الحمم!قصيدة جديدة للشاعر عالم عباس محمد نور ! (Re: احمد الامين احمد)
|
Quote: قرية النوبة شمال ام درمان هل لها صلة ما بقرية النوبة على طريق مدنى الخرطوم ؟ |
النوبة شمال أمدرمان .. النوبة جنوب الخرطوم .. نوبة بالقرب من الزريبة .. نوبة بالقرب من المكنية .. نوبة بالقرب من الدويم .. جبال النوبة .. نوبة أقصى الشمال .. ودنوباوي .. الظاهر السودان ده كلو نوبة
هذه إجابة الشيخ عبدالرحيم البرعي -يرحمه الله - عندما قابلته قبل وفاته بفترة قصيرة في الأردن سألني من وين إنتا؟ فقلت من النوبة شمال أمدرمان فكان أن ذكر المناطق الموضحة بعاليه..
وكنت قد فتحت خيطاً في هذا المنتدى تحت عنوان: النوبة .. أما آن لها أن تُسفر عن وجهها في زمان سؤال الهوية؟!
وقد وردت في ذلك الخيط الكثير من الإفادات المهمة .. ذكر أحد المتداخلين "إن لم تخني الذاكرة الخوانة" أن النوبة كانوا يحكمون الكثير من مناطق السودان الجديد (أعني بعد الانفصال) والحمد لله على كل حال .. وكانوا يجعلون من بعض المناطق (مراكز لسلطتهم) وهي المناطق التي سميت النوبة .. وعندما دالت دولة النوبة غادروا السلطة ومراكز الحكم أيضاً .. وبقيت الأسماء كما هي .. الجدير بالذكر أن منطقتنا بها آثار قبور (مسيحية) يعود تاريخها للدولة المسيحية لا زالت ظاهرة للعيان .. ومعذرة للخروج عن صلب الموضوع قصيدة عالم الرائعة : صمت البراكين قبل إنفجار الحمم، لكن كان لابد من الإجابة بالمتاح والله أعلم.
وآمل أن يتواصل الخيط في عوالم عالم عباس الشعرية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صمت البراكين قبل إنفجار الحمم!قصيدة جديدة للشاعر عالم عباس محمد نور ! (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
تحية وتقدير محمد عبدالجليل وهو يكتب فى حضرة عالم عباس محمد نور : النوبة شمال أمدرمان .. النوبة جنوب الخرطوم .. نوبة بالقرب من الزريبة .. نوبة بالقرب من المكنية .. نوبة بالقرب من الدويم .. جبال النوبة .. نوبة أقصى الشمال .. ودنوباوي .. الظاهر السودان ده كلو نوبة
هذه إجابة الشيخ عبدالرحيم البرعي -يرحمه الله - عندما قابلته قبل وفاته بفترة قصيرة في الأردن سألني من وين إنتا؟ فقلت من النوبة شمال أمدرمان فكان أن ذكر المناطق الموضحة بعاليه..
وكنت قد فتحت خيطاً في هذا المنتدى تحت عنوان: النوبة .. أما آن لها أن تُسفر عن وجهها في زمان سؤال الهوية؟!
*****
وآمل أن يتواصل الخيط في عوالم عالم عباس الشعرية **** إنتهى بتصرف : مع التقدير للأخ محمد وعموم من يراه يصعب إستمرار الخيط فى عوالم عالم عباس الشعرية لأسباب عديدة أقلها عدم توفرى على مراجع من كتابته حاليا كذلك ضن على الأسفير كثيرا فى الحصول على قصائد معينة لعالم عباس لكن فى حضور (أبونا) شيخ البرعى السودانى شخصيا لهذا الخيط عبر رؤياك له عيانا بيانا فى الأردن وهو مستشفيا وحديثه الثر لك عن تجليات عديدة للنوبة كأمكنة بالسودان القديم يمكن القول أن شيخنا البرعى رحمه الله يكاد يكون ضمن قلة قليلة جدا من السودانيين الذى أنعم الله عليهم بحب الناس فى وطن يصعب فيه الإجماع على حب وإحترام شخص من قبل الكافة وهذه نعمة حظى بها قله من بنى السودان القديم منهم البرعى /،عبدالعزيز دأؤود وجكسا الذى يحب حتى المريخاب وأنا منهم . من مظاهر حب الناس بالسودان لأبينا البرعى حدث أنه كان ميمما وجهه شطر الصعيد (النيل الأزرق حاليا كولاية ) وعند مروره ب (مكوار ) وهى سنار المدينة توقفت سيارته بالملجة تحديدا حيث الباعة والحرفيين من كافة القبائل وعندما أدركوا أن شيخهم البرعى شخصيا فى مكان عملهم متوقفا داخل سيارة هرعوا إليه بحب وتلقائية وتركوا بضاعتهم دون حراسة فهجمت الأغنام صوب الخدار والدقيق والذرة رغم ذلك لم يقوموا بزجرها وهم منجذبين بحب شديد تجاه شيخهم البرعى الذى شرفهم بحضوره فى الملجة برهة قليلة علما أن مكوار وما حولها من قلاع التصوف والزهد وحب الصالحين بالسودان القديم ودونك طبقات ودضيف الله .. أعترف لا أجد أجمل من ختم خيط عالم الذى مبعثه خريدته بمنى (حيث تمنى أبونا البرعى أن يعيد كمافى تلك المدحة الشهيرة ) سوى القول ليجمعنا الله جميعا تحت عرشه وظله بهذا الحب وحتى حينها نسمع :
| |
|
|
|
|
|
|
|