كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! (Re: أحمد الشايقي)
|
Quote: المنسي .. (الوجه الآخر لمدينة كسلا..تكشفه المستشفى..مستشفى كسلا يحتضر)
أتعمّد من خلال خبرتي.. جس نبض (المنسي) من سُوداننا في تفقد مرافق التعليم والصحة، في المقام الأول.. لأنّها أساسيات الحياة التي بدونها تَرتد إلى غَيَاهِب عصور التخلف الإنساني.. عُدت إلى مدينة كسلا وذهبت هذه المرة إلى مستشفى كسلا التعليمي.. كنت أتوقّع على أسوأ الفروض أنني سأرى مستشفى (مدينة) عصرية مثل كسلا.. كسلا التي نحتت اسمها في وجدان الإنسان السوداني.. ربما في كثيرٍ من مدن السودان لا يرفع حاجب الدهشة أن تكون المستشفى في أسوأ حالٍ.. فيه بعض القصور ويبقى في درجة مستشفى.. لكن وما أكثر (لواكن بلدنا الملكونة دوماً).. كأني أزور الصحة في مرقدها وهي تحتضر.. لا يمكن أن تصدقوا ما أكشفه لكم من داخل مستشفى كسلا التعليمي.. الهجرة للعلاج..!! : يقع مستشفى كسلا التعليمي في قلب المدينة بالاتجاه الغربي للسوق، ويحتل مساحة تقدر بحوالي (50) فداناً. أول ما يلفت نظر الداخل إلى المستشفى وبدايةً من البوابة الرئيسية وعلى امتداد السور الخارجي تكدس أعداد كبيرة من الناس يجلسون تحت ظلال الأشجار التي تحيط بالمستشفى، يجلسون في جماعات.. المرضى ومرافقوهم وعُمّال وسائقو المستشفى ومنهم الذي اتخذ ظل الأشجار سكناً دائماً، حيث قدموا من أرياف كسلا للعلاج ولم يجدوه فطاب لهم المقام جوار المستشفى لعل وعسى أن يصلح حال المستشفى، فيجدوا العلاج.. أخبرني بذلك (عصام تورس) مرافقي في جولة المستشفى. مستشفى بلا ماء..!! : عند مدخل المستشفى ألقيت التحية على الحارس وطلبت منه السماح لي بمقابلة المدير الطبي للمستشفى، وكان رده أن المدير الطبي غير موجود في هذه اللحظة.. ووجّهني إلى مكتب المدير الإداري.. وفي طريقي إلى مكتب المدير الإداري الذي لا يبعد كثيراً عن المدخل استعنت بكمية كبيرة من مناديل الورق حتى تقيني الروائح الكريهة التي تنبعث من كل مكان بالمستشفى، وعند وصولي مكتب المدير، رحّب بي بحرارة ولم تبد على وجهه علامات تدل على الضجر من مهمتي الصحفية. المدير الإداري عرّفني بنفسه.. المقدم (م) حسين فتح الرحمن.. ولا علاقة له بالجانب الطبي.. إشتكى من عدم توافر مياه الشرب، حيث إنّ الشبكة العامة تُعاني من قطوعات مستمرة. تصوّروا مستشفى كسلا.. ليس به ماء.. كيف إذن تُجرى العمليات الجراحية الصغيرة والكبيرة.. كيف يقيم المرضى في العنابر بلا ماءٍ للشرب أو الحمّامات.. هناك صهريج بالمستشفى ولكنه لا يفي باحتياجات كل أقسام المستشفى الذي يضم (28) قسماً وتتوزع في مساحة (50) فداناً بطريقة عشوائية وليست بها خريطة واضحة لشبكة المياه والصرف الصحي. الصهريج قديم وتم تركيبه منذ إنشاء المستشفى وآخر صغير الحجم ويعمل بطلمبة لرفع الماء صغيرة الحجم ولا يمكنها رفع الماء بسرعة كبيرة قبل أن ينقطع الإمداد عبر شبكة المدينة الذي يتكرر باستمرار وأحياناً بالأيام.. وبلا كهرباء.. أيضاً..!! : أما مشكلة الكهرباء التي تُقطع بصفة مستمرة عن المدينة وفي أوقات حرجة بالمستشفى فهي الأكبر.. ورغم أنّ المستشفى تمتلك مولدات صغيرة موزعة في الأماكن المهمة بالمستشفى.. إلاّ أنّها لا تفي بالحاجة.. وتعيش نهاراً في جو ساخن وليلاً في ظلامٍ دامسٍ، ويؤثر ذلك على استخدام الأجهزة الطبية الحسّاسة. عربات المستشفى بما فيها الإسعاف ترابط بحوش المستشفى متعطلة عن العمل لعدم وجود المال لصيانتها، وأيضاً لدينا نقص في عمال النظافة، حيث نعمل بعربة كارو يجرها "حمار" لتجميع النفايات من العملية والحوادث والعنابر الأخرى ونقلها الى الحاوية المركزية بالاتجاه الجنوبي الغربي للمستشفى في انتظار عربة البلدية التي لا تأتي كل يوم لتفريغ الحاوية من النفايات التي تسبّب هذه الروائح الكريهة!! وعن الصرف الصحي حدث ولا حرج، حيث إنّ جميع دورات المياه بالمستشفى مُغلقة لطفح الآبار، الأمر الذي جعل إدارة المستشفى تحفر مجارٍ على سطح الأرض لانسياب مياه الصرف الصحي الطافحة إلى الحوش الخلفي للمستشفى. قُمت بجولة في أنحاء المستشفى.. هالني ما رأيت.. أبشع كثيراً ما كنت أتصوّر.. استراحة.. أم "أسطبل"..!! : خلال جولتي وجدت عدداً من سائقي عربات المستشفى يجلسون تحت ظل الصهريج.. كأنّ الأمر أشبه باعتصام أو مظاهرة.. لكنني علمت منهم أن ذلك هو الوضع اليومي العادي، لسبب بسيط، إنهم سائقون بلا عربات.. جميع العربات متعطلة ومتوقفة كالأطلال.. سألتهم لماذا لا تجلسون في استراحة العاملين بالمستشفى..؟ ردّوا عليّ بكل عفوية وتلقائية.. لا تقل استراحة بل قل (أسطبل الخيول.. بل الحمير)!! عنابر الجراحة (رجالاً ونساءً وعنبر الأطفال)، تلك قصة لا تصلح إلاّ لأفلام الرعب التي تحكي عن مآسي القرن التاسع عشر.. المرضى من الرجال والنساء في مصيدة الإهمال الكامل.. بعضهم شباب وبعضهم شيوخ في أحرج سنوات العمر.. يبدو على سيمائهم الاستسلام الكامل لقدرهم المؤلم!! زرت عنبر الدرن ووجدته بدون إختصاصي، حيث إنه غادر المستشفى قبل سنتين ولم يحل محله بديل حتى الآن.. ويعمل تحت إشراف طبيب عمومي، وشاهدت تكدساً في برندات العنبر من مرضى الدرن ومرافقيهم الذين طاب بهم المقام – قسراً - بالمستشفى في انتظار الإختصاصي. مشرحة في الهواء الطلق..!! : في عنبر الأمراض العصبية وجدت ممرضاً متوسداً "طوبة" وأمامه إبريق وحافظة شاي نائماً أمام العنبر.. وعند دخولي المشرحة لم استطع المكوث بها أكثر من (15) ثانية لشدة حرارة الجو بالداخل والرائحة الكريهة التي تنبعث منها، أشبه برائحة "حمار" – وليس "حصاناً" - ميت والمكيف لا يعمل!! خارج المشرحة مكان لمحرقة متعلقات الموتى على الهواء الطلق. أما عن الشكل العام للمستشفى فحدث ولا حرج.. مبانٍ مُتناثرة على امتداد (50) فداناً بصورة عشوائية، وأوساخ أينما اتجهت بنظرك والروائح الكريهة تزكم الأنوف!! شاهدت تجمعات للمرضى ومرافقيهم خارج العنابر تحت ظلال الأشجار بأدوات المطبخ والقهوة يُمارسون حياتهم اليومية من طبخ وصناعة القهوة والشاي وحتى ملابسهم يقومون بغسلها ونشرها في أسوار المستشفى وبرنداتها!! وشاهدت الكثير من الرجال والنساء يقضون حوائجهم خلف عنابر المستشفى، حيث أنّ دورات المياه مُمتلئة وفائضة بجوار العنابر.
عباس عزت - صحيفة التيار
|
شكراً الأخ صديق رحمة على إيراد المقال عن التردي في مستشفى كسلا.. مع تحياتي وتقديري .. هذا التردي المريع الذي حصل في أغلب مستشفياتنا مما يوضح جلياً عدم إهتمام الحكومة بالمواطن ومتطلباته لحياة كريمة !
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | Amani Al Ajab | 06-15-10, 03:59 AM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | Amani Al Ajab | 06-15-10, 02:37 PM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | Al-Shaygi | 06-15-10, 03:26 PM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | Amani Al Ajab | 06-15-10, 03:44 PM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | ombadda | 06-15-10, 05:21 PM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | ombadda | 06-15-10, 05:21 PM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | Amani Al Ajab | 06-15-10, 05:44 PM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | معتز تروتسكى | 06-15-10, 07:55 PM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | محمد النيل | 06-15-10, 05:50 PM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | Amani Al Ajab | 06-15-10, 08:00 PM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | Amani Al Ajab | 06-15-10, 11:50 PM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | Sidig Rahama Elnour | 06-16-10, 08:57 AM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | Al-Shaygi | 06-16-10, 05:13 AM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | أحمد الشايقي | 06-16-10, 09:58 AM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | Amani Al Ajab | 06-16-10, 02:01 PM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | Amani Al Ajab | 06-16-10, 02:06 PM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | نجلاء قرافي | 06-16-10, 02:46 PM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | Amani Al Ajab | 06-16-10, 03:29 PM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | Amani Al Ajab | 06-16-10, 09:22 PM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | Amani Al Ajab | 06-17-10, 00:21 AM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | عبد الناصر حسن أحمد | 06-17-10, 07:03 AM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | عبد الناصر حسن أحمد | 06-17-10, 07:05 AM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | عبد الناصر حسن أحمد | 06-17-10, 11:57 AM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | محمد قرشي عباس | 06-17-10, 01:23 PM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | Amani Al Ajab | 06-17-10, 01:30 PM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | صالح عمار | 06-17-10, 03:10 PM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | Amani Al Ajab | 06-17-10, 03:20 PM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | أزهري سليمان | 06-17-10, 06:54 PM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | Amani Al Ajab | 06-17-10, 08:17 PM |
Re: فصل (56) طبيباً بكسلا !!! | Amani Al Ajab | 06-18-10, 04:53 AM |
|
|
|