قيادات الأخوان والجماعات الموالية لهم يهربون .. والمغيبون يدفعون الثمن

Quote: ليست هناك جهة على حد علمى حتى الان تقوم باعطاء بطاقات التصنيف بان هذا يسارى وهذا علمانى وذاك يمينى . اقصد جهة مُحايدة وذات صبغة اكاديمية . وحتى وجود تلك الجهة , فان الادعاء هو من يُحدد الهوية , حتى لو تطلب الامر قسم اليمين على المصحف . وبهذا فاننى يسارى التوجهات والهوية والهوى , واقسم بذلك على المصحف . ما حدث فى (مصر) هو انقلاب عسكرى بامتياز , انقلاب عسكرى كامل الدسم , انقلاب عسكرى هدفه الاول والاخير هو تصفية ثورة (25 يناير) . وما حدث فى ميدان (رابعة العدوية) هو امر مُدبر ومُخطط له من اجل (ا) تمرير عسكرة البلاد من جديد / ابرز ملامحها حركة المحافظين والتى جاءت بنفس تشكلية العهد المباركى فى عسكرة الحكم المحلى قبل يومين فقط من المجزرة / . (ب) هيمنة العسكر بقضبة من حديد بواسطة اعلان حالة الطوارىء / بنفس التعهد والمبرر القديم , مواجهة خطر الاسلاميين اولاد الوســخة , وانها لن تستمر سوى فترة زمنية قصيرة للغاية / . رجل شريف يرحل خرج (محمد البرادعى) , قال ان ضميره لا يسمح له . تحرك العالم فى مواجهة ما حدث , تحرك فى مواجهة الانقلاب اولاً , ثم تحرك فى مواجهة المذبحة . ونجد نحن فى هذا المنبر تصفيق وتهليل / دون تكبير / من عناصر محسوبة على اليسار بشكل او أخر / حسب ادعائها / . لماذا ؟ . خرج الموضوع من نطاق الحديث عن شأن اقليمى لدولة جارة وعزيزة على قلبى ودخل للشأن المحلى البحت , هذا مؤشر خطير على التصفية الدموية القادمة فى السودان , مؤشر تراكم فكرى فاشى عند عناصر اليسار السودانى بان التعامل بالرصاص الحى مع المدنيين من تيار الاسلام السياسى السودانى عند سقوط النظام امر مشروع للغاية . (الكيزان) لا ينفع معهم غير الدم هذا هو الشعار . لا عدالة انتقالية انسانية مثل (جنوب افريقيا) لا تفكيك سلمى لتحكم السلطة الغاشمة فى مفاصل الدولة مثل (الاتحاد السوفيتى) , لا مُحاكمات عادلة امام القاضى الطبيعى مثل (شيلى) , انما الانموذج الامثل هو (رابعة العدوية) , السحل والدهس بالمدرعات والغاز الخانق والرصاص الحى للطرف الاخر لانه خطر على الشعب وعلى الامن القومى . لكن الأستاذ (عاطف مكاوى) لم يشرح لنا بديهية فكرية بسيطة , اذا كان السحل والقتل امر مشروع لنا ضد الاخر الاسلامى الغبى المتخلف الجاهل , فهل يكون من حق ذلك الاخر المتوحش ان يقوم بنفس الامر معنا ؟ , ام اننا ابناء اليسار العلمانى خط احمر مثل الوان شعاراتنا ؟ خرج (محمد البردعى) وقال ان هناك خيارات أخرى غير الدم . لكن عناصر اليسار والمحسوبين عليهم هنا فى المنبر تعتقد ان الدم واجب وطنى . هذه الموجة الفكرية لو استمرت , لو استمر تبرير القتل طالما انه بعيد عن مؤخرتنا يا قول (جحا) , فاننا سوف نشهد حالة صعود يسار فاشى بامتياز , يسار ينظر للمرآة ويرى نفسه فقط . يسار لا يرغب الا فى وجود ثوار فى كل البيوت والشوارع . يسار سوف يقوم بمباركة اى انتهاكات حقيقية ضد التيار الاسلامى / ان لم يُشارك هو فيها / . لكن / وانا على ثقة من ذلك / ان فى اوساط التيار اليسارى السودانى العلمانى فئة صغيرة مُندسة ومشبوهة وبائسة , تطالب بحق التيار الاسلامى فى الوجود والحياة والمشاركة فى اى إنتخابات حرة نزيهة , فئة تعتقد ان تيار الاسلام السياسى هو لون اساسى من الوان اللوحة , فئة تعتقد ان العصيان المدنى والاضراب والتظاهر والاعتصام للجميع هى من بديهيات الدولة السودانية القادمة , فئة تعتقد ان ان الجهة الوحيدة المخولة باحكام الاعدام / فيما يتعلق بالقضايا الجنائية فقط دون القضايا السياسية , اكرر , دون القضايا السياسية / هى المحاكم الطبيعية وبوجود محامى طبيعى . نفس ما يطرحه الأستاذ (عاطف) هو نفس رأى اليسار المصرى , اتركوا الجيش لعملية التنظيف حتى يتم اجتثاث الاوباش , وبعدها يجد اليسار البيت النظيف للانطلاق نحو افاق العدالة الاجتماعية دون اى عقبات , لكن الجيش لن يرضى بدور خادم التنظيف الذى يقوم بالنظافة فى الصباح ويترك السيد اليسار مع السيدة البلد على اضواء الشموع يتغازلان . خرج (محمد البردعى) , رغم انه من مهندسى الانقلاب الاساسيين . يا شهداء مجزرتى (رابعة) و (النهضة) , هناك يسارى سودانى علمانى عجوز يختلف معكم 180 درجة فى الافكار , ويقف دقيقة حداد على ارواحكم الطاهرة . الثورة والوطن عند الاستاذ (عاطف مكاوى) اهم من البشر .. والبشر عندى اهم من اى وطن واى ثورة واى دين واى نظرية سياسية , كل هذه الاشياء من اجل البشر , ونقطة دم واحدة من اى انسان اهم عندى من اى وطن واى ثورة واى فكر واى دين .