|
Re: ثانى اكبر مدن السودان نيالا: الان تحت رحمة مليشيات الجانجويد (Re: بريمة محمد)
|
ويجب التفريق بين قبائل الميما العربية .. وحاشية سلاطين الفور المسمين بالميما ..
Quote: قبائل الميما الفصل الثاني الطرق التى سلكتها القبائل العربية المهاجرة إلى أفريقيا والسودان يؤكد كثير من المؤرخين , أنّ العرب المهاجرة من شبه الجزيرة العربية والحجاز , وقد وصلوا إلى السودان , عن طريق الحبشة ومصر .وقسم من هذه القبائل , سواءً أكانوا تجاراً أم مهاجرين قد إستقرو بالطبع فى مصر والحبشة , واَخرون قد اتحذوا طريقهم عبر النيل الأزرق , ونهر عطبرة شمالاً الى بلاد النوبة . ومن بلاد النوبة , كان هنالك طريق يبدأ من دنقلا , ويتجه غرباً ليتصل بدرب الاربعين , الذى يصلها بدارفور. ويؤكد المؤرخ (هارولد ما كمايكل) فى كتابه_تاريخ العرب فى السودان_هذا يعني بقوله :هنالك مايوضح أن بعض هؤلاء العرب , سواءً أجاءوا من الشرق , عبر البحر الأحمر , أم جاءوا من الشمال , عبر وادى النيل , وجدوا طريقهم غرباً , عبر كردفان إلى دارفور.ولمّا فتح العرب المسلمون مصر على يد عمرو بن العاص عام 641م , وتدفق جموع القبائل العربية عليها , سلكوا الطريق نفسه , وهو درب الاربعين , للوصول إلى دارفور . وهكذا لعب هذا الطريق دوراً هاماً , فى نقل العروبة , والإسلام , وحضارته إلى دارفور , والى قلب القارة الافريقية وبلدانها الغربية .والى جانب طريق الاربعين , كان هنالك طريق صحراوي غربي اَخر , ربط بين مصر ودارفور ايضاً . وهو طريق يتوسط طريق نهر النيل , والطريق الليبي التونسي , ويسمى بالطريق الليبي , وربما لأنه يمر , بعد أن يخرج من مصر بالصحراء الكبرى , التى تسمى فى جزء منها بالصحراء الليبية , وهى الصحراء التى تقع شمال دارفور وتشاد . وهذا الطريق يمتد من غربى الدلتا ,أو من الإسكندرية على وجه التحديد , ويتجه نحو الجنوب , حتى يصل إلى الجهات الشمالية فى كردفان ودارفور . وهو طريق تذكره معظم القبائل العربية من الغرب ص(17) مصر , فى رواياتها وأخبارها.بجانب هذين الطريقين . الّلذين يوصلان بين مصر ودارفور , هنالك طريق ثالث , ولكنه غير مباشر , إذ يأتي من مصر إلى بلاد النوبة أولإً , ومنها إلى كردفان ودارفور ثانياً . ويكاد أن يكون هذا الطريق , هو الطريق الرئيس للهجرات العربية القادمة إلى السودان بصفة عامة . كما وأنه كان من أقدم الطرق التى سلكتها هذه القبائل الى السودان . فالتاريخ لايسجل فى اى عهد من عهوده , وصول موجات هامة أو هجرات عنيفة إلى السودان عن طريق غير مجرى نهر النيل , الذى يمتد من الشمال إلى الحنوب . ولذلك هذا الطريق , يعتبر من أهم الطرق المؤدية إلى السودان من مصر .ولا يفوتنا هنا , أن نضيف الطريق الذى يربط السودان بالبحرالأحمر , وينتهى عند ميناء عيذاب , الذى يقع فى اَخر حدود مصر وأول حدود السودان . وكان هذا الطريق مشهوراً بأنه طريق للحج , بجانب أنه طريق للتجارة. وذلك لأن الحجاج القادمين من مصر , والسودان , وغرب أفريقيا ,كانوا يستخدمونه فى العصور الوسطي للذهاب إلى الحجاز ,تجنباً للأخطار الناجمة عن الحروب الصليبية ,التى كان حوض البحر الأبيض المتوسط ميداناً ومسرحاً لها . فقد كانت (عيذاب ), بعيدة كل البعد عن غارات الصليبين , الذين نقلوا سفنهم فى تلك الفترة إلى البحر الأحمر , وأخذوا يهددون قوافل الحج البريّة والبحرية . كما أن قرب عيذاب من جدة , جعلها موقعاً ملائماً لإختراق البحر الأحمر . وقد ظل هذا الميناء يؤدى مهمته , حتى إندثر تماماً فى أواخر القرن الوسطى , وانتقل نشاطه إلى بلدة سواكن , التى تقع فى أرضى البجة , والتى ترجح الرّوايات الحديثة تأسيسها إلى عرب الجنوب , وبخاصة الحضارمة ولذلك وصفت بأنها عربية أكثر منها بجاوية , ومنذ القرن الخامس عشر الميلادي , أخذت تؤمها السفن القادمة من المحيط الهندى , كما قصدها تجار من حضرموت واليمن والهند والصين . وانطلقوا منها إلى داخل السودان حتى كردفان ودارفور
ص(18)
طريق الواحات كانت الواحات التى تقع فى صحراء مصر الغربية طريقاً لبعض هذه الهجرات , والمعبرة الرئيس للمسافرين من التجار , ورجال الدين , وغيرهم من القادمين من مصر إلى دنقلا ودارفور. وقد كانت طرق القوافل , تخترق هذا الإقليم من الشمال كما بينا من قبل . وبخلاف الواحات المصرية , التى ربطت بين مصر ودارفور , وهنالك طريق (درب الاربعين ) ,الذى يصل أسيوط بدارفور مباشرة . وقد سلك التجار العرب المهاجرون هذا الطرق فى العصور الإسلامية الأولى , وظلوا يسلكون حتى العصر الحديث , وقد أضحنا ذلك من قبل أيضا .ومن المعروف , أن المؤرخ العربي الشهير _محمد بن عمر التونسي _الذى وصل من مصر إلى دارفور , فى بداية القرن الماضي , ولم يصل إلا عن طريق درب الأربعين .ويقول :المقريزى فى كتابه (إمتاع الأسماع) أنه نتيجة للتسلل السلمي للقبائل العربية نحو الشرق ايضاً , انتهى الأمر فى بداية القرن السادس عشر الميلادي ,بالقضاء على مملكتى المقرة وعلوة المسيحيتين , وقامت على أنقاضهما مملكتان عربيتان إسلاميتان هما : مملكة الكنز , ومملكة الفونج . وكان لهذا الوجود العربي فى بلاد النوبة وعلى هذا النحو , اَثار كبيرة بالنسبة لدارفور . إذ إنطلقت اليها هجرات العربية , عبر كردفان , وعبر صحراء النوبة التى تقع شمال كردفان وتتصل بشمال دارفور .ويذهب بعض المؤرخين منهم المؤرخ محمد عبدالرحيم فى كتابه _(محاضرة عن العروبة فى السودان), الى : أن بعضناً من بنى أمية , قد استوطنت فى مملكة الفونج بسنار , فور وصولهم من شبه الجزيرة العربية , واختلطت بقبائلها , وتصاهرت معها عبر الزمن . ثم إضطرتها الظروف من جديد , الى الهجرة تجاه ص(19) دارفور, عبر أراضي كردفان . وهو أول إختلاط لبنى أمية بالدم الفونجي المحلي , والذي أكسبهم بعضاً من التغيرات الجسدية : مثل لون البشرة السمراء , وتقاطيع الوجه , والتى إزدادت أكثر فأكثر , بعد إختلاطهم بقائل دارفورفيما بعد.
بنو أمية فى الجاهلية وصدر الاسلام
اذا كنا ذكرنا فى مقدمة هذا الكتاب , بأنّ (الميما ) قبيلة تعود بنسبها الى البيت الأموى (بنى أمية ) , وأنها قد هاجرت ضمن الهجرات العربية , منذ العهد الأول للفتوحات الإسلامية , ثم بعد سقوط الدولة الأموية , وإضطهاد العباسيين لهم , فأنه لا بد لنا من معرفة ( بني أمية ) فى الجاهلية وصدر الإسلام . ولتوضيح ذلك نقول : ينحدر الأمويون والهاشميون من جد واحد وهم ينتسبون الى عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة ...الخ وعبد مناف هذا , هو الجد الرّابع للرسول (صلى الله عليه وسلم ) . والمعروف أن بني عبد مناف هذا هؤلاء , يتمتعون جميعاً بمركز الزّعامة فى مكة وغيرها من مناطق شبه الجزيرة العربية . أنظر كتاب : (النجوم العوالي ) لعبد الملك إبن حسين العصامر . وتعود زعامة بني عبد مناف لمكة المكرمة , وتولى أمور الزعامة فيها .يقول إبن إسحق فى هذا المجال :"فولى (قصي) أمر البيت , وأمر مكة , وجمع قومه من منازلهم الى مكة , وتلك على قومه وأهله فملّكوه , فكان (قُصى ) أول بني كعب لؤي الذي أصاب ملكاً , أطاع له به قومه , فكانت اليه : الحجابة و السقاية و الرفادة , والندوة واللواء , فحاز شرف مكة كلها , فحاز شرف مكة كلها راجع (العالم الإسلامى فى العصر الاموى ) , دراسة سياسية د.عبدالشافي عبداللطيف ,الطبعة الاولى 1984م. ص (20) والأمويون ينتسبون الى أمية بن عبد شمس بن عبد المناف بن قصي, سادة من سادات قريش فى الجاهلية . وكان أمية فى الرفّعةوالشرف , يعادل عمه هاشم بن عبد مناف بن قصى , الذى ينتمى اليه الهاشميون , وهو جد الرسول (صلى الله عليه وسلم).وكان أمية هذا تاجراً , أعقب كثيراً من الأولاد والمال وكثرة العصبة , وكل هذه كانت فى الجاهلية من أهم وأعظم اسباب السيادة والريادة , بعد شرف النسب وكان لأمية هذا , عشرة من الأبناء كلهم سيادة وشرف . منهم :_العنابس وهم حرب وأبو حرب , وسفيان وأبو سفيان , وعمرو وأبوعمرو . الأعياص وهم العاص وأبوالعاص , والعيص وأبوالعيص وكان حرب بن أمية , قائد قريش كلها يوم (حرب الفجار) , وهو الذى تحمل الدّيات فى ماله , وذلك عندما قام بالصلح بين الناس , ورهن إبنه _أباسفيان _لسداد تلك الدّيات . وكان حرب صديقاً لعبد المطلب بن هاشم , ودامت الألفة و الود بينهما زمناً طويلاً .ولمّا كان أبوسفيان صديقاً حميماً للعباس بن عبدالمطلب , فلم يكن هذان البطنان أو البيتان , متعاديان فى الجاهلية كما يظن بعض من الذين لا يدققون النظر فى المسائل التاريخية . إنما كان هنالك , فى بعض الحالات والمناسبات ,الغيرة والتنافس الطبيعى بين بنى البشر . راجع : كتاب تاريخ الإسلام للدكتور حسن إبراهيم حسن , الجزء الأول , وكتاب " محاضرات تاريخ الامم الإسلامية ـ الدولة الأموية , للشيخ محمد يوسف عثمان الخضرى بكر. لا فى العير ولا فى النفير وقد كان أبو سفيان , هو قائد وصاحب العير (القافلة ), والقادمة من أرض الشام الى مكة المكرمة , والتى وقعت من أجلها (غزوة بدر الكبرى) . وكان رئيس جيش قريش النافر وقتئذ , لحماية تجارة قريش هو عتبة بن ربيعة بن عبد شمس, ص (21) جد معاوية بن أبى سفيان لأميه . فكان أبوه صاحب العير , وجده صاحب النفير . وبهما يضرب المثل العربى فيقال للخامل فى المجتمع : (لا فى العير ولا فى النفير ).إلا أن بني أمية , سرعان ما أسلموا , ودخلوا الإسلام أفواجاً , وأخلصوا للرسول (صلى الله عليه وسلم) , بعد فتح مكة المكرمة , فى السنة الثامنة من الهجرة وكان ابوسفيان بن حرب بن أمية , رجلاً عظيماً فى نفسه , ذا شرف ومكانة فى قومه ولذلك عامله النبي (عليه الصلاة والسلام)معاملة حسنة تنطوى على التسامح , وأبقى له ما كان يتمتع به من مكانه ونفوذ فى عشيرته . وعندما أنهى العباس رضى الله عنه , بذلك الى الرسول (عليه الصلاة والسلام) يوم فتح مكه أعطاه مكانة لم يعطيها أحداً غيره فى ذلك اليوم . إذ أمر منادياً ينادى بمكة : "من أغمد سيفه فهو اَمن ومن دخل المسجد فهو اَمن ,ومن دخل دار أبى سفيان فهو اَمن " فساوى بين بيت ابى سفيان بيت الله فى الأمان للناس , وهذا شرف عظيم لم تناله أحد مثله الى الاَن .وقد حرص الرسول (عليه الصلاة والسلام) كذلك , على إعلاء شأن بنى أمية , بعد دخولهما الإسلام أذ يقول المقريزى فى ذلك: "...فاسند الى كبرائهم إدارة بعض الولايات العربية , فعين على مكة عتاب بن أسيد بن العيص بن أمية , ولم يزل وقتها والياً عليها حتى اَخر عهد أبى بكر الصديق . وعين عمربن سعيد على تيماء و خيبر وتبوك وفدك , وأبوسفيان بن حرب , على نجران " راجع المقريزى فى كتابه : ( التنازع والتخاصم ) , " وما لبث إبنه معاوية , أن اصبح فى عداد كبار المسلمين . فاتخذه الرسول (صلى الله عليه وسلم ) كاتباً للوحى" . راجع كتاب : (الكتّاب والوزراء ) للجهشيارى , أبو عبدالله محمد بن عبدوس الكوو في 1938م .وعلى العموم , فأن بني أمية قد أنتقلوا من سيادة فى الجاهلية الى ريادة فى الإسلام . وقد قال (عليه الصلاة والسلام) : (النّاس معادن فخيارهم فى الجاهلية خيارهم فى الإسلام إذا فقهوا ) . فإتصلت لهم السيادتان.
ص(22)
الفتوحات الاسلامية فى عهد معاوية يقول الدكتور حسن إبراهيم , فى كتابه (تأريخ الاسلام)الجزء الأول : " ومن الفتوح العظيمة , ماكان فى أفريقيا .ففى سنة (50 هجريه)ولّى معاوية بن نافع , وكان مقيماً (فى برقية وزويلة ) منذ فتحهما, أيام عمرو بن العاص , وله فى تلك البلاد جهاد وفتوح . فلما إستعمله ,سير اليه عشرة اَلاف من الجند فدخل بها أفريقيا . وانضم إليه من أسلم من البربر, فكثر جمعه ووضع السيف . ثم رأى أن يتخذ مدينة يكون بها عسكر المسلمين , وأهلهم وأموالهم , ليأمنوا من ثورة تكون من اهل تلك البلاد . فقصد موضع (القيروان) , فقطع الأشجار, وأمر ببناء المدينة فبنيت , وبنى المسجد الجامع , وبنى الناس مساجدهم ومساكنهم , وكانت دورها 360باعاً , وتم أمرها سنة (55هجرية). وكان أثناء عمارة المدينة , يغزو ويرسل السرايا فتغير , ودخل كثير من البربر فى الاسلام واتسعت خطة المسلمين الى الأفريقى , العدد الأول فيقول : (توالت بعد ذلك , هجرة العرب المسلمين الى مختلف أنحاء أفريقيا ,شرقها وغربها , وسيكون مضجراً , بل ومستحيلاً تناول مثل تلك الهجرات , وما نجم عنها من إستقرار جاليات عربية فى نواح مختلفة من أفريقيا . الا أننا نود أن نشير فى هذا المجال الى بعض الجاليات العربية , التى كانت عبارة عن ظاهرة للإلتجاء السياسى . فالمجموعة التى هاجرت فارةً من وجه خصومها السياسين , كانت ذات أثرفعال فى نشر الإسلام , وتوطيد العلاقات الثقافية بين العالمين العربى والأفريقى ,سيما وأن إستقرار ,هؤلاء اللاجئين السياسيين , بين ظهرانى مضيفيهم من القبائل الافريقية هيا لهم فرصة التزاوج والانصهار . وقد ساهم الامويون , فى نقل الثقافة الإسلامة والعربية الى تلك الربوع , بعد إستيلاء العباسيين على مقاليد الحكم فى بغداد , وذلك بتأسيسهم لجاليات عربية , خارج
ص(23)
نفوذ الدولة العباسية كلاجئين سياسيين ـفى افريقيا ولكنهم أختاروا فى هذه المرة شمال أفريقيا وغربها , وتبدو هذه الظاهره بجلاء فيما فعله عبدالرحمن الداخل ـ(صقر قريش ).تكونت الجاليات الاموية فى غرب أفريقيا مبكراً , عندما لجأت الى هنالك مجموعات من الجنود الامويين , الذين خسروا المعارك الأولى فى شمال أفريقيا . ويذكر لنا البكري , فى كتابه (المغرب فى بلاد أفريقيا والمغرب) , الذى عاصر نشأة امبراطورية غانا الإسلامية , قائلاً : "وببلاد غانا يسمون بالهنيهيين , من ذرية الجيش الذى كان بنو أمية قد أنفذوه الى هناك , فى الإسلام , وهم على أهل غانا إلا أنهم لا ينكحون فى السودان ولا ينكحونهم , وهم بيض الالوان , حسان الوجوه."كما ويذكر لنا البكري نفسه : "أن من بين أهل أدغست جاليات عربية , ومهاجرين من مفازة القيروان . ويذكر ذلك , ياقوت الحموى ايضاً , فى (معجم البلدان ), ويسانده مبيناً "أن قوماً من بنى أمية , قد هاجروا الى (كانم) أيام محنتهم على عهد العباسيين , وأن جنوداً منهم جاءوا إليها عن طريق اليمن .وتشير كثير من المصادر التاريخية , (محاضرة عن العروبة فى السودان) للمؤرخ محمد عبدالرحيم الى أن أصل ملوك الفونج , من بنى أمية , نزحوا إبتداءً من شبه الجزيرة العربية الى الحبشة , وتبعهم العباسيون , وخاطبوا فى شأنهم حاكم الحبشة فإضطر الأحباش الى التخلص منهم , وإبعادهم الى المناطق المتاخمة , وأستدل المؤرخون على ذلك , من الرسائل المتداولة بين عمارة دنقس ومحمد ودبادى عجيب , الى السلطان سليم وبنى أمية المقيمين بدنقلا.وبالطبع , فأن كل هذه الجاليات سواءً أكانت شعبية , أم خوارج أم أمويين , قد أسهمت فى وضع اللّبنات الأولى لجزور العلاقات العربية الأفريقية , فى المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية , بما فى ذلك الإتجار , والإنعاش الإقتصادى , وإقامة
ص(24)
الدويلات الإسلامية و نشر الإسلامية واللغة العربية . الأمر الذى دفع الأمراء والملوك الافارقة , لإقامة فريضة الحج , التى وثقت العلاقات بين العرب والافارقة . وقد كانت اَخر هجرات المرحلة الاولى الى غرب أفريقيا , ذات أثر ثقافى مباشر وباق الى يومنا هذا , هى هجرة عرب الشوى . ففى القرن الخامس عشر , إنتهت موجة الهجرات العربية الوافدة من مصر , والسودان , ومن إقليم بحيرة تشاد . وإنتشر العرب فى الجزء الشمالى من ممالك كانم, وودّاى وبرنو . ويوجد هؤلاء العرب اليوم , فى شمال تشاد والكمرون ونيجيريا والنيجر , ويعرفون بعرب الشوى (أى البدو الرّحل ) . ولا يزال هؤلاء الأعراب , يحافظون على لغتهم العربية , والتى تمثل إحدى اللّهجات الهامة فى تلك المنطقة , كما ويحافظون على تقاليدهم وثقافتهم العربية . وقد اختلطت هذه المجموعات العربية بموجة الهجرات البربرية الوافدة من المغرب , ويغلب على تلك المجموعات البربرية المستعربة الاَن فى شمال نيجيريا والنيجر ومالى وأجزاء من أقطار غربى أفريقيا الباقية . وتوجد مجموعات منهم , حول (مايدغرى ) عاصمة الإقليم الشمالى الشرقى فى نيجيريا . وهم يتحدثون العربية بطلاقة , وقد ساهمت (كلية الكانمى الإسلامية ) , فى صقل ألسنتهم , فأصبحوا لا يختلفون عن متحدثي اللغة العربية فى القاهرة أو بغداد إلا من حيث جرس الكلمة وذكر البكري عام 1094 م " أن بنى أمية أرسلوا جيشاً إسلامياً لفتح بلاد السودان , فى صدر الإسلام . وإستقرت ذرية هذا الجيش فى غانا . ويقول القلشندى فى كتابه (صبح الاعشي ) : أن أهل غانا أسلموا فى أول الفتح "ويهمنا فى هذا الجانب , أنه يؤرخ لإمبراطورية غانا الإسلامية بدخول المرابطين الى أرضى غانا الوثنية , وذلك عندما اخضعوا أودغست (عام 1055م) , واستولوا على مدينةغانا (1076م), وعينوا عليها حاكماً من البربر . ومنذ ذلك الحين برزت الاَثار العربية الإسلامية فى شمال وغرب أفريقيا , وأوضح تلك الاَثار ما كانت فى
|
بريمة
|
|
|
|
|
|