|
Re: مقالات جميلة جدا وتستحق.. (Re: Yasir Elsharif)
|
جماعة بلا عقل ولا إحساس بالوطن
بقلم عبداللطيف المناوى 4/ 7/ 2013 منذ سنوات طويلة وأنا أستخدم تعبير «عقلاء الأمة»، كلما وقعت أزمة سياسية، طائفية أو اجتماعية كان رهانى الدائم دعوة هؤلاء العقلاء ليتحملوا مسؤولياتهم. ومرت الأيام والشهور ثم وجدت نفسى أبحث مرة أخرى، وأنادى على عقلاء ولكن مختلفين هذه المرة، كنت أبحث عن عقلاء داخل الجماعة التى خطفت الوطن، وحاولت تمزيقه، ولكنها واقعياً وحدته، ظللت أبحث عن هؤلاء العقلاء داخل الجماعة ليدركوا أن الواقع قد تغير، وأن الحقيقة قد انكشفت، وأن معادلة القوة قد اختلفت، بحثت عن عقلاء بين هذه الجماعة فى وضع القيادة والتأثير ليدفعوا المجموعة التى تسيطر على صناعة القرار خارج دائرة التأثير ويقرروا هم بأنفسهم أن المعركة التى فرضوها على الأمة انتهت بهزيمتهم، ليست هزيمة لفصيل وطنى، ولكنها هزيمة لفصيل مارس كل أشكال الإقصاء والاستحواذ، ورفض الآخر، بل وصل الأمر معه فى بعض المراحل إلى ملمح تكفيرى واضح يلقى بظلال من الشك حول حقيقة انتماءاتهم وصدق توجهاتهم. هذا الفصيل اندحر أمام رغبة المصريين مسلمين وأقباطا فى العيش فى وطن يتسع للجميع، وطن ينتمى للعالم الذى نعيش فيه لا إلى عصور الظلام مثل تلك التى عاشتها الإنسانية بأشكال مختلفة منذ مئات السنين.
منذ اللحظة التى فاجأ المصريون فيها أنفسهم يوم الثلاثين من يونيو انقلبت المعادلة رأسا على عقب، لم يصدق كل هؤلاء أنهم خرجوا بالفعل، أسقطوا رهان الجماعة على قصر نفس المصريين، وأنهم لن يستطيعوا أن يخرجوا فى جماعات كبيرة وإن خرجوا فلن يتفقوا وإن اتفقوا فسوف يرتعدون من «أسود» الجماعة الذين حاولوا إخافتهم بتدريباتهم على القتال قبلها بيومين، وإن لم يخافوا فلن يستطيعوا أن يستمروا فى أماكنهم لفترات طويلة، وسوف يكررون ما حدث من قبل عند الاتحادية وفى التحرير عندما انتهى الوضع ببعض الخيام كان سهلا تمزيقها والاعتداء على من فيها وتشويه صورتهم واكتشاف أنهم يأكلون جبنة «نيستو». ما لم تضعه قيادات الجماعة فى حساباتها أنهم قد أسدوا بالفعل خدمة هائلة للمصريين دون أن يدروا، لقد تمكنوا من تغيير بعض الملامح المرتبطة بشخصيتنا والتى سبق أن أشرت إليها من قبل كنقاط ضعف يجب معرفتها، والحرص على علاجها، وقد يكون أهمها عدم إكمال الفعل الذى نبدأه. استطاعت الجماعة وتوابعها أن تعالج ذلك الخلل بممارساتهم التى اتسمت بأكبر قدر من العناد والإنكار للحقائق، واعتبار أنفسهم جماعة الله المختارة، استطاعوا بهذا السلوك، وهذه الأخلاق أن يفجروا ما فى داخل كل مصرى من طاقة غضب.
هذه الحقائق لم يستطع التيار الذى يقود الجماعة أن يستوعبها، لذلك لم يستطع أيضاً أن يفهم أن موقف الجيش المصرى هو موقف طبيعى لمؤسسة وطنية تاريخياً ومستقبلاً، خيارها المحسوم دائماً هو خيار الشعب، وتعاملت الجماعة فى البداية بأسلوب مزدوج، هاجمت الشرطة بعنف واتهمتهم بالخيانة والجبن، ومارست أكبر قدر من النفاق للجيش الذى لن يسمح بالانقلاب على الشرعية كما يروها وهى شرعية استمرارهم هم، وظلوا على هذا الحال حتى خرج الجيش ببيانه الذى يمهل ثمانية وأربعين ساعة، ساعتها أدركوا أن المعادلة قد تغيرت بحق، ولكن بدلا من أن يتعاملوا بواقعية استمروا فى حالة الإنكار والعناد، وبدأت المعلومات تتسرب عن عمليات عنف وعمليات إرهابية للرد على من يطالبونهم بالرحيل، اختاروا طريق التصعيد والتمسك بالحكم أيا كان السبب ليثبتوا كل ما حاولنا قوله لأشهر طويلة أن همهم الأول الجماعة وليس لمصر كوطن مكان فى حساباتهم.
هذه هى اللحظة التى بحثت فيها عن عقلاء هذه الجماعة ليحافظوا على البقية الباقية من ماء وجهها ليتمكنوا بعد ذلك من المشاركة كأى فصيل وطنى فى بناء مستقبل الوطن وفقا لخارطة الطريق التى يتفق عليها، لكن يبدو أنه لا مكان للعقلاء بين المجموعة التى تدير هذه الجماعة، حيث يستمر هؤلاء فى إلقاء الاتهامات ويقول أحدهم «نحن أمام انقلاب على الثورة بكاملها، وليس فقط على الشرعية الانتخابية والدستورية، فهل يسمح الثوار الأحرار بهذا الانقلاب أم يوقفونه، ولو كان الثمن أن تلحق كتيبة شهداء جديدة بالسابقين من شهداء الثورة»، ويتابع «اللهم ألحقنا بالشهداء»، ويستمر مسلسل الجنون بحمل الأكفان من أتباع هذه الجماعة. أما أكثر ما قرأت تأكيدا لحالة الخلل العقلى والنفسى لمن يقودون فهو ذلك التصريح الذى ذكره أحدهم بتعبير هو مزيج من الصدمة والبلاهة وغياب المنطق والعقل عندما علق على المطالب التى يرفعها المتظاهرون فى أنحاء مصر، والتى يدعون فيها إلى رحيل مرسى وجماعته، قال «لكن هناك متظاهرين آخرين يقولون إن مرسى أمامه 7 سنين كرئيس وبعده سيأتى حازم أبو إسماعيل 8 سنين أخرى» ساعتها أيقنت أنهم قد خاصموا العقل.
http://today.almasryalyoum.com/article2 ... sueID=2916
|
|
|
|
|
|
|
|
|