|
Re: مريم.. (Re: Muna Khugali)
|
أستاذة/ منى
تسطع الصورة حين تصِفُهاالأحرُف الممعنة في البساطة.
و... أتابع..
"ناس :مريم:و.. نهر ذكريات!
وبعضُ أماكن.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مريم.. (Re: جورج بنيوتي)
|
Quote: أجري فالح لسعاد اتديك عصير ليمون بااارد... ثم تخرج من الفضية القديمة بجوارها والتي أنكسر زجاجها من الجانب الأيسر سكرية ذهبية اللون يحفظ فضل شكلها ومحتواها تماما ..تفتحها لـتأخذ بعض من الحلوي تمدها وهي تبتسم قائلة..
هاك يا فضل.. أدي منهن إتنين لمريم والباقيات ليك..
تتسع إبتسامة فضل وهو يتناول منها الحلوي محاولا عدها بسرعة ليعرف كم سيكون نصيبه منها..ياخذها يضعها في الجيب الكبير في جلابيته السمنية ويجري سريعا دون أن يودع عمته ودون أن يطلب من سعاد العصير. |
الاخت منى خوجلي تحية طيبة ان ت تمارسي الرسم بالكلمات و لوحات من صميم البيت السوداني الاصيل ولكن لدي ملاحظة قد تساعد في فهم جماليات النص وهي وضع داش قبل الحوار حتى يتم فرزه من السرد هكذا .......................................... - أجري فالح لسعاد اتديك عصير ليمون بااارد... ثم تخرج من الفضية القديمة بجوارها والتي أنكسر زجاجها من الجانب الأيسر سكرية ذهبية اللون يحفظ فضل شكلها ومحتواها تماما ..تفتحها لـتأخذ بعض من الحلوي تمدها وهي تبتسم قائلة..
- هاك يا فضل.. أدي منهن إتنين لمريم والباقيات ليك..
تتسع إبتسامة فضل وهو يتناول منها الحلوي محاولا عدها بسرعة ليعرف كم سيكون نصيبه منها..ياخذها يضعها في الجيب الكبير في جلابيته السمنية ويجري سريعا دون أن يودع عمته ودون أن يطلب من سعاد العصير.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مريم.. (Re: adil amin)
|
مني
سلامات ورمضان كريم ياخ
ليك وحشة والله
كدي كبي لي فنجان جبنة بعدين نشوف الحاصل شنو ؟؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مريم.. (Re: Muna Khugali)
|
إقترب شخ بابكر من راكوبة فاطنه وطلب من مريم علي غير عادته عمل قهوة له..ترددت مريم في أن تقبل رأسه في الحال وتعتذر له عن الذي حدث في ليلة الامس أو تنتظر حين يكون وحيدا..اربكها إسترخاء ملامحه علي غير العاده وكذلك مجيئه للراكوبة وهو الذي يرسل ابنائه للإتيان بالشاي أو ما يحتاجه ولا يأتي بنفسه علي الإطلاق.. قررت أن تحضر القهوه وتقرر ساعتها كيف سيكون إعتذارها..
فاطنة نفسها شعرت بأن هناك أمرا ما..ظنت أنه ربما يريد أن يكمل لومه لمريم إلا أن نظراته ولهجته الهادئه في الحديث جعلها تستبعد ذلك..
- مرحب يا حاج..قالتها ست نور أخته وهي تجذب اطراف توبها لتغطي الجزء البسيط الظاهر من ذراعيها..
- كيف حالك يا ست نور نعلو الباعوض ما حماكي النوم..
- لالا الحمدلله ولعنا الطلح طردوا بعيد..ضيوفك سافروا بالسلامة؟؟
- ايوه..أنتي ماعرفتيهم كلهم؟؟
- ايوه عرفتهم ماشاء الله..
- أسمعوا..حاج علي طلب يد مريم مني لولده إبراهيم وأنا وافقت
تفاجأت فاطنة بالخبر..لم يرد علي بالها قط أن ضيوف الامس كانوا عندهم لمثل هذا الأمر..
رفعت ست نور رأسها قليلا ونظرت لشقيقها وهي تسأله في فضول..
- دحين ولده إبراهيم ده مش الكان شغال في الخرطوم واسه مشي السعودية؟
رد شيخ إبراهيم بلهجة مؤكدة لكلامها..
- آآي..ياهو ذاتو..اسه قرب يتم التمانية شهور من سفره..ورسلهم قال داير يعرس
- ماشاء الله ..والله حاج علي ماهو غريب يا هو عمنا..ووليداتو كلهم مافيهم كلام..كان للأدب مكملنو..أكان كمان للوظائف ماشاء الله كلهم وظايفهم كبيره..أهلنا ..دمنا ولحمنا لا بيلقوا أخير منك يناسبوه ولا نحنا دايرين أحسن منهم..
رد شيخ بابكر وهو يسند ذقنه علي عكازه..
ايوه صدقتي..اولاد متربيين والولد ده بالذات شايل المسئولية من يومه مع ابوه..كان راقد مع أبوه في المستشفي وقت عملولو عملية الزايده..
قالت ست نور بصوت مرح..
- أماني يا مريم ربنا ما بيريدك...إنتي عشان طيبة الله بيريدك.ثم نظرت لفاطنة وسألتها..
- إتي يا فاطنة مالك ساكتة؟؟
- لالا بس بسمع فيكم..
نظر شيخ بابكر لها وإبتسم وهو يقول لشقيقته..
تلقاها شالت الهم..بنيتها الوحيده المعاها في البيت..
وجدتها فاطنة فرصة لتعبر عن مشاعرها تجاه الأمر..قالت في صوت هاديء..
- صحي..لكن مصيرها بتي يعرسوها..ربنا يسعدها مريم ويهنيها.. يعلم الله ما حصل عيوني ديل غمضن قبال ما أدعي ليها بابن الحلال اليسعدها..والحمدلله الله أستجاب لدعوتي.. إبراهيم ما هو ولدا هين..كلهم أولاد وبنات حاج علي ما شاء الله عليهم..ماشين نلقي أخير منهم وين لمريم..
في تلك اللحظة أحضرت مريم القهوة لوالدها..كانت قد سمعت الحديث وتظاهرت بأنها لم تسمع شيئا..أربكتها المفاجأة أكثر مما اربكت أمها.. ناولت والدها القهوة ثم آنحت بسرعة لتقبل يده..
-أبوي سامحني والله ما كنت عارفة خيالي ظاهر ليكم..قالت ذلك وإنهمرت دموعها.. ولاول مره يظهر شيخ بابكر حنانه..
-خلاص بتي أنا مازعلان! كان شيخ بابكر في لحظتها يفكر بأنه علي وشك أن يفارق إبنته ويزوجها لتكون لها حياة منفصله عنهم..كادت الدموع أن تطفر من عيونه الا أنه بقوته تغلب عليها.. تناول كباية القهوة من فوق الطاولة الحديدية المدهونة بالبوهية الزرقاء..شرب منها قليلا ثم وقف فجأة ..أصلح من الجلابية ليعلن موعد ذهابه.
- خلاص أنا ماشي الدكان! ثم إلتفت كمن تذكر شيئا وقال..
-قالوا بيجونا تاني في الايام الجايات ديل..أقصد النسوان ناس حاجة نفيسة وأخواتها.. .......... ..........
Quote: وانا اسابق الركب علي حمارتي العرجاء لالحق ما فاتني من صفو الزمان القديم .. اذا بي اتعثر في الحفرة التي حفرها خالي (المزهلل) لنفسه .. فخنق الصواب بتصحيح خاطئ .. وقال فقد كتبت سهوا بالذال ...... افو يا خال .... (الذهول) اصلا بالذال
قال ربك في الكتاب المبين ... يوم تذهل كل مرضعة عما ارضعت .... وقال ابن منظور عن ابن سيده .. ذهل الشيء وذهل عنه وذهله وذهل (بالكسر) عنه يذهل فيهما ذهلا وذهولا تركه علي عمد او غفل عنه او نسيه لشغل ..
اما زهل وزهول فليس لها في العربية اصل .. ولكننا في لهجتنا السودانية افترعنا (الزهلله) من نفس الاصل العربي بسبب نطقنا الخاطئ للذال ...
اسقطتني ياخال عن حمارتي .. واخرجتني عن صمت وصوم عن الكلام تعلمه .. هل تريد ان تكون مثلهم .. ام تراك تبحث عن مشكلة مع عمك سيبويه فيقوم علينا جميعا ويسقطنا في العربي والانجليزي كمان
اما مني فستعيدني للصمت والتامل .. وتعيدني لبيت جدي طفلا ارقب حبوباتي وخالاتي وعماتي .. بشغف .. فهل يا زمان من عوده هل ؟ ..
يديك العافيه .. ايتها الرائعه .. ويخرجنا بك من صمت الي ذهول .. وزهلله ..
عمر علي حسن |
مرحب بسعادة اللواء ومرحب بزيارتك للبوست..
سعيدة لأنك هنا ترجع بذكرياتك لزمن نقي رغم صعوبته الظاهرة.. قطعا تتذكر كما اتذكر تلك الحياة الريفية التي أنعمني الله بها بعد أن سافرت للمهجر ..جذبتني بكل أشكالها..حتي تلك الاوقات التي أتعبتني فيها أنعدام سبل الحياه المدنية في الريف والقري.. صارت لي فيها متعة عظيمة..
أن تنام في حوش تحت ضوء القمر والنجوم وتتبادل مع الآخرين الونسة والضحكات من القلب لهو أمر في غاية في الروعة... أن تسمع صوت الديك يأذن ثم الحمار ينهق..ثم الحركة في التكل لعمل شاي الصباح يتبعها الجلوس علي البرش بعد الصلاة لشرب الشاي والجبنة لهو أمر فريد في جماله.. اذ تجلس انت ومن معك والضمير مرتاح بعد يقظة من نوم هاديء..وإيمان أكملت طقوسه بالصلاة..تشاركك الحيوانات نفس المساحة من الارض ..تأكل أنت ومن معك في كل يوم نفس البسيط والمكرر من الكسرة وما تيسر من الملاح.. وحين تري الاطفال يلعبون مع الغنمايات الصغيرات ثم في المساء يشربون لبن أمها معها هو تفكر في جمال الكون وبساطنه وعمقه..تلك العلاقة بين الأطفال والحيوان هي حقا ممتعة!
قطعا تتذكر الحجوات والخيال فيها..تتذكر رائحة الحنة في أقدام حبوبتك وقد إستلقيت في الطرف الآخر في السرير معها بعد أن أشتد خوفك ليلا من قصة البعاتي.. وتتذكر عماتك وخالاتك وهن يضعن قطع النقود المعدنية في يدك الصغيرة وتتذكر طعم الفرحة بها..ثم جريك بعيدا لصرفها او لتخبئتها..
أين هن العمات والخالات وقبلهن الحبوبات؟؟
............... ...............
خليك معانا..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مريم.. (Re: Muna Khugali)
|
Quote: أن تنام في حوش تحت ضوء القمر والنجوم وتتبادل مع الآخرين الونسة والضحكات من القلب لهو أمر في غاية في الروعة... أن تسمع صوت الديك يأذن ثم الحمار ينهق..ثم الحركة في التكل لعمل شاي الصباح يتبعها الجلوس علي البرش بعد الصلاة لشرب الشاي والجبنة لهو أمر فريد في جماله.. اذ تجلس انت ومن معك والضمير مرتاح بعد يقظة من نوم هاديء..وإيمان أكملت طقوسه بالصلاة..تشاركك الحيوانات نفس المساحة من الارض ..تأكل أنت ومن معك في كل يوم نفس البسيط والمكرر من الكسرة وما تيسر من الملاح.. وحين تري الاطفال يلعبون مع الغنمايات الصغيرات ثم في المساء يشربون لبن أمها معها هو تفكر في جمال الكون وبساطنه وعمقه..تلك العلاقة بين الأطفال والحيوان هي حقا ممتعة! |
يا سلااااااااااااااااام لك التحية والتقدير امانا ما رسمتي لوحة........! "أهلي البساط والقعدة والإنبساط الراحل المقيم سيدي الشيخ العباسي في حديثه عن الريف والبادية واهلها الذين أحبّهم ذكر هذه الأريحية والبساطة والقناعة والمحبة وراحة البال
والله يا أم عروض هسّع الواحد بصحي ويكون مستلقي و15 دقيقة هوووووووووولة طويلة بعد تغير الحال والشعتفة العمت الريف الحبيب يحكي لي الأستاذ سالم موسي ان أولاد "احمد ود جدو" وكان رجلا صاحب طرفة وجميلا في دواخلة ، فبعد السنين السود وذات خريف صحُّوه اولاده قائلين " "يابا قوم الوطاه أصبحت" ليرد عليهم قائلا: - "أريتها ما اصبحت اصبحت عيل علي الشقاوة والمحن.........!
محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مريم.. (Re: عبيد الطيب)
|
Quote: أين هن العمات والخالات وقبلهن الحبوبات؟؟ |
هن عندك .. يابت الخليفه يستلقين علي اقفيهن الملفوفه في القراقيب وثياب الدمورية علي كراب عنقريب قريب منك وانت تنقطين علي اذانهن وقلوبهن كلماتك التي تملأ الحوش دعاشا وسلاما ..
وانا قاعد في الواطه (انكرش) .. متكيف جبنه
متعك الله
عمر علي حسن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مريم.. (Re: Muna Khugali)
|
.ذلك النهار كان عجيبا وغريباعلي كل من في البيت..فرحة فاطنة كانت طاغية ..مريم تستحق كل الخير وهاهو قد اتي لها..عريس شاب..متعلم سيسكنها المدن وستنعم بالحياة الناعمة .. سيسترها ويعاملها معاملة كريمة ..ماهي كمان بت أهله وبيكونوا لبعضهم سترة وغطا.. خرجت منها تنهيدة طويلة تشرح مدي إرتياحها وفرحها.. حمدت الله كثيرا بعدها ونذرت لأن تصلي لله مائة ركعة شكرا له عندما يتم زواج مريم!
جاءها صوت ست نور يرجعها من سرحانها بعيدا فردت بمشاعرها دون ان تعي تماما لما قالته ست نور..
- عاد يا ست نور مريم الله أداها في شان طيبتا وتعبا ليل نهار معانا..لكن فراقا ببقا لنا حااااار! صدرت من ست نور ضحكة صغيرة وهي تقول..
- ياهو مصيرالبنات يا فاطنة ..إتي نسيتي وقت عرسوك؟؟ ما كتي أصغر منها وتلعبي يادابك مع الشفع..تذكري أمك الله يرحما كانت بتبكي كيف وقت ابوك قال أداكي لي بابكر؟؟ البنات اصلن الله خلقن للعرس وولادة الشفع ومريم ماشاء الله كبرت وبتقدر تمسكلها بيت .. ماشاء الله بتنا عوجة ما بتجيها..وعريسها اريتو عريس السرور سماحة خلقة واخلاق..
أكدت فاطنة علي كلام ست نور بصوت متحمس..
-آآي والله ست نور أختي..صدقتي..الله يتمم علي خير وبتي تسعد في حياتها.. ثم سالتها...
باقيلك نكلم اهلها ولا ننتظر لامن النسوان يجن؟؟ ......... .........
لا تدري مريم كيف أكملت ما عليها من أعباء منزلية..كانت بين السماء والأرض في مشاعرها..أرتبك كيانها ولم تدر إن كان يجب أن تفرح او تحزن..كثيرا ما حلمت بأن تتزوج وتنجب الابناء والبنات وتراهم يدرسون ويكملون تعليمهم..قطعا لن تضيع أحلامهم كما ضاعت أحلامها.. لكن كانت دائما خائفة..ماذا أن تزوجها شخص مثل والدها؟؟ شخص لن تستطيع معه تحقيق أحلامها وأحلام أبناءها.. سرعان ما تتذكر مريم بذهول بأن ما طلبها هو إبراهيم الشاب الوجيه المتعلم.. تفكر..لماذا إختارني أنا؟ لست أجمل من إخلاص ولا سهام ولا نعمات؟؟ ياربي هو إختارني ولا ديل ناس ابوه وأمه؟؟ هو ذاتو ما أظن بيتذكرني ..ياربي يكونوا جبروه؟؟
كرهت مريم مجرد التفكير بأن أبراهيم مجبر..قررت أن تطرد ذلك التفكير من رأسها.. أتعبها التفكير وهي تحاول أن تتظاهر بأنها لم تسمع حديث والدها..
نادتها فاطنة بحنية.. - تعالي يا مريم..
- آآي أمي
- اقعدي حبيبتي في البنبر ده دايره أتكلم معاك شوية..
خجلت مريم كانت تعرف ما تود أمها إخبارها به ..تظاهرت بعدم المعرفة..في إرتباك ظاهر جلست وهي تقول .. -خير يمه.
- خير يا وش الخير..أنا يا بتي عندي ليك كلام سمح بالحيل..إبراهيم ود حاج علي عم ابوك طلبك للعرس..ثم أضافت وهي تحاول أن تستكشف رد فعل كلماتها علي مريم.. يعني أصلك ما سمعتي كلام ابوك قبيل؟ لم ترد مريم وزاد خجلها فطأطأت برأسها لاسفل اكثر..
- ما تخجلي يا مريم الزواج اصلو مصيرك ومصير كل البنات..المهم يا بتي عريسك ماشاء الله ولد مؤدب ووظيفته سمحة..وفوق ده في السعودية..
إلتقطت ست نور المتكئة علي جانبها الأيمن فوق العنقريب الآخر طرف الحديث سريعا من فاطنة وقالت وهي تنظر لمريم ..
- والله يا بتي تستحقي السعادة والله وماك طالباني حليفة يا بتي وانتي بت أخوي واقرب لي من إبراهيم...دحين إبراهيم ده ود السرور امه وابوه راضيين عنو. واتي والله يا مريم بنيتي الله ذاتو راضي عليك البقاهو من نصيبك..
سكتت مريم وهي تتسائل في نفسها..اسه بيشكروا فيه زي الخايفيني ارفضو..مثل أكني لو دايره أرفضو بقدر أرفضو!
لم ترفع مريم راسها من الأرض خجلا وإرتباكا وتمنت لو ينتهي الحديث سريعا..لكن أمها استمرت في الحديث..
- أها يا بتي ابوك قال يحدثوك..وقال ناس أمه بيجونا في الايام الجايات..دايرين ننظم حالنا..صحي هم ماهم أغراب لكن بقوا نسابة ولازم نصلح حالنا قدامهم..
ردت مريم بصوت خافت خجول.. - سمح أمي..
- أنا برسل لآمنة بعد فضل يرجع من المدرسة عشان تجينا نكلمها بالخبر السمح ده وكمان في شان نتفاكر سوا..
- سمح..قالتها مريم ووقفت إذ كان هناك كوم غسيل في إنتظارها..
.سمعت ست نور تقول ضاحكة محادثة فاطنة..
- واحلاتي دي..خجلانة المسيكينة!.
..............
Quote: بت خوجلى الرائعة مالك يابتى قلبتى علينا المواجع .. لذكريات وحياة جميلة كانت .. فارقناها سنين عددا احييك على ابداعك ولوحاتك المرسومة بدقة وتصويرك الجميل لحياة الريف واهلنا البسطاء سلمت اناملك |
مرحب صلاح حبيب.. صدقني لن تفارقك الصورة تماما حتي وأنت تظن ذلك.. هي الحياة في عفتها وصدقها ونقائها وتحديها..شكلت طفولتك وهي أقوي مراحل التشكيل في الأنسان عندما تعيد شريط دكرياتها..تاتيك الدكري ممتلئة برائحة الزراعة وشكل تموجها مع اي رياح قادمة تاتيك أكثر برائحة عراقي والدك وهو راجع من العمل.. وتسمع صوته الحبيب.. تشوف قدام عينك حبوبتك والسبحة في معصمها وفردتا بجانبها وهي تدندن بمديح او ببعض ابيات شعر.. تسمع صوت والدتك وخالتك ومرت الجيران داخلة وهي تنادي في صوت يشع طيبة.. .. ناس البيت.. شوفت اهلنا ديل بسيطين وحلوين كيف؟؟
تحياتي لك وشكرا جزيلا علي تواجدك معنا..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مريم.. (Re: Muna Khugali)
|
Quote: تصوير بديع وحكي طاعم ومسلسل رائع ولا مسلسلات رمضان استرقت السمع لحديث الخالة أم " مريم" وهي تطيب خاطر ابنتها التي كان جزاؤها على المجهود وخدمة الضيوف علقة ساخنة معليش " يا مريم " بتي، إنت ماعارفة أبوك شناف؟ لكن يا أمي أنا عملت شنو "وتتخنق" بالبكاء. تضمهاعلى صدرها، خلاس ما تبكي يا حبيبتي، أبوك داير ليك السترة وانت ما شاء الله كل الصبيان يتمنوك تكوني ليهم عروس .تتنهد مريم وبصوت متقطع أنا ما عملت حاجة كعبة عشان أبوي يضربني الضرب دا كلو، وتنفجر باكية " وتتخج". ضمتها عليها شديد وربتت على كتفها: أموت ليك وتدفنيني كان ما سكتي يا بنيتي. باكر يا نور عيني تتعودي على طبع أبوك، أنا أمك الكبيرة دي يا ما مضوقني الويل ومشوفني النجم عز النهار لكن يا بتي نعمل شنو وهو طبعه كدي، لكن بعد كله أبوك حنين(بتشديد الياء) وشهم وكريم وضكران والنصيحة ليك يا الله ما في زول بشبهو في الشهامة والكرم . هدأت مريم شوية، ودخلت أمها المطبخ وجابت ليها كورة مليانة "غباشة روب" أشربي الروب دا يا بنيتي إتي ما تعشيتي والنهار كله ما أكلت ليك حاجة. إبتسمت مريم وشربت غباشة الروب وجبرت بخاطر أمها إتبسطت أمها وقالت ليها: أنا داخلة أرقد أصلي الليلة من الصباح شاعرة لي بحمى وكرعي ما شايلاتني. قبلت مريم يد أمها وقالت : ما تشوفي شر يا أمي |
الله يااسحاق ومنى ون تو قمة في الروعة
عليكم الله ما تقيفوا نحن متابعون ومنتظرون شوبة ود اللمين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مريم.. (Re: الطيب شيقوق)
|
Quote: عليكم الله ما تقيفوا نحن متابعون ومنتظرون شوبة ود اللمين |
قول ليهو كلموا يا ود شيقوق..
رمضان دخل العضم ولا إليلي؟؟ ......
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مريم.. (Re: Muna Khugali)
|
عندما أشرقت شمس صباح اليوم التالي..كانت كل نساء القرية قد علمن بأمر خطبة مريم..تجمع بعض منهن في الصباح وكانت جلستهن الطويلة في الراكوبة مع فاطنة.. تعالت أصواتهن وهن ما زلنا في بداية الحوش..
- مبارك يا فاطنة الله يتممه علي خير وعقبال بنياتنا وأولادنا..كلام عجبنا وسر بالنا..
ردت فاطنة ترحب بهن وإبتسامة عريضة علي وجهها تشرح فرحتها..
-أهلا يا حواء..كيفنك يا سعاد يباركوا ليكن حلو وليداتكن..ثم سالمت باقي النساء وهي تفسح لهن مكان الجلوس.. إلتفتت لصفية وسألتها.. . - كيفينك يا صفية أمس مالك ما ظهرتي علينا ؟؟ نعلك طيبة ووليداتك وأبوهم..أقعدوا..محاسن أقعدي فوق العنقريب البنبر ده بيرميك ماهو مستعدل سمح..كمان كراعو يبقي لي مكسورة
- وينا العروس النبارك ليها..ماشاء الله عريس الهنا..
- تعالت اصوات النساء وهن يتحدثن في وقت واحد في حماس وفرح عن خطبة مريم وأيام الإستعداد القادمة للزواج..ثم بدأن الحديث وعن خطبة فتيات اخريات في الفترة الماضية في القرية..
- تتذكرن سعيدة بت الزين؟ قالت وهي تشير بئراعها للخلف.. ساكنه في الفريق البعيد داك قريب لناس ام الحسن بت وداعة..
وعندما لم تظهر علي النساء اي بادرة تبين معرفتهن لها..إلتفتت لصفية قائلة..
- الرسول ما بتتذكريها إتي يا صفية؟ ثم شرحت أكثر.. الكان ولدها الصغير ضربته الحمارة في بطنه ورقدوه في المستشفي ..
وقبل أن تكمل حواء وصفها قاطعتها محاسن بصوتها الرفيع..
- أي أتذكرتها دي ما ماخدها ود حاج عمر ..الله يرحمه ..أها مالها؟؟
- أها بتها الكبيرة جاها عريس شغال وين كدي ما بعرفو بلدا يقولولا شنو كدي..عاد عريس السرور أماني يا بت أمي ما غرق البنية بالدهب والتياب.. جاب لها خاتم الخطوبة والساعة واربعة غويشات أمها ذاتا قنعا ..جاب لها توب وجلابية وماخلالهم شي من دقيق لي سمن لي بصل وسكر..ماشاء الله قالولك خلا حالهم حال وبعد داك دفعلهم مهر..وبس قالهم ما دايرا إلا بي هدوما الفوقا!
إبتسمت فاطنة وقالت...
- أريتو حال كل بنياتنا ..كل شيء قسمة ونصيب ربي تديهن كلهن اولاد الحلال وتريحهن في بيوتن قلبت صفية البن في المقلاية وهي تضيف نقط من المياه عليه حتي لا يحترق ..سرعان ما أنزلته علي الأرض بجانبها حتي يبرد قليلا بينما لم تتوقف عن هزه ونفضه لأعلي حتي يبرد وتطير قشرته..رفعت الشرقرق الممتليء لنصفه بالمياه فوق النار بعد ان أصلحت من وضع الحطب الموقد تحته..ثم إستعدلت في جلستها وهي تحاول تحريك رقبتها يمينا وشمالا ..قالت..
- والله رقبتي دي ما بعرفا مالا من امس حمتني النوم معسمه عسيمة كعبة خلاص!
- تعالي النمسده ليك..كدي في الاول قومي خليني اللأدق البن وأجهز الجبنه.. ردت صفية وعلامات الأعياء بادية علي وجهها..
- لالا بخلصه في الأول يا حوا بعد داك تعالي مسدي لي رقبتي..امس وحات أسم الله رقبتي حمتني النوم..اكان قولت ليك نمت بعد صلة الفجر ما بكون كضبت! قالت جملتها الأخيرة وهي تخبط بكفها الأيمن فوق فخذها دليل علي حيرتها في أمر رقبتها ..شرعت بعدها في دق البن بإيقاع تعودته وأحبته.. سالت فجأة..
إتو العروس وينا دحين؟؟
يا مريم ..
..................
Quote: أستاذة/ منى
تسطع الصورة حين تصِفُهاالأحرُف الممعنة في البساطة.
و... أتابع..
"ناس :مريم:و.. نهر ذكريات!
وبعضُ أماكن.
|
ناس مريم ونهر الذكريات..يا لها من كلمات ذات معني عميق!
لعلك تتذكر مثلها في عطبرة او في أيام الخرطوم وأمدرمان القديمة أو ربما في شرق البلاد أو غربها.. لعلها ايام سمعت عنها من والدتك او خالتك ..ايام تحكي عن بساطة ونقاء الإنسان دون تفرقة قائمة علي طبقة او كان للدين فيها خلاف أو عصي تفسره لك بمزاجها وعكننتها هي.. لعلك تذكر طبق البامية الذي مدته تيريزا خالتك لفايزة جارتها فارسلت لها الأخري طرقات كسره في جردل طلس صغير مع كورية ملاح "ورق"..فتشاركن اللقمة ووصية وصتنا بها الاديان حين كان فهمها عميقا.. ولعل طعم الجرم مازال في فمك قويا وقد أحضره جارك محمد أحمد مع التمر من الشمالية فمدته زوجته لكم بالحيطة قائلة محمد أحمد وصل أمس من الشمالية.. هل تذكر تلك الايام وتحن لها؟ هي منك وأنت منها مهما تغيرت الظروف وتبدل الحال.. من يستطيع نزعها منك وقد شكلتك وساهمت في تكوينك؟؟ قد يستطيع أن يضايقك في إستمرارها الإن لكن قطعا لن يستطيع هدم جمالها الساكن فيك من الماضي .. هل تذكر تلك الأمسية والتي كانت قبلة الجيران فخطوبة "ماتريد" وفؤاد كانت أجمل إحتفال بين الأهل والجيران؟ شاركوا فيها معكم بتحضير الكراسي ورصها وقبلها فرش الرمال ثم الرقص والغناء..
أعلم أنك تذكرها وأعلم أن الشوق لزمنها يعصر روحك!
........... ...........
أشكر لك تواجدك فقد اسعدني كثيرا..
أتمني أن تتابع معنا
................
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مريم.. (Re: Muna Khugali)
|
في ذلك المساء تجمعت بنات الجيران عند مريم للمباركة ومعرفة تفاصيل وأخبار الخطوبة..لم ينتظرن حتي تأتي النساء من أهل العريس ويتم الإعلان عن الخطوبة رسميا.. كلام الرجال قد تم..وشيخ بابكر وافق في لحظته..الامر لا يحتاج لمشاورة او مراجعة..النسوان يجن بعافيتهن لكن نحنا ماشيات لمريم نبارك ليها..
هكذا ردت إنشراح صديقة مريم لأمها عندما طلبت منها تأجيل زيارة المباركة حتي يكتمل الموضوع بزيارة النسوان!
تجمعت الفتيات عند مريم في ذلك المساء الصيفي..وجلسن معها في الغرفة الخلفيه بعيدا عن حوش الرجال خشية أن تصل اصواتهن الضاحكة اليهم.. كانت إنشراح أكترهن جرأة وصراحة في الحديث لم تتردد حينها من إعلان ضيقها لأن العريس لم يظهر بعد..كانت أول من بدأ الحديث..
- محظوظة يا مريم عقبالي..فترت من القعاد في بطن البيت ده يقول لي غسلي وده يقول لي عوسي الكسرة..وداك ينهرني بلا سبب..رفعت كفيها وهي تنظر لأعلي وصرحت بما في قلبها بكلمات واضحة..
- ياربي تمرقني من الحلة الوحلانة دي..تجيب لي عريس ماضروري يكون في السعودية ..بس عريس يسوقني بعيد.. ضحكت البنات..ومن شدة خجل مريم وضعت طرحتها علي وجهها تداري بها ضحكتها فقد كانت تشعر بدعاء إنشراح.. بينما نهرت عاشة إنشراح قائلة..
- أصلك ما بتخجلي..عشان شفقتك دي بس تقعدي تاني سنتين! وبعدين هو ذاتو البيعرسك ده ما قايلاه بيقول ليك إسلي ونطفي وجيبي وسوي؟
- آآآآي بيقول..لكن هو واحد البيقول..في بيت ابوك كلهم يقولوا!
ضحكت البنات وبعضهن يوافق إنشراح قولها..ضحكات البنات ما أحلاها بريئة وندية تعكس أحلامهن وآمالهن..أكبرهن لم تتجاوز السابعة عشر من عمرها..أحلامهن كانت بسيطة وطفلة مثلهن..يفرحن بقماش الفستان الجديد الواحد حين يأتي ويزداد الفرح إن ناسبته الطرحة جمالا..تتلون الدنيا بالوان الفرح والوعد إن جاءت مناسبة في الحلة..مناسبة يتقابلن فيها ليغنن ويرقصن علي إيقاع دلوكة أو غطاء حلة تقود فيها الغناء إحداهن بينما كفيها تدق عليها بإيقاعات تناسب لحن الكلمات..
- متين يا مريم العرس؟؟
ترد عائشة علي إنصاف نيابة عن مريم بعد أن شعرت بخجلها.. - علي حسب كلام الرجال قالوا في الشهور الجاية..لكن بس الا النسوان يقولن..
صاحت بثينة محذرة..
- هوي يا بنات..بكلمكم من أسه.. قصة فستاني ما دايرة واحدة فيكن تقلدها..من أسه حدثتكم!
تمحنت عائشة وهي تسمع كلمات بثينة فعلقت في الحال..
- هوي..قولي بسم الله ..قمتي لي كضبك..هو بتين مشيتي جبتي القماش؟؟
- كضب شنو يا يازولة..وحات الله قماشي قاعد جااااهز ..عندي من زمان داساه..اها تذكري وقت حبوبه سعدية مشت الحج؟؟ جابت لي معاها القماش وأنا من شدة عاجبني داساهو.. بس أسة بوديه لسعدية تطقه لي.. ثم غيرت من نبرة صوتها لتصبح أكتر تعبيرا عن فرحها المتحمس..
- الزول طول ما حضر ليه عرس وده ما اي عرس ده عرس مريوم صاحبتي..يعني ماشه القي مناسبة أحسن منو وين علشان البسه فيه.. ردت سريعا شقيقتها الصغري صفاء بشقاوة..
- عرسك اتي ذاتك ..
تعالت الضحكات بعد تعليق صفاء ووظهرت أصوات المرح ومريم سعيدة بوجودهن معها تبادلهن الإبتسام وتخرج منها بين الحين والآخر ضحكة خجلي مكتومة..
..................
Quote: الاخت منى خوجلي تحية طيبة ان ت تمارسي الرسم بالكلمات و لوحات من صميم البيت السوداني الاصيل ولكن لدي ملاحظة قد تساعد في فهم جماليات النص وهي وضع داش قبل الحوار حتى يتم فرزه من السرد هكذا .......................................... - أجري فالح لسعاد اتديك عصير ليمون بااارد... ثم تخرج من الفضية القديمة بجوارها والتي أنكسر زجاجها من الجانب الأيسر سكرية ذهبية اللون يحفظ فضل شكلها ومحتواها تماما ..تفتحها لـتأخذ بعض من الحلوي تمدها وهي تبتسم قائلة..
- هاك يا فضل.. أدي منهن إتنين لمريم والباقيات ليك..
تتسع إبتسامة فضل وهو يتناول منها الحلوي محاولا عدها بسرعة ليعرف كم سيكون نصيبه منها..ياخذها يضعها في الجيب الكبير في جلابيته السمنية ويجري سريعا دون أن يودع عمته ودون أن يطلب من سعاد العصير. |
أخي الفاضل عادل أمين..
فرحت جدا بكلامك الفوق ..وفرحي كبير لأني عارفاك زول تخصص.. لذلك لو لاحظت طوالي بديت أغير وأعمل بنصيحتك وكلامك كان تمام في محله.. سعيدة بإشادتك وتصحيحك لي..والحقيقة أنا لما بديت أكتب ما كان عندي ولا في بالي الا موقف واحد وهو موقف الفانوس والضل علي الحيطة.. وكنت فاكرة بكتب المقدمة الأولي ثم أرجع لأذكر بعدها موقف الفانوس..وبس!
وفجأة لقيت نفسي بربط في أحداث وأحكي عن مشاهد مختلفة دون خبرة لي سابقة في هذا المجال.. لذلك نصيحتك كانت محل تقدير كبير عندي..
شكرا لك علي تواجدك وأتمني له التمدد هنا..
................
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مريم.. (Re: Muna Khugali)
|
Quote: - آآآآي بيقول..لكن هو واحد البيقول..في بيت ابوك كلهم يقولوا! |
اااااااااااااااي يا منى واصلي كلام حلو وطاعم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مريم.. (Re: Muna Khugali)
|
إستقبل عبدالرحمن شقيق مريم خبر الخطبة بإحساس عادي..فأي فتاة مصيرها الزواج حتي الأصغر منها يتزوجن..كان يكبر مريم بأقل من عامين يحب مريم كثيرا الا أن فضل شقيقه الاصغر كان أقرب لها منه في الونسة والضحك..طبع عبد الرحمن كان مختلفا ..دائما كان سكوتا وهادئا..
درس عبدالرحمن المرحلة الاولي في مدرسة الشعلة بالقرية ثم المرحلة الوسطي والثانوية في مدارس مختلفة بقري مجاورة..تعود أن يذهب للمدرسة الثانوية كل صباح مع رفاقه الأولاد من الجيران في قرية مجاورة إذ لا توجد مدرسة ثانوية في قريتهم..علي الرغم من تعب مشوار الذهاب والإياب للمدرسة..الا ان الامر لم يخلو من متعة..فالجميع يستقل كارو عم عبده كوسيلة مواصلات..كانت قطعا ممتعة خاصة أنها تمر خلال مشوارها بحقل كبير أخضر مترامي الافطار يفصله جدول مياه عريض ..ضحكات الصباح بعد المطبات التي يمر بها الكارو ومعها نهرات عم عبده وتعليقات الاولاد الشقية كانت تقصر المسافة وتسعدهم في مشوارهم اليومي..
لم يشغل زواج مريم بال عبد الرحمن كثيرا ولم يفكر في أمر عريسها ..هو او غيره لا يهم ففي نهاية الامر هو من الأسرة وسيعاملها معاملة طيبة..كل ماكان يشغل عبدالرحمن هو دراسته.. هدفه أن ينجح بأكبر مجموع ليسافر لدراسة الجامعة في الخرطوم..سيسكن الداخلية وسيجتهد في كليته ويتخرج طبيب..نعم دراسة الطب كانت منتهي غايته...كثيرا ما تخيل نفسه ياتي في عطلاته للقرية بعد دخوله الجامعة..كيف ستكون أسرته فخوره به كما تفخر أسرة محمدين بأبناءها الخمسة ثلاثة الأطباء منهم أطباء وإثنين درسا الهندسة وابتعثوا للخارج للدراسة فوق الجامعية.. ............ ............ لم ينم فضل جيدا ذلك المساء..بكي كثيرا عندما علم بأن مريم ستتزوج وترحل بعيد عنهم..علي الرغم من صغر سنها الا انها كانت له كالأم ايضا..معظم وقته بعد الدراسة بجانبها في المنزل يساعدها وتدرسه مالم يستطع إستيعابه في الفصل..حتي نهراتها له في كل مرة تجد فيها بقع حبر في ملابسه ما كانت تغضبه..كان يحبها كثيرا.. جلس في طرف عنقريب فاطنه بهدوء ..رفع قدميها علي ساقية الصغيرة بعد أن أبعد الثوب الذي كان يغطيها عنها وبدأ في تدليكها..كانت تلك عادته دائما عندما يحتاج لشيء من أمه .. رفعت فاطنة راسها وإبتسمت قبل أن تقول..
- جيت يا عشاي؟؟ - آآآآي
ثم سألها بغته ..
- يمه مريم صحي ماشيين يعرسوها؟؟
- ايوه فضل ولدي..إت ذاتك بعد تكبر بتمشي تعرس وتسويلك بيت ووليدات
- يعني بيعرسوها وبتكون معانا لسه في البيت؟
- لالا يا فضل ..عريسا بيسوقا معاه..
- بيسكنوا في بيت براهم يعني..بيتهم بيكون وين؟؟
إنتفض جسد فضل الصغير وإمتلأت عيونه بالدموع عندما أخبرته فاطنه بأن مريم سترحل بعيدا عنهم!
- يمه أنا بكره العريس والعرس ذاتو..أنا ما داير مريم تعرس.. قالها وهو يمسح دموعه بطرف كم عراقي جلابية المدرسة ثم يزيح قدمي والدته عنه ويجري بعيدا وهو يبكي ..
لم تتحمل فاطنة الموقف فمضت تبكي هي أيضا..إذ تخيلت حالهم بعد ذهاب مريم..مريم هي قلب البيت كله وروحه..من سيلازمها في أوقاتها الطويلة بالمنزل؟؟ من سيستيقظ معها فجرا ويناولها وتناوله شاي الصباح ثم الإفطار؟؟ من سيأتي لها بخضار الصباح ويضعه امامها بهدوء؟؟ ....... ........ إستغفرت مريم عدة مرات ومسحت دموعها من تحت ثوبها بعد ان غطت وجهها به..خشيت أن تأتي مريم وتراها في ذلك الحال فتتأثر هي الأخري...عقبت إستغفارها بسلسلة من الدعوات لمريم بالسعادة والشكر لله علي أفضاله الكبيرة..
مسكينة فاطنة ماكانت تعلم بأن مريم ايضا كانت تفكر مثلهما وأن قلبها صار مثقلا بالهموم ..كيف ستبعد عنهم وهم كل حياتها؟؟ كيف ستكون حياتها بدون حضن وحنان امها وشقاوة فضل وعقل عبدالرحمن وهدوءه؟؟ نست تماما مريم قساوة والدها معها..إشتاقت له في تلك اللحظة اكثر من اي وقت مضي.. ياربي ماشية أعيش كيف بدونهم؟؟
مسحت مريم دموعها بسرعة وتحركت من مكانها بإستعجال عندما سمعت خطوات أمها تقترب من الغرفة..
مريم..مريم وينك بنيتي.. ............
...
Quote: سلام استاذة منى
كل سنة وانت طيبة وربنا يتقبل صالح الأعمال
وصالح الكتابة |
سلام حمد ود عمنا عبد الغفار ..
اللهم آمين تقبل الله منا جميعا..
سعيدة ومريم بوجودك معنا..
شكرا كبيرة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مريم.. (Re: Muna Khugali)
|
جاء صوتها واثق بطيبة وهدوء وهي تحدث فاطنة وست نور وباقي النساء في موضوع زواج مريم من إبنها إبراهيم..مدت ظهر كفيها أمامها علي حجرها فرنت أساورها رنة عالية أثر إرتطامهما ببعضهما لفتت نظر لنساء الجاسات من جارات فاطنة..نظرت لخاتمها الكبيرفي أصبعها الصغيرطويلا وهي تحاول التركيز في حديثها لتقول..
- والله من ولدي إبراهيم فكر في العرس ورسل قال لي يمه فتشي لي عروس..طوالي قلت بس مريم يعلم الله بريدها ومتمنياها من زمان عروس لواحد من أولادي..
وقبل أن تستمر نفيسة في كلامها جاء صوت حاجة زينب قائلا.. - صدقتي. حاجة زينب هي قريبة حاج علي من ناحية أمه وكانت من أكبر نساء العائلة ولها مكانتها العالية وقد تفائل وتبارك بها الجميع في مناسباتهم..رفعت ببطء جسدها المتعب من مشوار الطريق صدرت منها أنه تعب خفيفة وهي تحاول الجلوس بعد رقدتها القصيرة وبدأت الحديث فيما جاءت لأجله..
- شيخ بابكر نسبه عالي ود الشيوخ الصالحين والناس كلها تتمناه..ومريم ماشاء الله عليها ست البنات لي حدهن..بت مؤدبة وخدامة..تخدم في البيت وتساعد الاهل والجيران..أماني إبراهيم مالاقالو عروس ماهي هينة..محظوظ بالحيل ..وولدنا ذاتو ماهو هين زينة الرجال جدوده بجوامعهم وخلاويهم..اي زول يتمناه راجلا لي بتو.. الليلة جينا نحدد معاكم مواعيد العرس ونشوف طلباتكم..والله التقولوه كله نجيبو ونسويه بتنا ماهي هينة وولدنا ماشاء الله قادر..
قادت ست نور الحديث ..كانت عمة العروس وأكبر من فاطنة أمها..ست نور كانت إمرأة خفيفة الظل لكن بحساب..اسرة أخيها كانت كل حياتها بعد ترملها منذ أكثر من خمسة عشر عاما.. تزوج أبنائها الثلاثة وسافر منهم إثنين للعمل في اقاليم اخري..بينما عاش إبنها البكر بعد أن تزوج مع نسابته في قرية قريبة منها أنجب الاولاد والبنات..علي الرغم من وصوله إبنها لسن الاربعين الا ان ابنائه مازالوا أطفالا صغارا..تزوج متأخرا وكذلك تأخرت زوجته في الإنجاب..ترك اكبر ابنائه ليعيش مع أمه ست نور حتي يأنسها..
لم تغب ست نور يوما عن منزل شقيقها شيخ بابكر.. كانت تحب كثيرا أن تقضي مع فاطنة الأمسيات يتبادلن الحديث ليلا في اصوات هادئة وعناقريبهن متقاربة وضوء القمر يغريهن بالونسة أكثر..يتحدثن في امور الدنيا ببساطة..اغلب أحاديثهن كانت ذكريات..لم يصبهن الملل ابدا من الحكي عنها..يحكينها بمتعة حتي الحديث عن المؤلم عنها كان يحكينه ببساطة كأنه لم يؤلمهن يوما قط..غالبا ما يفاجيء النوم إحداهن قبل رفيقتها فتسكت الاخري بعد ن تعلم بأن ليس لحديثها مستمع..تجذب بعدها الغطاء جيدا علي جسدها..تستدير للجانب الأخر بجسدها يعد أن تعب من الرقاد علي جانب واحد..تستغفر وتنام هي الأخري وسرعان ما يعلو شخيرها.... ست نور ماكانت تري في فاطنة قريبتها وزوجة شقيقها فقط..بل كانت تري فيها الاخت الغالية التي لا غني لها عنها! .......... .......... - والله يا حاجة زينب وحاجة نفيسة..وقت شيخ بابكر جه وحدثنا وقال حاج علي داير مريم لإبراهيم..انا فرح الدنيا ماشالني..الاتنين أولادنا..الإتنين يستاهلوا الخير والسعادة...واصلها فاطنة دي زولة مبروكة وبناتها مبروكات..وعلي الاخص مريم دي مافي زيها..بتا حنينة وطيبة أصلو ما تسمعيلا حس ..بس بلا سمح وحاضر ما عندها كلام!
لأول مرة بعد الترحيب تحدثت فاطنة..هي بطبعها مقلة في حديثها..أمسكت بطرف الكلام وقالت بخجل وهي تحرك حبيبات السبحة في معصمها..
- ماشين نلقي وين احسن منكم يا نفيسة أختي؟؟ مريم بتكم وابراهيم ولدنا ..الله يتمم الامور كلها علي خير ويسعدهم..عارفة بتي عندكم بتكون في الحفظ والصون..
زغردت إحدي الحاضرات من أهل العريس..فردت الزغرودة حواء من اهل العروس بينما فتيات الحي صديقات مريم وقريباتها يقمن بتوزيع الحلاوة والشربات..الزغرودة كانت تعني أن امر الخطبة قد أكتمل..وأن اي حديث آخر هو أمر ثانوي تتفق عليه النساء وحدهن أو يحدث دون إتفاق..
مبدئيا..الإتفاق كان أن الزواج في الخريف بعد ثلاثة اشهر..يأتي العريس ويتمم إجراءات الزواج ثم يسافر بالأوراق حتي يستطيع ان يأخذ زوجته لتعيش معه في السعودية.. في لحظة تحول الجو كله الي جو مرح عالي وتعالت اصوات النساء وبدأن في تبادل الونسة الثنائية والجماعية في وقت واحد..
إنطلق صوت نفيسة أم العريس معبرا عن سرورها..
- كدي النسالم عروسنا..ماشاء الله وينا مريم؟
ردت ست نور ضاحكة..
- جوه خجلانة قاعده في الاوضة..كدي الامشي أناديها تسالمكم..
كانت بعض من صديقات مريم قد أهتمن بتزيينها لهذه المناسبة..جلست هي خجلي وقد إرتدت ثوبا أخضر اللون أحضرته آمنة شقيقتها مخصوصا لها لترتديه في هذه المناسبة. ومن تحته فستان مثله في اللون...تسريحة شعرها أظهرتها أكبر قليلا من عمرها الا انها زادتها جمالا.. كانت ليلي شقيقة العريس قد فارقت النساء الكبار عند وصولهن وذهبت لمريم في غرفتها ..حديثها كله كان يعبر عن فرحها وفرح إبراهيم وكل أسرته بها مما أسعد مريم وساعدها لأن تطمئن علي القادم من أيامها..فبادلت مريم والاخريت الإبتسام بحياء.. ........... ........... - ماشاء الله يا مريم..دي شنو السماحة دي؟ إستطردت سريعا قائلة..
- عيني باردة..يا الله تحفظها وتبعد عنها العين.. . قرأت ست نور في سرها بسرعة المعوذتين وتمتمت ببعض الدعاء وختمته بعين الحسود فيها عود ..ثم سألت البنات في الغرفة.. - بخرتنها يا بنات؟؟ أها كدي جيبنها اتسالم خالاتا بره منتظراتنها.. ألقت علي مريم نظرة تمام أخيرة ثم قالت.. واحلاتي دي يا مريم..كبرتي وبقيتي للعرس..الله يهنيك ويعرس لي خياتك المعاك ويسعدكن كلكن.. .......... .........
Quote: مشهد حي، رسم بالعطر، والحس، والذوق، والقلم، حتى عشته..
.... |
عبد الغني.. كلماتك افرحتني دون شك وأنت صاحب الحكي القلم العارف..
أرجو أن تواصل معنا لنري ماذا سيحدث.. .......... ..........
رمضان كريم..
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مريم.. (Re: Muna Khugali)
|
........... ...........
سمعت خطواته وهنات صوته وهو يقترب من الراكوبة..كانت تحفظها وتعرف صوت وقعها مع العكاز علي الأرض..في سرعة جلست وهي تصلح من وضع ثوبها فوق رأسها..
- مرحب ..
- يا حاجة فاطنة انا مسافر باكر الصباح مع ود جبريل للخرطوم يومين تلاتة..عندي شغلات دار اقضيهن هناك..عبدالرحمن بعدين بيجيبلكوم الحاجات الناقصة كلها وإن درتو شي زياده حدثوه هو بيعرف يتصرف..
كعادة فاطنة..لا تناقش زوجها كثيرا ولا تسال..تتركه يقول ما يود قوله ويحتفظ بما لا يود قوله لنفسه..
كانت العلاقة بينها وبينه قد اصابها شرخ قبل عدة سنوات عندما جاءها شيخ بابكر يوما ليعلمها بأنه سيتزوج بإمرأة أخري..لم يتحدث كثيرا فقط أعلمها بقراره.. لم تنم تلك الأمسية ولا ما تلاها من أمسيات..فعلي الرغم من أن زواج الرجال بأكثر من واحدة هو أمر عادي يحدث كل يوم في القرية بسبب أو بدون سبب ..الا أنها كحال اي إمرأة تألمت كثيرا لما حدث..شعرت بالغبن والحزن وإن لم تسمح لمشاعرها بأن تظهر أمام اي إنسان..ولا حتي أمامه .. كتمت أمر الزواج كأنها لم تسمع حتي لم تتحدث عنه مع أبناءها!
تتذكر بذاكرة حية وقوية ذلك اليوم عندما أخبرها بقراره ..وقع عليها الأمر كالصاعقة..لم يبدو متضايقا أو قلقا لم يتلعثم في كلامه ولم يرخ عيونه ..لم تتبدل نبرات صوته..كان قويا كعهده دائما..شعرت بدوارفي رأسها وبألم فظيع في معدتها..شعور مؤلم وغريب..كأنها لم تكن في نفس المكان وكأن الدنيا لم تعد موجودة..تماسكت كثيرا وخفضت رأسها حتي لا يري تعابير وجهها .. نظرت في أصابع قدميها في ذهول دون أن تراها..صارت الدنيا كلها مظلمة وثقل رأسها..لكن كان لابد لها من النماسك.. بعد العمر ده كله يعرس فوقي؟؟ لن تكون أم أولاده الوحيدة..ستكون الاخري ايضا ام أولاده..ستكون فتاة صغيرة ربما حتي اصغر من إبنتهم آمنة.. توقفت الدنيا عن الحركة من حولها..فقط في داخلها كثرت المطارق في راسها غمتها نفسها.. وشعرت بجرح كبير غائرفي قلبها وكرامتها ..تذكرت في لحظة المها وصايا امها وحبوبتها وكل من يكبرنها سنا من النساء.. ما توري راجلك أصلو زعلك..خليه يسوي الدايرو..إن كان عرس فيك وده حقو الحلال..اصلك ما تلوميه ولا تساليه...أمسكي لسانك عليك ولمي عليك وليداتك..المره الفالحة اصلها ما تشتكي وما تبكي..إن شكيتي ياكي الخسرانا وأن بكيتي بوكاك ما بيغير شي..ونحنا النسوان البقع علينا نتحمله..الله ذاتو خلقنا قادرات نتحمل.. الهمتها عزة نفسها ونصائح امها القديمة لأن تقول بصوت منكسر لاتدري إن كان عاليا كفاية فسمع ما قالته له أم لم يسمع..
- الله يسعدك!
تركها شيخ بابكربعد أن قال كلماته وخرج دون أن يزيد علي حديثه مبررا لنفسه ..
تزعل في شنو؟؟
النصيحة هي ما قصرت في بيتها ولا معاي..لكن الراجل محللاتالو أربعة...أنا ما بقصر معاها ولا مع أولادي..التجي تقول كان جيت في يوم قصرت معاها ولا مع أولادي! زاد من سرعة خطواته وهو يضرب بعكازه علي الارض بيد..وبيده الاخري يصلح من رقبة عراقيه.. كان يريد أن يبعد تماما من المكان حيث توجد فاطنة..تالم قليلا الا أن ألمه لم يستمر فقد سيطرت عليه فكرة الزواج تماما..حسم أمره أكثر ..دخل الي الديوان وتناول جلبابه من فوق "الحمار". إرتداه علي عجل وخرج مسرعا دون أن ينظر وراءه!
..............
Quote: مني
سلامات ورمضان كريم ياخ
ليك وحشة والله
كدي كبي لي فنجان جبنة بعدين نشوف الحاصل شنو ؟؟؟؟ |
كيف حالك يا ياسر ود عمنا عبد القادر.. أولا رمضان كريم.. ثانيا شكرا علي الزيارة والتي نتمني أن تتكرر.. ثالثا كل سنة وإنت طيب وعيد ميلاد سعيد..
............. .............
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مريم.. (Re: Muna Khugali)
|
في ذلك النهار البعيد...سافر شيخ بابكر لأهل والده في قرية ود السلام ..كان اليوم التالي هو الموعد المقرر لعقد قرانه علي إحدي حفيدات شيخ حمدنالله الكبير صاحب القبة المعروفة والكرامات الكبيرة..سيتزوجها تقربا لهم وتبركا .. وكيف لا يتبرك بهم وقد أخبره جده ومن ثم والده كيف كان الشيخ صاحب كرامات وصلت سيرتها لاقصي البلاد..يقال أنه كان يصلي نفس الاوقات في قري مختلفة في نفس الوقت..أقسم البعض أنه كان يؤمهم في نفس الوقت والقري تبعد عن بعضها ساعات طويلة..شي لله.. ناس بركة فعلا ..يعلم الجميع أيضا بقصة القبة.. فالقبة لا تنتهي منها رائحة البخور التي يقسم الحارس أيضا بأنه لم يشعل النار لها ابدا..فهي هناك منذ طفولته لا تنتهي.. شي لله يا شيخ حمدنالله..
عروسه كانت بت شيوخ..فتاة شابة سبق لها الزواج توفي زوجها تاركا لها إبن واحد بالمدرسة..صالحة بت صالحين راي في زواجه منها خيرا كما حدثه عمه التوم ود الزين من قبل.. حدثه بأنه قد راي رؤيا جميلة تزوج فيها شيخ بابكر من بت الشيوخ وقد تحققت بركات كثيرة من ذلك الزواج..تفائل شيخ بابكر من حديث عمه وكان يعلم أن أحلامه دائما صادقة فكيف يكون الأمر عندما تكون رؤيا رآها بعد أن توضأ وصلي العصر في الصريح بجانب القبة؟!
............. ............. جاءه صوت عمه حاسما..
- باكر بعد صلاة العصر العقد.. أمش أخدا ..بت صغيرة وصالحة..تاخد فيها الاجر وتتبرك وتاخد رضا ابوك في قبره!
.
Quote: يا سلااااااااااااااااام لك التحية والتقدير امانا ما رسمتي لوحة........! "أهلي البساط والقعدة والإنبساط الراحل المقيم سيدي الشيخ العباسي في حديثه عن الريف والبادية واهلها الذين أحبّهم ذكر هذه الأريحية والبساطة والقناعة والمحبة وراحة البال
والله يا أم عروض هسّع الواحد بصحي ويكون مستلقي و15 دقيقة هوووووووووولة طويلة بعد تغير الحال والشعتفة العمت الريف الحبيب يحكي لي الأستاذ سالم موسي ان أولاد "احمد ود جدو" وكان رجلا صاحب طرفة وجميلا في دواخلة ، فبعد السنين السود وذات خريف صحُّوه اولاده قائلين " "يابا قوم الوطاه أصبحت" ليرد عليهم قائلا: - "أريتها ما اصبحت اصبحت عيل علي الشقاوة والمحن.........!
محبتي |
تلك حياة من نوع آخر يا عبيد.. عندما تذهب لها..تبدو وكأنك في رحلة لكون آخر.. تفرح وتحزن لحالهم وأيضا لحالك..هم يتمنون ما عندك بينما أنت تعرف أكثر منهم في تلك اللحظة عظمة ما عندهم.. .......... .......... سأحدثك واحدثهم ذات يوم عن الريف حين زرته وحين أقمت فيه في فترات متقطعة..ريف في الغرب وفي الشمال والجنوب والشرق وكيف غادرت أخر مرة مناطق الشرق وفي كثفي ضربة من ماعز صغيرة هي وتوأمها تعودنا أن نقضي ظهرياتنا سويا..آلمتني وأضحكتني كثيرا فتجاهلت الألم.. من حبي لهما.. كنا نعيش في نفس الامتار..نلعب وننام ونأكل "ما قسم" ونساهر مع الآخرين تحت نفس النجوم ونحكي حكايات لا أدري ان كانت حقيقية أم خيال إخترعها.. لا يهم ..فقد كنت فعلا استمتع بها.. وكان عندما يأتي الصباح..ويأتي سيد الحمار بالماء..ارقب ملأ القربة وملأ الزير وغيره..اشتريت قربة صغيرة حتي تلازمني في سفري بعد وداعهم..فلازمتني حتي في وجودي في لندن.. .......... .......... يا عبيد يا إبن الريف..لك في قلبي معزة أخوية صادقة..
وعليك الله ماتغيب..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مريم.. (Re: Muna Khugali)
|
حياة فايزة كانت في ظاهرها بسيطة .. عاشت في منزل صغير مع أمها وإبنها في حوش ملحق بحوش الشيخ حمدنالله الكبير ..إنتقلت له بعد أن توفي زوجها الشاب منذ أكثر من سبع سنوات.. فجأة اصابته حمي قيل أنها ملاريا ..وبعد إستخدام علاجات كثيرة بعضها حبوب تم إرسالها له من الخرطوم للعلاج مع أحد سواقين اللواري .. وبعضها علاجات بلدية مشفوعة بحجبات وعلاجات الشيوخ من ابخره ومحايات إذ أغلب الظن ان عينا قد صابته وحسدته..تطورت حمته وزادت حتي إحتار كل من في القرية.. دخل في غيبوبة سرعان ما مات بعدها.. ترك إبن رضيع وزوجة لم يتعد عمرها السابعة عشر..وبعد ن كانت يتيمة فقط.صارت أيضا ارملة!
تمنت فايزة لو كان نصيبها مختلف..شيخ بابكر أكبر من والدها لو كان علي قيد الحياة..لكن من كان في وضعها لا يحتج او يتمني..ليس من حقها الشكوي او الرفض ولا حتي التعبير عن مشاعرها..صعبت عليها نفسها في ذلك اليوم وبكت علي قرار تزويجها..نهرتها أمها وهي نفسها خائفة من أن يسمع الشيخ الكبير ببكاء فايزة إحتجاجا..
- هوووي يا فايزة أخيرلك تعقلي..ماتخربي علي نفسك...الشيوخ ادو كلمة وخلاص وبعدين تعالي ..الماش ياخدك منو تاني بي وليدك ده الله يحفظو؟؟ أخيرلك تسمعي كلامي ده وتعقلي باكر تجيبي أولاد وتفرحي بهم أصلو الدنيا دي ما فيها طعم الا بالاولاد! ثم في محاولة اخري لأقناعها بحسن حظها وقفت عندها..وجذبتها من طرحتها قائلة حاد النبرات..
- انتي ماك شايفة حال إستقامة بت خالك حاصل عليها شنو؟؟ راجل واحد خطبا بعد طلاقها مافي..دايره يقيف حالك متلها؟؟ اها المسكينة قاعدة لامن ضبلنت في بيت أبوها..يا كافي البلا شافع واحد يونسا مافي.. وفي لهجة من يحسم نقاشا دائرا منها فقط..صاحت
- خلي البكا ده وقومي عوسي كسرتك أسه بيجي الدرويش يشيلا..مواعيد غدا الشيخ قربت!
............ ............ في ذلك الحوش الكبير تواجدت العديد من النساء اللاتي وهبن أنفسهن لخدمة الشيخ ..نساء من مختلف الأعمار..بعضهن مقيمات وبعضهم من الزائرات ..هن بالمطبخ طوال اليوم ومنذ الفجر حتي ساعات متأخرة من الليل..فالشيخ له الكثير جدا من الضيوف والمريدين الذين يصلون كل يوم وكل وقت للحوش لزيارته وتقديم فروض الولاء والطاعة له.. أو بحثا عن علاج أو حل لمشكلة..يأتون محملون بالهدايا والخراف كرامات بعد علاجهم أو بعد أن قضيت مصالحهم بنجاح..
والحق أن الرزق الكتير لم ينقطع أبدا من الحوش من الضيوف والزوار أن غيرهم.. إحدي المقيمات بالحوش لخدمة الشيخ وضيوفه والتي كان قد وهبت نفسها لخدمته من عشرة اعوام مضت.. اقسمت للنساء الباحثات عن علاج بأنها رأت بأم عينيها خراف تدخل الحوش من الباب الخلفي لوحدها دون أن يحضرها أحد..نظرت في الشارع تبحث عن اثر عربة أو شخص ولم تجد.. ثم اكدت لهن وسط دهشتهن أن هذا الامر تكرر عدة مرات حتي أصبح امرا عاديا.. هي الكرامات دي اصلها كيف؟؟ هكذا قالت لنفسها في ذلك اليوم ولهن فيما بعد..ثم ختمت حديثها بدعاءها وهي ترفع كفيها للسماء. تنجدنا وتلحقنا يا شيخ حمدنالله الكبير!
أما الصبيان والرجال المقيمون بالحوش..فبعضهم كان مريضا وعالجهم الشيخ وحفظهم القرآن وقرر أهلهم أن الحوش أنسب مكان لهم فإستمروا في العيش معه..وبعضهم ايتام أتي الدرب بهم له.. أحمد الصالح لا يذهب بعيدا عن الشيخ إطلاقا..كان في حوالي الخمسون من عمره..دائما واقف علي باب الشيخ وأحيانا بجانبه..يناوله ماء الشراب وما يحتاجه من الأحجبة والعلاجات للمرضي..يخبره الشيخ بإسم معين فيسرع يحضره ويمده له..وعندما يحين موعد وجباته يعطي الاوامر للصبيان بإحضاره من الحوش الاخر من النسوان... يقرر من يدخل للشيخ ومن ينتظر.. قيل أنه كان في شبابه عربيدا وله سجل من المشاكل.. أكمل دراسته في أحد المعاهد وعمل في أحد دواوين الحكومة وسكن مع أسرته في احد احياء أمدرمان العريقة..كثيرا ما كان يأتي للمكتب ورائحة الخمر تنبعث منه..وكثيرا ما تسبب في مشاكل مع زملائه في العمل وفي الحي..الامر الذي أحرج عائلته المعروفة في الحي بسمعتها الحسنة وطيبتها في التعامل..
قيل أنه راي في يوم في منامه شيخ كبير ذو وجه صبوح وذقن طويل أبيض كالقطن..يقف أمامه مرتديا لثياب ناصعة البياض ..إقترب منه ثم مسح علي راسه بيديه التي يشع منها الضوء بهدوء أراحه جدا..أخبره في صوت وقور وعميق بأن إسمه الشيخ حمدنالله الكبير..وأن عليه أن يزوره في قبته في قرية ود السلام..قالها ثلاثة مرات ثم إختفي..إستيقظ هو بعدها والعرق يتصبب منه وجسده يرتجف.. بعدها لم ينطق حرفا..جمع ما عنده من مال وسافر الي قرية ود السلام وهناك إستقر في الحوش مع الشيخ الكبير حفيد الصالح حمدنالله بعد أن أخبره بمنامه..لم يغادره علي الإطلاق..ترك اسرته ووظيفته هناك منذ ما يقارب العشرون عاما..تعبت اسرته في العثور عليه..حتي كان ذلك اليوم الذي اتي فيه أحدهم ليعلمهم بأنه قد رآه..أخبرهم بمكانه..في الحال سافر له والده وشقيقه الاكبر ليرجعوا به..الا انه رفض الرجوع معهم ..سالوا الشيخ وترجوه أن يقنعه بالرجوع الا أنه أخبره بأنه هو عائلته الوحيده ولا يريد غيرها..فرجع أهله وقلبهم مثقل بالحزن ثم قرروا ان يواظبوا علي زيارته..فزاروه كل عدة اشهر..ثم توقفوا تماما عن زيارته بعد موت والديه وإنشغالهم بحياتهم الخاصة.. يثق الشيخ الكبير ثقة تامة في أحمد..كان يناديه بأحمد الصالح..ويأتمنه علي كل شيء بما فيها إدارة الحوش الكبير.. ................ ...............
Quote: سلام منى والضيوف متابع وتداخلت على الاحداث بين واقع عايشته وشخوص ليست غريبه عني تسلمي ويسلم قلمك. سجليني حضور في كل بوستاتك ويسلم الخليفه الزرع فيك الاحساس بالغير فهو لاشك سر سرك.
Quote: .ونحنا النسوان البقع علينا نتحمله..الله ذاتو خلقنا قادرات نتحمل.
وتحت اقدامكن الجنه |
كيف حالك يا عمر..ارجو أن تكون واسرتك بخير وإطمئنان.. بالطبع اسجلك حضور يشرفني جدا.. رحم الله الخليفة والذي تشرفني سيرته كما شرفني الله به ابا..وياليت قلبي كان فيه قليل مما كان في قلبه! رحمهم الله جميعا الأحياء والاموات..
شكرا أخي عمر.. .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مريم.. (Re: Muna Khugali)
|
سفر شيخ بابكر مع ود جبريل كان يعني الكتير لأهل بيته..خاصة لمريم وفضل.. جري فضل ناحية امه وهو يعلن نيته..
- يمه الليلة أنا بجيب عنقريبي وبلصقه مع عنقريب مريم وزول فيكم يفتح خشمه معاي مافي..وباكر برقد جنب كرعينك..أها كلمتك!
ضحكت فاطمة وهي تسمع جملته..قالها بقوة كأنه يحذرها فعلا من معارضة رغبته..قوة أظهرت تعلقه بشقيقته وبها..نظرت له ولمريم بفرح سعيده بهما وقالت كانها ترغب في إثارته
- خليت ابوك سافر يافضل وجيت ترقد جنبنا؟؟
ماك خايف ترقد مع النسوان؟ ونان تخلي اخوك يحرسنا براه في حوش الرجال؟
- يحرسكم من شنو ذاتو ..اسه من الله خلقكم شوفتو ليكم حرامي في الحلة دي؟؟ ثم اضاف محاولا أن يقنعها أكثر بعدم جدوي نومه بجانب عبد الرحمن..
هو ذاتو انا نومي تقيل وإن كان جه الحرامي ولا البعاتي ذاتو ما بصحي..اقول ليك كلام؟ خلي عبد الرحمن ذاتو يجي يرقد معانا بي جاي! قال قوله الأخير وهو يقرب عنقريبه من عنقريب مريم في فرح ظاهر حاسما بذلك اي محاولة لتثنيته عن رغبته .. أصلح من وضع الملاية والتي رفع هواء المغرب طرفها وقال..
- مريم أحمي لي القصة حقت الرجال المسافرين باللوري والقام مرق ليهم حمار فجأة ...
كانت تلك قصة مازال يتناولها الناس حتي يومنا الحالي ويقسمون بصحتها..تلك العربة الكبيرة التي تظهر بكشافات كبيرة من الاتجاه المعاكس وعند الإقتراب منها تتحول لحمار!
ضحكت مريم وبشقاوة رفعت الوسادة وضربته علي كتفه بها وهي تقول..
- أبيت ما بحكيها ليك الا توعدني بكره تغشي إنصاف ..عندي عندها مجلة تجيبها لي..
تظاهر فضل بالغيظ وهو يقول..
- ياخ إنصاف دي انا مابريدا ولا بريد امشي بيتهم..
- خلاص مافي حكاية!
راقبت فاطنة كل الموقف بحب وإستمتاع شديد..كل واحد من ابناءها كان له نوع حب مختلف.. صحيح أنها تحبهم جميعا بنفس القدر الا ان حبها لعبدالرحمن كان فيه شيئا مختلفا من حبها لمريم أوحبها لفضل أو آمنة..شيء لا تستطيع أن تفسره..كل طفل له مكانه الكبير في قلبها ولا تسوي الحياه شيئا بدونه...ولا يستطيع ايا من اطفالها أن يغنيها عن الآخر..ربما كان تفسير ذلك حبها أيضا لصفاتهم المختلفة.. قطعت مريم عليها سرحانها قائلة..
- أريته أبوي كان اخد معاه راجل آمنة كان اسه جات باتت معانا وأتونسنا للصباح.. صاح فضل كمن وجد حلا للأمر..
- يمة خلاص كلمي آمنة تجيب الشفع وتجي تبيت معانا باكر.. نظرت فاطنة من فوق عنقريبها لأسفل ..مدت يدها ورفعت كوز المياه الالومونيوم الكبير والذي تضعه كل ليل في نفس المكان حتي تشرب منه إن فاجأها العطش ليلا.. وقبل أن تشرب منه ردت علي فضل..
-آمنة بي راجلها فضل ولدي.. وبيتها ماعندها طريقة تجي وتخليه..ارقد حبيبي ونس خيتك مريم!
سرعان ما أتي عبد الرحمن لينضم لهم في ونستهم...كان كل شيء هناك يوعد بوقت ظريف.. القمر يضيء كل الحوش..وروح من الفرح تسود المكان..مساحة من الحرية ما كانوا ليحلموا بها ابدا..كسر فضل ومريم القواعد الصارمة لمدة يومين فقط..لا باس خير من عدمهما.. حتي العشاء كان له طعم أحلي تخاطف فيه الجميع اللقمة بمرح وشقاوة تشبه عمرهم..عبدالرحمت العاقل تخلي عن وقاره واجل إستذكار دروسه فتلك لحظات من الحرية والمرح لا تعوض.. وهذا لا يعني أن الجميع كان فرح بغياب شيخ بابكر .قطعا لا...فهو والدهم الذي يحبونه وتطمئن حياتهم بوجوده ..لا كانوا فقط فرحين بغياب سلطته وأوامره.. يحبونه كثيرا ويعلمون انه راجع بعد يومين بالسلامة..
سأل فضل أمه..
- يمه..عمتي ست نور مالا ماجات الليلة؟
- قبيل رسلت قالت ما بتقدر تجي الليلة..الا لاكين بتجي باكر تبيت معانا هي ووليدها..كانوا يطلقون علي حفيدها وليدها حتي عندما كبر وصار صبيا..
- سمح باكر سويلنا مديدة حلبة..طولنا ما أكلناها..ثم ردد حتي يقنعها بما طلبه.. أنا بريدها شديد..
عجبت الفكرة مريم فأيدتها قائلة..
- عليك الله يمه سويها نحنا كلنا بنريدها ..إتي بتسويها طاعمة والسمن ياهو جديد قااااعد ..
ثم التفتت لعبدالرحمن وقد تذكرت شيئا..قالت..
- عليك الله ياعبدالرحمن باكر وقت تجي راجع من مدرستك جيب لينا معاك عطرون للمديدة ..أظنو حقنا خلص.. ضحكت فاطنة ضحكة كبيرة علي غير عادتها أنهتها بقولها..
- سمح..باكر بملالكم الحلة الكبيرة وما بخليكم الا تكملوها كلها..
قالت كلامها وسرحت طويلا مع القمر ولسانها كقلبها لم يتوقف عن شكر الله وحمده علي نعمة الابناء والصحة ولا عن الدعاء لهم..وسرعان مانامت وسبحتها بين اصابعها لم تكمل العدد بعد.. ............ ........... لعل الصباح التالي كان من أجمل صباحات أسرة شيخ بابكر..الجميع اصبح ونوع من الفرح والطمأنينة في القلوب..
Quote: القومة ليك
يا ملكة
وأهي دي قعدة
نشوف الحكاية للنهاية
الغوص في ثقافتنا وتراثنا مشكورة |
شكرا يا عبد الفتاح وحمدلله علي السلامة.. أن شاء الله تكون قعدة لطيفه علي قلبك وتتابع معانا..
رمضان كريم..
...........
| |
|
|
|
|
|
|