الأبيض الثانوية..يا لها من مدرسة..أين أنتم يا أبناء دفعتي وخريجيها.

Quote: أتذكر لما دخلت البيض الثانوية عام 1968 كان بها نهرين. وكانت نعم المدرسة ... متميزة على صغرها. وبها معملين للفيزياء والكيمياء لا أزال أذكر روعتهما وحسن تصميمهما وتجهيزهما. وقد علمت بأنهما ازيلا لاحقاً ليحول موقعهما لفصل. وأستديو للفنون أيضاً ازيل لاحقاً وحول لفصل. الناظر كان عبداللطيف وبها من الأساتذة البلاع وعم الغالي جديد ونصر ابوضامر وعوض الكريم (فيزياء) ومحمد عبد اللطيف (جغرافيا) وسفيان واستاذ للغة العربية (فاتني إسمه) كان غاية في الثقافة ومعرفة للغات إذ كان يجيد 7 منها. والمتطوعين البريطانيين ومدرسي الرياضيات المصريين المعارين والصول علي والصول حسن بسياطهم الطويلة. ونعم الطلاب من دفعتنا: الدكاترة حالياً موسى عبدو موسى و سمير حسن الحاج وحسن عبد العزيز (بتاع مؤتمر المغتربين الأخير) ومحمد جلال (بتاع الإتحاد العام للكرة حالياً) وكامل أحمد عبدالله والمهندسين: يحيى حبة وعباس وإبراهيم حامد جقر و بكري مكي والأساتذة الجامعيين أمثال تاج السر وقيصر موسى الزين وضباط الجيش: حمدان زاكي الدين وصلاح قطبي والكثيرين ممن لا أعرف مواقعهم حالياً أمثال شمبول والطيب الزاكي وفتح الرحمن علوبه ومحمد فضل الله الدرديري (أحد وزراء الولايات الإنقاذية) والكيميائي صالح محمد أحمد والمرحوم صلاح نصري والطلاب المتميزين ممن سبقونا أمثال عمر عباس وعوض جولط وحسن كمبال وعلي احمد عبدالرحيم والعاقب وغيرهم. أذكر أن فصلنا (ثالثة علمي) كان مقسوماً بين علمي أحياء ورياضيات. وقد دخل نصف طلابه لجامعة الخرطوم من المرة الأولى ونصف المتبقين بعد الرقعة. وكانت المدرسة تعج بالنشاط الطلابي وبها جمعية تصوير وجمعية موسيقى ( الفحيل وصلاح وعمر تاتاي) وجمعية العلوم التي أقامت معرضاً ضخماً في المدرسة مما جعلها مطلوبة دائماً لإقامة جناح في أي معرض عام في الأبيض. وقد تنقل معرضنا مابين نادي المعلمين وميدان الحرية حيث إفتتحه النميري (شخصياً). وحفلت المدرسة بالنشاط الرياضي والثقافي. ولا أزال أذكر التصفيق الحاد لنزار قباني حينما زار المدرسة وذلك رداً على كلمة الأديب ميرغني عبدالله مالك (ميرغني الشايب) التي قدمه بها. والنشاط السياسي والتجاذب الحاد بين الشيوعيين (ناس أنور) والأخوان (ناس سراج حامد يوسف – سفيرنا في يوغندا حالياً– ومحجوب محمد صالح). ونحن في السنة الثالثة قدم للمدرسة ناظر جديد هو إبراهيم نصر الدين (وزير ولائي إنقاذي لاحقاً) الذي وفرض على المدرسة الضبط والربط بالمفهوم العسكري. إلا أن مستوى المدرسة أخذ في التدهور بعدها متمثلاً في أعداد الناجحين ومن يدخلون جامعة الخرطوم. ولإبراهيم دور كبير في إعادة إمتحان الشهادة عام 1972 حينما تأكد تسربه قبل بداية الإمتحانات. ولا أنسى أبداً تمردنا عليه حينما وضح لنا إستهداف الناظر للمعلمين المحبوبين بين الطلاب (اذكر منهم سفيان وميرغني بتاع الفنون). فقد أقمنا يوماً لوداعهم متحدين في ذلك قرار الناظر. وتوقفت الدراسة لأيام في المدرسة بين إصرار الناظر على معاقبة المدرسة كلها وإصرارنا ومعنا مجلس الآباء (ناس حاج الطاهر المحامي) على عدم العقاب. وأذكر حينما إستخدم عباس سلكاً معدنياً لإبقاء الكهرباء مقطوعة عن فصلنا وذلك للتسيب والسينما. وتطلب الأمر إستقدام خبراء من الإدارة المركزية لمعالجة الموضوع. وقد ألقي اللوم كله على أحد فصول أولى الذي كان يجاورنا (مكان أستديو الفنون القديم). وإنتصر آدم الدين في النهاية. رحم الله الأموات فيمن ذكرت وأمد الله في أعمار الأحياء ومتعهم بالعافية والخير والسعادة. طبعاً متذكر إفتتاح نادي المعلمين. كان غاية في الروعة وقمة في النشاط الثقافي. وأذكر تمثال المعلم الأول الذي كان في الركن الداخلي والذي تهجمت عليه إمرأة مريضة نفسياً ودمرته. رد مع اقتباس