السوداني الأصيل د. جون قرنق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 11:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-20-2013, 04:11 PM

حليمة محمد عبد الرحمن
<aحليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السوداني الأصيل د. جون قرنق (Re: ياسر احمد محمود)

    سلامات يا مجدي وزواره. شكرا لك وانت تذكرنا بهذا الرجل السوداني الاصيل وقد افتقدناه.. وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر.
    هذا تقرير كتبته عام 2005 لصحيفة ايلاف الالكترونية السعودية ونشر في نفس يوم تشييعه..




    الاتفاق السوداني يلقي بظلاله على تشييع قرنق
    GMT 7:45:00 2005 السبت 6 أغسطس . حليمة محمد عبد الرحمن

    ________________________________________


    حليمة محمد عبد الرحمن من الخرطوم: يودع السودان اليوم السبت، النائب الاول وحاكم الاقليم الجنوبي، الدكتور جون قرنق دي مبيور، حيث يواري حثمانه الثري في مدينة جوبا عاصمة الاقليم الجنوبي وسط حضور اقليمي ودولي، بعد رحلة زادت عن عقدين من الزمان في احراش الجنوب. قرنق البالغ من العمر ستين عاماً، لم يعش ليكمل شهر عسله. وكان بذلك ثالث قائد جنوبي يخرج من الاحراش منتصراً ليعود إليها ويقضي نحبه فيها، في خلال العشر اعوام الماضية
    واحد وعشرون عاماً قضاها في احراش الجنوب مقاتلاً، يقابلها واحد وعشرون يوماً قضاها حاكماً ، لتنقضي حياته قائداً في نفس الغابة التي خرج منها مقاتلاً ومن سخرية الاقدار وغرائب الصدف ان كل عام في قضاه في الغابة محارباً يقابله يوم قضاه في الخرطوم رئيساً. وان كتابه الذي اجتهد في توثيق وجهات نظره حول حكم السودان الجديد والذي اطلق عليه عنوان "جون قرنق ورؤيته للسودان الجديد واعادة بناء الدولة السودانية"، صدر في نفس يوم اعلان وفاته.

    من هو قرنق؟

    ولد جون قرنق دي مبيور عام 1945م في قرية بالقرب من مدينة بور بجنوب السودان، في اسرة مسيحية، تنحدر من قبيلة الدينكا الشهيرة. تلقي تعليمه الابتدائي باحدي مدارس المنطقة وعمل في شبابه " أجيراً" في اعمال البناء والانشاء في خزان الرُصيرِص، بجنوب شرق السودان. لا تشمل سيرته الذاتية انتظاماً في سلك التعليم الابتدائي وذلك لقصره انذاك، علي ابناء المكوك(الملوك المحليين) والسلاطين في الجنوب، الفئة التي لم يكن قرنق ينتمي إليها. غير ان طموحه العلمي قاده إلى جامعة الخرطوم حيث درس الاقتصاد، ثم إلى الولايات المتحدة الامريكية، في عام 1975، حيث نال درجتي الماجستير والدكتوراة. وفي عام 1975 عمل مدرساً في الكلية الحربية تزوج في نفس العام.

    اشتهر قرنق بالجسارة والاقدام والحنكة في قيادته للحركة وللمفاوضات. لم يشتهر بالتعجل في اتخاذ قراراته، بل كان اقرب إلى الأنأة والتريث، يسعي لدراسة كل التفاصيل لضمان النجاح الكبير. مثلاُ، لم يبدِ رغبة كبيرة في البداية في الانضمام إلى التمرد الذي كان علي راسه العميد اروك طون وكاربينو كوانين. ذكر اروك طون في احدي الندوات التي اقامها اتحاد المراة السودانية في بداية التسعينات، أنهم في الحركة رأوا ضرورة الاستعانة بقرنق، نسبة لما كان يتمتع به من مؤهلات قيادية وعلمية. و ظل العميد طون يحاول لاكثر من شهراً اقناع قرنق بالانضمام إليهم إلا أن قرنق، حسب رواية طون، الذي قضي هو الاخر في حادث تحطم طائرة المشير الزبير في جنوب السودان في عام 1998، رفض الانضمام إليهم وانضم للحركة لاحقاً،حينما، ارسله نميري لاخماد التمرد عام 1983، وصار قائداً للتمرد الذي اطلق عليه اسم الجيش الشعبي لتحرير السودان.

    قرنق- البشير...الغرماء الحلفاء

    في مطلع السبعينات، انضم قرنق إلى حركة انيانيا الانفصالية التي قادت التمرد علي حكومة الخرطوم منذ عام 1955 بزعامة الفريق معاش جوزيف لاقو،غير ان إتفاقية السلام التي وقعها لاقو مع الحكومة في نفس العام قصرت عمر تمرده. بموجب اتفاقية السلام، تم استيعاب قرنق، برتبة النقيب في الجيش الحكومي ، حيث زامل الرئيس البشير في الدفعة 18بفرقة المشاة.
    ووجد فيه البشير فيما بعد خصماً لدوداً وحليفاً قوياً مؤمناً بالاتفاقية وملماً تمام الالمام بتفاصيلها الدقيقة، ومراحل تنفيذها فوصفه بـ"الشريك الاصيل في السلام"، الامر الذي يجعل خلفه سلفاكير وحكومة البشير يعانون من الضغوط الشمالية والجنوبية

    قومية الحركة..إئتلاف الخليط المتنافر

    لم يكن قرنق راضيا عن اتفاقية اديس ابابا عام 1972 و التي كان "ينقصها الضمانات الكافية"، حسب قوله الا إنه قبلها علي مضض. لعل ذلك عائد إلى سعة افقه وكثرة اطلاعه ورؤيته المستقبلية لمآلات الامور. فقد كان اول عسكري جنوبي جامعي في صفوف الجيش. وبالتالي اكثر تأهيلاً اكاديمياًًَ من الكثيرين ممن يرأسونه.

    تقوم دعوة قرنق علي افريقية السودان، فيما اطلق عليه "السودان الجديد" ووصلت إلى حد المطالبة بإلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع مصر، و رفض حكم الجنوب في إطار فدرالي.
    ساهم عمل قرنق في العديد من مناطق السودان الامر الذي مكنه من فهم العقلية السودانية مما شكل فرقا ظاهراً في حركته التي ضمت لاول مرة كثير من ابناء الأقاليم الشمالية السودانية علي سبيل المثال عمل الدكتور منصور خالد وزير الخارجية السابق مستشاراً لقرنق حتي وفاته، وكذلك كان الحال بالنسبة للسيد ياسر عرمان الناطق الرسمي باسم الحركة.
    جعلت وحدة خطابه السياسي وصدقه في الالتزام بالمبادئ الوحدوية التي يدعو لها، من قومية الحركة وامكانية جلب فكرته إلى ارض الواقع، امراً لا يتطرق إليه الشك.

    عجلت سياسة الرئيس السابق نميري (1969-1985) باعادة تقسيم الاقليم الجنوبي إلى ثلاثة ولايات، باعلان تمرد قرن الذي اعتبر تصرف قرنق تنصلاً عن اتفاقية السلام الموقعة في.وقاد تمرده منذ عام 1983.
    كما ساعد اعلان الرئيس السابق نميري، فرض قوانين الشريعة الاسلامية عام 1985 في نرجيج كفة قرنق. حيث اخذت الحرب بعداً دينياً استغلته الحركة إلى اقصي حد.
    قاد قرنق نضالا شرساً في احراش الجنوب وغاباته الاستوائية الكثيقة، ومن فوهة البندقية ومن بين نباتات الاسبيستوس، تمكن من انتزاع مكانة كبيرة لذلك القدر الهائل من الجنوبين، الذين استقبلوه في الخرطوم استقبال الفاتحين.

    وقود الحركة...الجوار الفاعل

    في عام 69-70 التقي قرنق الرئيس موسيفيني في جامعة دار السلام بتنزانيا وصارا زملاء دراسة، فاثمرت هذه العلاقة في دعم الاخير لحركة قرنق علي مر عقدين من الزمان. كما ساهمت معرفة قرنق الوثيقة بالعديد من القادة الافارقة في دول الجوارمثل كينيا ويوغندا واثيوبيا في قيادة عمليات عسكرية ناجحة. كما ساهمت العلاقة المميزة التي ربطته بالرئيس الاثيوبي السابق منغستو هايلي مريام، بتقديم دعمه الكامل لقرنق..ففي عام 1984 فتح الرئيس الإثيوبي الأسبق منغستو هايلي مريام اراضيه امام قرنق، وسمح له باستخدام مستودعاتها العسكرية وأجهزة إعلامها المرئية والمسموعة اضافة إلى البث المباشر فيها.

    علي مر العقدين من الزمان الذين امضاهما في احراش الجنوب، قاد قرنق، سلسلة من المفاوضات. في عام 1986 وقع وثيقة كوكادام مع حكومة المشير عبد الرحمن سوار الذهب في أديس أبابا، لكن حكومة الصادق المهدي التي جاء انتخابها بعد شهر من توقيع الوثيقة رفضت الاعتراف بها. بعده بعامين وقع مبادرة السلام مع الحزب الاتحادي الديمقراطي بزعامة السيد محمد عثمان الميرغني ، غير إن وصول البشير إلى السلطة عام 1989عجل، بانضمام قرنق إلى التجمع الوطني الديمقراطي المعارض، وصار نائبا لرئيس التجمع الميرغني. كما مهدت بروتوكولات مشاكوس الثلاثة الخاصة بقضايا السلطة والثروة والترتيبات الأمنية وغيرها، الطريق لاتفاقية السلام التي وقعت في يناير/كانون الثاني الماضي بين كل من علي عثمان محمد طه رئيس الوفد الحكومي والنائب الاول للرئيس البشير والعقيد جون قرنق رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، بكينيا.

    في التاسع عشر من يوليو الماضي ، ادي قرنق اليمين الدستورية، نائباً اول لرئيس الجمهورية ، ليصير بذلك، اول جنوبي يشغل منصب النائب الاول لرئيس الجمهورية في تاريخ السودان منذ استقلاله عام 1956م.
    لا يمتلك احد قوة شخصية قرنق. ولا ينتظر ان يجود الزمان بشخصية تدانيه في حنكته ومقدرته الفائقة في المناورة. استطاع قيادة حركته بذكاء ربان يقود سفينته في بحر لجي إلى بر الامان متجاوزاً بذلك كل الخلافات التي شكلت طابعا مميزاً لكل الكيانات السودانية. فهو من اكثر الشخصيات التي حظيت بحب الشعب السوداني، علي الرغم من كثرة اعدائه. يعتبر غيابه امراً بالغ الحرج لإتفاقية السلام. فقد كان صاحب الشخصية القوية، التي هندست اتفاقية السلام وابدت براعة كبيرة في استقطاب الدعم الغربي والافريقي بشقيه المعنوي والمادي اضافة إلى تمكنه من الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع دول الجوار الافريقي طيلة فترة نزاعه المسلح ضد الحكومة.
    وصف الفربق معاش عبد الرحمن سوار الدهب، رئيس السودان خلال الفترة الانتقالية (1985-1986) ، غياب قرنق المفاجئ، بانه كارثة لاهل السودان وذلك لأنه ، أي قرنق، كان يؤمن بوحدة السودان حتي الدقائق الاخيرة من عمره. ودعا الفريق سوار الدهب الناس إلى الالتزام برسالة "قرنق العظيم" كما وصفه.

    يذكر الاستاذ احمد محمد شاموق، في جريدة الراي العام بتاريخ 3 اغسطس 2005، انه اتفق من تناولوا سيرة الدكتور جون قرنق علي انه حكم الحركة الشعبية بيد من حديد. حيث سجن او قتل من هدد بالوقوف في طريقه، ممما نتج عنه مغادرة عدد كبير من قادة الحركة سفينتها في اوقات مختلفة وعادوا إلى الخرطوم ووقعوا اتفاقات سلام مع الحكومة.
    واضاف الفريق (م) جوزيف لاقو النائب السابق للرئيس نميري والسفير المتجول، بانه – أي قرنق- صاحب الشعبية الكبيرة والاعداء الكثر، وان النجاح يتطلب منه يوسع صدره لمن تكنب بهم السير قبل ان ترسو سفينته علي شاطئ حكومة الخرطوم، جاء ذلك اثناء مخاطبة جوزيف لاقو للصحفيين في اول منبر اعلامي يعقده المنبر الديمقراطي الحر بوكالةالسودان للانباء في الحادي والعشرين من يوليو الماضي. غير ان الرجل مضي قبل ان يسمع نصيحة قائدة السابق.
    معروف انه لم يكن هناك اجماع كامل بين ابناء جنوب السودان علي اتفاقية السلام التي ابرمها قرنق مع علي عثمان محمد طه.. بغياب قرنق عن الساحة السياسية، يُتوقع ان تزداد الشقة ويصعب الفتق علي الراتقين. فالواقفون علي الطرف الاخر من الاتفاق، سيجدون الجو مناسباً لكي يرفعوا مطالبهم كما انه يتوقع ان لا تبدي عناصر الحركة نفسها اتفاقاً تاماً والتفافاً كاملاً حول الزعيم الجديد..

    سلفاكير مايارديت...مسؤولية تفعيل الاتفاقية

    وفقاً لبنود اتفاقية السلام، فانه في حالة غياب النائب الاول في الفترة الاولي من الفترة الانتقالية، فان الحركة الشعبية هي التي تحدد من يحل محله، بناء عليه، قامت الحركة الشعبية بالاجماع باختيار سلفاكير رئيسا لها ومن المتوقع ان يؤدي اليمين الدستورية نائبا للرئيس البشير في الايام المقبلة
    سلفاكير الذي اشتهر عنه اجادته لغة الحرب، لا تشمل سيرته الذاتية انتظاماً في سلك التعليم. لم يتجاوز تعليمه المرحلة المتوسطة.
    ينحدر سلفاكير مايارديت وجون قرنق من نفس قبيلة الدينكا الشهيرة بجنوب السودان، والتي تعتبر من اضخم القبائل السودانية التي تتخذ من منطقة بحر الغزال مقراً لها.
    وفي عام 1986 تم تكليف، سلفاكير، بقيادة العمليات العسكرية في الجيش الشعبي لتحرير السودان.
    و عند تشكيل الجيش الشعبي -الجناح العسكري للحركة- أصبح سلفاكير في عام 1997 نائبا لقرنق، واضطلع، في ذات الوقت، بقيادة الحركة في منطقة بحر الغزال.
    منذ مطلع العام 1988 سرت الإشاعات حول الخلاف بين قرنق ونائبه سلفاكير وبان هذا الاخير يسعي للانقلاب علي قرنق.
    علي الرغم من سعي الحركة الدءوب لتكذيب هذه الانباء، الا ان الخلافات سرعان ما كانت تبرز إلى السطح بقوة مرة اخري..
    علي الرغم من قصر المدة التي امضاها كير، في المفاوضات ، الا انه لعب دوراً بارزاً في مراحل السلام الاولي والتي كللت باتفاقية نيفاشا.
    في السادس عشر من يوليو(تموز) الماضي، قام قرنق بتعيينه نائبا له في رئاسة حكومة الجنوب، بالاضافة إلى شغله منصب نائب رئيس القيادة العسكرية العليا للحركة الشعبية لتحرير منذ عام 1997. لم يذكر عن كير انه وحدوي مثل سلفه قرنق.
    ما يحمد لقرنق انه تمكن من المحافظة علي وحدة الحركة الشعبية رغم التباين القبلي الذي كانت تضمه والخلافات الناشبة بينها..ما ينتظر سلفاكير خلف قرنق وضع اسس الدولة المدنية وقد دانت دولة الدولة العسكرية. فهل ينجح سلفاكير الذي عرف عنه انه يجيد لغة البندقية اكثر من اي لغة اخري؟

    من المستفيد من غياب قرنق؟

    هل يحقق سلفاكير ما كان يصبو إليه أهل السودان؟

    من السابق لاوانه الإجابة على هذا السؤال. هناك الكثيرون الذين يعتبر غياب قرنق فرصة ذهبية تفسح المجال امامهم لرفع مطالبهم بزيادة حصتهم في نسبة الـ6% التي كفلتها لهم الاتفاقية و تشمل العديدين علي راسهم قوة دفاع السودان والتي يعتبر نصف الموجودين فيها اعضاء سابقين في الحركة الشعبية لتحرير السودان. في ظل اتفاقية السلام فان نصيبهم في السلطة لا يتجاوز الستة في المائة التي نصت عليها اتفاقية السلام والتي يشاركهم فيها العديد من القوة الجنوبية الاخري. في الوقت الذي يتمتع فيه رفاقهم في الحركة الشعبية بنسبة الـ28% وبمزايا عسكرية لا تقل عن مزايا الجيش الحكومي.

    هناك المنبر الديمقراطي الحر والذي برز بعد اتفاقية نيفاشا. يتكون من خليط من النخب الجنوبية التي كانت تعيش بين لندن ونيويورك وفرنسا، والذين تكونوا عام 2003 ،نجح قرنق بالتعامل مع القوي السياسية الجنوبية الاخري، كرئيس لجنوب السودان وليس للحركة الشعبية. جاء ذلك في اول منبر ديمقراطي حر يعقده بمقر وكالة السودان للانباء (سونا) في الحادي والعشرين من يوليو الماضي.
    المنبر الديمقراطي الحر الذي اسس نفسه كحزب سياسي بعد اتفاق نيفاشا للسلام، يتكون من مجموعة احزاب كانت تعمل في الخارج، واجتمعت في لندن عام 2001. وتكونت بصورة رسمية عام 2004 وكما نوه اعضاؤه في اول منبر يعقده كحزب برئاسة (سونا) بالخرطوم، 21 يوليو الماضي،إلى انه مالم تحل الخلافات الموجودة بين الحركة وحلفاؤها السابقين فان معاهدة السلام في خطر. وحملوا علي قرنق انه كان يتعامل مع القوي السياسية الجنوبية الاخري كرئيس للحركة الشعبية وليس رئيساً لجنوب السودان.
    هناك خلاف بين قوات دفاع السودان المتمركزة في الخرطوم والموالية للحكومة في الخرطوم والجيش الشعبي لتحرير السودان.
    بونا ملوال وزير الاعلام السابق في حكومة النميري 1969-1985م)، عمل لاكثر من ثلاثة عشر عاماً للتعريف بقرنق الحركة الشعبية واختلف معه سياسيا. وكون فيما بعد المنبر مع كل من الفريق معاش جوزيف لاقو قائد التمرد السابق والذي وقع معه نميري اتفاقية السلام باديس ابابا عام 1971.

    اصرار قرنق علي ان تكون كل القوي الجنوبية اعضاء في الحركة الشعبية، بينما يرفض كثير من المثقفين ذلك. لم يقبل كثير منهم الخطوة التي سبقت مصرعه بتعيين عشرة مشرفين علي جنوب السودان، خص المناطق التي تشرف عليها قوة دفاع السودان، الموالية للحكومة، ببعض المشرفين الامر الذي اثار حفيظتهم ودعا بيتر قاديت قائد هذه المجموعةإلى أن يهدد بان "عسل السلام قد يتحول إلى دم". الامر الذي نبه إليه المنبر الديمقراطي الحر ولفت الانتباه إلى ضرورة تغليب المصلحة العامة.
    زعم كثير من المراقبين السياسيين السودانيين ان غياب قرنق لن يؤثر علي تطبيق بنود الاتفاقية وذلك لانها قائمة علي اتفاق مؤسسي وليس علي الافراد. اضافة الى توقعات الشارع السياسي السوداني، بان تتغير التشكيلة الوزارية التي كان يتوقع ان يسند فيها قرنق ثلاثة من الحقائب الوزارية إلى شماليين في حركته.

    هل هناك ايادي خفية خلف تحطم طائرة قرنق؟

    حتي الوقت الراهن ليس هناك ما يشير إلى وجود ايادي خفية في ساهمت في تحطم طائرة قرنق. علي الرغم من ترجيح الاحتمال بمرور الطائرة بالمنطقة التي تشكل معقل جيش الرب اليوغندي. والذي ربما يكون قرنق قد تناول مع موسيفيني المباحثات حول اخراجهم من المنطقة.
    كما ان الحركة الشعبية التي رجحت سقوط الطائرة إلى الزوابع الرعدية عادت وطالبت بالتحقيق في مقتل قرنق الامر الذي جعل الرئيس السوداني البشير، يشكل لجنة مكونة من شماليين وجنوبيين للتحقيق في ملابسات مصرع الدكتور جون قرنق السبت الماضي.
    وفي تطورات لاحقة، اثار تصريح الرئيس اليوغندي اليوم الخميس بأن هنالك إحتمال بأن يكون وراء الحادث تدبير ما، لغطا كثيرا. وعلي الرغم من اصابع الاتهام التي تشير بها بعض الصحف الى المخابرات الرواندية، في اشارة إلى انه ربما يكون المقصود بالتصفية الرئيس اليوغندي موسيفيني نفسه، الا ان الحركة الشعبية مازالت تحتفظ بجثث طاقم الطائرة السبع، الذين يشاع انهم ينتمون إلى أسر نافذة في يوغندا، وذلك كنوع من ممارسة الضغط علي موسيفيني لاجباره علي كشف حقيقة الحادث.
    ومن جانب اخر، ومما يفاقم الموقف وجود جيش الرب المعارض لموسيفيني في جنوب السودان، الامر الذي قد تكون له ابعاد اخري، في حالة إثبات تورط موسيفيني في مصرع جون قرنق نائب الرئيس السوداني.

    واقع الإتفاق في ظل غياب قرنق..!

    د. مختار الاصم استاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم، يري انه ليس من السهولة تقديم قائد يمتلك نفس مؤهلات جون قرنق. وذلك لان شخصية جون قرنق شخصية كاريزماوية قوية مكنته من اقناع الناس بقيادته، بالرغم من تاريخ الحركة الملئ بالعنف. للأسف فإن هذا مفقود الان في قائد مقبول عسكريا وسياسياً، يقنع الصعيد الجنوبي. لابد للحركة من تقديم قائد قوي عسكرياً وسياسياً واجتماعياً حتي يكون باستطاعته لم الشتات الجنوبي والقضاء علي الخلافات الداخلية ومحبوب علي الصعيدين الجنوبي والشمالي. وهذه الصفات تتوفر في قرنق اكثر من اي شخص آخر. اتفق الكثيرون علي ان قبضة قرنق الحديدية علي الحركة كانت ضرورة استلزمها الموقف، وانه يقع علي عاتق خليفته سلفاكير، وضع اسس السلام والامن والتنمية في الاقليم الجنوبي والمشاركة الفاعلة في الحكومة.

    احداث العنف الاخيرة...غياب الثقة بين شمال وجنوب السودان

    احداث العنف التي اندلعت صبيحة الاثنين الماضي، عقب الاعلان المباشر عن مصرع قرنق، كانت مؤشراً خطيراً علي غياب الثقة بين الشمال والجنوب. ومما يضاعف من اعباء القيادة الجديدة، انه منوط بها ردم الهوة بين ابناء الشمال والجنوب وذلك حتي لا تصبح اتفاقية السلام مجرد حبر علي ورق او وقفة هدنة يلتقط فيها كلا الطرفين.انفاسه ويعيد تسليح نفسه استعداداً لجولة اخرى من الحرب.
    اشار كثير من المراقبين السياسيين إلى ضرورة اسراع الحكومة والحركة إلى وضع بنود الاتفاق علي ارض الواقع، وذلك للتعبير عن احتواء الموقف الامني.
    كما طالب كثير من الكتاب والصحفيين الحكومة بعقد محاكمات عادلة وعلنية لكل من يثبت تورطه في احداث بمختلف انحاء السودان والتي تجاوز عدد ضحاياها الثمانين قتيلاً بالخرطوم وحدها. ووصلت المطالب في بعض الصحف إلى درجة الشطط، حيث طالب البعض بضرورة قيام الكوادر الجنوبية القانونية بمحاكمة المبادرين بارتكاب العنف من ابناء الاقليم الجنوبي.

    رحم الله القائد الفذ قرنق واسكنه فسيح جناته، فإن الست ملايين الذين اكتظت بهم الساحة الخضراء بالخرطوم والذين احتشدوا، لاستقباله في التاسع من يوليو الماضي، كانت استفتاءا عاماً علي شعبية الرجل وبينت مدي المكانة التي. يحظي بها في قلوب الملايين من الجنوبيين والشماليين. من المهمشين والباحثين عن السلام.. كما بينت الاحداث الاخيرة ان التركة التي خلفها الرجل لخليفته سلفاكير، تحتاج إلى شعرة معاوية في عقد العزم وحله للم ذلك الشتات المتنافر الجنوبي جنوبي والجنوبي شماليلى .
    فالفاجعة التي مني بها السودان بفقده لذلك القائد العظيم، خلفت جرحاً غائراً في نفوس المحرومين والمهمشين الذين كان فجرهم الذي افل قبل ان يكمل اطلالته. وتضاعف العبء علي اكتاف من يخلفه...
    تري هل يتجاوز السودان محنة غياب قرنق، ليصل بسفينة السلام إلى شواطئ امنة؟
    الايام القادمة كفيلة بالإجابة علي هذا السوال..
                  

العنوان الكاتب Date
السوداني الأصيل د. جون قرنق مجدى محمد مصطفى06-19-13, 09:08 PM
  Re: السوداني الأصيل د. جون قرنق مجدى محمد مصطفى06-19-13, 09:14 PM
    Re: السوداني الأصيل د. جون قرنق مجدى محمد مصطفى06-19-13, 09:30 PM
      Re: السوداني الأصيل د. جون قرنق مجدى محمد مصطفى06-19-13, 09:37 PM
        Re: السوداني الأصيل د. جون قرنق مجدى محمد مصطفى06-19-13, 09:42 PM
          Re: السوداني الأصيل د. جون قرنق طارق عبد العزيز صادق06-19-13, 10:04 PM
            Re: السوداني الأصيل د. جون قرنق مجدى محمد مصطفى06-20-13, 07:48 PM
          Re: السوداني الأصيل د. جون قرنق Medhat Osman06-19-13, 10:11 PM
            Re: السوداني الأصيل د. جون قرنق مجدى محمد مصطفى06-20-13, 07:55 PM
      Re: السوداني الأصيل د. جون قرنق الفاضل يسن عثمان06-19-13, 10:11 PM
        Re: السوداني الأصيل د. جون قرنق طارق عبد العزيز صادق06-20-13, 12:12 PM
          Re: السوداني الأصيل د. جون قرنق ياسر احمد محمود06-20-13, 03:39 PM
            Re: السوداني الأصيل د. جون قرنق حليمة محمد عبد الرحمن06-20-13, 04:11 PM
              Re: السوداني الأصيل د. جون قرنق Barakat Alsharif06-20-13, 06:15 PM
                Re: السوداني الأصيل د. جون قرنق مجدى محمد مصطفى06-20-13, 08:37 PM
              Re: السوداني الأصيل د. جون قرنق مجدى محمد مصطفى06-20-13, 08:13 PM
            Re: السوداني الأصيل د. جون قرنق مجدى محمد مصطفى06-20-13, 08:01 PM
            Re: السوداني الأصيل د. جون قرنق مجدى محمد مصطفى06-20-13, 08:09 PM
        Re: السوداني الأصيل د. جون قرنق مجدى محمد مصطفى06-20-13, 07:58 PM
          Re: السوداني الأصيل د. جون قرنق مجدى محمد مصطفى06-20-13, 09:02 PM
            Re: السوداني الأصيل د. جون قرنق مجدى محمد مصطفى06-20-13, 09:04 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de