دفتر احوال ضابط الشرطة المناوب

Quote: mohamed elsayigh to me show details 3:23 PM (2 hours ago) نعم .. لقد كانت هي الشرطه محمد عبد الله الصايغ اسمحوا لي في بداية هذا التواصل ان أحيي ، وباسمكم كمان ، شخصين . أمَا الاول فهو عمَنا موسى .. ذلك الشرطي العصامي والذي كان يتخيَر اللَقمه التي يضعها في فم ابنائه .. وتتلمذنا على يديه وأيدي كثيرين مثله . أعطى كلَ عمره للشرطه بلا منَ ولا أذى ثمَ ختم عطاءه وهو يدفع بعصارة عمره للشرطه ، ايضا بلا منَ ولا أذى ، ابنه فارس والذي جاء ، بحق ، شايل اسمو .. له من الاماني أطيبها في تقاعده . الانهار ، ما بين منبعها ومصبَها ، تمر بمراحل متعدَده منها مرحلة الشباب او الصبا وهذه المرحله تكون قريبة من المنبع ويكون النهر فيها في كامل عنفوانه وقوَته فيخلع الاشجار ويحفر التربه ويحطَم الصخور ويجرف كلَ ما يجده في طريقه .. وهذا هو حال الانقلابات تتخذ العنف وسيله لتثبيت اقدامها فتقتل وتسحل ..ودائما ما يكون للمعارضين في بداياتها النصيب الاوفر من الاذى ويتبع هذا ، عند تقييم عطائهم ، انهم الاوفر عطاء والاقوى اراده وهو مدخلنا للشخص الثاني . وأمَا الشخص الثَاني ، وحتَى لا ننسى ، فانني احيي السيَده هاجر عوض .. زوجها وأسرتها ... احيي قوَتها احيي شجاعتها .. انَها سيَدة اهتزَت امامها عروش الرَجال . يا شعبنا يا والدا أحبَنا اليك يا من وهبت قلبنا سباتك الاصيله اليك رغم أنف كلَ بندقيَه وحقد بربريَه اليك الحبَ والسَلام .. والتحيَه من أضابير النسيان كنت قد استدعيت نفسي .. اتَسم عصيانها لي بطول البال والعناد عقب استسلام مؤلم لروتين الحياه بعضه عارض وبعضه مقصود يرمي الى دفن الحياة نفسها حين يجد الالم طريقه اليها .. أمام رحلة اوهايو ارتجَ العقل بحجم الرحله وبعمق المعنى .. حالة من الاستفاقه والتي أتت دفعة واحده بعكس البطء الذي صاحب الدخول الى الاغماءه . انها الشرطه التي رضعنا من ثديها اللَبين ثم ، ما بين غمضة عين وانتباهتها ، تفرَقنا أيدي سبأ .. الدَار كانت نفس الدَار ولكن كان الذي قد تغير هو الزمان . الدَار كانت هي هي .. شرطيَة حتَى نخاع النَخاع ، ودودة حدَ الحد .. عندما رأيت علي جويلي وعبده عوض تخيلت أنهما في عشره دقيقه صفا بين مكاتب الترخيص وقسم مرور الخرطوم ..تحت شجرة اللَبخ الضخمه والتي اضحت جزءا من تاريخ الشرطه . او في تغطيه لآحد الاحتفالات والتي كان يشترط فيها أن يكون على رأس القوَه ضابط مهما كان حجم الاحتفال مما حدا بالساده الضَباط ، وعلى رأسهم الاخ محمد نقد فضل ، أن يتهكَموا على ذلك بقولهم " تتكوَن القوَه من شرطي واحد على رأسه ضابطان " . كان ذلك عندما كانت الشرطه تغرق المكان والزمان بحضورها النبيل .. ترى ما الذي قذف بهذا الشباب الجميل من ذلك الحضور الطاغي الى هذه الاصقاع المضيافه وصيَر لها كل هذا الجميل على أعناقنا ؟ صاحب الدار محمد اسماعيل بحضوره ، بساطته وحساسيته التي أستطيع أن احدَث عنها خاطبنا بغير لغة الكلام عن شرطة الامس .. حدَثنا عن قوميَتها .. رصانتها ,, عن تجذَرها .. حدَثنا عن سرمديَة العلاقات . قال انَها كانت اذا اشتكى منها عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَى .. هو قد تحدَث عن الدرس الاول بعد أن اجتهد اولو الامر في محوه عبرعقدين مريرين .. نسوا أنَه ارث .. جيل عن جيل وكان الحافر دائما ما يقع على الحافر .. دائما كان الاثر " موهَطا " ظاهرا لا تخطئه عين فمشت عليه الاجيال .. انبنت عليه الامال وأطلَت نديَة تعطَر سماوات السودان من الاقسام ، النقاط والقشلاقات .. مدارس التدريب ..كليَة الشرطه .. كل هذه الاجسام كانت توفَر الامن بمعناه البسيط للمواطن السوداني البسيط .. الاكتاف التي بنت .. التي حمت البناء .. انتبهوا ايها الساده فنحن لا نبيعكم الوهم ..هم قد ظنَوا .. وبعض الظَن اثم . .. فيا كبرياء الجرح .. لو متنا لحاربت المقابر . أمين نور الدَايم اجتمع الى الشمل ليلا .. كان يبدو عليه الارهاق وعلمنا لاحقا انه يشارك في دوره رياضيه لصالح أسرة احد السودانيين انتقل الى جوار الله تعالى .. كان الرجل يعتذر عن التأخير .. لم يكن ذلك تأخير ايها الوفي بل كان واجبا فلو علمنا وقتها لحزمنا حقائبنا وأتينا معك .. لقد كنت ، وأنت تقوم بذلك ، انَما تنوب عنَا .. وأنت تكفكف دموع أيتام ..الم تكن هي الاخلاق التي جبلنا عليها ؟ كان قد اتصل بي الاخ فارس موسى الذي لم أره قبلها .. كنت أقرأ له في بوست العملاق عبد الحفيظ – وبالمناسبه نحن نفتقد كتاباتك يا فارس ويفتقدها الكثيرون - واتفقنا على ان نذهب سويَا ثمَ كان اتصاله مساء الجمعه من امام منزلي في سيارته يخبرني انه جاهز . تأثرت بشدَه وأنا أعلم ان الامر ، أمر التحضير لمثل هذه الرحلات ، ليس بتلك البساطه التي جعله الفارس عليها .. انه السهل الممتنع .. ادريس السيد استضافنا في منزله العامر وتناولنا معه الغداء واستمتعنا معه ب " شقاوة " طفله وطفلته حفظهما الله والتحيه موصولة للسيده حرمه ومجهودها المقدَر في الترحيب بنا . جلس القمندان ادريس الى عجلة القياده دون كلل او ملل جلسة شرطي معتَق حتى اودعنا الفندق عند السادسه صباحا. الساعه الواحده التأم الشَمل .. ذهب الظَمأ وابتلَت العروق .. دهشت كيف لم ألتق هؤلاء الشباب قبل الان كان مشهدا أخرج الايام الجميلة من مخابئها .. ثم الغى عامل الزمن وادغم الاعوام في الاعوام .. ذاب الكل في الكل حدَ التلاشي .. توقَفت عقارب الزمن وزال عن النفوس التَوجَس وانسربت لغة الامل تسقي الشَرايين اليبيسه :- حاصر حصارك لا مفرَ سقطت ذراعك فالتقطها .. واضرب عدوَك لا مفرَ و .. سقطت قربك فالتقطني واضرب عدوَك بي فأنت الان حرَ حرَ وحرَ قتلاك او جرحاك فيك ذخيرة فاضرب بها .. اضرب عدوَك لا مفر "لا تبكي على اللبن المسكوب " قال الاستاذ الشيخ لتلميذه الفتى .. " ولكنَي أخاف .. " بادر التلميذ الفتى أستاذه الشيخ فقاطعه الاخير قائلا :- الم تر أنَ اللَه تعالى خاطب موسى عليه السلام قائلا " اني معكما أسمع وأرى " ؟ ما ضاع حقَ وراءه مطالب ..فليتوحَد الرَكب خلف مطالبه وليمضي بمشيئة الله .. وهو معنا يسمع ويرى وقد سمع ورأى ..رأى الخيانة ممن خانوا ورأى الغدرممن غدروا ووشوا من أجل كسب هو رخيص مهما غلا في نظرهم و .. ما زال هنالك متَسع بمزابل التاريخ . القائد الفذ نابليون بونابرت يقال أنَه كان يتقدَم جيشه وهو يدخل مدينه قد فتحها للتو بعد أن هزم جيشهاالذي كان قد قاتل بشراسه ومات منه الكثيرين . وكان سكان تلك المدينه يصطفَون على جانبي الطَريق وينظرون من نوافذ منازلهم ليروا حاكمهم الجديد .وبينما هو يسير تقدَم منه أحد مواطني تلك المدينه مادَا يده ليحييه ويصافحه . وعندما لم يمد نابليون يده للرجل في تجاهل واضح صاح الرجل : ألم تعرفني ؟ .. أنا فلان الذي كنت قد زوَدتكم بالمعلومات اللازمه والتي مكَنتكم من فتح بلادي .. قال القائد للرجل " بلى لقد عرفتك .. ولكنَي لا أمدَ يدي الى رجل خان وطنه وشعبه " . الخيانة كلَ لا يتجزَأ رغم أنَ هنالك ظروف تستدعي التشديد .. عندما يخون الشخص المجموعه .. الملح والملاح ... رفقاء السلاح .. الضباط .. اباءنا الصف والجنود .. تلك الوحده الرائعه .. القوَه التي كانت يدا واحده جنودا وصف وضباط .. عندما تصوَب لها يد الغدر من الخلف .. من الداخل .. تصوَروا من " الداخل " .. لم نعلم ان بين من خانوا صف ضباط ولم يكن بينهم جنود .. كانوا ضباطا .. للاسف .. ونتج عن ذلك انَه مات من مات وجاع من جاع ومرض من مرض وانفضَ سامر الاسر بسبب الجوع ، نعم الجوع ، والفقر والغبن وما لا يمكن وصفه والحديث عنه .. بنى هؤلاء المشوَهين ذوي النفوس المريضه بنيانهم الذي نرى على ما تبقَى من اشلاء هؤلاء الزملاء ..عندما كان السيد الضابط ضرار بين مدربينا بكلية الشرطه كان يقول لنا دائما " ضابط البوليس مش حاجه ساهله ومسئولية ضابط البوليس مش حاجه ساهله " .. ما لها أصبحت "هوانا " الى هذا الحد ؟ انَه تاريخ أسود موجود على أرض الواقع .. لا يمكن تجاهله . انَه الوجود الدائم للخير والشر منذ بداية التاريخ .. أحمد الله ان الحاج ضرارمات قبل ذلك اليوم . ولدالانسان في هذه الدنيا وسوف يموت .. الجبن والخذلان لم يزيدا في عمر انسان ولن يزيداه .. يجب اخذ النفس الى خارج سجنها الكبير .. سجن وهمي يبنيه الانسان ويسلَم نفسه اليه ، ذلك السجن ليس بالضرورة ان يكون سجن ذو سور وابواب وكما قال الشاعر الفحل احمد عبد المعطي حجازي : " فالسَاق سجن اذا لم تقوى على غير القعود . " الاخ عاطف عنتر شكرا لاتاحتك الفرصة لي كي التقيك و أتعرَف اليك رغم شعوري بأنني اعرفك منذ ذلك الزمن الجميل .. شكرا للَقاء الصحفي واؤكَد لك انَك تمتلك موهبه عظيمه في ذلك المجال .` الاخ علي سر الختم شكرا على الحضور الذي كان هامَا جدا وعلى النقاش المسئول وعلى اتصالات هاتفيه سابقه وانت تمر عبر واشنجطن ولم تنسنا فيها .. شكرا على دفتر الاحوال الذي لمَ الشَمل وشكرا على الاشاده بشخصي الضعيف . الاخ علي جويلي .. لكتاباتكم طعم خاص .. تصب دائما في اتجاه لمَ الشمل وتدارك مستصغر الشرر قبل استفحاله .. سعدت بلقائك بعد اكثر من عشرين عاما .. كنت راجل "ركن " – بضم الرَاء والكاف - وما زلت ، تحياتي لاسرتك الكريمه والتي شرَفتنا بحضورها معكم . الاخ الطيب مدني .. صمتك في كثير من الاحوال كان أبلغ شأنا وأوقع أثرا من الحديث . شكرا لحضورك الكثيف ولمشاركتك الفاعله و .. " للطيبه " التي ترافقك أينما حللت . الاخ عبده عوض .. لكأننا كنا سويا وافترقنا بعد يوم عمل شاق بمرور الخرطوم والتقينا صباح 4 يوليو .. لم تتغير كثيرا شكرا للحضور المؤثر .. وشكرا للرأي الجميل في شخصي الضعيف . ياسر عبد الكريم .. رجل جمَ التهذيب ذو حضور فاعل بين زملائه تشرَفت كثيرا بمعرفته .. شكرا اخي ياسر على رأيكم في شخصي الضَعيف . الاخ حسن عطا المنَان .. يجمع بيننا انت وانا أنَ المربَي كان واحدا .. عمَنا عطا المنَان محمد ابراهيم عملنا سويَا برئاسة المرور وله من الافضال علينا ما لا يحصى .. من هؤلاء الرجال تعلَمنا الكثير.. فكنت أنت أخي حسن وكنت أنا .. شكرا لهم .. بلَغه عني التحايا وموفور العافيه والصحه . الاخوه المتداخلين والذين لم يتمكَنوا من الحضور امل ان نراكم جميعا في مرَاتنا القَادمه .. وارجو ان تواصلوا الحضور الكثيف عبر الدفتر وعبر الاخ عبد الحفيظ .. فيصل عثمان الحسن .. اسامه الكرور .. ابراهيم الرشيد ..ودبرَي ..الطيب والجميع دون فرز . التحايا لكل الاسر التي شرَفتنا بالحضور .. والتحايا مرَة اخرى للمستضيفين . أعتذر لكل اسم سقط سهوا .. أو ربَما لعامل السن .. أعتذر عن التأخَر في الكتابه عن هذا اللَقاء الهام ولكنَ " العوده " للكتابه بعد توقَف لظرف قاهر كان صعبا كتعلَمها .. فلنتفاءل جميعا ولنستمد الامل من المعاناه .. الذين هم بالداخل يعانون والذين هم بالخارج ايضا يعانون .. وصدَقوني ان قلت لكم أنَ معاناة الخارج هي من أصعب ما يمكن أن يتحمَله المرء . يروى ، والعهده على الرَاوي ، أنَه سئل سيدنا سليمان عليه السَلام كيف كان سيعذَب الهدهد فأجاب " لاعيَشنَه في غير بيئته ولآولَينَ عليه من هو دونه " .. ويقيني أنها قمَة العذاب . ومن أجل ذلك الوطن الشَامخ ما أجمل المعاناه .. من أجل ذلك الشعب الذي علَمنا واقتطع ذلك من قوت عياله .. ادَخرنا " لليوم الآسود " ويقيني أنَه لا أسود من هذا اليوم ومعا .. سوف نمضي .. انَه القدر ووحدة المصير . الكمندان الدفعه عبد الحفيظ احييك بلا حدود .. لك فضل الصمود وربنا يقوَيك وسوف يكون لي اتَصال معك قريبا بمشيئة اللَه .