الزميل الباقر هذا ما خطه صديقه الدكتور عبدالسلام نورالدين:
الاعزاء وفاء ونصر وفداء وعادل والاستاذ ابراهيم الصلحي والدكتور امين مكي مدني والاستاذ عبداللة جلي وكل افراد الاسرة الكريمة لكم كثير عزائي في وفاة الاخ والصديق العزيز محمود حسين عثمان الذي فجعت به كما سيفجع بالخبر الحزين كل من عرفه و عمل معه أو التقى به في اي من دروب الحياة. قد قدم محمود حسين الاداري الحصيف والمثقف الذي لم يعرف طوال حياته الازدواجية أو الكذب أو المراوغة كل معرفته وطاقته ورصانته لترقية نظم الادارة والحكم الراشد في السودان الذي ابى الا ان يفجعه باصرار في كل اطروحاته. كان محمود حسين الذي عمل منذ تخرجه عام 1947 مأمورا ثم مفتشا ثم مديرا للمديرية -وكيلا دائما لوزارة الداخلية حينما شارك حسن حسين شقيقه الاصغر في انقلاب عرف باسمه لاقتلاع نظام جعفر نميري 1975 . اعتقل محمود حسين الذي اتهم ليس فقط بالمشاركة في الانقلاب ولكن ايضا بالتخطيط له فكان دفاعه بعد اغتيال أخيه في المحكمة مفحما شجاعا وصادفا أذ بدأ دفاعه على النحو التالي .....لم يكن بمقدوري اقناع اخي عثمان حسين بالعدول عن قراره لدخول الكلية الحربية اذ كان اخي الاكبر ولكني اصبت بالم مقيم حين بذلت جهدا كبيرا مع اخي الاصغر حسن حسين الذي اكن له حبا خاصا- ان يختار له اي تخصص اخر عدا الكلية الحربية ومع ذلك لم تجد معه كل المسببات والحجج التي سقتها له ليعدل عن رايه. هنا تدخل قاضي المحكمة العسكرية متسائلا لماذا كل هذا الجهد والاصرار ان تصرف اخويك عن توجهاتهما لدخول الكلية العسكرية ........ لقد استقر لدي وقد اكدت تجربتي مع الانقلابات والانقلابيين أن الوظيفة الاساس للكلية الحربية في السودان وربما في بعض بلدان اخرى محاربة الفطنة و قتل ملكة حرية التفكير لدي منتسبيها -يدخل الكلية الحربية طلاب اذكياء فاذا هم بعد حين النموذج الكامل للثور في مستودع الخزف. قاطعه القاضي وقد بلغ منه حب الاستطلاع مبلغا عظيما ......... وهل بمقدورك أن تقدم لنا نموذجا واحدا لطالب دخل الكلية الحربية فطنا ثم اضحي ثورا في مستودع الخزف ......... نعم يا مولاي ....... ومن هو ......... جعفر محمد نميري- ثم بدأ الحديث عن الثور النميري -فطلب منه القاضي التوقف فورا. أصيبت المحكمة العسكرية بأضطراب وارتجاج اذ كانوا يتصورون أن يذكر اسم اخيه لينجو بنفسه وبعد مداولات استبان لهم ان مثل هذا الشحص الذي يتصور ان الكلية الحربية والعسكريين من مصادر الغباء والعياء والبلاء في البلاد ولايهاب ان يجهر بما يعتقد لم يشارك في تخطيط لانقلاب عسكري وهذا ما تكشف بعدئذ. كان محمود حسين ساخرا من الطراز الاول ولكنه يحيط دائما سخريته ودعابته بتلاوين جادة. العزاء موصول للاشتاذ ابراهيم الصلحي والدكتور امين مكي مدني والاستاذ مامون الباقر والمهندس الباقر عثمان رحم اللة محمود حسين بقدر تماسكه وثقافته وشجاعته وبره باهله. ** -عبدالسلام عبدالسلام نورالدين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة