الجبهة الثورية "فست" فوقنا .. على حد قول البقارة: "المطرة فست فوقنا"!

Quote: لماذا أبو كرشولا؟ وكيف وصلت قوات الجبهة لها؟ يعلم الجميع أن الحلو من سكان منطقة الفيض أم عبد الله والتي تقع على بعد نصف ساعة بالبوكس الهايلوكس جنوب أبو كرشولا في الطريق إلى أبو جبيهة بغرب الوادي. والمعلوم أيضاً أن الحلو من قبيلة المساليت المشهورة والتي مقرها ولاية غرب دار فور الجنينة. فعبد العزيز الحلو وأسلافه عاشوا مكرمين معززين في المنطقة فجبال النوبة الشرقية والتي تمتد من الليري جنوباً مروراً بتلودي وكلوقي وابو جبيهة ورشاد والعباسية تقلي حيث الحدود مع ولاية شمال كردفان، تعتبر فسيسفاء السودان. وهي ما كانت تعرف بممكلة تقلي وأشهر مكوكها المك آدم أم دبالو الذي آوى الإمام المهدي ونصره وفتح له الطريق لقدير حيث بدأ المهدي ثورته ضد التركية السابقة من هنالك. القبائل التي تعيش في وئام من الشمال إلى الجنوب في المنطقة هي قبيلة تقلي الأم وروافدها مما لا يقل عن عشرين فرع وبطن. قبائل البرقو والبرنو والهوسا والفلاتة. وهذه القبائل الأربعة توجد في مدن ونواحي المنطقة حيث مياه وادي البطحة أسهمت في استقرارهم وزراعة المانجو والفواكه على وجه العموم. هنالك القبائل المستقرة الأخرى كقبائل الجوامعة والعواطفة والبديرية وكنانة في الشمال والوسط. هنالك القبائل الرحل ومستقرين في آن واحد حيث يحترفون الزراعة والرعي. مثل الحوازمة ببطونهم المختلفة والتي لا تقل عن العشرين فرعاً وبطناً. الكواهلة في كل من الترتر وكلوقي. قبيلة أولاد حميد ( وتُنطق ولاد إحميد) – قبيلة الكاتب- هنالك قبائل لوقان وويرني وتلودي والليري، وقد أكون نسيت بعض القبائل الصغيرة. في المنطقة الشرقية كما هو مسماها الرسمي والجبال الشرقية كمسمى شعبي لا توجد التفرقة المعروفة في الجبال الغربية والتي يطلقون على أنفسهم عرب ونوبة. فكلنا تقلي تحت سلطان واحد مقره العباسية حيث يدير الجزء الشمالي من المنطقة ويشمل العباسية ورشاد وأبو كرشولا وأم برامبيطة. هنالك الجزء الجنوبي والذي يديره ناظر عموم قبيلتي أولاد حميد وكنانة (آنذاك) الناظر المرحوم راضي كمبال وخلفه إبنه المرحوم عبد الرحيم راضي كمبال. ويشمل الجزء الجنوبي كل من أبو جبيهة وكلوقي وتلودي والليري. كان الوئام يسود المنطقة ولم يستنكر ولاة الأمر في المنطقة الجنوبية أن يؤمر عليهم مك تقلي عربي من قبيلة أولاد حميد وهي ليست القبيلة الكبيرة في المنطقة. ولكن حسن النية وصفائها ساعتئذن ساعد في التناغم والتعايش كأحسن ما يكون الحال. منطقة أبو كرشولا وأم برامبيطة وخور الدليب والفيض معروف عنها في زمن الديمقراطية أنها مناطق أنصار وحزب أمة. قام عبد العزيز الحلو في العام 1986 بالترشح في المنطقة باسم حزبه. حاول إقامة ليلة سياسية في قريته الفيض أم عبد الله حيث يعيش أهله ومعهم الحوازمة. استنكر البعض إقامته للندوة والتي إعتبرونها تحد لهم فقاموا بعمل عشوائي حيث دمروا الكراسي والساوند سستم وفضوا الندوة بالقوة. كما يقول أهلنا: (الحلو صرّاها ليهم). دخل الحلو التمرد ولهذا قصة عجيبة لا يعرفها الكثيرون. وسنحكي عنها في وقت قادم إن شاء الله. حاول الحلو غزو أبو كرشولا خلال فترة التمرد الأولى قبل إتفاقية نيفاشا. تصدى له فرسان الحوازمة وأذاقوه علقم الهزيمة. ولكن الرجل كالجمل لم ينس لهم فعلتيهما. وجد الحلو ضالته في أبو كرشولا عندما ساعدته الحكومة بعد إقامة حاميات للجيش بكل من أبو كرشولا وأم برامبيطة. فخطط ودبّر وقدّر وقتل كيف قدّر، لينتقم من أبو كرشولا وأهلها عندما وجدها بت مطلقة أو كما نقول يا بريمة: (أمها ميتة وأبوها سافر). كيف دخلوا أبو كرشولا وما هو الطريق الذي سلكوه وماذا فعلوا فيها من فعائل يندي لها الجبين خجلاً هو موضوع المقال القادم إن شاء الله. فساعدوني بالصبر الله يديكم العافية. (العوج راي والعديل راي)