|
Re: رسائل متوحشة - 3 (Re: ابراهيم حموده)
|
Quote: صورة النساء
صباحا ليس ككل الصباحات ينشره وتر علي قلبي، باحثا عن لحن يعطي للروح مجدها ويبارك ( ودادا) بمسكها المستعر. صباحا ينضد في خلاياي الكبريت ويدفعني لوهج البنت التي تشبه أجمل ما في الناس قاطبة ولا يشبهها أحد. برهة ويفيق القلب علي رماده – العطر، منشغل باشتعاله فاضح حد الانتشاء، شفيفا يكون كحضور التي تدس الشفق في ملاءتها، وتستدير لوقتها، تجئ وداد ، العصافير تستحم بدفئها وتأخذ وضعا بريئا، يفضح هذا النهار، وما نتعمد من تشهي، وأن الاله محق قديما، يدير الأمور خلاف ما يفعل الآن. وقليل من الخمر، يفرح قلب المؤمن. قليل من العمر، ويستوي النبض صلاة لعطرها في الذاكرة. لخطوتها في القلب. لشروقها. لروحي تدنو تحادث التي أتت بكل هذا الهتاف الهديل. تباركت الحمائم باختيال البروج بها. بالريش ينثر زهوه بميلادها، ووشمها المتأنق بالعرق والعطر. للفرح ميقاته. لها ألف مرة مواقيتا تكتريني من المرارة، ومما آسي عليه من الحنين المطلق، المستبد باستدارته، لها الآناء الحسني، وأقواس الكلام. أسميها الوسيمة، فتضج أجساد البنات بإسمها، تعلن فضيحتي، واحتشامي كالعشب اليابس، من قسامتها يراودني الطين والمطر، فاصطفي فرحي للتلاميذ الصغار، ولعصفورة تقتفي هذا الصباح. خارجة من طقوس البنات، داخلة في نزوعي الملكي، ذاهبة لمواقيتها ، وإلي تفاصيل لست أعرفها عن سحر البنات، تطلق في بهجتها الرابضة. وطيور أنوثتها تجادل ما اكتنزت من الحنين للعائدات توا من بداهة العطر، الناشزات من التسوق والخضار، يفسرن الصباح علي مذهب من سيجئ من النساء المفلتاة من الغزاة، يكتبن سيرة اخري، يحفرن جدارا للتذكر، عن صيدهن، وما كسبن، وعن نزوح الرجال عن الجسد. يقتسمن المساء ، يتوغلن في الحسرة الغامضة، وفي الجهات كلها، حديقة للنزيف، وحريقا لذاكرة الأمومة الأولى. ووداد ، المعمدة بانتشاء النساء الأول، تكتب سيرة عن تاريخ الرياح،و نزق العصافير الصباحي، وبزوغ الزهور علي جسدها، فما ضر الصباح لو استباح هذا اللحن كله؟ لو شاجنته قليلا؟ لو أن نهرا بيننا يسيل، يراود ما استعصي من ممالكها القديمة؟ سادرة في مراسم عزتها، واعتدادها بعروشها، تمضي تؤجل دورة الأحياء. وها إلفتها في الروح تبلغ حد الانبثاق وتخوم التشهي. تعلو في شهيق الدم تلك التي انزوت عني " لتطريز أحلامها العاديه" ، فمن أي نصل أمسك بالورد وروحي تبحث عن إكتمالها في الأليف؟ ومن أي لوعة أدخل صباحا معتقا بالقهوة، والشجار العائلي؟ عادية هذه البنت في غموضها البهي، لولا أنها تشبه خاطرها. منقسمة في النساء. ممتنعة عن بلاغة العابر. مندلعة في المعاني. توحي بالعناصر في اكتمالها، وفي تجددها العنيف.
ابراهيم حموده الخرطوم - 1992 |
ماالعلاقة بين الانقلابات العسكرية والعاطفية؟
شكرا لصورة الانسان يا صاحب وصاخب الكتابة
|
|
|
|
|
|
|
|
|