بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 02:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-15-2013, 06:07 AM

وليد زمبركس

تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل

    تحياتي لكم جميعًا
    أرجو ان يكون الحوار فى هذا البوست هادئًا و بعيدًا عن المهاترة و الاستخفاف بآراء الآخرين و سوف أسعى جاهدًا لأن أتحَلّى بالموضوعيّة فى هذا النقاش و أنا أعلن للجميع أنّى أحترِم كلّ الآراء و لا أهدف للتقليل من شأن أىّ فكرة أو أطروحة يتقدّم بها الذين يتداخلون فى هذا البوست و لكن هناك قضايا أرى أنّها لم تجد نصيبها من الحوار و أنا بصَدد طرحَها هنا بكل شفافية و دون موارَبَة أو مراوَقَة أو محاولات منّى لِتغليف الحقائق حتى تبدو ملائمة لما أؤمِن به من آراء .

    فقط أنا هنا أسعى لحوار هادئ وصولًا إلى إضاءة لبعض الزوايا التى اراها معتمة فى شئون الفكر الدينى و السلفى تحديدًا و أتمنّى ان اجد إجابات واضِحة للأسئلة التى أتقدّم بطرحها كما أنّى أتعهّد بأن ألزم نفسي بالتمسّك بآداب الحوار .

    صيغة النقل و العقل التى وردت بعنوان هذا البوست لم أقصد بها سوى التمييز بين من يلتزمون إتّباع النقل كما تواتر عن السلف الصالح و بين من يرون أنّ للعقل دور يجب ان يوضع فى الإعتبار و ليس هذا بالضرورة يعنى بان السلف إلتزموا النقل فقط دون إفراد مساحة للعقل كما أنّ ذلك ليس إعلانًا منّى بأنّ الحداثة تمجّد العقل و بالتالى ترفض النقل جملةً و تفصيلا .
    لى رأى حول الاستفادة من التراث الاسلامى فى الكتب السلفية و معالجته وفقًا لطرق البحث العلمى الحديث سوف أتطرّق لها من خلال النقاش .
    موضوع البوست تناولته بالنقاش فى منبر آخر بعنوان مختلف و نظرة إلى الموضوع من زوايا قد تختلف قليلًا عن هذه التى انا بصدد طرحهاهنا.

    و الآن إلى ثنايا النقاش و الذى يشتمل على اسئلة تحتاج إلى إجابات واضِحة من أصدقائنا السلفيين بالإضافة إلى طرح رؤية حول بعض القضايا السلفية التى تحتاج لمزيد من الإيضاح و الشرح ليتم فهمها و قبولها بواسطة مسلمو اليوم .
                  

05-15-2013, 06:16 AM

وليد زمبركس

تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: وليد زمبركس)

    كمدخل لهذا الحوار رأيت ان أطرح بعض الأسئلة على أصدقائي السلفيين و أتمنّى ان أجد لها إجابات شافِيَة .


    أولًا : هل لعلماء اليوم أن يعدّلوا فى شروط التدليس وشروط المقبول والمردود بإستخدام طرق البحث الحديثة علمًا بأنّ طرق البحث الآن قد تطوّرت كثيرًا عن زمن البخارى ومسلم.
    ثانيًا : إذا لم يكن لعلماء اليوم حق فى تعديل سند الأحاديث فبماذا تبرّرون تصحيح الشيخ الألبانى لبعض الأحاديث ومن الذى أعطاه هذا الحق وحرم منه الآخرون.
    ثالثًا : هل يقبل حديث من كذب على النّاس ولم يكذب على رسول الله
    رابعًا : هل كل حديث صحيح من حيث السند يجوز العمل به من حيث الفقه
    خامسًا : هل استثناء الرسول صلى الله عليه وسلّم لأبي بكر الصدّيق عليه رضوان الله من حديث إسبال الإزار هو حالة خاصة بأبي بكر أم يمكن القياس عليه بأنّ المقصود هو إسبال الإزار بطرًا وليس إسبال الإزار بصورة مطلقة.
    سادسًا : هناك حديث فى صحيح البخارى تحدّث عن خطبة خطبها أمير المؤمنين عمر رضى الله عنه أوضح فيها أنّ الرّجم هو حد من حدود الله ونزل فيه قرآن فأين تلك الآية ولماذا لم تظهر على رسم المصحف ومن الذى ألغى رسمها وهى من كلام الله وهل هذا ما يقصد به النّسخ فى القرآن.
    سابعًا : حديث جابر رضى الله عنه عن المرأة سفعاء الخدّين ألا يمكن أن يثبت به جواز كشف وجه المرأة فى الإسلام.
    ثامنًا : ما هو دور الجماعات السلفيّة فى إستخلاص العلوم من القرآن ، وأضع هنا حديث ماء الرجل وماء المرأة نموذجًا ، فماذا فعل السلفيون لتوضيح هذه الحقيقة لأهل العلم حتى يدعموا بها جانب الدّين ويثبتوا معجزاته.
    تاسعًا : بالرجوع إلى حديث جابر رضى الله عنه عن المرأة سفعاء الخدين ألا يصلح هذا الحديث لحسم الجدل حول الحجاب والنقاب ، فلماذا لا نعمل عقولنا لحسم الأمر بالإستعانة بهذا الحديث فإذا افترضنا أنّ تلك المرأة كشفت وجهها فقط أمام الرسول صلى الله عليه وسلم وأمام جابر رضى الله عنه وإذا أثبتنا أنّ أحدهما ليس من محارمها وأنّ هذا الأمر حدث بعد نزول آية الحجاب ألا يكون ذلك إيضاحًا كافيًا لأمر الجدل حول إلزاميّة النّقاب من عدم إلزاميته.
                  

05-15-2013, 06:24 AM

وليد زمبركس

تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: وليد زمبركس)

    حديث جابر رضى الله عنه :

    عن جابر بن عبد الله قال: شهدت مع رسول الله الصلاة يوم العيد ... ثم مضي حتي أتي النساء فوعظهن وذكرهن فقال:تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم. فقامت امرأة من سِطَة النساء سفعاء الخدين فقالت:لما يارسول الله.قال:لأنكن تكثرن الشكاة وتكفرن العشير. قال:فجعلن يتصدقن من حليهن يلقين في ثوب بلال من أقرطتهن وخواتمهن. (رواه مسلم)
    المصدر موقع باسم عمرو خالد http://forum.amrkhaled.net/showthread.php?368...ED%E4%CA%E5%C7/page3
                  

05-15-2013, 06:26 AM

وليد زمبركس

تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: وليد زمبركس)

    عن حكم الرّجم
    -------------------
    ( ) روى هذا الطريق البخاري أيضًا في صحيحه رقم (6829) من دون ذكر للفظة: (الشيخ والشيخة إذا زنيا فاجموهما البتة)، وكأنها لم تصح عنده من هذا الطريق، وقد غفل الإسماعيلي عن هذا الإعلال الدقيق، وأورد اللفظة

    =====
    (قد خشيت أن يطول بالناس زمان حتى يقول قائل: ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله، ألا وإن الرجم حق على من زنى إذا أحصن وكانت البينة، أو كان الحبل، أو الاعتراف؛ وقد قرأناها:( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة)، وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده.
    ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (رقم 8725)، ومن طريقه ابن ماجه في السنن، (2553) وأصل الحديث مخرج في الصحيحين بأطول من هذا اللفظ، أما التنصيص على أن آية الرجم هي: (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة)؛ فهي من إفراد سفيان بن عيينة الزهري، وقد خالف سفيان ثمانيةٌ من أصحاب الزهري في روايتهم عنه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه سمع عمر رضي الله عنه يقول: الحديث، وهؤلاء الثمانية هم:
    1- صالح بن كيسان؛ كما في صحيح البخاري (رقم 6830).
    2- يونس بن عبد الأعلى؛ كما في صحيح مسلم رقم (1691)، وسنن النسائي الكبرى (رقم 7158-4/247).
    3- هشيم؛ كما في مسند الإمام أحمد (1/29)، وسنن أبي داود رقم (4418).
    4- معمر؛ كما في مصنف عبد الرزاق رقم (13329)، ومسند الحميدي (1/15، 16)، وأحمد في مسنده (1/47)، والترمذي في جامعه رقم (1432).
    5- مالك؛ كما في موطئه ص(823)، والشافعي في الأم (5/154)، وأحمد في المسند (1/40)، والدارمي في مسنده (2/179)، والنسائي في الكبرى رقم (7158 – 4/274).
    --------------
    التي أعرض عنها البخاري في مستخرجه على الصحيح من نفس الطريق. وقد أشار إلى هذا الحافظ ابن حجر رحمه الله في «الفتح» (12/143).

    ===
    6- عبد الله بن أبي بكر بن حزم؛ كما في «السنن الكبرى للنسائي» رقم (7159 – 4/274) بإسناد صحيح إليه.
    7- عقيل؛ كما في «السنن الكبرى للنسائي» (7160 – 4/274).
    8- سعد ( ) بن إبراهيم؛ كما في مسند أحمد (1/50)، وسنن النسائي الكبرى (7151 – 4/272) بإسناد صحيح إليه.
    وبهذا يتبين أن الآية: (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة) غير محفوظة في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه المذكرو بالطريق السابق.
    قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله في سننه الكبرى (2/273): لا أعلم أحدًا ذكر في هذا الحديث: (الشيخ والشيخة فارجموهما البتة) غير سفيان، وينبغي أنه وهم، والله أعلم. اهـ.

    المصدر موقع التوحيد http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?1382...%F3%CA%F8%F3%C9-quot


    يتبع
                  

05-15-2013, 07:20 AM

وليد زمبركس

تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: وليد زمبركس)

    ما هو المانع من تفكيك علم مصطلح الحديث إلى مجموعة علوم متخصصة لا فقهية إنطلاقًا من المعلومات التى توفّرت فى التراث الإسلامى من كتب السّلفيين ، و طالما أنّ ثقافة اليوم تبني على البحث العلمى و التخصص فى العمل فلماذا لا نرى علوم حديث متخصصة مثل أركيولوجيا علم مصطلح الحديث و انثروبولوجيا مصطلح الحديث و فينولوجيا علم الحديث و سسيولوجيا الحديث و التى تستفيد جميعها من طرق البحث العلمى الحديث و التى أثبتت التجارب مدى صحّتها فى الكشف عن الكثير من الحقائق التى استعصى كشفها على السابقين .
    نحن نمتلك من ادوات المعرفة ما لم يمتلكه السابقون و لنا مناهج اكثر تطوّرًا من مناهجهم مثل المنهج الرياضى و الإحصائي و منهج الإستقراء و دراسة الحالة و الإستبيانات هذا بالإضافة لعلوم الكمبيوتر و الحاسبات الآلية التى بإمكانها إجراء ملايين العمليات الرياضية فى زمن قياسي هذا غير المقدِرَة على التخزين إذ أنّ الشخص يمكنه أن يمتلك E- Book reader يحوى آلاف الكتب يحملها فى يده كما يحمل هاتفه النقّال و بإمكانه الوصول إليها بضغطة زر .
    لماذا نترك كل هذه الحقائق التى نراها امامنا و نرهن أنفسنا لكتب الفقه الإسلامى التى لم يمتلك مؤلّفوها واحد بالمائة ممّا نمتلكه من وسائل معرفة و حفظ معلومات .
    أليست هذه قضية تستدعى الإنتباه فلماذا ندفن رءوسنا بالرمال و نحن نرى كل هذه الحقائق امام أعيننا و نعمل على رفض ما نراه و نقبل ما نقرأه فى كتب السابقين .
    أليس لنا ثقة بانفسنا و وسائل بحثنا حتى نخطو الخطوة الأولى لبحث التراث الإسلامى بالوسائل المتقدّمة التى نمتلكها لا بوسائل الذين وضعوا لنا قواعد الفقه و قواعد علم مصطلح الحديث و علم الجرح و التعديل .
                  

05-15-2013, 07:25 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: وليد زمبركس)

    الأخ وليد زمبركس
    السلام عليكم،
    ولك الشكر من أعماق قلبي على هذا الطرح الموضوعيّ الهادئ الهادف!
    بوستات كثيرة فُتحت حول هذا الموضوع، ولجت إليها ومن مقدماتها شعرتُ بالأجندة المصّرحة والخفية،
    ثاوية من وراء الكلام المنمق، الذي يدّعي وصلاً بلغة المنطق والحوار،
    بينما هو لا يحترم وجودك أصلاً،
    مسألة احترام الآخر، مسألة مبدئية وأخلاقية، وتحدي يطرح نفسه في مواجهة الذات.
    المهم يا عزيزي،
    بالنسبة للقضايا التي طرحتها، وكلها تدور حول محور العقل والنقل!
    سيدنا عمر نحبه، ونقدر عظمته!
    لكن الحق في النهاية هو الأحق بالاتباع،
    والحق لا يكمن فيما تهواه الأنفس وتميل إليه الظنون،
    وليس رهناً بقول رجل أيّاً كان مقامه سوى الرسول صلى الله عليه وسلم،
    من يريد الحق في أي مسألة شرعية، فليتوجه صوب القر|آن الكريم والسنة الصحيحة،
    يجمع كل النصوص المتعلقة بالمسألة،
    ثم يستخرج الفكرة المنطقية الكامنة فيها، بعقله الإنساني،
    مستأنساً، مستأنساً فقط بأقوال الآخرين من العلماء وغيرهم!
    وكما ترى أخي وليد فهذا مدخل علمي وموضوعي للتعامل مع المشكلة كلها،
    فالإنسان المسلم أو غير المسلم، ليس مضطراً أبداً إلى إلغاء عقله،
    ولكن ليكن أميناً مع نفسه، يفهم النصوص بحسب معطياتها،
    ولا يضمنها ما يريده وتهفو إليه نفسه من المعاني،
    ينظر إليها في سياقها، معتمداً على بنيتها اللغوية،
    وكذلك مستنداً إلى السياق الذي تنزلت فيه.
    المهم، هذا ما تجيش به نفسي الآن،
    وأرجو أن أتمكن لاحقاً من مواجهة الأسئلة التي تفضلت بطرحها!
    مجدداً لك شكري!
                  

05-15-2013, 08:22 AM

وليد زمبركس

تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: صلاح عباس فقير)

    Quote: الأخ وليد زمبركس
    السلام عليكم،
    ولك الشكر من أعماق قلبي على هذا الطرح الموضوعيّ الهادئ الهادف!
    بوستات كثيرة فُتحت حول هذا الموضوع، ولجت إليها ومن مقدماتها شعرتُ بالأجندة المصّرحة والخفية،
    ثاوية من وراء الكلام المنمق، الذي يدّعي وصلاً بلغة المنطق والحوار،
    بينما هو لا يحترم وجودك أصلاً،
    مسألة احترام الآخر، مسألة مبدئية وأخلاقية، وتحدي يطرح نفسه في مواجهة الذات.
    المهم يا عزيزي،
    بالنسبة للقضايا التي طرحتها، وكلها تدور حول محور العقل والنقل!
    سيدنا عمر نحبه، ونقدر عظمته!
    لكن الحق في النهاية هو الأحق بالاتباع،
    والحق لا يكمن فيما تهواه الأنفس وتميل إليه الظنون،
    وليس رهناً بقول رجل أيّاً كان مقامه سوى الرسول صلى الله عليه وسلم،
    من يريد الحق في أي مسألة شرعية، فليتوجه صوب القر|آن الكريم والسنة الصحيحة،
    يجمع كل النصوص المتعلقة بالمسألة،
    ثم يستخرج الفكرة المنطقية الكامنة فيها، بعقله الإنساني،
    مستأنساً، مستأنساً فقط بأقوال الآخرين من العلماء وغيرهم!
    وكما ترى أخي وليد فهذا مدخل علمي وموضوعي للتعامل مع المشكلة كلها،
    فالإنسان المسلم أو غير المسلم، ليس مضطراً أبداً إلى إلغاء عقله،
    ولكن ليكن أميناً مع نفسه، يفهم النصوص بحسب معطياتها،
    ولا يضمنها ما يريده وتهفو إليه نفسه من المعاني،
    ينظر إليها في سياقها، معتمداً على بنيتها اللغوية،
    وكذلك مستنداً إلى السياق الذي تنزلت فيه.
    المهم، هذا ما تجيش به نفسي الآن،
    وأرجو أن أتمكن لاحقاً من مواجهة الأسئلة التي تفضلت بطرحها!
    مجدداً لك شكري!


    الأستاذ صلاح عباس فقير السلام عليكم و رحمة الله
    كم انا سعيد بأنّك هنا و قد أسعدنى كثيرًا أنّك لم تغضب منّى بسبب بوستى السابق الحركة الإسلامية مسيرة سيف دامى و لسان كذوب و الذى صحّحتنى فيه فى خطأ لغوى بالعنوان كما انّك ناقشتنى فيه بقوّة و أصدقك القول أنّك كنت رائعًا فى ذلك النقاش وأعتذر لك إن كان عنوان البوست قد أساءك و لكنّى لم أختار ذلك العنوان إلّا لشعورى بالقهر جرّاء إنتهاك الحركة الإسلامية لحقوقنا كسودانيين و أنا لا اوافقك الرأى أنّ هناك خلاف بين الترابي و باقى الإسلاميين و إنّما بالنسبة لى الإسلاميين جميعهم سواء فى عداوتهم للديمقراطية التى أنادى بها و قد دعموا الإنقاذ سواء بالمشاركة فى الإنقلاب أو المشاركة فى الجهاد أو المشاركة بالدّعم المعنوى او الصّمت عن قول الحق فى وجه البشير أو انتقاد سياسات الإنقاذ .
    أمّا هنا فى هذا البوست فالأمر لا شأن له بالسياسة و إنّما هو حوار لا ينبع من إحساس بالظلم أو القهر و لذا فالوضع مختلف .
    حديثك عن أمير المؤمنين عمر رضى الله عنه لا أختلف معك فيه و لكنّى أرى أنّ الحداثة أفرغت من النظريات ما أسهم حتى فى تطوير أفكار السلفيين أنفسهم و ها هو الشيخ إبن عثيمين السلفى يعرض وجهة نظر عجز عنها الأوّلون و باعتقادى أنّه ما توصّل لهذه النّظرة إلّا لأنّه عاصر حياة الحداثة و استفاد من طرق التفكير الحديث و ها هو يطرح راى عن آية الشيخ و الشيخة إذا زنيا عجز عن طرحه السلف السابق و هو يقول : ( لأن الحديث يجب النظر فيه، يجب النظر فيه، والخلاصة أن قوله "والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة.."، وإن كان مشهوراً ومعروفاً في السنن ومسند الإمام أحمد وصحيح ابن حبان فإن في نفسي من صحته شيئاً أولاً: لأنه يُخالف الحكم الشرعي الثابت إذ الحكم معلق بالإحصان لا بالشيخوخة ) . أعتقد أنّ هذا الرأى عجز أن ياتى به السلف من علماء المسلمون السابقون و إنّما هو دليل على أنّ السلفية تتغيّر بتغيّر حال التفكير من عصر إلى عصر و الشيخ ابن عثيمين رغم أنى لا أوافق على كثير ممّا يقول إلّا أنّى أراه قد أصاب فى هذه الجزئية إذ أنّ الحكم بالغحصان لا بالشيخوخة لانّ الشيخ قد لا يكون محصن كما أنّ الشاب قد يكون محصن و الحكم الشرعى يختلف من حال لحال حسب ما جاء فى كتب الفقه فلا داعى إذن لخلط الأوراق .

    المصدر موقع ابن عثيمين http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_6356.shtml

    أشكرك كثيرًا على مداخلتك اللطيفة و مرحب بكل مداخلاتك اللاحقة . كن بخير و كل الاهل و الاحباب .
                  

05-15-2013, 10:06 AM

انصاف ابراهيم عبدالعزيز
<aانصاف ابراهيم عبدالعزيز
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 466

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: وليد زمبركس)

    تحياتى وليد
    الموضوع جميل جدا ..
    لابد للسلفية من الحداثة .. الفكرة القائمة على اعادة عجلة الزمن للوراء الف واربعمائة سنة ..
    لم تعد تصلح لهذا الزمان اى ان الامر سيعدنا الى مربع الحرب والسبايا والحدود ..
    واعادة المرأة الى المنزل وعهد الجوارى والاماء
    الشق الثانى المتعلق بامر الحديث ..
    المصلوب كان قد ذكر انه وضع مجموعة احاديث ..
    ياترى كم حديث منها نستنده حتى الان كدليل من السنة ؟؟؟؟

    (عدل بواسطة انصاف ابراهيم عبدالعزيز on 05-15-2013, 10:08 AM)

                  

05-16-2013, 11:12 PM

وليد زمبركس

تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: انصاف ابراهيم عبدالعزيز)

    Quote: تحياتى وليد
    الموضوع جميل جدا ..
    لابد للسلفية من الحداثة .. الفكرة القائمة على اعادة عجلة الزمن للوراء الف واربعمائة سنة ..
    لم تعد تصلح لهذا الزمان اى ان الامر سيعدنا الى مربع الحرب والسبايا والحدود ..
    واعادة المرأة الى المنزل وعهد الجوارى والاماء
    الشق الثانى المتعلق بامر الحديث ..
    المصلوب كان قد ذكر انه وضع مجموعة احاديث ..
    ياترى كم حديث منها نستنده حتى الان كدليل من السنة ؟؟؟؟



    تحياتي إنصاف
    السلفية إذا شاءت أم لم تشأ فستتأثّر باطروحات الحداثة و مناهجها و إن كان هذا التأثير ضعيف و ياتى متأخّرًا ، ففى الماضي كان للسلفيين رأى واضح حول تحريم الصورة و الآن لا أحد يتحدّث عن ذلك خاصّة و إن تعلّق الأمر بصور البطاقات الشخصية و جوازات السفر و الغريب فى الأمر أنّ الكثير من السلفيين لا يضعون الصور فى منازلهم ممّا يشير إلى أنّ الموضوع ما زال له وجوده فى التفكير السلفى .
    للسلفيين رأى واضح فى الاختلاط بين الجنسين و لكن هذا الامر نفسه قد قدّمت فيه السلفية تنازلات كبري فها نحن نرى السلفيات و السلفيين يدرسون بالجامعات المختلطة دون أن يبدو أنّ الامر مدهش ، هذا إن لم يكن ينظر له البعض على أنّه واجب . هذا بالإضافة إلى فكرة التعليم الحديث نفسها و التى يقف المنهج السلفى منها على بعد مسافة تجعل التعامل معها بهذه الأريحية التى نراها - أمر يحتاج لشرح و توضيح .

    أرى أنّ موضوع الاحاديث و علم مصطلح الحديث يحتاج لشمله فى دراسات حديثة تتّبِع مناهج البحث الحديث و لا أرى شيئًا يلزمنا اتّباع نفس القواعد التى تمّ وضع الكثير منها فى العام الثانى الهجرى أى قبل ما يزيد عن 12 قرن من الزمان ، و طالما أنّ الأمر متعلّق بالعلم فلماذا تطوّرت كل العلوم بما فيها العلوم الفقهية و ظلّ علم مصطلح الحديث ثابتًا لا يخضع لتعديل و كأنّ تلك القواعِد قواعد مقدّسَة علمًا بأنّ الرسول صلى الله عليه و سلّم و صحابته من بعده لم يضعوا مثل تلك القواعد فمن أين اتى ذلك التقديس الذى يغلق أبواب تطوّر العلوم امام علم يعتبر هو الموجّه للكثير من علوم الدين .

    محمد بن سعيد الشامى المعروف بالمصلوب ترك وراءه الكثير من الاسئلة التى لم تجد إجابة إلى يومنا هذا و قد ذكر بعض علماء المسلمين أنّ الرجل ورد أثره باكثر من مائة اسم فهل تمّت معالجة ذلك جميعه لضمان عدم إختلاط أحاديثه التى وضعها بالأحاديث الاخرى ، هذا الجانب ليس هو الجانب الوحيد الذى يحتاج للمزيد من البحث و قد يكون هو الجانب الاسهل لأنّ علماء المسلمين أعملوا فيه جهد كبير للوصول لرؤية واضحة تصل إلى الكثير من الاحاديث الموضوعة و لكن هناك جانب أراه اكثر أهميّة و هو تلك الستمائة ألف حديث صحيح التى صنّفها الإمام البخارى و التى لم ينشر فى صحيحه منها إلّا بضعة آلاف لا تتجاوز الثمانية آلاف أى بما يقل عن 1.5 بالمائة من جملة الاحاديث الصحيحة التى جمعها ، فأين ذهب باقى الاحاديث . أليس من حق المسلمين المعاصرين أن يدرسوا هذه الظاهرة إنطلاقًا من مناهج بحثهم الحديث التى لم تترك مشكلة معاصِرة إلّا و وجدت لها حل .
    لماذا ظل علم مصطلح الحديث بمناى عن أثر التداخل مع العلوم الاخرى فمعرفة اليوم تجعل من التداخل بين العلوم جزء أساسي للحصول للمزيد من القراءات التى تحلل الظواهر الإنسانية بشكل أشمل حتى صار عندنا علم الإجتماع الطبي و علم الإقتصاد الرياضى و علم الكيمياء الحيوية و غيرها من العلوم التى تجمع بين أكثر من علم فلماذا لا يتم تفكيك علم مصطلح الحديث إلى مجموعة علوم متخصصة مثل أنثروبولوجيا علم الحديث و فنولوجى علم الحديث و سسيولوجيا علم الحديث و غيرها من العلوم المتخصصة التى تنطلق من المعلومات التى تمّ جمعها فى الكتب و المراجع الإسلامية ليتم تحليلها بطرق مختلفة قد تأتى بنتائج مغايرة للتى توصّل إليها السابقون .
    أنا هنا لا أنادى بإلغاء التراث الإسلامى بل أدعو لقراءة مغايرة لهذا التراث إنطلاقًا من مناهج البحث الحديث و ليس بناءً على قواعد علم مصطلح الحديث و التى هى لا تعدو ان تكون مناهج للبحث و التدقيق ارتبطت بفترة زمنية معيّنة تطوّرت بعدها العلوم الإنسانية تطوّرًا كبيرًا أنتج المزيد من الأسئلة التى عجزت عن إجابتها تلك المناهج فلماذا الإصرار على الإبقاء عليها علمًا بأنّ السابقون واجهتهم مشاكل كبيرة تركت آثارها على ذلك التراث و أولى تلك المشاكل مشكلة تنقيط الحروف الهجائية ممّا عرّض المعرفة لبعض التشويه ، فلماذا لا نقفز فوق هذا الحاجز و نحلل ذلك التراث بمناهج بحثنا الحديث التى لا تعانى من مثل تلك المشاكل بل و تمتلك أدوات مساعدة منها الكمبيوتر الذى أتاح فرصة وضع جميع التراث الإسلامى فى قاعِدَة بيانات واحدة يسهل الحصول عليها فى أىّ لحظة من الزمن الامر الذى كان مستحيلًا للسابقين هذا غير قدرة الحاسبات الالية على إجراء ملايين العمليات الحسابية و عمليات الفرز فى زمن وجيز . هل نترك كل هذه الحقائق التى امامنا و نرهن كل معرفتنا لاناس واجهتهم مشاكل بسيطة عجزوا عن حلّها كما هو الحال فى تنقيط حروف الكتابة بالإضافة إلى أثر السياسة و الصراعات الفكرية فى توجيه التراث و غيره الكثير من الأمور التى تحتاج لمناقشة جادّة و تحليل لا اتّباع .
                  

05-16-2013, 11:48 PM

وليد زمبركس

تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: وليد زمبركس)

    Quote: السلام عليكم: كما يذكر صاحب البوست الهدف الحوار والنقاش بعيدا عن المهاترات
    اولا يجب التوضيح بان الاسلام ممثلا في السلفية وغيرها من المذاهب الاسلامية كالحنفىة والمالكىة والشافعىة والتي هي مدارس فقهية الخلاف بينها فى طرق أستنباط الأحكام والفتاوى من الأدلة و شرائط هذة الأدلة وكلهم أخذوا من بعض بلا أستثناء اي مصدرهم الوحي الالهي دي كوم - والكوم التاني المذاهب الفكرية ممثلا في الحداثة وغيرها من المذاهب الفكرية كالعلمانية واللبرالية والشوعية والتي هي مبنية علي الفكر والعقل كمصدر اساسي في وجودها وهي مستمده من تجارب أو أقوال من سبق أو أفعالهم، وقد تكون تلك النتائج صحيحة وقد تكون خاطئة في نفس الأمر.


    الأستاذ Gafersiraj Shiekh ( من الفيس البوك ) ، تحياتى و شكرى على المداخلة الهادئة التى التزمت قواعد الحوار و هذا بالطبع ما نسعى اليه.

    ليست المذاهب الحديثة وحدها القابلة للخطأ و الصواب فالمذاهب الإسلامية نفسها خاضعة لهذا التقييم و إن كان الخطأ و الصواب نفسه شئ نسبي لا يخضع للثبات فما يكون صحيحًا فى زمن ما قد يصير خطأ بل و جريمة يحاكم عليها القانون كما هو الحال مع الإسترقاق فبعد أن كان مباحًا فى الدّولة الإسلامية صار الآن جريمة يحاسب عليه القانون فى كلّ الدول المسلمة علمًا بأنّ هناك شروط كانت مربوطة بالرّق نفسه تؤسس لاستمراريته كأن يكون أبناء الرقيق رقيق و كأن يكون الرقيق مال يمتلكه صاحبه و يعامله معاملة المال بالبيع و الشراء و الهبة و التوريث و غيرها من الشروط التى يخضع لها المال و مع ذلك ظلّت الأصول المالية الاخرى موجودة و متوارثة جيل عن جيل فى حين أنّ الرّق تمّ إلغاؤه دون الوقوف عند حقيقة أنّه مال مما يعكس بوضوح أنّ الحقائق تخضع للتغيير و لا تستثنى من ذلك حتى بعض حقائق الدين ، و فى عالم اليوم تتعامل كل الدول المسلمة مع بعض القوانين العلمية رغم تضاربها الواضح مع ما يؤمن به المسلمون مثل قانون بقاء الطاقة و بقاء المادة و غيرهما من القوانين التى تنطلق من فكرة ازلية المادة او الطاقة ممّا ينسِف فكرة أنّها مخلوقة كسائر المخلوقات التى تخضع لإرادة الله حسب المنهج الإسلامى فى حين أنّ جميع مدارس و جامعات الدول المسلمة تتعامل مع تلك القوانين كمسلّمات معرفية لا يمكن القفز فوقها رغم تضاربها الظاهر من ثوابت الدين .
    إذن ليست القضية هى رفض ما يأتى من بوابة الحداثة لا لسبب سوى انه قد اتى من غير بوابة الدين كما أنّه ليس صحيحًا انّ كل ما ياتى من بوابة المناهج الإسلامية هو مقبول لا يخضع للتساؤل و الحوار .
    فى عالم اليوم القضايا جميعها تخضع للتساؤل و كل المناهج عليها تقديم إجابات على هذه الاسئلة و البقاء للمنهج الذى يجيب على الأسئلة و ليس للمنهج الذى يمثل تاريخ الامّة و ماضيها العريق .
                  

05-17-2013, 01:06 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: وليد زمبركس)

    الأخ: وليد زمبركس
    تحيِّاتي لك ولضيوفك الكرام

    الكلام عن النقل والعقل هو كلام شائك وذو شجون، وأحمدُ لك أنَّك فتحت هذا الموضوع، علَّك تُفلح في تحريك ساكنه، كما أشيد بأسئلتك التي طرحتها في متن الموضوع، وبالإمكان إضافة عشرات الأسئلة الأخرى، ولكن لديَّ سءال يُؤرقني بشكل شخصي جدًا: "ما معنى الحداثة؟" وأعني بالحداثة هنا: تجديد القضايا الدينية، وليس الحداثة بمفهومه الفكري أو المعرفي الواسع. تكمن المُشكلة الأساسية، كما أراها، في وجود نصوص ثابتة، وهذه النصوص الثابتة جاءت لمُناسبات تاريخية مُحددة بعينها، وكان النص (وهذا رهنٌ بالتاريخ وحده) قادرًا على مُعالجة القضايا الزمانية بطريقةٍ أو بأخرى، فهل يُمكننا فعلًا أن ندعو للتجديد مع إصرارنا على بقاء النص وثبوته؟ يرى البعض، وأنا لا أُؤيد ذلك بصورةٍ مبدئية، أنَّ التجديد يكون في "فهمنا" للنصوص، وليس في تجديد النصوص نفسها، ولكن كيف؟

    دعني أُوضح فكرتي بمثال تقريبي:
    في قانون دولةٍ ما، وجدنا هذا النص الواضح: "لا تأكل من إناء غيرك" وكان تاريخ هذا النص يعود لـ2000 عام من تاريخ العثور عليه، وبدراسة التاريخ عرفنا أنَّ الناس في ذلك العصر كانوا شديدي الحرص والاعتزاز بالملكية الفردية، ووجدنا من الآثار ما يدل على ذلك، وعرفنا أنَّ إنسان ذلك العصر فهم النص بصورة واضحة وطبَّقه كممارسة حياتية بدت واضحة لنا من خلال بعض المُقتنيات الأثرية، وأصبح من الواضح جدًا بالنسبة إلينا (بمقارنة النص مع التاريخ مع الاكتشافات الأثرية) أنَّ النص لا يعني شيئًا سوى المفهوم من ظاهره (Do not eat from others’ plate) ولأنَّ النص كان مكتوبًا بلغة عربية فصيحة، عرفنا أنَّ المقصود هو ألا نأكل من إناء غيرنا، وليس ألا نأكل في إنائهم، بمعنى أنَّ المنع هنا لا يشمل أن يأكل أحدنا في إناء أحد آخر، ولكن فقط في حال كان هنالك إناءان فإنَّ كل واحدٍ يجب أن يأكل في إنائه هو، وفي حال كان الشخص منفردًا، فإنَّ بإمكانه أن يستخدم إناء الآخرين في الأكل؛ طالما لم يكونوا موجودين أثناء الأكل.

    السؤال هنا الآن هو: هل هذا النص مفهوم الآن؟ الإجابة الواقعية هي: "نعم؛ بالتأكيد" فهو نص واضح ولا لبس فيه، ولكن هل تطبيق هذا النص ممكن أم غير ممكن؟ والسؤال عن التطبيق لا يعني فعلًا إمكانية التقيّد بهذا النص، ولكن في موافقة النص للمُعطى الحياتي، أي لنمط الحياة الحالي، فهل هذا النص متوافق مع نمط حياتنا الحالي؟ إذا افترضنا أنَّ نمط حياتنا "يفرض" علينا أن نتشارك مع الآخرين وأن نأكل كل منَّا في إناء الآخر؛ وإلَّا أُعتبر شخصًا مُتعاليًا أو بخيلًا أو خلافه، فما هي القيمة الأخلاقية المُتبقية للنص؟

    هنالك الآن؛ فئتان من الناس: فئة تُطالب بتطبيق النص كما هو، لاعتقادهم بأنَّ النص هو نص إلهي وبالضرورة فإنَّ الله (واضع هذا النص) هو الأعلم بشؤون الناس وما ينفع لهم، سواءٌ عرفوا الحكمة من ذلك أو لم يعرفوا، وهنالك فئةٌ تُطالب بالتجديد في فهم هذا النص، فكيف من الممكن أن نعيد فهم هذا النص دون أن نتجاوزه؟ الواقع يقول إنَّ نمط حياتنا قد تغيَّر فعلًا، وإنَّ مشاركة الآخرين في الأكل من إنائهم أصبح ضرورةً حياتيةً، ومظهرًا حضاريًا لا يُمكن الاستغناء عنه، فكيف يُمكن صناعة هذه المُعادلة؟

    في اعتقادي الشخصي؛ فإنَّ أيّ مُحاولة للتجديد في فهم النص، مُتجاوزين بذلك فهم "السلف" هو طعن في مُشرَّع النص نفسه. لماذا؟ لأنَّ المُشرِّع قد خاطب أهل الزمان بلغتهم، وحسب فهمهم، وهم فهموا المقصود من الأمر وطبَّقوه على النحو الصحيح، وعندها تُصبح رغبتنا في تغيير هذا التطبيق واستبداله بتطبيق جديد ومُعاصر، هو طعنٌ مُباشر في الفهم السلفي والذي هو، بطبيعة الحالي، الفهم الصحيح في ذلك الوقت. ولكن هل النص نفسه عابر للزمان والمكان؟ حتى يُمكن القول بأنَّ الفهم قد يتغيَّر بتغيَّر الزمان؟ الحقيقة؛ أنَّ ثبوت الأمر بنصٍ مُحدد يُحد كثيرًا من حرية الأفهام، ويُقيِّده لأنَّ مُطبِّق النص سوف يكون محكومًا بالنص وبالقواعد اللغوية التي تحكم النص، ولن يكون الأمر بسهولة التخلي عن العادات والأعراف والتقاليد القديمة (القوانين غير المكتوبة نصًا) فعادات وتقاليدنا تتغيَّر بسهولة تدريجية؛ لأنَّها غير مكتوبة في شكل نصوص لها قداستها.

    ختامًا أقول، إنَّ الفقه الإسلامي نفسه حديثٌ بالمقارنة بتاريخ النص الديني، وهو في النهاية لا يخرج عن كونه عملًا بشريًا غير مُلزم أبدًا، فالقول بأنَّ النص يحتاج إلى تجديد في الفهم، غير قابل للتحقق إلَّا عبر تجاوز النص نفسه، لأنَّنا سوف نُضطر إلى تقييد المُطلق أو إطلاق المُقيد أو الاجتهاد فيه بالرأي البشري، وهو مما يصح، ولكن ليس في ضوء وجود نص قد يُخالف الاجتهاد، فنص مثل: "لا تأكل في إناء غيرك" لا يُمكن الاجتهاد فيه إلَّا وكان تجاوزًا لما هو مفهوم منه ظاهرًا، ومن المفترض أنَّ مُشرِّع النص كان يعني الظاهر وليس الباطن، لأنَّ التشريع لجميع الناس وليس لفئةٍ منهم: العالم وغير العالم، المُثقف وغير المُثقف، المُتفقه وغير المُتفقه؛ وإلَّا لأصل النص نصًا نخبويًا لا يعرفه إلَّا القلَّة. ولا أعتقد أنَّ النصوص الدينية نصوص نخبوية.

    مودتي
                  

05-17-2013, 01:09 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: هشام آدم)

    الأخ: صلاح فقيري
    تحيِّاتي

    "والحق لا يكمن فيما تهواه الأنفس وتميل إليه الظنون"(انتهى الاقتباس)
    أين يُمكن أن يُصنف كلامكَ هذا في مقابل حديث: "استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك
                  

05-17-2013, 04:29 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: هشام آدم)

    الأخ هشام آدم:
    Quote: "والحق لا يكمن فيما تهواه الأنفس وتميل إليه الظنون"(انتهى الاقتباس)
    أين يُمكن أن يُصنف كلامكَ هذا في مقابل حديث:
    "استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب،
    والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك"؟

    حيا الله هشام
    الحديث بالطبع لا يعني فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: أن يترك المسلمُ
    التوجيهات القرآنية والنبوية، ويتبع هوى نفسه ويميل إلى الظنون!
    وبالتالي فالحديث متعلّق بالحالة النفسية الداخلية، فيما وراء الالتزام بالنص الصريح
    الذي يحلّ شيئاً أو يحرمه؛ لأنّ الإسلام كما تعلم يهتم اهتماماً كبيراً بعنصر النية،
    وأنو العمل لا يُقبل إلا إن كان بنية خالصة!
    لذلك المسلم تلتبس عليه الأمور أحياناً، في بعض الأفعال التي لا يبدو فيها وجه
    الخير واضح الملامح، ففي مثل هذه الأحوال، وبعد الالتزام بصريح النص،
    يؤخذ بمعنى الحديث، باعتباره المرجح الأخير للموقف الذي تريد أن تسلكه،
    بشرط أن لا يؤدي ذلك إلى معارضة النص الصريح المتعلق بالمسألة نفسها!
    ويؤكد ذلك المعنى الذي ذكرته في مداخلتي: أن الحقّ في الشريعة،
    يمكن الوصول إليه فقط: باستقراء (كل النصوص) المتعلقة بالمسألة محل النظر،
    ثم استنباط المعنى الذي تتضمنه هذه النصوص!
    شكراً لك!
                  

05-17-2013, 05:18 AM

ahmedona
<aahmedona
تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 6562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: صلاح عباس فقير)

    الاخ / وليد زمبركس -- تحية طيبة.............

    حتى تتضح الرؤيا --- ما هو التعريف الشامل للحداثه ؟؟؟
                  

05-17-2013, 04:54 PM

وليد زمبركس

تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: ahmedona)

    الأخ ahmedona تحية طيبة
    لك أن تقرّر من أين تبدأ الحوار و لى أن أقرّر كيف أن أرد فى البوست الذى فتحته لنقاش موضوع البوست لا نقاش عنوانه ، و بالمناسبة مسألة إثارة أسئلة حول عناوين البوستات من الظواهر التى استوقفتنى كثيرًا فى منبر سودانيز أون لاين و رغم العدد القليل من البوستات التى كتبتها إلّا أنّه كثيرًا ما واجهنى هذا السؤال و هو سؤال مشروع بلا شك خاصّة فى مثل هذا البوست الذى لم يقف فيه لفظ الحداثة فى محطّة العنوان بل تمّ استصحابه لمحطّات اخرى .
    حتى لا أسير بالبوست إلى مسار غير الذى افترعت البوست من أجله فأشير لك إلى نقطة هامّة و هى أنّ عنوان البوست لم يتضمّن كلمة الحداثة وحدها بل أضاف لها كلمة السلفية و كلمتى النقل و العقل و طالما أنّك لم تسأل عن الكلمات الاخرى فيبدو أنّك قد فهمت ما أعنيه بها و إذا كان ذلك صحيحًا فبالضرورة أنّك فهمت أنّى وضعت الكلمات كمقابلات و من هنا و دون الولوج إلى بوابة المصطلحات و شرح معانيها و مفاهيمها و التى بلا شك تحتاج للحديث عن لمحة تاريخية و بداية ظهور المصطلح و مراحل تطوّره وصولًا إلى المعنى الحالى ، لذا فانا أقول لك إنّى استخدمت كلمة الحداثة كمقابل لكلمة السلفية و طالما أنّك لم تسال عن معنى اىّ نوع من السلفية أقصده فلك أن تفهم الحداثة فى إطار هذه المقابلة خاصّة و انّ اللغة العربية تقرّر أنّ الأشياء تعرّف بضدّها و إذا التبس عليك هذا التوضيح فبإمكانك أن تسقط الكلمتين معًا و سوف لن يختل عنوان البوست .
    ما يهمّنى هو أن ينصب الحوار حول موضوع البوست لا عنوانه و الذى إذا غيّرته إلى الرقم 1002 سوف يأتى من يسأل عن معنى العنوان و الذى حسب ما أراه ليس إلّا ضرورة اقتضتها قواعد الكتابة و لو كان بالإمكان كتابة بوست بلا عنوان لاخترت ذلك بكل سرور لأنّه سيوفّر لىّ الكثير من الزمن احتاجه لنقاش قضايا أخرى .
                  

05-17-2013, 04:31 PM

وليد زمبركس

تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: هشام آدم)

    Quote: الأخ: وليد زمبركس
    تحيِّاتي لك ولضيوفك الكرام

    الكلام عن النقل والعقل هو كلام شائك وذو شجون، وأحمدُ لك أنَّك فتحت هذا الموضوع، علَّك تُفلح في تحريك ساكنه، كما أشيد بأسئلتك التي طرحتها في متن الموضوع، وبالإمكان إضافة عشرات الأسئلة الأخرى، ولكن لديَّ سءال يُؤرقني بشكل شخصي جدًا: "ما معنى الحداثة؟" وأعني بالحداثة هنا: تجديد القضايا الدينية، وليس الحداثة بمفهومه الفكري أو المعرفي الواسع. تكمن المُشكلة الأساسية، كما أراها، في وجود نصوص ثابتة، وهذه النصوص الثابتة جاءت لمُناسبات تاريخية مُحددة بعينها، وكان النص (وهذا رهنٌ بالتاريخ وحده) قادرًا على مُعالجة القضايا الزمانية بطريقةٍ أو بأخرى، فهل يُمكننا فعلًا أن ندعو للتجديد مع إصرارنا على بقاء النص وثبوته؟ يرى البعض، وأنا لا أُؤيد ذلك بصورةٍ مبدئية، أنَّ التجديد يكون في "فهمنا" للنصوص، وليس في تجديد النصوص نفسها، ولكن كيف؟

    دعني أُوضح فكرتي بمثال تقريبي:
    في قانون دولةٍ ما، وجدنا هذا النص الواضح: "لا تأكل من إناء غيرك" وكان تاريخ هذا النص يعود لـ2000 عام من تاريخ العثور عليه، وبدراسة التاريخ عرفنا أنَّ الناس في ذلك العصر كانوا شديدي الحرص والاعتزاز بالملكية الفردية، ووجدنا من الآثار ما يدل على ذلك، وعرفنا أنَّ إنسان ذلك العصر فهم النص بصورة واضحة وطبَّقه كممارسة حياتية بدت واضحة لنا من خلال بعض المُقتنيات الأثرية، وأصبح من الواضح جدًا بالنسبة إلينا (بمقارنة النص مع التاريخ مع الاكتشافات الأثرية) أنَّ النص لا يعني شيئًا سوى المفهوم من ظاهره (Do not eat from others’ plate) ولأنَّ النص كان مكتوبًا بلغة عربية فصيحة، عرفنا أنَّ المقصود هو ألا نأكل من إناء غيرنا، وليس ألا نأكل في إنائهم، بمعنى أنَّ المنع هنا لا يشمل أن يأكل أحدنا في إناء أحد آخر، ولكن فقط في حال كان هنالك إناءان فإنَّ كل واحدٍ يجب أن يأكل في إنائه هو، وفي حال كان الشخص منفردًا، فإنَّ بإمكانه أن يستخدم إناء الآخرين في الأكل؛ طالما لم يكونوا موجودين أثناء الأكل.

    السؤال هنا الآن هو: هل هذا النص مفهوم الآن؟ الإجابة الواقعية هي: "نعم؛ بالتأكيد" فهو نص واضح ولا لبس فيه، ولكن هل تطبيق هذا النص ممكن أم غير ممكن؟ والسؤال عن التطبيق لا يعني فعلًا إمكانية التقيّد بهذا النص، ولكن في موافقة النص للمُعطى الحياتي، أي لنمط الحياة الحالي، فهل هذا النص متوافق مع نمط حياتنا الحالي؟ إذا افترضنا أنَّ نمط حياتنا "يفرض" علينا أن نتشارك مع الآخرين وأن نأكل كل منَّا في إناء الآخر؛ وإلَّا أُعتبر شخصًا مُتعاليًا أو بخيلًا أو خلافه، فما هي القيمة الأخلاقية المُتبقية للنص؟

    هنالك الآن؛ فئتان من الناس: فئة تُطالب بتطبيق النص كما هو، لاعتقادهم بأنَّ النص هو نص إلهي وبالضرورة فإنَّ الله (واضع هذا النص) هو الأعلم بشؤون الناس وما ينفع لهم، سواءٌ عرفوا الحكمة من ذلك أو لم يعرفوا، وهنالك فئةٌ تُطالب بالتجديد في فهم هذا النص، فكيف من الممكن أن نعيد فهم هذا النص دون أن نتجاوزه؟ الواقع يقول إنَّ نمط حياتنا قد تغيَّر فعلًا، وإنَّ مشاركة الآخرين في الأكل من إنائهم أصبح ضرورةً حياتيةً، ومظهرًا حضاريًا لا يُمكن الاستغناء عنه، فكيف يُمكن صناعة هذه المُعادلة؟

    في اعتقادي الشخصي؛ فإنَّ أيّ مُحاولة للتجديد في فهم النص، مُتجاوزين بذلك فهم "السلف" هو طعن في مُشرَّع النص نفسه. لماذا؟ لأنَّ المُشرِّع قد خاطب أهل الزمان بلغتهم، وحسب فهمهم، وهم فهموا المقصود من الأمر وطبَّقوه على النحو الصحيح، وعندها تُصبح رغبتنا في تغيير هذا التطبيق واستبداله بتطبيق جديد ومُعاصر، هو طعنٌ مُباشر في الفهم السلفي والذي هو، بطبيعة الحالي، الفهم الصحيح في ذلك الوقت. ولكن هل النص نفسه عابر للزمان والمكان؟ حتى يُمكن القول بأنَّ الفهم قد يتغيَّر بتغيَّر الزمان؟ الحقيقة؛ أنَّ ثبوت الأمر بنصٍ مُحدد يُحد كثيرًا من حرية الأفهام، ويُقيِّده لأنَّ مُطبِّق النص سوف يكون محكومًا بالنص وبالقواعد اللغوية التي تحكم النص، ولن يكون الأمر بسهولة التخلي عن العادات والأعراف والتقاليد القديمة (القوانين غير المكتوبة نصًا) فعادات وتقاليدنا تتغيَّر بسهولة تدريجية؛ لأنَّها غير مكتوبة في شكل نصوص لها قداستها.

    ختامًا أقول، إنَّ الفقه الإسلامي نفسه حديثٌ بالمقارنة بتاريخ النص الديني، وهو في النهاية لا يخرج عن كونه عملًا بشريًا غير مُلزم أبدًا، فالقول بأنَّ النص يحتاج إلى تجديد في الفهم، غير قابل للتحقق إلَّا عبر تجاوز النص نفسه، لأنَّنا سوف نُضطر إلى تقييد المُطلق أو إطلاق المُقيد أو الاجتهاد فيه بالرأي البشري، وهو مما يصح، ولكن ليس في ضوء وجود نص قد يُخالف الاجتهاد، فنص مثل: "لا تأكل في إناء غيرك" لا يُمكن الاجتهاد فيه إلَّا وكان تجاوزًا لما هو مفهوم منه ظاهرًا، ومن المفترض أنَّ مُشرِّع النص كان يعني الظاهر وليس الباطن، لأنَّ التشريع لجميع الناس وليس لفئةٍ منهم: العالم وغير العالم، المُثقف وغير المُثقف، المُتفقه وغير المُتفقه؛ وإلَّا لأصل النص نصًا نخبويًا لا يعرفه إلَّا القلَّة. ولا أعتقد أنَّ النصوص الدينية نصوص نخبوية.

    مودتي


    الأخ هشام آدم تحياتي لك
    لقد اقتبست مداخلتك كاملة حتى لا أعرض أحد جوانبها دون الآخر فتقرأ ناقصة مما قد يخل بمضمونها و قد فعلت ذلك و بذهنى أن أرد على بعض أجزائها دون الأخرى و التى أرى أنّها لا تحتاج لرد فهى تحدّثت عن نفسها بما لا يدع المجال لإضافة جديدة أو توضيح .

    نعم بعض النصوص الدينية جاءت لمعالجة قضايا تاريخية محددة و بلا شك أنّ الذين تمّت مخاطبتهم بها قد فهموها و طبّقوها كما هى و أنا لا أعترض على هذه الجزئية المحوريّة فى مداخلتك و إن كنت أرى أنّ القضايا التى عالجتها النصوص الدينية لم تكن تاريخية فقط لأن الكثير من النصوص تناولت الحديث عن المستقبل و حتى الحديث عن ذلك المستقبل تمّت صياغته بنفس اللغة التى خاطبت القضايا التاريخية نفسها و تمّ توجيه الخطاب لنفس الأشخاص بل أنّ الكثير من الأمثلة عن المستقبل كانت مأخوذة عن بيئتهم ( كحديث طائفة النخل الذى تحدّث عن الدّجّال ) ، فالشروحات و النماذج التى تحدثت عن المستقبل كانت تصوّره بنماذج و صور بيانية مأخوذة من الواقع كالدّابة مثلًا و حتى الحديث عن المعجزات تناول الموضوع بتلك الرؤية المجتمعية الخاصّة بحياة البشر فى تلك الفترة و من ذلك الحديث عن الإسراء و المعراج و الذى استخدمت فيه دابّة و ليست طائرة أو صاروخ . بالنسبة لى كل ذلك مفهومًا و لكن الذى لا أفهمه هو هذه المحاولات الجادّة من البعض لوضع هالة من التقديس لآراء بعض الصحابة و علماء المسلمين لدرجة جعل آرائهم الخاصّة جزء من الدين و بالتالى يظل الطّعن فيها هو طعنًا فى الدّين نفسه و هذا الأمر يعيدنا لنقطة البداية المتعلّقة بفهم النصوص التاريخية ، فهل كان ذلك الفهم فهمًا متّفق عليه من الجميع أم كانت هناك مساحة للعقل تحرّك فيها بحريّة نتجت عنها صراعات فكرية تصاعدت إلى أن وصلت حدّ الإحتراب و القتل بين أفراد ذلك الجيل و الذى عاصر الرسالة فى عصرها الذهبي . فإن كان ذلك هو الواقع بالنسبة للذين أرسلت لهم الرسالة بلغتهم اليومية و التى لا يحتاجون معها لشرح و تفسير فكيف هو الحال مع الذين يتحدّثون لغة ابتعدت آلاف المرّات عن لغة الخطاب الديني فى عصره الاول هذا غير مئات الملايين من البشر لا يتحدّثون اللغة العربية أصلًا و بالتالى كل الدين مربوط عندهم بالترجمة التى وصلتهم لنصوص القرآن و التى بلا شك هى لا تعكس حقائق و واقع الدين ، فالترجمة تشوّه القصائد فكيف هو الحال حين يعتمد عليها فى نقل حقائق الدين و هذه الجزئية تفتح الباب أمام سؤال كبير و هو كيف يلزم الله أناس باتّباع دين لم يكتب بلغتهم و هل حدث هذا فى تاريخ الاديان من قبل أم انفرد به الإسلام و ما هو الموقف حيال هذه الآية الواضحة ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم ) و التى تنافى فى ظاهرها الفهم الشمولى للإسلام .
                  

05-17-2013, 05:07 PM

وليد زمبركس

تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: وليد زمبركس)

    بالفقه الإسلامى جوانب تحتاج للمزيد من النقاش و انا هنا أتحدّث على مستوى القواعد التى بنيت عليها الكثير من الأحكام الدينية فهناك قواعد كثيرة خاصّة بباب التعارض والترجيح و قد أتى بها العلماء لسد الثغرات التى تظهر فى سياق بعض الأحاديث والتى ربما تبدو وكأنّها متعارضة أو متضاربة وتلك القواعد كثير قد تصل إلى مائة قاعدة وضعت جميعها للقيام بتلك المهمّة وكأنّ الهدف ليس شرح الأحاديث كما هى وإنّما الهدف هو أن تكون الأحاديث غير متعارضة ممّا يفتح الباب أمام سؤال هام و هو : طالما أنّ الأمر أمر دين و اتّباع فلماذا يحتاج علماء المسلمين لهكذا تبرير؟ ، لماذا يقوم العلماء بوضع مثل تلك القواعد بدلًا من أن يبحثوا عن سبب التضارب الظاهرى بكل أمانة علمية بعيدًا عن هذه التبريرية التى تشوّه حقائق العلوم .فالأفضل لهم أن يبحثوا عن ذلك السبب والذى قد يكون مربوط باختلاف الزمن بين الأحاديث التى يبدو فى ظاهرها تضارب وجميعها صحيحه ، أو يبحثوا عن المكان كأن يكون بعض تلك الأحاديث قد قيل فى معركة والآخر قيل فى فترة سلم ، وهكذا فإذا اختلفت طرق البحث ستختلف النتائج .
                  

05-17-2013, 05:27 PM

ahmedona
<aahmedona
تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 6562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: وليد زمبركس)

    الاخ / وليد زمبركس --- جمعه مباركه ................
    بما أنك فتحت بوست بين السلفية والحداثة حوار النقل والعقل وحتى لا يكون حوار طرشان --- طيب ما ما هو تعريفك للسلفية وتعريفك للحداثة حتى نتشارك معك في الحوار بعقل مفتوح ؟؟؟؟

    إن كنت ترغب الحوار دون قوالب جاهزة منتهية الصلاحية !!!!
                  

05-17-2013, 05:42 PM

ahmedona
<aahmedona
تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 6562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: ahmedona)

    هل لعلماء اليوم أن يعدّلوا فى شروط التدليس
    يستخدم هذا التعريف من ناحية قانونية لطرق احتيالية بقصد التضليل ..............

    الأخ وليد زمبركس -- هل تقصد هنا علماء الحداثة أم علماء السلفية ليكون منطلق للحوار -- وهل بالإمكان توضيح نموذج لما تقصد لكي نستفيد ؟؟؟
                  

05-17-2013, 06:28 PM

وليد زمبركس

تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: ahmedona)

    Quote: هل لعلماء اليوم أن يعدّلوا فى شروط التدليس
    يستخدم هذا التعريف من ناحية قانونية لطرق احتيالية بقصد التضليل ..............

    الأخ وليد زمبركس -- هل تقصد هنا علماء الحداثة أم علماء السلفية ليكون منطلق للحوار -- وهل بالإمكان توضيح نموذج لما تقصد لكي نستفيد ؟؟؟


    الأخ ahmedona تحياتي
    ما أقصده بالتدليس هو رواية الراوي من شيخه الذي سمع منه ( أى تتلمذ على يده ) ما لم يسمع منه ( أى حديث لم يسمعه منه ) ، و لا يخفى عليك انّى لم آتى بهذا المصطلح كما أنّ القانونيين حين يستخدمون هذا المصطلح لا يبتعدون به كثيرًا عن المعنى الذى يستخدمه فيه علماء الحديث و إن قيّده علماء الحديث بشروط محدّدة ( أخشي ان تعود فتسألنى عن تلك الشروط ) .

    بإمكانى ان اعطيك مثالًا لما أشير إليه و هو أنّ الشروط التى وضعها علماء الحديث بها بعض التشديد و هى كانت سبب فى إستبعاد الكثير من الاحاديث و من تلك الشروط ما هو متعلّق بالكذب ، فرواة الحديث و نسبة لورعهم رفعوا من شروط الصدق التى اعتمدوها لقبول الحديث حتى لا يقعوا فى خطأ قبول حديث مكذوب فبالنسبة لهم ان يتركوا حديث صحيح اخفّ قدرًا من ان يصححوا حديث ضعيف و تلك الشروط التى اعتمدوها قد لا تنطبق حتى على بعض الانبياء فأبوا الانبياء سيدنا ابراهيم عليه السلام ورد فى الدين الاسلامى انّه كذب ثلاثة كذبات و لو طبّقنا عليه تلك القاعدة لتمّ استبعاده و بالتالى لا يقبل حديثه رغم أنّه نبي و لكن نبوّته لم تحجب بشريّته فكذب ( أنا هنا بالطبع لا أبحث عن سبب كذبه او الحكمة من ورائه و لكنى فقط اطبّق قاعدة الاستبعاد بسبب الكذب ) ، و هناك شروط اخرى مرتبطة بالتدليس و قد كان يحيا بن نعيم يراقب النّاس فى الدّرس فحين يغفو شخص ما يقوم يحيا بن نعيم بكتابة إسمه ثمّ يكتب الحديث الذى نام فيه ذلك الشخص وعندما يصحو ذلك الشخص من غفوته يقوم يحيا بن نعيم بتسجيل ذلك ويحدّد اللحظة التى استيقظ فيها ذلك الشخص فإن روى ذلك الشخص عن شيخه الحديث الذى نام فيه يعتبر مدلّس أو كذّاب ولا يقبل حديثه .
    تلك شروط غاية فى التعقيد و التشديد و قد كان نتيجتها ما هو بين ايدينا من احاديث و بلا شك انّ تغيير تلك القواعد و استبدالها باخرى أخف أو أعقد سيكون له أثره فى حصيلة الأحاديث .

    سيّان بالنسبة لى إن كان العلماء هم علماء الحداثة او علماء السلفية فانا أحاسب العلوم بمناهجها و نتائج بحثها لا بمن يقدّمونها .
                  

05-17-2013, 05:59 PM

وليد زمبركس

تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: ahmedona)

    Quote: الاخ / وليد زمبركس --- جمعه مباركه ................
    بما أنك فتحت بوست بين السلفية والحداثة حوار النقل والعقل وحتى لا يكون حوار طرشان --- طيب ما ما هو تعريفك للسلفية وتعريفك للحداثة حتى نتشارك معك في الحوار بعقل مفتوح ؟؟؟؟

    إن كنت ترغب الحوار دون قوالب جاهزة منتهية الصلاحية !!!!



    الأخ ahmedona جمعة مباركة
    أنا لم أكتب عنوان و أذهب لسبيلى إنّما طرحت اسئلة و وضعت رؤية أعتقد أنّها واضحة ضمّنتها فكرة البوست الاساسية و التى تنطلق من ضرورة تفكيك علم مصطلح الحديث إلى مجموعة علوم متخصصة لأنّ تداخل العلوم ببعضها البعض هو أحد سمات عصرنا الحالى و من ذلك نجد علم الاقتصاد السياسي و الاقتصاد الرياضى و الفيزياء الطبية و الكيمياء الحيوية و غيرها من العلوم المتداخلة هذا غير اعتماد بعض العلوم على علوم اخرى كاعتماد الفيزياء على الرياضيات أو اعتماد الكثير من العلوم على الكمبيوتر ، فلماذا لا نطبّق نفس هذه الخطوة على علم مصطلح الحديث فنؤسس لعلم انثروبولوجيا علم مصطلح الحديث و فنولوجيا علم مصطلح الحديث و أركيولوجيا علم مصطلح الحديث و غيرها من العلوم التى يمكنها أن تتداخل مع علم مصطلح الحديث ، و حتى لا يأتى أحد و يقول لى أنّى أقلّد الغرب فأدافع عن نفسي بأنّ العلوم المعاصرة جميعها صارت مرتبطة بالغرب و النظر للموضوع من هذه الزاوية إنّما هو تضييق لواسع العلوم و التى ساهم فى وجودها كل البشر لا الغرب وحده رغم ما أضافه لها الغرب من تطوّر و لذا فانا بصدد الدعوة إلى الإستفادة من هذه المناهج العلمية لتطبيقها على علوم الدين و بذهنى انّ بعض المناهج العلمية يطلق عليها اسم العلم فقط و هى فى كثير من الاحيان ترتبط بالإفتراضات و الإستنباط و لكن هذا لا يمنع انّ هناك مناهج بحث تمّت تجربتها و حصلنا من خلالها إلى نتائج معتمدة فى معرفتنا المعاصرة .

    ادعوك لتجاوز المصطلحات و الدخول لصلب الموضوع إنطلاقًا من النقاط التى أثارها البوست و لو أردنا أن نحصر أنفسنا فى تعريف الحداثة و السلفية فعلينا أن نعود إلى الوراء قرون لنبحث ماذا يعنى علماء الدين بعبارتهم السّلف الصالح و تلك محطّة انا لست مستعدًّا للرجوع إليها و يكفينى ما طرحته من أسئلة و قضايا ارى أنّها موضوع بوستى و إن تغيّر الاسم و العنوان فستظل هذه الرؤية التى أطرحها للنقاش هى صلب الموضوع الذى أعرضه للنقاش لا المصطلحات التى وردت فى عنوان البوست او فى داخله و التى بلا شك سوف تزداد كلّما اقتضى النقاش إضافة المزيد .
                  

05-17-2013, 05:33 PM

وليد زمبركس

تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: وليد زمبركس)

    من الأمثلة على الروح التبريرية التى تتقمّص بعض علماء المسلمين و التى تنافى روح البحث العلمى و إن ارتبطت تلك الآراء بالعلوم الإسلامية و التى يفترض انّها علوم لا تبريرات . من أمثلة ما ذهبت إليه من حديث عن باب التعارض والترجيح ، ذلك الخلاف حول كشف فخذ الرجل فهل هى عورة أم لا ، فقد ورد فى حديث أنّها عورة وفى حديث آخر أنّها غير عورة وكلاهما مسند ، ثم اجتهد العلماء فى ذلك بالشرح والتفصيل ووصلوا إلى أنّ الفخذ نفسه ليس عورة ولكن يكون عورة بالمجاورة وذلك بمجاورته للعورة المغلّظة بحسب وصفهم ، وقد أعطى أحد الشيوخ مثال لتقريب ذلك وذكر أنّ الماء من خواصه البرودة والنّار من خواصها الإحراق ولكن إذا وضعنا الماء بجوار النّار سيكون الماء حارقًا وذلك بسبب المجاورة.

    هل هذا حكم فقهى علمى ام هو استعراض لمهارات الخطابة و المقدرة على التبرير؟ .

    لهذا فنحن بصدد مراجعة كل التراث الإسلامى و إخضاعه لقراءة حديثة تنطلق من مناهج البحث العلمى الحديث لأن مثل تلك الآراء و إن كنّا نحترمها و لكنّها لا تعبّر عن روح البحث العلمى التى نعرفها و إن سمّيت بالعلوم ، و لا اعتراض لى على أنّها كانت قفزة علمية عالية فى ذلك الزمن و لكن أن تتجاوز زمنها لتحكم كل الازمان فذلك ما يحتاج إلى مراجعة .
    بالطبع انا أنادى بقراءة جديدة للتراث الإسلامى بل أنادى بتفكيك علم مصطلح الحديث لمجموعة علوم متخصصة و ذلك إنطلاقًا من المعلومات التى جمعها السابقون و بلا شك انّ ذلك اعتراف منى بموضوعية مناهجهم فى البحث و التوثيق و التى يلزمنا أن نبنى عليها لا أن نهدمها كما يتصوّر البعض و طالما أنّ تلك القواعد التى بنيت عليها تلك الاحكام قواعد من صياغة البشر و طالما أنّنا نمتلك من ادوات البحث العلمى ما يتفوّق على تلك القواعد فلماذا نترك ما بين أيدينا و نتعلّق بتلك القواعد التى بإمكاننا امتلاك أفضل منها و بلا شك أنّ استخدام مناهج بحث جديدة سينتج عنه شروحات و تفاسير جديدة ، و البحث الأركيولوجى فى عصرنا الحاضر يقوم بحفريات فى ملايين السنين فكيف يعجز أن يقوم ببحث هذه الألف و أربعمائة سنة التى تمثّل تاريخ الإسلام ، هذا غير دور الكمبيوتر و مناهج البحث الرياضى و الإحصائي و دراسات اللغة و الصوتيات و الانثروبولوجيا و علم الاجتاع و العلوم الاخرى التى بإمكانها إضافة المزيد من القراءات المعاصر للتراث الإسلامى هذا بالإضافة الى دراسة الحالة و المقارنات و الاستقراء و غيرها من وسائل و أدوات البحث العلمى الحديث التى يمكن الاستفادة منها فى الوصول للمزيد من القراءات .
                  

05-17-2013, 05:38 PM

علي دفع الله
<aعلي دفع الله
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 4740

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: وليد زمبركس)

    الزميل الجميل وليد ازيك يا اخي

    بالجد كلام جميل جدير بالمتابعة ،،

    ------------
    تحياتي
                  

05-17-2013, 06:21 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: علي دفع الله)

    Quote: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل


    وليد كيفنك

    موضوع جميل يستحق النقاش .. فقط دعنى اشرح بعض الشئ عن السلفية :

    السلفية : تيار اسلامى سنى ومدرسة فكرية وفلسلفية تدعوا الى فهم الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم اجمعين ..
    ومن فصال السلفية : التنظيم الاكبر الوهابية .. الفصائل : انصار السنة - تنظيم الجهاد - الكتاب والسنة - السرورية - القاعدة الخ ......

    والغريب فى الامر هناك من يقومون باضافة تنظيم الاخوان المسلمين الى قائمة السلفية وهذا خطأ بيّن .. لان مدرسة الاخوان المسلمين
    مدرسة مغايرة للمدرسة السلفية ( وبينهما عـــــــداوات معروفة ومشهورة )

    لو وسعت العنوان شوية وجعلته مثلا ( بين الاسلاميين والحداثة )

    وعلى العموم متابعين
                  

05-17-2013, 06:46 PM

وليد زمبركس

تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: علاء سيداحمد)

    Quote: موضوع جميل يستحق النقاش .. فقط دعنى اشرح بعض الشئ عن السلفية :

    السلفية : تيار اسلامى سنى ومدرسة فكرية وفلسلفية تدعوا الى فهم الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم اجمعين ..
    ومن فصال السلفية : التنظيم الاكبر الوهابية .. الفصائل : انصار السنة - تنظيم الجهاد - الكتاب والسنة - السرورية - القاعدة الخ ......

    والغريب فى الامر هناك من يقومون باضافة تنظيم الاخوان المسلمين الى قائمة السلفية وهذا خطأ بيّن .. لان مدرسة الاخوان المسلمين
    مدرسة مغايرة للمدرسة السلفية ( وبينهما عـــــــداوات معروفة ومشهورة )

    لو وسعت العنوان شوية وجعلته مثلا ( بين الاسلاميين والحداثة )

    وعلى العموم متابعين


    علاء سيد احمد كيفك
    لا يمكن مخاطبة جميع الإسلاميين بوضعهم فى مسمّى واحد كما أنّ إسم إسلاميين نفسه أعتبره أحد إحتيالات الحركة الإسلامية و محاولاتها الإستيلاء على الدين و ذلك من خلال التعمّد على ربط اسمها باسم الدين حتى يكون الرّافض لها و الرّافض للدين سواء و بالتالى تجد الحركة نفسها بمأمن من النّقد و كشف سوءاتها التى لا تختلف عن سوءات الآخرين فى شئ سوى أنّها مغطّاة بهالة الدين ، فالحركة الإسلامية حركة سياسية تتخذ من قدسية الدين ساترًا يقيها ضربات الآخرين هذا غير استخدامها لتلك القداسة كمظلّة توعد بها المواطن بخلاصه من النّار إذا دعم خط الحركة ، و لا يخرج الامر فى مجمله بالنسبة لى سوي أنه مكر و دهاء سياسي يعرف كيف يوجّه الدّين لصالح أجندة شخصية لا غير . لذا أرى أن يركّز المتداخلين على موضوع البوست لا عنوانه و الذى و إن تغيّر سوف لن يغيّر شيئًا فيما طرحته من آراء .
                  

05-17-2013, 06:33 PM

وليد زمبركس

تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: علي دفع الله)

    Quote: الزميل الجميل وليد ازيك يا اخي

    بالجد كلام جميل جدير بالمتابعة ،،

    ------------
    تحياتي


    أبو على أخبارك
    أسعدتنى كثيرًا متابعتك للبوست
    ياخ انت بتختفى وين لا ظاهر فى الفيس بوك و لا حتى المنابر
                  

05-17-2013, 07:16 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: وليد زمبركس)

    الأخ: صلاح فقيري
    تحيِّاتي وأشكركَ على الرد

    بالتأكيد لا يجوز لي أخذ البوست وموضوعه إلى غير ما أراد له صاحبه، لهذا سوف أختصر في الرد والتعقيب على مُداخلتك.

    تقول: "وبالتالي فالحديث متعلّق بالحالة النفسية الداخلية، فيما وراء الالتزام بالنص الصريح الذي يحلّ شيئاً أو يحرمه"(انتهى الاقتباس)
    وأنا ما قصدتُ غير ذلك، وكما تعلم فإنَّ آيات القرآن نوعان: محكمة ومُتشابهة، وإذا صرفنا أنظارنا عن المُحكم باعتبار كونه مما لا خلاف حول معناه وحكمه، وإذا صرفنا النظر، كذلك، عن المُتشابه من الآيات التي لا تحتوي حُكمًا، كما في قوله {فراغ عليهم ضربًا باليمين} والسؤال عن المُراد من معنى اليمين، هل هو اليد اليمنى مُستثنيًا بذلك اليد اليُسرى، أم المقصود به الإشارة إلى البر بقسم إبراهيم "يمينه" التي أتت الإشارة إليه في آية سابقة في قوله {وتالله لأكيدن لأصنامكم بعد أن تولوا مدبرين} فكأنَّ الآية تقول: "فراغ إبراهيم على الأصنام ضربًا برًا بقسمه أو بيمينه" أو كان المقصود باليمين القوة والشِّدة أي فراغ عليهم ضربًا قويًا لأنَّ اليمين قد يُراد به القوة على اعتبار أنَّ اليد اليُمنى، غالبًا، أقوى من اليُسرى في البطش. فسواءٌ كان المعنى هو ذاك أم ذلك، فهذا مما لا يُقدِّم أو يُؤخر في شيء، لأنَّه لا يتعلق بأمر تشريعي أو حكم شرعي. فإنَّنا سوف نجد أنفسنا أمام الآيات المُتشابهة التي تتناول حُكمًا شرعيًا، وكان هنالك اختلاف بين العلماء والفقهاء حول حُكمها، فإنَّ الواجب على المُسلم أن يستفيت هواه (قلبه) ويذهب إلى ما تميل إليه نفسه، حتى وإن أفتاه الناس، فطالما أنَّ قلبه غير مُرتاح إلى هذا الحكم فهو مأمور باتباع هوى نفسه أنَّى ارتاحت مال إلى ما ارتاحت إليه، وهو ما يتنافى مع قولك: "والحق لا يكمن فيما تهواه الأنفس وتميل إليه الظنون" ورغم أنَّي، بصورةٍ شخصية، مُقتنع بأنَّ الحقيقة مُستقلة تمامًا عن تصوراتنا عنها، ولكننا هنا أمام حديث نبوي واضح يُمكن تطبيقه على آيات الحكم المُتشابهة والمُختلف عليها من قِبل العلماء؛ لاسيما إذا عرفنا أنَّ تأويل الآيات المُتشابهة هو مما لا يقع بدليل قوله {وما يعلم تأويله إلَّا الله} والآية هنا تتكلَّم عن المُتشابهات في القرآن، ولذا نقرأ في بداية الآية {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات} فطالما أنَّ هنالك آيات مُتشابهات لا يعلم تأويلها إلَّا الله فإنَّ الواجب على المُسلم أن يستفيتَ قلبه، ويتبع هواه وظنَّه، ولن يكون مُساءلًا إن هو طبَّق حديث الرسول فيما يختص بهذا الأمر تحديدًا.

    محبتي لك
                  

05-17-2013, 07:54 PM

ahmedona
<aahmedona
تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 6562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: هشام آدم)

    أخ وليد زمبركس -- بإمكاننا التعرف على الحداثه ومنطلقاتها :
    المعنى اللغوي للحداثة " نقيض القديم "

    تعريف ماركس وإميل دور كايم، وماكس فيبر:
    " تجسد صورة نسق اجتماعي متكامل، وملامح نسق صناعي منظم وآمن وكلاهما يقوم على أساس العقلانية في مختلف المستويات والاتجاهات"

    وتعريف "جيدن":
    " تتمثل في نسق من الانقطاعات التاريخية عن المراحل السابقة حيث تهيمن التقاليد والعقائد ذات الطابع الشمولي الكنسي"

    وتعريف الفيلسوف الألماني كانت :
    " الأنوار أن يخرج الإنسان من حالة الوصاية التي تتمثل في استخدام فكره دون توجيه من غيره"

    ويؤكد أبو الحداثه الفيلسوف الألماني كانت :
    " في كل أعماله أن شرط التنوير والحداثة هو الحرية.... بمعنى أن العقل يجب أن يتحرر من سلطة المقدس ورجال الكهنوت والكنيسة وأصنام العقل"

    وتعريف رولان بارت للحداثة:
    "انفجار معرفي لم يتوصل الإنسان المعاصر إلى السيطرة عليه"

    ويصف جوس أورتيكا كاسيت - الحداثة قائلا:
    "إن الحداثة هدم تقدمي لكل القيم الإنسانية التي كانت سائدة في الأدب الرومانسي والطبيعي، وأنها لا تعيد صياغة الشكل فقط بل تأخذ الفن إلى ظلمات الفوضى واليأس"

    والحداثة عند(تورين) كما في كتابه نقد الحداثة :
    " تستبدل فكرة الله بفكرة العلم، وتقصر الاعتقادات الدينية على الحياة الخاصة بكل فرد"

    -------------
    أما تعريفات الحداثيين العرب :
    تعريفات أدونيس :
    "هي الصراع بين النظام القائم على السلفية، والرغبة العاملة لتغيير هذا النظام"
    " لا يمكن أن تنهض الحياة العربية، ويبدع الإنسان العربي إذا لم تنهدم البنية التقليدية السائدة للفكر العربي، ويتخلص من المبنى الديني التقليدي الاتباعي"
    تعريف جابر عصفور :
    "البحث المستمر للتعريف على أسرار الكون من خلال التعمق في اكتشاف الطبيعة والسيطرة عليها وتطوير المعرفة بها، ومن ثم الارتقاء الدائم بموضع الإنسان من الأرض، أما سياسيا واجتماعيا فالحداثة تعني الصياغة المتجددة للمبادئ والأنظمة التي تنتقل بعلاقات المجتمع من مستوى الضرورة إلى الحرية، من الاستغلال إلى العدالة، ومن التبعية إلى الاستقلال و ومن الاستهلاك إلى الإنتاج، ومن سطوة القبيلة أو العائلة أوالطائفة إلى الدولة الحديثة ومن الدولة التسلطية إلى الديمقراطية"
    " تعني الحداثة الإبداع الذي هو نقيض الاتباع، والعقل الذي هو نقيض النقل".

    وتعريف كمال أبو أديب :
    " وعي الزمن بوصفه حركة تغيير... والحداثة اختراق لهذا السلام مع النفس ومع العالم، وطرح للأسئلة القلقة التي لا تطمح إلى الحصول على إجابات نهائية، بقدر ما يفتنها قلق التساؤل وحمى البحث، والحداثة جرثومة الاكتناه الدائب القلق المتوتر، إنها حمى الانفتاح
    "

    ----------------
    وخليك واضح وجري يا وليد زمبركس وقول أن الحداثة ضد الدين والتراث وكل شئ قديم ؟؟؟؟
    أليس كذلك .....
                  

05-17-2013, 08:24 PM

وليد زمبركس

تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: ahmedona)

    Quote: وخليك واضح وجري يا وليد زمبركس وقول أن الحداثة ضد الدين والتراث وكل شئ قديم ؟؟؟؟
    أليس كذلك .....


    الأخ ahmedona تحياتي
    ما يهمّنى من مداخلتك الطويلة التى كتبتها فقط هذا الجزء الذى اقتبسته لك و ارجو ان لا يكون مخلًا بما ترمى إليه .

    أنا لا يهمنى راى كل الذين إستشهدت بهم لأنّى لم أفتح هذا البوست للوصول إلى معنى الحداثة كما أنّى لست بانتظار أن تاتى انت و تشرح لى معنى الحداثة و تختزله لى فى أنّ الحداثة ضد الدين ، و عندما أريد ان اقرأ عن الحداثة أعرف أين أجد مصادر ترفدنى بمعرفة ترضى طموحى .

    أرجو أن تتجاوز هذه المحطة غير المجدية فى النقاش كما أرجو انا تناقشني فى اطار ما أطرح من آراء لأنى لست مسئولًا عن رأى أحد من منظرى الحداثة كما انّى لست مسئولًا عن ما توصّلت اليه أنت من فهم لما قرأته لمنظرى الحداثة و كذلك فانا لست ملزمًا بشرح رؤيتى للحداثة فالرسول صلى الله عليه و سلم نفسه فى أحيان كثيرة لم يكن يشرح أحاديثه ممّا فتح باب الخلاف حولها فلماذا تريدنى ان أشرح كل ما جاء بهذا البوست ابتداءً من العنوان ، يا أخى بهذا المنبر أناس كتبوا عناوين لبوستات و معها سطر واحد و مع ذلك لم يسألهم أحد أن يشرحوا عناوينهم و التى قد تكون اطول ممّا بداخل البوست فلماذا تلاحقنى بشرح العنوان و تحديد رؤيتى له ، ما عليك يا أخى إلّا أن تفهم ما تفهمه من العنوان و من كل ما جاء بالبوست و تناقش على أساسه ذلك الفهم و كل الامر مربوط بما يفهم الانسان و ليس بما يشرحه له الآخرون و حتى إن شرحت لك ماذا أعنى بالحداثة و ماذا اعنى بالسلفية فالأمر فى نهايته مرهون بما تفهمه أنت من ذلك الشرح فرجاء وفّر على نفسك و علىّ جهد الدخول فى جدل لفظى لا يثرى الحوار .

    ناقشنى فى إطار ما أكتب و لست مسئولًا عن تعريف الاخرين للحداثة كما أنّى لست ضد الدين الاسلامى أو اىّ دين و قد ذكرت لك من قبل أنه بإمكانك ان تسقط كلمتى الحداثة و السلفية الواردتان فى عنوان البوست و أقول لك الان يا أخى بإمكانك تجاوز العنوان تمامًا و نقاش ما هو بداخل البوست .
    لقد تعبت انا من الرّد على الأسئلة حول عناوين البوستات التى أكتبها فى هذا المنبر رغم انّ بعضها كتبته فى منابر أخرى و لم اواجه بهكذا سؤال .

    هل هذا منطق ! أن يترك الشخص أطروحة البوست و يصر لافتراع نقاش جانبي حول العنوان ، يا أخى هذا البوست بدون عنوان و لو أن بامكانى كتابة بوستات بلا عناوين لسعيت لذلك منذ اليوم تفاديًا لمثل هذا الحوار .

    التعديل بسبب أخطاء طباعة و صياغة

    (عدل بواسطة وليد زمبركس on 05-18-2013, 02:24 AM)

                  

05-17-2013, 11:08 PM

انصاف ابراهيم عبدالعزيز
<aانصاف ابراهيم عبدالعزيز
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 466

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: وليد زمبركس)

    محمد بن سعيد الشامى المعروف بالمصلوب ترك وراءه الكثير من الاسئلة التى لم تجد إجابة إلى يومنا هذا و قد ذكر بعض علماء المسلمين أنّ الرجل ورد أثره باكثر من مائة اسم فهل تمّت معالجة ذلك جميعه لضمان عدم إختلاط أحاديثه التى وضعها بالأحاديث الاخرى ، هذا الجانب ليس هو الجانب الوحيد الذى يحتاج للمزيد من البحث و قد يكون هو الجانب الاسهل لأنّ علماء المسلمين أعملوا فيه جهد كبير للوصول لرؤية واضحة تصل إلى الكثير من الاحاديث الموضوعة و لكن هناك جانب أراه اكثر أهميّة و هو تلك الستمائة ألف حديث صحيح التى صنّفها الإمام البخارى و التى لم ينشر فى صحيحه منها إلّا بضعة آلاف لا تتجاوز الثمانية آلاف أى بما يقل عن 1.5 بالمائة من جملة الاحاديث الصحيحة التى جمعها ، فأين ذهب باقى الاحاديث .
    ....................................................................................................................................................................

    سيظل السؤال عالقا الى يوم يبعثون
    ليس المصلوب وحده حريق المكتبات الاسلامية .. النسخ الذى تم بعد ذلك الحريق .. الكثير من الاسئلة ولا مجيب .
                  

05-18-2013, 03:04 PM

وليد زمبركس

تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: انصاف ابراهيم عبدالعزيز)

    Quote: سيظل السؤال عالقا الى يوم يبعثون
    ليس المصلوب وحده حريق المكتبات الاسلامية .. النسخ الذى تم بعد ذلك الحريق .. الكثير من الاسئلة ولا مجيب .


    تحياتي إنصاف

    ما تعرّضت له المكتبة الإسلامية فى بغداد من دمار بعد دخول المغول كان أثره كبير على التراث الإسلامى لأن أعداد كبيرة من الكتب قد فقدت و تلك فترة لم تجد نصيبها من البحث و التحقيق.
    الانترنت قد غيّر واقع المعرفة فى الدول الاسلامية لأنه أتاح عرض الكثير من الكتب الاسلامية و الفتاوى على صفحاته و بالتالى وجدت السلفية نفسها فى مواجهة الكثير من الانتقادات المأخوذة من كتب الدين نفسها و التى لم تكن من قبل متاحة لغير المهتمين بالشئون السلفية أو كان يتم تداولها فى إطار ضيّق بين مجموعات قليلة من الناس نسبة لغلاء أسعارها أو ندرتها و سوف يخلق هذا الوضع الجديد إلى واقع يؤدّى إلى توازن معرفى إذ لم يكن المسجد و الخلاوى و المدارس المصادر الوحيدة لنيل المعرفة الدينية بل صارت أمّهات الكتب الإسلامية فى متناول الجميع مما يفتح المزيد من أبواب الحوار حول التراث الإسلامى و يخضعه للمساءلة و المقارنات و التى ستفتح بدورها مسارات جديدة لفهم الدين .
                  

05-18-2013, 04:21 PM

احمد سيد احمد
<aاحمد سيد احمد
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 1257

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: انصاف ابراهيم عبدالعزيز)

    السلام عليكم الاخ وليد والضيوف الكرام
    انا من الناحية العامة متعاطف مع المنهج السلفي لكنني لست ملتزما ولست عالما او طالب علم انما لي بعض الاطلاع على هذا المنهج فتقبلوا مشاركتي هذه

    Quote:

    كمدخل لهذا الحوار رأيت ان أطرح بعض الأسئلة على أصدقائي السلفيين و أتمنّى ان أجد لها إجابات شافِيَة .


    أولًا : هل لعلماء اليوم أن يعدّلوا فى شروط التدليس وشروط المقبول والمردود بإستخدام طرق البحث الحديثة علمًا بأنّ طرق البحث الآن قد تطوّرت كثيرًا عن زمن البخارى ومسلم.

    اعتقد ان علوم الشريعة استقرت منذ قرون ولا مكان لاضافة جديد عليها لان الاولين لم يتركوا للاخرين شيء يضيفونه الا الاجتهاد في ما وضعوه لهم من قواعد


    ثانيًا : إذا لم يكن لعلماء اليوم حق فى تعديل سند الأحاديث فبماذا تبرّرون تصحيح الشيخ الألبانى لبعض الأحاديث ومن الذى أعطاه هذا الحق وحرم منه الآخرون.

    الشيخ الالباني صحح بعض الاحاديث اعتمادا على اجتهاده ودراسته لعلم الحديث وعلم الرجال..فمثلا احد الاحاديث قال عنه بعض العلماء انه ضعيف لان في اسناده فلان الفلاني وهو غير ثقة ..اها طبعا فلان الغير ثقة دا احتمال في بعض علماء الرجال وثّقوه او قوّوه, فمثلا يقال ان الامام ابن حبان يتساهل في توثيق الرجال...اها مثلا لو العلماء ضعفوا حديث معين لان في اسناده احد المجهولين وجا الالباني صحح هذا الحديث فربما يكون اعتمد على توثيق ابن حبان لهذا المجهول وكانت علة الاسناد فقط تكمن في هذا الراوي الضعيف واعتمد الالباني على توثيق بن حبان وصحح الحديث اعتمادا على ذلك...بينما يرى بقية العلماء الذين ضعفوا ذلك الحديث ان توثيق ابن حبان لا يعتمد عليه لانه يتساهل في التوثيق....فالمسالة تقديرية والالباني يعتمد على اقوال المتقدمين وكذلك الاخرون يعتمدون على اقوال المتقدمين...ولكن لم يخترع الالباني قواعد جديدة لعلم الحديث والرجال...فهو ان شاء الله يدور بين الاجر والاجرين...والاولين لم يتركوا للمتاخرين شيء حتى يضيفوهو لعلم الحديث والرجال وقد استقر هذا العلم بصورته الحالية منذ قرون واقره الاغلبية من العلماء ...والاضافة والاجتهاد يمكن بادخال مثلا الحاسوب لحفظ قاعدة بيانات الرواة واقوال علماء الجرح والتعديل فيهم وهكذا...لكن لا يعني ان نهدم هذا العلم بحجة الاجتهاد.


    ثالثًا : هل يقبل حديث من كذب على النّاس ولم يكذب على رسول الله

    الله اعلم ...ليس عندي علم في هذه النقطة


    رابعًا : هل كل حديث صحيح من حيث السند يجوز العمل به من حيث الفقه

    في علم يسمى علم علل الحديث (ويعد الامام الدارقطني من اشهر علماء العلل وله مؤلفات فيه) وهذا العلم يختص بالعلل الخفية للاحاديث غير الاسناد وربما ينتقد بعض علماء علل الحديث احد الاحاديث لإضطراب متنه مع ان اسناده صحيح عندهم..ويضعفون هذا الحديث من خلال متنه...فمثلا في حديث "(إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه)) قال بعض العلماء انه مضطرب المتن لان الابل يضع ركبتيه قبل يديه...والاضطراب فيي السند او المتن يعد من ما يجعل الحديث ضعيفا او في حكم الضعيف بحيث يجعل الاستدلال به غير قوي


    خامسًا : هل استثناء الرسول صلى الله عليه وسلّم لأبي بكر الصدّيق عليه رضوان الله من حديث إسبال الإزار هو حالة خاصة بأبي بكر أم يمكن القياس عليه بأنّ المقصود هو إسبال الإزار بطرًا وليس إسبال الإزار بصورة مطلقة.



    قرأت قبل زمن فتوى مفصلة في هذا الصدد هاك نصها:

    العنوان الإسبال بدون خيلاء
    المجيب سليمان بن عبدالله الماجد
    رقم السؤال 149136
    التاريخ الثلاثاء 12 صفر 1429 الموافق 19 فبراير 2008

    السؤال

    شيخنا الفاضل.. هل تنطبق قاعدة (حمل المطلق على المقيَّد) على النصوص الواردة في النهي عن الإسبال، فيحرم منه ما كان على وجه الخيلاء دون غيره؟ أم أنه من اختلاف الحكم والسبب؟

    الجواب

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
    قيل: بحمل هذا على اختلاف الحكم باختلاف السبب؛ فمن أسبله فله النار؛ لحديث: "ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار"، ومن فعل ذلك خيلاء فلا ينظر الله إليه ولا يزكيه؛ للحديث الآخر، وقيل: بحمل المطلق على المقيد؛ فلا يحرم إلا على من أراد الخيلاء، والأقرب: هو حمل المطلق على المقيد، وهي إحدى الروايتين عن أحمد، وقول جماهير العلماء، وجمع من المحققين منهم ابن تيمية والصنعاني والشوكاني، ووجهه: أن قيد الخيلاء معتبر، ولم يورد في الحديث إلا لمعنى، واعتبر الفقهاء التقييد بالوصف في مثل هذه الأحوال؛ كوصف السائمة في زكاة المواشي، وغيره من الأوصاف كثير، وهذه هي دلالة مفهوم المخالفة التي يقول بها جماهير الفقهاء والأصوليين، وعند التأمل لا تجد أن هناك عقوبتين مختلفتين حتى نجمع بتعدد الأسباب؛ فعقوبتا صرف النظر والنار عقوبة واحدة جنساً لعمل واحد هو الإسبال خيلاء، ومما يؤكد ذلك أنه صلى الله عليه وسلم ذكر عقوبة النار لمن جره خيلاء في قوله: "من وطئ على إزار خيلاء وطئه في النار" رواه أحمد من حديث هُبيب بن مغفل، وهو صحيح؛ ما يعني أنهما عقوبتان لعمل واحد، ثم إن العقوبتين متلازمتان؛ فمن دخل النار لم ينظر الله إليه، ومن صُرف عنه نظر الباري سبحانه دخل النار، وإنما نُوعت لمزيد الزجر والوعيد. ويُقال من وجه آخر: جاءت عقوبة ثالثة في قوله صلى الله عليه وسلم: "من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام" رواه أبو داود، وهو صحيح؛ فهل نبحث عن سبب آخر يناسب هذه العقوبة؟
    وقد تأيد هذا بالهدي العملي له صلى الله عليه وسلم حين قال لأبي بكر رضي الله عنه: "إنك لست ممن يفعله خيلاء"، ولا يمكن أن يُوجَّه هذا بكونه خاصاً بأبي بكر رضي الله عنه، ولا لأن الإسبال كان عارضاً وأنه يتعاهده؛ فالخصوصية تحتاج إلى دليل، أما التوجيه بكون استرخاء الإزار عارضاً؛ ففيه نظر؛ لأن المناسب للحال أن يقول: لا حرج عليك؛ لكونه استرخاءً عارضاً، وأنت تتعاهده، ولهذا لم يعدل صلى الله عليه وسلم عن ذكر هذين السببين إلى ذكر وصف الخيلاء إلا لإرادة ما دل عليه اللفظ من مفهوم، وأنه علة يدور معها الحكم وجوداً وعدماً، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ليرضى لأبي بكر بالنار اكتفاء ببقاء نظر الله تعالى له. فإن قيل: ما سبب إطلاق العقوبة من قيد الخيلاء في نصوص كثيرة؟ يقال: أجاب عن ذلك الإمام ابن تيمية رحمه الله بقوله: (.. لأن الإسبال مَظِنَّة الخيلاء فكُرِه؛ كما كُرِهت مظان سائر المحرمات).
    ولهذا فإن الأرجح دليلاً وتعليلاً أنه يُحرم من الإسبال ما كان لخيلاء، ولا يحرم ما كان لغير ذلك، وهو قول الجمهور كما تقدم.
    وليس المقصود من هذا هو مجرد التسهيل، ولا أن نبادىء الناس بذكر ذلك، ولكنها موقظة لطالب العلم المتخصص أن يجعل الأمر في نصابه، بأن يوطن نفسه على أن المسألة اجتهادية يسيرة من حيث دلالة النصوص؛ فلا يُقسم الخلق بناء عليها إلى صالح وطالح، ولا إلى تقي وشقي، وأن يعلم أنه يحصل بجعل القضية معيار الالتزام أو عدمه، وتفرقة الناس بناء على القول فيها أو العمل يحصل من المفسدة أضعاف ما نرجو من مصلحة حمل الناس على ما نراه راجحاً، قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في نحو هذا المعنى في (مجموع الفتاوى) (35/74): (.. ما يكرهون في الجماعة خير مما يجمعون من الفرقة). والله أعلم



    سادسًا : هناك حديث فى صحيح البخارى تحدّث عن خطبة خطبها أمير المؤمنين عمر رضى الله عنه أوضح فيها أنّ الرّجم هو حد من حدود الله ونزل فيه قرآن فأين تلك الآية ولماذا لم تظهر على رسم المصحف ومن الذى ألغى رسمها وهى من كلام الله وهل هذا ما يقصد به النّسخ فى القرآن.

    النسخ في القران على نوعين ...نسخ الحكم وبقاء التلاوة ونسخ التلاوة وبقاء الحكم وآية الرجم نُسخت تلاوةً وبقيت حكماً...


    سابعًا : حديث جابر رضى الله عنه عن المرأة سفعاء الخدّين ألا يمكن أن يثبت به جواز كشف وجه المرأة فى الإسلام.

    الشيخ الالباني له كتاب كامل اسمه جلباب المراة المسلمة اثبت فيه ان كشف الوجه والكفين لاشيء فية ولا يجب تغطيتهما واورد حجج قوية جدا من ضمنها هذا الحديث واحاديث اخرى كثيرة...كذلك الشيخ ابو شقة في كتابه المشهور "تحرير المراة في عصر الرسالة" فقد اورد عشرات الاحاديث من البخاري ومسلم تبين مشاركة المراة للرجال في العهد النبوي وفيها احاديث كتيرة يمكن الاستدلال بها على كشف الوجه...وهذا امر اجتهادي وكل فريق له ادلته


    ثامنًا : ما هو دور الجماعات السلفيّة فى إستخلاص العلوم من القرآن ، وأضع هنا حديث ماء الرجل وماء المرأة نموذجًا ، فماذا فعل السلفيون لتوضيح هذه الحقيقة لأهل العلم حتى يدعموا بها جانب الدّين ويثبتوا معجزاته.

    مقصرين في ذلك فعلا


    تاسعًا : بالرجوع إلى حديث جابر رضى الله عنه عن المرأة سفعاء الخدين ألا يصلح هذا الحديث لحسم الجدل حول الحجاب والنقاب ، فلماذا لا نعمل عقولنا لحسم الأمر بالإستعانة بهذا الحديث فإذا افترضنا أنّ تلك المرأة كشفت وجهها فقط أمام الرسول صلى الله عليه وسلم وأمام جابر رضى الله عنه وإذا أثبتنا أنّ أحدهما ليس من محارمها وأنّ هذا الأمر حدث بعد نزول آية الحجاب ألا يكون ذلك إيضاحًا كافيًا لأمر الجدل حول إلزاميّة النّقاب من عدم إلزاميته.

    ناس طارق السويدان وعصام البشير وناس الوسطية كلهم بقولوا من زمان انو تغطية الوجه والكفين غير واجبة واعتمدوا على الحديث دا واحاديث اخرى والموضوع تم بحثه منذ قديم...

                  

05-18-2013, 05:32 PM

وليد زمبركس

تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: احمد سيد احمد)

    Quote: السلام عليكم الاخ وليد والضيوف الكرام
    انا من الناحية العامة متعاطف مع المنهج السلفي لكنني لست ملتزما ولست عالما او طالب علم انما لي بعض الاطلاع على هذا المنهج فتقبلوا مشاركتي هذه


    و عليكم السلام و رحمة الله أخ أحمد سيد احمد و مرحب بك و بمداخلاتك فالخلاف ليس حول الأفراد و ما يعتقدون بقدر ما هو خلاف فكرى و الخلاف الفكرى يحل بالحوار من خلال اتاحة الفرصة لكل جانب أن يعبّر عن افكاره بحرية و لك أن تكتب ما تراه و سوف تجد ردًا لا يخرج عن حدود الإحترام أيًا كان حجم الخلاف الفكرى .
    مرحب بك مجددًا و شكرًا لك على المرور الجميل .
                  

05-18-2013, 03:08 AM

Hisham Osman
<aHisham Osman
تاريخ التسجيل: 09-29-2006
مجموع المشاركات: 1210

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: وليد زمبركس)

    Quote:
    في اعتقادي الشخصي؛ فإنَّ أيّ مُحاولة للتجديد في فهم النص، مُتجاوزين بذلك فهم "السلف" هو طعن في مُشرَّع النص نفسه. لماذا؟ لأنَّ المُشرِّع قد خاطب أهل الزمان بلغتهم، وحسب فهمهم، وهم فهموا المقصود من الأمر وطبَّقوه على النحو الصحيح، وعندها تُصبح رغبتنا في تغيير هذا التطبيق واستبداله بتطبيق جديد ومُعاصر، هو طعنٌ مُباشر في الفهم السلفي والذي هو، بطبيعة الحالي، الفهم الصحيح في ذلك الوقت. ولكن هل النص نفسه عابر للزمان والمكان؟ حتى يُمكن القول بأنَّ الفهم قد يتغيَّر بتغيَّر الزمان؟ الحقيقة؛ أنَّ ثبوت الأمر بنصٍ مُحدد يُحد كثيرًا من حرية الأفهام، ويُقيِّده لأنَّ مُطبِّق النص سوف يكون محكومًا بالنص وبالقواعد اللغوية التي تحكم النص، ولن يكون الأمر بسهولة التخلي عن العادات والأعراف والتقاليد القديمة (القوانين غير المكتوبة نصًا) فعادات وتقاليدنا تتغيَّر بسهولة تدريجية؛ لأنَّها غير مكتوبة في شكل نصوص لها قداستها.


    العزيز زمبركس..تحيات زاكيات واعذرنا لانقطاع التواصل..
    تاويل النصوص الدينية-القران والحديث النبوي الشريف يعد من اهم
    اليات الخطاب الديني ان لم يكن اهمها علي الاطلاق, في طرح مفاهيمه وافكاره وتصوراته, لكن التاويل الحقيقي الخلاق, المنتج لدلالة
    النصوص, يتطلب اكتشاف الدلالة من خلال تحليل مستويات
    السياق. لكن الخطاب الديني غالبا يتجاهل بعض هذه المستويات, ان
    لم يتجاهلها جميعا في حمي بحثه عن دلالة محددة مسبقا.ويرتد هذا
    التجاهل في جانب منه الي عدم الوعي بقوانين تشكل النصوص
    اللغوية, كما يرتد في جانب اخر الي اعتبار النصوص الدينية نصوصا
    مفارقة لسواها من النصوص اللغوية مفارقة تامة, كما يرجع احايين
    اخر الي التدليس المتعمد الذي يمليه السعي لالباس المشروع
    السياسي عباءة دينية مقدسة . وسواء كان تجاهل السياق راجعا لتلك
    الاسباب , ام كان راجعا لسواها, فالذي لاشك فيه ان الكشف عن
    ظاهرة اهدار السياق في تاويلات الخطاب الديني, يعد خطوة ضرورية
    لتاسيس وعي علمي بالنصوص الدينية وبدلالاتها التاريخية.هذا هو
    الهم الملح الذي يجب ان يعمل عليه العاملون, انقاذا لوعينا العام من
    الانعزال عن حركة التاريخ والتقوقع داخل اسوار الماضي , والذي مهما
    بلغ بهاؤه وضياؤه فقد مضي وانتهي...
    تحياتي...مع عودة محتملة..
                  

05-18-2013, 04:11 AM

ahmedona
<aahmedona
تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 6562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: Hisham Osman)

    حسناً أخ وليد زمبركس -- طول بالك شويه وخلي نفسك بارد لمداخلاتي طالما أنك طرحت موضوع نقدي بإمتياز للسلفية وعليك تحمل الرأي الأخر مهما كان .......
    أولاُ : كل ما أتيت به من شبهات قديمة ( نقلتها وأنت تنشد الحداثة ) ووقعت في فداحة ما كنت تجتهد في طرحه بمنظور حداثي .....
    Quote: أولا : هل لعلماء اليوم أن يعدّلوا فى شروط التدليس وشروط المقبول والمردود بإستخدام طرق البحث الحديثة علمًا بأنّ طرق البحث الآن قد تطوّرت كثيرًا عن زمن البخارى ومسلم

    الشبهة :انتقاد أحاديث ورجال الصحيحين البخاري ومسلم بالنقض بأن فيهما أحاديث لا تصح وبعضها أمارة الوضع بادية عليه ، أضف إلى ذلك التناقض والتعارض بين بعض أحاديث الصحيحين مما يصعب معه الجمع بينها ، إضافة إلى أن ثمة عدد هائل من رجالهما قد تكلم فيهم بتضعيف أو تجريح.

    مثال لذلك كتاب أضواء على السنة المحمدية لمحمود أبو رية:
    " إنهم - أي العلماء - أعلوا أحاديث كثيرة مما رواه البخاري و مسلم ، وكذلك نجد في شرح ابن حجر للبخاري و النووي لمسلم استشكالات كثيرة ، وألف عليهما مستخرجات متعددة ، فإذا كان البخاري و مسلم - وهما الصحيحان - كما يسمونها - يحملان كل هذه العلل والانتقادات وقيل فيهما هذا الكلام - دع ما وراء ذلك من تسرب الإسرائيليات إليهما ، وخطأ النقل بالمعنى ، وغير ذلك في روايتهما - فترى ماذا يكون الأمر في غير البخاري و مسلم من كتب الأحاديث "

    كتاب تفسير المنار (محمد رشيد رضا) :” بعد أن عرض الأحاديث المنتقدة على البخاري : " وإذا قرأت ما قاله الحافظ ابن حجر - فيها رأيتها كلها في فن الصناعة ، ولكنك إذا قرأت الشرح نفسه " فتح الباري " ، رأيت له في أحاديث كثيرة إشكالات في معانيها ، أو تعارضها مع غيرها - أكثر مما صرح به الحافظ نفسه - مع محاولة - من الحافظ - الجمع بين المختلفات ، وحل المشكلات بما يرضيك بعضه دون بعض "

    كتاب ضحى الإسلام لأحمد أمين :
    " إن بعض الرجال الذين روى لهم البخاري غير ثقات ، وقد ضعف الحفاظ من رجال البخاري نحو ثمانين ، وفي الواقع هذه مشكلة المشاكل - لأن بعض من ضعف من الرواة لا شك أنه كذاب ، فلا يمكن الاعتماد على قوله ، والبعض الآخر منهم مجهول الحال ، ومن هذا حاله فيشكل الأخذ عنه . . . ومن هؤلاء الأشخاص الذين روى عنهم البخاري وهم غير معلومي الحال عكرمة مولى ابن عباس ويذكر " أحمد أمين "شواهد تاريخية لإثبات كون عكرمة كذاباً ثم يقول : فالبخاري ترجح عنده صدقه فهو يروي له في صحيحه كثيرا . . . . و مسلم ترجح عنده كذبه ، فلم يرو له إلا حديثاً واحداً في الحج ولم يعتمد فيه عليه وحده وإنما ذكره تقوية لحديث آخر "
    كتب أهل العلم في الرد على شبهة التدليس لكتابي البخاري ومسلم :

    في كتاب شرح مسلم يقول النووي رحمه الله :
    " اتفق العلماء رحمهم الله على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخاري و مسلم ، وتلقتهما الأمة بالقبول ، وكتاب البخاري أصحهما وأكثرهما فوائد ومعارف ظاهرة وغامضة "
    ويقول شيخ الإسلام ابن تيميةفي كتاب الفتاوي:
    " فليس تحت أديم السماء كتاب أصح من البخارى و مسلم بعد القرآن "

    الشيخ أحمد شاكر في كتاب مشكلات الاحاديث:
    " وهما أصح الكتب بعد القرآن الكريم ، وهما اللذان لا مطعن في صحة حديث من أحاديثهما عند العارفين من أهل العلم "

    وهذا لا يمنع أن بعض أحاديث الصحيحين كانت محل انتقاد من قبل بعض المحدثين والحفاظ كالدارقطني وغيره .
    ولكن ما هي طبيعة هذا الانتقاد ؟
    وهل يصح أن يجعل من هذا الانتقاد ذريعة للطعن في أحاديثهما جملة ، وإهدار قيمتهما العلمية والشرعية ؟


    يتبع ...............

    (عدل بواسطة ahmedona on 05-18-2013, 04:13 AM)

                  

05-18-2013, 04:39 AM

ahmedona
<aahmedona
تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 6562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: ahmedona)

    Quote: ما هي طبيعة هذا الانتقاد ؟
    وهل يصح أن يجعل من هذا الانتقاد ذريعة للطعن في أحاديثهما جملة ، وإهدار قيمتهما العلمية والشرعية ؟

    تلك الإنتقادات لا تقلل أو تقدح من شأن أصل مواضيع كتابي البخاري ومسلم ولم تكن من باب الطعن فيها بالضعف وعدم الصحة ، وإنما كان من قبل أنها لم تبلغ الدرجة العليا التي اشترطها البخاري ومسلم .
    يقول الإمام النووي في كتابه شرح مسلم :
    " قد استدرك جماعة على البخارى و مسلم أحاديث أخلاَّ بشرطهما فيها ونزلت عن درجة ما التزماه "
    Quote: وأما صحة الحديث في نفسه فلم يخالف أحد فيه ، ومردُّ ذلك إلى اختلاف وجهات النظر في التوثيق والتجريح شأنها شأن المسائل الاجتهادية الأخرى ، وليس بالضرورة أن يكون الصواب فيها مع الناقد بل قد يكون الصواب فيها مع صاحب الصحيح ، يظهر ذلك من خلال سبر الأحاديث المتكلم فيها ، ونقدها على القواعد الدقيقة التي سار عليها أئمة العلم.

    الإمام ابن الصلاح في كتاب هدي الساري :
    Quote: " وأجمعت الأمة على تلقي كتابيهما بالقبول سوى أحرف يسيرة انتقدها بعض الحفاظ كالدارقطني وغيره "

    وقال في مقدمة شرح مسلم له - كما نقله عنه الحافظ ابن حجر :
    Quote: " ما أخذ عليهما يعني على البخاري و مسلم وقدح فيه معتمد من الحفاظ ، فهو مستثنى مما ذكرناه لعدم الإجماع على تلقيه بالقبول "

    ذكر الإمام الحافظ ابن حجر - في مقدمة الفتح :
    Quote: " أن عدد ما انتقد عليهما من الأحاديث المسندة مائتا حديث وعشرة ، اشتركا في اثنين وثلاثين حديثاً ، واختص البخاري بثمانية وسبعين و مسلم بمائة ، وهذه الأحاديث المنتقدة إن كانت مذكورة على سبيل الاستئناس والتقوية ، كالمعلقات والمتابعات والشواهد ، أجيب عن الاعتراض عليهما بأنها ليست من موضوع الكتابين ، فإن موضوعهما المسند المتصل ، ولهذا لم يتعرض الدارقطني في نقده على الصحيحين إلى الأحاديث المعلقة التي لم توصل في موضع آخر ، لعلمه بأنها ليست من موضوع الكتابين ، وإنما ذكرت استئناساً واستشهاداً ، وإن كانت من الأحاديث المسندة ، فإما أن يكون النقد مبنياً على قواعد ضعيفة لبعض المحدثين خالفهم فيها غيرهم فلا يقبل لضعف مبناه ، وإما أن يكون مبنياً على قواعد قوية فحينئذ يكون قد تعارض تصحيحهما أو تصحيح أحدهما مع كلام المعترض ، ولا ريب في تقدمهما في باب التصحيح والتضعيف على غيرهما من أئمة هذا الفن ، فإنهم لا يختلفون أن ابن المديني كان أعلم أقرانه بعلل الحديث ، وعنه أخذ البخاري ذلك ، ومع ذلك فكان ابن المديني إذا بلغه عن البخاري شيء يقول : " ما رأى مثل نفسه " ، وكان محمد بن يحيى الذهلي أعلم أهل عصره بعلل حديث الزهري ، وقد استفاد ذلك منه الشيخان جميعاً ، وقال مسلم : عرضت كتابي على أبي زرعة الرازي فما أشار أن له علة تركته ، فإذا عرف ذلك تبين أنهما لا يخرّجان من الحديث إلا ما لا علة له ، أو له علة غير مؤثرة عندهما"
                  

05-18-2013, 05:02 AM

Hisham Osman
<aHisham Osman
تاريخ التسجيل: 09-29-2006
مجموع المشاركات: 1210

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: ahmedona)

    حدث في تاريخ الثقافة العربية الاسلامية خلاف حول تاويل النصوص
    الدينية وفهمها , وافضت هذه الخلافات الي بزوغ مجموعة من العلوم,
    اتخذت من النص القراني , من حيث ضبط قراءته وفهمه وتاويله, مركز
    انطلاقها الاساسي, نذكر من هذه العلوم,علم اللغة والبلاغة وعلم الكلام,
    فضلا عن الفلسفة وعلم اصول الفقه الذي اختط منهج استنباط
    الاحكام الفقهية من النصوص الدينية, فهو من هذه الزاوية يعتبر
    العلم المؤسس لتعدد اليات قراءة النص الديني والخالق لاشكاليات
    القراءة في ذات الوقت..ولاشكاليات القراءة بعد اخر في تاريخ الاسلام
    الاجتماعي, حيث تم الاستناد الدائم لسلطة النص في خوض معارك
    الخلاف السياسي والفكري والاجتماعي , لقد رفع الامويون المصاحف
    علي اسنة الرماح, وكانت تلك اول صياغة ايدولوجية لمبدا الاحتكام
    للنصوص , وهو ماسمي لاحقا عند المودودي وسيد قطب وما تفرع
    من جماعات اسلامية, سمي بمبدا الحاكمية, وانتقل التعبير عن هذا
    المبدا من فضاء الايدولوجيا الي مجال اللغة العادية في فكر الخوارج
    الذين رفضوا بمبدا التحكيم علي اساس انه لاحكم الا لله, والعجيب ان
    الامام علي في رده علي الخوارج صاغ مبدا مشروعية تعدد قراءة
    النص الديني, وذلك حين قال قولته المشهورة : القران بين دفتي
    المصحف , لاينطق وانما ينطق به الرجال. اذا كان النص لاينطق,
    اي لا يدل , فمعني ذلك ان تعدد مستويات قراءة النص تعد الية
    مهمة ولاغني عنها للكشف عن الدلالات المتجددة للنص, وهنا
    يتبدي مازق السلفية وازمتها المحكمة اذ تصر علي قراءة وحيدة الجانب
    للنص الديني, وهذا غير ممكن, فالنص بنيته ثابته ولكن دلالاته
    متحركة, ولذا دوما يمكن تحريك النص , والعقل السلفي لايقوي
    علي كشف الدلالات المتحركة للنص وعوضا عن ذلك يسعي عبثا
    لتثبيت الحياة والتي قدرها المقدور ان تظل متحركة وصاعدة
    وديناميكية, لذا يهاجر السلفي حتي اخر الزمان الي الماضي, بينما الحياة
    تبقي سهما منطلقا الي المستقبل..صورة كاريكاتورية بحق..
                  

05-18-2013, 10:51 AM

ahmedona
<aahmedona
تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 6562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: Hisham Osman)

    Quote: ثانيًا : إذا لم يكن لعلماء اليوم حق فى تعديل سند الأحاديث فبماذا تبرّرون تصحيح الشيخ الألبانى لبعض الأحاديث ومن الذى أعطاه هذا الحق وحرم منه الآخرون.
    أخ وليد زمبركس --- تساؤلك أعلاه تم طرحه من قبل على أهل العلم وتمت الإجابه عليه ويمكنك مراجعة الإجابة أدناه:
    http://www.ansarsunna.com/vb/showpost.php?p=220427andpostcount=4
                  

05-18-2013, 03:21 PM

احمد سيد احمد
<aاحمد سيد احمد
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 1257

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: ahmedona)

    قال الزميل هشام ادم :
    Quote:

    الأخ: صلاح فقيري
    تحيِّاتي

    "والحق لا يكمن فيما تهواه الأنفس وتميل إليه الظنون"(انتهى الاقتباس)
    أين يُمكن أن يُصنف كلامكَ هذا في مقابل حديث: "استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك"؟


    اسمع رد مختصر من الشيخ محمد الغزالي :


    Quote:
    “إن نبى الإسلام لما قال للسائل عن البر: ` استفت قلبك ` .
    لم يقدم هذا الجواب هدية لمجرم يستبيح الدماء ويغتال الحقوق. وما أكثر الذين تتسع ضمائرهم للكبائر.!!
    إنه ساق هذا الجواب النبيل لرجل يتحرج من الإلمام بصغيرة . رجل سليم الفطرة شفاف الجوهر عاشق للخير . أراد النبى الكريم أن يريحه من عناء التساؤل والاستفتاء . فرده إلى فؤاده يستلهمه الرشد كلما تشابهت أمامه الأمور . ويستريح إلى إجابته وإن أكثر عليه
    المفتون
    هذا الرجل وأمثاله من أصحاب القلوب الكبيرة هم موازين العالم . ومناراته الهادية.”
    ----------------------------------
    محمد الغزالي, جدد حياتك

    (عدل بواسطة احمد سيد احمد on 05-18-2013, 03:25 PM)
    (عدل بواسطة احمد سيد احمد on 05-18-2013, 03:26 PM)

                  

05-18-2013, 05:05 PM

وليد زمبركس

تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: Hisham Osman)

    Quote: حدث في تاريخ الثقافة العربية الاسلامية خلاف حول تاويل النصوص
    الدينية وفهمها , وافضت هذه الخلافات الي بزوغ مجموعة من العلوم,
    اتخذت من النص القراني , من حيث ضبط قراءته وفهمه وتاويله, مركز
    انطلاقها الاساسي, نذكر من هذه العلوم,علم اللغة والبلاغة وعلم الكلام,
    فضلا عن الفلسفة وعلم اصول الفقه الذي اختط منهج استنباط
    الاحكام الفقهية من النصوص الدينية, فهو من هذه الزاوية يعتبر
    العلم المؤسس لتعدد اليات قراءة النص الديني والخالق لاشكاليات
    القراءة في ذات الوقت..ولاشكاليات القراءة بعد اخر في تاريخ الاسلام
    الاجتماعي, حيث تم الاستناد الدائم لسلطة النص في خوض معارك
    الخلاف السياسي والفكري والاجتماعي , لقد رفع الامويون المصاحف
    علي اسنة الرماح, وكانت تلك اول صياغة ايدولوجية لمبدا الاحتكام
    للنصوص , وهو ماسمي لاحقا عند المودودي وسيد قطب وما تفرع
    من جماعات اسلامية, سمي بمبدا الحاكمية, وانتقل التعبير عن هذا
    المبدا من فضاء الايدولوجيا الي مجال اللغة العادية في فكر الخوارج
    الذين رفضوا بمبدا التحكيم علي اساس انه لاحكم الا لله, والعجيب ان
    الامام علي في رده علي الخوارج صاغ مبدا مشروعية تعدد قراءة
    النص الديني, وذلك حين قال قولته المشهورة : القران بين دفتي
    المصحف , لاينطق وانما ينطق به الرجال. اذا كان النص لاينطق,
    اي لا يدل , فمعني ذلك ان تعدد مستويات قراءة النص تعد الية
    مهمة ولاغني عنها للكشف عن الدلالات المتجددة للنص, وهنا
    يتبدي مازق السلفية وازمتها المحكمة اذ تصر علي قراءة وحيدة الجانب
    للنص الديني, وهذا غير ممكن, فالنص بنيته ثابته ولكن دلالاته
    متحركة, ولذا دوما يمكن تحريك النص , والعقل السلفي لايقوي
    علي كشف الدلالات المتحركة للنص وعوضا عن ذلك يسعي عبثا
    لتثبيت الحياة والتي قدرها المقدور ان تظل متحركة وصاعدة
    وديناميكية, لذا يهاجر السلفي حتي اخر الزمان الي الماضي, بينما الحياة
    تبقي سهما منطلقا الي المستقبل..صورة كاريكاتورية بحق..


    تحياتي دكتور هشام
    لم تترك السلفية النصوص الدينية فى حالة لا نطقها التى تحدث عنها الإمام على رضي الله عنه و لكنها عالجت تلك النصوص من خلال تحويلها إلى قراءة و إعادة عرض تلك القراءة على أنّها نصوص دينية لا تقبل التأويل علمًا بانّ القراءات نفسها تأويل حتى إذا كانت على مستوى الإستنساخ فالاستنساخ لا يكتمل إلّا بالتدخل فى النص من خلال إبراز بعض جوانبه و السكوت عن الاخرى أو تقديم بعض الجوانب و تاخير غيرها و واقع الحال يدل على أنّ السلفية مارست هذا العمل سواء أكانت مدركة لهذه الممارسة او قامت بها دون إدراك ، فالسلفية تعتمد بعض الكتب دون غيرها و تقبل أقوال بعض علماء الدين دون غيرهم و قد يبدو هذا الأمر ظاهرة طبيعية يشترك فيها الجميع و لكن ما أراه غير طبيعيًا هو محاولات السلفية إلغاء الجميع و طرح نفسها كمرجعية دينية يجب الإعتراف بها و اعتمادها من الجميع و قد اتّخذت السلفية علم مصطلح الحديث كمدخل لإثبات أحقيتها فى هذه المرجعية مستغلّة الهالة من التعقيد التى أحاط بها علماء الحديث ذلك العلم الذى يشتمل على مئات التعريفات و مئات المصطلحات التى يتم تداولها فى إطار ضيّق من العلماء و الأخطر من ذلك هو أنّ علم مصطلح الحديث يعتبر العلم الخادم فى جملة العلوم الإسلامية و قد سمى بالعلم الخادم نسبة لأنّه يقدّم معلوماته لكل فروع العلوم الاسلامية و التى لا يمكنها أن تصدر فتوى أو ترجّح رأى على آخر دون الرجوع لعلم مصطلح الحديث و من هنا علمت السلفية أهمية هذا العلم و اتّخذته مدخلها للوصول إلى الجماهير فكما استخدم الاخوان المسلمون الحاكمية الالهية لجمع الملايين من المسلمين حول برنامجهم فقد استخدم السلفيون علم مصطلح الحديث لجعل أنفسهم مرجعية دينية للجميع و بالتالى لا يتصرّف أحد فى شئون الدين الا بالرجوع اليهم كما يرجع كل العلماء المسلمون لعلماء الحديث .
    تعمل السلفية بكل جهدها لتثبيت فكرة أنّ أوضاع الإنسان الحياتية تتغير بتغيّر واقعه الديني و تلك هى نفس الخطوة التى اتخذها الاخوان المسلمون من قبل و التى صاغها شعار الإسلام هو الحل .
    لا بدّ من تقديم قراءات أخرى مغايرة لهذه القراءة الاستنساخية للنصوص الدينية و التى تقوم بها السلفية و تقدّمها للشعوب على أنّها نصوص مقدّسة لا تقبل التاويل بل لا بد من قراءة تشخيصية توضح تناقضات الخطاب الديني و تكشف عيوبه و تؤسس لوعى ابستملوجى بحقائق الدين لا ينطلق من المرجعية السلفية التى ترفض كل أشكال التاويل إلّا ما جاء من بوّابة قراءتها الإستنساخية تلك و التى تعلى من شأن الماضي و ترفض الحاضر جملةً و تفصيلا إلّا ما اضطرّت مُجبَرَة لاستصحابه من هذا الحاضر لدعم مشروعها السلفى المرتجى .
                  

05-18-2013, 05:24 PM

وليد زمبركس

تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين السلفية و الحداثة - حوار النقل و العقل (Re: ahmedona)

    Quote:
    حسناً أخ وليد زمبركس -- طول بالك شويه وخلي نفسك بارد لمداخلاتي طالما أنك طرحت موضوع نقدي بإمتياز للسلفية وعليك تحمل الرأي الأخر مهما كان .......
    أولاُ : كل ما أتيت به من شبهات قديمة ( نقلتها وأنت تنشد الحداثة ) ووقعت في فداحة ما كنت تجتهد في طرحه بمنظور حداثي .....

    Quote: أولا : هل لعلماء اليوم أن يعدّلوا فى شروط التدليس وشروط المقبول والمردود بإستخدام طرق البحث الحديثة علمًا بأنّ طرق البحث الآن قد تطوّرت كثيرًا عن زمن البخارى ومسلم


    الشبهة :انتقاد أحاديث ورجال الصحيحين البخاري ومسلم بالنقض بأن فيهما أحاديث لا تصح وبعضها أمارة الوضع بادية عليه ، أضف إلى ذلك التناقض والتعارض بين بعض أحاديث الصحيحين مما يصعب معه الجمع بينها ، إضافة إلى أن ثمة عدد هائل من رجالهما قد تكلم فيهم بتضعيف أو تجريح.

    مثال لذلك كتاب أضواء على السنة المحمدية لمحمود أبو رية:
    " إنهم - أي العلماء - أعلوا أحاديث كثيرة مما رواه البخاري و مسلم ، وكذلك نجد في شرح ابن حجر للبخاري و النووي لمسلم استشكالات كثيرة ، وألف عليهما مستخرجات متعددة ، فإذا كان البخاري و مسلم - وهما الصحيحان - كما يسمونها - يحملان كل هذه العلل والانتقادات وقيل فيهما هذا الكلام - دع ما وراء ذلك من تسرب الإسرائيليات إليهما ، وخطأ النقل بالمعنى ، وغير ذلك في روايتهما - فترى ماذا يكون الأمر في غير البخاري و مسلم من كتب الأحاديث "

    كتاب تفسير المنار (محمد رشيد رضا) :” بعد أن عرض الأحاديث المنتقدة على البخاري : " وإذا قرأت ما قاله الحافظ ابن حجر - فيها رأيتها كلها في فن الصناعة ، ولكنك إذا قرأت الشرح نفسه " فتح الباري " ، رأيت له في أحاديث كثيرة إشكالات في معانيها ، أو تعارضها مع غيرها - أكثر مما صرح به الحافظ نفسه - مع محاولة - من الحافظ - الجمع بين المختلفات ، وحل المشكلات بما يرضيك بعضه دون بعض "

    كتاب ضحى الإسلام لأحمد أمين :
    " إن بعض الرجال الذين روى لهم البخاري غير ثقات ، وقد ضعف الحفاظ من رجال البخاري نحو ثمانين ، وفي الواقع هذه مشكلة المشاكل - لأن بعض من ضعف من الرواة لا شك أنه كذاب ، فلا يمكن الاعتماد على قوله ، والبعض الآخر منهم مجهول الحال ، ومن هذا حاله فيشكل الأخذ عنه . . . ومن هؤلاء الأشخاص الذين روى عنهم البخاري وهم غير معلومي الحال عكرمة مولى ابن عباس ويذكر " أحمد أمين "شواهد تاريخية لإثبات كون عكرمة كذاباً ثم يقول : فالبخاري ترجح عنده صدقه فهو يروي له في صحيحه كثيرا . . . . و مسلم ترجح عنده كذبه ، فلم يرو له إلا حديثاً واحداً في الحج ولم يعتمد فيه عليه وحده وإنما ذكره تقوية لحديث آخر "
    كتب أهل العلم في الرد على شبهة التدليس لكتابي البخاري ومسلم :

    في كتاب شرح مسلم يقول النووي رحمه الله :
    " اتفق العلماء رحمهم الله على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخاري و مسلم ، وتلقتهما الأمة بالقبول ، وكتاب البخاري أصحهما وأكثرهما فوائد ومعارف ظاهرة وغامضة "
    ويقول شيخ الإسلام ابن تيميةفي كتاب الفتاوي:
    " فليس تحت أديم السماء كتاب أصح من البخارى و مسلم بعد القرآن "

    الشيخ أحمد شاكر في كتاب مشكلات الاحاديث:
    " وهما أصح الكتب بعد القرآن الكريم ، وهما اللذان لا مطعن في صحة حديث من أحاديثهما عند العارفين من أهل العلم "

    وهذا لا يمنع أن بعض أحاديث الصحيحين كانت محل انتقاد من قبل بعض المحدثين والحفاظ كالدارقطني وغيره .
    ولكن ما هي طبيعة هذا الانتقاد ؟
    وهل يصح أن يجعل من هذا الانتقاد ذريعة للطعن في أحاديثهما جملة ، وإهدار قيمتهما العلمية والشرعية ؟

    يتبع ...............



    الأخ ahmedona تحياتي
    لقد ذكّرتنى مداخلتك هذه روشتة البنك الدولى و التى يقدّمها لجميع الدول التى تطلب منه قرض ، و هى حزمة اقتراحات متشابهة بغض النظر عن اختلاف واقع الدول التى تطلب القروض ، و مداخلتك هذه يبدو أنّها جاهزة للرّد على كل الذين يتناولون الحديث عن السلفية و بالتالى تحويل القضية من انتقاد السلفية الى انتقاد الدين و رفض الصحيحين .

    أرجو أن تقتبس لى مداخلة واحدة طعنت فيها أنا فى الصحيحين حتى تأتى لى بهذه الردود و التى اشك فى انّك قرأتها و إلّا لما طرحتها رد على شخص لم يتطرّق للقضية التى تخاطبها تلك الردود.

    أما الرابط الذى وضعته لى عن الشيخ ناصر الدين الالبانى فاوعدك بانى سأعود اليه حين أجد متّسع من الوقت .

    أشكرك على هذا الحوار و أتمنى أن تحصر النقاش حول القضايا المطروحة فهذا ليس ركن نقاشش بجامعة سودانية تطرح فيه كل القضايا لاستعراض مهارات الحوار و الاطلاع أو انتصارًا لحزب أو حركة سياسية ، هذا بوست تناول نقاط محددة بإمكانك أن تناقشها الواحدة تلو الأخرى أو تجيب على ما تراه من الأسئلة التى تم طرحها هنا ، و لكن أن يكون نقاشك محصورًا فى العنوان ثم فى إغراق البوست باقتباسات لا تدور حول موضوع النقاش فذلك أمر غير موضوعى بل انه غير مقبول بالنسبة لى شخصيًا و رغم أنّى لا يحق لى أن احدد كيف يناقش الآخرين و لكن من حقى أن أحدد أىّ المداخلات أرد عليها و لست انا فى حاجة للرد على مداخلات لا علاقة لها بموضوع الحوار .

    التعديل بسبب التنسيق و تصحيح خطأ طباعة

    (عدل بواسطة وليد زمبركس on 05-18-2013, 05:36 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de