|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: محمد علي وديدي)
|
الأخ الكريم وديدى رسم توضيحى جميل مبنى على نظرية التطور لدارون والتى استخدمها الأستاذ ليدعم بها فكرته فى ذلك
الوقت من القرن الماضى، ولكن أود أن أنبهك الى بعض التطورات العلمية الحديثة التى دحضت نظرية
التطور وأثبتت عدم صحتها، حتى تقوم بتعديل الرسم التوضيحى ليتماشى مع العلم الحديث فى الوقت الحالى الذى نعيش فيه.
قال مايكل دينتون وهو أستاذ فى علم الأحياء الجزيئية: ان نظرية التطور فى أزمة بسبب الكم الهائل من الاكتشافات العلمية، فى الخمسين سنة الماضية، فى مجال علم الأحياء الجزيئى وعلم الكيمياء العضوية وعلم الجينات الوراثية.وأننانعرف الآن بوجود آلاف الأجهزة الخلوية المعقدة والتى لا يمكن اختزالهاوالتى تنتشر فى كل المرئيات الحيوية الميكروسكوبية.وبالرغم من ضآلة الخلايا البكتيرية، فكل واحدة منها تشكل مصنع حيوى متناه الدقة والتعقيد يحوى آلاف الآلات الجزيئية الحساسة،المكونة من مئات الآلاف من الذرات،والتى تفوق كل ما صنعه البشر من آلات ، وليس لها مثيل فى العالم الغير حى على الاطلاق.كما أننا لا نحتاج للميكرسكوب لملاحظة التعقيد والدقة التى تعمل بها العين والأذن والقلب ، ورغم أن كل ذلك لم يكن معروفا فى أيام دارون ،فقد اعترف دارون نفسه فقالان افتراض أن العين- بكل الامكانات المجهزة بها لتعديل المسافات وكمية الضوء وتصحيح الاختلافات الشكلية واللونية- قد تكونت نتيجة لتطور وانتخاب من الطبيعة ،أعترف بأن ذلك الافتراض هو محض سخف مضحك ومناف للعقل.
Darwin's Theory of Evolution - A Theory In Crisis Darwin's Theory of Evolution is a theory in crisis in light of the tremendous advances we've made in molecular biology, biochemistry and genetics over the past fifty years. We now know that there are in fact tens of thousands of irreducibly complex systems on the cellular level. Specified complexity pervades the microscopic biological world. Molecular biologist Michael Denton wrote, "Although the tiniest bacterial cells are incredibly small, weighing less than 10-12 grams, each is in effect a veritable micro-miniaturized factory containing thousands of exquisitely designed pieces of intricate molecular machinery, made up altogether of one hundred thousand million atoms, far more complicated than any machinery built by man and absolutely without parallel in the non-living world." [5]
And we don't need a microscope to observe irreducible complexity. The eye, the ear and the heart are all examples of irreducible complexity, though they were not recognized as such in Darwin's day. Nevertheless, Darwin confessed, "To suppose that the eye with all its inimitable contrivances for adjusting the focus to different distances, for admitting different amounts of light, and for the correction of spherical and chromatic aberration, could have been formed by natural selection, seems, I freely confess, absurd in the highest degree." ______________________
Dr Michael Denton, M.D., Ph.D. is a molecular biologist at the University of Otago, New Zealand. تحياتى
(عدل بواسطة مهيرة on 10-03-2007, 01:14 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: مهيرة)
|
الاخ وديدي والاخت مهيرة
رمضان كريم
بالنسبة لبداية خلق الانسان تحديدا هل هنالك ما يمنع افتراض وجود (انسان اول ) قبل ابونا ادم وحواء ؟؟ سواء في القران الكريم او الديانات السماوية والوضعية او الابحاث العلمية ؟ وهل هنالك ما يمنع افتراض ان مرحلة خلق ادم نفسها قد مرت بالكثير من الاطوار والمراحل الى ان نفخ فيه الروح ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: محمد حسن العمدة)
|
الأخ الكريم العمدة
ورد فى القرآن الكريم فى سورة الانسان الآية 1 وتفسيرها:
(هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا)
Quote: قال ابن عباس ومقاتل والكلبي ويحيى بن سلام : هي مكية ، وقال آخرون فيها مكي من قوله تعالى : { إنا نحن نزّلنا عليك القرآنَ تنزيلاً } إلى آخرها وما تقدم مدني . قوله تعالى : { هلْ أتَى على الإنسان حينٌ من الدهْرِ لم يكُنْ شيئاً مذكوراً } في قوله « هل » وجهان : أحدهما : أنها في هذا الموضع بمعنى قد ، وتقدير الكلام : « قد أتى على الإنسان » الآية ، على معنى الخبر ، قاله الفراء وأبو عبيدة . الثاني : أنه بمعنى « أتى على الإنسان » الآية ، على وجه الاستفهام ، حكاه ابن عيسى . وفي هذا « الإنسان » قولان : أحدهما : أنه آدم ، قاله قتادة والسدي وعكرمة ، وقيل إنه خلقه بعد خلق السموات والأرض ، وما بينهما في آخر اليوم السادس وهو آخر يوم الجمعة . الثاني : أنه كل إنسان ، قاله ابن عباس وابن جريج . وفي قوله تعالى : { حينٌ من الدهر } ثلاثة أقاويل : أحدهأ : أنه أربعون سنة مرت قبل أن ينفخ فيه الروح ، وهو ملقى بين مكة والطائف ، قاله ابن عباس في رواية أبي صالح عنه . الثاني : أنه خلق من طين فأقام أربعين سنة ، ثم من حمأ مسنون أربعين سنة ، ثم من صلصال أربعين سنة ، فتم خلقه بعد مائة وعشرين سنة ، ثم نفخ فيه الروح ، وهذا قول ابن عباس في رواية الضحاك . الثالث : أن الحين المذكور ها هنا وقت غير مقدر وزمان غير محدود ، قاله ابن عباس أيضاً . وفي قوله { لم يكن شيئاً مذكوراً } وجهان : أحدهما : لم يكن شيئاً مذكوراً في الخلق ، وإن كان عند الله شيئاً مذكوراً ، قاله يحيى بن سلام . الثاني : أي كان جسداً مصوّراً تراباً وطيناً ، لا يذكر ولا يعرف ، ولا يدري ما اسمه ، ولا ما يراد به ، ثم نفخ فيه الروح فصار مذكوراً ، قاله الفراء ، وقطرب وثعلب . وقال مقاتل : في الكلام تقديم وتأخير ، وتقديره : هل أتى حين من الدهر لم يكن الإنسان شيئاً مذكوراً ، لأنه خلقه بعد خلق الحيوان كله ولم يخلق بعده حيواناً . |
وكل الآيات القرآنية تشير الى أن آدم عليه السلام هو أول البشر، كما أن كل الآيات التى ذكر فيها خلق آدم وخلق ذريته من بعده تدل على أنه لا يوجد أى أطوار وسيطة_ غير بشرية_ فى مراحل خلق الانسان،
Quote: -( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ الحج -( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ) الاسراء -( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) غافر -( الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ) الانفطار |
وقد يكون فى ذلك جواب- من القرآن الكريم- لسؤالك:-(بالنسبة لبداية خلق الانسان تحديدا هل هنالك ما يمنع افتراض وجود (انسان اول ) قبل ابونا ادم وحواء ؟؟ سواء في القران الكريم او الديانات السماوية والوضعية او الابحاث العلمية ؟) بالنسبة للأبحاث العلمية: الذى أعرفه أن نظرية دارون هى التى تفترض تطور الانسان من المخلوقات البدائية الأولى، وأنه مر بصور بشرية بدائية حتى وصل للصورة البشرية الحالية، ولكن: وكما ذكرت أعلاه :فان نظرية دارون لم يتم اثباتها للتتحول من نظرية الى حقيقة علمية، وهنالك الكثير من العلماء ينقضونها ليس نظريا ولكن بالدليل العلمى وما اتضح من حقائق علمية لم تكن معروفة فى عهد دارون فى بدايات القرن التاسع عشر. تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: محمد علي وديدي)
|
Quote: A Theory In Crisis |
I have got this book
Quote: Darwin's Theory of Evolution is a theory in crisis in light of the tremendous advances we've made in molecular biology, biochemistry and genetics over the past fifty years |
That is absolutely nonsense…
Quote: We now know that there are in fact tens of thousands of irreducibly complex systems on the cellular level. Specified complexity pervades the microscopic biological world. Molecular biologist Michael Denton wrote, "Although the tiniest bacterial cells are incredibly small, weighing less than 10-12 grams, each is in effect a veritable micro-miniaturized factory containing thousands of exquisitely designed pieces of intricate molecular machinery, made up altogether of one hundred thousand million atoms, far more complicated than any machinery built by man |
A lot of assay words but no real scientific facts or arguments… The writer did not show us how recent discoveries contradict Evolution theory…!!!
Thousand of scientists did research on Evolution theory (many criticized Darwin's version), so it does not belong to Darwin any more!! The acceptable critique of Evolution theory must be scientifically convincing critique not just assay based on conventional dogmas. ... Sorry for writing in English, I'll be back with arbic keyboard
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: Adrob abubakr)
|
2
الاخت الكريمة مهيرة .. والاخ الكريم محمد الحسن العمدة الاخ الكريم زياد جعفر عبد الله الاخ الكريم ادروب ابو بكر
شكرا جزيلا على المرور ، والتعليق
ويا استاذة مهيرة ، الرسم اعلاه ، ما مبنى ، على نظرية التطور لدارون ، وانما مبنى على ما قدمه الاستاذ محمود من فهم علمي ، دقيق ، لنظرية التطور في القرآن ، فهم لم يطرقه احد غيره بذلك العمق ، و في تقديري ، كلما تقادم عليه العهد ، كلما اتضحت معالم صحته اكثر ، لان الواقع مرتفع نحوه ، بصورة جلية ، لم يخلفه الزمن ، لكونه طرح في القرن الماضي ، وانما نحوه ، يسير الزمن ، وسوف تظهر ابعاد علميته ، عندما يتضح الفرق الدقيق بين ( العلم ، والعلمانية ) او بمعنى آخر ، عندما تتضح نقطة التقاء ( العلم المادي ، والعلم الروحي ) !!.
فالاستاذ محمود لم يعتمد على فهم دارون للتطور ، ليدعم به فكرته ، كما جاء في قولك ، وانما عنده ان فهم دارون مرحلة ، من مراحل تطور الفكر البشرى ، نحو فهم موضوع التطور ، فاذا كانت قد اهتزت النظرية ، او لم تهتز عند دارون اوغيره ، فعند الاستاذ محمود ، ان نظرية التطور ، بابعادها التي بينها ، حقيقة علمية ، يسندها القرآن الكريم ، وهي ركيـزة ( المستوى العلمي للدين ) ، و تعبر عن المظهر المحسوس في هذا الوجود ، لمعنى قوله تعالى:
(( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ )) ، والكلمة الطيبة ( لا إله إلا الله )
فالكون شجرة واحدة ، ثمرتها الانسان .. وهو ما يبينه الرسم في حلقات متصلة ، من سبعة اطوار ، لها سندها من القرآن ، وترتيبها يقره العلم المادي ، فاذا سار الحوار في اتجاه استجلاء وجه الحقيقة ، من خلال القرآن ، باعتبار ان العقيدة في القرآن هي ارض مشتركة ، بيننا ، سوف تتضح حقائق مهمة ، وضرورية ، في ابراز المستوى العلمي للاسلام ، وهو حاجة الناس اليوم ، وغدا .. فقد كتب الاستاذ محمود ، عن تفاصيل النظرية ، في كتب " الفكرة الجمهورية " خاصة في ما ورد في مقدمة الطبعة الرابعة من كتابه " رسالة الصلاة " الذى يرجع تاريخ صدوره ، للنصف الثاني من سيتنيات القرن الماضي .. وفي اجمال ، قال في كتابه بعنوان : ( القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري ) الصادر في - يناير 1971م في الباب الثالث ، من ابواب ذلك الكتاب ، تحت عنوان قصة الخلق مايلي:
(( ان قصة الخلق في القـرآن ، لهي اكمل ، واتـم مما هي في أي فكر نعـرفه ، اليوم .. وقضية التطور ، في القرآن ، تذهب الي بدايات ، وتسير الي نهايات ، ابعد في الطرفين ، مما يدخل في ظن عالم من العلماء الذين تعرضوا لنظرية التطور ، من دارون الى آخر من كتبوا في هذا العلم ..
في القرآن الوجـود لولبي ، وهـو على كل حال ، وجـود ليست له بداية ، ولن تكون له نهاية .. وكل الذي بدآ ، وكل الذي ينتهي ، هو مظهر الصور الغليظة )) ..انتهي النقل من ذلك الكتاب
الرسم ، يبين ذلك المعنى في ( كبسولة مضغوطة ) شكل هرمي للكائنات ، في سبعة اطوار ، متوجة بالانسان الكامل جاءت الاشارة الي تلك الاطوار ، في قوله تعالى: (( مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً )) .. وتلك الاطوار تحوى جميع مظاهر الكون!! ، وداخل كل طور مراحل كثيرة ، يخطئها الحصر ، وهي بجملتها وافرادها تتضافر في نسيج وحدة من اجل ظهور الانسان .. فالانسان ثمرة الكون ، والكون ( شجرة وثمرة ) محكوم من ، وفي القمة بلا إله إلا الله !!. وذلك ما يشير له قمة الشكل الهرمي ، بشكل ( رسم الرقم ثمانية ) كراس سهم ، يشير للإطلاق ، ارجو ملاحظة ( قمة الشكل ) ، ومقارنته ، مع معنى الاية الكريمة رقم ( 8 ) من سورة التين ، وهي قوله: (( أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ )) !؟
ويا استاذ محمد حسن ، الاجابة على سؤاليك ، واردة في الرسم ، والحديث اعلاه ، فخلق آدم ، فعلا كما قد نوهت انت بقولك : (( وهل هنالك ما يمنع افتراض ان مرحلة خلق ادم نفسها قد مرت بالكثير من الاطوار والمراحل الى ان نفخ فيه الروح ؟ )) فعلا ، فتلك الاطوار والمراحل الكثيرة ، هي المضمنة في الست اطوار ، التي يبينها الرسم ، من القاعدة للقمة. الثلاث الاولى منها هي : ( الغازات ، والسوائل والجمادات ) ، وهي اطوار مراحل المادة غير العضوية ( المادة الميتة اصطلاحا ) ، وهي سلالة الطين ، وقد خلق منها الانسان ( آدم ) : (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ )) آية .
فقد كنا جميعا هناك ، امواتا: (( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ )) آية ... (( فَأَحْيَاكُمْ )) من الارض ، في شكل الخلية النباتية : (( وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً )) آية . فبدات مرحلة المادة العضوية ، الحية في بداية ( الطور الرابع ) طورالنباتات .. واستمر التطور ، عبر مراحل كثيرة ، الي ان برزت الحياة في ( الطور الخامس ) ، طور الحيونات ، بطفرة من قمة ( الطور الرابع ) ، ظهر بها حيوان الخلية الواحدة ( الاميبا ) ، كبداية للطور الخامس ، والي ذلك يشير الحديث النبوي : (( كنت نبيا ، وآدم بين الماء والطين )) ، فالنبي الكريم ، بذلك الحديث ، يشير الي نبوته في الازل يشير لمقام حقيقته ( الحقيقة المحمدية ) ، في قمة هرم الوجود ، من الناحية الروحية ، في الوقت الذى كان فيه ، تطور تكوين الجسد ، عبر الصور المتعاقبة ، التي يتقلب فيها آدم من (( أَسْفَلَ سَافِلِينَ )) ، في طريق الرجوع الي (( لأَحْسَنِ تَقْوِيمٍ )) .. كان قد وصل الي بداية ( الطور الخامس ) بين الماء والطين ، قالحديث النبوى (( كنت نبيا ، وآدم بين الماء والطين )) .
ثم من قمة ( الطور الخامس ) ، حيث الحيوانات العليا ، حصلت قفزة ، ظهر بيها ( الانسان الاول ) في مرحلة الأوادم الفاشلة ، كما اصطلحت " الفكرة " ، فعلاقة السماء بواسطة الملاك جبريل ، بدأت مع نماذج من تلك المرحلة ، ولكن كل النماذج فشلت ، ولم تستطيع الثبات مع ندأ السماء ، وذلك لقرب عهدها بحياة الغابة ، الا انها ارخت بداية ظهور العقل البشري على مسرح الحياة ، وأرخت مرحلة استقامة الجسد ، والمشى على رجلين ، بعد ان كان على اربعة ، في طور الحيوان ، والي ذلك يشير قوله تعالى: (( أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )) ..
ثم بقفزة مكملة لتلك ، ظهر آدم وحواء ، فنبوة آدم ابي البشر ، اول نبوة ناجحة ، استقرت على الارض ، ونظم منها سيدنا آدم حياته ، على التوحيد ( لا إله إلا الله ) ، بتشريع يناسب عصره ، ومن هناك بدأ تسلسل البشر ، الي وقتنا الحاضر في مرحلة ( الطور السادس ) ، وقد تهيئت البشرية اليوم ، لدخول ( الطور السابع ) طور الانسان!!
خالص التحايا والمودة
محمد علي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: محمد علي وديدي)
|
3
سلام يا كرام
ارجو ان اتمكن من العودة لمتابعة المداخلات ، بشئ من التفصيل ، خاصة مداخلة الاخت الكريمة د. مهيرة في ردها على مداخلتي ، ومداخلة الاخ الكريم ود العمدة حول : التطور ، و خلق آدم .. وذلك بعد نهاية عرض موضوع البوست بابعاده الاربعة: (( نظرية التطور ، والمسيح .. السودان ، وقانون دولة الانسان )) .
وحتى ذلك الحين ، اثبت هنا آية كريمة ليكون حولها التفكير ، وهي قوله تعالى: (( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ !؟ ... ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) آية ...
***
نقطة نظام : ارجو من الكرام المتداخلين بالنقر على ايقونة ( رد ) ، في آخر مداخلة في الخيط ، اذ ان النقر على ايقونة ( رد ) في المداخلة المعينة التي نود الرد عليها ، يربك ترتيب تسلسل المداخلات ، اذا كانت تلك المدخلة ليست هي الاخيرة في الخيط ... ويمكن ملاحظة نموذج لذلك ، في هذا الخيط ، فقد حصلت بعض الربكة ، في ترتيب تسلسل المداخلات حسب تاريخها ، الامر الذى قد يصعب سلاسة المتابعة ، امام القارئ المحايد ، بين المتداخلين .. وشكرا
و نواصل عرض جوانب موضوع البوست ، والله المستعان :
فدولة الانسان ، قد اظلنا اوانها ، و تحقيقها ، يجرى باشراف ( المسيح ) ومدتها ( الف عام من الخير والسلام ) والي ذلك قوله تعالى: (( يُـدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعـْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ)). يبدأ ذلك اليوم ( ذي الف سنة ) ، منذ لحظة بروز النمٍوذج ، ونزول المسيح : (( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ )) آية .. قوله تعالى : (( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ )) : ساعة التعمير ، فالساعة ساعتان !! .. الاولى ساعة التعمير ، وهي لحظة نزول المسيح ليملأ الارض عدلا ، كما ملئت جورا ، وظلما ، كما ورد في الحديث : (( كيف انتم إذا نزل فيكم ابن مريم ... )) ، والثانية : ساعة التخريب ، تخريب الارض ، ونهاية دورة الحياة الدنيا ، استعداد لدورة الحياة الاخرى : (( ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) آية .
امام الناس اليوم ( ساعة التعمير ) ، حيث تتحق جنة الارض: (( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ )) آية .. قوله تعالى: (( وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ )) يعني جنة هذه الارض ( دولة الانسان ) ، وهي نموذج مصغر للجنة الموعودة ، في الدار الآخرة ، حيث هناك اليوم ، مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ : (( تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ )) آية !!.
فاليوم ذي الالف سنة ، هو ( يوم الله في الارض ) .. وذي الخمسين الف سنة ، هو ( يوم الله في السماء ) وفيهما تتجلى قمة التوحيد : لا إله إلا الله : (( وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ ، وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ ، وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ )) آية .
فدولة الانسان هي ( يوم الله في الارض ) وهي قمـة مشروع الحياة على ظهر هذه الارض ، ونهاية التاريخ عليها ، اي قمته .. وتلك القمة ( ذي الالف سنة ) هي ( الْيَوْمَ الْآخِرَ ) المعني في قوله تعالى: (( وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا .. الْيَوْمَ الْآخِرَ ، وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ )) ، وسميت باليوم الآخر ، لانها ( آخر ايام الدنيا ، وأول ايام الآخرة !! ) .. وهي ليلة القدر، في معنى من معانيها ، حيث يتحقق فيها الخير ، والسلام ، يتمدد ظلاله لالف عام : (( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ )) آية .. (( أَلْفِ شَهْرٍ )) يعني الف سنة ، فالشهر المعنى ( شهر رمضان ) الذى انزل فيه القرآن ، (( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ )) آية .
الملائكة: اعوان المسيح ، والروح ( المسيح ) يتنزلون : (( بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ )) ، فيتحقق بذلك السلام العالمي ، في كل شبر من هذه الارض ، والي ذلك اليوم يشير قوله تعالى : (( وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ )) آية ، قوله تعالى: (( وَوُضِعَ الْكِتَابُ )) يعنى وضع القرآن موضع التطبيق : (( وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء )) إنصافا و تشريفا لهم ، وفضل ، لانهم الطلائع الذين ساهموا في تعبيد الطريق امام البشرية عبر التاريخ ، تمهيدا لذلك العهد ( الانساني ) ، فيبعثوا فيه بعث ارواح ، في ركب المسيح ، لينشروا السلام على الارض(سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)) حتى مطلع فجر ذلك اليوم الذي مقداره(( خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)) ثم يعرجون لاعداده: (( تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ )) الآية.
خالص المودة للجميع
محمد علي وديدي
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: Abdel Aati)
|
الاخ الكريم عبد العاطي
شكرا على المرور ، والتعليق .. وشكرا مرة اخرى على رفع البوست ، وآسف لو تاخرت عليك في الرد ، اقتراحك ، وملاحظاتك على الرسم مقدرة ، ارجو ان اتمكن من العمل بها ، بارفاق نسخة اخرى مبسطة ، او اضافة مزيد من التوضيح في مداخلة اخرى ، وفي سبيل الاجابة على سؤالك ، حول لا إله إلا الله ، في قمة الرسم ، نعم هناك معنى لذلك التوزيع ، والحديث عن ذلك المعنى ، هو موضوع الجزء رقم 5 ( القادم ) ، وساضمن فيه ، ملاحظاتك ، والتوضيح الذى طلبته ، وحتى ذلك الحين , وكل حين ، دمت ودمنا جميعا ، في حفظ الله .
محمد علي وديدي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: محمد علي وديدي)
|
الآيات التى ذكرت فيها أطوار خلق الانسان:
الأخ الكريم وديدى:
كل عام وانتم بخير. ذكرت أعلاه:
Quote: ويا استاذة مهيرة ، الرسم اعلاه ، ما مبنى ، على نظرية التطور لدارون ، وانما مبنى على ما قدمه الاستاذ محمود من فهم علمي ، دقيق ، لنظرية التطور في القرآن. |
وقلت أيضا:
Quote: فعند الاستاذ محمود ، ان نظرية التطور ، بابعادها التي بينها ، حقيقة علمية ، يسندها القرآن الكريم ، |
ولكن الحقيقة أن القرآن الكريم لم ترد فيه آية واحدة تسند نظرية التطور البشرى التى جاء بها الأستاذ، خاصة الأطوار 1و2و3و4و5 حتى ظهور سيدنا آدم أبو البشر فى رسمك التوضيحى.أما ماوراء ذلك ( الطور السابع) فذلك من علم الغيب الذى اختص به الله تعالى ولا يحق للأستاذ أو غيره من المسلمين أن يقول فيه بغير ما قال الله تعالى ورسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم. واليك كل الآيات القرآنية الكريمة التى ذكرت فيها أطوار الجنس البشرى فى الحياة الدنيا: 1 -( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ ) الروم-20 2-( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) غافر-67 3-( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ) الحج-5 الآيات الثلاث أعلاه تبين بوضوح لا لبس فيه أطوار خلق الجنس البشرى كما قال الله تعالى الذى خلق البشر. 4-( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ ) السجدة-7-8-9 الآيات أعلاه تؤكد أن الله الخالق- جل وعلا- قد أحسن كل شىء خلقه منذ بدايته، ولا يليق بالمؤمن به- سبحانه وتعالى- الاعتقاد بأن يكون- جل وعلا- قد طَور خلق الجنس البشرى مرورا بالأميبا ومتطورا حتى الثديات و بقفزة ما فى سلم التطور( العلمى!)وصل الى آدم كما ذكر الأستاذ:
Quote: ((( فَأَحْيَاكُمْ )) من الارض ، في شكل الخلية النباتية : (( وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً )) آية . فبدات مرحلة المادة العضوية ، الحية في بداية ( الطور الرابع ) طورالنباتات .. واستمر التطور ، عبر مراحل كثيرة ، الي ان برزت الحياة في ( الطور الخامس ) ، طور الحيونات ، بطفرة من قمة ( الطور الرابع ) ، ظهر بها حيوان الخلية الواحدة ( الاميبا ) ، كبداية للطور الخامس) |
نعم.بدأ الله تعالى خلق الانسان من الطين ثم جعل نسله من ماء مهين ، ولم يذكر سبحانه وتعالى مرور خلق الانسان بطور الاميبا أو غيرها من الحيوانات العليا أو الدنيا أو من النبات كم ذكر الأستاذ. 5-( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ) الفرقان-54 6- (خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ) الزمر-6 7-( أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ) القيامة-37-38-39 فى الآيات أعلاه ذكر الله تعالى خلق البشر من الماء والذى أثبت العلم الحديث أن الحيوان المنوى يعيش فى هذا الماء( نطفة من منى يمنى) وقد بين علم الأجنة أطوار خلق الجنين البشرى الحى منذ التقاء الحيوان المنوى بالبويضة وتكوين أول خلية جنينية ، حيث دل العلم البشرى المؤكد على الأطوار التى ذكرها القرآن الكريم لتطور الجنين البشرى الحى حتى خروجه من الرحم طفلا. أما تطور الطفل خارج الرحم مرورا بالشباب والكهولة والشيخوخة ثم الموت قبل أو بعد أى من تلك المراحل، وكذلك تنوع الأجنة الى ذكر وأنثى وتزاوجهم وتناسلهم وتصاهرهم من بعد فذلك واقع يشهده كل انسان ولا يحتاج الى اكتشاف أو فلسفة.
8 -( إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ) الانسان-2 9-( مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ) الآيات أعلاه تؤكدان خلق الانسان من النطفة الموجودة فى منى الذكر البشرى، وليس من أميبا أو غيرها من الكائنات الغير بشرية. وأن الله تعالى جعل الانسان سميعا بصيرا ليختار سبيل الهدى والرشاد أو سبيل العمى والضلال. 10-(وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) الانعام-38 وتدل هذه الآية على أن الله تعالى خلق كائنات أخرى لها صفات خاصةبها مما يجمعها فى أمم أخرى من خلقه تعالى، وكما أثبت العلم البشرى . ولو كان قول الأستاذ صحيحا بأن الانسان مر فى تطوره بتلك الكائنات ،لاختلفت الآية منإِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم) الى ( الا أمم منكم) تنزه الله وتعالى عما يصفون. 11-( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) الاسراء-70 وتؤكد هذه الآية الكريمة على تفرد بنى آدم وعلى تكريم الله تعالى لهم وتفضيلهم على كثير من خلقه، فكيف يزعم الأستاذ أن الانسان كان أميبا تطورت وترقت لتكون بشرا؟! وكيف تصدقون هذا القول المنافى لقول الله تعالى فى محكم تنزيله؟! 12-( وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) النور-45 وتؤكد هذه الآية على خلق الله- سبحانه وتعالى- للكائنات الأخرى من ماء ولكن على صور مختلفة، بكمال قدرته ونفاذ مشيئته. 13-( الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ) الانفطار-7 14-( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) التين-4 تؤكد الآيتان أعلاه على أن خلق الانسان كان فى أحسن تقويم وأعدل تكوين ولم يتطور فى صور الكائنات الأخرى كما ذكر الاستاذ. 15-(مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ) الكهف-51 والآية الأخيرة – وهى الآية 51 من سورة الكهف- تبين ضلال وضآلة نظرية الاستاذ أو أى نظرية أخرى تخالف آيات القرآن الكريم حول خلق الانسان، والا فهل شهد الأستاذ أو غيره خلق أنفسهم ليغالطوا قول الله سبحانه وتعالى؟! تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: Shihab Karrar)
|
لمزيد من التوضيح بالرسم ، لمراحل التطور ( قصة الخلق ) في القرآن ، يتبع ( 4 اشكال ) من العرض حول اصل الرسم الشكل : 2 ، 3 ، 4 ، ثم الشكل 5 .. باعتبار اصل الرسم الشكل( 1 ) .
ثم يعقب ذلك حديث فيه ترحيب ، بالاخ استاذ شهاب كرار، في هذا البوست ، وتعقيب على مداخلته ، ويتطرق الحديث ايضا لاهم حلقات التطور ( الحلقة المفقودة ) المنطقة السوداء ، كما يبينها الرسم التوضيحي ، والتي ظهر منها ( اول بشر) على هذه الارض ، وكيفية ظهوره !؟ ... وهل اخطأ " دارون " عندما ظن ان( البشر) جاء متطورا من جهة القردة !؟ .. وكيف يصحح ذلك الخطأ من القرآن ؟!.. وما اهمية ذلك التصحيح في مستقبل " نظرية التطور " وعلاقتها بالتغيير المنشود ، وبالمناهج المدرسية !؟ .. وهو موضوع بوست الاخ " شهاب كرار " الذى تكرم بادارج ( وصلته ) في هذا الخيط ، وعنوانه ( لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا ؟ )
والي الاشكال الاربعة ، لنواصل عرض الحديث غدا ان شاء الله .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: محمد علي وديدي)
|
6 كتب الاخ شهاب كرار
Quote: تحياتي للجميع
رغم إختلافي مع الاستاذ محمود في الطرح والرؤيا للتطور، فإنه طرح يستحق عليه التحية، ومحاولة جيدة لمواءمة العلم مع الدين، إلا انها فاشلة في رأيي المتواضع.
شكرا استاذ محمد علي وديدي وارجو ان وجدت الوقت الاطلاع علي بوستي
لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟ |
فمرحب باستاذ شهاب كرار في هذا البوست ، وشكرا على المرور ( منذ فترة ) ، وعلى رفدك هذا الخيط برابط بوستك ، وايضا لك الشكر على تحية الاشادة للاستاذ محمود على هذا الطرح ، رغم اختلافك معه كما قلت ( في الطرح والرؤيا للتطور ) وترى ان المحاولة (جيدة ، لمواءمة العلم مع الدين ، ولكنها فاشلة في رايك ) كما قلت ، وفي تقديري انك خلصت لذلك الراى ( فشل المحاولة ) لانك تنظر، للتطور من الزاوية العلمانية .
وقد اطلعت على كل محتويات بوستك ( اصل المقال ، و المداخلات ) .. واستمتعت بعرضك لوجه نظرك وعرضك للنظريات الفزيائية ( النسبية والكم ) وملاحظاتك حول تعارضها مع العقائد .. ولكنها تـُدرس كما قلت وانت تجيب على سؤلك عنوان البوست ( لماذا لا تـُدرس نظرية التطور ، في مدارسنا ؟ ) .. كما اطلعت على بعض من مقالاتك في موقع نادوس "Ndous.org".. واعتقد انه من حسن التوفيق ، لمسار الحديث في هذا البوست ، ونحن نتحدث عن " لا إله إلا الله " وعملها في التطور، وتسير عجلته نحو " عهد الانسانية " المرتجى، ان تكون انت هنا.
فقد إكتملت بوجهة نظرك المطروحة في ذلك الرابط ، نماذج وجهات النظر المختلفة حول موضوع " التطور" الامر الذى سوف يعين كثيرا ، بالتعاون الفكري بيننا ، للوصول للنظرة " العلمية " لهذا الموضوع .
فمداخلات الاخت د.مهيرة ، تمثل نظرة اصحاب " العقائد " الرافضين التصديق بنظرية التطور.. وطرحك يا استاذ شهاب ، يمثل جانب من وجهة نظر العلمانيين المناصرين للنظرية .. طبعا ما كل العلمانيين بالضرورة هم مناصرين لنظرية التطور .. وما كل العقائديين رافضين لها .
ووجهة نظري ازعم انها ( عقيدة علمية ) في اتجاه ابراز " النظرة العلمية " التي اعتقد انها موجودة في الفكرة الجمهورية ، وذلك بالفهم المطروح فيها عن ( قصة الخلق ) في القرآن الكريم .. فمحاولتي الجارية تقديم ذلك الفهم في " كبسولات " ارجو ان تكون واضحة ، ومثيرة لشهية البحث في ( مراجع الفكرة ) الاساسية ، ومصادرها ( القرآن ، وسيرة حياة نبينا الكريم ، محمد الانسان عليه الصلاة والسلام ) .. وثقافة العصر اليوم .
ود. مهيرة أيضا مشكورة ، فقد اثبتت في بداية مداخلاتها في هذا الخيط ، فقرة من كتاب " مايكل دينتون " أستاذ علم الأحياء الجزيئية كما عرفته ، وهو حسب تلك الفقرة المقتبسة من كتابه ، يمكن اعتباره من العلمانيين الرافضين لنظرية التطور.. وكان قد شارك في الرد على تلك الفقرة ، الاخ زياد جعفر عبد الله ، ووعد بالعودة للبوست ، ليواصل في تبين وجهة نظره ، فارجو ان يتمكن من ذلك ، وهو يبدو من مؤيدي " نظرية التطور " وقد افاد باطلاعه على راي " مايكل دينتون " وباقتناءه نسخة من كتابه ، ذلك الذى اقتبست منه د. مهيرة تلك الفقرة.
وعن سؤلك يا استاذ شهاب ، عنوان بوستك ( لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا ؟ ) من المؤكد انه سوف ياتي الوقت الذى يدرس فيه " مفهوم التطور " وذلك حين تبرز " علميته " فالتطور هو " العمود الفقري " الجامع بين طرفي ( العلم الروحي ، والعلم المادة ) .. لانه ( قصة الحياة ) ، و حين تتضح حقائقه العلمية " سوف يحدث ثورة في مناهج التعليم الحاضرة ، وفي جميع المستويات الرسمية ، وغيرها
فنتائج مناهج التعليم الحاضرة ، هي هذا الواقع من الحيرة ، والتخبط ، والاحباط ، والمعاناة ، والغربة بكل صورها ، في كل جهات الارض .. ومظاهر السعادة التي تحققت حتى الان ، في وجوهها المادية ، لا تتعدى الحدود بين ( المهد ، واللحد ) ، وتلك فترة بحساب الزمن " بضع سنين " وهي فترة مهما طالت قصيرة !!.
ونظرية التطور في القرآن ، قصة متكاملة للفرد ، و( حقيقة علاقته بالمجتمع ، وعلاقته بالكون ) و في اثرها المباشر ، اضاءة فكرية ، معينة للاستمتاع " باللحظة الحاضرة " وانعاش للذاكرة ، وشحذ للخيال ، لتصور " رحلة الحياة ، من منبعها الي مصبها .. وبذلك تضع " الفرد " امام مسئوليته بصورة مباشرة ، بما يتجلي من فهما في ( الفكر والشعور) من المعاني الدقيقة ، لمدى قوة ، واحكام ( قانون المعاوضة ) في الحقيقة ، قانون ( سير الحياة ) المبني على قوله تعالى (( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ )) وهو قانون نافذ ، ومحكم في تسييره لعجلة " التطور" نحو الغاية الكبرى ، ( تحقيق الانسانية ).
بذلك القانون ( قانون المعاوضة ) في الحقيقة ، الارواح تتزاحم في سلم التطور ( صعودا ، وهبوطا ) ، كل حسب حاجته للتجربة ، لصقـل انسانيته ، وكثير من آيات القرآن ، يمكن ان تساق للبرهان على صحة هذا القول .
ولكن في هذا المقام من الحديث ، اشير لعدد " تسع آيات بينات " من الآية رقم ( 65 ) الي الآية ( 73 ) من سورة البقرة ، تبين جانب خطير من جوانب الوجوه التطبيقية ( لذلك القانون ) ، وتؤكد في نفس الوقت ، علمية مفهوم التطور ، وتعالج قضية " الخلاف الفكري" حول اهم حلقة من حلقات التطور، وهي ( الحلقة المفقودة ) او ( القفزة الكبيرة ) التي ظهر منها ( اول بشر ) على مسرح الحياة ، على هذه الارض!!.
يرى دارون ان تلك ( القفزة الكبيرة ) قد حصلت من القردة ، وذلك للشبه الشديد الظاهر في هيكل الجسد بين " القردة والبشر" بجانب ملاحظات اخرى ، في وظائف الاعضاء ، خاصة الرجلين الاماميين ، واستعمال القرد لها كاليدين .. وقد ذهب في تأييد دارون ، في ذلك كثير من علماء ( العلم المادي ) .. كما عارض نظرته الكثير منهـم .
ويرى الاستاذ محمود محمد طه " ان تلك ( الحلقة ) ، والتي ارخت دخول ( العقل البشري ) على مسرح الحياة ، هي ( استجماع ) فضائل خلاصة " سلسلة التطور " في اعلى الحيوانات العليا ، فظهرت في شكل ( قفزة كبيرة ) من جهة اقرب الثديات للبشر، وهي ( البقر) ، وليست ( القردة ) .. فالقرد تطوره ( مقفول ) " !!.
والقردة تطورها " مقفول " لانها جاءت نتيجة ( مسخ ) لقوم من البشر ، جرت ردتهم في سلم التطور معاقبين " بذلك القانون ( قانون المعاوضة ) في الحقيقة " وهم اصحاب السبت ، الذين ورد ذكرهم في القرآن بقوله تعالى (( فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ )) .. ( الأعراف : 166 )
فاذا كان في هذه الآية ، بيان كافي في توضيح مكانة القردة النازلة ، والمقفولة ، في سلم التطور ، فما هو برهان صحة القول بان ( البقر) اعلى الحيوانات ، وان خط التطور امامها ( مفتوح ) ، ومنها حصلت القفزة الكبيرة وكيف حصلت تلك القفزة !؟ .. هذه اسئلة تجول في الخاطر ، وتجرى على الالسن ، لمجرد سماع هذا الراي او التفكير فيه .. والاجابة :ــ تكمن ، في تلك التسع آيات ، وهنا اثبت نصوصها ، ليكون التفكير فيها ، وتدبر معانيها ( ارض مشتركة ) تمكن من توضيح ذلك البرهان ، برهان حقيقة التطور.. ومكانة " البقر " في سلم التطور .
والايات هي : قوله تعالى (( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ ( 65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ( 66) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ( 67 ) قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ ( 68 ) قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ ( 69 ) قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ ( 70 ) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا ، قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ (71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ( 72 ) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73) من سورة البقرة .
ففي الايات الكريمة اشارة واضحة في ذلك السياق المتصل ، تفيد موضوع " المقارنة " بين موقع ( القردة ) وموقع ( البقر ) ، وهي تتحدث عن اصحاب السبت ، وعن ( بـقـرة ) بني اسرائيل ، فتلك اولى الاشارات .
وثاني الاشارات عبارة (( كَذَلِكَ )) لربط الآيات ، بموضوع التطور في نهاية السرد في قوله تعالى (( كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ( 73) وتظهر العلاقة بموضوع التطور اكثر ، عند ربطها بالآية (( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )) ( 28) من سورة البقرة .
فما يشير للتطور ، التسلسل الظاهر ، بين الموت والحياة ((... وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )) .. وفي نهاية تلك (( فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )) ( 73)
والسؤال هنا ، لعلنا نعقل ماذا ؟!! .. والجواب : لعلنا نعقل مدى خطورة موضوع التطور، وعلميته ، في نفس الوقت ، من تجربة ( اصحاب السبت ) .. فالخطورة تظهر بوضوح ، بوجه النذارة البينة ، في موقع آخر في القرآن وهي قوله تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً )) ( 47) النساء.
فحقيقة التطور، تظهر في قوله تعالى (( مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا )) ، وهذه تشير لحقيقة التسلسل (( فنردها على ادبارها )) في سلم التطور .. (( أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ )) !!.
وبربط ذلك بقوله تعالى (( فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ )) من الاية 66 البقرة ) ، يظهر معنى القول بان " القرد " تطوره مقفول ، (( فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا )) ، ونفس ذلك المعنى تبينه الآية (( وَلَوْ نَشَاء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيّاً وَلَا يَرْجِعُونَ )) ( 67 ) يس .
فالقرد تطوره ( مقفول ) ولعل فصائل القردة ، كنوع من الكائنات ظهرت بعد تلك اللعنة ، فهم ارواح ، وصلت بالتطور الطبيعي المفتوح ، والصاعد ، لمرتبة البشر، ثم لعنوا ، فقفزوا هابطين في سلم التطور، فاصبحوا ( كزنازين ) لتنفيذ عقوبات ، وفق ( قانون المعاوضة ) في الحقيقة (( فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا ، وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ )) ، مرة اخرى تمعن وجه النذارة (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً )) !!.
ويظهر بذلك خطأ " نظرية دارون " في ظنه بان البشر قد جاء متطورا من جهة القردة ، وما تبينه الايات البينات ان القردة ( بشر ) جرت ردتهم في سلم التطور .. فالتقارب الشديد ، في اوجه الشبه ، بين الانسان والقرد ، كلها حقائق مادية ، ترجع لتلك " الحقيقة الروحية " فمن من ذلك حصل اللبس لدارون .
تحياتي
محمد علي وديدي نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: محمد علي وديدي)
|
7
اما عن مكانة البقر ، ودورها الاساسي ، في حلقات التطور ، فالبرهان يلتمس في قصة تلك البقرة ( بقرة بني اسرائيل ) وما وصفت به ، من اوصاف مميزة ، ثم ذبحت كفداء ، لحل مشكلة هناك ، حيث ( ببعضها ) احيا الله ميتا من البشر ، ليحسم قضية معينة حسب ما تشير الآية الكريمة (( وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ( 72 ) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ... )) .. ثم ربط القصة في نهايتها ، بامر ما ، يريد ان يفهمه الناس من روح القصة ، كما ورد القول ((.. كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )) (73) من سورة البقرة،
مرة اخرى ، تمعن ذلك الحوار، والوصف العجيب ، لتلك البقرة من قبل الحق عز وجل (( قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ ( 68 ) قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ ( 69 ) قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ ( 70 ) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا ، قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ، فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ (71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ( 72 ) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)
(( وكَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )) هنا خلاصة الامر (( وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )) لعلنا نعقل ، ان تلك البقرة ( بقرة بني اسرائيل ) ، وبمجمل قصتها ، واوصافها العجيبة ، انما هي آية ترمز ، وتشير لتلك ( البقرة الام ) التي اختيرت في " زمكان ما " في هذه الارض ، لتكون ( ام ، لاول بشر ) !!.
وذلك يفهم من قوله تعالى (( إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ )) .. فقوله تعالى (( بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ ، وَلاَ بِكْرٌ)) يعني ليست كبيرة ، ولاصغيرة فهي متوسطة السن ((عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ )) ، وفي ذلك ايضا اشارة بانها لم تلد (( بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ )) .. ولكنها عوشرت (( وَلاَ بِكْرٌ )) ، وذلك يعنى انها ( حبلى ) .. ولكن بقرة بني اسرائيل ، ومع كونها حبلى ، ذبحت !!؟؟ .. (( فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ )) (71) !!
فيبقى المقصود (( وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )) تلك الرمزية ، بانها بقرة ( حبلى ) وذبحت ، وببعضها احيا الله ميتا من ( البشر ) لتشير اصالة لتلك البقر ( الأم ) لاول بشر، والتي كان ماء الفحل ( النطفة ) التي استقرت في رحمها ، هي خلاصة فضائل سلسلة التطور( لسلالة الطين ) .
ورحمها ، الذى استقبل تلك النطفة ، وهو ( بعضها ) خلاصة الارحام العامة للارض ، فحصلت بذلك ( القفزة الكبيرة ) ، حيث انجبت ( مولود غريب ) لايشبهها ، ولايشبه فصائل الحيوات الاخرى (( ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ )) ، خلقا آخر ، وقف على رجليه ، ثم مشى عليهما(( أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )) ، فالاستقامة المعنية في حقه في تلك المرحلة هي بداية استقامةالجسد ، بالنسبة لجسد الحيوان ، وذلك بدخول العقل البشري فجاة ، وكأنه قد هبط من السماء ، فشد قامة الجسد، فكان بذلك اول مخلوق يقف على الخط الفاصل بين الحيوانية والانسانية !! ذلك هو ( آدم ) في مرحلة من اطورا تقلبه ، في رحم الحياة العامة ( الارض ) وقد دخل تلك المرحلة الخطيرة ، بتلك ( القفزة الكبيرة ) مؤرخا دخول العقل البشري على مسرح الحياة !!.
والآية الكريمة (( ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ )) من اوضح الآيات التي تشير لتلك ( القفزة ) .. وهي من الآيات التي تتحدث عن مراحل اطوار ( خلق الانسان ) من سلالة الطين ، وفي رحم المرأة ، وقد اثبتتهاالاخت د. مهيرة ، في مداخلاتها اعلاه ، من ضمن مجموعة الايات التي تتحدث عن خلق الانسان .
وعبارة ( ثم ) كما هو معلوم تفيد التعبير عن طفرة او قفزة ، وتفيد ايضا ، التراخي في الزمن ، فمثلا جاء ( محمد واحمد ) ، يختلف من حيث وقت مجئ الاثنين ، عن معنى التعبير ( جاء محمد ، ثم احمد ) ، فعندما ترد في القرآن عبارة ( ثم ) لتفيد فترة زمنية ، او قفزة ما ، يمكن ان نتصور " مقدارها ونوعيتها " حسب الظرف المعين.
وعليه فان قوله تعالى ((َ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * ( ثُمَّ ) جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ )) ، انما تتحدث عن اطوارالخلق ( في مرحلتين ) المرحلة الاولى في رحم الحياة العامة ( الارض ) .. وهذا يشمل كل الاطوار قبل ظهورالعقل البشري ... والثانية (( ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ )) ، وهذه بداية التخلق في ( رحم المراة ).
والحديث الجاري عن مراحل الخلق في رحم الحياة العام ( الارض ) والذى قمته رحم تلك ( البقرة ) التي انجبت ( اول بشر ) ، فكان همزة الوصل بين طور الحيوانات ( 5 ) .. وطور البشر( 6 ) انظر في الرسم التوضيحي ( المنطقة السوداء ) توضح مكان القفزة ، وموقع ذلك ( البشر الاول ) الذي جاء من رحم ( البقر ) فكان ( آدم ) في مرحلة من اطوار تقلبه في الصور ، ومنه وانثاه ، جاءت السلالة البشرية الاولى ( اسلاف آدم الخليفة ) !!.
فآدم ( الخليفة ) مسبوق باوادم قبله ، وكانوا مقدمة له ، وهو صاحب اول ( نبوة ناجحة ) استقرت على الارض بعد انقراض اسلافه ، الذين يرجع اصلهم الي ذلك المخلوق ( البشر الاول ) ، والذى جاء بقفزة كبيرة من رحم الارض ، وقمته كان ( رحم تلك البقرة ) ، وليس من القردة ، كما ظن دارون .. فالقردة ( قوم ، مسخ ).
ذلك هو التصحيح ، الذى تحتاجه " نظرية دارون " بعد الدور الكبير الذى ادته ، بان جعلت موضوع التطور، موضوع حيوي ، على مسرح التداول .. والمعلم واحد ، وهو الله العظيم (( وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )) !!.
فاذا عقلنا عنه ، وحدث ذلك التصحيح الضروري ، وسوف يحدث ان شاء الله ، بتلك الآيات البينات ، حينها سوف يجد " مفهوم التطور " طريقه للمناهج التعليمية ، ويحدث ثورة فيها ، لانه اقرب الطرق ليؤدي التعليم وظيفته الاساسية .. فوظيفة التعليم الاساسية ، لا تتعدى التذكير بالقصة ((.. وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ )) !!.
ومنزلة ابونا آدم ( الخليفة ) وهي منزلة ( اول نبي ) ، قد حاول ان ينزلها قبله ، نماذج من اسلافه من تلك السلالة ، ولكنهم فشلوا لقربهم من حيث الزمن والوراثة باطوار الحيوان في الغابة ، ولما تاذن الله بظهور التجربة الناجحة ( آدم الخليفة ) جرى ذلك الحوار بين الله العظيم ، وملائكة الكرام ، قبيل ظهور آدم ، وذلك ما تحكيه الايات الكريمة :
(( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ( 33 ) من سورة البقرة
(( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ )) بذلك عبر الملائكة عن اعتراضهم محتجين في ادب ، بانهم احق بالخلافة على الأرض ، من البشر، مستندين على ما استقر في اذهانم من فشل تلك التجارب البشرية من اسلاف آدم، ولكن الله كشف لهم عن كمال النشأة البشرية ، ومقدرتها في التطور والتحسين التي اودعها فيها، بقوله (( إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ )) ويجرى الحوار المقدس ، الي ان اقتنع كل الملائكة ، واذعنوا للامر، الا ابليس (( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ )) .
وما جرى من صور الاقصاء ، والانقراض لاسلاف ( آدم الخليفة ) ، تكرر في مسيرة التاريخ عدة مرات في سلسلة من الامم من ( ابنائه ) وكمثال ، ما جرى لقوم " نوح عليه السلام " حيث غمرت مياه الطوفان الأرض بعد استخلاص نماذج من الاحياء ، مع نوح في السفينة ، ولذلك سمي سيدنا نوح ، بابي البشر الثاني .
تحياتي
محمد علي وديدي
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: محمد علي وديدي)
|
8 اسرار الهجرة النبوية ، ومسيرة تطور الحياة ، نحو الانسانية
من وراء الأحداث التاريخية التي ادت للهجرة ، اودعت يد الحكمة اسرار عظيمة ، يكمن فيها مفتاح حل كل الخلافات الفكرية ، والعقائدية ، بين طوائف المسلمين اليوم .. فقد اودع النبي الكريم ( محمد الانسان ) سر رسالته ، بين ( صاحبه !! .. وأخيه !! ) في تلك اللحظات التاريخية الحاسمة ، والخطيرة .. ترك " أخيه " علي كرم الله وجهه ( بمكة ) ينام على فراشه ( ليلة الهجرة ) ، والدار محاطة بالمتربصين به ، من شبان القبائل ، ليضربوه ، ضربة رجل واحد ، حسب خطتهم ( مكرهم ) ، فخرج من بينهم دون ان يشعروا ، و"علي" في الدار، وكان ظاهر الأمر ، في ذلك التكليف الخطير " لعلي كرم الله وجهه " كما هو معلوم ، ان يوزع الامانات لاهلها ( تلك الودائع التي كانت أمانة عند النبي الكريم ) لجماعة من أهل مكة ، ثم يلحق بالمهاجرين ..واصطحب النبي الكريم " صاحبه " ابوبكرالصديق في طريق هجرته ، ومن وراء ذلك التصرف ، حدد في تلك الحظة التاريخية الحاسمة خليفتين له ، هما محور النزاع ، والاقتتال الجاري حتى اليوم ، بين طوائف السنة والشيعة !!.
فبتركه " علي " بمكة ، في تلك اللحظات اشارة بليغة ، لعلاقة علي " بعلم النبوة ( القرآن المكي ) ، وفي اصطحابه " ابوبكر" في طريق هجرته للمدينة ، اشارة بليغة لعلاقة " ابوبكر" بأمر الرسالة ( القرآن المدني ).
والهجرة كانت في ظاهر الأمر ، هجرة من مكة للمدينة ، ولكنها في حقيقة الأمر ، هجرة من المستقبل ، للماضي ، هجرة من مستوى حاجة وطاقة ( الانسانية ) اليوم .. لمستوى حاجة وطاقة ( البشرية ) بالأمس .
فحياة نبينا الكريم ( محمد الانسان ) في ذلك الوقت ، هي مستقبل البشرية ، والذى اخذت تتطلع اليه اليوم ، بصورة واضحة في معنى تطلعها لتحقيق " الانسانية " وذلك برفع شعار( حقوق الانسان ) كما ورد القول آنفا ، بقيام اكبر تنظيم ، يمثل وحدة البشرية ( هيئة الامم المتحدة ) ولكنها لم تتهدي بعد الي الطريق الصاعد نحو الانسانية ، فوقفت حائرة ، وسط ضحايا الحروب ، والمجاعات ، والكوارث الطبيعية ، في كل جهات الارض ، رغم التقدم الحضاري والتكنلوجي الهائل الذى تحقق اليوم.. فالبيئة اليوم في مواجهة صارمة ، للاحياء وعلى قمتهم ( البشر ) ، مواجهة في شكل ، تحدى كبير يوجه الحياة ، اما الانقراض او التوائم ، لتستمر الحياة ، ولا يحصل التوائم الا ( بالعلم ) وذلك بادراك حقيقة ، اننا نعيش في هذا الوجود في بيئة روحية ، مظهرها مادي .. فكيف يُحصل ذلك ( العلم ، يقينا ) لتحصل المصالحة ، والموائمة المطلوبة ، مع هذه البيئة !!؟ .. الاجابة المباشرة ، واردة في قوله تعالى (( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ ، وَاتَّقَواْ ، لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ )) ..
فالايمان او قل ( العقيدة الصحيحة ) ، مقدمة ( للعلم ) تحياتي
محمد علي وديدي
نواصل
التعديل لتصحيح كلمات ، واضافة بقية جملة ، سقطت اثناء تحميل المداخلة .
(عدل بواسطة محمد علي وديدي on 05-26-2008, 02:02 PM) (عدل بواسطة محمد علي وديدي on 05-26-2008, 02:12 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: محمد علي وديدي)
|
الاخ الحبيب وديدي تحيتي ومحبتي تابعت بمتعة هذا البوست الملئ بالمعارف التي أضفت اليها أنت من روحك ووارداتك ما جعلها نسيجا واحدا رائعا. ان السبب الذي يجعل الناس وخاصة اصحاب نظرية الخلق من الغربيين والسلفين من الاسلاميين يرفضون فكرة أن عملية الخلق هي عملية تطور هي تصورهم للألوهيةوالاطلاق. فهم يرون الله على شكل محدد يتصرف ويخلق كما يتصرف البشر وهذا هو فخ فهم المعاني العرفانية وحبسها في اطار المعاني اللغوية للكلمة. فكلمة خلق تعطي في معناها القاعدي اللغوي الغليظ صورة معينة لفعل البشر في صنع الأشياء وتتطلب ان يكون فعل الله مطابقا لفعل البشر. اقول هذا وانا أعرف ان الاختلاف بين خلق الله وخلق البشر هو اختلاف مقدار بل هو نفس الشئ يراه المشرك المعدد فعلين مختلفين: فعل البشر وفعل الله. فاذا سألت احدهم مثلا من صنع الطائرة والتلفزيون يقول البشر واذا سألته من خلق الانسان يقول الله. وقد أثبت القران ان كلا الفعلين هما فعل الله حين قال سبحانه وتعالي " ام خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم.. قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار" وارجو ان اجد الوقت لأعود لهذا البوست الممتع مع تحياتي لك يا وديدي ولكل الاخوان معك أحمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: د.أحمد الحسين)
|
أخي العزيز دكتور أحمد المصطفى حسين . سلام ومحبة ، سعيد جداً بمـرورك ، ومتابعتك لهذا البوست ، وشكرا جزيلا على التعليق اللطيف ، والمطمئن ، وعلى الإضافة المركزة في تأكيد مسألة ( وحدانية الخلق ) وملاحظة اشكالية وصعوبة قبولها عند اصحاب نظرية الخلق من الغربيين والسلفيين من الاسلاميين ، وذلك لاشكال ، كما نوهت في معنى حديثك .. في التصور ( للارادة الالهية ، والارادة البشرية ) ، ونظرتهم لها ، لافعالها ، كفعلين مختلفين . فبالاضافة للآية الكريمة ، التي ذكرتها في مداخلتك ، هذه الاخرى شديدة الوضوح ايضا في تاكيد واحدانية الخالق ، وتفرده في ادارة شئون كونه ، وهي قوله تعالي (( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ )) .. طبعا هذا القول او الفهم كما تعلم ، يثير مسالة ( التسيير والتخيير ) تلك المعضلة ، التي اعيت الفكر البشري عبر الحقب الطويلة من التاريخ ، وقد عالجتها " الفكرة " بالصورة المريحة ، كما تعلم ، ولكن دائما يكون منها ، في النفس شئ من حتى ، كما قال الاستاذ ، او كما قال ، وهي مسالة مضمنة في معنى " مفهوم التطور " ارجو ان تاتي فرصة الحديث عنها لاحقا . كان في بالي ان يكون رد ( تعليقي ) على مداخلتك هـذه ، ياتي في سياق تكملة الجزء ( 8 ) اعـلاه ، في الحديث عن اسـرار الهجرة ، كفاصل تاريخي بين ( عهدين ) ، وربطها بتطور الحياة ، نحـو الانسانية ، ليكون ختام للحديث عن الشق الاول ، من عنوان هذا البوست ( نظرية التطور والمسيح .. ) ، لكني خشيت من ان يتاخر الرد اكثر من ذلك .. وشكرا على رفع البوست مرة اخرى .. واكتفي بذلك لاعود لمواصلة تكملة ذلك الجزء .. وارجو ان تجد الوقت ، ياد. احمد ، لتكون قريب دائما ، من هذا البوست ، معضددا ومسددا له ، بالتوجه ، والمتابعة والمشاركة وخاصة الملاحظات النقدية ، ولاشك انها سوف تكون قيمة ، ومفيدة .
تحياتي للاسرة الكريمة ، وكل الاخوان والاخوات من حولكم ..
متابع بهناك في الصالون " مبارزة " قصي وعاصم ، في بوست عبد الله عثمان عن مقال د. عمر القراي عن " سد مروي".. ومداخلاتك ، وآخرين ( ذلك الحوارالقيم) في ذلك الخيط .
تحياتي للجميع
محمد علي وديدي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: محمد علي وديدي)
|
يقول الأخ الكريم وديدى:
Quote: ذلك هو التصحيح ، الذى تحتاجه " نظرية دارون " بعد الدور الكبير الذى ادته ، بان جعلت موضوع التطور، موضوع حيوي ، على مسرح التداول .. والمعلم واحد ، وهو الله العظيم (( وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )) !!. |
ولكن ذلك القول مردود لسببين واضحين:
1- علميا: فالعلم الحديث قد اثبت بالأدلة القاطعة خطأ نظرية التطور ولا يمكن لعالم يقدر العلم أن يقول بتطور الانسان من كائنات أخرى، بعد التقدم الهائل فى علم البايولوجى والوراثة وبعد اكتمال اكتشاف الجينوم البشرى.أما قولك بأن الاستاذ قد اكتشف أن البقرة هى الحلقة المفقودة التى وقف امامها دارون حائرافهوقول أحاجى لا تمت الى العلم بصلة. 2- دينيا: يقول جل وعلا، فى محكم تنزيله:أنه تعالى لم يشهد أحدا من خلقه على خلق انفسهم، ( Quote: مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا |
)قد يكون هذا الكلام ممكنا فى عصر دارون:1809-1882 أو بدايات عصر الأستاذ محمود فى القرن الماضى، ولكن هذا كلام مضحك لأى شخص قليل المعرفة العلمية فى هذا العصر! فكيف يتجرأ بشر بوصف عملية الخلق ويفترى على الله جل جلاله بالقول أن خلق الانسان تطور من خلية الأميبا..... ثم طور البقرة ...ثم تطور انسانا؟؟! تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: محمد علي وديدي)
|
Quote: 8 اسرار الهجرة النبوية ، ومسيرة تطور الحياة ، نحو الانسانية
من وراء الأحداث التاريخية التي ادت للهجرة ، اودعت يد الحكمة اسرار عظيمة ، يكمن فيها مفتاح حل كل الخلافات الفكرية ، والعقائدية ، بين طوائف المسلمين اليوم .. فقد اودع النبي الكريم ( محمد الانسان ) سر رسالته ، بين ( صاحبه !! .. وأخيه !! ) في تلك اللحظات التاريخية الحاسمة ، والخطيرة .. ترك " أخيه " علي كرم الله وجهه ( بمكة ) ينام على فراشه ( ليلة الهجرة ) ، والدار محاطة بالمتربصين به ، من شبان القبائل ، ليضربوه ، ضربة رجل واحد ، حسب خطتهم ( مكرهم ) ، فخرج من بينهم دون ان يشعروا ، و"علي" في الدار، وكان ظاهر الأمر ، في ذلك التكليف الخطير " لعلي كرم الله وجهه " كما هو معلوم ، ان يوزع الامانات لاهلها ( تلك الودائع التي كانت أمانة عند النبي الكريم ) لجماعة من أهل مكة ، ثم يلحق بالمهاجرين ..واصطحب النبي الكريم " صاحبه " ابوبكرالصديق في طريق هجرته ، ومن وراء ذلك التصرف ، حدد في تلك الحظة التاريخية الحاسمة خليفتين له ، هما محور النزاع ، والاقتتال الجاري حتى اليوم ، بين طوائف السنة والشيعة !!.
فبتركه " علي " بمكة ، في تلك اللحظات اشارة بليغة ، لعلاقة علي " بعلم النبوة ( القرآن المكي ) ، وفي اصطحابه " ابوبكر" في طريق هجرته للمدينة ، اشارة بليغة لعلاقة " ابوبكر" بأمر الرسالة ( القرآن المدني ).
والهجرة كانت في ظاهر الأمر ، هجرة من مكة للمدينة ، ولكنها في حقيقة الأمر ، هجرة من المستقبل ، للماضي ، هجرة من مستوى حاجة وطاقة ( الانسانية ) اليوم .. لمستوى حاجة وطاقة ( البشرية ) بالأمس .
|
اولا : الهجرة ، وخلافة ابوبكر معلوم ان حادثة ( الاسراء والمعراج ) ، قد حصلت في نهايات فترة مكة ، قبيل الهجرة ، اي بعد حوالي احدى عشر عاما من البعث ، والنبي الكريم حينها، كان على " 51 " عاما من العمر، حيث هاجر، وهو على حد ال" 53 " عاما
وحادثة الاسراء والمعراج من اكبر ايات الوجه ( العلمي للاسلام ) ، فقد جمعت بين ( علم الافاق ، وعلم النفوس ) .. ويمكن القول ، بلغة العصر اليوم ، بان اول رجل فضاء ، هو نبينا الكريم ( محمد الانسان ) ، وسيلة رحلته مركبة ( روحية ، مادية ) هي " البراق " .. والبراق كما جاء وصفه ( دابة ) أعلى حجما من البغل ، واقـل من الحصان ، يتحرك بسرعة " الفكر " يضع حافره ، حيث ما يقع بصره !! .. يقوده ، جبريل عليه السلام !!.
ومعلوم اليوم ان اقصى سرعة عرفها العلم الحديث ، هي سرعة الضوء ، وحتى الآن لم تصل سرعة اي جسم مادي ، لمستوى سرعة الضوء ، الا الضوء ذاته ( كطاقة ) .. وهذا يعني اذا سار جسم ما بسرعة الضوء ، يتحول الي ضـوء ( الي طاقة ) ... اما سرعة الفكر، فهي اكـبر من سـرعة الضوء ، وبسـرعة الفكر ، تمت رحلة ( الاسراء والمعراج ) ، وعلى ذلك يمكن تصور ، وجه الاعجاز العلمي في ذلك .
فالرحلة ، افقيا كانت ( الاسراء ) لبيت المقدس ، وراسيا ( المعراج ) للسموات السبع ، وهي الكواكب في مجموعتنا الشمسية ، وفي اعلى نقطة (( عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى )) ، توحدت ( الذات المحمدية ) فاصبح النبي الكريم ( وحدة ذاتية ، في وحدة زمانية ، في وحدة مكانية ) ، فخرج بذلك عن قيد الزمان والمكان ، او كاد ، فشاهد من لايحويه الزمان والمكان ، وعن تلك اللحظة قال (( ليلة عرج بي الي السماء انتسخ بصري ، في بصيرتي ، فرأيت الله )).
ويقول القرآن أيضا عن تلك اللحظة (( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى )) .. فهذه الآيات الكريمة ، تشير لملاقاة نبينا الكريم ( محمد الانسان ) ، ورؤيته لربه في مشهدين ( مرتين ).
المشهد الاول ، يكاد يكون خارج ( الزمان والمكان ) وهو قمة ( رحلة المعراج ) ، وتم بعين ( الحساسة السابعة) وهي الفؤاد ( والفؤاد سويداء القلب ) ، فقد توقف جبريل ، عند سدرة المنتهى ، وقال للنبي الكريم تقدم ، فقال النبي الكريم ، لجبريل ، اهذا مقام يترك فيه الخليل خليله !!؟ .. قال جبريل هذا مقامي ، لو تقدمت خطوة لاحترقت !!. فتقدم النبي الكريم ، وقد قال عن تلك اللحظة ، بعد توقف جبريل (( فزُج بي في النور الإلهي )) ، فشاهد ربه بعين ( قبله ) كما يخبرنا القرآن الكريم (( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى )) !؟ .
والروية الثانية ، او قل المشاهدة الثانية ، حصلت له في تنزل ادني من تلك ، (( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى )) وكانت بالعقل ( الحساسة السادسة ) عن طريق عيني الرأس .. وحدد مكانها ، وكيفبتها القرآن الكريم ، بقوله (( عِند سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى )) .. ثم بعد تلك " الالمامة الروحية " عاد نبينا الكريم الي الارض ، واصبح في داره بمكة ، وخرج في الصباح ليخبر القوم . حدثهم حينها ، ( بالاسراء فقط ) ولم يحدثهم بامر المعراج ، في تلك اللحظات ، حدثهم فقط بالرحلة الافقية على ظهر الارض ، من مكة ، حيث ( المسجد الحرام ) ، الي فلسطين ( حيث المسجد الاقصى ) .
فهزة الخبر عقول الناس ، هزة عنيفة " لغرابته " فقد كانوا منطقيين ، وواقعيين مع معطيات عصرهم ، فلم تقبل عقولهم ، وهـو يسافرون على ظهـور الدواب ، من الخيل والابل ، ينفقون الايام ، والليالي الطويلة ، في اسفارهم لقطع تلك المسافة ، ان ياتيهم احد ، و يحدثهم ، بانه قد قطعها " ذهابا وايابا " في ليلة واحدة !! ..
وزادت دهشتهم واستغرابهم ، انه كان يجاوب على كل اسئلتهم ، حول المعالم التي يعرفونها في ذلك الطريق ، بين مكة ، وبيت المقدس ، فاعتبروا ذلك سحرا ، كما يخبرنا القرآن (( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم ، مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْـنَ يَـدَيَّ مـنَ التَّوْرَاةِ ، وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ، فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ )) ، ومن تلك البينات ، اجابته صلى الله عليه وسلم ، بتفاصيل دقيقة ، لكل اسئلتهم عن المعالم المعروفة عندهم ، في ذلك الطريق ، بين مكة وفلسطين .
اما سيدنا ابوبكر ، فقد اسعفته ( العقيدة ) فاجرى الله على لسانه عبارات " التصديق " المعلومة ، بالاسراء والمعراج، حيث قال: ( اصدقه ، لو اتاني بخبر السماء ) مع ملاحظة ان النبي الكريم ، حدث الناس عن الاسراء فقط في تلك اللحظات .. فاصبح ابوبكر " صديقا " وتقوى به المؤمنين ، فصمد كل من اُرِيد به خير ، محتميا ( بالعقيدة ) امام تيارات الشكوك ، والتشكيك في صحة ذلك الخبر( الغريب ) على واقعهم المعاش ، وارتد البعض بعد اسلامه.
وبمعطيات عصرنا اليوم ، وبما تحقق من وسائل للسفر السريع ، فان الرحلة الافقية ( الاسراء ) بين مكة وفلسطين ، وعودة منها في ليلة واحدة ، تعتبر رحلة عادية جدا ، من حيث امكانية السرعة ، وهذا ما يؤكد ان ( الآيات المكية ) هي لليوم ، ففيها حاجة ، وطاقة المجتمع الكوكبي الحاضر .. ( فالاسراء معجزة علمية ) في مواجهة عقلية القرن السابع ، وما بعده ... ( والمعراج معجزة علمية ) فيها مواجهة مقنعة ومدخرة ، لعقلية اليوم ..
ومهما يكن من الامر ، فبعد حادثة الاسراء ، وقد ظهر هناك ( الامر ) اكبر مما يطيقون ، تصاعد عداء مشركي قريش ، للنبي الكريم ، واصاحبة الكرام ، حتى جاء الإذن بالهجرة للمدينة.
فالهجرة ، كانت تلطلفا بالناس ، ونزولا لحاجة عصرهم ، فكانت بمثابة الرجوع من المستقبل ( القرن العشرين ، وما بعده ) .. للماضي ( القرن السابع وما بعده ) ... وقد تغيرت بعد الهجرة ، لغة ( الخطاب القرآني ) في اسلوب الدعوة ، من الحـرية ، للوصاية ، بنزول آية السيف .. وترجحت بذلك كفة ( النذارة على البشارة ) .. فهو صلى الله عليه وسلم ، بعث بالمستويين (( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً ، وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلا فِيهَا نَذِيرٌ)) .
فتنزل بذلك ( الأمر) من مستوى حاجة ، وطاقة ( الانسانية ) ، لمستوى حاجة وطاقة ( البشرية ) ، واصبح التكليف قائم على مستوى ( العقيدة ) ودرجاتها ثلاث ، وهي ( الاسلام الاولي ، والايمان ، والاحسان ) .
وبعد انتقال النبي الكريم ، برز ابوبكر الصديق (( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ )) كما ذكره القرآن ، فقد كان موقفه عند ( خبر الاسراء ) ، وصحبته في ( الهجرة ) ، والأمر ، متجه " نحو المدينة " كانت اوضح اشارات الاعداد والحكمة ، ليكون ابوبكر الصديق ، خليفة ( الامر ) الذى نزل قرآنه ( بالمدينة ) .. وقد اثبت جدارته ، واهليته بموقفه الحاسم في مواجهة مانعي " الزكاة " بـُعيد انتقال النبي الكريم ، حيث اعتبرهم مرتدين ، رغم اقـرارهم بالشهادة ، وببقية اركان الاسلام ما عدا "الزكاة ".. الأمرالذي حير كبار الاصحاب ، وعلى راسهم سيدنا عمر بن الخطاب ، فقد اعترضوا عندما قرر ابوبكر الحرب ، قال عمر (( كيف نقاتل من يشهد ان لا إله إلا الله محمد رسول الله ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (( " الحديث "... فاذا فعلوا ، عصموا مني دمائهم ، واموالهم ، الا بحقها ))!؟ فقال له ابوبكر (( اولم يقل الا بحقها !!؟ .. فحقها الزكاة ، والله ، لاقاتلن من يفرق بين الصلاة والزكاة ، والله لو منعوني عقال بعير، كانوا يأدونه الي رسول الله ، لقاتلتهم عليه .. )) .. وقد فعل .. وبذلك حفظ مسيرة الاسلام بقوة ، وضوح رؤية ، ومعرفة بشح النفس البشرية ، وحاجتها للوصاية ، في ذلك العصر .
فظهر بذلك اول سر ، مـن اسرار الهجرة (( إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ ، إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ، ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ ، إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ..)) فمن نصرة الله للنبي الكريم ، ان جعل ابوبكر صاحبه في الهجرة ، وخليفة امره، بعد انتقاله مباشرة، فقد كادت ان تقع فتنة بين (الانصار والمهاجرين) بعيد انتقال النبي الكريم ، حيث اجتمع الانصار في سقيفة بني ساعدة ، لتنصيب خليفة منهم ، والنبي الكريم ، جسده بينهم، لم يوارى في الثرى ، فلحق بهم ابوبكر، وعمر، وتم حسم الامـر باجماع سريع ، قيضه الله لبيعة ابـوبكر، فحفظهم به مـن فتنة الاختلاف في تلك اللحظات الحرجة ، فالجسد النبوي الشريف ، كان لا يزال بينهم لم يواري في الثرى بعد(( وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ )).
محمد علي وديدي نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: محمد علي وديدي)
|
أخي العزيز د. أحمد أمين
كل عام وانتم بخير ، وألف مرحب بمرورك الكريم ، ومشاركتك في هذا البوست ، وشكرا جزيلا على ما تفضلت به من تعليق لطيف ، جددت به حيوية الخيط، أرجو أن أتمكن قريبا من مواصلة الحديث عن أسرار الهجرة، وخلافة علي كرم الله وجهه. *** تصحيح في مداخلتي السابقة: ( كلمة الحساسة، الصحيح " الحاسة ".. و" عين قبله، " عين قلبه ")
تحياتي محمد علي وديدي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: محمد علي وديدي)
|
Quote: وفي غضون تلك الفترة، جاء السؤال بذلك العمق، بعد قرابة 43 عاما من ثورة أكتوبر 1964م.. و 22 عاما من الانتفاضة ( ابريل 1985م ) ، وبعد حوالي عامين من اتفاقية السلام ( يناير ـ يوليو 2007م ) .. وحوالي ثمانية عشر عاما من عمر الإنقاذ ( يونيو 1989م ـ مارس2007م ) .
فبتتبع مسيرة الشعب خلال تلك الفترات ، وتجاربه مع الحكومات المتعاقبة ( مدنية كانت ، أم عسكرية ) ، تظهر أبعاد أهمية السؤال ، فقد أرخ منعطف تاريخي هام ، في طريق المسيرة ، نحو الدور العظيم ، الذى ينتظر الشعب السوداني !! ، فالسودان اليوم، وبقراءة للواقع هو في ابعد نقطة عن استقلاله الحقيقي !!.
إلا ان مسيرة الشعب ، وبتراكمات الوعي المحصل من التجارب ، خلال تلك الفترات ، يمكن القول بان المسيرة في اقرب نقطة من ساعة الصفر ، للحظة تفجير( الثورة الفكرية ) المرجوة ، كخلاصة لكل حركة التطور، ( تطور الحياة ، على ظهر هذه الأرض !! (( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) آية.
(( وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) !! ، فلم يعد الشعب السوداني اليوم ، وخاصة في قلب البلد ( الخرطوم ) ، متحمس لنهضة او انتفاضة ( عاطفية ) للتغيير ، كما حصل في أكتوبر 1964م ، وابريل 1985م .. فعلى عظمتهما التاريخية ، قد كانتا على صعيد ( عاطفي ) ، كانتا تكرار ثورة عاطفيـة ، تمثلت في كراهية الفساد ، والرغبة في التغيير ، دون امتلاك فكرة وطريقة ، للتغيير ، ولذلك تم إجهاضهما بسهولة ، من قبل الأحزاب الطائفية ، والتي عادة ما تقـوم بدورها الطبيعي ، وكأنه الأساسي، في تهيـئة البلاد للانقلابات العسكرية ، وذلك لفقـرها الفكري وفقدانها للمذهبية الواضحة !! ، فهل للطائفية ، جولة رابعة ، مع هذا الشعب الكريم ، في مقبل الأيام !!؟ .
مهما يكن من الأمر فقد تجمع الوعي اليوم، ولا يزال يتجمع، خلف سدود الحيرة، حول السؤال ما هو البديل !!؟؟ ، كما تتجمع مياه السيل خلف السدود " قطرة، قطرة " وكلما ارتفعت السدود، كلما ارتفعت كميات ، ومناسيب المياه المتجمعة من خلفها ، وفي لحظة صفر ، ينهار السد ، أمام قوة ضغط المياه عليه ، فيندلق السيل بقوة عارمة !! .. وحتى لا يكون سيلا هداما ، لا بد من بوصلة قوية توجه اندفاعاته .. لم يبقى أمام الشعب السوداني اليوم، بوصلة غير: لا إله إلا الله !! .
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: محمد علي وديدي)
|
Quote: والانقاذ: ( حكومة الجبهة القومية ) ، كانت قد رفعت شعار ( لا إله إلا الله ) ، منذ بداية ايامها ، بعد ان اسفرت عن هويتها ، و لكن من غير فهـم في التجديد ، والتطوير ، وتبنت شعارات تطبيق ( الشريعة ) بما اسمته ( المشروع الحضاري ) تكرارا لتجربة مايو ، في اخريات ايامها ( قوانين سبتمبر 1983م ) .. تلك القوانين التي ادعى منظروها بانها الشريعة الاسلامية !! .. وقد ظهر بعد التجربة العملية اليوم ، ان محصلة التجربتين ، مضافة الى ما قبلها من السياسات ، قد اوصلت البلاد الي هذا الواقع ، لتكون تحت الوصاية الدولية !!؟؟ .. فنرجو الله ان تكون هذه التجربة هي الاخيرة ، ليعرف الشعب ، المطلـوب منه حقيقة ، وينهض لدوره العظيم ، دون حاجة لتكرار التجارب الفاشلة : ( فكل تجربة لا تورث حكمة تكرر نفسها ) !!.
فالشريعة المكرمة بالحكمة ، وهي على اكمل صورها ، التي طبقت بها ، في بداية عهد الامة الاسلامية ، في القرن السابع ، قامت على 25 % من عدد سور القرآن ، ذلك هو ( القرآن المدني ) ، فهي بذلك ليست الكلمة الاخيرة في الدين !! وبالتالي لا تملك حلا لمشاكل اليوم !! ، كما ان الحل ليس في الفكر ( العلماني ) ، وتجربة الماركسية التي مر بها العالم ، بزعامة الاتحاد السوفيتي المنحل ، تجربة كافية في برهان ذلك .. و أيضا تجربة امريكا ( الديمقراطية ، العسكرية !! ) الجارية اليوم ، وخاطرتها ( العولمة ) تتحدث عن نفسها ، بانها لا تملك حل لمشكلة !! وانما حلول مشاكل اليوم ، في المستوى العلمي من الاسلام ، والذى يقوم تشريعه ( السنة ) على ال 75 % من عدد سور القرآن !! ، فالاسلام في ذلك المستوى ، للإنسانية جمعاء ، وهو ديمقراطي ، اشتراكي!!.
وفي ذلك المضمار ، تفصيل واسع ، في ما قدمه الاستاذ محمود محمد طه في " فكرة " متكاملة ، دعى فيها لتطوير التشريع من مستوى ( الشريعة ) التي انبثقت من ( القران المدني ) ، ونظمت حياة الاصحاب، الي مستوى ( السنة ) التي انبثقت من ( القرآن المكي ) واقام عليها النبي الكريم : ( محمد الانسان ) حياته الخاصة ، كطليعة لعهد ( دولة الانسان ) !! .. وقد ظهرت الحاجة لذلك التطوير بصـورة واضحة ، ومحسوسة اليوم: محليا ، وعالميا ، بعد أن فشلت كل محاولات تطبيق الشريعة ، في جميع البلاد الاسلامية ، وما افرزته تلك المحاولات من مشاكل ، حتى اصبح هناك تدخل مباشر من ( امريكا ) ، وبصورة وصاية سافرة ، في تحديد شكل المناهج الدينية ، التي تدرس في مدارس بعض البلدان الاسلامية !!؟ .
( فمن لم يسير الي الله بلطائف الاحسان ، قيد اليه بسلاسل الامتحان ) كما قال العارفون .. فالله له حكمته البالغة في التعليم ، فـقد حصلت الاستفادة المرجوة من التجارب ، في رفع الخط البياني للوعي العام ( العقل الجمعي ) بصورة كبيرة ، فما يجرى اليوم في السودان ، والعالم من تخبط ، وحيرة ، مظهر لقوله تعالى: (( فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ )) آية .. ومن صور استدراجه اللطيفة ، الواقع المحير ، الذى نبع منه ذلك السؤال العميق المدلول : فهو بذلك بشارة ، لخير كثير قادم : (( إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم )) آية .. فدولة الانسان ، ثمرة طبيعية قادمة ، في طريق التطور الطبيعي للحياة ، ويسرع بعجلتها ، تطور" الوعي بمسارات الحق" ، وغاياته ، على ظهر هذه الارض !! |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: عبد الحي علي موسى)
|
سلام يا كرام
شكرا أخي العزيز عبد الحي علي موسى ، على المرور والتعليق، وصحيح ما قلت ، فوحدة الوجود هي أصل الموضوع، وحتى يتهيأ الظرف ، للمواصلة بالجديد ، اعتقد رفع الخيط بإعادة ما ورد في المقدمة ، وأيضا ما ورد في فقرات " البيان/4 " المثبت رابطة ، من الأرشيف، يناسب الواقع الجاري الآن .
ويمكنك ان تواصل معي ذلك ، حتى يكون الموضوع فوق ، كما تريد ، بقولك :
Quote: طبعا موضوع كهذا يجب أن يكون عاليا دائما. |
ولو تكرم الاخ بكري ابوبكر، بتثبيت الرابط ، في أعلى الصفحة، لبعض الوقت في هذه الأيام ، يكون ما قصر، فلعل ما ورد فيه، يكون مساهمة في إنارة الطريق في هذا النفق المظلم، الذي يمر به السودان.
وللأخ بكري أبوبكر الشكر والتقديرعلى كل حال .
خالص التحايا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: مامون أحمد إبراهيم)
|
سلام سلام أهيل المدام خذوني عليكم فأنتم كرام علينا إليكم توارى الطريق فهلا سمحتم لنا بالبريق وهلا سمعتم نداء الغريق ببحر عميق وليل ظلام كل البشرية اليوم - إلا القليل - ببحر عميق وليل ظلام. البشرية اليوم لا منجي لها غير هذا الفهم العلمي للدين الذي طرحه الأستاذ محمود محمد طه. تعرف.... أنا فتحت البوست وسحبت الماوس عشوائيا وتوقفت في موضوع الهجرة، ليس صدفة وإنما قدرا مقدورا من مسبب الأقدار. فوجدت الإشارة إلى سيدنا أبي بكر (الصاحب) وسيدنا علي (الأخ). الأثنان (الصاحب) (والأخ) أكن لهما محبة خاصة، تزيد في غير تناهي، لصالح (الأخ) وزوجه وبنيه وبناته وأمنا الكبرى خديجة، واللهم لا تلمني فيما تملك ولا أملك. هاتان الشخصيتان اللتان يتعارك فيهما الناس حتى يومنا هذا – شيعة وسنة – ولا يستطيع فريق إقناع الآخر، فإن الحل كذلك عند الأستاذ رغم أن بالبوست إشارة طفيفة لهذا الموضوع. عليه – رجاءا – أخ وديدي أن تتناول هذا الموضوع بمزيد من الكتابة وحبذا لو أعطيتنا شيئا من المقام الحسني والحسيني وأنت الأهل لذلك. آسف قد أكون خرجت عن فكرة البوست ولكن...... وسأرفع البوست لاحقا بما لدي من فكرة متواضعة جدا عن وحدة الوجود. عاطر تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: عبد الحي علي موسى)
|
وحدة الوجود: يقول الله تعالى: ((إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون)) ففعل الأمر (كن) تدل على أن هنالك شيئا خوطب، فكان شيئا آخر. وتتسلسل الأشياء لنهاية وليس هنالك عدم. الرقم واحد هو أساس جميع الأرقام فمثلا الرقم 7 هو نفسه الرقم 1، فقط كرر نفسه سبعة مرات. كذلك الرقم 56 هو نفسه الرقم 7 تكرر 8 مرات وهكذا جميع الأرقام هي في الحقيقة مظهر من مظاهر الرقم 1 الحروف: العربية والغير عربية بل حتى الحروف الصوتية فأصلها، هواء يخرج من الصدر (الرئتين) ويتشكل بواسطة الحلق أو اللسان أو الشفتين. العناصر الكيميائية: ذرة الهيدروجين (H) وزنها الذري = 1 ذرة الأوكسجين (O) الوزن الذري = 16 هي نفسها ذرة هايدروجين فقط زاد وزنها الذري. وكذلك بقية عناصر الجدول الدوري. ويا حبذا لو ساعدنا أهل الكيمياء في ذلك. فكل عناصر الكون المتعددة إنما هي مظهر من مظاهر الواحد الذي لا يتجزأ. يقول ابن عطاء الله السكندري: كان الله ولا شيء معه، وهو الآن على ما عليه كان. والجملة التي في عجز المقولة، (وهو الآن على ما عليه كان)، تعني أنه –الآن- ليس معه شيء كما كان . فلم تبقى إلا الوحدة. مع تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: محمد علي وديدي)
|
سلام يا كرام
اليوم الثلاثاء الأول من محرم 1432 هــ ، الموافق 7 ديسمبر 2010م ..
وقد وصلت مسيرة سوداننا الحبيب، الي هذا المنعطف الخطير ، والحاسم !!؟؟
نرجو الله ان يكون هذا العام الهجري الجديد (عام هجرة حسية ومعنوية ) هجرة ، من معاناه الحياة في طور البشرية وجهالاتها ، الي نعيم الحياة في " مرتبة الإنسانية " وكمالاتها ..
Quote: 8 أسرار الهجرة النبوية ، ومسيرة تطور الحياة ، نحو الإنسانية
من وراء الأحداث التاريخية التي أدت للهجرة ، أودعت يد الحكمة أسرار عظيمة ، يكمن فيها مفتاح حل كل الخلافات الفكرية ، والعقائدية ، بين طوائف المسلمين اليوم.. فقد أودع النبي الكريم ( محمد الإنسان ) سر رسالته، بين ( صاحبه !! .. وأخيه !! ) في تلك اللحظات التاريخية الحاسمة، والخطيرة.. ترك " أخيه " علي كرم الله وجهه ( بمكة ) ينام على فراشه( ليلة الهجرة ) ، والدار محاطة بالمتربصين به ، من شبان القبائل ، ليضربوه ، ضربة رجل واحد ، حسب خطتهم ( مكرهم ) ، فخرج من بينهم دون ان يشعروا ، و"علي" في الدار، وكان ظاهر الأمر ، في ذلك التكليف الخطير " لعلي كرم الله وجهه " كما هو معلوم ، ان يوزع الأمانات لأهلها ( تلك الودائع التي كانت أمانة عند النبي الكريم ) لجماعة من أهل مكة ، ثم يلحق بالمهاجرين ..
واصطحب النبي الكريم " صاحبه " ابوبكر الصديق في طريق هجرته ، ومن وراء ذلك التصرف ، حدد في تلك اللحظة التاريخية الحاسمة خليفتين له ، هما محور النزاع ، والاقتتال الجاري حتى اليوم ، بين طوائف السنة والشيعة !!.
فبتركه " علي " بمكة ، في تلك اللحظات إشارة بليغة ، لعلاقة علي " بعلم النبوة ( القرآن المكي ) ، وفي اصطحابه " ابوبكر" في طريق هجرته للمدينة ، إشارة بليغة لعلاقة " ابوبكر" بأمر الرسالة ( القرآن المدني ).
والهجرة كانت في ظاهر الأمر، هجرة من مكة للمدينة، ولكنها في حقيقة الأمر، هجرة من المستقبل، للماضي، هجرة من مستوى حاجة وطاقة ( الإنسانية ) اليوم.. لمستوى حاجة وطاقة( البشرية ) بالأمس .
فحياة نبينا الكريم ( محمد الإنسان ) في ذلك الوقت ، هي مستقبل البشرية ، والذي أخذت تتطلع إليه اليوم ، بصورة واضحة في معنى تطلعها لتحقيق " الإنسانية " وذلك برفع شعار( حقوق الإنسان ) كما ورد القول آنفا ، بقيام اكبر تنظيم ، يمثل وحدة البشرية ( هيئة الأمم المتحدة ) ولكنها لم تهتدي بعد الي الطريق الصاعد نحو الإنسانية ، فوقفت حائرة ، وسط ضحايا الحروب ، والمجاعات ، والكوارث الطبيعية ، في كل جهات الأرض ، رغم التقدم الحضاري والتكنولوجي الهائل الذى تحقق اليوم..
فالبيئة اليوم في مواجهة صارمة ، للأحياء وعلى قمتهم ( البشر ) ، مواجهة في شكل ، تحدى كبير يوجه الحياة ، إما الانقراض او التوائم ، لتستمر الحياة ، ولا يحصل التوائم إلا ( بالعلم ) وذلك بادراك حقيقة ، إننا نعيش في هذا الوجود في بيئة روحية ، مظهرها مادي .. فكيف يُحصل ذلك ( العلم ، يقينا ) لتحصل المصالحة ، والموائمة المطلوبة ، مع هذه البيئة !!؟ ..
الإجابة المباشرة ، واردة في قوله تعالى (( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ ، وَاتَّقَواْ ، لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ )) ..
فالإيمان او قل ( العقيدة الصحيحة ) ، مقدمة ( للعلم)
تحياتي
محمد علي وديدي
نواصل |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: محمد علي وديدي)
|
Quote: أولا : الهجرة ، وخلافة ابوبكر معلوم ان حادثة ( الإسراء والمعراج ) ، قد حصلت في نهايات فترة مكة ، قبيل الهجرة ، أي بعد حوالي إحدى عشر عاما من البعث ، والنبي الكريم حينها، كان على " 51 " عاما من العمر، حيث هاجر، وهو على حد ال" 53 " عاما
وحادثة الإسراء والمعراج من اكبر آيات الوجه ( العلمي للإسلام ) ، فقد جمعت بين ( علم الآفاق ، وعلم النفوس ) .. ويمكن القول ، بلغة العصر اليوم ، بان أول رجل فضاء ، هو نبينا الكريم ( محمد الإنسان) ، وسيلة رحلته مركبة ( روحية ، مادية ) هي " البراق " .. والبراق كما جاء وصفه ( دابة ) أعلى حجما من البغل ، واقـل من الحصان ، يتحرك بسرعة " الفكر " يضع حافره ، حيث ما يقع بصره !! .. يقوده ، جبريل عليه السلام !!.
ومعلوم اليوم ان أقصى سرعة عرفها العلم الحديث ، هي سرعة الضوء ، وحتى الآن لم تصل سرعة إي جسم مادي ، لمستوى سرعة الضوء ، إلا الضوء ذاته ( كطاقة ) .. وهذا يعني إذا سار جسم ما، بسرعة الضوء ، يتحول الي ضـوء ( الي طاقة ) ... أما سرعة الفكر، فهي اكـبر من سـرعة الضوء، وبسـرعة الفكر ، تمت رحلة ( الإسراء والمعراج ) ، وعلى ذلك يمكن تصور ، وجه الإعجاز العلمي في ذلك .
فالرحلة ، أفقيا كانت ( الإسراء ) لبيت المقدس ، وراسيا ( المعراج ) للسموات السبع ، وهي الكواكب في مجموعتنا الشمسية ، وفي أعلى نقطة (( عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى )) ، توحدت ( الذات المحمدية ) فأصبح النبي الكريم ( وحدة ذاتية ، في وحدة زمانية ، في وحدة مكانية ) ، فخرج بذلك عن قيد الزمان والمكان ، او كاد ، فشاهد من لايحويه الزمان والمكان ، وعن تلك اللحظة قال (( ليلة عرج بي الي السماء أنتسخ بصري ، في بصيرتي ، فرأيت الله )).
ويقول القرآن أيضا عن تلك اللحظة (( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى )) .. فهذه الآيات الكريمة ، تشير لملاقاة نبينا الكريم ( محمد الإنسان ) ، ورؤيته لربه في مشهدين ( مرتين ).
المشهد الأول ، يكاد يكون خارج ( الزمان والمكان ) وهو قمة ( رحلة المعراج ) ، وتم بعين ( الحساسة السابعة) وهي الفؤاد ( والفؤاد سويداء القلب ) ، فقد توقف جبريل ، عند سدرة المنتهى ، وقال للنبي الكريم تقدم ، فقال النبي الكريم ، لجبريل ، أهذا مقام يترك فيه الخليل خليله !!؟ .. قال جبريل هذا مقامي، لو تقدمت خطوة لاحترقت !!.
فتقدم النبي الكريم ، وقد قال عن تلك اللحظة ، بعد توقف جبريل (( فزُج بي في النور الإلهي )) ، فشاهد ربه بعين ( قلبه ) كما يخبرنا القرآن الكريم (( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى )) !؟ .
والروية الثانية ، او قل المشاهدة الثانية ، حصلت له في تنزل ادني من تلك ، (( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى )) وكانت بالعقل ( الحساسة السادسة ) عن طريق عيني الرأس .. وحدد مكانها ، وكيفيتها القرآن الكريم ، بقوله (( عِند سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى )) .. ثم بعد تلك " الإلمامة الروحية " عاد نبينا الكريم الي الأرض ، وأصبح في داره بمكة ، وخرج في الصباح ليخبر القوم .
حدثهم حينها ، ( بالإسراء فقط ) ولم يحدثهم بأمر المعراج ، في تلك اللحظات ، حدثهم فقط بالرحلة الأفقية على ظهر الأرض ، من مكة ، حيث ( المسجد الحرام ) ، الي فلسطين ( حيث المسجد الأقصى) .
فهزة الخبر عقول الناس ، هزة عنيفة " لغرابته " فقد كانوا منطقيين ، وواقعيين مع معطيات عصرهم ، فلم تقبل عقولهم ، وهـو يسافرون على ظهـور الدواب ، من الخيل والإبل ، ينفقون الأيام ، والليالي الطويلة ، في أسفارهم لقطع تلك المسافة ، ان يأتيهم احد ، و يحدثهم ، بأنه قد قطعها " ذهابا وإيابا " في ليلة واحدة !! ..
وزادت دهشتهم واستغرابهم ، انه كان يجاوب على كل أسئلتهم ، حول المعالم التي يعرفونها في ذلك الطريق ، بين مكة ، وبيت المقدس ، فاعتبروا ذلك سحرا ، كما يخبرنا القرآن (( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم ، مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْـنَ يَـدَيَّ مـنَ التَّوْرَاةِ ، وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ، فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ )) ، ومن تلك البينات ، إجابته صلى الله عليه وسلم ، بتفاصيل دقيقة ، لكل أسئلتهم عن المعالم المعروفة عندهم ، في ذلك الطريق ، بين مكة وفلسطين .
أما سيدنا ابوبكر ، فقد أسعفته ( العقيدة ) فأجرى الله على لسانه عبارات " التصديق " المعلومة ، بالإسراء والمعراج، حيث قال: ( أصدقه ، لو أتاني بخبر السماء ) مع ملاحظة ان النبي الكريم ، حدث الناس عن الإسراء فقط في تلك اللحظات .. فأصبح ابوبكر " صديقا " وتقوى به المؤمنين ، فصمد كل من أريد به خير ، محتميا ( بالعقيدة ) أمام تيارات الشكوك ، والتشكيك في صحة ذلك الخبر( الغريب ) على واقعهم المعاش ، وارتد البعض بعد إسلامه.
وبمعطيات عصرنا اليوم ، وبما تحقق من وسائل للسفر السريع ، فان الرحلة الأفقية ( الإسراء ) بين مكة وفلسطين ، وعودة منها في ليلة واحدة ، تعتبر رحلة عادية جدا ، من حيث إمكانية السرعة ، وهذا ما يؤكد ان ( الآيات المكية ) هي لليوم ، ففيها حاجة ، وطاقة المجتمع الكوكبي الحاضر .. ( فالإسراء معجزة علمية ) في مواجهة عقلية القرن السابع ، وما بعده ... ( والمعراج معجزة علمية ) فيها مواجهة مقنعة، ومدخرة، لعقلية اليوم..
ومهما يكن من الأمر ، فبعد حادثة الإسراء ، وقد ظهر هناك ( الأمر ) اكبر مما يطيقون ، تصاعد عـداء مشركي قريش ، للنبي الكريم ، واصاحبة الكرام ، حتى جاء الإذن بالهجرة للمدينة.
فالهجرة ، كانت تلطلفا بالناس ، ونزولا لحاجة عصرهم ، فكانت بمثابة الرجوع من المستقبل ( القرن العشرين ، وما بعده ) .. للماضي ( القرن السابع وما بعده ) ... وقد تغيرت بعد الهجرة ، لغة ( الخطاب القرآني ) في أسلوب الدعوة ، من الحـرية ، للوصاية ، بنزول آية السيف .. وترجحت بذلك كفة ( النذارة على البشارة ) .. فهو صلى الله عليه وسلم ، بعث بالمستويين (( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً ، وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلا فِيهَا نَذِيرٌ)) .
فتنزل بذلك ( الأمر) من مستوى حاجة ، وطاقة ( الإنسانية ) ، لمستوى حاجة وطاقة ( البشرية ) ، وأصبح التكليف قائم على مستوى ( العقيدة ) ودرجاتها ثلاث ، وهي ( الإسلام الأولي ، والإيمان ، والإحسان)) .
وبعد انتقال النبي الكريم ، برز ابوبكر الصديق (( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ )) كما ذكره القرآن ، فقد كان موقفه عند ( خبر الإسراء ) ، وصحبته في ( الهجرة ) ، والأمر ، متجه " نحو المدينة " كانت أوضح إشارات الإعداد والحكمة ، ليكون ابوبكر الصديق ، خليفة ( الأمر ) الذى نزل قرآنه ( بالمدينة ) .. وقد اثبت جدارته ، وأهليته بموقفه الحاسم في مواجهة مانعي " الزكاة " بـُعيد انتقال النبي الكريم ، حيث اعتبرهم مرتدين ، رغم إقرارهم بالشهادة ، وببقية أركان الإسلام ما عدا "الزكاة ".. الأمر الذي حير كبار الأصحاب ، وعلى رأسهم سيدنا عمر بن الخطاب ، فقد اعترضوا عندما قرر ابوبكر الحرب ، قال عمر (( كيف نقاتل من يشهد ان لا إله إلا الله محمد رسول الله ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (( " الحديث "... فإذا فعلوا ، عصموا مني دمائهم ، وأموالهم ، إلا بحقها ))!؟
فقال له ابوبكر (( أولم يقل إلا بحقها !!؟ .. فحقها الزكاة ، والله ، لاقاتلن من يفرق بين الصلاة والزكاة ، والله لو منعوني عقال بعير، كانوا يوأدونه الي رسول الله ، لقاتلتهم عليه .. )) .. وقد فعل .. وبذلك حفظ مسيرة الإسلام بقوة ، وضوح رؤية ، ومعرفة بشح النفس البشرية ، وحاجتها للوصاية ، في ذلك العصر .
فظهر بذلك أول سر، مـن أسرار الهجرة (( إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ ، إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ، ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ ، إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ..)) فمن نصرة الله للنبي الكريم ، ان جعل ابوبكر صاحبه في الهجرة ، وخليفة أمره، بعد انتقاله مباشرة، فقد كادت ان تقع فتنة بين (الأنصار والمهاجرين) بعيد انتقال النبي الكريم ، حيث اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ، لتنصيب خليفة منهم ، والنبي الكريم ، جسده بينهم، لم يوارى في الثرى ، فلحق بهم ابوبكر، وعمر، وتم حسم الأمر بإجماع سريع ، قيضه الله لبيعة ابـوبكر، فحفظهم به مـن فتنة الاختلاف في تلك اللحظات الحرجة ، فالجسد النبوي الشريف ، كان لا يزال بينهم لم يواري في الثرى بعد(( وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ )) .
محمد علي وديدي نواصل |
(( وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ، وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )) [الأنفال : 33]
نستغفرك اللهم، ونستهديك ، لنواصل الحديث عن "أسرار الهجرة ، وخلافة علي بن أبي طالب " وعلاقة ذلك بواقعنا الجاري اليوم، ومنذ حين مضى ، على ضوء الحديث النبوي الشريف :- ( لا تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله ، لا يضرهم من خالفهم ، حتى يأتي أمر الله ))!!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: محمد علي وديدي)
|
Quote: سلام يا كرام ... ورمضان كريم
ارجو ان يكون هذا البوست تكملة ، واضافة ، لما ورد من حديث عن ( دولة الانسان ) في مساهمتي في الاجابة على السؤال الذي كان قد ورد في هذا البورد ( سوانيزاون لاين ) ، من الاخ محمد عمر الفكي ، في ذلك البوست الذى تارشـف في الربع الاول من هذا العام 2007م .. وكان الاخ محمد عمر ، قد اتخذ من صيغة سؤاله عنوانا للبوست : ( هل الله يؤيد الانقاذ علينا !!؟ ( فمجئ السؤال ، بتلك الصيغة المعبرة بصدق عن الحيرة قد ( وضع الفاس على أصل الشجرة ) خاصة اذا اعتّبر الزمن الذى ورد فيه ( مارس2007م ) اي بعد نصف قرن ، من رفع علم استقلال السودان ( 1956م ـ 2007م )!! .
وفي غضون تلك الفترة ، جاء السؤال بذلك العمق ، بعد قرابة 43 عاما من ثورة اكتوبر 1964م .. و 22 عاما من الانتفاضة ( ابريل 1985م ) ، وبعد حوالي عامين من اتفاقية السلام ( يناير ـ يوليو 2007م ) .. وحوالي ثمانية عشر عاما من عمر الانقاذ ( يونيو 1989م ـ مارس2007م ) .
فبتتبع مسيرة الشعب خلال تلك الفترات ، وتجاربه مع الحكومات المتعاقبة ( مدنية كانت ، ام عسكرية ) ، تظهر ابعاد اهمية السؤال ، فقد ارخ منعطف تاريخي هام ، في طريق المسيرة ، نحو الدور العظيم ، الذى ينتظر الشعب السوداني !! ، فالسودان اليوم ، وبقراءة للواقع هو في ابعد نقطة عن استقلاله الحقيقي !!.
الا ان مسيرة الشعب ، وبتراكمات الوعي المحصل من التجارب ، خلال تلك الفترات ، يمكن القول بان المسيرة في اقرب نقطة من ساعة الصفر ، للحظة تفجير( الثورة الفكرية ) المرجوة ، كخلاصة لكل حركة التطور، تطور الحياة ، على ظهر هذه الارض !!( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) آية.
(( وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) !! ، فلم يعد الشعب السوداني اليوم ، وخاصة في قلب البلد ( الخرطوم ) ، متحمس لنهضة او انتفاضة ( عاطفية ) للتغيير ، كما حصل في اكتوبر 1964م ، وابريل 1985م .. فعلى عظمتهما التاريخية ، قد كانتا على صعيد ( عاطفي ) ، كانتا تكرار ثورة عاطفيـة ، تمثلت في كراهية الفساد ، والرغبة في التغيير ، دون امتلاك فكرة وطريقة ، للتغيير ، ولذلك تم اجهاضهما بسهولة ، من قبل الاحزاب الطائفية ، والتي عادة ما تقـوم بدورها الطبيعي ، وكأنه الاساسي، في تهيـئة البلاد للانقلابات العسكرية ، وذلك لفقـرها الفكرى وفقدانها للمذهبية الواضحة !! ، فهل للطائفية ، جولة رابعة ، مع هذا الشعب الكريم ، في مقبل الايام !!؟ .
مهما يكن من الامر فقد تجمع الوعي اليوم ، ولا يزال يتجمع ، خلف سدود الحيرة ، حول السؤال ما هو البديل !!؟؟ ، كما تتجمع مياه السيل خلف السدود " قطرة ، قطرة " وكلما ارتفت السدود ، كلما ارتفعت كميات ، ومناسيب المياه المتجمعة من خلفها ، وفي لحظة صفر ، ينهار السد ، امام قوة ضغط المياه عليه ، فيندلق السيل بقوة عارمة !! .. وحتى لا يكون سيلا هداما ، لا بد من بوصلة قوية توجه اندفاعاته .. لم يبقى امام الشعب السوداني اليوم ، بوصلة غير: لا إله إلا الله !! .
والانقاذ: ( حكومة الجبهة القومية ) ، كانت قد رفعت شعار ( لا إله إلا الله ) ، منذ بداية ايامها ، بعد ان اسفرت عن هويتها ، و لكن من غير فهـم في التجديد ، والتطوير ، وتبنت شعارات تطبيق ( الشريعة ) بما اسمته ( المشروع الحضاري ) تكرارا لتجربة مايو ، في اخريات ايامها ( قوانين سبتمبر 1983م ) .. تلك القوانين التي ادعى منظروها بانها الشريعة الاسلامية !! .. وقد ظهر بعد التجربة العملية اليوم ، ان محصلة التجربتين ، مضافة الى ما قبلها من السياسات ، قد اوصلت البلاد الي هذا الواقع ، لتكون تحت الوصاية الدولية !!؟؟ .. فنرجو الله ان تكون هذه التجربة هي الاخيرة ، ليعرف الشعب ، المطلـوب منه حقيقة ، وينهض لدوره العظيم ، دون حاجة لتكرار التجارب الفاشلة : ( فكل تجربة لا تورث حكمة تكرر نفسها ) !!.
فالشريعة المكرمة بالحكمة ، وهي على اكمل صورها ، التي طبقت بها ، في بداية عهد الامة الاسلامية ، في القرن السابع ، قامت على 25 % من عدد سور القرآن ، ذلك هو ( القرآن المدني ) ، فهي بذلك ليست الكلمة الاخيرة في الدين !! وبالتالي لا تملك حلا لمشاكل اليوم !! ، كما ان الحل ليس في الفكر ( العلماني ) ، وتجربة الماركسية التي مر بها العالم ، بزعامة الاتحاد السوفيتي المنحل ، تجربة كافية في برهان ذلك .. و أيضا تجربة امريكا ( الديمقراطية ، العسكرية !! ) الجارية اليوم ، وخاطرتها ( العولمة ) تتحدث عن نفسها ، بانها لا تملك حل لمشكلة !! وانما حلول مشاكل اليوم ، في المستوى العلمي من الاسلام ، والذى يقوم تشريعه ( السنة ) على ال 75 % من عدد سور القرآن !! ، فالاسلام في ذلك المستوى ، للإنسانية جمعاء ، وهو ديمقراطي ، اشتراكي!!. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: محمد علي وديدي)
|
Quote: وفي ذلك المضمار ، تفصيل واسع ، في ما قدمه الأستاذ محمود محمد طه في " فكرة " متكاملة ، دعا فيها لتطوير التشريع من مستوى ( الشريعة ) التي انبثقت من ( القران المدني ) ، ونظمت حياة الأصحاب، الي مستوى ( السنة ) التي انبثقت من ( القرآن المكي ) وأقام عليها النبي الكريم : ( محمد الإنسان ) حياته الخاصة ، كطليعة لعهد ( دولة الإنسان ) !! ..
وقد ظهرت الحاجة لذلك التطوير بصـورة واضحة ، ومحسوسة اليوم: محليا ، وعالميا ، بعد أن فشلت كل محاولات تطبيق الشريعة ، في جميع البلاد الإسلامية ، وما أفرزته تلك المحاولات من مشاكل ، حتى أصبح هناك تدخل مباشر من ( أمريكا ) ، وبصورة وصاية سافرة ، في تحديد شكل المناهج الدينية ، التي تدرس في مدارس بعض البلدان الإسلامية !!؟ .
( فمن لم يسير الي الله بلطائف الإحسان ، قيد إليه بسلاسل الامتحان ) كما قال العارفون .. فالله له حكمته البالغة في التعليم ، فـقد حصلت الاستفادة المرجوة من التجارب ، في رفع الخط البياني للوعي العام ( العقل الجمعي ) بصورة كبيرة ، فما يجرى اليوم في السودان ، والعالم من تخبط ، وحيرة ، مظهر لقوله تعالى: (( فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ )) آية .. ومن صور استدراجه اللطيفة ، الواقع المحير ، الذى نبع منه ذلك السؤال العميق المدلول : فهو بذلك بشارة ، لخير كثير قادم : (( إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم )) آية .. فدولة الإنسان ، ثمرة طبيعية قادمة ، في طريق التطور الطبيعي للحياة ، ويسرع بعجلتها ، تطور" الوعي بمسارات الحق" ، وغاياته ، على ظهر هذه الأرض !!
ذلك مشروع رب الكون ، وضعه ، وبين مراحل تنفيذه في القرآن ، وهو تعالى المشرف على تنفيذه ، وفي ذلك ، جاء قوله : (( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً )) !!.
ذلك الظهور ((عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ )) تتويج لكل رسالات السماء ، و كمال رسالة الأرض " للحياة " منذ ان انفصلت الأرض ، عن السموات ، وخرجت من النواة ( نواة الكون ) بعد الانفجار الكبير أل "Big Bang " واستقرت في مدارها ، تسبح الله العظيم: (( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقا ً، فَفَتَقْنَاهُمَا ، وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ !؟ )) آية.. فقد كانت نواة الكون ، ( كتلة سحابة واحدة من بخار الماء) مضغوطة ضغط هائل ، تحوى في داخلها بذرة السموات والأرض وما بينهما (( كَانَتَا رَتْقا )) ، والحياة فيها كامنة كمون الشجرة في النواة ، فانفجرت الكتلة: (( فَفَتَقْنَاهُمَا ، وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ !؟ )) آية..
)) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ ، فَقَالَ لَهَا وللأرض اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ )) آية.. وتلك الطاعة تسخير، لا نجاب الإنسان ، ومن ثم تحقيق ( دولة الإنسان).. فالأرض وخيراتها هي ( مائدة الله ) لخلقه !!.
إلا ان الخوف الذي صحب الحياة في أطوارها المختلفة: ( الخوف من الجوع ، والخوف من الموت والانقراض ) جعل الأحياء ، بمختلف مراتبهم في سلم التطور ، يصطرعون حول المائدة ، ويحكم الصراع ( قانون الغابة ) ومنطقة ( من غلب سلب ، والقوي يأكل الضعيف ) .. وقد ورثت الحياة البشرية ذلك الخوف من طور الحيوان ( عهد الغابة) فأصبح العقل مشوش ، والقلب منقسم ، وموزع ، وبذلك تخللت ظلال ، وروح ( قانون الغابة ) القوانين البشرية ، في أي مستوى !!.
فالبشر طور مرحلة نزاع ، بين مرتبة الحيوان ( الطور الخامس ) .. ومرتبة الإنسان ( الطور السابع ) في سلم التطور( انظر الرسم أعلاه ) ، هذه الحقيقة هي السبب الأساسي من وراء كل المشاكل ، والنزاعات من حروب ، وغيرها عبر التاريخ ، وحتى اليوم ، فلا يزال ( الوحش ) كامن في طوايا النفس البشرية ، ومن أوضح مظاهره ، حالة الغضب الذى يعترينا عند الاختلاف ، حيث يتشوش العقل ، ويضيق الصدر ، وتثور النفس ، وتتحفز للعراك او الهروب ، حسب الموقف!!.
فالبشر، مشروع ( إنسان ) لم يكتمل بعد ، وكماله باستئناس ذلك الوحش ، وترويضه لتنقاد النفس بسلاسة للعقل ، فيظهر الإنسان ( هل تحلمون به ؟؟ انه فيكم !! يظهره القرآن . ) ، وذلك بتحقيق الحاسة السادسة: ( العقل الصافي ) والحاسة السابعة ( القلب السليم ) .. حين ذلك فقط ، يحل السلام على الأرض ، حيـث يلتقي الناس ، على فضائل العقول والقلوب ، وهي ( سلامة الفطرة ) التي ولدوا عليها ( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا..)) آية
ولكن صـراعات الحياة ، عبـر الزمن ، حجبت تلك الفطرة : (( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ* كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ )) آية ، ومهمة المنهاج السليم ، رفـع تلك الحجب ، بتصفيه العقل من الكدر ، وتجلية القلب من الرين ، فتتـم بذلك العودة لتلك الفطرة ، مع التجربة .. حيث يلتقي ( القديم ، بالحديث ) يلتقي في داخل الفرد البشري ، براءة الأطفال ، بحكمة الشيوخ ، فذاك الإنسان !!.
ففي مستوى الآفاق ، تطورت وسائل النقل ، والاتصالات ، حتى جعلت الأرض ( المائدة ) صغيرة ومتقاربة الأطراف: (( أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ...)) آية !! .. ومع ذلك الانكماش ، والتقارب ، بين أطراف الأرض ، هنالك مشكلة الزحام المطرد ، بالانفجار السكاني ، و تطورت بدوافع الخوف ، أيضا ، وسائل الصراع حول المائدة ، حتى وصلت مستوى الأسلحة الحاضرة ( أسلحة الدمار الشامل ) ، فأصبح لابد من التغيير الجذري ، من اجل الحياة نفسها ، حتى لا تنقرض !!
تغيير جذري ( يهزم الخوف ) و يعيد صياغة التفكير الحاضر ، ويحيي الضمير ، و يغيير نظرتنا ، للحياة والكون ، ومفهوم السعادة ، وطـريقة تحقيقها ، ويضع في البال ، معالم الرحلة الطويلة !! : " رحلة الحيـاة " من والي أين ، منبعها ومصبها ، وما حقيقة سلسلة الموت والحياة !!؟ : (( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )) آية ، ذلك التسلسل للموت والحياة الظاهر في هذه الآية الكريمة، هو حقيقة التطور، وحين تظهر ( أبعاد نظرية التطور ) كعلم ، مبني على ارض راسخة ( يقين ) سوف يحصل التغيير الجذري في حياة الأفراد ، والجماعات ، فتنتصر المحبة ، و روح الإيثار، بالخروج من طور الطفولة ، والمراهـقة البشرية التي تعج بها المجتمعات الحاضرة عجيجا ، الي طور الرجولة ( الإنسانية ) فهناك الرجل الإنسان، والمرأة الإنسان .. في مدينة الإنسان ، حيث الحياة العليا ( حياة الفكر وحياة الشعور).
ذلك الحلم آن الأوان لتحقيقه : ( عن طريق إعادة التعليم ـ إعادة تعليم المتعلمين ، وغير المتعلمين ) ، في مدرسة ، وجامعة ، لا إله إلا الله !! وعنها ، ورد الحديث (( خير ما جئت به أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله )) وهي نور ، وسط طريق ، كان ، ولايزال ، محفوف بالمخاطر، والأشواك ، وظلام الجهل ، إلا ان الطلائع عبر مسيرة التاريخ ، قد واجهوا جل تلك المخاطر ، وساهموا بذلك في فتح الطريق ، وتعبيده ، كل حسب المقدور له ، فحققوا بذلك إنسانيتهم ، ودخلوا الحياة الخالدة طور( الإنسان ) في برازخهم العامرة : (( وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ )) آية.
والبشارة اليوم بان الطريق قد تعبد لحد كبير ، ليكون تحقيق طورالانسانية ، ممكنا على ظهر الأرض ، والمعالم الدالة على ذلك أصبحت واضحة ، لمن يرى بعين البصيرة !!، وقد انفتح باب تلك المدينة ( دولة الإنسان ) أمام البشرية المعاصرة ، على مصراعيه منذ حين ، على اثر قفزة روحية كبيرة ، حصلت في قمة سلم التطور ، تحققت بها قمة جديدة في مدارج العبودية لله .. وبدأ يتنزل من جهتها، العلم جديداً !! ، وقريبا سينهمر، ويغمر الأرض البشرية الحاضرة ( الهامدة ) وينجب منها الإنسانية المقبلة، والي ذلك يشير قوله تعالى :
(( .. وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ )) آية ، فالماء رمز العلم واصل الحياة ، وكمال الحياة على الأرض ، ان تحكم ( بقانون الإنسان ) ، لا بقانون الغابة .. وذلك وعد حق ، وردت ، البشارة به بينة في الثمانية آيات الأولى من سورة الروم .. تمعنها كاملة في موقعها بالمصحف ، وقارن ما تحمله لك من معاني ، مع مجريات الأحداث العالمية اليوم، وستجد ما يفرحك ، ان كنت من المؤمنين!! : (( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ )) آية ..
فالوعد بذلك النصر ، مربوط بصراع الحضارات الجاري اليوم ، على ظهر الأرض ، وبصورة خاصة في " منطقة الشرق الأوسط "، ومربوط ، بثورة في العلم ( العلم بالله ) وهو العلم ، الرابط بين العلم المادي التجريبي ، والعلم الروحي: (( كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً)) آية ، لمن يطلبه ، بحقه ، والوعد به ، والإشارة له ، واردة في الآيتين 6 و7 من تلك الثمانية آيات ، وهما قوله تعالى: (( وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ )) !!
فالإشارة لذلك ( العلم ) تكمن في حركة( النفي والإثبات) الظاهرة في قوله تعالى (( لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ )) بجولان الفكر بين الطرفين ، يحصل الانتباه من الغفلة : (( وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ )) عن ذلك ( العلم !! ) ..
ذلك التيقظ الفكري ، هو عمل الكلمة: لا إله إلا الله ، وقد حان وقت بعثها ، في تلك القمة التي تؤكد وحـدة الفاعل ، وباستيقان تلك الحقيقة ، يـصفـو العقل ، ويشتعل الفكر ، ومن ثم تنطلق الثورة الفكرية ـ أكتوبر الثانية ـ من الدواخل ثورة ثقافية: نار ونور، فيحرق نارها الفساد ، وجذوره ( الخوف ، والجهل ، وسوء الظن ).. ويهدي نورها ، خطوات الصلاح ، وهو السير نحو ( الإنسان ) داخل النفس ، والسير نحو دولة الإنسان خارجها!!
خالص المودة والتقدير للجميع .
محمد علي وديدي
نواصل . |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: محمد علي وديدي)
|
سلام يا كرام .. وكل عام وانتم بخير
Quote: والبشارة اليوم بان الطريق قد تعبد لحد كبير ، ليكون تحقيق طور الإنسانية ، ممكنا على ظهر الأرض ، والمعالم الدالة على ذلك أصبحت واضحة ، لمن يرى بعين البصيرة !!، وقد انفتح باب تلك المدينة ( دولة الإنسان ) أمام البشرية المعاصرة ، على مصراعيه منذ حين ، على اثر قفزة روحية كبيرة ، حصلت في قمة سلم التطور ، تحققت بها قمة جديدة في مدارج العبودية لله .. وبدأ يتنزل من جهتها، العلم جديداً !! ، وقريبا سينهمر، ويغمر الأرض البشرية الحاضرة ( الهامدة ) وينجب منها الإنسانية المقبلة، والي ذلك يشير قوله تعالى:
(( .. وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ )) آية ، فالماء رمز العلم واصل الحياة ، وكمال الحياة على الأرض ، ان تحكم ( بقانون الإنسان ) ، لا بقانون الغابة ..
وذلك وعد حق ، وردت ، البشارة به بينة في الثمانية آيات الأولى من سورة الروم .. تمعنها كاملة في موقعها بالمصحف ، وقارن ما تحمله لك من معاني ، مع مجريات الأحداث العالمية اليوم، وستجد ما يفرحك ، ان كنت من المؤمنين!! : (( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ )) آية ..
فالوعد بذلك النصر ، مربوط بصراع الحضارات الجاري اليوم ، على ظهر الأرض ، وبصورة خاصة في " منطقة الشرق الأوسط "، ومربوط ، بثورة في العلم ( العلم بالله ) وهو العلم ، الرابط بين العلم المادي التجريبي ، والعلم الروحي: (( كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً)) آية ، لمن يطلبه ، بحقه ، والوعد به ، والإشارة له ، واردة في الآيتين 6 و7 من تلك الثمانية آيات ، وهما قوله تعالى: (( وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ )) !!
فالإشارة لذلك ( العلم ) تكمن في حركة( النفي والإثبات) الظاهرة في قوله تعالى (( لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ )) بجولان الفكر بين الطرفين ، يحصل الانتباه من الغفلة : (( وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ )) عن ذلك ( العلم !! ) ..
ذلك التيقظ الفكري ، هو عمل الكلمة: لا إله إلا الله ، وقد حان وقت بعثها ، في تلك القمة التي تؤكد وحـدة الفاعل ، وباستيقان تلك الحقيقة ، يـصفـو العقل ، ويشتعل الفكر ، ومن ثم تنطلق الثورة الفكرية ـ أكتوبر الثانية ـ من الدواخل ثورة ثقافية: نار ونور، فيحرق نارها الفساد ، وجذوره ( الخوف ، والجهل ، وسوء الظن ).. ويهدي نورها ، خطوات الصلاح ، وهو السير نحو ( الإنسان ) داخل النفس ، والسير نحو دولة الإنسان خارجها!! |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: محمد علي وديدي)
|
Quote: سلام يا كرام .. وكل عام وانتم بخير
Quote: والبشارة اليوم بان الطريق قد تعبد لحد كبير ، ليكون تحقيق طور الإنسانية ، ممكنا على ظهر الأرض ، والمعالم الدالة على ذلك أصبحت واضحة ، لمن يرى بعين البصيرة !!، وقد انفتح باب تلك المدينة ( دولة الإنسان ) أمام البشرية المعاصرة ، على مصراعيه منذ حين ، على اثر قفزة روحية كبيرة ، حصلت في قمة سلم التطور ، تحققت بها قمة جديدة في مدارج العبودية لله .. وبدأ يتنزل من جهتها، العلم جديداً !! ، وقريبا سينهمر، ويغمر الأرض البشرية الحاضرة ( الهامدة ) وينجب منها الإنسانية المقبلة، والي ذلك يشير قوله تعالى:
(( .. وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ )) آية ، فالماء رمز العلم واصل الحياة ، وكمال الحياة على الأرض ، ان تحكم ( بقانون الإنسان ) ، لا بقانون الغابة ..
وذلك وعد حق ، وردت ، البشارة به بينة في الثمانية آيات الأولى من سورة الروم .. تمعنها كاملة في موقعها بالمصحف ، وقارن ما تحمله لك من معاني ، مع مجريات الأحداث العالمية اليوم، وستجد ما يفرحك ، ان كنت من المؤمنين!! : (( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ )) آية ..
فالوعد بذلك النصر ، مربوط بصراع الحضارات الجاري اليوم ، على ظهر الأرض ، وبصورة خاصة في " منطقة الشرق الأوسط "، ومربوط ، بثورة في العلم ( العلم بالله ) وهو العلم ، الرابط بين العلم المادي التجريبي ، والعلم الروحي: (( كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً)) آية ، لمن يطلبه ، بحقه ، والوعد به ، والإشارة له ، واردة في الآيتين 6 و7 من تلك الثمانية آيات ، وهما قوله تعالى: (( وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ )) !!
فالإشارة لذلك ( العلم ) تكمن في حركة( النفي والإثبات) الظاهرة في قوله تعالى (( لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ )) بجولان الفكر بين الطرفين ، يحصل الانتباه من الغفلة : (( وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ )) عن ذلك ( العلم !! ) ..
ذلك التيقظ الفكري ، هو عمل الكلمة: لا إله إلا الله ، وقد حان وقت بعثها ، في تلك القمة التي تؤكد وحـدة الفاعل ، وباستيقان تلك الحقيقة ، يـصفـو العقل ، ويشتعل الفكر ، ومن ثم تنطلق الثورة الفكرية ـ أكتوبر الثانية ـ من الدواخل ثورة ثقافية: نار ونور، فيحرق نارها الفساد ، وجذوره ( الخوف ، والجهل ، وسوء الظن ).. ويهدي نورها ، خطوات الصلاح ، وهو السير نحو ( الإنسان ) داخل النفس ، والسير نحو دولة الإنسان خارجها!! |
| |
|
|
|
|
|
|
|