|
|
 حضرت أمسية الاحتفاء بالدكتور خالد الكد فى الدوحة اقامتها دكة الثقافات
|
يوم أمس السادس عشر من أبريل 2013 فى كتارا او الحى الثقافى بالدوحة كان يوما مشهودا
أقامت جمعية دكة الثقافات السودانية ليلة احتفائية بالدكتور خالد الكد رحمه الله .
ليلة كانت من أبدع الليالى فى سماء الدوحة ويوما مشهودا
المسرح :-
المسرح او القاعة التى تمت فيها الاحتفالية ، قاعة فخيمة ، يرصع سقفها نجوم تتلألأ ، تمتاز بكراسى فاخرة ، وبها قاعة ملحقة خارجية ، تم فيها عرض كتاب الدكتور خالد الكد " الافندية ومفاهيم القومية السودانية " وبعض كتب أخرى وزعت مجانا للحضور ، كما ان القاعة او المسرح الملحق بها تتميز باضاءة موزعة توزيعا رائعا وبها اضاءة تتركز على الشخوص فى المسرح .
القاعة الخرجية الملحقة
من باب الدخول وقبل الدخول على المسرح هناك قاعة او صالة عرضت فيها الكتب فى طاولات وارفف موزعة على القاعة وعرض كتاب الدكتور خالد الكد " الافندية ومفاهيم القومية السودانية " للجمهور .
التنظيم
التنظيم كان محكم ودقيقا ، فى كل كرسى من كراسى المسرح يجد الجالس مطويات عن الليلة وعن الكاتب وعن الكتاب .
فعالية الاحتفاء
بدأت حوالى الساعة الثامنة مساءا بكلمة من دكة الثقافات السودانية قدمتها الاستاذة عواطف حسين ، ثم تلاها الاستاذ جعفر عباس ، ثم الدكتور النور حمد ، ثم الاستاذ محمد سلبمان ، ثم فلم تسجيلى عن الدكتور خالد الكد ، ثم مسرحية اعتراضية عن بعض ما فى كتاب الافندية ومفاهيم القومية فى السودان .
الاستاذ جعفر عباس
استعرض الاستاذ جعفر عباس علاقته بالدكتور خالد الكد وبأسرة الدكتور خالد الكد وعلاقته الحميمة بهذه الاسرة ، وتحدث عن اصولهم وعن والده حسين الكد وعمه حسن الكد وعن اخاه طه الكد الاديب المعروف الذى كان الدكتور عبدالله الطيب يفتخر به وعن ابروف وعن الفابية التى ادخلوها فى البلاد او الاشتراكية التى كان من احد مؤسسيها جورج برنارد شو فى بريطانيا وعن الجمعيات الادبية ، وتحدث عن تميز الدكتور خالد الكد وعصاميته وجرأته ، وتحدث عن مساره العسكرى والعلمى والادبى .
الاستاذ جعفر عباس حكاء لا يمل ، وله اسلوب جاذب فى الحكى ، وبقدر ما هو كاتب تميز بالكتابة الساخرة الا انه عندما يتحدث يشد اليه الانتباه ويجعل أفئدة وعقول الحضور تهفو اليه ، فى سرده وحكيه يتحدث بلغة انسانية تجعل من يتحدث اليهم اقرب اليك والى .
الدكتور النور حمد
تحدث عن قراءته لكتاب الدكتور خالد الكد مؤخرا وتعرفه متأخرا على الدكتور خالد من خلال كتابه وتحدث انه لا مس القضايا المسكوت عنها ، ووجد انه تحدث قبله فى مسائل هو ذكرها فى كتابه مهارب المبدعين ، وذكر ان الدكتور خالد الكد من النوع الذى عنى بالقول انه يتحدث خارج الصندوق حسب التعبير الانجايزى out of the box وذكر انه مات مبكرا ولو كان موجودا لاحدث فرقا كبيرا .
الدكتور النور حمد مثقف جاد ورصين فصيح العبارة ويستطيع ان يمسك بتلابيب الموضوع وان له ملكة على اضاءة جوانب خافية او حتى ظاهرة لكن بحسه النقدى يستطيع ان يرفع الى العقول الاشياء العادية والتى تعبرها العين الى حيز الوعى ورفع الغشاوة التى ترين على ابصار الناس من رتابة الحياة واعتياد الرؤية وضعف الادراك وتنبيهم الى القيم وراء العمل .
الاستاذ محمد سليمان
تحدث الاستاذ محمد سليمان فى البدء عن الحدس الذى تملكه عائلة او اسرة الدكتور خالد الكد وحكى بواقعية اغرب من الخيال عن ما حكاه الاستاذ كمال الجزولى عن قدرة الاستبصار عند الدكتور خالد الكد ومعرفته او احساسه بموت اخيه طه الكد قبل أن يأتيه الخبر وهو فى سجن كوبر وعن موت والده فى حادث حركة يوم تخرجه من الكلية الحربية ثم قدم تلخيصا محفزا ومحرضا للجميع لكتاب خالد الكد " الافندية "
الاستاذ محمد سليمان ناشط ومهموم بالعمل الثقافى ومهموم باشاعة احترام التنوع وحق الاختلاف وحرية الرأى والتعبير ، يتميز بديناميكية لا يمل البحث عن الاطر التى تقوده الى تحقيق العدالة ورفض الظلم ومن اجل وضع لانسان السودان اكثر انسانية واكثر دفئا ، وفى العمل الثقافى متسع لذلك وبه اريحية .
الفلم الوثائقى
الفلم الوثائقى جاء بأناس قربين من الدكتور خالد الكد تحدثوا عنه وعن علاقتهم به اليومية والاسرية ، تحدث المرحوم الطيب صالح وتحدث عبدالقادر الرفاعى وتحدث صلاح العالم وحكى عن قصة الرعب الذى اصاب رئيس تسجيلات الاراضى عندما اصطحب خالد الى تسجيلات الاراضى ليسجل له قطعة ارض وكيف ان رئيس تسجيلات الاراضى قد تملكه رعب حقيقى عندما عرف ان الذى مع صلاح العالم هو خالد الكد الذى تحدث عنه نميرى فى التلفزيون وكان قبلها مطلوبا ثم سجينا وزاد الامر ضغثا على ابالة عندما حاول خالد الكد البحث عن تلفون الشهيد عبدالخالق محجوب فى دليل تلفونات مكتب رئيس التسجيلات وكيف انه فى الآخر لم يطق صبرا فقام ونزع منهم دليل التلفونات وقال له " يا صلاح انا عندى اولاد بربى فيهم "
المسرحية
قدم السنى وموسى الامير والشباب والشابات اسكتشات مأخوذة من كتاب الدكتور خالد الكد تميزت هذه الاسكتشات بالابداع تخللها شعر وغناء والحان وموسيقى ، كان عملا جميلا واستعراضيا رائعا صفق له الحضور كثيرا ، كشف عن امكانيات كامنة عند هؤلاء الشباب تحتاج للرعاية .
الموسيقى
قدم الاستاذ الموسيقار وليد ومعه الموسيقية ابنة الاستاذ محمد آدم المنصورى مقطوعات سودانية رائعة ، وليد على الاورغن وابنة الاستاذ محمد آدم المنصورى على آلة الكمان ، جعلت الحضور كله يتمايل طربا فمن له يهزه العود واوتاره والربيع وازهاره فاسد المزاج صعب العلاج
الحضور
أكثر ما اعجبنى فى الحضور كثافة حضور الشباب ، وهذه والله فائدة ما اعظمها من فائدة ، ان حضور الشباب ومشاركتهم فى الاعمال المسرحية والفنية والحضور للاستماع لهو مكسب كبير خاصة اذا عرفنا عزوف الشباب فى الوقت الحالى عن حضور الفعاليات وخاصة فى دول الاغتراب وخاصة اذا كانت سياسية بحتة او تتسم بالجفاف نوعا ما ، ان حضورهم لفعاليات سودانية فيها كشكول من الفكر والادب والثقافة والفن والموسيقى والمسرح تجعلهم بطريقة غير مباشرة يتشربون قضايا الوطن ويتعرفون على رموزه الفكرية والثقافية والسياسية وعلى تاريخه ، انا على يقين انه فى هذه الامسية لاول مرة شباب يتعرفون على حركة 24 وعلى عبداللطيف وخليل فرح .
بعض تعليقات الحضور فى نهاية الامسية
خرج الحضور ممتلئا ومنتشيا بهذه الليلة والبعض قال انه فى المستقبل لا يقبلون اى فعالية اقل من هذه وان هذه الفعالية جعلت الآخرين فى محك حقيقى .
للعمل الثقافى والفنى قدرة عجيبة على جعل النفوس اكثر تسامحا واكثر جمالا وعلى بث قيم الحق والخير والجمال فقيمة الجمال او الحرية يمكن ان تتجلى فى لحن او نص ادبى او عمل مسرحى وقد تتمثل فى الاحساس بعدم التكلف فى الاسلوب وقد علل عبدالقاهر الجرجانى قبح التكلف فى الجناس بتكبيل حرية المعنى فى اختيار اللفظ الملائم له اى انه يربط الجمال بحرية المعنى فى اختيار الالفاظ وقد تتمثل قيمة العدل فى توازن علاقات الشخصيات بالمكان وفقدانها يجعل للتوتر والاحساس بالاختلال وقد يتمثل فى علاقات بعض الشخصيات بالبعض الآخر او فى الصور الواقعية للتحرر من القيود الاجتماعية والسياسية . المتذوق للادب والفن يجد لذة يحسها هى لذة الاستمتاع بالعمل وبطريقة غير مباشرة وبمساعدة النقاد يكتشف القيم الكامنة فى هذه الاعمال قيم الحرية والخير والجمال والعدل والصدق تدرك بذكاء المشاعر ويتفاعل الناس معها قد يعبر عنها الفنان التشكيلى بالتوازن اللونى فى اللوحة الفنية او الموسيقى بواسطة الايقاع او الشاعر بواسطة الصورة الشعرية او القاص بواسطة الصورة السردية او المسرحى بالمحاكاة التى يرى النقاد ان المحاكاة تجمع صور الحقيقة فى الواقع وتكثفها ومن ثم تصبح مؤثرة ومعبرة وتصير اجمل منها عندما تكون فى الواقع .
شكرا دكة الثقافات السودانية لهذا العمل الرائع
|
|
  
|
|
|
|
|
| |
wadalzain
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست