|
|
 في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي
|
في يوم شتوي متلبد بغيوم حبلي بأمطار من العام 1999وانا أعبر ساحه السوربون بباريس ومتجه ناحية محطة القطار السريع
التاليس عائدا الي أمستردام , التقيت بفتاة
ملامحها شرقية أو فارسية وتحمل مجلة هولندية بيدها، فتعمدت أن القي عليها السلام بلغة هولندية ولم يخب ظني فيها أبدا
فردت علي بنفس اللغة ،
حينها تهللت أساريري للمرة الاولي منذ عدة أيام قضيتها بعاصمة النور الذي لا مكان فيها الا للذين يتحدثون
الفرنسية بطلاقة فمعظم الفرنسيين تسأله بلغة
غير الفرنسية يفهمك ويرد عليك بالفرنسية الا من رحم ربة . تبادلت معها أطراف الحديث وكانت فرحتي عارمة
يا لمحاسن الصدف سوف تستغل نفس القطار الي
أمستردام وكان أسمها ترينا ، أذن وجهتنا واحدة ولغتنا كذلك . فتاة كالقمر ليلة أكتمالة مافيها شيء بينجدع .
كانت محض صدفة أن تجلس ترينا الي جانبي في التاليس ، كانت متميزة بشرتها البيضاء وعيونها الكبيرة الداكنة
اللون وشعرها الطويل الذي يشبة سوادة
سواد ليل حالك الظلام . كنت بين الفينة والاخري أختلس النظر اليها متأملا في وجهها الدائري الجميل التقاطيع
حتي حفظتة عن ظهر قلب كما أحفظ دروسي .
فبادرتها بالسؤال هل أنتي ذات أصول عربية فردت بالنفي وزكرت بـأنها زيغينرية من الزغينر ( الغجر الهولنديين )
كنت حتي هدة اللحظة أجهل تماما من هم
الزغينر واين يعيشون وماذا يعملون .
وصل التاليس محطة أمستردام ودعتها بعد أن تبادلنا أرقام التلفونات وأنصرفت ولكنها أخذت قلبي معها بين محتوياتها ،
عدت الي سكني أجرجر أرجلي
من تعب عدة أيام قضيتها بباريس وأستلقيت علي السرير بعد أخذ حمام دافيء علة يريح عظامي ولكن هيهات أن يجد النوم
الي طريق فتفكيري كلة في
ترينا أتقلب ذات الشمال وذات اليمين الي أن شرقت الشمس .
بمرور الايام تيقنت من أني أكاد أصر علي أستحضار وجهها امام ناظري وفي مخيلتي دائما سواء قي شقتي
أو مكان عملي , لا بل الامر تعدي ذلك فقد
أحسست بأنني أناجي هذا الوحة بدون ما أشعر . لذلك بديت في وضع الخطه فوق الخطة لخلق مناسبة أو عذر
للأنفراد بها والتحدث معها . لكني كل مرة
أعيد الهاتف الي مكانة قبل ثواني من الضغط علي أتصال خوفا من فقدانها الي الابد ومعللا نفسي بـأن
الوقت مازال باكرا .
يتبع
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: عادل الباهي عبدالرازق)
|
نعم أعترف بأن ترينا قد الحقت بي أهانة لا تغفر والما كما طعنة الخنجر وحين أعدت شريط معرفتي بها أبتداء من
التاليس حتي تلك اللحظه أكتشفت أني لا أعرف عنها الكثير بأستثناء بأنها تنتمي للزغينر ( الغجر) في حين أني
سردت لها حياتي بالتفصيل منذ أن ولدتني أمي ، لا بل أن ترينا تحفظ أعداد والوان ملابسي عن ظهر قلب لكثرة
زيارتها لي كما أنها كثيرا ما تختار لي ما أرتديه .
مرت عدة أسابيع ولم أعرف عن ترينا شيء ومسحتها من زاكرتي تماما ، وفي أحدي الايام وبينما أنا عائد من
مقر عملي وأمام منزلي أري ترينا واقفة مطاطاة الرأس فتسارعت نبضات قلبي فقالت لي هل يمكنني الصعود معك
للشقة ؟ لا أدري أن أجبت لها بالموافقة أو الرفض فتحت باب الشقة وبمجرد دخولنا طبعت فيني قبلة ساخنة و
أحتضنتني قائلة أرجوك أن تغفر لي زلة لساني لم أكن أعني أن أهينك لقد فقدت أعصابي ذلك اليوم وأجهشت بالبكاء وهي
ممسكة بي لا تريد أن تطلقني وانا ما صدقت أن أجد حضن دافيء مثل حضن ترينا .
بعد عدة دقائق ونحن ملتحمين سويا أزحتها عني بهدوء وأحضرت لها كوب من العصير وقلت لها كان شيء لم يكن
آآآي والله حضن مثل حضن ترينا كفيل بتوحيد الكوريتين .
عادت علاقتنا أوثق مما كانت علية وصارت ترينا محور حياتي وفي ذات مساء وأخيرا تحقق ما كنت أصبوا الية
هو التعرف علي مسكن ترينا وعائلتها حضرت لي بالمنزل وطامعة في مساعدتها في أزالة بعض الاعشاب الطفيلية
التي تنمو بين البلاط و الطوب أمام منزلها فوعدتها خيرا في امسية اليوم التالي .
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: عادل الباهي عبدالرازق)
|
عند الخامسة مساءا من اليوم التالي جاءتني ترينا أكثر جمالا كانت ترينا ذلك المساء شئيا أستثنائيا لم
أعرفه من قبل ولكنني
كنت لست أدري بأنني ذاهب الي قدري برجليا ، تحركنا سويا وبعد مرور ثلاث أرباع الساعة وصلت الي كامب مدخلة
واحد وتصطف الكرفانات وعربات مستطيلة الشكل ومجهزة بأحدث الوسائل يمين وشمال ترجلنا من السيارة ومع نزول
ِآخر قدمي لي عند مدخل الكامب خرج جميع من بداخلة شيب وشباب نساء ورجال وأطفال وكلاب ظننتهم يرغبون في
الترحيب بي ولكن هيهات ملامح وجوههم تقول عكس ما أعتقدت و الكل يردد ونحن سائرين في خط مستقيم ناحية
كرفان ترينا زوتوا هوتوا حتي خلت بأن كلابهم سوف تردد زوتوا هوتوا سمعت هذة الجملة تقريبا من جميع المصطفين ذات الشمال وذات اليمين ومع كل جملة زوتوا
هوتوا تردد ترينا ماجاتيل فسألتها بصوت خافض شنو يعني زوتوا هوتوا وماجاتيل قالت لي يسألوني عمن تكون وأنا
أرد عليهم هذا صديق . فتحت ترينا أخيرا باب مسكنها ودلفنا الي الداخل فاعتزرت لي بأن السكن مهرجل وهذا سبب
عدم دعوتها لي طيلة الفترة السابقة ، كان مسكنها عبارة عن تحفة فنية مزينة برسومات مختلفة وكمية الانارة تكفي
لتضيء حي بكاملة وتوجد في الجانب الايمن من الكرفان كراتين مرصوصة بعناية ،قدمت لي كوب من عصير التفاح
وأدارة ماكينة القهوة وهي كانت تدري بأنني مجنون قهوة وقبل أن أرتشف من كوب العصير فأذا بقوم يحملون مسدسات
يقتحمون علينا الكرفان بطريقة عشئوائية ومهينة .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: omer osman)
|
ود اختى .سلام
ربحت امى وام اختى عوضية
نحن رسلناك لى متل ده؟
قلنا ليك امش عشان تحجج امك وترسل لى خالك دواء السكرى
و تخت فى كشف البكاء وتلفا العنده طهور وليدات وتعدل العوج ..
لوووووول
والله يا ود اختى خالك مستمتع استمتاع بالسرد ده ، ناس عوضية وعرفة طايرات
واصل بوحك الشفيف وحاول رسل لخالك زيارة واللا عمرة لتلك
النواحى باقى نحن من ناس ترينا ما روينا..
سلمت ويراعك الوسيم،،،،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: صديق الموج)
|
Quote:
ود اختى .سلام
ربحت امى وام اختى عوضية
نحن رسلناك لى متل ده؟
قلنا ليك امش عشان تحجج امك وترسل لى خالك دواء السكرى
و تخت فى كشف البكاء وتلفا العنده طهور وليدات وتعدل العوج ..
لوووووول
والله يا ود اختى خالك مستمتع استمتاع بالسرد ده ، ناس عوضية وعرفة طايرات
واصل بوحك الشفيف وحاول رسل لخالك زيارة واللا عمرة لتلك
النواحى باقى نحن من ناس ترينا ما روينا..
سلمت ويراعك الوسيم،،،، |
هلا بالخال صديق الموج
أسع أنت في فكرك ود أختك بيقصر ؟
حرم بعد ما أعقد أمي وأهلي جوه سواد عيوني ، العاوز الدواء
حاضرين والعاوز يحج حاضرين ، في كشف البكاء حاضرين ، والعوج بنعدلوا
حرم لو أبيع كلوتي يأخ براكم عدم .
لو عاوز تعمر لتلك النواحي دي ؟ جاهزين أجهز أنت بس عشان مايكون كلام
جوامع بكره تشبكني خالك الرطوبه قايمة عليهوا ومابقدر علي الجليد 
والله ود أختك كل يوم في بلد
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: عادل الباهي عبدالرازق)
|
نعم أقتحم المسلحون الغرفة وكانوا
ثلاث عشر يتقدمهم رجل شائب صارم
الملاحم ووجهه مليء بالتجاعيد وٍٍآخر مقدمة
المجموعة أمراءة مسنة تجلس علي كرسي متحرك ظننت في باديء الامر أني أحلم ،
قطع تفكيري وحلمي صوت هذا
الشائب وهو موجها حديثة بلهجه حادة ناحية ترينا بلغة الغجر ودار بينهم حديث
لم أفهمه ولكنني ما أستخلصتة من وجهه
ترينا الخوف وفعلا روعني مشهدها وتلمست الخوف الذي يجثم علي روحها
مما حدي بي من خوف وهلع .بعد حديث
فاق الربع ساعة التفت ناحيتي الشائب المجعد الوجه وبنبرة أشد من حديثة مع ترينا
من أنت وبسرعة؟؟حتي خلته وكيل
نيابة قلت لة وبصوت خافض أنا عادل ولقبي الدائش وبسرعة سألني مرة
أخري هل أنت مصري ؟؟ كنت أعرف
مسبقا بأن أخواننا المصريين مكروهين في هذه البقعة من العالم بسبب عمايلهم
البطالة فرديت علية وأنا أبتلع ريقي
الناشف لالا أنا سوداني وواصل في الاسئلة التعسفية من متي تعرفت علي ترينا
وأين وأنا أجاوب وأمسح في عرقي
بكم قميصي وأنظر الي المسدسات المحمولة في الغرفة كفيلة بتحرير الاراضي
الفلسطينية وأخيرا هداءات بعض
الشيء نبرات الشائب والتفت الي الخلف وبداء الحديث مرة آخري بلغه الغجر
مع بعض المسلحين ثم تقدموا واحد
تلو الاخر للتعريف عن أنفسهم يقدمون أياديهم للتصافح وكانوا كلهم
أخوة لترينا ( هابي ، باليت ، فوستو، بوبو،
دانيال ، واكي ، سولي ، وايروا ، تيتلي ، موزوا ، مرشي) وكان أكثرهم
غتاتا في المصافحة واكي وقد كان أعرج
ضغط علي يدي في السلام حتي ظننت أن عضامي سوف تسحق ولة وجهه كله شلوخ
وعلامات يبدوا من كثرة
المشاكل وأخيرا جاء دور الشايب للتعريف عن نفسة ، ضغط علي يدي وقال عبدالقادر .
يا الاهي أذن هو مسلم
وعربي ولكن ملامحة لا تدل علي ذلك لكن دبت الطمأنينة الي قلبي بعض الشيء وهداءت أنفاسي وأنتظمت دقات
قلبي . مرة أخري رجع عبدالقادر في الحديث بلغة الغجر مع العجوز الجاثمة علي الكرسي المتحرك وبداء صوتها
يعلو شيئا فشيئا بصورة غاضبة وفجاءة كأفلام الرعب أستدار الشائب عبدالقادر ناحيتي ووضع مسدسة في المنطقة
الواقعة بين حواجبي وسألني بنبرة أشد من الاول هل تعرف عادات وتقاليد الزيقينر ( الغجر) عندها تأكدت أن هذا
العجوز قتال قتلا ولا يتواني لحظة في الضغط علي الزناد وأيقنت بأنني يمكنني أن الاوع في الكلام والف وأدور
وأتفلسف الا في هذا المكان ومع هذا الشائب بالتحديد ملامح وجهه تدل بأن الضحك والمزاح لا يعرفان الية طريق
فرديت علية لا أعرف عاداتكم وتقاليدكم . رد علي بصوت صراخ ومسدسة بين حواجبي أذا نمت أو مارست مع
ترينا ليس أمامك الا خيارين الزواج بها أو الموت ولكزني بمسدسة ، ذادت دقات قلبي مرة أخري وكم كنت غبيا
في هذة الليلة فقلت لة بصوت أشبة بصوت الطفل عندما يبداء في تعلم الكلام كيف أمارس معها ؟ زاد هياج الشائب
وقال لي أنت مابتفهم ؟ ممارسة يعني جنس ، رديت علية بسرعة البرق لا لا ترينا مثل شقيقتي .( لا أنكر بأن كانت
لدي الرغبة الاكيدة لفعل هذا الشيء لكن بعد الذي رأتة عيناي في هذا الكامب تلاشت الفكرة نهائيا)
وأنا في سري بعد اللكيز اللكزوني ليهوا دا
ورب العزة لو ترينا جاءت وشلحت ملابسا ودلكتني بديها فقرتي هو العمر بعزقة .
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: عادل الباهي عبدالرازق)
|
في كل بضع دقائق تهداء ثورة الشائب ويرجع
للحديث مع العجوز الجالسة
علي الكرسي المتحرك بلغة الغجر ثم
يرجع لأسئلتة وهياجة وخلفة أخوة ترينا المسلحين وانا حالي لايسر حبيب أرجلي ترجف والركب تتضارب مع بعضها
كترزي ليلة صباح العيد حتي حسبتة سوف يقول للذين خلفة طلقتان شمال الاضنين لتسخين
المأسورة والجاهز يضرب . في كل مرة تراودني فكرة الحديث معهم بسخونة وانا أردد في سري مقولة طه البطحاني
انا علي حلف ان كان بقيتو سريه
منكم انتهي قبال تجي العصريه
وارجع وأقول التهور مرفوض و طه زاتوا لو وضع في هيك زنقة ماكان قال بقم . أناس أتجاة واحد وتفكيرهم
متحجر ولايعرفون سوي لغة السلاح للمخاطبة هكذا تقول وجوههم . هذة المرة وجهت لي العجوز السؤال مباشرة لو
كان لدي الرغبة بالاقتران بأبنتها وتريد الاجابة علي الفور ، تململت في مكاني وقلت لها أنك تعرفين بأنني مازلت في
بداية العشرينات من عمري ولكي أكون قادر علي الوقوف علي أقدامي أحتاج لعدة سنوات حتي أفكر في الزواج وترينا
مثلها مثل شقيقاتي وأنا لم أتي الي هنا الا لمساعدتها في تنظيف الاعشاب الطفيلية. رجعت العجوز لعجن الكلام وماذا
أذا ثبت لي لاحقا بأن علاقتك بترينا غير الذي زكرت قلت لها لكم كامل التصرف في ماترونة مناسب وأنا في سري لعنة
الله عليك ياعجوز النحس أنتي شايفا أسع أمي وخالتي جابوا ليك قولة الخير ولا المهر .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: وليد محمد المبارك)
|
تمنيت في هذة الليلة أن تأتي معجزة من السماء حتي أخرج
من هذة الورطة التي وضعت نفسي فيها ولكن حتي لو أتت
المعجزة قدماي لا تحملاني علي الخروج من هنا الا زاحفا . وأخيرا بعد أطول وأصعب أنترفيو مر علي في حياتي
يهداء الوضع نهائيا ويخرج الجميع تاركنني أنا وترينا وجه لوجه . أعتزرت ترينا بشدة لما أصابني ولكن حتي لو
أعتزرت حتي نهاية عمرها ماذا يفيدني أعتذارها . بدأت في شرح عاداتهم وتقاليدهم بأنهم لايحبون العيش مع الناس
وأنهم يعملون في الاشياء الممنوعة تجارة السلاح ، زراعة الحشيش ، المخدرات بجميع أنواعها ، الغش والاحتيال و
السرقة .وأثناء شرحها عن عادتهم وتقاليدهم ونحن نتجول في غرفتها جأت بي ناحية الكراتين المرصوصة ناحية اليمين
وفتحت أحدي الكراتين وياهول المفاجأة مسدسات ! نعم ممتليئة بالمسدسات الصغيرة أخيرا عرفت سر لبس ترينا الغالي
الثمن وسيارتها الفارهه وهي لا تعمل .وأثناء حديثنا دخل شقيقها واكي الاعرج وقد حدثتكم عنة سابقا يبدوا لي بأنة غتيت
وزبالة في أخلاقة يحمل صينية مثل التي تقدم فيها حلوي وخبيز العيد في بلادي لكن ليس بها خبيز أو حلوي بل كانت
ممتلئية أشياء لا أعرفها سوي حقنة كالتي يطعن بها مصاب الملاريا وضعها في التربيزة وخرج وما ثم عاد بأخري مماثلة
ممتلئية بالخمور بجميع أنواعها قال لي تفضل وخرج في لمح البصر . أذن هنا هكذا يكرمون ضيوفهم ، تعجبت بين كرمنا
الحاتمي أبتداء من كلمة تفضل و ومن ثم الذبائح والبشاشة في وجه ضيفك وبين كرمهم الذي
يبتديء بتخويف الضيف بالسلاح وينتهي بالخمور والمخدرات .
أتلفت ناحية ترينا ماهذة الاشياء زكرت لي هذا أفيون وهذا حشيش المرقوانا (بانقو) كوكايين ، هروين ، ويسكي ، بيرة،
وأشياء أخري ممتلئية بها الصينيتين كفيلة بالذهاب بعقلي مدي الحياة لو تجرعت جرعة واحدة منها . قلت لها أنا أعشق
الحلومر وأموت في الكركدي والسحلب والحلبة هل عندكم منها ، أجابت بالنفي . أذن كل هذة الاشياء أولي بها شقيقك
واكي الاعرج. ضحكت ترينا حتي أستندت علي كرسي الجلوس ، كانت تدري بأن لساني طويل مع كل الناس الا
الشائب عبدالقادر وزمرتة فهؤلاء لهم وضع خاص في قلبي أكنه لهم . بعد أكثر من ساعتين قضيتها بينهم شد وجذب
عدت مرة أخري للتحدث بطمأنينة مع ترينا وكانت عندي أسئلة لابد من أجابة لها حتي يرتاح بالي . هل الشائب
عبدالقادر من الزقينر ( الغجر) أخيرا عرفت بأن الشائب عربي ومن دولة الجزائر ومتزوج من عمة ترينا منذ أربعون
عاما مضت حتي أصبح يشبههم في الملاح والطبع . هل كل هؤلاء المسلحون أخوة لك ؟
نعم هابي ، باليت ، فوستو، بوبو، دانيال ، واكي ، سولي ، وايروا ، تيتلي ، موزوا ، مرشي ، وهناك أثنين أخرين قابعون في السجن أخوة لي .
يالاهي لماذا لم تكونوا تيم كتيم برشلونه كان سوف تجدون لكم بنهائيات أندية أوربا موطيء قدم .
أين والدك ؟ والدي
توفي بداء السكري اللعين وأمي أيضا مصابة بداء السكري والروماتزيوم . قلت لها كان لابد لود أبرق أن يرحل ولازم
أن تجلس أمك في كرسي متحرك مادام أنجبت مثل هؤلاء البغال . ضحكت ترينا هذة المرة بصوت عالي وهي تردد
ياربي ياربي .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: عادل الباهي عبدالرازق)
|
جلب لنا صوت ضحك ترينا العالي شقيقها الاعرج واكي ،
دخل والتفت ناحية الصينيتين الكارثة وقال لي لماذا
لم تتناول شيء ؟ هذة المرة تدخلت ترينا عادل لايشرب الكحول ولايتناول المخدرات ، نظر لي وقال أذا أردت
أن تحسن دخلك فيجب عليك معرفة هذة الاصناف جيدا حينها أدركت بأنهم هكذا يصطادون ضحاياهم بعناية تبداء
بمرحلة الادمان ثم المساومة للتوزيع لهم مقابل الجرعة اليومية ودائما مايبحثون عن شخصيات ليست لديها ماضي
ووجوههم غير معروف لدي الشرطة للتوزيع . التفت الاعرج نحوي مرة أخري أذن لماذا لا تبدو في أزالة الحشائش
الطفيلية .زكرت لة بأن الظلام قد عم وغدا سوف أعود لازالتها وفي سري تاني السيل مابيجيبني هنا . خرج واكي
أبتسمت ترينا ورددت واكي بيحب جدا جدا وأنا في سري القلوب شواهد .
بعد حديث واكي معي كانت عندي تسألات ولابد أن أجد الاجابة اليها من ترينا هل ترينا لاتحبني وكل هذا تصنع حتي
تذهب بي الي سكة الرجوع من غير عودة ، هل هناك أتفاق مسبق مع عائلتها والشايب عبدالقادر وكل مارأيت الا
مسرحية مصتنعة علي ؟ و بدون لف ولا دوران صارحتها ما كنت أظنة ومايدور في رأسي نفت بشدة كل ما أعتقدة في
رأسي وأعتزرت مرة أخري لي لما لحق بي في هذة الليلة الكابوس .
علي مايبدو أن هذة الليلة لن تمر علي خير بينما نحن نتجاذب اطراف الحديث فأذا بصوت أطلاق رصاص قد بداء
داخل الكامب صوت صراخ وعويل وكلاب تنبح ياربي ماذا هناك ، دخل وايروا شقيق ترينا وتحدث بلغتهم وهو مرتبك
وخرج ، أخذتني ترينا علي خلفية حديثة ونزلت بي الي غرفة تحت الارض ( الكلدر) .
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: عادل الباهي عبدالرازق)
|
نزلنا الي الكلدر ووجت مايشيب لة الرأس زرع أشبة بالملوخية
كل شتلة في علبة لحالها وتحتهم حوض مصنوع من
الخشب والمشمع وفوق الزرع تسع كشافات كل ثلاثة كشافات مثبتات في لوح خشبي ، كانت درجة حرارة الكشافة
الواحدة خمسين ضعف الكشافات التي كنت تستأجر للمناسبات فأحالت هذة الكشافات الكلدر الي ساونا بل نار جهنم
أذن صوت رصاص فوق رأسي وتحت الارض نارا مؤقدة ، سألتها ماهذا الزرع وماذا عن صوت الرصاص ، أجابت
الزرع هو نبتة المرقوانا التي تشتهر بها هولندا ( أشبه بالبنقو) تعاطيها مسموح به لكن زراعتها من أجل التجارة يعرض
صاحبها لطائلة القانون وصوت الرصاص يبدوا بأن هابي الشقيق الاكبر لترينا قد باع شحنة بقايا خشب معدة بأحكام داخل
علب سجائر وبنفس وزن علبة السجائر علي أنها سجائر وماهي الا بقايا خشب الي أحد الزقينر ( الغجر)
من أحدي الكامبات الممتدة حول محافظة ليمبرخ الهولندية الحدودية مع المانيا ولان الغجر لايعرفون سوي لغة السلاح أتي من
أجل أن يسترد أموالة وبقوة السلاح ، بداء صوت الرصاص يختفي ويعود مرة أخري يبدوا أنة لم يتوقف لكنني لا أسمعة
بسبب صوت يصدر من جهاز معلق بعناية فوق سقف الكلدر عرفت فيما بعد أن هذا الجهاز عبارة عن فلتر يدخل الهواء
البارد من بالون للزرع ويخرج الهواء السخن من الجانب الاخر ويحتفظ بالرائحة حتي لا تخرج في داخل مادة فحمية.
تهللت أساريري أطلاق رصاص معناها وصول الشرطة بعد قليل لتنتهي هذة الليلة المشئومة وأعود أدراجي الي
مسكني زكرت هذا لترينا ولكنها أصابتني بأحباط عندما زكرت لي بأن الشرطة لا تتجراء للدخول في هذا المكان وانها
تعرف جيدا ما بداخل هذة الكامبات من بلاوي متلتلة مخدرات وتجارة سلاح وعملة مزيفة وحشيش وغيرة لوكنها
تفضل أن تصطاد الزقينر من المدن وتغض الطرف عن الدخول الي مساكنهم والمواجهه معهم . ياربي حينها أدركت
أنني فعلا في ورطة مكان تهابة الشرطة الهولندية ما الذي أدخلني الية والمعروف عنها أذا حلمت وانت في نوم عميق
بأنك تشأجرت مع أحد مجرد حلم عندما تستيقظ تجد الشرطة فوق رأسك .
كل ما يصمت جهاز الفلتر قليلا أسمع صوت الرصاص أستخدمت الساتر تماما وأنا الؤم نفسي وأتذكر حديث جدي
علية رحمة الله كان دائما بيقول لي ياعادل الرجل لو سلم دقنوا لامراءة أو جري خلف زكره علية العوض ومنو العوض .
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: عادل الباهي عبدالرازق)
|
صوت الرصاص أستمر مايقارب السبع دقائق وتوقف
ولاكنني مازلت أستخدم الساتر منبطحا وأرجلي تضرب مع بعضها
وفك أسناني العليا والسفلي ليس أحسن حالا من أرجلي يبدوا أنني قد سطلت من رائحة المرقوانا
وايقنت بأنني ميت ميت
فأصبحت أنشد في صوت خافض هبي هبي رباح الجنة نحنا الدنيا الما مسكنا نحنا هناك في الجنة
سكنا وفأجاءة أقطع
الانشاد وأقول لنفسي جنة شنو كمان ياالدائش أنت أصلك توفيت في المسجد ولافي ميدان القتال
أنت قدامك بنقو وفوق
ليك أفيون وبلاوي تخلي السمك في بحروا يسطل الي يوم يبعثون . أبتلت ملابسي عن بكرة
أبيهن بسبب أنارة الكشافات
وبسبب الخوف ، أصبحت أسأل في نفسي وأجيب هل سوف يلف جثماني بعلم السودان قبل
أرسالة وأرجع أقول لية أنت
أصلك جيت مبعوث من وزارة الخارجية ؟ أسترسلت في ليالي مآتمي ماذا سيقولوا علي
الناس، تخيلت عم حسن أمام زاوية الحي وأبوبكر اليماني وحاج مصطفي جالسون في صيوان
العزاء ينهشون في لحمي ولي مع كل واحد منهم مصيبة في فترة المراهقة و قبل مغادرتي
البلاد فالعم حسن كان أمام الزاوية يموت في القطيعة في الناس أذا كان يصلي ووجد فرصة
بين سورة الفاتحة والاخلاص للقطيعة لا يتواني ، كانت لة أذن طويلة وأخري قصيرة أذا رأيتة
يحرك طاقيتة ناحية جبهتة ويرجعها الي منتصف رأسة تيقن بأنة يأكل في لحم بشر ، تغول
علي ميدان الكرة وقام ببناء زاوية بالحي فعارضتة
بشدة بحجة هناك مسجد قريب بالحي ، فشلت كل محاولاتة معي من أن ننهي تمرين الكرة
قبل صلاة المغرب كان يلقبني
بالزنديق ، كثيرا ما أناكفة ، ذات المرات بينما هم يؤدون صلاة المغرب صوبت
الكرة الي داخل الزاوية ، دخلت
الكرة بالشباك و أحدثت دويا بعد أصطدامها بالحائط زكر لي أحدي المصليين
لاحقا كان عم حسن يقراء في سورة
مريم وبعد أرتضام الكرة سمعة المصليين يقراء في سورة يس من شدة الخلعة . أما
اليماني فلي معه صولات وجولات
كان يمتلك متجر وكان يمد والدي دائما بأخباري وكثيرا ما تسبب في حرمان
والدي لي من نصف مصروفي اليومي ، من كثرة كرهه لي أذا لم يلتقيني ابدا ذات يوم
يألف من رأسة أي مصيبة ويلبسني أياها فكنت أنتظرة حتي أن يضع قدرة الفول علي النار
و ينام وأجمع بقايا صابون الحمام والغسيل وأقذفها مع الفول حتي تستوي ، كثيرا
ما سببت له
الخسارات حتي أصبح يحضن قدرة فوله وينام . كان بخيلا لدرجة لا يتصورها عقل ، أذا أكرمك في منزلة بكوب
شاي يرتفع ضغطة ، كثيرا ما يأتي الي منازل العزاء في الصباح كعادة سكان الحي يحمل براد من الشاي كبير في
حمولتة ولكن بداخلة كوب ونصف من الشاي بالحليب وعندما يجلس أول شيء يفعلة يقوم بملء كوبة ويضعه في
يده الشمال ويترك نصف الكوب لصاحب النصيب . حاج مصطفي أيضا يملك متجر متواضع كان يغش في كل شيء
الاسعار والاصناف ذات مرة صباحا تم قبضة بواسطة الشرطة لبيعة أحدي السلع بأكثر من
التسعيرة وقفل متجرة بالشمع الاحمرفكنت شاهدا ففكرت أن أضربة واليماني بحجر واحد
ذهبت مسرعا الي المنزل وحملت معدات حفر
القبور والكفن الخاص بالحي في عهدة والدي وتعمدت المرور بجوار تعاون خضار الحي
مكان تجمع النساء حتي
يشاهدوا الكفن وقد حدث ومع مروري سألتني أول أمراءة ياولد المات منو في الحلة ؟ قلت لها عم مصطفي باع
حليب ممتليء بالبكتريا لاحد أقارب اليماني وأظنة مات متسمما والشرطة شمعت دكانة واخدتة
معها يومها أبن مصطفي مر علي الحي كلة لم يبيع نصف رطل و الحي كلوا داهم منزل اليماني
ووجدوا الخبر عار من الصحه
لكنهم خسروا اليماني شاي وقهوة وثلج . هؤلاء الثلاثي المرح لا يجتمعون في شيء الا كرههم
للدائش وكانوا يحملوني
كل بلاوي ومحن الحي حتي أعتقدت أذا عثرت ست عرقي وكوارع بديم سلك لسئلت عنها .أناس لايعرفون
أزكروا محاسن موتاكم تخيلتهم جالسون بصيوان
العزاء ويبتدر عم حسن بلاهي المرحوم قالوا مات في مكان الدعارة ويستلم اليماني الوردية
وكمان قالوا كان سكران واقف لمبة ويردد عم مصطفي دي آخرت المشيء البطال أهو ريح و أستراح .
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: عادل الباهي عبدالرازق)
|
وانا مستخدم الساتر ايضا تنقلت بخيالي ناحية
منزل عزاء النساء تخيلت سعاد بنت التومة أكثر أنبساطة لموتي حتي تشفي
غليلها مني فبنت التومة لاحظ لها لافي جمال ولاعلم بايرة تخطت السبع والثلاثون ولم يخبط أحدي علي بابها طالبا يدها
سلكت طريق العلم ولم تحظي بنيل الشهادة السودانية بالرغم من جلوسها لها أثني عشر مرة، أكثر ماتجيدة في حياتها
العلف أربعة وعشرين ساعة بنت التومة يدها في خشمها .حاقدة حقد دفين علي الكل نساء ورجال ما تسمع ببنت من
الحي تمت خطبتها والا تطلع مائة أشاعة وأشاعة علي شكل هو زاتوا العريس قالوا تحت
تحت شغال راعي في السعودية ، أخوا العريس قالوا عندوا مرض نفسي ، أم العروس بتاعة حواطة وفقرا ،
أخت العروس الكبيرة متزوجة عشرة سنين وماجابت ليها جني ساكت يبرد حشاها . عندها رأي في أي زول
قابلتني وأنا متنقل
بين السفارات بغرض الهجرة للدراسة قبل سفري في المواصلات وبدون أحم ولا دستور شبكتني شامتة قدام الركاب
وبصوت مسموع بلاهي لسع أنت قاعد في البلد دي والله أفتكرتك وصلت باريس وتبعتها بضحكة خبيثة فرديت عليها بحماقة
والله كنت مسافر لكن قالوا عرسك أقنرب قلتا أحضروا وأسافر وجهها الكالح جاب مائة وعشرين لون ومن ذلك
الوقت لاتطيقني ولا أطيقها . تخيلتها ترعي من حلة لي حلة وهاك ياقطيعة مع بنت سالم وبنت سالم دي أحرف
جزار مايطلع منها ربع كيلو لحمة مشطبة وقادة عربي وحساب لابتعرفها ماشا ولا جايا غايتوا
بتذكرني الغنماية الماكلا ليها كيس نايلون
،تعبت امها تعب تأكل وماظاهر فيها عمود السلك ( تكملة الجملة متروك للقاريء الكريم ، أنا بره هههه) .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: عادل الباهي عبدالرازق)
|
أبتلت ملابسي عن بكره أبيهم وأقترب جسدي أن يصبح كوارع مشوي من كثره الانارة المرصوصه فوق لرأسي, لعنت نفسي
هذا اليوم من قله فهمي وتسرعي في مثل هذه الامور ,بينما أنا منهمك في التفكير اذ بترينا تدخل لي بدون ما أحس وتنده
علي عادل بلاهي أتنفضت كما الذي لدغتة حيا ووقفت مقابلا لوجهها وقلت لها الله يأزاك عاوزا تقطعي خلفي خلعتيني براهوا قلبي في يدي من ما أتنيلت ودخلت الوكر بتاعكم .دا شنو حضرتي تتلبدي زي الحرامية ؟ أبتسمت أبتسامة لكنها أبتسامة قلق ليست كالابتسامة التي عهدتها في وجهها وقبل أن تنطق بكلمة شحبت مما رأت ملابسي المبتله وقالت ياربي كل هذا ماء
زكرت لها كيف لا تكون ماء وانا قاعد في حفره الدخان دي اسع الناقصني شنو غيرا الشمله يبدو أنها في وادي وأنا في
وادي ورددت بلكنه شملا . آآآي شمله بتنيلوا بيها نسوان بلادي وهن يتدخن طلبا في أرضاء الزواج ودخول الجنه و هناك
من المغرب يأذن بتلاقي النسوان المتزوجات العميانه شايلا المكسرا قطعن قلب شجر الطلح والشاف قطع ويبدوا أن النخله
الحمقاء عندها مائة حق لمن قالت أني مفصله التي شيرت بتاعي قدري ومقاسي . أنا أبرطم معها وترينا لم تفهم ولن تفهم
ما أقول ، نظرت الي و أحتضنتني حضن لم أشاهد له مثيل ولا حتي في الافلام وهي تردد حبيبي حبيبي أصدقكم القول
لم أستمتع بهذا الحضن الشبعان ونديان .كنت سوف أستمتع به أذا كان في غير هذا المكان بالتحديد حتي
ولو كان حضن بت صفيه المقمله فللحضن سحره وجاذبيته التي لا تقاوم . ضمتني اليها بشدة ووضعت خدها
النديان حيوية مع خدي الممتليء شحوب وأنا تفكيري كله منصب ناحية الباب خوفا من يأتي شقيقها واكي
الاعرج علي غفلة كعادته ويري بأم أعينه هذا الحضن الدافيء وحينها امران لا ثالث لهم أما أن التحق
بالرفيق الاعلي في هذا المساء المشئوم أو أن يقطعوا رحط فهمي بالزواج من ترينا وامران أحلاهما مر ،
رويدا رويدا بدأت أتحسس هذا الجسم الفارع الطول وتاره أغرز أصابعي بين
شعرها الكثيف وانا منهمك فأذا بترينا تتنفض ياربي ياربي نسيت أن أتي اليك بمنشفه وغطاء حتي لا تصاب
بالرشح تركني أعانق هواء تلك الغرفه الارضية المخيفه . نعلت حظي الف مره ومره يبدو أن ترينا تمارس معي لعبه
القط والفأر . وأنا في سري اللعنه علي هذا الحظ العاثر ماكنا مرتاحين كان في داعي للمنشفه وفي
هذا الوقت حدي يستبدل بطانية بشرية كبطانيه ترينا الربانية ببطانية من صنع النقاده في شندي .
أي حظ عاثر كهذا أيها الدائش .
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: عادل الباهي عبدالرازق)
|
Quote:
وارجع وأقول التهور مرفوض و طه زاتوا لو وضع في هيك زنقة ماكان قال بقم . أناس أتجاة واحد وتفكيرهم
بعد الزرة دي حاجتين مفروض يتعطلوا فيك وما يقيفوا تاني
الركب وشعر راسك
ياخي دي زرة ما تتمناهالي عدو
لكن الدخلت فيك ما بتكون مرقت بالساهل
صديق عزيز من ابناء الشرق اسمو موسى رجل جميل هداني للبوست
بتاعك وغير يومي ربنا يسعدك ويضحك ايامك
محبتي |
الزول الجميل محمد السني دفع الله
والله لشرف لي أن يزورني أنسان كمقأمتكم ، علم علي رأسة نار
فالتحية لك ولابن الشرق موسي .
ممنون ممنون لكم وحرم لو بيدي أضبح ليك هنا .
مودتي وتقديري .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: عادل الباهي عبدالرازق)
|
Quote: أسع فيها شنو لو خليتوا ترينا تجفف لي
العرق دا جنس حسادة عليكم أيها الاوغاد |
هههههه حزنان وواعي
| Quote: أنا أتيت مع ترينا لمساعدتها في نظافة الحشائش الطفيلية |
ههههههه ذكرتني نكتة عن نجار و باص حتة كدا اهلها بزعلوا ما بنجيب سيرتهم
يا ود الباهي ياخي في تفاصيل كدا كان تعمل منها رايح أو تمشي فيها بنمرة خمسة انت لسة عندك كم شكلة هنا ما قضيتها
اسي بعد تفاصيل الخوفة الدخلتك دي تاني تقدر تقبض ليك زول كربون ؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: ismeil abbas)
|
عادل الباهى
تحياتى
لكن ما زرة .. الحلو بقى حلومر .. ترينا ترترت بيك .. ضريبة الجمال ... إياكم وخضراء الدمن
إستمتعت بالسرد الجميل الذى لا يخلو من طرافة .. االغجر ديل ما كان تقول ليهم أرضاَ سلاح
وإتحداهم بطانة وسيطان ! لكن باقى لى بعد الدخلوها فيك اليوم داك سوط واحد بيرميك
وانت تبرطم الله يقطعك يا ترينا ويقطع اليوم والقطر اللمانى بيك ... والله يرحمك يا جدى!
بالمناسبة يوم لاقيتها أول يوم فى محطة القطر بشهامتك السودانية ما ساعدتها وشلت
أغراضها التى تحملها . شنطة أو كيس ... ربما كانت تحوى ممنوعات ولذلك كان سهولة
تجاوبها معك .. فأنت بإطمئنان ستعدى بها أى جمرك، وتنطبق عليك مواصفات شخصية
غير معروفة فى الكار .. طبعاً هذا ليس تشكيكاً فى مواهبك فى إصطياد الحسان !
واصل يا خى ... الحكى !
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: عادل الباهي عبدالرازق)
|
Quote:
لكن ما زرة .. الحلو بقى حلومر .. ترينا ترترت بيك .. ضريبة الجمال ... إياكم وخضراء الدمن
إستمتعت بالسرد الجميل الذى لا يخلو من طرافة .. االغجر ديل ما كان تقول ليهم أرضاَ سلاح
وإتحداهم بطانة وسيطان ! لكن باقى لى بعد الدخلوها فيك اليوم داك سوط واحد بيرميك
وانت تبرطم الله يقطعك يا ترينا ويقطع اليوم والقطر اللمانى بيك ... والله يرحمك يا جدى!
بالمناسبة يوم لاقيتها أول يوم فى محطة القطر بشهامتك السودانية ما ساعدتها وشلت
أغراضها التى تحملها . شنطة أو كيس ... ربما كانت تحوى ممنوعات ولذلك كان سهولة
تجاوبها معك .. فأنت بإطمئنان ستعدى بها أى جمرك، وتنطبق عليك مواصفات شخصية
غير معروفة فى الكار .. طبعاً هذا ليس تشكيكاً فى مواهبك فى إصطياد الحسان !
واصل يا خى ... الحكى ! |
الفاضل نادر الفضلي
حبابك الف
مشكلتي أنا مشيت علي عماي وطيلة وجودي هنا ماسمعت بيهم ، الناس دي بيسكنوا
في كامبات لوحدهم وشغلهم كلوا اجرام ومخدرات وتجارة سلاح ونصب وأحتيال، الشرطة
بتتجنب الدخول ليهم جوه أوكارهم وعارفا أوكارهم دي فيها بلاوي متلتلة يعني لا بينفع
معاهم أرض سلاح ولابطان والغايظني الشايب عبدالقادر عربي ومتزوج عمة ترينا عمل فيني
كدة والله ترينا دي لو بنتوا شكلوا كدة كان علقني زي الخروف من أرجلي .
ملاحظتك أنا برضو فكرت فيها ربك ستر لمن أستغلينا القطار أول مره ما جاء كنترول والله
أخوك كان طيارتوا قامت لا يدي ولا كراعي بس بسبب الشلاقة ساي .لكن من ديك الزنقة بطلت
وحرمت أقطر لي أسكيرت نهائيا هههههههههه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: عادل الباهي عبدالرازق)
|
الم أقول لكم في هذة الامسية العجيبة كل الظروف ضدي بينما نتبادل
الكلام أنا والشائب عبدالقادر وينصت واكي ووايروا فأذا بترينا
تبداء في السعال وبعدها القيء من جراء تعرضها لتيار بارد ######ن تحت الكلدر
فجن جنون الشائب وأشقاء ترينا فعادوا شاهرين السلاح في وجهي أفتكرت في باديء الامر
هذة محاولات لاجباري علي العمل معهم ولكن سرعان ماعرفت سبب هياجهم أنهم يعتقدون بعد
أستفراغ ترينا بأنها حبلي مني.
يا اللاهي لطفك يارب ومع صياح الشائب أمتلأت العربة بأخوان ترينا فوستوا وموزوا وسولي ،
هذة اللحظة لو سألني أحدهم عن أسمي لماعرفتة موقف ولا في الحلم . تقدم الشائب نحوي خطوتين
وقال لي سوف تدفع ثمن هذة الخطوة غاليا أذا كان الفي بالي صحيح وترينا حبلي
وأنا أحلف له بكل آيات القرآن بأنني لم يحصل أن مستت ترينا ولكنه لم يسمعني. التفت الشائب
ناحية وايروا وأمره بأخذ ترينا الي المستشفي والفحص عليها والتفت ناحيتي مرة أخري سوف
تكون تحت ضيافتنا الي أن يعود
وايروا ومعة الخبر اليقين . حينها رأيت في قرارة نفسي لا بد لي من عمل شيء حتي تنتهي هذة الليلة
وأعود أدراجي الي بيتي . في كسر من الثانية فكرت في خطف سلاح الشائب وتهديدهم بقتل الشائب أو السماح لي بمغادرة
الكأمب فتراجعت
عن هذة الخطوة لان فشلها سوف أرجع الي الخرطوم في صندوق . فكرت في مهاجمة سولي الشقيق الاصغر لترينا
فهو أقل بنية جسمانية
وانا أردد في سري كرري تحدثوا عن رجالا كالاسود الضارية ، وبمجرد ان التفت ناحيتهم رقدتا سلطه عديل كدة ووشي بقي
زي نقاع الزير من العرق وقلت في سري
يا الدائش هوي كرري شنو ونيله شنو والله ناس كرري زاتهم لو وقعوا في ورطه زي ورطتي دي الا يلبسوا بامبارس من الاسهال
، والحيلة أحسن من العار
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: معاوية المدير)
|
والله يا عادل عذبتنا عديل بي نمط الخط القاعد تكتب بيهو دا ..
بعدين تعال انت ما عندك اصحاب يمشو معاك الحتات دي ؟؟؟
عبد اللطيف ووين الزمن داك ..؟ 
..
القصص والحكاوى الواقعية دايما جميلة ومسلية .. وزي ما قاليك ود البشرى في تفاصيل كدا لو كان نطيت منها .. انا كنت برشح ليك الكتابة دي لي اي جائزة حايمة ..
اسمع ترينـا دي ما عندها بنات خالات ... عندي صاحبي في المانيا قريب ليك تكلة .. زول كاتلو الشـر .. والله اصحابك الارهبوك ديل .. يجي يقرمشم ليك قرمشة ..
شرطته عينا يا عادل مع الخواجات
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: عادل الباهي عبدالرازق)
|
Quote:
بعدين تعال انت ما عندك اصحاب يمشو معاك الحتات دي ؟؟؟
عبد اللطيف ووين الزمن داك ..؟ |
علاء يادفعة
مشتاقوون والله
أها زولك دا متهور والله لو كان معاي كان قعد ينظر
للشايب يقوم الشايب دا يمعطنا بي طلقة ، في مواقف كدة
عاوزة حنك مسكين وبرودة اعصاب
Quote:
القصص والحكاوى الواقعية دايما جميلة ومسلية .. وزي ما قاليك ود البشرى في
تفاصيل كدا لو كان نطيت منها .. انا كنت برشح ليك الكتابة دي لي اي جائزة حايمة |
ياحبيب اخوك جربندي ساي ياريت انت وود البشري ترسلوا لي ملاحظاتكم في الخاص واكون شاكر ومقدر.
Quote:
اسمع ترينـا دي ما عندها بنات خالات ... عندي صاحبي في المانيا قريب ليك تكلة .. زول كاتلو الشـر ..
والله اصحابك الارهبوك ديل .. يجي يقرمشم ليك قرمشة .. |
يا تمبس والله الزقينر ديل البوليس بيهرش منهم ، ناس بلطجية يأخ ديل الشافع عندهم مستعد بدون مايرمش
ليهوا جفن يرش بني ادم بطلقة وكأنوا قتل أرنب برضو تقول لي يقرمشهم قرمشة
Quote:
شرطته عينا يا عادل مع الخواجات |
والله ياخوي الخواف ربا عيالوا مالي ومال القراية ام دق
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: عادل الباهي عبدالرازق)
|
جلست في مكاني في أنتظار رجوع وايروا ومعه الخبر اليقين
بدأت الافكار الشيطانية تأتي الي تباعا ماموقفك يا الدائش
لو كانت ترينا حبلي ؟ طيب وأنا مالي . سوف أعترف لهم نعم بوس بوستها حاجة تاني يسمني ويرجع الشيطان ويراود أفكاري لماذا يا الدائش
لا تعمل معهم ؟ شحنه شحنتين تكسب ثقتهم والشحنة الثالثة تستلم المبلغ وعلي المطار عدل يا فكيك علي السودان ،
أرجع وأقول أستغفر الله . بينما أنا سارح مع شيطاني في حاله شد وجذب أذ دخلت أم ترينا بمقعدها المتحرك وبدأت في الصياح و
أصبعها بينه وبين عيني خمسة سنتمترات ، موجهه حديثها للشائب الم أقل لك أن قلبي لم يرتاح لهذا الوغد ،
الم أقل لك أنت متفأئل جدا . قام الشائب بتهدئة والده ترينا قبل ان تأكلني و قام بأرجاعها من حيث أتت ,
هنا تيقنت تماما ليس لي طريق للمخارجه من هذا الكامب الا أن يرضي عني هذا الشائب أب وش العامل زي تربيزة اللحام
، فكرت أن أتدهنس له عسي ولعل ان يحن علي حالي باغتة بسؤال مفأجي و انا ابتسم ابتسامة صفراء
* ماهي المده التي جلستها في هولندا يا سيد عبدالقادر ؟
رمقني بغضب
** ولماذا تسأل هل تريد أن تعطيني هدية ؟ أم ترغب في تسجيل أملاك جدك لي ؟
بلعت سؤالي زي الترتيب وتنحنحت وانا أنظر لسقف الكرفان، فكرت وفكرت أن يكون مدخل سؤالي هذة المره
أسلامي بحت ربما عزفت له علي وتر حساس وأطلق سراحي وسالتة
* هل يمكنني أن أدي الصلاة هنا سيدي كجماعة وفي بالي اقدمة كأمام ومع نهاية سورة الفاتحة وجملة
ولا الضاليين آميين أكبسوا هوك فوق عنقرتوا ويافكيك وتاني لو رسل وراي صاروخ مابيحصلني اصلوا
جري الخوف مابيتلحق . والشهادة لله التقول الشايب بيقراء افكاري ،
فكان رد عجوز النحس أسرع من سرعه الصاروخ
** شوف ياولد أنت الصلاة في مكة سامع ولا ماسامع ، هنا صلاة مافي ماتكسر لي رأسي واضح ولا ما واضح؟.
بلعت ريقي الناشف وقلت ليهوا ثمح
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: محمد على طه الملك)
|
في يوم شتوي متلبد بغيوم ، حبلي بأمطار من العام 1999 ، وأنا أعبر ساحة السوربون بباريس ، ومتجه ناحية محطة القطار السريع (التاليس ) عائدا إلي أمستردام ، التقيت بفتاة ملامحها شرقية أو فارسية ، تحمل مجلة هولندية بيدها، تعمدت أن القي عليها السلام بلغة هولندية ، لم يخب ظني فيها أبداً ، فردت علي بنفس اللغة ، حينها تهللت أساريري للمرة الأولي منذ عدة أيام قضيتها بعاصمة النور، الذي لا مكان فيها إلا للذين يتحدثون الفرنسية بطلاقة ، معظم الفرنسيين تسأله بلغة غير الفرنسية يفهمك ويرد عليك بالفرنسية ، إلا من رحم ربي.
تبادلت معها أطراف الحديث وكانت فرحتي عارمة ، يا لمحاسن الصدف سوف تستغل نفس القطار إلي أمستردام ، كان أسمها (ترينا) ،أذن وجهتنا واحدة ولغتنا كذلك ، فتاة كالقمر ليلة اكتماله ، ما فيها شيء بينجدع ، كانت محض صدفة أن تجلس (ترين) إلي جانبي في التاليس ، كانت متميزة ، بشرتها البيضاء وعيونها الكبيرة الداكنة اللون وشعرها الطويل الذي يشبه سواده سواد ليل حالك الظلام ، كنت بين فينة وأخرى أختلس النظر إليها متأملا في وجهها الدائري الجميل التقاطيع حتى حفظته عن ظهر قلب كما أحفظ دروسي ، بادرتها بالسؤال : هل أنتي ذات أصول عربية ؟
ردت بالنفي وذكرت بـأنها زيغينرية من الزغينر ( الغجر الهولنديين) ، كنت حتى هذه اللحظة أجهل تماما من هم الزغينر وأين يعيشون وماذا يعملون وصل (التاليس) محطة أمستردام ، فودعتها بعد أن تبادلنا أرقام التلفونات وانصرفت ، ولكنها أخذت قلبي معها بين محتوياتها ، عدت إلي سكني أجرجر أرجلي من تعب عدة أيام قضيتها بباريس واستلقيت علي السرير بعد أخذ حمام دافيء علة يريح عظامي ، ولكن هيهات أن يجد النوم إليَ طريق ، فتفكيري كله في ترينا، أتقلب ذات الشمال وذات اليمين إلي أن شرقت الشمس .
بمرور الأيام تيقنت من أني أكاد أصر علي استحضار وجهها أمام ناظري وفي مخيلتي دائما ، سواء قي شقتي أو مكان عملي ، لا بل الأمر تعدي ذلك ، فقد أحسست بأنني أناجي هذا الوجه بدون ما أشعر ، لذلك بديت في وضع الخطة فوق الخطة لخلق مناسبة أو عذر للإنفراد بها والتحدث معها ، لكني كل مرة أعيد الهاتف إلي مكانة قبل ثواني من الضغط علي اتصال ، خوفا من فقدانها إلي الأبد ، معللا نفسي بـأن الوقت مازال باكرا ، اتفقت مع ترينا بأن نذهب يوم السبت إلي السينما لمشاهدة أحد الأفلام الذي كثر الحديث عنها، كما أنها سوف تقضي الليلة عندي ، لنذهب صباح الأحد إلي (هاردرفايك) لمشاهدة عروض الدلافين وأسود البحر والأحياء البحرية ، لكن لحظي العاثر أبلغت من قبل العمل بأن كل المجموعة سوف تعمل في هذا الويكند .
حين أبلغت ترينا بذلك مساء الجمعة ، هاجت وماجت بطريقة لم أتوقعها بتاتا ،واتهمتني بإفساد برنامج عطلة نهاية الأسبوع التي خططنا لها سويا شرحت لها بهدوء هذا أكل عيشي ولا يمكنني رفض طلب مخدمي وأنا الساعي لي موضع قدم في هذه الشركة أقلها عقد دائم ، فردت علي بحدة و غطرسة : سأعطيك ضعف ما ستعطيك الشركة ودعنا نستمتع ببرنامجنا .
دارت بي الأرض ، كانت لحظة قاسية جدا ، لم أريد أن أصدق أن ترينا قد تلفظت بتلك العبارات ، صمت فترة من الزمن ، وأنا أرتعش من الغضب ، وبهدوء قلت لها لو كان موارد الآنسة ترينا تسمح لها بتعويضي ضعف ما أتقاضي من عملي ، أليس من الأجدر بها أن تسكن منزلا ملائما بدل المنزل الضيق المهرجل الذي تقطنه ؟؟
فأجهشت ترينا بالبكاء وذهبت وهي تمسح دموعها .
عندما أصبحت وحيدا قررت أن أعيد المشهد مرة أخري ، لأوزن الأمور بميزانها الصحيح كنت أحاول أن أجد العذر لترينا والسلام ، فاعتقدت أنها قالت ما قالت نتيجة تعلقها وحبها لي كان عقلي يقول لي أني واهم ، وان كل حرف نطقته ترينا كانت تقصده ، ونظرات الغضب علي وجهها عند التفوه بالمبلغ المالي كان يؤكد أنه بالنسبة لها لا يعني شيئا ، وأن هناك ما تخفيه عني هذه الفتاة .
2
نعم أعترف بأن ترينا قد ألحقت بي إهانة لا تغفر وألما كما طعنة الخنجر ، وحين أعدت شريط معرفتي بها ابتداء من التاليس حني تلك اللحظة ، اكتشفت أني لا أعرف عنها الكثير باستثناء بأنها تنتمي( للزغينر = الغجر) ، في حين أني سردت لها حياتي بالتفصيل منذ أن ولدتني أمي ، لا بل أن ترينا تحفظ أعداد وألوان ملابسي عن ظهر قلب ، لكثرة زيارتها لي كما أنها كثيرا ما تختار لي ما أرتديه .
مرت عدة أسابيع ولم أعرف عن ترينا شيء ، مسحتها من ذاكرتي تماما ، وفي أحدي الأيام وبينما أنا عائد من مقر عملي ، وأمام منزلي ، رأيت ترينا واقفة مطأطئة الرأس، فتسارعت نبضات قلبي ، فقالت لي هل يمكنني الصعود معك للشقة ؟
لا أدري أن أجبت لها بالموافقة أو الرفض ، فتحت باب الشقة ، وبمجرد دخولنا طبعت فيني قبلة ساخنة واحتضنتني قائلة :أرجوك أن تغفر لي زلة لساني لم أكن أعني أن أهينك ، لقد فقدت أعصابي ذلك اليوم ، ثم أجهشت بالبكاء وهي ممسكة بي لا تريد أن تطلقني ، وأنا ما صدقت أن أجد حضن دافيء مثل حضن ترينا ، بعد عدة دقائق ونحن ملتحمين سويا ، أزحتها عني بهدوء ، وأحضرت لها كوب من العصير ، وقلت لها ـ كان شيئا لم يكن : آآآي والله حضن مثل حضن ترينا كفيل بتوحيد الكوريتين .
عادت علاقتنا أوثق مما كانت علية ، وصارت ترينا محور حياتي ، وفي ذات مساء وأخيرا تحقق ما كنت أصبوا إلية ، وهو التعرف علي مسكن ترينا وعائلتها ، حضرت لي بالمنزل طامعة في مساعدتها في إزالة بعض الأعشاب الطفيلية التي تنمو بين البلاط و الطوب أمام منزلها ، فوعدتها خيرا في أمسية اليوم التالي .
3
عند الخامسة مساءا من اليوم التالي ، جاءتني ترينا أكثر جمالا ، كانت ترينا ذلك المساء شيئا استثنائيا لا أعرفه من قبل ، ولكن لم أدري بأنني ذاهب إلي قدري برجليا ، تحركنا سويا وبعد مرور ثلاث أرباع الساعة ، وصلت إلي كامب مدخلة واحد ، تصطف عربات (الكرفانات) ذات الشكل المستطيل يمين وشمال، مجهزة من الداخل بأحدث الوسائل ، ترجلنا من السيارة ومع نزول قدمي عند مدخل الكامب ، خرج جميع من بداخلة ، شيب وشباب نساء ورجال وأطفال وكلاب ، ظننتهم يرغبون في الترحيب بي ، ولكن هيهات ـ ملامح وجوههم تقول عكس ما اعتقدت ، كان الكل يردد ونحن سائرين في خط مستقيم ناحية كرفان ترينا ، (زوتوا هوتوا ) حني خلت بأن كلابهم سوف تردد (زوتوا هوتوا ) ، سمعت هذه الجملة تقريبا من جميع المصطفين ذات الشمال وذات اليمين ومع كل جملة (زوتوا هوتوا) ، تردد ترينا (ماجاتيل ) ، فسألتها بصوت خافض ، شنو يعني (زوتوا هوتوا وماجاتيل) قالت لي يسألوني عمن تكون وأنا أرد عليهم هذا صديق .
فتحت ترينا أخيرا باب مسكنها فدلفنا إلي الداخل، اعتذرت لي بأن السكن مهرجل ، وهذا سبب عدم دعوتها لي طيلة الفترة السابقة ، كان مسكنها عبارة عن تحفة فنية ، مزينة برسومات مختلفة وكمية الإنارة تكفي لإضاءة حي بكاملة ، توجد في الجانب الأيمن من الكرفان ، كراتين مرصوصة بعناية ، قدمت لي كوب من عصير التفاح ، ثم أدارت ماكينة القهوة ، كانت تدري بأنني مجنون قهوة ، وقبل أن أرتشف من كوب العصير، فإذا بقوم يحملون مسدسات يقتحمون علينا الكرفان ، بطريقة عشوائية ومهينة .
4
نعم أقتحم المسلحون الغرفة وكانوا ثلاث عشر ، يتقدمهم رجل شائب صارم الملاحم ووجهه مليء بالتجاعيد ، وعند آخر المجموعة امرأة مسنة ، تجلس علي كرسي متحرك ، ظننت في باديء الأمر أني أحلم ، فقطع تفكيري وحلمي صوت الشائب ، موجها حديثة بلهجة حادة ناحية ترينا بلغة الغجر ، ودار بينهم حديث لم أفهمه ، ولكن رأيت في وجه ترينا الخوف ، وفعلا روعني مشهدها ، وتلمست الخوف الذي يجثم علي روحها ، فانتابني خوف وهلع .
بعد حديث بينهم فاق الربع ساعة ، التفت ناحيتي الشائب المجعد الوجه ، وبنبرة أشد من حديثة مع ترينا سألني : من أنت وبسرعة؟؟
حتي خلته وكيل نيابة ، قلت له وبصوت خافض ، أنا عادل ولقبي الدائش ، وبسرعة سألني مرة أخرى هل أنت مصري ؟؟
كنت أعرف مسبقا بأن إخواننا المصريين ، مكروهين في هذه البقعة من العالم بسبب عمايلهم البطالة ، فرديت علية وأنا أبتلع ريقي الناشف ـ لالا أنا سوداني ، واصل في الأسئلة التعسفية من متي تعرفت علي ترينا وأين ، وأنا أجاوب وأمسح في عرقي بكم قميصي ، وأنظر إلي المسدسات المحمولة في الغرفة ، كانت كفيلة بتحرير الأراضي الفلسطينية ، أخيرا هدأت بعض الشيء نبرات الشائب ـ والتفت إلي الخلف ، وبدأ الحديث مرة أخرى بلغة الغجر مع بعض المسلحين ، ثم تقدموا واحد تلو الآخر للتعريف عن أنفسهم ، يقدمون أياديهم للتصافح وكانوا كلهم أخوة لترينا ( هابي ، باليت ، فوستو، بوبو، دانيال ، واكي ، سولي ، وايروا ، تيتلي، موزوا ، مرشي).
كان أكثرهم غتاتا في المصافحة واكي وقد كان أعرج ، ضغط علي يدي في السلام حتى ظننت أن عضا مي سوف تسحق ، له وجهه كله شلوخ وعلامات ، يبدوا من كثرة المشاكل ، أخيرا جاء دور الشايب للتعريف عن نفسه ، ضغط علي يدي وقال عبد القادر.
يا إلاهي أذن هو مسلم وعربي !؟
لكن ملامحه لا تدل علي ذلك ، على كل حال دبت الطمأنينة إلي قلبي بعض الشيء ، وهدأت أنفاسي وانتظمت دقات قلبي ، مرة أخرى رجع عبد القادر في الحديث بلغة الغجر مع العجوز الجاثمة علي الكرسي المتحرك بداء صوتها يعلو شيئا فشيئا بصورة غاضبة ، وفجأة كأفلام الرعب ، استدار الشائب عبد القادر ناحيتي ، ووضع مسدسة في المنطقة الواقعة بين حواجبي ، وسألني بنبرة أشد من الأولى :هل تعرف عادات وتقاليد الزيقينر ( الغجر) ؟
عندها تأكدت أن هذا العجوز قتال قتلا ، ولا يتوانى لحظة في الضغط علي الزناد ، وأيقنت بأنني لا يمكنني أن الاوع في الكلام وألف وأدور وأتفلسف في هذا المكان ، ومع هذا الشائب بالتحديد ملامح وجهه تدل بأن الضحك والمزاح لا يعرفان الية طريق ، فرديت علية : لا أعرف عاداتكم وتقاليدكم .
رد علي بصوت صراخ ومسدسة بين حواجبي: إذا نمت أو مارست مع ترينا ليس أمامك إلا خيارين ، الزواج بها أو الموت ، ولكزني بمسدسة ذادت دقات قلبي مرة أخري ، وكم كنت غبيا في هذه الليلة ، فقلت له بصوت أشبة بصوت الطفل عندما يبدأ في تعلم الكلام ، كيف أمارس معها ؟
زاد هياج الشائب وقال لي أنت مابتفهم ؟ ممارسة يعني جنس ؟ رديت علية بسرعة البرق : لا لا ترينا مثل شقيقتي .
لا أنكر بأن كانت لدي الرغبة الأكيدة لفعل هذا الشيء ، لكن بعد الذي رأته عيناي في هذا الكامب ، تلاشت الفكرة نهائي ، وأنا في سري بعد اللكيز اللكزوني ليهوا دا ، ورب العزة لو ترينا جاءت وشلحت ملابسا ، ودلكتني بديها فقرتي هو العمر بعزقة!؟ـ
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: محمد البشرى الخضر)
|
اخونا الكريم عادل الباهي (العربجي ساكت)،
سلام من اللة عليك
لقد تداخلت معك في بوستين، وشتّان بينهما،
المرة الاولى كانت في بوست البطان الذي فتحه الاخ بقّال، حيث كنت ترغي وتزبد مع الاخ انور، وهذه هي المرة الثانية وانت واحة من الابداع والجمال والمرح. بالله عليك (قرِّط على كدا).
سرد جميل وشائق، لقد ذكرتني بطلة قصتك (ترينا) باسمرالدا الفتاة الغجرية في رائعة فيكتور هجو احدب نوتردام.
ننتظر المزيداً من ابداعك.
لك الود
اخوك عثمان دُنقس
من بلاد اليانكي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: محمد على طه الملك)
|
5
كل بضع دقائق تهدأ ثورة الشائب يعود للحديث مع العجوز الجالسة علي الكرسي المتحرك بلغة الغجر، ثم يرجع لأسئلته وهياجه ، ومن خلفه أخوة ترينا المسلحين وأنا حالي لا يسر حبيب ، أرجلي ترجف ، والركب تتضارب مع بعضها كترزي ليلة صباح العيد حتى حسبته سوف يقول للذين خلفه ، طلقتان شمال الاضنين لتسخين المأسورة والجاهز يضرب .
في كل مرة تراودني فكرة الحديث معهم بسخونة ، وأنا أردد في سري مقولة طه البطحاني .
أنا علي حلف إن كان بقيتو سرية منكم انتهي قبال تجي العصرية ، وارجع وأقول ـ التهور مرفوض ، و طه ذاتوا لو وضع في هيك زنقة ما كان قال بغم ديل ناس اتجاه واحد وتفكيرهم متحجر ، لا يعرفون سوي لغة السلاح للمخاطبة ، هكذا تقول وجوههم .
هذه المرة وجهت لي العجوز السؤال مباشرة لو كان لدي الرغبة بالاقتران بابنتها ؟
تريد الإجابة علي الفور ، تململت في مكاني وقلت لها ، أنك تعرفين بأنني مازلت في بداية العشرينات من عمري ، ولكي أكون قادر علي الوقوف علي أقدامي ، أحتاج لعدة سنوات حتى أفكر في الزواج ، وترينا مثلها مثل شقيقاتي ، وأنا لم أتي إلي هنا إلا لمساعدتها في تنظيف الأعشاب الطفيلية.
رجعت العجوز لعجن الكلام ، وماذا إذا ثبت لي لاحقا بأن علاقتك بترينا غير الذي ذكرت
قلت لها : لكم كامل التصرف في ما ترونه مناسب ، وأنا في سري ـ لعنة الله عليك يا عجوز النحس ، أنتي شايفا أسع أمي وخالتي جابوا ليك قولة خير ولا مهر!؟
6
تمنيت في هذه الليلة أن تأتي معجزة من السماء ، حتى أخرج من هذه الورطة التي وضعت نفسي فيها ، ولكن حتى لو أتت المعجزة قدماي لا تحملاني علي الخروج من هنا إلا زاحفا . وأخيرا بعد أطول وأصعب أنترفيو مر علي في حياتي يهدأ الوضع نهائيا ويخرج الجميع تاركنني أنا وترينا وجه لوجه .
اعتذرت ترينا بشدة لما أصابني ، ولكن حتى لو اعتذرت حتى نهاية عمرها ماذا يفيدني اعتذارها بدأت في شرح عاداتهم وتقاليدهم بأنهم لا يحبون العيش مع الناس وأنهم يعملون في الأشياء الممنوعة تجارة السلاح ، زراعة الحشيش ، المخدرات بجميع أنواعها ، الغش والاحتيال والسرقة ، أثناء شرحها عن عادتهم وتقاليدهم ونحن نتجول في غرفتها ، جاءت بي ناحية الكراتين المرصوصة ناحية اليمين وفتحت أحدي الكراتين ، ويا لهول المفاجأة ،مسدسات ! نعم ممتلئة بالمسدسات الصغيرة ، أخيرا عرفت سر لبس ترينا الغالي الثمن وسيارتها الفارهة ، وهي لا تعمل ، وأثناء حديثنا دخل شقيقها واكي الأعرج ، وقد حدثتكم عنة سابقا ، يبدوا لي بأنة غتيت وزبالة في أخلاقة ، يحمل صينية مثل التي تقدم فيها حلوي وخبيز العيد في بلادي ، لكن ليس بها خبيز أو حلوي بل كانت ممتلئة أشياء لا أعرفها ، سوي حقنة كالتي يطعن بها مصاب الملاريا ضعها في التربيزة وخرج ، ثم عاد بأخرى مماثلة ممتلئة بالخمور بجميع أنواعها ، قال لي تفضل وخرج في لمح البصر .
أذن هنا هكذا يكرمون ضيوفهم ، تعجبت بين كرمنا الحاتمي ، ابتداء من كلمة تفضل ومن ثم الذبائح والبشاشة في وجه ضيفك ، وبين كرمهم الذي يبتديء بتخويف الضيف بالسلاح، وينتهي بالخمور والمخدرات ، أتلفت ناحية ترينا ، ما هذه الأشياء ؟ قالت لي هذا أفيون وهذا حشيش المرقوانا (بانقو) كوكايين ، هروين ، ويسكي ، بيرة ، وأشياء أخري ممتلئة بها الصينيتين كفيلة بالذهاب بعقلي مدي الحياة لو تجرعت جرعة واحدة منها ، قلت لها أنا أعشق الحلو مر وأموت في الكركدي والسحلب والحلبة ، هل عندكم منها ؟ أجابت بالنفي ، أذن كل هذه الأشياء أولي بها شقيقك واكي الأعرج ، ضحكت ترينا حتى استندت علي كرسي الجلوس ، كانت تدري بأن لساني طويل مع كل الناس إلا الشائب عبد القادر وزمرته ، فهؤلاء لهم وضع خاص في قلبي أكنه لهم .
بعد أكثر من ساعتين قضيتها بينهم شد وجذب ، عدت مرة أخري للتحدث بطمأنينة مع ترينا وكانت عندي أسئلة لابد من إجابة لها حتى يرتاح بالي ، هل الشائب عبد القادر من الزقينر ( الغجر) ؟
أخيرا عرفت بأن الشائب عربي من دولة الجزائر ، ومتزوج من عمة ترينا منذ أربعون
عاما مضت ، و أصبح يشبههم في الملاح والطبع .
هل كل هؤلاء المسلحون أخوة لك ؟
نعم هابي ، باليت ، فوستو، بوبو، دانيال ، واكي ، سولي ، وايروا ، تيتلي ، موزوا ، مرشي وهناك أثنين آخرين قابعون في السجن أخوة لي ، يا إلاهي ! لماذا لم تكونوا تيم كتيم برشلونة ؟
كان سوف تجدون لكم بنهائيات أندية أوربا موطيء قدم .
أين والدك ؟
والدي توفي بداء السكري اللعين ، وأمي أيضا مصابة بداء السكري والروماتزيوم .
قلت لها كان لابد لود أبرق أن يرحل ، ولازم أن تجلس أمك في كرسي متحرك ، مادام أنجبت مثل هؤلاء البغال ، ضحكت ترينا هذه المرة بصوت عالي وهي تردد ياربي ياربي .
ـ7 ـ
جلب لنا صوت ضحك ترينا العالي شقيقها الأعرج واكي ، دخل والتفت ناحية الصينيتين الكارثة وقال لي : لماذا لم تتناول شيء ؟
هذه المرة تدخلت ترينا قائلة : عادل لا يشرب الكحول ولا يتناول المخدرات ، نظر لي وقال: إذا أردت أن تحسن دخلك ، يجب عليك معرفة هذه الأصناف جيدا ، حينها أدركت بأنهم هكذا يصطادون ضحاياهم بعناية ، تبدأ بمرحلة الإدمان ثم المساومة للتوزيع لهم مقابل الجرعة اليومية ، ودائما ما يبحثون عن شخصيات ليست لديها ماضي ووجوههم غير معروف لدي الشرطة للتوزيع .
الطفيلية ؟. التفت الأعرج نحوي مرة أخري أذن لماذا لا تبدو في إزالة الحشائش
ذكرت له بأن الظلام قد عم ، سوف أعود غداً لإزالتها ، وفي سري (تاني السيل ما بيجيبني هنا ) ، خرج واكي وابتسمت ترينا ورددت : واكي بيحب جدا جدا ، وأنا في سري (القلوب شواهد ) ، بعد حديث واكي معي ، كانت عندي تساؤلات ولابد أن أجد الإجابة لها من ترينا ، هل ترينا لا تحبني ؟ وكل هذا تصنع حتى تذهب بي إلي سكة الرجوع من غير عودة ؟
هل هناك أتفاق مسبق مع عائلتها والشايب عبد القادر ؟ وكل ما رأيت ليس إلا مسرحية مصطنعة علي ؟
و بدون لف ولا دوران صارحتها ما كنت أظنه ويدور في رأسي ، نفت بشدة كل ما أعتقد في
رأسي ، واعتذرت مرة أخري لي لما لحق بي في هذه الليلة الكابوس .
يبدو أن هذه الليلة لن تمر علي خير ، بينما نحن نتجاذب أطراف الحديث ، فإذا بصوت أطلاق رصاص قد بدأ داخل الكامب ، صوت صراخ وعويل وكلاب تنبح ، ياربي ماذا هناك ؟
دخل وايروا شقيق ترينا وتحدث بلغتهم وهو مرتبك وخرج ، أخذتني ترينا علي خلفية حديثه ونزلت بي إلي غرفة تحت الأرض ( الكلدر) .
ـ 8 ـ
نزلنا إلي (الكلدر) ووجدت ما يشيب له الرأس ، زرع أشبة بالملوخية كل شتلة في علبة لحالها وتحتهم حوض مصنوع من الخشب والمشمع ، وفوق الزرع تسع كشافات كل ثلاثة كشافات مثبتات في لوح خشبي ، كانت درجة حرارة الكشافة
الواحدة خمسين ضعف الكشافات التي كنت تستأجر للمناسبات ، فأحالت هذه الكشافات (الكلدر) إلي ساونا بل نار جهنم أذن صوت رصاص فوق رأسي وتحت الأرض نارا موقده ، سألتها ما هذا الزرع ؟ وماذا عن صوت الرصاص ؟ أجابت الزرع هو نبتة المرقوانا التي تشتهر بها هولندا ( أشبه بالبنقو) ، تعاطيها مسموح به لكن زراعتها من أجل التجارة يعرض صاحبها لطائلة القانون ، وصوت الرصاص يبدوا بأن هابي الشقيق الأكبر لترينا قد باع شحنة بقايا خشب معدة بأحكام داخل علب سجائر ، وبنفس وزن علبة السجائر علي أنها سجائر ، وما هي إلا بقايا خشب إلي أحد ( الزقينر الغجر) من أحدي الكامبات الممتدة حول محافظة ليمبرخ الهولندية الحدودية مع ألمانيا ، ولان الغجر لا يعرفون سوي لغة السلاح ، أتي من أجل أن يسترد أمواله وبقوة السلاح ، بداء صوت الرصاص يختفي ويعود مرة أخري ، يبدوا أنة لم يتوقف لكنني لا أسمعة بسبب صوت يصدر من جهاز معلق بعناية فوق سقف الكلدر ، عرفت فيما بعد أن هذا الجهاز عبارة عن فلتر ، يدخل الهواء البارد من بالون للزرع ،ويخرج الهواء السخن من الجانب الآخر ، ويحتفظ بالرائحة حتى لا تخرج في داخل مادة فحمية .
تهللت أساريري ـ أطلاق رصاص معناها وصول الشرطة بعد قليل ، لتنتهي هذه الليلة المشئومة وأعود أدراجي إلي مسكني ، ذكرت هذا لترينا ولكنها أصابتني بإحباط ، عندما ذكرت لي بأن الشرطة لا تتجرأ للدخول في هذا المكان ، وإنها تعرف جيدا ما بداخل هذه الكامبات من بلاوي متلتلة ، مخدرات وتجارة سلاح وعملة مزيفة وحشيش وغيرة ، لكنها تفضل أن تصطاد الزقينر من المدن ، وتغض الطرف عن الدخول إلي مساكنهم والمواجهة معهم ، يارببببببي ـ حينها أدركت أنني فعلا في ورطة ، مكان تهابه الشرطة الهولندية ، ما الذي أدخلني إلية ! والمعروف عنها إذا حلمت وأنت في نوم عميق بأنك تشاجرت مع أحد مجرد حلم ، عندما تستيقظ تجد الشرطة فوق رأسك .
كل ما يصمت جهاز الفلتر قليلا أسمع صوت الرصاص ، استخدمت الساتر تماما وأنا ألوم نفسي وأتذكر حديث جدي علية رحمة الله ، كان دائما بيقول لي يا عادل ( الرجل لو سلم دقنوا لامرأة أو جرى خلف ذكره علية العوض ومنو العوض ) .
.
.
خارج النص ـ ود المدير ...أها.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: Osman Dongos)
|
Quote:
اخونا الكريم عادل الباهي (العربجي ساكت)،
سلام من اللة عليك
لقد تداخلت معك في بوستين، وشتّان بينهما،
المرة الاولى كانت في بوست البطان الذي فتحه الاخ بقّال، حيث كنت ترغي وتزبد مع الاخ انور،
وهذه هي المرة الثانية وانت واحة من الابداع والجمال والمرح. بالله عليك (قرِّط على كدا).
سرد جميل وشائق، لقد ذكرتني بطلة قصتك (ترينا) باسمرالدا الفتاة الغجرية في رائعة
فيكتور هجو احدب نوتردام.
ننتظر المزيداً من ابداعك.
|
العزيز عثمان دُنقس
حياك الله
يأخ ماتكون أخذت فكرة خاطئة عني والله أخوك مابتاع مشاكل وماقاعد أشيل في داخلي
من أي انسان ، أيوة بدخل برد حسب الموقف لكن صدقني لمن أقفل جهاز الكمبيوتر بنسي
كل شيء لا بشيل من زول ولا بحقد علي زول عارف الدنيا دي نهايتها كوم تراب ما بتستاهل،
علي العموم حق أخونا أنور علينا وله العتبي حتي يرضي في النهاية الانسان مامعصوم من
الغلط
سرني مرورك الجميل وحأقرط علي كدة لكن حق الرد مكفول
احتراماتي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: عادل الباهي عبدالرازق)
|
Quote:
عععععووووك يا ناس هولندا
ما تفقدوا أخونا ود الباهي دا إمكن الغجر ديل غدروا بيه ـ
الزول دا غائب ليه زمن ـ
ما يكون الشائب عبد القادر أداهو طلقة في راسو |
حبيبنا محمد علي البصير
عساك بخير
يأخ الغجر ديل أنا وهم بقينا سمن علي عسل والشايب عبدالقادر
زاتوا هسع مع مرور السنين بقي زي فضية العدة القديمة والله
لو ما بخاف من الله أسع الم فيهوا أطقطقوا زي الترتيب أخلص منو حق الليلة
ديك بأثر رجعي ، زمان
كان بيقدر يعمل وهماتوا لكن أسع خلاص ، مش قالوا لو الموت خلاك
الكبر ما بيخليك ؟ والله أسع عبدالقادر وشوا بقي زي القربه المخرومة
لا حول ولا قوة له .
فائق شكري وتقديري الاكيدين .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: عادل الباهي عبدالرازق)
|
Quote:
ألاخ الفاضل / عادل الباهي عبدالرازق ،،
سرد ممتع يكشف عن موهبة دفينة،يبدوا انها من تجليات فوائد السفر السبع ،
لك التحية،
________________________________
* راجع المسنجر او اتصل بي تلفونيا |
حبيبنا ود منصور المنصور بأذن الله
الف شكر لكلماتك الطيبات أنها من اصلك الطيب ، سرني مرورك
ياعزيز .
كنت خارج البلد لكن رجعت قبل يومين ، سوف أتصل بك غدا لو آمد
الله في الآجال بأذن واحد آحد .
تقديري واحترامي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: عادل الباهي عبدالرازق)
|
أقتربت الساعة الي الحادية عشر ليلا ، لحظات عصيبة أنتظرتها أتململ ذات الشمال وذات اليمين الي أن هلا علينا
هلال رمضان وايروا ، نعم رجع وايروا ومعه خلاصي من هذا المكان تجمع كل ساكني الكامب ، فما أن وطأت أقدام
وايروا خارج السيارة حتي بادره الشايب عبدالقادر بعبارة ماهي الاخبار عندك فرد علية وايروا مجرد التهاب
نتيجة تعرض ترينا لتيار بارد وس اخن ، فما أن سمعت والدتها هذا الخبر أرتفع صياحها تسب وتلعن وموجه
اصابع الاتهام نحوي . هذا الوغد من عرض ترينا للمرض ، من كثرة صياحها يقترب الكرسي المتحرك الذي تجلس علية
الي السقوط وانا في سري الله لا كسبك يا عجوز النحس عاوزا تقطعي خلفي بالخلعه ؟ كأن منظر والدتة ترينا وكرسيها
المتحرك يذكرني بعربة الباسطة التي كان يمتلكها العم حسون وهي تهتز كلها وهو متجة ناحية محطه أبو حمامة .
أرتفع صياح العجوز كل ما اقتربت بكرسيها المتحرك نحوي ، في هذة اللحظة كان الشايب عبدالقادر يصيح في
وايروا وبلغة الغجر ومن ثم قام بصفعة و علي ما اظن كان الشايب لا يريد وايروا أن يتحدث أمامي بلغة هولندية ،
حتي يتثني له أبتزازي للعمل معهم. فبدون ما أشعر وأنا كل تركيزي ناحية والدتة ترينا قلت للشايب عبدالقادر
عليك النبي عشة أم قيردون دي تزحها من وجهي ، زكرت هذة العبارة وفي ظني أن الشايب غير مركز معي لكن خابت
ظنوني فالاكيدة الشايب مركز معي تماما مما سمع عشة أم قيردون التفت نحوي والعجوز في صياحها ماذا تقصد
من عبارة عشة ؟ ووجهه يشتاط غضبا . وللتاريخ الدائش لا يملك ارصدة في البنوك ولكنني أمتلك سرعة بديهه
حباني بها ربي وسرعة رد في أحلك الظروف فقلت للشايب لا أنا تزكرت السيدة عائشة رضي الله عنها
زوجة الرسول وأم المؤمنين وعلي طول قلت له صلي علي النبي المصطفي . صلي الله علية وسلم ،
تردد الشايب برهه وتمتم بعبارة لم أفهمها ومن ثم صوب مسدسة ناحية رأسي وقال لي
ماكانش منها أسكت قلت له ثمح حاضر . ليس لي مفر غيرهافي هذة الليلة المشئؤمة
تخريمة :-
حبيبنا أبوحسين الكود بتاع الخط مابيتنسخ عذبني عذاب .
تمبس وود المدير وود الصايم غايتوا نمط الخط واللون أنا لا أسأل عنهم
أسألوا صاحب الحوش وعلي المتضرر اللجو الي بكري أبويكر هههههههههه
لا قادر أركز مع السرد ولا قادر أرضي الناس في موضوع النمط واللون
غايتوا أي زول ماقادر يقراء يشوف ليهوا نظارة .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: عادل الباهي عبدالرازق)
|
في يوم شتوي متلبد بغيوم ، حبلي بأمطار من العام 1999 ، وأنا أعبر ساحة السوربون بباريس ، ومتجه ناحية محطة القطار السريع (التاليس ) عائدا إلي أمستردام ، التقيت بفتاة ملامحها شرقية أو فارسية ، تحمل مجلة هولندية بيدها، تعمدت أن القي عليها السلام بلغة هولندية ، لم يخب ظني فيها أبداً ، فردت علي بنفس اللغة ، حينها تهللت أساريري للمرة الأولي منذ عدة أيام قضيتها بعاصمة النور، الذي لا مكان فيها إلا للذين يتحدثون الفرنسية بطلاقة ، معظم الفرنسيين تسأله بلغة غير الفرنسية يفهمك ويرد عليك بالفرنسية ، إلا من رحم ربي.
تبادلت معها أطراف الحديث وكانت فرحتي عارمة ، يا لمحاسن الصدف سوف تستغل نفس القطار إلي أمستردام ، كان أسمها (ترينا) ،أذن وجهتنا واحدة ولغتنا كذلك ، فتاة كالقمر ليلة اكتماله ، ما فيها شيء بينجدع ، كانت محض صدفة أن تجلس (ترين) إلي جانبي في التاليس ، كانت متميزة ، بشرتها البيضاء وعيونها الكبيرة الداكنة اللون وشعرها الطويل الذي يشبه سواده سواد ليل حالك الظلام ، كنت بين فينة وأخرى أختلس النظر إليها متأملا في وجهها الدائري الجميل التقاطيع حتى حفظته عن ظهر قلب كما أحفظ دروسي ، بادرتها بالسؤال : هل أنتي ذات أصول عربية ؟
ردت بالنفي وذكرت بـأنها زيغينرية من الزغينر ( الغجر الهولنديين) ، كنت حتى هذه اللحظة أجهل تماما من هم الزغينر وأين يعيشون وماذا يعملون وصل (التاليس) محطة أمستردام ، فودعتها بعد أن تبادلنا أرقام التلفونات وانصرفت ، ولكنها أخذت قلبي معها بين محتوياتها ، عدت إلي سكني أجرجر أرجلي من تعب عدة أيام قضيتها بباريس واستلقيت علي السرير بعد أخذ حمام دافيء علة يريح عظامي ، ولكن هيهات أن يجد النوم إليَ طريق ، فتفكيري كله في ترينا، أتقلب ذات الشمال وذات اليمين إلي أن شرقت الشمس .
بمرور الأيام تيقنت من أني أكاد أصر علي استحضار وجهها أمام ناظري وفي مخيلتي دائما ، سواء قي شقتي أو مكان عملي ، لا بل الأمر تعدي ذلك ، فقد أحسست بأنني أناجي هذا الوجه بدون ما أشعر ، لذلك بديت في وضع الخطة فوق الخطة لخلق مناسبة أو عذر للإنفراد بها والتحدث معها ، لكني كل مرة أعيد الهاتف إلي مكانة قبل ثواني من الضغط علي اتصال ، خوفا من فقدانها إلي الأبد ، معللا نفسي بـأن الوقت مازال باكرا ، اتفقت مع ترينا بأن نذهب يوم السبت إلي السينما لمشاهدة أحد الأفلام الذي كثر الحديث عنها، كما أنها سوف تقضي الليلة عندي ، لنذهب صباح الأحد إلي (هاردرفايك) لمشاهدة عروض الدلافين وأسود البحر والأحياء البحرية ، لكن لحظي العاثر أبلغت من قبل العمل بأن كل المجموعة سوف تعمل في هذا الويكند .
حين أبلغت ترينا بذلك مساء الجمعة ، هاجت وماجت بطريقة لم أتوقعها بتاتا ،واتهمتني بإفساد برنامج عطلة نهاية الأسبوع التي خططنا لها سويا شرحت لها بهدوء هذا أكل عيشي ولا يمكنني رفض طلب مخدمي وأنا الساعي لي موضع قدم في هذه الشركة أقلها عقد دائم ، فردت علي بحدة و غطرسة : سأعطيك ضعف ما ستعطيك الشركة ودعنا نستمتع ببرنامجنا .
دارت بي الأرض ، كانت لحظة قاسية جدا ، لم أريد أن أصدق أن ترينا قد تلفظت بتلك العبارات ، صمت فترة من الزمن ، وأنا أرتعش من الغضب ، وبهدوء قلت لها لو كان موارد الآنسة ترينا تسمح لها بتعويضي ضعف ما أتقاضي من عملي ، أليس من الأجدر بها أن تسكن منزلا ملائما بدل المنزل الضيق المهرجل الذي تقطنه ؟؟
فأجهشت ترينا بالبكاء وذهبت وهي تمسح دموعها .
عندما أصبحت وحيدا قررت أن أعيد المشهد مرة أخري ، لأوزن الأمور بميزانها الصحيح كنت أحاول أن أجد العذر لترينا والسلام ، فاعتقدت أنها قالت ما قالت نتيجة تعلقها وحبها لي كان عقلي يقول لي أني واهم ، وان كل حرف نطقته ترينا كانت تقصده ، ونظرات الغضب علي وجهها عند التفوه بالمبلغ المالي كان يؤكد أنه بالنسبة لها لا يعني شيئا ، وأن هناك ما تخفيه عني هذه الفتاة .
2
نعم أعترف بأن ترينا قد ألحقت بي إهانة لا تغفر وألما كما طعنة الخنجر ، وحين أعدت شريط معرفتي بها ابتداء من التاليس حني تلك اللحظة ، اكتشفت أني لا أعرف عنها الكثير باستثناء بأنها تنتمي( للزغينر = الغجر) ، في حين أني سردت لها حياتي بالتفصيل منذ أن ولدتني أمي ، لا بل أن ترينا تحفظ أعداد وألوان ملابسي عن ظهر قلب ، لكثرة زيارتها لي كما أنها كثيرا ما تختار لي ما أرتديه .
مرت عدة أسابيع ولم أعرف عن ترينا شيء ، مسحتها من ذاكرتي تماما ، وفي أحدي الأيام وبينما أنا عائد من مقر عملي ، وأمام منزلي ، رأيت ترينا واقفة مطأطئة الرأس، فتسارعت نبضات قلبي ، فقالت لي هل يمكنني الصعود معك للشقة ؟
لا أدري أن أجبت لها بالموافقة أو الرفض ، فتحت باب الشقة ، وبمجرد دخولنا طبعت فيني قبلة ساخنة واحتضنتني قائلة :أرجوك أن تغفر لي زلة لساني لم أكن أعني أن أهينك ، لقد فقدت أعصابي ذلك اليوم ، ثم أجهشت بالبكاء وهي ممسكة بي لا تريد أن تطلقني ، وأنا ما صدقت أن أجد حضن دافيء مثل حضن ترينا ، بعد عدة دقائق ونحن ملتحمين سويا ، أزحتها عني بهدوء ، وأحضرت لها كوب من العصير ، وقلت لها ـ كان شيئا لم يكن : آآآي والله حضن مثل حضن ترينا كفيل بتوحيد الكوريتين .
عادت علاقتنا أوثق مما كانت علية ، وصارت ترينا محور حياتي ، وفي ذات مساء وأخيرا تحقق ما كنت أصبوا إلية ، وهو التعرف علي مسكن ترينا وعائلتها ، حضرت لي بالمنزل طامعة في مساعدتها في إزالة بعض الأعشاب الطفيلية التي تنمو بين البلاط و الطوب أمام منزلها ، فوعدتها خيرا في أمسية اليوم التالي .
3
عند الخامسة مساءا من اليوم التالي ، جاءتني ترينا أكثر جمالا ، كانت ترينا ذلك المساء شيئا استثنائيا لا أعرفه من قبل ، ولكن لم أدري بأنني ذاهب إلي قدري برجليا ، تحركنا سويا وبعد مرور ثلاث أرباع الساعة ، وصلت إلي كامب مدخلة واحد ، تصطف عربات (الكرفانات) ذات الشكل المستطيل يمين وشمال، مجهزة من الداخل بأحدث الوسائل ، ترجلنا من السيارة ومع نزول قدمي عند مدخل الكامب ، خرج جميع من بداخلة ، شيب وشباب نساء ورجال وأطفال وكلاب ، ظننتهم يرغبون في الترحيب بي ، ولكن هيهات ـ ملامح وجوههم تقول عكس ما اعتقدت ، كان الكل يردد ونحن سائرين في خط مستقيم ناحية كرفان ترينا ، (زوتوا هوتوا ) حني خلت بأن كلابهم سوف تردد (زوتوا هوتوا ) ، سمعت هذه الجملة تقريبا من جميع المصطفين ذات الشمال وذات اليمين ومع كل جملة (زوتوا هوتوا) ، تردد ترينا (ماجاتيل ) ، فسألتها بصوت خافض ، شنو يعني (زوتوا هوتوا وماجاتيل) قالت لي يسألوني عمن تكون وأنا أرد عليهم هذا صديق .
فتحت ترينا أخيرا باب مسكنها فدلفنا إلي الداخل، اعتذرت لي بأن السكن مهرجل ، وهذا سبب عدم دعوتها لي طيلة الفترة السابقة ، كان مسكنها عبارة عن تحفة فنية ، مزينة برسومات مختلفة وكمية الإنارة تكفي لإضاءة حي بكاملة ، توجد في الجانب الأيمن من الكرفان ، كراتين مرصوصة بعناية ، قدمت لي كوب من عصير التفاح ، ثم أدارت ماكينة القهوة ، كانت تدري بأنني مجنون قهوة ، وقبل أن أرتشف من كوب العصير، فإذا بقوم يحملون مسدسات يقتحمون علينا الكرفان ، بطريقة عشوائية ومهينة .
4
نعم أقتحم المسلحون الغرفة وكانوا ثلاث عشر ، يتقدمهم رجل شائب صارم الملاحم ووجهه مليء بالتجاعيد ، وعند آخر المجموعة امرأة مسنة ، تجلس علي كرسي متحرك ، ظننت في باديء الأمر أني أحلم ، فقطع تفكيري وحلمي صوت الشائب ، موجها حديثة بلهجة حادة ناحية ترينا بلغة الغجر ، ودار بينهم حديث لم أفهمه ، ولكن رأيت في وجه ترينا الخوف ، وفعلا روعني مشهدها ، وتلمست الخوف الذي يجثم علي روحها ، فانتابني خوف وهلع .
بعد حديث بينهم فاق الربع ساعة ، التفت ناحيتي الشائب المجعد الوجه ، وبنبرة أشد من حديثة مع ترينا سألني : من أنت وبسرعة؟؟
حتي خلته وكيل نيابة ، قلت له وبصوت خافض ، أنا عادل ولقبي الدائش ، وبسرعة سألني مرة أخرى هل أنت مصري ؟؟
كنت أعرف مسبقا بأن إخواننا المصريين ، مكروهين في هذه البقعة من العالم بسبب عمايلهم البطالة ، فرديت علية وأنا أبتلع ريقي الناشف ـ لالا أنا سوداني ، واصل في الأسئلة التعسفية من متي تعرفت علي ترينا وأين ، وأنا أجاوب وأمسح في عرقي بكم قميصي ، وأنظر إلي المسدسات المحمولة في الغرفة ، كانت كفيلة بتحرير الأراضي الفلسطينية ، أخيرا هدأت بعض الشيء نبرات الشائب ـ والتفت إلي الخلف ، وبدأ الحديث مرة أخرى بلغة الغجر مع بعض المسلحين ، ثم تقدموا واحد تلو الآخر للتعريف عن أنفسهم ، يقدمون أياديهم للتصافح وكانوا كلهم أخوة لترينا ( هابي ، باليت ، فوستو، بوبو، دانيال ، واكي ، سولي ، وايروا ، تيتلي، موزوا ، مرشي).
كان أكثرهم غتاتا في المصافحة واكي وقد كان أعرج ، ضغط علي يدي في السلام حتى ظننت أن عضا مي سوف تسحق ، له وجهه كله شلوخ وعلامات ، يبدوا من كثرة المشاكل ، أخيرا جاء دور الشايب للتعريف عن نفسه ، ضغط علي يدي وقال عبد القادر.
يا إلاهي أذن هو مسلم وعربي !؟
لكن ملامحه لا تدل علي ذلك ، على كل حال دبت الطمأنينة إلي قلبي بعض الشيء ، وهدأت أنفاسي وانتظمت دقات قلبي ، مرة أخرى رجع عبد القادر في الحديث بلغة الغجر مع العجوز الجاثمة علي الكرسي المتحرك بداء صوتها يعلو شيئا فشيئا بصورة غاضبة ، وفجأة كأفلام الرعب ، استدار الشائب عبد القادر ناحيتي ، ووضع مسدسة في المنطقة الواقعة بين حواجبي ، وسألني بنبرة أشد من الأولى :هل تعرف عادات وتقاليد الزيقينر ( الغجر) ؟
عندها تأكدت أن هذا العجوز قتال قتلا ، ولا يتوانى لحظة في الضغط علي الزناد ، وأيقنت بأنني لا يمكنني أن الاوع في الكلام وألف وأدور وأتفلسف في هذا المكان ، ومع هذا الشائب بالتحديد ملامح وجهه تدل بأن الضحك والمزاح لا يعرفان الية طريق ، فرديت علية : لا أعرف عاداتكم وتقاليدكم .
رد علي بصوت صراخ ومسدسة بين حواجبي: إذا نمت أو مارست مع ترينا ليس أمامك إلا خيارين ، الزواج بها أو الموت ، ولكزني بمسدسة ذادت دقات قلبي مرة أخري ، وكم كنت غبيا في هذه الليلة ، فقلت له بصوت أشبة بصوت الطفل عندما يبدأ في تعلم الكلام ، كيف أمارس معها ؟
زاد هياج الشائب وقال لي أنت مابتفهم ؟ ممارسة يعني جنس ؟ رديت علية بسرعة البرق : لا لا ترينا مثل شقيقتي .
لا أنكر بأن كانت لدي الرغبة الأكيدة لفعل هذا الشيء ، لكن بعد الذي رأته عيناي في هذا الكامب ، تلاشت الفكرة نهائي ، وأنا في سري بعد اللكيز اللكزوني ليهوا دا ، ورب العزة لو ترينا جاءت وشلحت ملابسا ، ودلكتني بديها فقرتي هو العمر بعزقة!؟ـ
5
كل بضع دقائق تهدأ ثورة الشائب يعود للحديث مع العجوز الجالسة علي الكرسي المتحرك بلغة الغجر، ثم يرجع لأسئلته وهياجه ، ومن خلفه أخوة ترينا المسلحين وأنا حالي لا يسر حبيب ، أرجلي ترجف ، والركب تتضارب مع بعضها كترزي ليلة صباح العيد حتى حسبته سوف يقول للذين خلفه ، طلقتان شمال الاضنين لتسخين المأسورة والجاهز يضرب .
في كل مرة تراودني فكرة الحديث معهم بسخونة ، وأنا أردد في سري مقولة طه البطحاني .
أنا علي حلف إن كان بقيتو سرية منكم انتهي قبال تجي العصرية ، وارجع وأقول ـ التهور مرفوض ، و طه ذاتوا لو وضع في هيك زنقة ما كان قال بغم ديل ناس اتجاه واحد وتفكيرهم متحجر ، لا يعرفون سوي لغة السلاح للمخاطبة ، هكذا تقول وجوههم .
هذه المرة وجهت لي العجوز السؤال مباشرة لو كان لدي الرغبة بالاقتران بابنتها ؟
تريد الإجابة علي الفور ، تململت في مكاني وقلت لها ، أنك تعرفين بأنني مازلت في بداية العشرينات من عمري ، ولكي أكون قادر علي الوقوف علي أقدامي ، أحتاج لعدة سنوات حتى أفكر في الزواج ، وترينا مثلها مثل شقيقاتي ، وأنا لم أتي إلي هنا إلا لمساعدتها في تنظيف الأعشاب الطفيلية.
رجعت العجوز لعجن الكلام ، وماذا إذا ثبت لي لاحقا بأن علاقتك بترينا غير الذي ذكرت
قلت لها : لكم كامل التصرف في ما ترونه مناسب ، وأنا في سري ـ لعنة الله عليك يا عجوز النحس ، أنتي شايفا أسع أمي وخالتي جابوا ليك قولة خير ولا مهر!؟
6
تمنيت في هذه الليلة أن تأتي معجزة من السماء ، حتى أخرج من هذه الورطة التي وضعت نفسي فيها ، ولكن حتى لو أتت المعجزة قدماي لا تحملاني علي الخروج من هنا إلا زاحفا . وأخيرا بعد أطول وأصعب أنترفيو مر علي في حياتي يهدأ الوضع نهائيا ويخرج الجميع تاركنني أنا وترينا وجه لوجه .
اعتذرت ترينا بشدة لما أصابني ، ولكن حتى لو اعتذرت حتى نهاية عمرها ماذا يفيدني اعتذارها بدأت في شرح عاداتهم وتقاليدهم بأنهم لا يحبون العيش مع الناس وأنهم يعملون في الأشياء الممنوعة تجارة السلاح ، زراعة الحشيش ، المخدرات بجميع أنواعها ، الغش والاحتيال والسرقة ، أثناء شرحها عن عادتهم وتقاليدهم ونحن نتجول في غرفتها ، جاءت بي ناحية الكراتين المرصوصة ناحية اليمين وفتحت أحدي الكراتين ، ويا لهول المفاجأة ،مسدسات ! نعم ممتلئة بالمسدسات الصغيرة ، أخيرا عرفت سر لبس ترينا الغالي الثمن وسيارتها الفارهة ، وهي لا تعمل ، وأثناء حديثنا دخل شقيقها واكي الأعرج ، وقد حدثتكم عنة سابقا ، يبدوا لي بأنة غتيت وزبالة في أخلاقة ، يحمل صينية مثل التي تقدم فيها حلوي وخبيز العيد في بلادي ، لكن ليس بها خبيز أو حلوي بل كانت ممتلئة أشياء لا أعرفها ، سوي حقنة كالتي يطعن بها مصاب الملاريا ضعها في التربيزة وخرج ، ثم عاد بأخرى مماثلة ممتلئة بالخمور بجميع أنواعها ، قال لي تفضل وخرج في لمح البصر .
أذن هنا هكذا يكرمون ضيوفهم ، تعجبت بين كرمنا الحاتمي ، ابتداء من كلمة تفضل ومن ثم الذبائح والبشاشة في وجه ضيفك ، وبين كرمهم الذي يبتديء بتخويف الضيف بالسلاح، وينتهي بالخمور والمخدرات ، أتلفت ناحية ترينا ، ما هذه الأشياء ؟ قالت لي هذا أفيون وهذا حشيش المرقوانا (بانقو) كوكايين ، هروين ، ويسكي ، بيرة ، وأشياء أخري ممتلئة بها الصينيتين كفيلة بالذهاب بعقلي مدي الحياة لو تجرعت جرعة واحدة منها ، قلت لها أنا أعشق الحلو مر وأموت في الكركدي والسحلب والحلبة ، هل عندكم منها ؟ أجابت بالنفي ، أذن كل هذه الأشياء أولي بها شقيقك واكي الأعرج ، ضحكت ترينا حتى استندت علي كرسي الجلوس ، كانت تدري بأن لساني طويل مع كل الناس إلا الشائب عبد القادر وزمرته ، فهؤلاء لهم وضع خاص في قلبي أكنه لهم .
بعد أكثر من ساعتين قضيتها بينهم شد وجذب ، عدت مرة أخري للتحدث بطمأنينة مع ترينا وكانت عندي أسئلة لابد من إجابة لها حتى يرتاح بالي ، هل الشائب عبد القادر من الزقينر ( الغجر) ؟
أخيرا عرفت بأن الشائب عربي من دولة الجزائر ، ومتزوج من عمة ترينا منذ أربعون
عاما مضت ، و أصبح يشبههم في الملاح والطبع .
هل كل هؤلاء المسلحون أخوة لك ؟
نعم هابي ، باليت ، فوستو، بوبو، دانيال ، واكي ، سولي ، وايروا ، تيتلي ، موزوا ، مرشي وهناك أثنين آخرين قابعون في السجن أخوة لي ، يا إلاهي ! لماذا لم تكونوا تيم كتيم برشلونة ؟
كان سوف تجدون لكم بنهائيات أندية أوربا موطيء قدم .
أين والدك ؟
والدي توفي بداء السكري اللعين ، وأمي أيضا مصابة بداء السكري والروماتزيوم .
قلت لها كان لابد لود أبرق أن يرحل ، ولازم أن تجلس أمك في كرسي متحرك ، مادام أنجبت مثل هؤلاء البغال ، ضحكت ترينا هذه المرة بصوت عالي وهي تردد ياربي ياربي .
ـ7 ـ
جلب لنا صوت ضحك ترينا العالي شقيقها الأعرج واكي ، دخل والتفت ناحية الصينيتين الكارثة وقال لي : لماذا لم تتناول شيء ؟
هذه المرة تدخلت ترينا قائلة : عادل لا يشرب الكحول ولا يتناول المخدرات ، نظر لي وقال: إذا أردت أن تحسن دخلك ، يجب عليك معرفة هذه الأصناف جيدا ، حينها أدركت بأنهم هكذا يصطادون ضحاياهم بعناية ، تبدأ بمرحلة الإدمان ثم المساومة للتوزيع لهم مقابل الجرعة اليومية ، ودائما ما يبحثون عن شخصيات ليست لديها ماضي ووجوههم غير معروف لدي الشرطة للتوزيع .
الطفيلية ؟. التفت الأعرج نحوي مرة أخري أذن لماذا لا تبدو في إزالة الحشائش
ذكرت له بأن الظلام قد عم ، سوف أعود غداً لإزالتها ، وفي سري (تاني السيل ما بيجيبني هنا ) ، خرج واكي وابتسمت ترينا ورددت : واكي بيحب جدا جدا ، وأنا في سري (القلوب شواهد ) ، بعد حديث واكي معي ، كانت عندي تساؤلات ولابد أن أجد الإجابة لها من ترينا ، هل ترينا لا تحبني ؟ وكل هذا تصنع حتى تذهب بي إلي سكة الرجوع من غير عودة ؟
هل هناك أتفاق مسبق مع عائلتها والشايب عبد القادر ؟ وكل ما رأيت ليس إلا مسرحية مصطنعة علي ؟
و بدون لف ولا دوران صارحتها ما كنت أظنه ويدور في رأسي ، نفت بشدة كل ما أعتقد في
رأسي ، واعتذرت مرة أخري لي لما لحق بي في هذه الليلة الكابوس .
يبدو أن هذه الليلة لن تمر علي خير ، بينما نحن نتجاذب أطراف الحديث ، فإذا بصوت أطلاق رصاص قد بدأ داخل الكامب ، صوت صراخ وعويل وكلاب تنبح ، ياربي ماذا هناك ؟
دخل وايروا شقيق ترينا وتحدث بلغتهم وهو مرتبك وخرج ، أخذتني ترينا علي خلفية حديثه ونزلت بي إلي غرفة تحت الأرض ( الكلدر) .
ـ 8 ـ
نزلنا إلي (الكلدر) ووجدت ما يشيب له الرأس ، زرع أشبة بالملوخية كل شتلة في علبة لحالها وتحتهم حوض مصنوع من الخشب والمشمع ، وفوق الزرع تسع كشافات كل ثلاثة كشافات مثبتات في لوح خشبي ، كانت درجة حرارة الكشافة
الواحدة خمسين ضعف الكشافات التي كنت تستأجر للمناسبات ، فأحالت هذه الكشافات (الكلدر) إلي ساونا بل نار جهنم أذن صوت رصاص فوق رأسي وتحت الأرض نارا موقده ، سألتها ما هذا الزرع ؟ وماذا عن صوت الرصاص ؟ أجابت الزرع هو نبتة المرقوانا التي تشتهر بها هولندا ( أشبه بالبنقو) ، تعاطيها مسموح به لكن زراعتها من أجل التجارة يعرض صاحبها لطائلة القانون ، وصوت الرصاص يبدوا بأن هابي الشقيق الأكبر لترينا قد باع شحنة بقايا خشب معدة بأحكام داخل علب سجائر ، وبنفس وزن علبة السجائر علي أنها سجائر ، وما هي إلا بقايا خشب إلي أحد ( الزقينر الغجر) من أحدي الكامبات الممتدة حول محافظة ليمبرخ الهولندية الحدودية مع ألمانيا ، ولان الغجر لا يعرفون سوي لغة السلاح ، أتي من أجل أن يسترد أمواله وبقوة السلاح ، بداء صوت الرصاص يختفي ويعود مرة أخري ، يبدوا أنة لم يتوقف لكنني لا أسمعة بسبب صوت يصدر من جهاز معلق بعناية فوق سقف الكلدر ، عرفت فيما بعد أن هذا الجهاز عبارة عن فلتر ، يدخل الهواء البارد من بالون للزرع ،ويخرج الهواء السخن من الجانب الآخر ، ويحتفظ بالرائحة حتى لا تخرج في داخل مادة فحمية .
تهللت أساريري ـ أطلاق رصاص معناها وصول الشرطة بعد قليل ، لتنتهي هذه الليلة المشئومة وأعود أدراجي إلي مسكني ، ذكرت هذا لترينا ولكنها أصابتني بإحباط ، عندما ذكرت لي بأن الشرطة لا تتجرأ للدخول في هذا المكان ، وإنها تعرف جيدا ما بداخل هذه الكامبات من بلاوي متلتلة ، مخدرات وتجارة سلاح وعملة مزيفة وحشيش وغيرة ، لكنها تفضل أن تصطاد الزقينر من المدن ، وتغض الطرف عن الدخول إلي مساكنهم والمواجهة معهم ، يارببببببي ـ حينها أدركت أنني فعلا في ورطة ، مكان تهابه الشرطة الهولندية ، ما الذي أدخلني إلية ! والمعروف عنها إذا حلمت وأنت في نوم عميق بأنك تشاجرت مع أحد مجرد حلم ، عندما تستيقظ تجد الشرطة فوق رأسك .
كل ما يصمت جهاز الفلتر قليلا أسمع صوت الرصاص ، استخدمت الساتر تماما وأنا ألوم نفسي وأتذكر حديث جدي علية رحمة الله ، كان دائما بيقول لي يا عادل ( الرجل لو سلم دقنوا لامرأة أو جرى خلف ذكره علية العوض ومنو العوض ) .
.
9
أقتربت الساعة الي الحادية عشر ليلا ، لحظات عصيبة أنتظرتها أتململ ذات الشمال وذات اليمين الي أن هلا علينا
هلال رمضان وايروا ، نعم رجع وايروا ومعه خلاصي من هذا المكان تجمع كل ساكني الكامب ، فما أن وطأت أقدام
وايروا خارج السيارة حتي بادره الشايب عبدالقادر بعبارة ماهي الاخبار عندك فرد علية وايروا مجرد التهاب
نتيجة تعرض ترينا لتيار بارد وس اخن ، فما أن سمعت والدتها هذا الخبر أرتفع صياحها تسب وتلعن وموجه
اصابع الاتهام نحوي . هذا الوغد من عرض ترينا للمرض ، من كثرة صياحها يقترب الكرسي المتحرك الذي تجلس علية
الي السقوط وانا في سري الله لا كسبك يا عجوز النحس عاوزا تقطعي خلفي بالخلعه ؟ كأن منظر والدتة ترينا وكرسيها
المتحرك يذكرني بعربة الباسطة التي كان يمتلكها العم حسون وهي تهتز كلها وهو متجة ناحية محطه أبو حمامة .
أرتفع صياح العجوز كل ما اقتربت بكرسيها المتحرك نحوي ، في هذة اللحظة كان الشايب عبدالقادر يصيح في
وايروا وبلغة الغجر ومن ثم قام بصفعة و علي ما اظن كان الشايب لا يريد وايروا أن يتحدث أمامي بلغة هولندية ،
حتي يتثني له أبتزازي للعمل معهم. فبدون ما أشعر وأنا كل تركيزي ناحية والدتة ترينا قلت للشايب عبدالقادر
عليك النبي عشة أم قيردون دي تزحها من وجهي ، زكرت هذة العبارة وفي ظني أن الشايب غير مركز معي لكن خابت
ظنوني فالاكيدة الشايب مركز معي تماما مما سمع عشة أم قيردون التفت نحوي والعجوز في صياحها ماذا تقصد
من عبارة عشة ؟ ووجهه يشتاط غضبا . وللتاريخ الدائش لا يملك ارصدة في البنوك ولكنني أمتلك سرعة بديهه
حباني بها ربي وسرعة رد في أحلك الظروف فقلت للشايب لا أنا تزكرت السيدة عائشة رضي الله عنها
زوجة الرسول وأم المؤمنين وعلي طول قلت له صلي علي النبي المصطفي . صلي الله علية وسلم ،
تردد الشايب برهه وتمتم بعبارة لم أفهمها ومن ثم صوب مسدسة ناحية رأسي وقال لي
ماكانش منها أسكت قلت له ثمح حاضر . ليس لي مفر غيرها في هذة الليلة المشئؤمة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: عادل الباهي عبدالرازق)
|
قلت للشايب حاضر ولكنني قراءات في أعين كل الحضور أستهجانهم لصفع وايروا فقلت في سري اللهم اجعل كيدهم في نحرهم أنشاءالله حيصلوا آمات طه بس أنا أتخارج من هنا ، أتلفت ناحية ترينا معاتبا لها بنظرة وردت علي هي بذات النظرة وطلبت مني الهدوء ، هذا ماقرأتة في أعينها ،قطع حبل افكارنا الشايب صفق يلا وايرو ووكي وفستوا أذهبوا لعملكم واتركوا معي موزو وسولي . كان هذا موعد الزغينر اليومي للعمل بين البارات والديسكوهات لبيع الحشيش والمخدرات ، حينها تهللت أساريري ، أنتظرت لحظات حتي غادر هؤلاء البغال الكامب واتلفت ناحية الشايب أريد الذهاب الي الحمام، أشار الي بمكان الحمام وردد يلا موزو خلفه ، ذهبت الي الحمام ولكن ليس لقضاء الحاجة ولكن لشيء في نفسي ، فقمت بالاتصال مباشرة بود كرار صديقي ويسكن بالقرب مني * ياود كرار(*) أخوك في ورطة شوف ليك كم شاب كدة وتعال لي _ أبشر بالخير أنا أخوك يا ريا بس أديني العنوان . * العنوان جليانا فخ قاطعني ود كرار من مجرد سماع جليانا فخ أسمع يا ود الباهي العنوان دا في الغابة بالقرب من كامب الزغينر( الغجر) 0 قلت له بل هو كامب الزغينر نفسة ، هنا تململ ود كرار وتغيرت نبره صوتة وقال ياود الباهي جأتك البلاوي ، الوداك هناك شنو ؟ * ودتني ارجلي _ طيب ما تخلي ارجلك تطلعك من هناك بعتهم في مذاد علني ؟ والله كل البقدر أعملوا ليك بقوم من مكاني دا أتوضاء وأصلي ليك ركعتين وأدعو الله يخارجك ، قاطعتة قبل أن أضغط علي أنهاء المكالمة ، ياود كرار دعاء منك ماعاوزوا بيغتس حجري نوم نومك تنوم فيك حيطة أنشاء الله
* ود كرار أسم وهمي تم حذف الاسم الحقيقي تجنبا للصداع .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: عادل الباهي عبدالرازق)
|
FACE="Naskh"
SIZE="5">
COLOR="#00007
F">
صدقوني قفلت علي المكالمة ولكنني لم ازعل منه فقد كنت اتفهم نفسياته جيدا ،فود كرار له
من السودان قرابه الستة عشر عام وكانت والدتة قد تجاوزت السبعين عام ولم يراها ، كان منتظر
أقامة حتي يتثني له الذهاب الي ارض الوطن ، فكانت أمنيتة في الحياة رؤيتها قبل أن يحصل قدر الله
لذلك يتجنب المشاكل وكانت عندة عقده السكين وان مصيره سوف يلقي الله مطعون بسكين فكنت دائما أذا
رغبت في مزاحه ، أشهر السكين في وجهه فينتفض مزعورا ويطير أعينه ويصبح شكله كمثل السخله الخالعاها الرعدة
ياباهي عليك الله ماتهظر ، هظار زي دا أنا ما بحبوا، ومن طرائف ود كرار ذهبنا ذات يوم لاداء صلاة
الجمعة وكان يجلس يميني مباشرة اثناء الخطبة ،فوصل الخطيب المغربي مرحلة الدعاء وود كرار رافع
أيادية الي أعلي ويردد اللهم آميين اللهم آميين و أثناء الدعاء ردد الخطيب اللهم اخرجنا
من هذة البلدة الظالم أهلها فما كان من ود كرار الا ان ينزل أياديه ويصمد بطريقة لفتت
كل من كان يجلس حولنا ، فسألتة بعد الصلاة مباشرة دا شنو العملتوا دا ياود كرار أنت جنيت ،
رمقني عين مقفولة وعين مفتوحة شوف ياود الباهي أنت والامام عشان عندكم الجنسية، تقولوا
آخرجنا من هذة البلدة الظالمة أنتوا أحرار وأنشاءالله ترددوا آميين للخريف الجاي
أنا أبيت مابقول ، أسع لو قلت آميين والدعاء استجاب مابلقي روحي بكره لافي صينية
في نص سوق الخرطوم.
وضعت الهاتف في جيبي ، بعد حرق ورقة ود كرار وخرجت هذة المرة بأسلوب مختلف
غير الاسلوب الذي أنتهجته مع هؤلاء البغال منذ حضوري لهم .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: ابوبكر قسومة)
|
Quote: أثناء الدعاء ردد الخطيب اللهم اخرجنا
من هذة البلدة الظالم أهلها فما كان من ود كرار الا ان ينزل أياديه ويصمد بطريقة لفتت
كل من كان يجلس حولنا ، فسألتة بعد الصلاة مباشرة دا شنو العملتوا دا ياود كرار أنت جنيت ،
رمقني عين مقفولة وعين مفتوحة شوف ياود الباهي أنت والامام عشان عندكم الجنسية، تقولوا
آخرجنا من هذة البلدة الظالمة أنتوا أحرار وأنشاءالله ترددوا آميين للخريف الجاي
أنا أبيت مابقول ، أسع لو قلت آميين والدعاء استجاب مابلقي روحي بكره لافي صينية
في نص سوق الخرطوم. |
ود كرار ده اعقل زول في القصة المجنونة دي بشخوصها واحداثها هههههههههه
ياعادل ... ان شاء الله يكون شاف امو ثم تحياتي ليهو ......
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: عادل الباهي عبدالرازق)
|
نعم كنت علي يقين بعد مكالمة ود كرار أن البحر خلفي والعدو أمامي وعلي وحدي حل مشكلتي مع
هؤلاء البغال ، هذة غلطتي وعلي أن أتحمل كل نتائجها سلب أم أيجاب ، خرجت وتبعني شيخ الغفر
موزو وأنا متجه ناحية الشايب كنت أردد في سري مرابيع الطيب ودضحوية ماني دغور بيوت بعقب
بحل الصُرّة ماني الخاين الـ بتبدك اخون الحرة بختر ديمة في وسط الهجايم برة داخرو ضراعي لي
يوما حديدو مشرّا وأهو الليلة يوم ضراعي جاء ، وصلت الي الشايب ووقفت أمامة مباشرة ، شوف يازول هووي
أنا منذ المغرب بحترمك لانك في مقام والدي ، ماتشوف مسكنتي دي والله أنا عندي حزام أسود في الكارتية
لو قمت بأكلك عديل كدة ، والان أتصلت بأصدقائي وهم علي الطريق سوف يصلون الي هنا ليقتلعوا الكامب
ومن فيه وصديقي ود كرار زكر لي بأنه سوف يحرق الكامب عن بكره أبية ( الله لا تاجر ود كرار شبعان نوم )
كنت أعرف أن الزغينر أكثر حاجة بترعبهم الحرائق لانهم يسكنون في كامبات داخل غابات محاطة بأشجار كثيفه ،
أي نار معناها ضياع كل ممتلكاتهم ، واصلت في هياجي وشغال عرضه فوق تحت تحت فوق فالشهادة لله الشائب أعصابوا
التقول في ثلاجة لم يحرك ساكن ، لكن موزوا وسولي كانوا متحفزين للأنقضاض علي وانا شغال وهمات للشايب بقيضة
يدي هويت علي وجه سولي أصلا أنا كنت مترصدة منذ المغرب لان بنيتة الجسمانية ضعيفة .
هوي سولي علي الارض فشهر أخية موزوا السلاح في وجهي فصاح فيه الشايب إهداء .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: شمس الدين ساتى)
|
تراجع موزوا عني بعض خطوات وأنا واصلت في وهماتي للشايب سوف أخرج من هنا رضيتم
أم أبيتم ، أين ترينا ، عيييك عووك هيييع ، والشايب ينظر الي وببرود قال لموزوا
أذهب وأحضر سيزر وما أن سمعت أسم سيزر قلت للشايب جيب الجزائر كلها خلي سيزر ،
أنت مفتكر كل الطير بتأكل لحمه وكان في ظني سيزر انسان . ذهب موزوا ورجع علي وجه
السرعة يقود ك ل ب من فصيلة بيتبووول لاتعرفوا أسد ولا تعرفوا دبابة مربوط من عنقة
بجنزير وال###### يسبق موزوا في الخطي، من هول الصدفة صمت كالابكم ، أشار الشايب لموزوا
بالتوقف بعيد وأخرج هاتفة وأتصل ببقية البغال زاكرا لهم أنه سوف يتم مهاجمة الكامب و
عليهم ترك أي شيء في أيديهم والرجوع في الحال ، خلص الشايب من أتصالاتة والتفت نحوي
يلا واصل في هياجك وعاوزين نشوف مزايا حزامك الاسود في الكارتية،
حينها عرفت بأن الدائش عاوز يكحلها عماها ، رجعت تاني لأسلوب الدهنسه، ياعم عبدالقادر
أنا كنت بمزح لا أكثر ولا أقل هل كنت تتوقع أن أمد يدي نحوك وأنت في مقام أبي وعمي حاشا
لله ولا بعرف للكارتية ولا عمري مارستها . أبتسم الشايب ولاول مره منذ المغرب أري أسنانه ولم يرد . دقائق معدودة ورجعت سيارات
البغال ورجعت تاني للمحطة رقم واحد، رجع واكي الاعرج وهو أكثر غلظة ، خلونا نخلص منو ونشوف
بقية أعمالنا ، أشار الية الشايب بالتوقف وخاطبني أين بقية أصحابك الذين يرغبون في حرق الكامب
نحن في أنتظارهم ، رددت علية أنا كنت بمزح زي ما قلت ليك . هاج في وجهي أتصل فيهم لازم أن يحضروا
والا تركتك وجبه عشاء لسيزر ، أتصل. حتي أجاريهوا أخرجت الهاتف من جيبي ويدي ترجف ورجعت للتحدث مع
ود كرار بلكنه سودانية ، ياعمك يأخ الناس دي أرهبوني عديل كدة وكمان معاهم ###### من فصيلة بيتبووول
أعمل شنو ، تنحنح ود كرار ياود الباهي يأخ نحن ماننوم معاك ؟ رددت علية ياود كرار يأخ انا ماقاعد
أقيف معاك مغمض في مشاكلك . ياود الباهي هووي مشكلة لمشكلة تفرق أنا مشاكلي كلهاالبتقيف معاي فيها يا مع كنترول الترام
لانوا ماعندي تذكرة يا مع أفغاني في ميدان الكره يعني حاجة مقدور عليها وأنت تخطيت المقدور عليهوا
ومشيت للزغينر ( الغجر) في مكانهم ، يعني أنت هسع نصيح؟ وأردف هم الناس الان قدامك كم قلت ليهوا قرابة الثمانية ومعهم
######هم أعمل شنو ؟ والله ياباهي الليلة يا تجيك ليلة القدر ياكمان أبرك علي ركبتيك وغني ليهم اللول اللول يا لولية
بسحروك يا للا الحبشية وأنا أستمع أنتهرني الشايب خلص عندي ماهو مهم غيرك .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في عرين الغجر ( أنا وترينا وليلة شتوية بنكهه البارود) من مذكراتي (Re: محمد على طه الملك)
|
Quote:
صور قوقل ما معانا ..
مش يمكن يلقطنا مارين ساي ..
الطويل الماشي مخلوع داك أوع تكون ؟
.
.
راجنك |
ود الملك ياحبيب
خايف أمشي أصور ليكم من داخل الكامب ولو بالصدفة حصل
أي شيء لديهم يتدرعوني تاني ( أنا بطلت شلاقة ههههه)
والله ياملك ناس قوقل زاتوا خايفين منهم بلاهي أي عنوان
كتبتوا جابوا لي لحدي الباب وبصورة أوضح الا عنوان الكامب دا جابوا
من بعيد لبعيد . هسع نحن فيها تعال لي بوصلك الي مكانهم وصور
أنت وانا بقيف بعييييييييد
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
| |
عادل الباهي عبدالرازق
saif massad ali
omer osman
صديق الموج
معاوية المدير
بريمة محمد
وليد محمد المبارك
محمد على طه الملك
عبدالله ود البوش
محمد عبد الماجد الصايم
محمد سنى دفع الله
محمد البشرى الخضر
ismeil abbas
tmbis
garjah
Osman Dongos
ABUHUSSEIN
محمد علي البصير
Haytham Mansour
ابوبكر قسومة
شمس الدين ساتى
keiga2000
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست