|
Re: ما الذي يعده المؤتمر الوطني من مؤامرات أخرى؟ عن حزب التحرير نحكي (Re: احمد ضحية)
|
ما الذي دفعنا لفتح هذ البوست من الأساس؟ هل لأن حزب البشير يناور القوى السياسية في الداخل, لتفصيل دستور بمرجعيات إسلاموية؟ وفي سياق ذلك إلتقى حزب التحرير؟ بطبيعة الحال لا. لأن أيا كان الدستور الدائم المزعوم, الذي سيخرج من عباءة نظام إجرامي, كنظام البشير, لا يعنينا من قريب أو من بعيد. لكن يعنينا إثارة الأسئلة حول هذا الدستور "الدائم" المزعوم, ونعلم تماما أن كل الجهود يجب أن تسخر لإسقاط هذا النظام الفاسد. فمشكلة الدستور الدائم للسودان, ليست جديدة بحكم عدم إستقرار الأنظمة, التي تعاقبت على حكم البلاد, وفشلها في صياغة دستور "دائم" يجد القبول والرضا من كافة الأطراف السياسية, التي تمثل كل السودان دون إستثناء. ولذلك ظلت الأنظمة المتعاقبة, تسم دساتير السودان دائما بصفة (الدستور المؤقت لسنة كذا). فمنذ أن نال السودان إستقلاله, حتى الآن دساتيره مؤقتة, حتى تلك التي تم إلحاق صفة "دائم" بها!!.. سبع وخمسون عاما والسودان ليس لديه "دستور دائم", بالمعنى الحقيقي للدساتير التي تحكم الأنظمة والبلدان المستقرة؟! فهناك الدستور المؤقت لسنة 1956(الإستقلال- الديموقراطية الأولى) والأوامر الدستورية المؤقتة (58-1964- نظام الفريق عبود العسكري), ودستور جمهورية السودان المؤقت لسنة 1964 (الديموقراطية الثانية), ودستور السودان المؤقت المعدل مرتين: 64-1965 ودستور السودان المؤقت المعدل 1964 والمعدل 1966 ودستور السودان المؤقت المعدل 1964 و المعدل ل 6 مرات سنة 1968. ثم جاء نميري.. و قرر وضع "دستور دائم", في ظل ظروف و أوضاع مشابهة إلى حد كبير للظروف الحالية (مصادرة للحريات والحقوق وإختناق سياسي تام) فتم "نجر" دستور سنة 1973 وتوصيفه ب(دستور جمهورية السودان الديموقراطية لسنة 1973) فالتسميات "مجانية ما بقروش" فجمهورية السودان وقتها, تمكن منها الإستبداد وحكم الفرد, وأصبح نميري يتصرف كما يحلو له (كالبشير تماما) فقبل أقل من عام ونصف فقط (يوليو 1971) من وضع الدستور الذي أطلق عليه نميري صفة (الدائم), تمت حملة إعدامات واسعة النطاق؟! وبعد أن تمكن الترابي من إعادة توجيه النميري, وتنصيبه في مسجد النيلين إماما للقرن العشرين, وبدأ مشرعين السلطان في الإعداد ل(قوانين سبتمبر 1983 الإسلاموية سيئة السمعة والصيت), والتي راح ضحيتها الكثيرون من أبناء الشعب, وصل الإختناق السياسي إلى ذروته, فكانت إنتفاضة (مارس أبريل 1985), التي تمخضت عن (دستور جمهورية السودان لسنة 1988), وكانت الصدمة كبيرة في أوساط القوى السياسية التقدمية, إذ لم يتم إلغاء قوانين سبتمبر 1983 الكارثية؟ وبمجيء الجبهة الإسلاموية إلى دست السلطة, تم تشريع الكثير من القوانين, في إطار سياسة التمكين والنهب المنظم لثروات السودان, التي إبتدعت فيما يسمى ب "المشروع الحضاري", إلى أن تم التوصل إثر "نيفاشا" إلى (دستور جمهورية السودان الإنتقالي لعام 2005) وهو الدستور الحالي, وبطبيعة الحال هو ك"دستور إنتقالي" يعتبر مؤقتا, خصوصا أنه صنع في الظروف المحيطة "ببروتكول ميشاكوس" و"إتفاق نيفاشا", الخاص بوضع جنوب السودان, ولذلك يلزم البلاد بحدودها الحالية, "دستور دائم". وفي الحقيقة, الظروف التي صنع فيها نميري دستور 1973. لهي أفضل بكثير من الظروف الحالية, في ظل الحروب المنتشرة في الأطراف, التي من الصعب التكهن بما يمكن أن تفضي إليه, فثمة لاعبين أساسيين, ك"الجبهة الثورية" وقوى المعارضة الأخرى, الذين هم حتى الآن ليسوا طرفا, في خطط "لجنة الدستور". خصوصا في ظل التشققات التي تعمقت في جسم النظام, بل وتمثل هذه القوى رقما صعبا لا يمكن تجاوزه بحال من الأحوال, لصناعة دستور دائم للبلاد. وإن كره النظام وأشياعه. وكما عود هذا النظام شعب السودان, أنه نظام غير مسئول ولا يأبه لشيء, فمن الممكن جدا, أن يمضي قدما في صناعة الدستور, الذي في ظل الأوضاع الحالية, التي تعانيها البلاد, أبدا لن يكون دستورا دائما, في ظل القناعات الراسخة بضرورة زوال النظام نفسه. وهنا تجدر بنا الإشارة, إلى أن القوى السياسية المعارضة للنظام في الداخل, حتى الآن لم يصدر عنها ما يشير إلى أنها قد تتورط في صناعة الدستور المزعوم, فالهدف الرئيسي هو إسقاط النظام, فكل التصريحات التي قرأناها "كغيرنا" تقول بذلك. لكن هذا لا يعني أن النظام لا يحتكم على عدد من القوى السياسية, سواء تلك التي تشاركه السلطة ك(الإتحادي الأصل) أو القوى "المتوالية" الأخرى, خارج السلطة كحزب التحرير, وخصوصا أنهم يشاركون النظام رغبته في "دستور إسلامي", فهو الطرح الذي يروق ل"جماعات الإسلام السياسي" ولا تمانعه الطائفية (لكن وفقا لشروط مختلفة), ولهذا السبب لن تألوا الأولى جهدا لمساندته, وكذلك الثانية, إذا تمت الإستجابة لشروطها. ولديها في ذلك تجارب في التكتل لفرض "دستور إسلامي" إبتدرتها في 1958 سنتحدث عنها لاحقا. نواصل
(عدل بواسطة احمد ضحية on 03-14-2013, 01:44 AM)
|
|
|
|
|
|